العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 09-08-2011, 11:05 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي قصة أبي . . قصة إرشادية بمناسبة أسبوع المرور - يوسف خليفة الشريدة

قصة أبي

قصة إرشادية بمناسبة أسبوع المرور





طلبتْ منا المعلمة أن نشارك في أسبوع المرور بمشاركات ذات صلة برسالته، وذلك لتعزيز وعي الناس بأهمية الالتزام بأنظمة المرور لتجنب الوقوع في الأخطاء المرورية، والتي تؤدي لحصول خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وكذا تـتـسبب في أحيان كثيرة في إصابات وإعاقات مستديمة يصعب علاجها.

عدتُ من المدرسة وأنا مشغولة الفكر، وكلي أمل في مساعدة أبي لي لأُوثق اسمي في قائمة المشاركات بهذه الحملة الإرشادية المهمة؛ والتي يستفيد من ترويج رسالتها الوطن والمواطنون.

حدّثتُ أبي عن الفكرة، واقترح عليّ المشاركة بقصته التي مرت به، ففيها ما وصفه بالعبرة والفائدة.

قال أبي: قبل ثماني عشر سنة، كانت أمكِ حاملاً بكِ، وكنتُ حينها أعمل بمدينة الدمام؛ ويوم الأربعاء كان يومي المفضل؛ فهو اليوم الذي أعود فيه لزوجتي وأبنائي وبقية أهلي وأحبتي في الأحساء.

وذات يوم أربعاء، بينما كنت عائداً من الدمام؛ كانت أشواقي تُـسرع بي، وكنت أستعجل توقيت عودتي؛ فكنت أسرق بعض الوقت من عملي بالحرص على الاستئذان من مديري بالعمل، وكذا كنت أسرق مسافة الطريق بالسرعة.

أتذكر أني من فرط استعجالي؛ لم أكن أصبر على وجود سيارة أمامي، فكنت أتجاوز السيارات وإن اضطررت للنزول إلى الطريق الجانبي، فلا أنتظر أن يُـفسح السائق الذي أمامي الطريق لأتمكن من تجاوزه بأمان!

وفي أحد المرات، وبينما كنت نازلاً على الطريق الجانبي للتجاوز، وإذا بي فقدت السيطرة على الوضع، ولم يكن أمامي إلا التسليم بما تفعله الأقدار بي، وكان أن اصطدمت سيارتي بشاحنة وتحطمت بسبب ذلك، ولطف بي ربي –سبحانه- وخرجت منها معافى إلا من فزعي مما حصل، فبقيت ألملم نفسي التي تبعثرت من هول ما حدث!

بعد أن هدأ روعي، صرت أُراجع ما حدث لتقيـيمه، وعرفت أن سبب ما حصل هو التجاوز غير النظامي، وأن النزول بالسيارة على الطرق الجانبية في حال السرعة يكون سبباً لحصول خلل في توازن المركبة نتيجة الاختلاف بين طبيعة أرضية الطرق المُعدة للقيادة عليها "المزفلتة" وطبيعة أرضية الطرق الجانبية الرملية، ويُعزز ذلك مجاورة سيارات ضخمة بالطريق كالشاحنات التي تؤثر على توازن السيارات الصغيرة المقتربة منها؛ وخاصة مع وجود رياح متحركة، وبالتالي فقدان السيطرة عليها من جانب قائدها.

ما حدث جعلني أُراجع حساباتي؛ وبالتالي تصويب قراراتي المرورية، فأن أتأخر ساعة أو ساعتين خير من أن لا أصل لزوجتي وأبنائي وبقية أحبابي. وصرت إذا ما سافرت براً أكثر حرصا على سلامتي، فألتزم بالضوابط المرورية التي وُضعت لتأمين سلامتي وسلامة الآخرين، وأُكثـرُ من تذكركِ وبقية أخوتكِ، وأنكم تستحقون أن أصل لكم سالماً، لأني أتوقع أنكم في انتظاري وتراهنون كثيراً في مستقبلكم على وجودي بينكم.

تـنهَّـد أبي، ثم سمعته يقول: أدعو الله أن يمد في عمري، وأُمتع ناظريّ برؤيتكم تكبرون أمامي وتحققون طموحاتي بأن أراكم ناجحين في المجالات المختلفة التي تختارونها في عمارة الأرض، وأن أوفق للوقوف لاستقبال المهنئين في زواجكم وأحتضن أطفالكم كما احتضنتكم.

تنهَّـد مجدداً، ثم أضاف: كثيراً ما يستوقفني مقطعٌ قرأته للأديب المعروف محمود درويش؛ والذي يقول فيه: ( . . . وأعشق عمري؛ لأني إذا متُ؛ أخجلُ من دمعِ أُمّي!)، فنحن نلتفت ونفطن لقيمة حياتنا أكثر حين نستحضر الأثر المؤلم الذي يمكن أن يُحدثه غيابنا عند أحبابنا سواء كانوا آبائنا أو أبنائنا أو غيرهم.

لم أتمالك نفسي، شعرت أن دمعة ثقيلة تجمّـعـت تـنـتـظـر أن أسمح لها بالاستراحة على خدي، ولكني قررت المكابرة حينها، واكتفيت باستلام جبين والدي، وقـبَّـلته عدة مرات، وقلتُ له: أطال الله في عمرك يا أغلى أب، وأبقاك لنا بصحتك وعافيتك ذخراً، ولا حرمنا الله من رضاك ودعاءك.

انسحبت إلى غرفتي، وهناك أغلقت الباب خلفي، وتوجهت لصورة أبي التي أحتفظ بها بألبوم صوري، فأخرجتها وضممتها لصدري؛ فكان أن نزلت دموعي مسرعة تنـتحر الواحدة بعد الأخرى على وجنتيَّ، فكل دمعة كانت تفضح مقدار حبي وحاجتي لوجود أبي وحضنه.

بعد أن هدأتُ، تمنيت أن تصل (قصة أبي) لكل أب، بأن يستحضر الآباء رهان أبنائهم عليهم، والأمر نفسه مع كل قائد مركبة، فلا يخلو إنسان من محبين يستحقون أن يحرص على سلامته لأجلهم سواء كانوا أبناء أو آباء أو أصدقاء أو غيرهم.




حررت بتاريخ 19 محرم 1432هـ
الموافق 25 ديسمبر 2010م
يوسف خليفة الشريدة
الأحساء – الطرف


كوني معلماً ، حرصت على إرسالها للجهة المسؤولة عن النشاط الطلابي بإدارة التربية والتعليم كمشاركة في الاحتفال بأسبوع المرور حينها.



تمت المشاركة بها في جلسة شعبان 1432هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2011, 09:21 AM   رقم المشاركة : 2
♥ gѕη яσσн
مشرف ديوانية المرح وملتقى الأعضاء ومتنفس أعضائنا
 
الصورة الرمزية ♥ gѕη яσσн
 







افتراضي رد: قصة أبي . . قصة إرشادية بمناسبة أسبوع المرور - يوسف خليفة الشريدة


&

فعــلآ , فـ هذآ الزمن نقود السيــآره بـ سرعه جنونيه من قبل الشبــآب من أجل ان يصل و يحرز عَ الوقت الرآهن عليه من قبل ربعه .. كثير مــآ تحدث مع الشبــآب ..

مثــلآ : نحن أخذنـــآ الطريق لعجير 12 دقيقه , كنــآ نسرع سرعه جنونيه لآ نبــآلي ..
من بعدهــآ بدأ كل وآحد منـآ يحــآسب نفسه و بعض يفتخر بـ هذآ ..

فـ التزآم بـ امور الارشــآديه من قبل المرور نهي لدى اغلب ..



يعطيك العـــآفيه عَ القصه ..


&

 

 

 توقيع ♥ gѕη яσσн :
.
.
.

ثمنْ الوسائِد أحلامٌ مُمزقهْ و آمالٌ مُهداء لِزمنْ
♥ gѕη яσσн غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد