العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 15-03-2011, 05:27 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي مقتل طرفة ـ (شعر) ـ حسن الربيح

مقتل (طَرَفة)!





حملَ الغيبَ في يَدِهِ، مُوغِلاً في الرَّحِيلْ
مدَّ ناحِيةَ الرَّغَباتِ القَصِيَّةِ طَرفًا،
وَشَدَّ علَى الأُفقِ سَرجَ الجُنُونِ الجَمِيلْ
كانَ يبحثُ عن أَيِّ شيءٍ؛
يعيدُ له فَرَحًا غابَ مِن زَمَنٍ في النَّخِيلْ
في مَرايا السَّرابِ، تلُوحُ طُعُومُ الثَّراءِ الشَّهيَّةُ،
لم يَنتبِهْ أَنَّه كانَ طُعمًا لها،
وَالمسافاتُ أُنثَى؛ تجلَّت لهُ بالصُّدودِ الخَجُولْ
لم تكنْ حِكمةُ (المُتلمِّسِ)، تُغرِيهِ، من فَرطِ أَحلامِهِ
كان متَّكِئًا ـ واهمًا ـ فوقَ (ناقلةِ النِّفطِ) يحلمُ بالمستحِيلْ
وَيُعدِّدُ ما يَتَقافزُ من رأْسهِ:
مَنزِلٌ لا مَثيلَ لهُ،
ورَصيدٌ يكونُ لهُ، كلُّ شيءٍ ذليلْ
ثمَّ أَشهدُ لذَّاتيَ الحُمرَ، في راحةٍ من عَذُولْ
وَسأُشعلُها ...
قال: أُشعلُ،
وانفجرَ النِّفطُ في قَصرِ أَحلامِهِ،
فتحجَّرَ سِربُ الخيالِ إِلى أَبدٍ، في رُكامِ الطُّلُولْ
المَدَى اسوَدَّ،
وَاسوَدَّ حَتَّى نَهَارُ القَصيدةِ،
هَل شَمسُها ابتلعَتَها مَغاورُ نَفسِكَ،
في مَزلقٍ للأُفولْ؟

يا أَيُّها (العَبدِيُّ)، مَن أَسلمكَ اليومَ إِلى الدَّيجُورْ؟

وَكَيفَ صارَتْ نَشوةُ الحُلمِ، إِلى فُقَاعةٍ مِن زُورْ؟

أَأَنتَ مَفطُورٌ علَى الهَمِّ، أَمِ الهَمُّ هوَ المَفطُورْ؟

كَمِ انتَظَرتَ!، وَانتَظَرتَ عاطِشًا، وَما سَقاكَ النُّورْ

فكيفَ تُمضِـي شَبَحَ الَهمِّ، إِذا امتدَّ امتِدادَ السُّورْ؟

وأَنتَ لا بَيتٌ، ولا مالٌ نَما، في غَدِكَ المَغدُورْ

وَقُبُّراتُ حَظِّكَ، انقَضَّ عَلَيها الكاسرُ المَسعُورْ



عادَ كابوسُكَ الأَلفُ، فاشرَبْ على الكأْسِ كأْسًا
سَيأْتِيكَ مَن يقطعُ العِرْقَ فِيكَ، فهيِّئْ له القلبَ،
وَانسَ الَّذي لَيسَ يُنسَى
تَخلَّصْ بهِ من سُجُونِكَ،
وَاختَرْ لنفسِكَ موتًا، يليقُ بيأْسِكَ
إِنْ كنتَ تخشَى بهِ وجعًا،
فهو أَرحمُ من طَعنةِ الأَقربينَ؛
تَجيءُ من الوَجهِ، لا رَيبَ فيها
فخُذْ بحُسامِ الغَريبِ دَواءً؛ لتُؤسَى
تُرَى كانَ ذَنبَكَ أَنَّكَ تُصغِي لذاتِكَ،
في مَعشَرٍ لم يَعُوا غيرَ صَوتِ القَبيلةِ؛
يلتفُّ في المهدِ حتَّى خُيُوطِ المماتِ؟
عثرتَ كثيراً بذيل الرِّداءِِ،
وحينَ وعيتَ إِلى قصِّه اتَّهموكَ بأَنَّك تدعو إِلى العُريِ
هل كنتَ تكشفُ عَوراتِهم، فانتختْ عفَّةٌ فيهمُ؟
أَم تراك قَصَصْتَ الرِّداءَ بغير مِقَصِّ القَبيلةِ؟
وَانطلقَ الحلمُ فيكَ
فأُفرِدتَ، يومَ أَردتَ!
وَقِيل: بأَنَّكَ تَسعَى لطَمسِ الهُويَّةِ، حينَ انتميتَ لذاتِكَ
لم تَكترِثْ للضَّجيجِ المُعمَّى
وما زالَ صوتُكَ صمتَكَ حتَّى بلغتَ مداكَ
فما أَقربَ القتلَ منكَ، وما أَمكرَ القَاتلينَ!!
فكُنْ مِن مصيرِك أقسى وأقسى




حسن مبارك الربيح
جلسة ربيع الثاني ـ 1432هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-03-2011, 06:01 PM   رقم المشاركة : 2
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: مقتل طرفة ـ (شعر) ـ حسن الربيح

المداخلات:

(جابر الخلف أبو متمم)
أثنى على القصيدة بأنها تتحدث عن الشموخ والكبرياء في شخص (طرفة) في بدايتها، إلا أنها بعد ذلك نزلت إلى حالة من الرثاء
(رثاء طرفة كرمز)، وحول العبارة: (وما زال صمتك صوتك حتى بلغت صداك) أقترح مفردة (مداك) بدلا من صداك.

(حسين العقيلي)
يستوضح من الشاعر عن مراد القصيدة، ولماذا تختار القصيدة (طرفة)؟

(حسن الربيح .. أبو تمَّام)
بخصوص تبدل النظرة في وسط القصيدة يعود إلى أن القصيدة مزيج بين طرفة الشخصية التراثية وطرفة الإنسان الحالي،
فالانتقال من نظرة الكبرياء إلى الإنكسار تدلل على وجود أكثر من صوت في القصيدة، فهناك صوت الشاعر، وهناك صوت المشاهد أو المتفرج، وتعدد الأصوات مطلوب فنياً في مثل هذه القصائد، ومع ذلك لم تكن النظرة في نهاية القصيدة نظرة ندب أو رثاء، بل عادت مرة أخرى إلى ما بدأت به (لم تكترث للضجيج المعمَّى "....." فكن من مصيرك أقسى وأقسى)، وأتفق مع الأخ جابر بخصوص تغيير المفردة، لذا تم التعديل في النص.
أما عن القصيدة فهي تستثمر (طرفة بن العبد البكري) كرمز للإنسان المتمرد الذي يحاول أن ينفرد بصوته عن صوت القبيلة
أو الجماعة أو الطائفة، فالقصيدة لا تتحدث عن طرفة الحقيقي، بل تسقط طرفة على واقع الإنسان الحالي المشترك مع طرفة
مكاناً وهموماً وأحلاماً وخيبات وو..

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد