09-03-2011, 07:25 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
صور من المنهج الحركي للسيرة النبوية ـ الأستاذ صالح محمد الغانم
دروس إسلامية من شهر ربيع الأول (تجميع القوى والثقة بالنصر كمنهج حركي في السيرة النبوية) في شهر ربيع الأول هناك محطات إسلامية مهمة لا بدَّ من تسليط الضوء عليها وأخذ الدروس منها، وأولها الميلاد النبوي الشريف وفتح خيبر وغيرها . من هنا نلاحظ أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أبقى على مراكز قوى متعددة للدعوة الإسلامية في مناطق مختلفة في مكة والمحيط الذي حولها، فحين حاول الأشعريون قوم أبي موسى الأشعري والدوسيون قوم أبي هريرة الدوسي وهم من أهل اليمن الهجرة إلى المدينة؛ استبقاهم الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – في يمنهم، وكذا استبقى الغفاريين قوم أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – في غفار، وأيضا استمهل مسلمي مكة بعدم تعجل الخروج إلا في ظروف خاصة؛ حيث كان من عادة المسلمين في مكة إذا أراد أحدهم الهجرة الاستئذان من النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وأيضا أبعد من ذلك ففي الحبشة نفر من المسلمين على رأسهم ابن عم النبي جعفر بن أبي طالب – عليه السلام – وجماعة، فكانت عودة بعضهم من الحبشة محفوفة بالمخاطر حين سمعوا أن مكة دخلت في الإسلام فعادوا فعلا ليتعرضوا للتعذيب والنكال وكانت تلك عودتان قبل العودة الأخيرة والتي كانت بإشراف النبي - صلى الله عليه آله وسلم ـ . أما العودة الثالثة فقد كانت بدعوة رسمية من لدن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وجهها لملك الحبشة النجاشي مع عمرو بن أمية الضميري يدعوه إلى الإسلام وقد دخل في الإسلام، ويطلب منه بعث من بقي من المسلمين لجزيرة العرب، وطلب منه تزويجه من أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان – رضي الله عنها – فزوجه إياها، وحملهم النجاشي على سفينتين فأرسوا بساحل بولا وهو الجار. كل هذه القوى لم يستدعها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إلى المدينة إلا بعد صلح الحديبية لهدف استراتيجي فقد كان يعتبر هذه القوى رصيدا احتياطيا فيما لو تعرضت المدينة لضربة قد تؤدي إلى انتهاء الحركة الإسلامية في المدينة ووأدها في مهدها، فيعود حينها المسلمون إلى مراكز تجميعية أخرى لترتيب صفوفهم وإعادة نظامهم، إذن بعد صلح الحديبية اختلف الأمر وزال الخطر عن المدينة وأتاحت هذه الهدنة للمحيط العربي والعالمي أن يفهموا الإسلام على حقيقته وواقعه، وهنا أتاح النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – للقوى الإسلامية التجمع وإعادة الانتشار في المدينة بعد استقرار المركز الرئيسي، مع بقاء المراكز الثانوية كرافد يرفد المركز الأم، فلهذا الرصيد الاحتياط أن يشارك في الجبهات الجديدة المفتوحة خارج جزيرة العرب، ومع غير العرب من الروم والفرس. ولإيمان الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – بضرورة تجمع القوى وعلى رأسهم الأقرباء خاصة بعد مقتل أسد الله ورسوله – الحمزة بن عبدالمطلب، تتضح لنا الحاجة الماسة لجعفر وأصحابه والدور المهم في المعارك الضارية مع قريش، فهو أحد الذادة عن حمى الإسلام، ومن قبله أخيه الأصغر علي بن أبي طالب – عليه السلام – ومن قبلهما ابيهما سيد الأبطح أبي طالب – عليه السلام – ولا أدل على ذلك إلا فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة في شهر ربيع الأول على يد وصي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – علي بن أبي طالب (ع) وقد عاد حينها جعفر بن أبي طالب (ع) فقال النبي : ما أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر، ثم ضمه إليه وأدخل المسلمون جعفرا معهم في سهامهم . فحري بنا أن نقتفي هذا الهدي النبوي، لنتعلم منه درس الإعداد لمستقبل واعد، وكيف نواجه المجتمعات الغارقة في الفساد أو الجامدة على أرض الماضي الراكد، فحياة المرء لابد أن تكون شمعة تحترق لتضيء الدروب للأجيال القادمة . صالح محمد الغانم
26 ربيع الأول 1432هـ
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|