العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 05-01-2011, 02:21 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

فضل البكاء على الإمام الحسين عليه السلام




في أرض بعيدة عن الأوطان ، وبين أعداء جاءوا للقتل والسفك ليس فيهم رحمة أو بذرة إيمان ، وفي حرّ لهيب الشمس يزداد العطش ويمنع ما يروي ذلك الظمأ ، ثم تتقدم الأبطال بين يدي المعركة ليقتل منهم واحد تلو الآخر على مسمع ومرأى من الأطفال والنساء ، والحسين يقف شامخا محتسبا أمره لله .. حتى إذا قتل كل أصحابه يذهب ليودع العيال والنساء ويلقي النظرة الأخيرة ، ثم يتقدم للمعركة باذلا نفسه من أجل الله عز وجل ، ثم يقتل عليه السلام ويرفع رأسه على الرمح ثم ترض الخيول صدره .. وبعد أن اكتملت مصيبة الرجال ، تهجم الخيول على النساء الثكالى والنساء المفجوعة في خيامهم فيتطايرن من الخيام لا يهتدون إلى طريق .. وهكذا تستمر المصائب والبلايا على أشرف من على الأرض في ذلك الزمان ...
أي مصيبة أعظم وأشد من هذه المصيبة ، هي المصيبة التي قال عنه مولانا الرضا عليه السلام لأحد أصحابه[1] : يا ابن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا مالهم في الأرض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم ، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم عليه السلام فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين عليه السلام .
وفي كتاب كامل الزيارات ، روايات متعددة ، تتضمن هذا المعنى وهو أن الحسين عليه السلام ورد عنه المعنى التالي : (أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى ) أو (أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر ) ، وبعضها ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله لابنه (يا عبرة كل مؤمن ) .
والروايات الواردة في فضل البكاء كثيرة تصل إلى حد الاستفاضة بل والتواتر الضمني – كما يسميه الفقهاء – ، ولذلك فالقبول بصحة هذه الروايات أمر وجداني موّرث للاطمئنان ، ونتحدث عن ذلك في نقاط :
أولا : ورد عدد من الروايات في حصول المغفرة لمن نزلت منه بمقدار جناح ذبابة ، وفي هذا الخصوص أكثر من رواية نذكر منهم اثنتان .
(1) في كامل الزيارات : عن حكيم بن داوود عن سلمة عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد عن فضيل بن يسار عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ( من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر )[2] .
ونفس هذه الرواية ، في المحاسن للبرقي[3] : عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال ( من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ) [4].
نلاحظ أن رواية كامل الزيارات ينقلها عن حكيم بن داوود عن سلمة ، وتشترك الروايتان في بقية السند ، ولذلك فوثاقة الجزء المشترك كاف في تصحيح الرواية . وعلى كل فرجال السند كلهم ثقات – إلا بكر بن محمد ففيه كلام - ومن أجلاء الطائفة وعظمائها ..


حكيم بن داوود



من مشايخ ابن قولويه ، ترحم عليه ، وقد وثق - رحمه الله- جميع مشايخه .


سلمة بن الخطاب



(نجش) ضعيفا في الحديث له عدة كتب . لكن المولى الوحيد – في مستدرك علم رجال الحديث – قال إن عبارة النجاشي لا تدل على القدح في نفس الراوي ، ثم قال : ناهيك عن جلالته بل ووثاقته ، رواية كثير من الأجلاء عنه سيما مشايخ القميين وأعاظمهم كابن الوليد ومحمد بن أحمد بن يحيى ... وأيضا هو كثير الرواية وصاحب كتب ...


يعقوب بن يزيد



(نجش) ثقة صدوقا . (طس) كثير الرواية ، ثقة .


ابن أبي عمير



(نجش) جليل القدر ، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين .
(طس) كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكا وأورعهم وأعبدهم .


بكر بن محمد



وهو إن كان الأزدي :ففيه (نجش) وجه في الطائفة من بيت جليل بالكوفة ... وكان ثقة ، وعمر عمرا طويلا .
(طس) عده في رجاله من أصحاب أبي عبدالله الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام . وذكر في الاختيار : ذكر محمد بن عيسى العبيدي أن بكر بن محمد الأزدي خير فاضل ..
وإن كان بن حبيب بن بقية :ففيه (نجش) كان سيد أهل العلم بالنحو والغريب واللغة بالبصرة ... من علماء الإمامية ، ثم نقل ترحم ابن عبدون عليه .
ثم إن العلامة في ( الخلاصة ) وابن داوود في ( رجاله ) ذكرا هذا الرجل في القسم الأولى من كتابيهما – أي ممن يعتمد عليه - .
ويمكن توثيقه من خلال كونه أحد مشايخ ابن أبي عمير الذين نقل الرجاليون كالشيخ الطوسي ، اعتماد من يروون عنه ، ما لم يحصل معارض لذلك .


الفضيل بن يسار



(كش) من أصحاب الإجماع . (نجش) بصري ، صميم ، ثقة . (طس) بصري ثقة .

(2) في ثواب الأعمال : عن محمد بن الحسن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد ابن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( تجلسون وتتحدثون ؟ ) قال : قلت : جعلت فداك نعم ، قال : ( إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا ، إنه من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )[5] .
ورجال هذه الرواية أيضا من الثقات والأجلاء .


محمد بن الحسن الوليد



(نجش) أبو جعفر شيخ القميين وفقيههم ومتقدمهم ووجهم ، ثقة ثقة عين مسكون إليه .
(طس) جليل القدر ، عارف بالرجال ، موثوق به .


محمد بن الحسن الصفار



(نجش) كان وجها في أصحابنا القميين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحا ، قليل السقوط في الرواية .
(طس) ذكره بدون تعديل أو تجريح .


أحمد بن إسحاق بن سعد



(نجش) أبو علي القمي ، وكان وافد القميين ، وروى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهما السلام ، وكان خاصة أبي محمد عليه السلام .
(طس) أبو علي ، كبير القدر ، وكان من خواص أبي محمد عليه السلام ، ورأى صاحب الزمان عليه السلام ، وهو شيخ القميين ووافدهم .


بكر بن محمد الأزدي



(نجش) وجه في الطائفة من بيت جليل القدر بالكوفة ... وكان ثقة ، وعمر عمرا طويلا .
(طس) عده في رجاله من أصحاب أبي عبدالله الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام . وذكر في الاختيار : ذكر محمد بن عيسى العبيدي أن بكر بن محمد الأزدي خير فاضل ..


إذن على مبنى الوثاقة ، فإن رواية صحيحة تكفينا ، فكيف إذا كانت روايتان اثنتان ، ناهيك عن بقية الروايات الأخرى وإن اختلفت في أسانيدها بين الصحيح والحسن والضعيف ... أما على مبنى الوثوق فنذكر ..
ثانيا : ورد عديد من الروايات المعبرة بلفظ دمعة أو قطرة من عين ، وهذا المعنى يساوق معنى ( جناح ذباب ) ، ومن تلك الروايات .
ما ورد في كامل الزيارات لابن قولويه[6] ، والشيخ الصدوق في ثواب الأعمال[7] ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : ( كان علي بن الحسين عليه السلام يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا ... ) .
ومنها ما رواه الطوسي في أماليه ، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال : ( ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا ) .
ثالثا : أن العلاقة بين العمل الصغير والأجر الكبير ، مفهوم إسلامي واقعي لا يمكن إنكار أو رفضه ويرتبط بكثير من المفاهيم العقائدية والفقهية في الطبيعة الإسلامية ..
مثلا في المجال العقائدي : لو أن شخصا عاش عمره كافرا ولا يعرف الله عز وجل ، إلا أنه قبل أن يموت بأيام عرف الإسلام وصدق به ثم مات ، فهل يصبح هذا من أهل الجنة ؟ أم من أهل النار ؟ .
وفي المجال التاريخي : وكما هو الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يوم الخندق ( ضربة علي يوم الخندق تعادل أعمال الثقلين ) ، ومثله يوم العاشر كان عمر بن سعد يصلي والإمام الحسين عليه السلام يصلي ، فظاهر الفعل في الخارج واحد لكن المعنى والمضمون مختلف تماما .
وفي المجال التكويني : لو فقأ إنسان عين آخر فأعماها ، فإن هذا الفعل يتم في مدة قصيرة جدا ، لكن نتيجته تمتد إلى نهاية العمر .
وفي المجال التشريعي : وردات أحكام كثيرة وروايات عديدة في فضل بعض الأعمال ، منها قول أمير عليه السلام ( رب كلمة سلبت نعمة ) فرب كلمة واحدة لا تأخذ من عمر الزمان شيئا تتسبب في تعسير الرزق سنين ، وقوله صلى الله عليه وآله في خطبة شهر رمضان ( من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر ، كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه ) .
إذن خلاصة ما تقدم أن ورود الأجر الوافر والكبير على العمل الصغير سببا في الطعن بالرواية أو رفضها ، أمر غير مقبول فهو فضلا عنه أنه لا مستند له ، فإن الروايات والأخبار والقوانين الكونية والعقلية ضده ..
وعلى ذلك فإن الدمعة على الإمام الحسين قد تصل بالإنسان إلى المغفرة والعفو من الذنوب وتكون سببا في دخوله الجنة ، وهذا ما تبين واضحا مما سبق .. انتهى الكلام في النقطة الأولى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] كتاب الأمالي ، للشيخ الصدوق ، المجلس السابع والعشرون . ( قال عن سندها الشيخ هادي النجفي : الرواية معتبرة الإسناد ) .

[2] كامل الزيارات ، جعفر ابن قولويه ، الباب 32 ، حديث 9 .

[3] الشيخ أحمد البرقي ، توفي عام 274 هـ ، من أصحاب الإمام الجواد والإمام الهادي عليهما السلام ، وقد وثقه كل من النجاشي والطوسي .

[4] المحاسن ، أحمد البرقي ، ج1 ، الباب 86 ثواب من دمعت عيناه في آل محمد .

[5] ثواب الأعمال ، الشيخ الصدوق ، باب ثواب من ذكر عنده أهل بيت النبي عليهم السلام فخرج من عينه دمعة .

[6] حدثني الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام ..

[7] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام ..



طاهر علي الخلف
محرم 1432هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-01-2011, 02:50 PM   رقم المشاركة : 2
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ـ طاهر الخلف

الأستاذ طاهر الخلف وهو يقرأ مشاركته .. وتبدو حالة من الانشداد على الشبل متمم الخلف

رد: فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ـ طاهر الخلف


رد: فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ـ طاهر الخلف

لقطة احترافية تبرز هدوء الأستاذ الخلف أثناء الإلقاء

رد: فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ـ طاهر الخلف

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-01-2011, 09:45 PM   رقم المشاركة : 3
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ـ طاهر الخلف

وبدأت المداخلات على موضوع الأستاذ طاهر من أحمد الفايز حيث رفض قبول مثل هذه الفكرة مرتكزاً على آراء بعض المحققين كهاشم معروف الحسني والبهبودي في مناقشة هذه الروايات وتضعيفها، ثم داخل الأستاذ صالح الغانم (الملا)
بأن توثيق رجال الروايتين لم يكن مستقصى بشكل كامل فهناك من العلماء الأوائل من له وجهة نظرة في وثاقة بعض رجال الروايتين، وطرح الأستاذ عيسى الربيح ملاحظة مفادها أن الموضوع تناول السند ولم يتناول المتن، فكيف جاز للخلف أن يحكم بصحة الروايتين؟ حيث كان عليه أن ينظر في المتن ويحدد مقيداته وإطلاقاته ووو..، ثم داخل الأستاذ حسن الربيح وناقش فكرة اختزال قضية الحسين (ع) في دمعة، وأن هذه الفكرة والترويج لها تساعد على نسيان ما جاء به الحسين من تغيير اجتماعي وسياسي، حيث علينا الانشغال بالقضايا الجوهرية في ثورة الحسين (ع)، بعد ذلك داخل الأستاذ جابر الخلف
مطالباً الكاتب بمواصلة البحث وقراءة كتب هاشم معروف الحسني (الموضوعات في الآثار والأخبار) و(من وحي الثورة الحسينية) و( دراسات في الحديث والمحدثين)، وكذلك قراءة ما جاء في مجلة نصوص معاصرة في عددها التاسع حيث نوقشت فيها الشعائر الحسينية وتم تناول موضوع البكاء، ليستفيد الكاتب من وجهات النظر التي تخالف التركيز على البكاء وترفض تعظيم الممارسات الشعبية على حساب جوهر الثورة.

وقد عقَّب الأستاذ طاهر على المداخلات بعد أن شكر الجميع، وقال:
أولا: إن الموضوع لا زال قيد الكتابة ولم تكتمل فصوله، وإنما طرح هذه الليلة لأجل المشاركة .. ونحن إن شاء الله في طريق إتمام البحث فيه.
ثانيا: إن الموضوع في أساسه ليس بصدد مناقشة فلسفة البكاء ومن هو الشخص الذي يبكي حتى يحصل على هذا الأجر، وإنما الغرض الرئيسي من الموضوع هو مناقشة روايات البكاء من حيث صحة أسانيدها ومضامينها أو عدم صحة ذلك .. والبحث في فلسفة البكاء يأتي في مرحلة أخرى إذاوفقنا لها إن شاء الله.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2011, 01:41 PM   رقم المشاركة : 4
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ـ طاهر الخلف

من الأرشيف موضوع قديم للأستاذ باقر الرستم بعنوان:
(من بكى أو تباكى) كتب عام 1418هـ
نشير إليه هنا لاتصاله بموضوع الأستاذ طاهر:


http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=64307

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2011, 01:51 PM   رقم المشاركة : 5
طالب المريدين
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل






افتراضي رد: جلسة شهر محرم (الحضور متاح للجميع)

بسم الله الرحمن الرحيم ..
عندما تكون المناقشة في الانتقاد بالمنهج التفكيكي ؟؟ والتفكير الاحادي ..؟
اطلعت على موضوعات شهر محرم لمنتدى السهلة ويسرني أن اعلق على بعض الموضوعات . ولعلي علقت على موضوع الاخ الاستاذ طاهر الخلف فضل البكاء على الامام الحسين عليه السلام , وذكرت هناك في صفحة المنتدى .. أن موضوع البكاء هل هو على نحو الموضوعيه او الطريقيه ؟ اي هل هو غاية وهدف ام وسيلة فقط ؟ واذا لاحظنا الجهات التي تمثل الحجية .. وهي :
1 .. سيرة المعصومين عليهم السلام وبكاؤهم وحثهم وإقامة شعيرة البكاء وذكر ماحصل في كل عاشوراء .
2 .. الروايات الكثيرة والتي منها ماذكره الاخ الاستاذ طاهر . وهناك رويات صريحه وصحيحه وقوية كرواية مسمع كردين . يمكن للاستاذ ان يضيفها في تكملته .
3 . سيرة المتشرعة وهي من المصادر ونعني بهم المتشرعة اي المتصدين لبيان الشريعة . وفي المنتدى موضوع لمخاطبكم عن سيرة المتشرعة وحجيتها .
ومن مجموع ذلك يتبين ان البكاء أصلا موضوع وليس مجرد جزئيه بسيطه . فالحسين عبرة _ بكسر العين _ وعبرة - بفتحها _
وعلى هذا التركيز عليه ليس على حساب جوهر الثورة والنهضة الحسينية . بل هو احد مقومات هذه المسيرة الرائعه .

أيضا أؤكد على نقطه أخرى . انه اذا ثبت السند بآليته التامه لايرد لاي مناقشة في المضمون .. لايرد الا اذا تعارض مع العقل القطعي ومايؤدي اليه . وليس على الاطلاق .
والا فان فهم مضمون الرواية مختلف وليس الامر راجع الى الذوق الخاص والفهم الخاص . بل المعتمد على الضوابط .

فإن قيل . ان الاستاذ اختزل القضيه في دمعه . فهو ليس كذلك بل ه و تحدث عن جانب معين في القضيه وهو جانب أساسي .
وأن قيل : ان هناك ممارسات مبالغ فيها او غير صحيحه ؟
قلت : الخلل في التطبيق يحتاج الى تعديل وليس الحل التفكير في الغاء الموضوع من اساسه .
وان قيل : على الاستاذ ان يطلع اكثر على الكتب التي لاترى لهذا الجانب اهمية قلت على الجميع ان يطلع ايضا على جميع الجوانب ومنها فضل البكاء وذكر ماجرى عليهم السلام .

أما بالنسبه للموضوع أعلا ه .. منامات اليقظه .. فاحببت ان اجري هذا الحوار مع الشعاع السماوي الحالم .. كما سياتي ان شاء الله تعالى .

 

 

طالب المريدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2011, 11:57 AM   رقم المشاركة : 6
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

تعقيب الأستاذ طاهر على مداخلة الأستاذ علي الحجي

* وصلنا نص تعقيب الأستاذ طاهر الخلف يوضح فيه ما جاء في مداخلة الأستاذ علي الحجي السابقة:

أستاذي العزيز .. أشكرك لك مرورك العاطر على مشاركتي المتواضعة ..
وأقول : بما أن صورة الموضوع لم تكتمل بعد ، فإني أضيف بعض اللمسات علها تجد طريقا إلى عقل القارئ حتى لا يقرأ الموضوع من صورته هو أو من الصورة غير المرادة من أصل الموضوع ..
غرض الموضوع في الأصل هو أنه من مجموع الروايات الكثيرة الواردة في فضل البكاء على أهل البيت والإمام الحسين بالخصوص عليهم السلام جميعا .. ما الروايات التي الصحيحة والمعتبرة من غيرها؟ – مع تسليمنا جميعا بشرعية البكاء وفضله -.
ولعل ذلك يفيد المتحدث سواء كان خطيبا أو مبلغا أن يأتي بالرواية وهو مطمئن القلب بأنها رواية صحيحة ...
أما أني هل توقفت عند هاتين الروايتين؟ الجواب: لا ، وإنما للبحث تتمة إن شاء الله لبقية الروايات الواردة في البكاء والتباكي ...
وكما ذكر الأستاذ حفظه الله، أنه إذا ثبت السند بآليته التامة لا يرد لأي مناقشة في المضمون .. إلا إذا تعارض مع العقل القطعي وما يؤدي إليه، وليس على الإطلاق.
وهذا صحيح وأضيف إليه، بأن الرواية حتى لو وجد في سندها خدشا، فإن ذلك لا يعني أنها موضوعة فقد تصح من جهات أخرى.
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى أنني هل أدعو إلى البكاء لأجل البكاء، بعيدا عن الطاعة لله والاقتداء بالمنهج المحمدي الحسيني؟!
أقول ليس هذا أصل البحث، فالسؤال خارج تخصصا، وقد نوفق للإتيان عليه إذا أمدنا الله بالعمر والفهم ..

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2011, 12:19 PM   رقم المشاركة : 7
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ


وهنا نورد البحث الذي نشرته مجلة نصوص معاصرة في عددها العاشر
للدكتور محمد علي سلطاني بترجمة محمد عبدالرزاق وعنوان البحث:

البكاء على الحسين... نقد في السند والمتن لبعض نصوص الرثاء

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2011, 12:31 PM   رقم المشاركة : 8
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

تمهيد ـــــــ
إنّ البكاء على سيّد الشهداء الإمام الحسين× وأصحابه في أيام عاشوراء ومحرّم وصفر، من معالم التشيّع بل وأهمها، منذ العصر البويهي ومعز الدولة الذي كان أوّل من أصدر أمراً بالحداد العام بهذه المناسبة، ودعا الناس فيها لممارسة طقوسهم بحرّية في ذكرى عاشوراء؛ فانطلقت المآتم وجرت الشعائر الحسينية في الأزقة والميادين(1).
وإذا كانت المهدوية عاملاً في تبلور الحركات والمذاهب السياسية في العالم الإسلامي، فلا شك أنّ حادثة كربلاء وإحياءها هو العامل الآخر في ظهور المتغيّرات السياسية في التاريخ الإسلامي، والأهم على صعيد التشيّع.
وأبرز ما يميّز شعائر كربلاء ونهضتها أمران: أحدهما تلك الحركات الثورية التي أعقبت الحادثة ثأراً للدماء التي سالت على رمضاء الغاضرية، فبات كلّ حاكم ظالم يزيداً أو شمراً أو ابن زياد آخر، أي بعبارة أخرى: «كلّ يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء»، وفي هذا يتلخّص المشهد السياسي في تاريخ التشيّع الملهم من كربلاء. أما الجانب الآخر فهو انطباع الحادثة بطابع الحزن والبكاء وإحياء ذكراها كلّ عام، وهذا ما يعنينا من البحث في تقصّي الروايات الدالّة على تلك الطقوس والمراسم الرثائية.
هناك العديد من الروايات والأحاديث الداعية إلى إحياء ذكرى سيد الشهداء بالنوح والبكاء؛ فالكتب الروائية مليئة بشواهدها، ولطالما تناقلها الخطباء على منابرهم، وهذه الروايات ـ كغيرها من الأحاديث المروية ـ منها الصحيح ومنها الضعيف أو الموضوع، فهناك ما يستحقّ الدفاع عنه؛ وإثباته نظراً لقوّة سنده واعتبار متنه، كما وهناك ـ أيضاً ـ ما لا يمكن قبوله بوجهٍ من الوجوه نظراً لضعفه في السند أو المتن، وهذا التداخل هو الذي عقَّد أداء الخطباء الملتزمين بالبحث عن الحقيقة، حتى أنّ هذا التعقيد قد يجرّ بعضهم إلى تشويه صورة كربلاء لدى المستمع وتحريفها دون أن يكون لديهم قصد مسبق إلى ذلك؛ من هنا، تظهر الحاجة الملحّة إلى تفحّص تلك الأحاديث والروايات سنداً ومتناً، وفصل صحيحها عن سقيمها، تسهيلاً لعمل المهتمّين بهذا الجانب من كتّاب وخطباء ومؤرّخين.

الحاجة إلى نقد روايات السيرة الحسينية ـــــــ
وقبل الولوج في صلب البحث، علينا أن نذكر بأنّ نقد روايات كربلاء أو غيرها من الحوادث التاريخية لا يعدّ مساساً بحيثياتها أو انتقاصاً من منزلتها، إنما ـ وعلى العكس من ذلك ـ تعزيزٌ لموقفها وترسيخ لمبدئها، كذلك علينا أن لا نتهيّب من بعض النصوص حتى المشهورة منها؛ لأنّ ما ارتبط بالعاطفة يكون أوفر أرضيةً للوضّاعين والمستغلّين لمثل هذه الأجواء، ومن الطبيعي أن تنال كلماتهم شيوعاً وانتشاراً أكثر بين الناس.
من جانبٍ آخر، لا ينبغي أن يقودنا وجود هذه الأحاديث في بعض المصادر المرموقة وكتب بعض الأعلام الثقات إلى التغاضي عن مراجعتها وتحقيقها، ومن ثمّ نقدها نقداً موضوعياً، تعويلاً على استبعاد الخطأ عن أولئك الأفذاذ في إثباتها، فهم بشرٌ معرّضون للخطأ ولا تعصمهم شهرتهم وعلميّتهم عن الوقوع فيه؛ لاسيما في المسائل التي تشحّ مصادرها فتتضاءل المعلومات حولها، وهذه عوامل قد تحول دون وصول الباحث للحقيقة والصواب قبل هذا الوقت، بينما قد سهّلت بعض الوسائل المتاحة اليوم مهمّة ذلك؛ فزاد التدقيق والتحقّق من المعلومة الواردة في المصادر والمراجع قبل التعامل معها.
إضافةً إلى ذلك، قد يخضع الأعلام أنفسهم لما يتأثر به غيرهم من العواطف والأحاسيس، عندما تشكّل بدورها النواة الرئيسة لشحن أجواء بعض الأحاديث وإثباتها في كتبهم دون تمحيصها؛ لهذا ينبغي علينا أن لا نخشى النقد البنّاء ونتهيّب عواقبه؛ طالما الحقيقةُ ضالّتنا الوحيدة وغايتنا المثلى.

بعض نصوص رثاء الحسين×، وقفات نقديّة في السند ـــــــ
هناك أكثر من أربعين حديثاً، نصّت مضامينها بشكل مباشر على رثاء الحسين× واشتملت العديد من الأحاديث والأخبار الأخرى على إشارات ضمنية على استحسان هذا الموضوع والحضّ عليه. وقد وردت جلّها في (كامل الزيارات) لابن قولويه، بالإضافة لما ورد في كتب أعلام الطائفة الشيعيّة، كالصدوق والطوسي والبرقي وغيرهم. وهنا سنتطرّق ـ بدايةً ـ لأحاديث (كامل الزيارات)، ومن ثم بعض الكتب الأخرى.
أثبت ابن قولويه جملةً من الأحاديث تعدّ نصوصها مقتبسات من أحاديث أخرى إذا ما قورنت بها، وقد نقل بعضها بسندٍ واحد وبعضها الآخر بأسانيد متعدّدة، وأحياناً قد يتحوّل الكلام عن بعض الرواة والرجال إلى حديث إذا اتصلت أسانيدهم، ومن جملة تلك الأحاديث رواية عن الإمام الصادق× سندها كالتالي: حدثني حكيم بن داوود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله. وهذا متن الحديث: قال: «من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب(2) غُفر له ذنوبه ولو كان مثل زبد البحر»(3)؛ فبالإضافة إلى مجهولية حكيم بن داوود، هناك إشكالية أخرى أهمّ في سند الرواية، وهي وجود سلمة بن الخطاب فيه، وهو من قرية من قرى الري تدعى (براوستان)، وقد ضعّفه جملة من الرجاليين أمثال: النجاشي، وابن الغضائري، وقالوا فيه: أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني قريةٌ من سواد الري، كان ضعيفاً في حديثه. وقال ابن الغضائري: إنه يكنّى أبا محمد، وضعّفه(4).
إلا أنّ البرقي أورد الرواية ذاتها في محاسنه نقلاً عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن الفضيل بن يسار عن الإمام الصادق×، وسندها هنا خالٍ من الضعف(5).
وقد نقل في كامل الزيارات حديثاً مشابهاً لهذا الحديث، عن فضيل بن فضالة، إلاّ أن ملاحظة رواة سائر السند يقودنا إلى الحكم بالخطأ الوارد في اسم الفضيل بن فضالة، وأنّ الصحيح هو الفضيل بن يسار. وقد نقل الرواية حكيم بن داوود عن سلمة عن علي بن سيف، بالنص التالي: «من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه، حرّم الله وجهه على النار»(6)؛ فعلى الرغم من عمومية لفظ الحديث وعدم اختصاصه بالإمام الحسين× إلا أنّ عامّة المحدّثين أدخلوه في باب البكاء على الإمام الحسين، و قد نُقلت الرواية ذاتها عند الحميري في كتاب قُرب الإسناد، بنصّ أكمل، جعلها أعمّ بكثير من موضوع الإمام الحسين× لتشمل مظلوميّة كلّ العلويين؛ فجاء النصّ كالآتي: حدثنا أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله× قال: «قال لفضيل: تجلسون وتحدّثون؟ قال: نعم، جعلت فداك. قال: إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا. يا فضيل! فرحم الله من أحيا أمرنا. يا فضيل! من ذكرنا أو ذُكرنا عنده، فخرج من عينيه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر»(7).
وكما يلاحظ، فإنّ الرواية لم تنصّ على قضية الإمام الحسين× وعاشورائه، وإنما هي من مصاديقها البارزة، فالنصّ يتضمّن أيضاً الدعوة إلى ذكر سائر الشهداء العلويين أمثال: زيد، ويحيى وغيرهما بل هو شامل أيضاً لعامّة الشيعة ممن هُجِّر وعانى التعسّف والاضطهاد، وقد تضمّنت الرواية أيضاً التذكير أو التلميح بالحقّ المغتصب من الأئمة^، وما لا شك فيه أن تكون واقعة كربلاء واستشهاد قائدها وأصحابه المصداقَ الأجلى لذلك. وينقل صاحب الكتاب حديثاً عن الإمام زين العابدين× هو الأكثر تطابقاً مع الرواية السابقة، وزاد من مناسبته لحادثة كربلاء كونه مروياً عن الإمام السجّاد، إلاّ أنّ الحديث لا يصمد سنده أمام التمحيص لضعفه وإليك المتن والسند: حدثني حكيم بن داوود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثنا بكار بن أحمد القسّام والحسن بن عبد الواحد، عن مخول بن إبراهيم، عن الربيع بن منذر، عن أبيه، قال: سمعت علي بن الحسين‘ يقول: «من قطرت عيناه فينا قطرةً ودمعت عيناه فينا دمعة بوّأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً» (8)؛ فمضافاً لوجود سلمة بن الخطاب، هناك أسماء أخرى في السند أمثال مخول بن إبراهيم والربيع بن منذر وأبيه، وبكار بن أحمد القسّام وحسن بن عبد الواحد كلّهم مجهولون، أو غير موثقين في أقل تقدير.
وقد ذكر ابن قولويه الحديث أيضاً في موضع آخر مع تفاوت في السند والمتن، نقلاً عن الباقر×، وفيه تنصيص على رثاء الحسين.. وهو كالتالي: حدثني حكيم بن داوود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن علي، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر× قال: «أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين× دمعةً حتى تسيل على خدّه بوأه الله بها غرفاً في الجنّة يسكنها أحقاباً»(9)؛ فموضوع هذه الراوية هو البكاء على مصاب الحسين، أما السند ففيه سلمة بن الخطاب، وقد تقدّم الكلام فيه.
وفي الكتاب رواية أخرى عن الإمام الحسين× يصف فيها نفسه بقتيل العبرات، وهي مروية بثلاثة أسانيد، أحدها: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن موسى الخشاب، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله×: «قال الحسين بن علي×: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر»(10)، بينما سقط من الآخرين المقطع الأخير من الرواية(11)، وفي السند اسمان أشكلاه: أحدهما إسماعيل بن مهران المختلف في أمره، حيث قيل فيه: هو إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني ـ واسم أبي نصر زيد، مولى كوفي وكنيتهُ أبو يعقوب ـ من الثقات المعتمد عليهم، وهو من أصحابنا، وقد روى عن أبي عبد الله×، هذه هي وجهة نظر خلاصة الرجال ورجال النجاشي والفهرست، وقد جاء في الأخير: وقد التقى بالإمام الرضا× وروى عنه. وعدّهُ أبو عمرو الكشي من أصحاب الإمام الرضا، وقال فيه ابن الغضائري: يكنّى أبا محمد، ليس حديثُه بالنقيّ، يضطرب تارةً ويصلح أخرى، وروى عن الضعفاء كثيراً، ويجوز أن يخرج شاهداً، والأقوى عندنا الاعتماد على روايته. ويقول العلامة الحلي في خلاصة الرجال: ويمكن الاعتماد على روايته؛ لتوثيق الشيخ والنجاشي له. وقال الكشي: حدثني ابن مسعود، قال سألت علي بن الحسن عن إسماعيل بن مهران، قال: رمي بالغلو، قال محمد بن مسعود: يكذبون عليه، كان تقياً ثقة خيراً فاضلاً(12).
وبالرغم من اشتمال هذه الآراء على الاتهام والتضعيف في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن الاعتماد على بعضها في ترجيح كفّة قبول رواية إسماعيل بن مهران.
الراوي الآخر في السند هو علي بن أبي حمزة، وقد تشدّد الرجاليون تجاهه، فقال فيه النجاشي: «واسم أبي حمزة سالم البطائني أبو الحسن مولى الأنصار، كوفي، وكان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم، وله أخ يسمّى جعفر بن أبي حمزة، روى عن أبي الحسن موسى×، وروى عن أبي عبد الله×، ثم وقف، وهو أحد عمد الواقفة». وجاء في خلاصة الرجال: قال علي بن الحسن بن فضال: علي بن أبي حمزة كذّاب متهم ملعون. وقد رويت عنه أحاديث كثيرة وكتب تفسير القرآن كلّه من أوله إلى آخره، إلا أني لا أستحيل أن أروي عنه حديثاً واحداً. وفي الكتاب أيضاً عن ابن الغضائري: علي بن أبي حمزة ـ لعنه الله ـ أصل الوقف وأشدّ الخلق عداوةً للولي من بعد أبي إبراهيم×. وقد ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الصادق×. وروى الكشي في ذمّه روايات كثيرة منها: عن حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن داوود بن محمد، عن أحمد بن محمد، قال: وقف علي أبو الحسن وهو رافع صوته يا أحمد، قلت: لبيك، قال: إنه لمّا قبض رسول الله’ جهد الناس في إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتمّ نوره بأمير المؤمنين×، فلما توفي أبو الحسن× جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله، فأبى الله إّلا أن يتم نوره(13).
ويشير هذا الجانب من الروايات إلى جرح علي بن أبي حمزة البطائني، وعلى ذلك لا يمكن الاعتماد على ما يرويه، وإن كان مضمون الحديث المذكور خالياً من الخلل، لاسيما وأنّ القسم الأول منه نُقل في كامل الزيارات بسند مختلف عن السابق؛ ففيه لم ينقل الحسن بن موسى الخشاب عن إسماعيل بن مهران، وإنما عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر، عن الإمام الصادق×(14)؛ وقد دارت نقاشات الرجاليين حول محمد بن سنان بما يستشفّ منها عدم توثيقه، حتى أنه ينقل عن الفضل بن شاذان اتّهامه بشهرة الكذب. ونقل عنه: لا أحلّ لكم ترووا أحاديث محمد بن سنان، وعدّه من الغلاة، وهناك أيضاً من أيّده واعتمد أحاديثه كالشيخ المفيد، وينقل محمد بن سنان بدوره روايةً عن الكاظم تؤيّده، إلا أن روايته هذه لم تحظ بالقبول؛ لأنها مروية عنه. والمحصّلة من أقوال الرجاليين فيه هو الترديد في أمره(15).
أما فيما يخصّ إسماعيل بن جابر ـ الراوي الآخر في السند ـ فيمكن الدفاع عن توثيقه على الرغم مما ورد في ذمّه.
وينقل كامل الزيارات هذه الرواية بسند آخر: عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن أبي بصير، عن الصادق×(16)، وهو سند قوي لا إشكال يشوبه لاشتماله على أسماء شيعية بارزة، باستثناء محمد بن جعفر الرزاز إذا كان هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي ـ وهذا غير مستبعد ـ حيث توقف بعض الرجاليين في روايته كالعلامة الحلي؛ فهو وإن كان ثقةً صحيح الحديث إلاّ أنّه روى عن الضعفاء، وكان يقول بالجبر والتشبيه(17)، لكن ذلك كلّه لا ينطبق على ما نحن بصدده من رواية؛ لأنه هنا لم ينقل عن الضعفاء، وعليه تكون من رواياته الصحيحة.
وفي موضع آخر، ينقل صاحب كامل الزيارات أربع روايات مطوّلة في البكاء على الإمام الحسين×، وهي ممّا تناقله أرباب المنابر وذاع على الألسن، إلا أن ما يؤسف له وجود راوٍ في سندها عُرف بالكذب؛ فأسقط الرواية من الاعتبار.
وبدايةً، نتناول أسانيد الروايات، ثم نستعرض متنها الكامل بالنقد والتحليل:
فسند الحديث الأول هو: محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حمّاد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير.
وفي سند آخر: عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن أبي يعقوب، عن أبان بن عثمان، عن زرارة. وفي سند ثالث: عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري، أما السند الرابع فهو كالآتي: عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكير الأرجاني.
كذلك لهذه الرواية سند آخر هو: عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكير.
إنّ ما يؤخذ على هذه الأسانيد المتقدّمة جميعها وجود عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ في صلبها، وهو من أهل البصرة وكذّابيها ـ حسب خلاصة الرجال ـ وله كتاب في الزيارات ينمّ عن فساد عقيدته، وقد اعتبره العلامة الحلي والنجاشي ضعيفاً مغالياً لا قيمة لرواياته(18)، وأغلب الظنّ أن هذه الروايات مستخرجة من كتابه الدالّ على تهافت اعتقاداته؛ ولذا فهي روايات غير معتمدة، ولا تصلح للنقل والإثبات، ولوقوف القارئ على نصّ الروايات ودلالاته نوردها كاملةً للاطلاع وتجنّب نقلها.

بعض نصوص رثاء الحسين×، وقفات في النقد المضموني ـــــــ
الحديث الأول: عن أبي بصير، قال: «كنت عند أبي عبد الله× أحدّثه، فدخل عليه ابنه فقال له: مرحباً، وضمّه وقبله، وقال: حقّر الله من حقّركم وانتقم ممّن وتركم، وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم ولياً وحافظاً وناصراً، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصدّيقين والشهداء وملائكة السماء. ثم بكى وقال: يا أبا بصير! إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير! إنّ فاطمة÷ لتبكيه وتشهق فتزفر جهنّم زفرةً لولا أنّ الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدّوا لذلك مخافة أن يخرج منها عذق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض فيكبحونها، ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافةً على أهل الأرض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة÷. وإنّ البحار تكاد أن تتفتق فيدخل بعضها على بعض، وما منها قطرة إلاّ بها ملك موكّل، فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نارها بأجنحته وحبس بعضها على بعض مخافةً على الدنيا وما فيها ومن على الأرض فلا تزال الملائكة مشفقين، يبكون لبكائها، ويدعون الله ويتضرّعون إليه، ويتضرّع أهل العرش ومن حوله، وترتفع أصواتٌ من الملائكة بالتقديس لله مخافةً على أهل الأرض، ولو أنّ صوتاً من أصواتهم يصل إلى الأرض لصعق أهل الأرض، وتقطّعت الجبال وزلزلت الأرض بأهلها. قلت: جعلت فداك، إنّ هذا الأمر عظيم، قال: غيره أعظم منه ما لم تسمعه، ثم قال لي: يا أبا بصير! أما تحبّ أن تكون فيمن يُسعد فاطمة÷؟ فبكيت حين قالها، فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء، ثم قام إلى المصلّى يدعو، فخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني نوم، وأصبحت صائماً وجلاً حتى أتيتُه، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله لم تنزل بي عقوبة»(19).
هذه هي أولى روايات عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ، وبشيء من التأمل يمكن لمس الطابع السردي الأسطوري المهيمن على مضمونها؛ فقارئ النصّ يتخيّل له استقرار الإله والملائكة على جانب يقابله آخر يقطنه أهل الأرض، وأنّ هناك معركة دائمة ومبيّتة. أما نار جهنم فهي ما تفتأ أن تدخل صراعاً مع من هو موكّل بها من الملائكة، فتشهق وتزفر فيتدخّل الملائكة حفاظاً ورأفةً بأهل الأرض للحدّ من غضبها. إنّ هكذا نوع من الخطاب لا يتلاءم مع المخاطب ـ أي أبي بصير ـ ولا هو من شأن المتكلّم وهو الإمام، فما ورد في هذا المتن كفيلٌ بإثبات الافتعال والوضع فيه، مضافاً لكون كتاب الراوي خير دليل على الخبث والتهافت في المعتقد حسب رأي العلامة الحلي.
الحديث الثاني: منقولاً عن زرارة عن الصادق×، قال: «يا زرارة! إنّ السماء بكت الحسين أربعين صباحاً بالدم، وإنّ الأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد، وإنّ الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، وإنّ الجبال تقطّعت وانتشرت، وإنّ البحار تفجّرت، وإنّ الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين×، وما اختضبت منّا امرأة ولا ادّهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا في عبرة بعده، وكان جدّي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيتَه، وحتى يبكي لبكائه ـ رحمةً له ـ من رآه. وإنّ الملائكة الذين عند قبره ليبكون، فيبكي لبكائهم كلّ من في الهواء والسماء من الملائكة، ولقد خرجت نفسه× فزفرت جهنم زفرةً كادت الأرض تنشق لزفرتها، ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقةً لولا أنّ الله حبسها بخزّانها لأحرقت من على ظهر الأرض من فورها، ولو يؤذن لها ما بقي شيء إلا ابتلعته، ولكنّها مأمورة مصفودة، ولقد عتت على الخزّان غير مرّة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت، وإنها لتبكيه وتندبه وإنها لتتلظى على قاتله، ولولا من على الأرض من حجج الله لنقضت الأرض وأكفأت بما عليها، وما تكثر الزلازل إلاّ عند اقتراب الساعة، وما من عين أحبّ إلى الله ولا عبرة من عين بكتْ ودمعت عليه، وما من باكٍ يبكيه إلا وقد وصل فاطمة÷ وأسعدها عليه، ووصل رسول الله وأدّى حقنا، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكي على جدّي الحسين× فإنه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقاه، والسرور بيّن على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين× تحت العرش وفي ظلّ العرش لا يخافون سوء الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه. وإنّ الحور لترسل إليهم أنّا قد اشتقناكم مع الولدان المخلّدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة، وإنّ أعداءهم من بين مسحوبٍ بناصيته إلى النار، ومن قائلٍ: ما لنا من شافعين ولا صديقٍ حميم، وإنهم ليرون منزلهم وما يقدرون أن يدنوا إليهم، ولا يصلون إليهم. وإنّ الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خدّامهم على ما أعطوا من الكرامة، فيقولون: نأتيكم إن شاء الله، فيرجعون إلى أزواجهم بمقالاتهم، فيزدادون إليهم شوقاً إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة وقُربهم من الحسين× فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الأكبر وأهوال القيامة، ونجّانا ممّا كنا نخاف، ويؤتون بالمراكب والرحال على النجائب، فيستوون عليها وهم في الثناء على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا إلى منازلهم»(20).
هذه الرواية ـ كسابقتها ـ واضحة التكلّف والافتعال، مضافاً للاضطراب المهيمن على نصّها ودلالاته، وهذا لا يصدر إلاّ عن مخيلة وضّاعة كالتي عند عبد الله بن عبد الرحمن الأصم؛ فهو لم يفكّر في الذي سوف يحصل عند كسوف الشمس لمدّة أربعين يوماً على التوالي، فهذا أمرٌ ممتنع حسب قوانين الطبيعة، وإذا سلّمنا ـ جدلاً ـ بوقوعه، لكان له انعكاس واسع على صفحات التاريخ، وهكذا بالنسبة لبكاء السماء دماً أربعين يوماً!
ولو سلّمنا وفرضنا الجانب المجازي في تصوير البعد المأساوي المسيطر على الكون لمصاب سيّد الشهداء×، لكان على متكلّم بليغ ـ كالإمام الصادق ـ أن يوظّف استعمالات بليغة فصيحة لغرض ذلك تكون معبّرةً عن المأساة بأروع تعبير، لا ما يواجهنا من عبائر في الرواية من قبيل مشهد الحرب والسجال في جهنّم مع حراسها، وتدخّل جبرئيل لنصرتهم وتهدئة أوضاع جهنم، الأمر الذي أشبه ما يكون بنزاع بين شخصين حلّهُ ثالث بوساطته. أما قصّة المراسلة بالمكاتيب من الحور والولدان، فهو ضرب لانعكاس قصص الغرام الدنيوية المرتسمة في ذهن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، فنسجها في مخيّلته ونسبها للصادق×، ثم ختمها بارتقاء الصهوات للوصول إلى المنازل.
إذن، فهذا المنطق أبعد ما يكون عمّا عهدناه عن الإمام الصادق وهو لا يثبت فضيلةً للحسين× وحسب، إنما هو مدعاة للمساس بمكانته وحقيقته الخالدة، ولا نقول إلاّ كما قال العلامة الحلي: إنّ نصوص عبد الله بن عبد الرحمن لا تنمّ إلاّ عن سخافة أفكاره وتهافت اعتقاده.
الحديث الثالث: نقلاً عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكير، قال: «حججت مع أبي عبد الله× ـ في حديث طويل ـ فقلت: يا ابن رسول الله! لو نُبش قبر الحسين بن علي×، هل كان يُصاب في قبره شيء؟ فقال: يا ابن بكير! ما أعظم مسائلك، إنّ الحسين× مع أبيه وأمّه وأخيه في منزل رسول الله’، ومعه يرزقون ويحبرون، وإنه لعَنْ يمين العرش متعلّقٌ به يقول: يا رب! أنجز لي ما وعدتني، وإنّه لينظر إلى زوّاره، وإنه أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم من أحدهم بولده، وإنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول: أيها الباكي! لو علمت ما أعدّ الله لك لفرحت أكثر مما حزنت، وإنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة»(21).
لعلّ هذا الحديث أقلّ غرابةً من بين أحاديث عبد الله الأصمّ، إلا أنّ ما يؤاخذ عليه هنا هو السؤال المطروح من قبل عبد الله بن بكير، فهو لا يتناسب مع شخصيةٍ بوزن ابن بكير. ناهيك عن المبالغة في ثناء الإمام× على سؤال ابن بكير في الرواية، إذا علمنا أنّ السؤال غاية في السذاجة، وهو مستبعد أساساً من ابن بكير. وعلى كل حال، فهذا الحديث ـ أيضاً ـ لا يصلح في نسبته للصادق× وإنما هو منسجم مع ذهنية عبد الله الأصم.
الحديث الرابع: عن الأصم، عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله×: «يا مسمع! أنت من أهل العراق، أما تأتي قبر الحسين×؟ قلتُ: لا، أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتّبع هوى هذا الخليفة، وعدوّنا كثير من أهل القبائل من النصّاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي، قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: نعم، قال: فتجزع؟ قلت: أي والله وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما إنّك من الذين يعدّون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا، أما أنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملك الموت بك، وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت أرقّ عليك وأشدّ رحمةً من الأم الشفيقة على ولدها. قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصّنا أهل البيت بالرحمة. يا مسمع! إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين× رحمةً لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمةً لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خدّه فلو أنّ قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرّها حتى لا يوجد لها حرّ، وإنّ الموجع قلبه لنا يفرح يوم يرانا عند موته فرحةً لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وإنّ الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه حتى إنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه. يا مسمع! من شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً ولم يستق بعدها أبداً، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلى من العسل وألين من الزبد، وأصفى من الدمع، وأذكى من العنبر، يخرج من تسنيم ويمرّ بأنهار الجنان، يجري على رضراض الدرّ والياقوت، فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام، قد حانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلاً ولا عنه تحويلاً. أما إنك يا كردين ممّن تروي منه، وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت منه من أحبّنا، وإن الشارب منه ليعطى من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يُعطاه من هو دونه في حبّنا، وإنّ على الكوثر أمير المؤمنين× وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا، فيقول الرجل منهم: إني أشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك، فيقول: يتبرأ منّي إمامي الذي تذكره، فيقول: ارجع إلى ورائك، فقل للذي كنت تتولاه وتقدّمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك أن يشفع لك، فإن خير الخلق حقيقٌ أن لا يردّ إذا شفع، فيقول: إنّ أهلك عطشاً، فيقول له: زادك الله ظمأ وزادك الله عطشاً. قلت: جعلت فداك، وكيف يقدر على الدنوّ من الحوض ولم يقدر عليه غيره، فقال: ورع عن أشياء قبيحة وكفّ عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا، وترك أشياء اجتدى عليها غيره، وليس ذلك لحبّنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدّة اجتهاده في عبادته وتديّنه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس، فأمّا قلبه فمنافق ودينه النصب باتّباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدّمه لهما على كلّ أحد»(22).
لا يتعارض مطلع الرواية مع المعهود في نصوص الأئمة×، إلاّ أنه سرعان ما ينحرف محتوى النص عن مساره ليقترب من ملامح الوضع والافتعال حتى يطغى على القسم الأخير من الرواية تناقض واضح في المضمون مما اضطرّ الراوي عبد الله الأصم إلى صياغته في سؤال على لسان مسمع بن عبد الملك يطرحه على الإمام×، وما يفرضه الراوي من جواب ليس قادراً على رفع التناقض وحسب بل زاد في الطين بلّة أيضاً. فكيف يمكن فرض شخص متديّن ورع عن القبائح وكافّ عن عداء أهل البيت ثم يكون في داخله منافق؟! وهو من التديّن بمنزلة توصله إلى حدود الحوض فيكلّم أمير المؤمنين، وهذا لا يتوافق مع صفة النفاق إطلاقاً. ولو فرضنا ـ جدلاً ـ بوجود رجل موالٍ لشخصين ـ حسب الرواية ـ فإنّ ذلك نابع عن جهله وقصوره وهو أمرٌ لا يستوجب غضب أمير المؤمنين له بحيث يتسبّب بشدّة الجوع والعطش! نعم لو كان ذلك الشخص منافقاً وعدواً لأهل البيت^ وسبّاباً لهم حقّ عليه الحكم المتقدّم، ولكنها سالبة بانتفاء الموضوع.
إذن، فهذه الرواية أيضاً لا يمكن نسبتها للإمام الصادق×، بل يرجّح أن تكون هي الأخرى من نسج خيال عبد الله الأصم. والملاحظ في تلك الروايات سعيُ عبد الله الأصم إلى إقحام بعض الأسماء المرموقة ضمن أسانيدها أمثال: أبي بصير، ابن بكير، مسمع بن كردين، وزرارة، كي تشقّ طريقها إلى عوام الشيعة.
وهناك روايات أخرى في كامل الزيارات حول موضوع البكاء على الإمام الحسين تضمّنت أسانيدُها من يضعّفها ويسقطها من الاعتبار، فقد جاء فيه مثلاً: حدثني أبي سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير، عن يونس وأبي سلمة السراج والمفضل بن عمر، قالوا: سمعنا أبا عبد الله يقول: «لما مضى الحسين بن علي× بكى عليه جميع ما خلق الله إلا ثلاثة أشياء: البصرة ودمشق وآل عثمان»(23)؛ فقد تضمّن سند الرواية شخصاً باسم الحسن بن علي بن أبي عثمان الملقّب بسجادة، وهو مصنّف على أصحاب الإمام الجواد والهادي‘، كنيته أبو محمد. وهو غالٍ ضعيف في عداد القميّين. يقول فيه العلامة الحلي نقلاً عن الكشي: على سجادة لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، فلقد كان من العليانية الذين يقعون في رسول الله’ ليس لهم في الإسلام نصيب. وقال النجاشي: أبو محمد كوفي، ضعّفه أصحابنا(24)؛ إذن فهو مطعون فيه بحيث يُلعن من قبل رجاليّ كالكشي.
وقد نقلت هذه الرواية عن عبد الجبار النهاوندي، ومع أنّ متنها ممّا يعتدّ به، إلاّ أن ضعف السند ألغى فرصة ذلك.
وفي كامل الزيارات رواية أخرى عن الشخص ذاته بهذا السند والمضمون: حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن أبي عمارة المنشد، قال: «ما ذكر الحسين× عند أبي عبد الله× قط فرُئي أبو عبد الله× متبسّماً في ذلك اليوم إلى الليل، وكان× يقول: الحسين× عبرة كلّ مؤمن»(25).
فمتن الرواية ـ كما نلاحظ ـ لا شائبة عليه ومضمونه طبيعي تماماً، فمن المنطقي أن يتأثر الإمام الصادق باستذكار الحسين ومأساته الأليمة فتهجرُه الابتسامة في ذلك اليوم، فيقول: الحسين عبرة كلّ مؤمن. لكن المشكلة تنشأ من حيث دخول شخص ملعون في سند الحديث هو الحسن بن علي بن أبي عثمان. والمستغرب في الأمر أنّ قسماً من الرواية ذاتها قد نقل عن الصادق× بطريق أكثر صحّةً، وقد نقله صاحب كامل الزيارات بشيء من التغيير في جملة من الأسانيد الصحيحة والقريبة من الصحّة، منها: حدثني أبي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن أبي يحيى الحذّاء، عن أصحابنا، عن أبي عبد الله× قال: «نظر أمير المؤمنين× إلى الحسين فقال: يا عبرة كلّ مؤمن، فقال: أنا يا أبتاه، قال: نعم يا بُني»(26).
هذهِ الرواية وإن كانت مرفوعةً، إلاّ أنّ كل رواتها ثقات باستثناء أبي يحيى الحذّاء. أما فيما يتعلق بالمتن ووصف الحسين بـ «عبرة كل مؤمن» فهناك ما يؤيّده من الروايات الصحيحة في الكتاب، نقلنا بعضها سابقاً، وهنا نضيف هذه الصحيحة: حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمد بن الحسن الخزار، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله× قال: «كنّا عنده فذكرنا الحسين×، فبكى أبو عبد الله× وبكينا، قال: ثم رفع رأسه، فقال: قال الحسين×: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى»(27).
ويلاحظ في هذه الرواية وسابقاتها التقاؤها في المضمون؛ مما يولّد بعض الاطمئنان بنسبتها للمعصوم×، فجميعها يعتبر الحسين قتيل العبرة.
وهناك رواية أخرى أيضاً بهذا الخصوص ينقلها كامل الزيارات: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الجاموراني، عن الحسن بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله×، قال: سمعته يقول: «إنّ البكاء والجزع مكروهٌ للعبد في كلّ ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي×، فإنه فيه مأجور»(28)؛ فمتن الرواية لا يؤاخذ في شيء، لكنّ سندها اشتمل على الحسن بن علي بن أبي حمزة وأبيه البطائني، وقد تحدّثنا عن الأب سابقاً وذكرنا طعن الرجاليين له. أما ابنه فلا يقلّ مرتبةً في الكذب والوضع عن أبيه، وهو واقفي، وقد قال فيه الكشي: قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني فطعن عليه، وقال: متّهم ملعون، وقد رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كلّه، من أوّله إلى آخره، إلا أني لا استحلّ أن أروي عنه حديثاً واحداً. وقال حمدويه ـ نقلاً عن مشايخه ـ: الحسن بن علي بن أبي حمزة رجل سوء. وقال ابن الغضائري: هو واقف ابن واقف، ضعيفٌ في نفسه، وأبوه أوثق منه، وقال علي بن الحسن بن فضال: إني لأستحي من الله أن أروي عن الحسن بن علي، وحديث الرضا× فيه مشهور. وجاء في رجال النجاشي: كان أبوه قائد أبي بصير، ورأيت شيوخنا يذكرون أنّه كان من وجوه الواقفة(29)؛ وتأسيساً على ذلك يكون سند الرواية فاقداً للاعتبار.
لقد حاولنا هنا أن نقدّم صورةً عن جانب من الروايات التي ذكرها ابن قولويه حول موضوع البكاء على سيّد الشهداء×. وهناك جانب آخر من تلك الروايات التي ذكرها هو وغيره من أرباب السير والتاريخ، سنتطرّق له في بحوث لاحقة.

نتائج ـــــــ
بات واضحاً ـ من خلال ما تقدّم ـ المآرب المريضة لدى المعاندين والمناهضين لثقافة عاشوراء ومبدأ الإمامة، ومساعيهم في تحريفهما من خلال دسّ الأحاديث الموضوعة والنصوص المحرّفة، وهذه حقيقة تجعل نصب أعيننا الأمور التالية:
1 ـ إنّ استعاضة حركة عاشوراء الحماسية بمظاهر البكاء والاستكانة، وتحوّلها إلى بضاعة وتجارة مقايضة بالجنّة هي من أهداف أعداء عاشوراء المشؤومين.
2 ـ لابدّ في فكر عاشوراء وثقافتها الالتزام بالتثبّت من صحّة الروايات أو عدمها قبل تداولها، وإنّ دافع المظلومية والبكاء وتحريك الأحاسيس ليس معياراً كافياً في نقل الأحاديث.
3 ـ هناك روايات غير صحيحة بين طيّات الحوادث التاريخية، قد يتناقلها حتى الأعلام من الرجاليين والفقهاء كابن قولويه؛ لذا يجب أن لا تكون مؤلّفاتهم بمنأى عن النقد والتحقيق.
إذن، فالمرجوّ أن تشيع هكذا نقود بنّاءة في ثقافة عاشوراء ومصادرها؛ لتغربل الصحيح من السقيم.


* * *

الهوامش




(*) الدكتور محمد علي سلطاني هو باحث في الحوزة والجامعة.



(1) دائرة المعارف بزرك إسلامي 1: 640، بإشراف كاظم الموسوي البجنوردي، طهران، 1373ش/1994م.

(2) مثل جناح البعوضة.

(3) أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، كامل الزيارات: 111، ح8، نشر الصدوق، 1357ش/1978م، الطبعة الأولى.

(4) محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري، جامع الرواة 1: 372، بيروت، دار الأضواء، 1403هـ.

(5) أحمد بن محمد البرقي، المحاسن 1: 63، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، قم، المجمع العالمي لأهل البيت^، 1213هـ، الطبعة الأولى.

(6) كامل الزيارات: 207، ح 12.

(7) عبد الله بن جعفر الحميري، قرب الإسناد: 36، 117، تحقيق: مؤسّسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم، 1371ش/1992م.

(8) كامل الزيارات: 107، ح4.

(9) المصدر نفسه: 111، ح9.

(10) المصدر نفسه: 116، ح3.

(11) المصدر نفسه، ح4، و 117، ح5.

(12) المصدر نفسه.

(13) المصدر نفسه.

(14) المصدر نفسه: 547.

(15) كامل الزيارات: 116، ح4.

(16) انظر: جامع الرواة 2: 123 ـ 128.

(17) كامل الزيارات: 117، ح5؛ يُشار إلى وقوع خطأ في طبعة مكتبة الصدوق بتكرار سند الحديث الرابع في الحديث الخامس أيضاً.

(18) انظر: جامع الرواة 2: 86.

(19) المصدر نفسه 1: 494.

(20) كامل الزيارات: 85، ح7.

(21) المصدر نفسه: 83، ح5.

(22) المصدر نفسه: 110، ح7.

(23) المصدر نفسه: 108، ح6.

(24) المصدر نفسه: 83، ح4.

(25) انظر: جامع الرواة 1: 208.

(26) كامل الزيارات: 116، ح4.

(27) المصدر نفسه: 117، ح6.

(28) المصدر نفسه: 107، ح2.

(29) انظر: جامع الرواة 1: 208.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27-01-2011, 12:35 PM   رقم المشاركة : 9
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

وهذا رابط الموضوع من موقع نصوص معاصرة:


http://www.nosos.net/main/pages/news.php?nid=117

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-02-2011, 07:31 AM   رقم المشاركة : 10
أزهر الكون
طرفاوي جديد






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بحق جميل جدا


العين تتسع لمثل هذا !

 

 

أزهر الكون غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2011, 11:27 AM   رقم المشاركة : 11
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
(( فمتن الرواية لا يؤاخذ في شيء، لكنّ سندها اشتمل على الحسن بن علي بن أبي حمزة وأبيه البطائني، وقد تحدّثنا عن الأب سابقاً وذكرنا طعن الرجاليين له. أما ابنه فلا يقلّ مرتبةً في الكذب والوضع عن أبيه، وهو واقفي، وقد قال فيه الكشي: قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني فطعن عليه، وقال: متّهم ملعون، وقد رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كلّه، من أوّله إلى آخره، إلا أني لا استحلّ أن أروي عنه حديثاً واحداً. وقال حمدويه ـ نقلاً عن مشايخه ـ: الحسن بن علي بن أبي حمزة رجل سوء. وقال ابن الغضائري: هو واقف ابن واقف، ضعيفٌ في نفسه، وأبوه أوثق منه، وقال علي بن الحسن بن فضال: إني لأستحي من الله أن أروي عن الحسن بن علي، وحديث الرضا× فيه مشهور. وجاء في رجال النجاشي: كان أبوه قائد أبي بصير، ورأيت شيوخنا يذكرون أنّه كان من وجوه الواقفة(29)؛ وتأسيساً على ذلك يكون سند الرواية فاقداً للاعتبار )).
هناك من يرى وثاقة البطائني بل تم كتابة رسالة كاملة في وثاقة هذا الرجل وعلم الرجل علم اجتهادي فقد يكون الراوي ثقة عند بعض العلماء وقد يكون ضعيف كما في حال محمد بن سنان فالمشهور الضعف وذهب بعض الأعلام إلى الوثاقة كالسيد محمد سيعد الحكيم ( حفظه الله تعالى ) ثم حتى شيخ الرجالين الناقد البصير بهذا الفن الشيخ النجاشي ( رحمه الله ) يناقشه الأعلام.
وإنشاء الله لنا وقفة مع ما ذكر هنا لأن البعض يشكك في الروايات التي طرحها الأستاذ طاهر الخلف ( حفظه الله تعالى ).

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-07-2011, 09:15 AM   رقم المشاركة : 12
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
1/ الشيخ الصدوق رحمه الله ، عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
(( كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ( عليه السلام ) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ صدق وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار )) , ثواب الاعمال ص 83.
وقال الشيخ هادي النجفي تعليقاً على الرواية السابقة : (( الرواية صحيحة الإسناد ، ونقلها أيضا ابن قولويه بسنده الصحيح في كامل الزيارات : 100 ح 1 )) , موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 2 ص 77.
2/ قال علي بن إبراهيم القمي ( رحمه الله ) حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال :
(( كان علي ابن الحسين عليه السلام يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما السلام دمعة حتى تسيل على خده بواه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى تسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بواه الله مبوء صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار )) , تفسير علي بن إبراهيم ج 2 ص 292.
أقول : أولاً : إسناده صحيح.
ثانيا : يلاحظ أن الحسن بن محبوب يروي هذه الرواية من كتاب العلاء , قال الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) :
(( العلاء بن رزين القلاء : ثقة ، جليل القدر ، له كتاب ، وهو أربع نسخ :
1/ ( منها ) : رواية الحسن بن محبوب . أخبرنا به الشيخ المفيد ( رحمه الله ) ، عن أبي جعفر ابن بابويه ، عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ، ويعقوب بن يزيد ( ومحمد بن يزيد ) ، ومحمد ابن الحسين بن أبي الخطاب ، والهيثم بن أبي مسروق ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء .
2/ ( ومنها ) : رواية محمد بن خالد الطيالسي . أخبرنا ( به ) ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عنه .
وأخبرنا ( به ) الحسين بن عبيد الله ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن علي بن سليمان الزراري الكوفي ، عن محمد بن خالد ، عن العلاء بن رزين القلاء .
3/ ( ومنها ) : رواية محمد بن أبي الصهبان . أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن سعد ، والحميري ، عن محمد ابن أبي الصهبان ، عن صفوان ، عنه.
4/ ( ومنها ) : رواية الحسن بن علي بن فضال . أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن أحمد ابن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عنه )) , معجم رجال الحديث ج 12 ص 185 رقم 7776.
فالطريق الأول والثالث والرابع : طرق صحيحه , إذا هذه الرواية لها عدة طرق.
3/ وقال علي بن إبراهيم القمي ( رحمه الله ) حدثني أبي عن بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( من ذَكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر )) , تفسير علي بن إبراهيم ج 2 ص 292.
أقول : إسناده صحيح , وبكر بن محمد هو " الأزدي " والدليل على ذلك ما جاء في الكافي ج 3 ص 262 " علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن محمد الأزدي ".
4/ الحميري عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( قال لفضيل : تجلسون ؟ ؟ وتحدثون ؟ قال : نعم ، جعلت فداك.
قال : إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا يا فضيل ، فرحم الله من أحيا أمرنا.
يا فضيل ، من ذكرنا - أو ذكرنا عنده - فخرج من عينه مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )) , قرب الإسناد ص 36.
أقول : إسناده صحيح.
5/ الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار قال حدثني أحمد ابن إسحاق بن سعيد عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( تجلسون وتتحدثون ، قال : قلت جعلت فداك نعم قال إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا انه من ذكرنا وذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذبابة غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر )) , ثواب الاعمال ص 187.
أقول : إسناده صحيح
6/ أحمد بن محمد البرقي في ( المحاسن ) عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر )).
أقول : إسناده صحيح.
7/ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن شبيب ، قال :
(( دخلت على الرضا ( عليه السلام ) في أول يوم من المحرم ، فقال لي : يا بن شبيب ، أصائم أنت ؟ فقلت : لا .
فقال : إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ( عليه السلام ) ربه عز وجل ، فقال : ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) فاستجاب به ، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب : ( أن الله يبشرك بيحيى ) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له ، كما استجاب لزكريا ( عليه السلام ) .
ثم قال : يا بن شبيب ، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.
يا بن شبيب ، إن كنت باكيا لشئ ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإنه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم : يا لثارات الحسين.
يا بن شبيب ، لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ( عليه السلام ) : أنه لما قتل جدي الحسين ( صلوات الله عليه ) ، مطرت السماء دما وترابا أحمر.
يا بن شبيب ، إن بكيت على الحسين ( عليه السلام ) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته ، صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا . يا بن شبيب ، إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك ، فزر الحسين ( عليه السلام ) .
يا بن شبيب ، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله ( صلوات الله عليهم ) ، فالعن قتلة الحسين.
يا بن شبيب ، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.
يا بن شبيب ، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة )) , الأمالي للشيخ الصدوق ص 193 .
وقال الشيخ هادي النجفي تعليقاً على الرواية السابقة : (( الرواية معتبرة الإسناد )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 2 ص 78.
وقال الشيخ عبد الهادي الفضلي : (( المعتبر : وهو كل مسند حصل الوثوق بصدوره عن المعصوم )) مبادئ أصول الفقة ص 29.
الختام :
أقول في الختام إن (( الروايات الواردة في هذا المجال فوق حد التواتر فإن شئت أكثر من هذا فراجع كامل الزيارات : 100 ، ووسائل الشيعة : 14 / 500 ، ومستدرك الوسائل : 10 / 311 ، كلاهما من طبع آل البيت ، وجامع أحاديث الشيعة : 12 / 547 ، وعلى هذا نقول : ان البكاء على الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) عدل التوبة وله من الآثار نحو ما للتوبة كغفران الذنوب ومحو السيئات , بل دخول الجنة بغير حساب إن شاء الله تعالى لما لا يخفى على أولى الألباب والحمد لله رب الأرباب )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 2 ص 82.
---
قتيل العبرة :
1/ حدثني محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن ابان الأحمر ، عن محمد بن الحسين الخزار ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
(( كنا عنده فذكرنا الحسين ( عليه السلام ) ، فبكى أبو عبد الله ( عليه السلام ) وبكينا ، قال : ثم رفع رأسه ، فقال : قال الحسين ( عليه السلام ) : انا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الا بكى )) , كامل الزيارات ص 215.
وقال الشيخ هادي النجفي : (( الرواية صحيحة الإسناد )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 7 ص 55.
2/ الشيخ ابن قولويه رحمه الله حدثني علي بن الحسين السعد آبادي ، قال : حدثني احمد ابن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن مسكان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال الحسين ( عليه السلام ) :
(( انا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق علي ان لا يأتيني مكروب قط الا رده الله واقلبه إلى أهله مسرورا )) , كامل الزيارات ص 216.
وقال الشيخ هادي النجفي : (( الرواية معتبرة الإسناد )) موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام ج 7 ص 55.
وقال الشيخ عبد الهادي الفضلي : (( المعتبر : وهو كل مسند حصل الوثوق بصدوره عن المعصوم )) مبادئ أصول الفقة ص 29.
3/ الشيخ الصدوق رحمه الله حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن مسكان عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
(( قال الحسين بن علي عليهما السلام أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب إلا أرده وأقلبه إلى أهله مسرورا )) , ثواب الأعمال ص 98.
----
بكاء السماء على سيد الشهداء :
إن بكاء السماء على الإمام الحسين عليه السلام مما اتفقت عليه روايات كلا المدرستين.
- من طرق مدرسة أهل البيت عليهم السلام :
1/ روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال للريان بن شبيب (( يا بن شبيب ، لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ( عليه السلام ) : أنه لما قتل جدي الحسين ( صلوات الله عليه ) ، مطرت السماء دما وترابا أحمر )) ولقد عبر عنها الشيخ هادي النجفي في موسوعة احاديث أهل البيت عليهم السلام بأنها معتبر الإسناد ج 2 ص 78.
2/ وفي خطبة السيد زينب ( عليها أفضل الصلاة والسلام ) : (( ويلكم أتدرون أي كبد لمحمد فريتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي كريمة له أصبتم ؟ " لقد جئتم شيئا إدا ، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا " ، ولقد أتيتم بها خرقاء شوهاء طلاع الأرض والسماء.
أفعجبتم أن قطرت السماء دما ؟ ! ولعذاب الآخرة أخزى )) , الأمالي للشيخ المفيد رحمه الله ص 323 والأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله ص 93 والاحتجاج ج 2 ص 30 , الفتوح ج 5 ص 121 , بلاغات النساء ص 24 بإختلاف في بعض الألفاظ واللفظ للشيخ المفيد.
- أما من طرق مدرسة الصحابة :
وأكتفي بنقل هذه الرواية التي تم حذفها من صحيح مسلم : قال العالم العابد الزاهد رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن طاووس الحلي المتوفى سنة 664 ه‍ رحمه الله : (( ومن ذلك ما رواه في أول الجزء الخامس من صحيح مسلم في تفسير قوله تعالى " فما بكت عليهم السماء والأرض " قال : لما قتل الحسين ابن علي عليهما السلام بكت السماء وبكاؤها حمرتها )) , الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ص 203.
ومن أراد أكثر من هذا فعليه بكتاب شرح إحقاق الحق ج 27 ص 376.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-07-2011, 09:17 AM   رقم المشاركة : 13
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

أولاً : إن العلاقة القائمة بين العمل الصغير والأجر الكبير ، مفهوم إسلامي واقعي لا يمكن إنكاره , ولهذا المفهوم شواهد روائية من بينها ما جاء في الكافي لثقة الإسلام الشيخ الكليني ( رحمه الله ) عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان قال : (( سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحى سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل )) ج 4 ح 7 ص 3.
مع أننا نرى أن عمل الصدقة بسيط وصغير في نفس الوقت إلا أن الله سبحانه وتعالى وضع للصدقة ثواب عظيم.

ثانياً : أبدا بما ذكر أستاذنا الأستاذ طاهر الخلف ( حفظه الله تعالى ) حيث أورد رواية من كتاب كامل الزيارات وقبل أن أدخل في بيان صحة الرواية لا بد لي من تعريف ابن قولويه ( رحمه الله ) وكتابه " كامل الزيارات " :

- من هو ابن قولويه ( رحمه الله ) :
*قال الشيخ النجاشي ( رحمه الله ) في حقه : (( وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلائهم في الحديث والفقه ... وكل ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه )) , رجال النجاشي رقم الترجمة 318 ص 123 , معجم رجال الحديث ج 5 رقم الترجمة 2263 ص 76.
*وقال السيد ابن طاووس ( رحمه الله ) : (( ورأيت في الكتب أيضا ان الشيخ الصدوق المتفق على أمانته ، جعفر بن محمد بن قولويه تغمده الله برحمته )) , إقبال الأعمال ج 1 ص 34.

- كتاب كامل الزيارات " ومدح الأعلام له " :
قال الشيخ النجاشي ( رحمه الله ) : (( وله كتب حسان )) , رجال النجاشي رقم الترجمة 318 ص 123 , معجم رجال الحديث ج 5 رقم الترجمة 2263 ص 76 , وعد من كتبه كتاب الزيارات.
وقال العلامة المجلسي ( رحمه الله ) : (( وكتاب كامل الزيارة من الأصول المعروفة ، وأخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين )) , بحار الأنوار ج 1 ص 27.
وقال الشيخ عباس القمي ( رحمه الله ) : (( كتاب كامل الزيارات وهو كتاب نفيس طبع في هذا الزمان )) الكنى والألقاب ج 1 ص 391.
وقال الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله تعالى ) : (( وكتابه هذا من أهم كتب الطائفة وأصولها المعتمد عليها في الحديث ، أخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين )) , كليات في علم الرجال ص 300.
ويتضح لنا أن كتابه هذا اعتماد عليه أجلاء الطائفة مثل شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( أعلى الله مقامه ).

- بيان صحة الرواية التي أوردها الاستاذ :
قال ابن قولويه ( رحمه الله ) حدثني حكيم بن داود ، عن سلمة ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
(( من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر )) , كامل الزيارات ص 207.
أقول : صحيح أن الرواية ضعيفة من جهة سلمة (1) ولكن يمكن تصحيح سند الرواية بنظرية التعويض الرجالية التي إعتمد عليها كبار علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام كالعلامة المجلسي رحمه الله والشيخ محمد الأردبيلي رحمه الله ـ الذي هو من احد تلامذة الشيخ المجلسي والمؤلف للكتاب المعروف بجامع الرواة ـ والميرزا محمد الاسترابادى رحمه الله ـ صاحب الكتاب الرجالي المعروف بمنهج المقال- والسيد الخوئي رحمه الله والشهيد الصدر رحمه الله وغيرهم " وبالتحديد الطريقة الثانية لسيد الفقهاء السيد الخوئي رحمه الله " ويلاحظ في السند ابن أبي عمير وللشيخ الطوسي ( رحمه الله ) طريق صحيح إليه " كما أشار إلى ذلك السيد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث - في ترجمة ابن أبي عمير - " حيث قال في الفهرست : (( أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ومحمد ابن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه )) , الفهرست ص 219 , إذا يمكن تصحيح سند الرواية.
ثم ما المانع أن الله سبحانه وتعالى يعطي هذا الثواب العظيم على دمعة تسيل من أجل من حمى الإسلام بدمه الطاهر الشريف.
---
الهامش :
1. على انه ذهب الوحيد البهبهاني ( رحمه الله ) " وهو من علماء هذا الفن ومن المجتهدين " إلى وثاقة الرجل , قال الشاهرودي : (( استعفوه . وله كتب ذكرها الشيخ والنجاشي . وروى عنه الصفار وسعد والحميري وأحمد بن إدريس وغيرهم . وفي الاستضعاف نظر ، لان التضعيف مأخوذ من النجاشي ، والنجاشي لم يضعف نفس الراوي حيث قال في حقه : كان ضعيفا في حديثه . وهذا كما قال المولى الوحيد ، لا يدل على القدح في نفس الراوي . وقال بضعف تضعيف ابن الغضائري ومال إلى إصلاح حاله وقال : ناهيك لجلالته بل وثاقته ، رواية كل هذه الأجلة المذكورين وغيرهم عنه ، سيما مشائخ القميين وأعاظمهم وفيهم ابن الوليد . ويروي عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن روايته . وأيضا هو كثير الرواية وصاحب الكتب إلى غير ذلك . انتهى كلمات المولى الوحيد في إصلاح حاله ملخصا . أقول : ونزيدك على ما ذكرنا من المولى الوحيد أمورا : الأول : أنه وقع في طريق مشيخة الفقيه في عداد صواحب الأصول المعتمدة التي استخرج منها كتابه الفقيه وروى كتبه سعد بن عبد الله . الثاني : وقوعه في طريق ابن قولويه القمي في كامل الزيارات مع أنه في أوله شهد بوثاقة من يروي عنه ، وأنه يروي ما وصل إليه من طريق الثقات . ويروي عنه كثيرا . منها في الكامل ص 13 و 14 و 21 و 22 و 53 و 90 ، وغير ذلك كثير . الثالث : رواياته الشريفة وهي كثيرة : منها ما روى الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عنه ، رواية النص على الأئمة الاثني عشر وأسمائهم وفضائلهم . كمبا ج 9 / 169 ، و ج 6 / 726 . وغيرها في جد ج 22 / 224 ، و ج 36 / 409 . وروى سعد ، عنه ، فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ووجوب الاقتداء به و ذم مخالفته . كمبا ج 9 / 283 ، وجد ج 38 / 98 . وروى الصفار عنه رواية الحسن المجتبى عليه السلام في علم الإمام بلغات من في المشرق والمغرب ، وأنه وأخوه الحسين صلوات الله عليهما ، يكونان الحجة عليهم . كمبا ج 14 / 81 ، وجد ج 57 / 329 . وروى عنه رواية إحياء أمير المؤمنين عليه السلام ميتا . كمبا ج 3 / 156 ، و جد ج 6 / 230 )) , مستدركات علم رجال الحديث ج 4 ص 108 رقم 6431.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-07-2011, 09:20 AM   رقم المشاركة : 14
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

قال د.محمد تعليقاً على الرواية التي أثبتنا صحتها : (( فبالإضافة إلى مجهولية حكيم بن داوود، هناك إشكالية أخرى أهمّ في سند الرواية، وهي وجود سلمة بن الخطاب فيه، وهو من قرية من قرى الري تدعى (براوستان)، وقد ضعّفه جملة من الرجاليين أمثال: النجاشي، وابن الغضائري، وقالوا فيه: أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني قريةٌ من سواد الري، كان ضعيفاً في حديثه. وقال ابن الغضائري: إنه يكنّى أبا محمد، وضعّفه )).
أولاً : من قال بأن حكيم بن داود مجهول الحال.
ثانيا : وثاقة حكيم بن داود.
أقول : قد شهد الشيخ ابن قولويه ( رحمه الله ) بوثاقة مشايخه , وذهب الميرزا النوري ( رحمه الله ) إلى وثاقة مشايخ ابن قولويه وكذلك السيد الخوئي ( رحمه الله ) , وكذلك الشيخ محمد باقر الأيرواني ( حفظه الله تعالى ) في كتابه الدروس التمهدية في القواعد الرجالية , وكذلك الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله تعالى ) في كليات في علم الرجال , والشيخ مسلم الداوري ( حفظه الله ) - وهو تلميذ السيد الخوئي رحمه الله - في كتابه أصول في علم الرجال.
وقال غلام رضاً - تلميذ السيد الخوئي رحمه الله - : (( حكيم بن داود بن حكيم ( شيخه ) 2 / 11 ، ثقة )) , مشايخ الثقات ص 131.
وقال الشاهرودي : (( لم يذكروه . وهو من أجلة مشائخ ابن قولويه . ترحم عليه ووثق مشائخه في أول كتابه )) , مستدركات في علم رجال الحديث ج 3 رقم 4916 ص 247.
ويكفي في إثبات وثاقة الرجل شهادة هؤلاء الأعلام وهم من اهل الإختصاص وأعلم بهذا الفن منا , على انه أثبتنا أن الرواية صحيحة بنظرية التعويض الرجالية وبالتحديد الطريقة الثانية لسيد الفقهاء السيد الخوئي ( رحمه الله ).
ثالثاً : قوله " وقال ابن الغضائري: إنه يكنّى أبا محمد، وضعّفه ".
أولاً : لابد لنا من بيان قيمة كتاب الغضائري عند أعلام مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
قال الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) : (( لقد اختلف نظرية العلماء حول الكتاب اختلافا عميقا ، فمن ذاهب إلى أنه مختلق لبعض معاندي الشيعة أراد به الوقيعة فيهم ، إلى قائل بثبوت الكتاب ثبوتا قطعيا وأنه حجة ما لم يعارض توثيق الشيخ والنجاشي ، إلى ثالث بأن الكتاب له وأنه نقاد هذا العلم ولا يقدم توثيق الشيخ والنجاشي عليه ، إلى رابع بأن الكتاب له ، غير أن جرحه وتضعيفه غير معتبر ، لأنه لم يكن في الجرح والتضعيف مستندا إلى الشهادة ولا إلى القرائن المفيدة للاطمئنان بل إلى اجتهاده في متن الحديث ، فلو كان الحديث مشتملا على الغلو والارتفاع في حق الأئمة حسب نظره ، وصف الراوي بالوضع وضعفه )) كليات في علم الرجال ص 89.

رأي سيد الفقهاء السيد الخوئي رحمه الله وبعض العلماء :
قال سيد الفقهاء السيد الخوئي ( رحمه الله ) : (( وأما الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري فهو لم يثبت ، ولم يتعرض له العلامة في إجازاته ، وذكر طرقه إلى الكتب ، بل إن وجود هذا الكتاب في زمان النجاشي والشيخ أيضا مشكوك فيه ، فإن النجاشي لم يتعرض له ، مع أنه - قدس سره - بصدد بيان الكتب التي صنفها الامامية ، حتى إنه يذكر ما لم يره من الكتب ، وإنما سمعه من غيره أو رآه في كتابه ، فكيف لا يذكر كتاب شيخه الحسين بن عبيد الله أو ابنه أحمد وقد تعرض - قدس سره - لترجمة الحسين بن عبيد الله وذكر كتبه ، ولم يذكر فيها كتاب الرجال ، كما أنه حكى عن أحمد بن الحسين في عدة موارد ، ولم يذكر أن له كتاب الرجال . نعم إن الشيخ تعرض في مقدمة فهرسته أن أحمد بن الحسين كان له كتابان ، ذكر في أحدهما المصنفات وفي الآخر الأصول ، ومدحهما غير أنه ذكر عن بعضهم أن بعض ورثته أتلفهما ولم ينسخهما أحد . والمتحصل من ذلك : أن الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري لم يثبت بل جزم بعضهم بأنه موضوع ، وضعه بعض المخالفين ونسبه إلى ابن الغضائري . ومما يؤكد عدم صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن الغضائري : أن النجاشي ذكر في ترجمة الخيبري عن ابن الغضائري أنه ضعيف في مذهبه ولكن في الكتاب المنسوب إليه أنه ضعيف الحديث غالي المذهب ، فلو صح هذا الكتاب لذكر النجاشي ما هو الموجود أيضا ، بل إن الاختلاف في النقل عن هذا الكتاب ، كما في ترجمة صالح بن عقبة بن قيس وغيرها يؤيد عدم ثبوته ، بل توجد في عدة موارد ترجمة شخص في نسخة ولا توجد في نسخة أخرى ، إلى غير ذلك من المؤيدات .
والعمدة : هو قصور المقتضي ، وعدم ثبوت هذا الكتاب في نفسه ، وإن كان يظهر من العلامة في الخلاصة أنه يعتمد على هذا الكتاب ويرتضيه . وقد تقدم عن الشهيد الثاني ، والآغا حسين الخونساري ذكر هذا الكتاب في إجازتيهما ، ونسبته إلى الحسين بن عبيد الله الغضائري ، لكنك قد عرفت أن هذا خلاف الواقع ، فراجع )) , معجم رجال الحديث ج 1 ص 95 - 96.
وقال الشيخ آقا بزرگ الطهراني : (( " كتاب الضعفاء " المنسوب إلى ابن الغضائري رحمه الله .
فلا بد لنا من الفحص عن تاريخ بدو ظهور هذا الكتاب ، وعن أحوال مؤلفه وعن صحة انتسابه إلى ابن الغضائري وعدمه فنقول : -
الأصل " كتاب الضعفاء " وتاريخ بدو ظهوره فقد ظهر لنا بعد التتبع أن أول من وجده هو السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن طاوس الحسيني الحلي ( المتوفى 673 ) فأدرجه السيد موزعا له في كتابه " حل الاشكال " في معرفة الرجال الذي ألفه ( 644 ) وجمع فيه عبارات الكتب الخمسة الرجالية وهي " رجال الطوسي " و " فهرسه " و " اختيار الكشي " و " النجاشي " و " كتاب الضعفاء " المنسوب إلى ابن الغضائري ، قال السيد في أول كتابه - بعد ذكر الخمسة بهذا الترتيب ( ولى بالجميع روايات متصلة عدا كتاب ( ابن الغضائري ) فيظهر منه أنه لم يروه عن أحد وانما وجده منسوبا إليه ولم يجد السيد كتابا آخر للممدوحين منسوبا إلى ابن الغضائري والا لكان يدرجه أيضا ولم يقتصر على " الضعفاء " ثم تبع السيد في ذلك تلميذاه العلامة الحلي ( المتوفى 726 ) في الخلاصة وابن داود في رجاله للمؤلف في 707 فأوردا في كتابيهما عين ما أدرجه أستاذهما السيد ابن طاوس في " حل الاشكال " وصرح ابن داود عند ترجمة أستاذه المذكور بأن أكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من إشارات هذا الأستاذ و تحقيقاته ، ثم إن المتأخرين عن العلامة وابن داود كلهم ينقلون عنهما لان نسخة " الضعفاء " التي وجدها السيد ابن طاوس قد انقطع خبرها عن المتأخرين عنه ، ولم يبق من الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري الا ما وزعه السيد ابن طاوس في كتابه " حل الاشكال " ولولاه لما بقى منه أثر ، ولم يكن ادراجه فيه من السيد لأجل اعتباره عنده بل ليكون الناظر في كتابه على بصيرة ، ويطلع على جميع ما قيل أو يقال في حق الرجل حقا أو باطلا ليصير مغرما ؟ بالتتبع والاستلام عن حقيقة الامر فلم يدرجه السيد الا بعد الايماء إلى شأنه أولا بحسب الترتيب الذكرى فأخره عن الجميع ثم تصريحه بأنها ليست من مروياته بل وجده منسوبا إلى ابن الغضائري ، فتبرأ من عهدته بصحة النسبة إليه ، ولم يكتف بذلك أيضا بل أسس في أول الكتاب ضابطة كلية تفيد ومن التضعيفات التي وردت ؟ في هذا الكتاب حتى لو فرض أنه كان معلوم النسبة ؟ إلى مؤلفه وعنونها بقوله : - ( قاعدة كلية في الجرح والتعديل لا يستغنى عنها في الباب ) وحاصلها أن السكون ؟ إلى قول المادح مع عدم المعارض راجح وأما السكون إلى قول الجارح ولو كان بدون معارض فهو مرجوح ، واستدل على ذلك بقوله لان التهمة في الجرح شايعة ولا يحصل بإزائها في جانب المادحين فللسكون إليهم ما لم يحصل معارض راجح والسكون إلى القادحين ما لم يحصل معارض مرجوح ، ومراده أن ما يوجد من القدح في " كتاب الضعفاء " لا أثر له ولا يحصل الاطمينان به على تقديري وجود - المعارض معه وعدمه اما مع وجود المعارض فيسقط بالمعارضة ، ومع عدم المعارض أيضا يسقط الحاقا له بالغالب لشيوع التهمة في القدح ولا شيوع لها في المدح .
وبالجملة فكتاب " حل الاشكال " المدرج فيه " كتاب الضعفاء " كان موجودا بخط مؤلفه السيد ابن طاوس إلى سنة نيف وألف فكان أولا عند الشهيد الثاني كما ذكره في اجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد وبعده انتقل إلى ولده صاحب " المعالم " فاستخرج منه كتابه الموسوم ب‍ ؟ " التحرير الطاوسي " كما مر في ( ج 3 - 385 ) ثم حصلت تلك النسخة بعينها عند المولى عبد الله التستري ( المتوفى بأصفهان سنة 1021 ) وكانت مخرقة مشرفة على التلف فاستخرج منها خصوص عبارات " كتاب الضعفاء " المنسوب إلى ابن الغضائري مرتبا على الحروف وذكر في أوله سبب استخراجه فقط ، ثم وزع تلميذه المولى عناية الله القهپائي تمام ما استخرجه المولى عبد الله المذكور في كتابه " مجمع الرجال " المجموع فيه الكتب الخمسة الرجالية حتى أن خطبها بعينها ذكرت في أول هذا المجمع .
اما ابن الغضائري المنسوب إليه " كتاب الضعفاء " فليست له ترجمه مستقلة في " الفهرست " ولا في " النجاشي " ، وانما المراد منه هو أبو الحسين أحمد بن أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم - الغضائري الذي كان والده الحسين بن عبيد الله ( المتوفى سنة 411 ) من أجلاء مشايخ الطوسي وأبى العباس النجاشي وأما هو فكان معاصرا لهما بل عده الشيخ في أول " الفهرس " من شيوخ الطائفة و
أصحاب التصانيف ، وكان مشاركا مع النجاشي في القراءة على والده الحسين بن عبيد الله كما ذكره النجاشي في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر ، واشتركا أيضا في القراءة على أحمد بن عبد الواحد كما ذكره في ترجمة على بن الحسن بن فضال بل قد يستظهر من ترجمة على بن محمد بن شيران ( المتوفى 410 ) انه كان أبو الحسين أحمد أيضا من مشايخ النجاشي لأنه كان يجتمع النجاشي مع ابن شيران - المذكور عند أبي الحسين أحمد بن الغضائري ، والاجتماع عند العالم والحضور في مجلسه لا يكون الا للاستفادة العلمية عنه ، ولعل ذلك وجه استظهار آية الله بحر العلوم ( ره ) في " الفوائد الرجالية " أنه كان من مشايخ النجاشي كوالده ولكنه بعبد لقصر عمره كما نذكره ، وان استظهره القهپائي أيضا في " مجمع الرجال " من هذه الترجمة .
وعلى أي فقد كانت وفاته في حياة الشيخ الطوسي والنجاشي وقبل تأليف كتابيهما . لطلبهما من الله الرحمة عليه كلما يذكر انه في التراجم في كتابيهما بل ظاهر الشيخ الطوسي التأسف عليه بسبب وفاته قبل بلوغ الأربعين فإنه ذكر في أول " الفهرست " ان شيوخ الطائفة من أصحاب الحديث عملوا فهرس تصانيف الأصحاب وأصولهم لكنه لم يجد فيهم من استوفى ذلك أو ذكر أكثره الا ما عمله ابن الغضائري هذا فإنه الف كتابين أحدهما في ذكر المصنفات والآخر في الأصول ، واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا ، واخترم هو رحمه الله فعمد بعض ورثته إلى اتلاف هذين الكتابين وغيرهما من الكتب ، فعبر عن وفاته بالاخترام ، وفى - الحديث ( من مات دون الأربعين فقد اخترم ) من اخترمته المنية أي أخذته ، ولعله من شدة الجزع والوجد على قصر عمره عمد بعض جهال ورثته إلى أفناء آثاره من الكتابين وغيرهما من كتبه الاخر لئلا يرى أثره بعده فتجدد أحزانه.
وبالجملة صريح كلام الشيخ أنه الف الكتابين لكن شملهما التلف مع غيرهما من كتبه ، والنجاشي لم يذكر له تصنيفا غير ما نقلناه عنه في ( ج 3 - 224 ) بعنوان " التاريخ " ، لكن ظهر لنا بعد التأمل عدم صراحة كلامه في أن له كتاب التاريخ لاحتمال عود الضمير في ( تاريخه ) إلى موت البرقي بأن يكون مراده أنه ( قال ابن الغضائري في تاريخ موت البرقي كذا ) ثم عطف عليه قول ماجيلويه في
تاريخ موته ، وبعد عصر الشيخ والنجاشي لم نجد نسبة " كتاب الضعفاء " أو غيره لابن الغضائري إلى عصر السيد بن طاوس الذي وجد الكتاب المذكور وادرجه في كتابه للغرض الذي أشرنا إليه مصرحا بعدم تعهده صحة النسبة فتبين أن ابن الغضائري هذا وان كان من الاجلاء المعتمدين ومن نظراء شيخ الطائفة والنجاشي وكانا مصاحبين معه ومطلعين على آرائه وأقواله وينقلان عنه أقواله في كتابيهما الا ان نسبة كتاب " الضعفاء " هذا إليه مما لم نجد له أصلا حتى أن ناشره قد تبوأ من عهدته بصحته فيحق لنا ان ننزه ساحة ابن الغضائري عن الاقدام في تأليف هذا الكتاب والاقتحام في هتك هؤلاء المشاهير بالعفاف والتقوى والصلاح المذكورين في الكتاب والمطعونين بأنواع الجراح بل جملة من جراحاته سارية إلى المبرئين من العيوب كما في جرح هذا المفسر الاسترآبادي بأنه ضعيف كذاب أفلا يلزم من كونه كذابا والحال ان الصدوق قد أكثر من الرواية عنه وبالغ في الاعتماد عليه بجعله حجة بينه وبين ربه أحد أمرين اما تكذيب للشيخ الطوسي في توصيفه الصدوق بأنه كان بصيرا بالرجال نقادا للاخبار فيما إذا كان أخذ الصدوق عنه وشدة اعتماده عليه عن جهله بحاله من أنه كذاب إذ يظهر منه أنه ليس كما وصفه الطوسي بصيرا ونقادا ، واما تكذيب لتوصيف الحجة عليه السلام إياه في التوقيع بكونه خيرا فقيها في الدين كما حكاه آية الله بحر العلوم ( ره ) في " الفوائد الرجالية " ان كان أخذه عنه عن عمد وعلم بحاله.
ثم انه كيف خفى على الشيخ الصدوق المتلمذ عليه والمعاشر معه كونه كذابا ولم يطلع ؟ عليه ولكن اطلع عليه من ولد بعد وفاة الصدوق بسنين كثيرة وكيف لم يطلع على كذبه والد ابن الغضائري فرواه عنه بسنده مع سائر العلماء الذين ذكرهم المحقق الكركي في اجازته واطلع على كذبه ولده بعد موت أبيه كل ذلك قرائن تدلنا على أن هذا الكتاب ليس من تأليفه وانما الفه بعض المعاندين للاثني عشرية المحبين لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا وأدرج فيه بعض أقوال نسبه الشيخ والنجاشي في كتابيهما إلى ابن الغضائري ليتمكن من النسبة إلى وليروج منه ما أدرجه فيه من الأكاذيب والمفتريات ومن تلك الأكاذيب قوله بان المفسر الاسترآبادي روى هذا التفسير عن رجلين مجهولين إذ لا يبقى جهالة في الراوي بعد معرفة اسمه وكنيته ونسبه ونسبته ومذهبه ونحلته ومقره وبلدته ، ومنها قوله ان المجهولين يرويانه عن أبويهما عن الامام مع صراحة الكتاب في أوله وأثنائه بعدم الواسطة ، ومنها قوله أن الامام هو أبو الحسن الثالث مع التصريح في مواضع كثيرة منه بأنه أبو محمد الحسن أبو الحجة عليهما السلام ، ومنها قوله ان التفسير موضوع عن سهل الديباجي عن أبيه مع أنه ليس له ولا لأبيه اسم في سند التفسير ، ومنها قوله انها مشتمل على المناكير مع أنه ليس فيه الا بعض غرائب المعجزات مما لا يوجد في غيره ، وما ذكرناه هو الوجه للسيرة الجارية بين الأصحاب قديما وحديثا من عدم الاعتناء بما تفرد به ابن الغضائري من الجرح فان ذلك لعدم ثبوت الجرح منه لا لعدم قبول الجرح عنه كما يسبق إلى بعض الأذهان )) ج 4 هامش ص 285.

وقال أيضاً : (( ( 164 : رجال ابن الغضائري الضعفاء ) المعبر عنه بكتاب الضعفاء أيضا.
قد بسطنا القول فيه في ( ج 4 ص 288 س 12 ) وذكرنا اننا لم نجد منه اثرا قبل عصر السيد ابن طاوس المتوفى ( 673 ) فان السيد في أواسط القرن السابع وجد هذا الكتاب منسوبا إلى ابن الغضائري من غير سماع أو رواية أو إجازة من أحد من مشايخه فادخل مقالاته في كتاب رجاله الموسوم بحل الاشكال في تراجم الرجال بعد ذكر ما كان موجودا في الأصول الأربعة الرجالية التي وصلت إليه بطرقه إلى مشايخه ، وصرح بخروجه عن عهدة ما وجده فيه ، وانه انما ادخل ما فيه في كتابه ليكون كتابه شاملا لكل ما قيل في حق المترجم له . فيظهر انه لم يجد كتاب الممدوحين له والا لنقل عنه أيضا . ثم إن تلميذي السيد وهما العلامة الحلي وابن داود
تبعا اسنادهما في ادراج ما نقله الأستاذ في كتابه " حل الاشكال " في كتابيهما " الخلاصة " و " الرجال " فقد صرح ابن داود في اخر ترجمة أستاذه بان أكثر فوائد كتابه " الرجال " من إشارات أستاذه وتحقيقاته ، ولم ير التصريح بذلك من العلامة ولكن يشهد به ظاهر الحال . وقوله في موضعين من الخلاصة من الاختلاف في قول ابن الغضائري في كتابيه ، اخبار عما سمعه من أستاذه من الاختلاف ، وليس صريحا في أنه رأى الكتابين . وبالجملة لم يعلم بما جرى على كتاب الضعفاء الذي وجده ابن طاوس بعده ، إلى أن استخرج المولى عبد الله التستري المتوفى ( 1021 ) عن نسخة " حل الاشكال " الممزقة المقالات المنسوبة إلى أبى الغضائري ، ودونها مستقلة وذكر ذلك في ديباجته وأدخلها القهپائي تلميذ المولى عبد الله في طي تراجم كتابه " مجمع الرجال " وأورد ديباجته بعينها في كتابه المؤلف ( 1016 ) والموجود عندنا بخطه . وقد ذكرنا في ( ج 4 ص 290 ) ان نسبة كتاب الضعفاء هذا إلى ابن الغضائري المشهور الذي هو من شيوخ الطائفة ومن مشايخ الشيخ النجاشي اجحاف في حقه عظيم وهو أجل من أن يقتحم في هتك أساطين الدين حتى لا يفلت من جرحه أحد من هؤلاء المشاهير بالتقوى والعفاف والصلاح ، فالظاهر أن المؤلف لهذا الكتاب كان من المعاندين لكبراء الشيعة وكان يريد الوقيعة فيهم بكل حيلة ووجه ، فألف هذا الكتاب وادرج فيه بعض مقالات ابن الغضائري تمويها ليقبل عنه جميع ما أراد اثباته من الوقايع والقبايح والله أعلم . وقد أومى إلى ذلك السيد بن طاوس في تأسيسه القاعدة الكلية في الجرح والتعديل . بان الجرح لو كان معارضا يسقط بالمعارضة ، ولو لم يكن له معارض فالسكون والاطمينان به مرجوح ، بخلاف المدح الغير المعارض فان السكون إليه راجح . . وقد بيناه في ( ج 4 ص 288 س 31 ) ولكون هذه القاعدة مرتكزة في الأذهان جرت سيرة الأصحاب على عدم الاعتناء بتضعيفات كتاب الضعفاء على فرض معلومية مؤلفه ، فضلا على أنه مجهول المؤلف ، فكيف يسكن إلى جرحه )) ج 10 ص 88 - 89.
وقال السيد محسن الأمين عن الغضائري : (( لم يسلم منه أحد فلذلك لم يعتن العلماء بذمومه )) أعيان الشيعة ج 5 ص 490.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2011, 06:12 PM   رقم المشاركة : 15
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
وقال السيد محمد صادق الروحاني ( حفظه الله ) : (( ولا يعارضها تضعيف ابن الغضائري ، لعدم ثبوت نسبة الكتاب إليه )) , زبدة الأصول ج 4 ص 33.
أقول : ولم يظهر كتاب الغضائري إلا بعد 300 سنة تقريباً !! والسؤال هو أي كتاب الغضائري في هذه المدة ؟
وهناك من ذهب إلى ثبوت الكتاب , وعلى فرض ثبوت الكتاب فإليك أخي القارئ كلمات الأعلام حول شهادة الغضائري :
قال الوحيد البهبهاني ( رحمه الله ) :
(( إعلم أن ابن الغضائري ربما ينسب الراوي إلى الكذب ووضع الحديث بعد ما نسبه إلى الغلو . وكأنه لرواية ما يدل عليه ولا يخفي ما فيه ، بل قد صرح قبله بأن الظاهر ، أن كثيرا من القدماء ، سيما القميين ومنهم ابن الغضائري ، كانوا يعتقدون للأئمة عليهم السلام منزلة خاصة من الرفعة والجلالة ، وكانوا يعدون التعدي عنها ، ارتفاعا وغلوا على حسب معتقدهم ، حتى أنهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلوا )) , سماء المقال في علم الرجال ج 1 ص 57.
وقال الداماد المير محمد باقر الحسيني الاسترآبادي الأصفهاني : (( وأما ابن الغضائري فمسارع إلى الجرح حردا ، مبادر إلى التضعيف شططا )) الرواشح السماوية ص 100.
وقال أيضاً : (( ثم إن أحمد بن الحسين بن الغضائري صاحب كتاب الرجال هذا مع أنه في الأكثر مسارع إلى التضعيف بأدنى سبب )) , ص 182.
وقال السيد محمد سعيد الحكيم ( حفظه الله ) : (( لا اعتماد على تضعيف ابن الغضائري مع ما هو المعروف من تسرعه في الطعن ، ولا على تضعيف العلامة قدس سره مع تأخر عصره وأخذه عمن سبقه ، حيث يقرب متابعته لابن الغضائري )) , المحكم في أصول الفقه ج 5 ص 47.
وقال الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) : (( فليس من البعيد أن الغضائري ونظراءه الذين ينسبون كثيرا من الرواة إلى الضعف والجعل ، كانوا يعتقدون في حق النبي والأئمة عليهم السلام عقيدة هذه المشايخ ، فإذا وجدوا أن الرواية لا توافق معتقدهم اتهموه بالكذب ووضع الحديث . والآفة كل الآفة هو أن يكون ملاك تصحيح الرواية عقيدة الشخص وسليقته الخاصة فإن ذلك يوجب طرح كثير من الروايات الصحيحة واتهام كثير من المشايخ . والظاهر أن الغضائري كان له مذاق خاص في تصحيح الروايات وتوثيق الرواة ، فقد جعل إتقان الروايات في المضمون ، حسب مذاقه ، دليلا على وثاقة الراوي ، ولأجل ذلك صحح روايات عدة من القميين ، ممن ضعفهم غيره ، لأجل أنه رأى كتبهم ، وأحاديثهم صحيحة .
كما أنه جعل ضعف الرواية في المضمون ، ومخالفته مع معتقده في ما يرجع إلى الأئمة ، دليلا على ضعف الرواية ، وكون الراوي جاعلا للحديث ، أو راويا ممن يضع الحديث ، والتوثيق والجرح المبنيان على إتقان المتن ، وموافقته مع العقيدة ، من أخطر الطرق إلى تشخيص صفات الراوي من الوثاقة والضعف )) كليات في علم الرجال ص 99.
وقال الشيخ عبد الرسول : (( قول ابن الغضائري الذي لا يعتد به )) , الكليني والكافي ص 197.
وهل يمكن الإعتماد على شهادة الغضائري أو ابن الغضائري - على ما هو الخلاف في نسبة الكتاب للأب أو للابن - وهو من الذين يسارعون إلى الجرح بأدنى سبب ؟

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2011, 06:14 PM   رقم المشاركة : 16
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

قال ابن قولويه رحمه الله حدثني حكيم بن داود , عن سلمة ، عن علي بن سيف ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل بن فضالة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : (( من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار )) , كامل الزيارات ص 207.
قال الدكتور محمد : (( وقد نقل في كامل الزيارات حديثاً مشابهاً لهذا الحديث، عن فضيل بن فضالة، إلاّ أن ملاحظة رواة سائر السند يقودنا إلى الحكم بالخطأ الوارد في اسم الفضيل بن فضالة، وأنّ الصحيح هو الفضيل بن يسار )).
أقول هذا الكلام غير تام لأن الراوي للحديث عن الإمام الصادق عليه السلام اثنين وليس راوي واحد والدليل على ذلك ما في الهامش عن المحقق : (( فضيل وفضالة ( خ ل ) ... )) , كامل الزيارات هامش ص 207 , إذا يظهر لنا أن هناك نسختين فيهما فضيل وفضالة , في مقابل نسخة واحده.
وأيضاً ما جاء في وسائل الشيعة ( طبعة آل البيت ) للحر العاملي ( رحمه الله ) نقلاً عن كتاب كامل الزيارات : (( وعنه ، عن سلمة ، عن علي بن سيف ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل وفضالة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار )) , ج 14 ص 509 ح 19 من باب استحباب البكاء لقتل الحسين وما أصاب أهل البيت ( عليهم السلام ) وخصوصا يوم عاشوراء واتخاذه يوم مصيبة ، وتحريم التبرك به.
وأيضاً في وسائل الشيعة ( طبعة الإسلامية ) : (( وعنه ، عن سلمة ، عن علي بن سيف ، عن بكر بن محمد ، عن فضيل وفضالة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار )) , ج 10 ص 398 ح 19 من باب استحباب البكاء لقتل الحسين وما أصاب أهل البيت ( عليهم السلام ) وخصوصا يوم عاشوراء واتخاذه يوم مصيبة ، وتحريم التبرك به.

---

قال ابن قولويه رحمه الله حدثني حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسن بن علي ، عن العلاء بن رزين القلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
(( أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين ( عليه السلام ) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها أحقابا )) , كامل الزيارات ص 207.
قال الدكتور محمد : (( فموضوع هذه الراوية هو البكاء على مصاب الحسين، أما السند ففيه سلمة بن الخطاب، وقد تقدّم الكلام فيه )).
أولا : إثبات صحة الرواية.
يلاحظ في السند العلاء بن رزين , والراوي عنه الحسن بن علي بن فضال , ولابن فضال نسخة من كتاب العلاء حيث ذكر شيخ الطائفة الشيخ الطوسي رحمه الله أربع نسخ لكتاب العلا , قال الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) : (( العلا بن رزين القلا ، ثقة ، جليل القدر , له كتاب ، وهو أربع نسخ : ... ومنها : رواية الحسن بن علي بن فضال ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال عنه )) , الفهرست ص 183.
والسند صحيح , فتصبح الرواية صحيحه.

ثانيا : قوله " أما السند ففيه سلمة بن الخطاب " فأقول : لا يبعد وثاقة الرجل لإكثار الأجلاء الرواية عنه حيث عُد إكثار الجليل الرواية عن شخص دليل الوثاقة , قال محمد رضا : (( إكثار الجليل المتحرج في روايته ، عن الرواية عنه ، كصاحب الكافي عن محمد بن إسماعيل.
أخذ دليلا على الوثاقة , فوائد الوحيد ، ص 50.
من أمارات الوثاقة , عدة الرجال ، ج 1 ، ص 134 .
لا يفيد إلا قوة في الرواية ، وأما إدخالها في الصحيح ففي غاية الإشكال , نهاية الدراية ، ص 416.
أخذ دليلا على قوته بل وثاقته ، تأمل , مقباس الهداية ، ج 2 ، ص 274 )) , معجم مصطلحات الرجال والدراية ص 26.
وقال هاشم معروف : (( وصفه المؤلفون في الرجال بالضعف في حديثه ، ورجح بعضهم قوته ووثاقته نظرا لاعتماد جماعة منهم أحمد بن إدريس ، ومحمد بن الحسن الصفار ومحمد بن بابويه الصدوق على مروياته )) , دراسات في الحديث والمحدثين ص 199.
ويلاحظ على قوله " وصفه المؤلفون في الرجال بالضعف في حديثه " لم يصفه بهذا إلا الناقد البصير بهذا الفن الشيخ النجاشي رحمه الله فقط.

ثالثا : للرواية شواهد من روايات صحيحه , وكما روي عن الإمام الصادق عليه السلام : (( إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فالذي جاء كم به أولى به )) الكافي ج 1 ص 69 , وصحح الحديث السيد محمد سعيد الحكيم ( حفظه الله ) في كتابه المحكم في أصول الفقه ج 6 ص 172.
وقال رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني في شرح هذا الحديث : (( وقوله ( عليه السلام ) في الجواب : ( إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ) ... فاقبلوه ، والجزاء محذوف ( وإلا ) أي وإن لم تجدوا له شاهدا من الكتاب أو السنة الثابتة منه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلا تقبلوا من الذي جاءكم به ، وردوه عليه ؛ فإنه أولى بروايته )) الحاشية على أصول الكافي " شرح ص 232 ".
وقولهم عليهم السلام قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا مما لا ريب فيه , قال هاشم معروف الحسني : (( صح عن الإمام الصادق ( ع ) أنه قال : حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي ، حديث رسول الله ، وحديث رسول الله قول الله )) دراسات في الحديث والمحدثين ص 244.
أما الشواهد على الحديث فأنا أذكر هنا شاهدين وهما :
الأول : قال شيخ المحدثين الشيخ الصدوق رحمه الله حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلاء ابن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال :
(( كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول : أيما مؤمن من دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا ، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خديه فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزل صدق ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة أو أذى فينا صرف الله من وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخط النار )) , ثواب الأعمال ص 83.
وقال الشيخ هادي النجفي (( الرواية صحيحة الإسناد ، ونقلها أيضا ابن قولويه بسنده الصحيح في كامل الزيارات : 100 ح 1 )) , موسوعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام ج 2 ص 77.
الثاني : وأيضاً قال الشيخ علي بن إبراهيم القمي رحمه الله حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان علي ابن الحسين عليه السلام يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما السلام دمعة حتى تسيل على خده بواه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى تسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بواه الله مبوء صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار )) , تفسير علي بن إبراهيم ج 2 ص 291.
أقول : إسناده صحيح.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2011, 06:17 PM   رقم المشاركة : 17
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

قتيل العبرة :
قال ابن قولويه حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن إسماعيل بن مهران ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : (( قال الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الا استعبر )) , كامل الزيارات ص 215.
قال الدكتور محمد : (( وفي السند اسمان أشكلاه: أحدهما إسماعيل بن مهران المختلف في أمره، حيث قيل فيه: هو إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني ـ واسم أبي نصر زيد، مولى كوفي وكنيتهُ أبو يعقوب ـ من الثقات المعتمد عليهم، وهو من أصحابنا، وقد روى عن أبي عبد الله×، هذه هي وجهة نظر خلاصة الرجال ورجال النجاشي والفهرست، وقد جاء في الأخير: وقد التقى بالإمام الرضا× وروى عنه. وعدّهُ أبو عمرو الكشي من أصحاب الإمام الرضا، وقال فيه ابن الغضائري: يكنّى أبا محمد، ليس حديثُه بالنقيّ، يضطرب تارةً ويصلح أخرى، وروى عن الضعفاء كثيراً، ويجوز أن يخرج شاهداً، والأقوى عندنا الاعتماد على روايته. ويقول العلامة الحلي في خلاصة الرجال: ويمكن الاعتماد على روايته؛ لتوثيق الشيخ والنجاشي له. وقال الكشي: حدثني ابن مسعود، قال سألت علي بن الحسن عن إسماعيل بن مهران، قال: رمي بالغلو، قال محمد بن مسعود: يكذبون عليه، كان تقياً ثقة خيراً فاضلاً(12).
وبالرغم من اشتمال هذه الآراء على الاتهام والتضعيف في بعض الأحيان، إلا أنه يمكن الاعتماد على بعضها في ترجيح كفّة قبول رواية إسماعيل بن مهران )).
أولاً : وثاقة الرجل وبيان معنى قول الغضائري.
يعد إسماعيل من الطبقة الخامسة , قال الشيخ النجاشي ( رحمه الله ) : (( إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني ، واسم أبي نصر : زيد ، مولى ، كوفي ، يكنى أبا يعقوب ، ثقة : معتمد عليه )) , معجم رجال الحديث ج 4 ص 105 رقم 1446.
وقال الشيخ الطوسي ( رحمه الله ) : (( إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني ، واسم أبي نصر : زيد ، مولى ، كوفي ، يكنى أبا يعقوب ، ثقة ، معتمد عليه )) , معجم رجال الحديث ج 4 ص 106 رقم 1446.
وقال الكشي ( رحمه الله ) : (( حدثني محمد بن مسعود قال : سألت علي بن الحسن ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : رمي بالغلو ، قال : محمد ابن مسعود : ويكذبون عليه ، وكان تقيا . ثقة ، خيرا ، فاضلا )) , معجم رجال الحديث ج 4 ص 106 رقم 1446.
وقال العلامة الحلي ( رحمه الله ) : (( والأقوى عندي قبول روايته ، لشهادة الشيخ أبي جعفر الطوسي والنجاشي له بالثقة )) , خلاصة الأقوال في معرفة الرجال ص 55 القسم الأول.
أقول : اتضح لنا مما سبق أن إسماعيل ثقة معتمد عليه وشهادة الشيخ النجاشي ( رحمه الله ) مقدمه على شهادة غيره ما لم تدل قرينة على ذلك , أما قول الغضائري أو ابن الغضائري - على ما هو الخلاف في نسبة الكتاب إلى الأب أو الابن , مع أن هناك شك في ثبوت الكتاب وعلى فرض ثبوت نسبة الكتاب - :
(( إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني ، يكنى أبا محمد ، ليس حديثه بالنقي ، فيضطرب تارة ويصلح أخرى ويروي عن الضعفاء كثيرا ويجوز أن يخرج شاهدا )) , معجم رجال الحديث ج 4 ص 106 رقم 1446.
تعليق السيد الخوئي ( رحمه الله ) على كلام الغضائري :
قال ( رحمه الله ) : (( لا ينبغي الريب في وثاقة الرجل ، لشهادة الشيخ ، والنجاشي ، والعياشي بها ، وليس في ما ذكره ابن الغضائري دلالة على عدم وثاقته ، بل إن نفي النقاوة عن حديثه من جهة أنه يروي عن الضعفاء )) , معجم رجال الحديث ج 4 ص 107 رقم 1446.
وقال الوحيد البهبهاني ( رحمه الله ) : (( قولهم مضطرب الحديث ومختلط الحديث وليس بنقي الحديث ويعرف حديثه وينكر وغمز عليه في حديثه أو في بعض حديثه وليس حديثه بذاك النقى ... فليست من أسباب الجرح وضعف الحديث )) , الفوائد الرجالية ص 43.

ثانياً : قوله " وبالرغم من اشتمال هذه الآراء على الاتهام والتضعيف في بعض الأحيان " نحن لا نرى آراء في الاتهام والتضعيف على اسماعيل بل نرى الآراء تثبت وثاقة الرجل , نعم الرأي المنسوب إلى ابن الغضائري أو الغضائري على الخلاف الذي ذكرنا في نسبة الكتاب.

---

وقال الدكتور محمد : (( الراوي الآخر في السند هو علي بن أبي حمزة ، وقد تشدّد الرجاليون تجاهه، فقال فيه النجاشي: «واسم أبي حمزة سالم البطائني أبو الحسن مولى الأنصار، كوفي، وكان قائد أبي بصير يحيى بن القاسم، وله أخ يسمّى جعفر بن أبي حمزة، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وروى عن أبي عبد الله عليه السلام ، ثم وقف، وهو أحد عمد الواقفة» , وجاء في خلاصة الرجال : قال علي بن الحسن بن فضال: علي بن أبي حمزة كذّاب متهم ملعون. وقد رويت عنه أحاديث كثيرة وكتب تفسير القرآن كلّه من أوله إلى آخره ، إلا أني لا أستحيل أن أروي عنه حديثاً واحداً , وفي الكتاب أيضاً عن ابن الغضائري: علي بن أبي حمزة ـ لعنه الله ـ أصل الوقف وأشدّ الخلق عداوةً للولي من بعد أبي إبراهيم عليه السلام , وقد ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام , وروى الكشي في ذمّه روايات كثيرة منها: عن حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن داوود بن محمد، عن أحمد بن محمد، قال: وقف علي أبو الحسن وهو رافع صوته يا أحمد، قلت: لبيك، قال: إنه لمّا قبض رسول الله جهد الناس في إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتمّ نوره بأمير المؤمنين عليه السلام ، فلما توفي أبو الحسن عليه السلام جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله، فأبى الله إّلا أن يتم نوره , ويشير هذا الجانب من الروايات إلى جرح علي بن أبي حمزة البطائني، وعلى ذلك لا يمكن الاعتماد على ما يرويه )).
أولاً : قال الشيخ الأيرواني ( حفظه الله تعالى ) : (( علي بن أبي حمزة البطائني الذي وقع الاختلاف الشديد في وثاقته )) , الدروس التمهدية في القواعد الرجالية " طرق اثبات وثاقة الراوي ".
إذا اتضح لنا أن الرجل فيه خلاف بين الأعلام ولكن هناك من ذهب إلى وثاقة الرجل كالعلامة المجلسي رحمه الله.
(( ولقد ألّف بعض الفضلاء المعاصرين رسالة أسماها «النور الجلي في وثاقة البطائني» نقل فيها ما أثر حوله من الشبهات و وردت روايات )) , دروس موجزة في علمي الرجال والدراية للشيخ جعفر السبحاني حفظه الله.
ثانياً : قال الشيخ الطوسي رحمه الله : (( عملت الطائفة بأخبار الفطحية ... وأخبار الواقفة مثل ... علي بن أبي حمزة )) عدة الأصول ص 150.
وقال الميرزا النوري رحمه الله : (( البطائني - وهو : أبو الحسن ، قائد أبي بصير يحيى ، من عمد الواقفة - فكتابه معتمد ، وأخباره معتبره لوجوه : ... )) وذكر الوجوه فمن أراد فعليه مراجعة بحث الميرزا رحمه الله في خاتمة المستدرك ج 4 ص 464.
وقال الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله : (( إن علي بن أبي حمزة البطائني من الواقفة ، وهو ضعيف المذهب ، وليس ضعيفا في الحديث على الأقوى وهو مطعون لأجل وقفه في موسى بن جعفر عليه السلام وعدم اعتقاده بامامة الرضا عليه السلام وليس مطعونا من جانب النقل والرواية ، وقد عرفت أن المراد من " عمن يوثق به " في عبارة الكشي هو الموثوق في الحديث ، فيكفي في ذلك أن يكون مسلما متحرزا عن الكذب في الرواية ، وأما كونه إماميا فلا يظهر من عبارة " العدة " وعلى ذلك فالنقض غير تام . وأما ما نقل من العياشي في حق ابن أبي حمزة من أنه كذاب ملعون ، فهو راجع إلى ابنه ، أي الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، لا إلى نفسه ، كما استظهره صاحب المعالم في هامش " التحرير الطاووسي " ، وابن أبي حمزة مشترك في الاطلاق بين الوالد والولد . والشاهد على ذلك أمران :
الأول : إن الكشي نقله أيضا في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني . قال ( العياشي ) : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، فقال : " كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة " فلا يصح القول جزما بأنه راجع إلى الوالد ، والظاهر من النجاشي أنه راجع إلى الولد ، حيث نقل طعن ابن فضال في ترجمة الحسن .
الثاني : إن علي بن أبي حمزة توفي قبل أن يتولد علي بن الحسن بن فضال بأعوام ، فيكف يمكن أن يكتب منه أحاديث ، وتفسير القرآن من أوله إلى آخره ، وإنما حصل الاشتباه من نقله الكشي في ترجمة الوالد تارة ، وترجمة الولد أخرى ( 1 ) ، وذلك لان علي بن أبي حمزة مات في زمن الرضا عليه السلام حتى أخبر عليه السلام أنه أقعد في قبره فسئل عن الأئمة فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إلي فسئل فوقف ، فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره نارا ( 2 ) ، فإذا توفي الرضا عليه السلام عام 203 ، فقد توفي ابن أبي حمزة قبل ذلك العام )) كليات في علم الرجال ص 236 - 238.
وقال السيد الخوئي رحمه الله : (( فإن الكشي روى ذلك بعينه عن محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، في حق علي بن أبي حمزة البطائني ولابد من أن تكون إحدى الروايتين غير مطابقة للواقع ، فإن من البعيد جدا ، أن علي بن الحسن كتب التفسير من أوله إلى آخره من الحسن بن علي بن أبي حمزة ، ومن علي بن أبي حمزة كليهما ، بل قد يتوهم أن الظاهر صحة ما رواه الكشي بالنسبة إلى علي بن أبي حمزة ، فإنه صاحب كتاب التفسير ، ولم يذكر للحسن بن علي بن أبي حمزة كتاب في التفسير . ولكنك ستعرف في ترجمة علي بن أبي حمزة البطائني أن الصحيح هو ما رواه الكشي بالنسبة إلى الحسن بن علي بن أبي حمزة ، ويؤيد ذلك ، ما تقدم عن النجاشي من رواية ذلك عن الكشي في الحسن بن علي بن أبي حمزة )) معجم رجال الحديث ج 6 ص 19 رقم 2937.

---

ثالثاً : للرواية شاهد من رواية صحيحه

1/ قال ابن قولويه رحمه الله حدثني محمد بن جعفر الرزاز ، عن محمد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال الحسين ابن علي ( عليهما السلام ) : (( انا قتيل العبرة )) كامل الزيارات ص 215.
وقال الشيخ هادي النجفي : (( الرواية صحيحة الإسناد )) موسوعة أحاديث أهل البيت ج 7 ص 55.

2/ وقال أيضاً حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين الثقفي ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال أبو عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) : (( أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر )) , الأمالي ص 200.

3/ قال ابن قولويه رحمه الله حدثني علي بن الحسين السعد آبادي ، قال : حدثني احمد ابن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ابن مسكان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قال الحسين ( عليه السلام ) : (( انا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق علي ان لا يأتيني مكروب قط الا رده الله واقلبه إلى أهله مسرورا )) , كامل الزيارات ص 216.
وقال الشيخ هادي النجفي : (( الرواية معتبرة الإسناد )) موسوعة أحاديث أهل البيت ج 7 ص 55.
وقال الشيخ الصدوق رحمه الله حدثني محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن مسكان عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( قال الحسين بن علي عليهما السلام أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب إلا أرده وأقلبه إلى أهله مسرورا )) , ثواب الأعمال ص 98.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-08-2011, 06:19 PM   رقم المشاركة : 18
وقلبي بحبك متيماً
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية وقلبي بحبك متيماً
 






افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

قال الدكتور محمد : (( وإنما عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر، عن الإمام الصادق عليه السلام ؛ وقد دارت نقاشات الرجاليين حول محمد بن سنان بما يستشفّ منها عدم توثيقه ... والمحصّلة من أقوال الرجاليين فيه هو الترديد في أمره )).
كلام صحيح في الجملة , لكن هناك من ذهب إلى وثاقة الرجل نعم الرأي المشهور هو الضعف , قال العلامة المجلسي رحمه الله : (( محمد بن سنان ضعفه المشهور ووثقه المفيد في الإرشاد ، وهو معتمد عليه - عندي - )) الفوائد الرجالية ج 3 ص 260.
ومن الذين قالوا بأنه ثقة السيد بحر العلوم رحمه الله في الفوائد , والسيد الإمام الخميني رحمه الله في كتاب البيع حيث قال : (( محمد بن سنان ، وهو ثقة على الأصح )) ج 2 ص 450 , والسيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله كما سيأتي والشيخ محمد سند حفظه الله في كتابه بحوث في مباني علم الرجال وغيرهم من الأعلام , ويوجد 21 دليل على وثاقة محمد بن سنان وبهذه الأدلة يمكن الإستدلال بها على وثاقته.

وقال الدكتور محمد : (( ينقل عن الفضل بن شاذان اتّهامه بشهرة الكذب. ونقل عنه: لا أحلّ لكم ترووا أحاديث محمد بن سنان، وعدّه من الغلاة، وهناك أيضاً من أيّده واعتمد أحاديثه كالشيخ المفيد، وينقل محمد بن سنان بدوره روايةً عن الكاظم تؤيّده، إلا أن روايته هذه لم تحظ بالقبول؛ لأنها مروية عنه )).
هذا النسبة مخدوش فيها , وأنا أكتفي بنقل كلام السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله تعالى في رد نسبة الكذب المتهم بها محمد بن سنان :
قال حفظه الله : (( اضطراب الأصحاب ( رضوان الله عليهم ) في محمد بن سنان يلزمنا بتحقيق حاله ، وعدم الاكتفاء بالاجمال ، وإن كان خارجا عن وضع الكتاب , فنقول .. قد طعن فيه غير واحد من الأصحاب بطعون شديدة ، فعن المفيد قدس سره قي موضع من رسالته التي هي في كمال شهر رمضان ونقصانه - بعد نقل رواية دالة على أنه لا ينقص - قال : " وهذا حديث شاذ نادر غير معتمد عليه ، في طريقه محمد بن سنان ، وهو مطعون فيه لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه ، ومن كان هذا سبيله لا يعتمد عليه في الدين " . وعنه أنه قال : في جواب من سأله عن روايات الأشباح : " إن الأخبار بذكر الأشباح يختلف ألفاظها وتتباين معانيها ، وقد بنت الغلاة عليها أباطيل كثيرة ، وصنفوا كتبا لغوا فيها ، وأضافوا ما حوته الكتب إلى جماعة من شيوخ أهل الحق ، وتخوضوا في الباطل بإضافتها إليهم ، من جملتها كتاب سموه كتاب الأشباح والأظلة نسبوه في تأليفه إلى محمد ابن سنان ، ولسنا نعلم صحة ما ذكر في هذا الباب عنه ، فإن كان صحيحا فإن ابن سنان قد طعن عليه ، وهو متهم بالغلو ، فإن صدقوا في إضافة هذا الكتاب إليه فهو ضلال ، لضلاله عن الحق ، وإن كذبوا فقد تحملوا أوزار ذلك " , وقد عده الشيخ قدس سره من أصحاب الرضا عليه السلام وقال : " ضعيف " وقال في الفهرست : " قد طعن عليه وضعف " ، ثم ذكر طريقه إلى رواياته وكتبه إلا ما كان فيا من تخليط أو غلو . وعن الاستبصار أنه قال في رد خبر في مبحث المهور " فأول ما في هذا الخبر أنه لم يروه غير محمد بن سنان عن مفضل بن عمر ، ومحمد بن سنان مطعون عليه ضعيف جدا ، وما يختص بروايته ولا يشركه فيه غيره لا يعمل عليه " ، ونحو ه . عن التهذيب في رد الخبر المذكور .
وقال الكشي : " قال حمدويه : كنبت أحاديث محمد بن سنان عن أيوب بن نوح ، وقال : لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان . . . " ( 1 ) إلى أن قال : " قال محمد بن مسعود : قال عبد الله بن حمدويه : سمعت الفضل بن شاذان يقول : لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان . وذكر الفضل في بعض كتبه : أن من الكاذبين المشهورين ابن سنان ، وليس بعبد الله " ( 2 ) . وفي محكي كلام ابن داوود : " وروي عنه أنه قال عند موته : لا ترووا عني مما حدثت شيئا ، فإنما هي كتب اشتريتها في السوق . والغالب
على حديثه الفساد " . وعن ابن الغضائري أنه قال : " ضعيف غال يضع لا يلتفت إليه " . وذكره النجاشي ونقل عن ابن عقدة أنه رجل ضعيف جدا لا يعول عليه ولا يلتفت إلى ما تفرد به . وروى عن الكشي عن ابن قتيبة عن ابن شاذان أنه قال : " لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان " ثم روى عن صفوان أنه قال عن ابن سنان : " لقد هم أن يطير غير مرة فقصصناه حتى ثبت معنا " . ثم قال النجاشي : " وهذا يدل على اضطراب كان وزال " وقال أيضا في ترجمة مياح المدائني : " ضعيف جدا له كتاب يعرف برسالة مياح ، وطريقها أضعف منها ، وهو محمد بن سنان " . لكن لا مجال للاعتماد على شئ مما تقدم ، فإن ما تقدم من المفيد لا يناسب ما ذكره في الارشاد في بيان من روى النص على الرضا عليه السلام حيث قال : " وممن روى النص على الرضا عليه السلام بالإمامة من أبيه عليه السلام والإشارة إليه منه عليه السلام يذلك من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته داود بن كثير . . . ومحمد بن سنان " . كما أن ما تقدم من الشيخ قدس سره لا يناسب ما ذكره في كتاب الغيبة في فصل السفراء حال الغيبة ، حيث قال : " وقبل ذكر من كان سفيرا حال الغيبة نذكر طرفا من أخبار من كان يختص بكل إمام ويتولى له الأمر على وجه من الايجاز ، ونذكر من كان ممدوحا منهم حسن الطريقة ، ومن كان مذموما سيئ المذهب . . . فمن المحمودين حمران بن أعين . . . ومنهم ما رواه أبو طالب القمي ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني في آخر عمره ، فسمعته يقول : جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان ، وزكريا بن آدم وسعد بن سعد عني خيرا ، فقد وفوا لي . . . وكان زكريا بن آدم ممن تولاهم . . . وأما محمد بن سنان فإنه روي عن علي بن الحسين بن داوود قال : سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر محمد بن سنان بخيره ويقول : رضي الله عنه برضائي عنه ، فما خالفني وما خالف أبي قط " ، فإن حكمه بمدحه وحسن طريقته لا يناسب كلماته السابقة في حقه ، لظهوره في عدالته ، بل جلالته - كما هو المناسب للخبرين الذين يظهر منه الاعتماد عليهما - لا مجرد حسن مذهبه في أصول الدين . ولا سيما وقد ذكر في جملة المذمومين صالح بن محمد الهمداني الذي كان يتولى الوقف للجواد عليه السلام بقم ، ولم يذكر في وجه ذمه إلا أنه استحل الإمام عليه السلام من عشرة آلاف درهم ، فأحله الإمام عليه السلام وبعد خروجه أظهر عليه السلام تذمره من ذلك وأن الله تعالى سوف يسأله عنها . وأما ما تقدم عن حمدويه عن أيوب بن نوح فلا يخلو عن اضطراب ، إذ عدم استحلاله الرواية عنه لا يناسب ما تضمنه كلامه من كتابة حمدويه عنه أحاديثه ، ولا ما يأتي من الكشي من رواية ابن نوح عنه . فالظاهر تصحيفه وأن الصحيح ما تضمنه كلامه الآخر الذي رواه . الكشي أيضا قال : " ذكر حمدويه ابن نصير أن أيوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان ، فقال لنا : إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا فإني كتبت عن محمد بن سنان ولكن لا أروي لكم أنا عنه شيئا ، فإنه قال له محمد قبل موته : كلما أحدثكم به لم يكن لي سماعا ولا رواية ، إنما وجدته " ( 3 ) ، ومن الظاهر أن هذا لا يقتضي طعنا في محمد بن سنان نفسه بنحو ينافي وثاقته ، بل ظاهر . الوثوق به في نفسه ، كما أنه قد يدل على كمال احتياط محمد بن سنان في الرواية . نعم ، قد يخدش ذلك في رواياته بأنها بالوجادة . ويأتي الكلام فن ذلك . ولعل ما نقله ابن داوود عن محمد بن سنان بشير إلى ذلك ، حيث لم نعثر عليه في المصادر المعدة لمثله . وكذا الحال فيما روي عن الفضل بن شاذان ، فإن عبد الله بن حمدويه وإن نقل منه ما سبق ، إلا أن الكشي أيضا روى عن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري أنه قال : " قال أبو محمد الفضل بن شاذان : ارووا [ ردوا خ ل ] أحاديث محمد بن سنان عني . وقال : لا أحب لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان عني ما دمت حيا . وأذن في الرواية بعد موته " ( 4 ) . فإنه كالصريح في أن منعه من رواية أحاديث محمد بن سنان عنه لمحذور مختص بحال حياته لا ينافي وثاقته ، ولذا أذن في روايتها بعد موته . بل لا يبعد ظهور ذلك في كون الفضل من الموثقين له . وكأن ما نقله النجاشي عن الكشي عن ابن شاذان عبارة عن ذلك بعد إسقاط ذيله ، وإلا فلم أجد غيره في كلام الكشي . وأما ما نقله الكشي عن النضل من أنه من الكاذبين المشهورين فكأنه يشير به إلى ما ذكره في ترجمة أبي سمينة ، قال : " وذكر الفضل في بعض كتبه : من الكذابين المشهورين أبو الخطاب ويونس ابن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان ، وأبو سمينة أشهرهم " ( 5 ) . وهو مما يقطع بعدمه ، فإن اشتهار روايات الرجل ورواية الأجلاء لها - كما يأتي - لا يناسب اشتهاره . بالكذب ، بحيث يكون نظيرا لأبي الخطاب , بل لا يناسب ما تقدم وما يأتي عن الفضل من روايته عنه . وربما حمل على شخص آخر غير الزاهري المبحوث عنه ، لأن الاسم المذكور لا يختص به ، كما يظهر بمراجعة كتب الرجال .
على أن ابن داوود - على ما حكي عنه - نقل كلام الفضل خاليا عن ذكر محمد ، قال في ترجمة أبي سمينة : " وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن الكذابين المشهورين أربعة : أبو الخطاب ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصايغ ، وأبو سمينة أشهرهم " .
وأما ابن الغضائري فلا مجال للاعتماد على تضعيفه ورميه بالغلو ، لما هو المعروف من شدته في ذلك .
ومثله ابن عقدة فيما نقله عنه النجاشي في كلامه المتقدم ، لأنه زيدي لم يتجل له من مقام الأئمة المتأخرين عليهم السلام ما يناسب روايات ابن سنان الذي رماه . الخاصة بالغلو لأجلها ، فمن القريب جدا أن يكون تضعيفه له لأجل ذلك ، لا لعثوره على وضعه للحديث بنحو ينافي الوثوق به ، ليصح الاعتماد على شهادته أو اجتهاد . فلم يبق إلا النجاشي الذي صرح بضعفه في ترجمة مياح وإن لم يصرح بها في ترجمة محمد نفسه ، بل ظاهره التوقف فيه . لكن من القريب جدا اعتماد . في القدح فيه على ما ذكره في ترجمته له مما تقدم عن ابن عقدة والفضل مما عرفت وهنه ، فلا وثوق بطعنه ، خصوصا بلحاظ القرائن الآتية . وعليه يكفي في توثيق الرجل ظهور حال ابن قولويه في توثيقه ، لأنه من رجال كامل الزيارة ، وقد أكثر فيه الرواية عنه . مضافا إلى ظهور ذلك أيضا من الكشي ، فإنه وإن ذكر الكلمات المتقدمة عن الفضل وأيوب بن نوح ، ولكنه قال : " قد روى عنه الفضل وأبوه ويونس ومعمد بن عيسى العبيدي ومحمد بن الحسين ابن أبي الخطاب والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان ابنا دندان وأيوب بن نوح وغيرهم من العدول والثقات من أهل الملم ( 6 ) . كما أنه ذكر الأخبار الكثيرة المادحة له ، ولم يذكر شيئا من الأخبار الذامة في ترجمته ، وإنما ذكر خبر أحمد بن محمد بن عيسى الآتي في ترجمة زكريا بن آدم . ولعله لما يأتي من عدم نهوضه بالطعن في محمد . فإن التأمل في جميع ذلك قاض بظهور حال الكشي في توثيق الرجل وإجلاله ، بل هو ظاهر ما تقدم عن الفضل وأيوب بن نوح ، بل كلام الكشي مشعر أو ظاهر بأن رواية الأجلاء الذين ذكرهم عنه تكشف عن وثاقته عندهم . وقد تحصل من جميع ما ذكرنا : عدم التعويل على القدح المتقدم من الأصحاب في حق الرجل ، إما لتنافي كلامي الشخص الواحد فيه - كما في الشيخين - أو لعدم الاعتداد بتضعيف الشخص - كما هو حال ابني الغضائري وعقدة - أو لعدم ظهور ما نقل عن الشخص في الجرح - كما عرفته عن الفضل ابن شاذان وأيوب بن نوح - أو لقرب ضعف مستند الجرح ، كما أشرنا إليه في تعقيب ما ذكر . النجاشي ، فلا ينهض شئ من ذلك لمعارضة التوثيق المشار إليه . هذا ، ولو فرض سقوطهما مما بالمعارضة لزم النظر في حال الرجل بغض النظر عما ذكروه . ولا بد من النظر أولا فيما يساق لقدحه ، حيث قد يقدح . . تارة : بالغلو ، كما يشير إليه ما ذكر . المفيد في كلامه المتقدم حول روايات الأشباح ، والشيخ في الفهرست وابن الغضائري . وأخرى : بما تقدم عن أيوب بن نوح وابن داوود من أن رواياته بالوجادة ، لا بالسماع أو الإجازة ، فإنه وإن لم يدل على كذبه ، إلا أنه موهن لرواياته . بل تأخير إخباره بذلك إلى موته قد يدل على تدليسه في السكوت عن ذلك حين روايته . وثالثة : بما رواه الكشي في ترجمة زكريا بن آدم عن أحمد بن محمد بن عيسى القمي قال : " بعث إلى أبو جعفر عليه السلام غلامه ومعه كتاب فأمرني أن أصير إليه وهو بالمدينة نازل في دار بزيع ، فدخلت وسلمت عليه ، فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما مما قد سمعه غير واحد ، فقلت في نفسي : استعطفه على زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء . . . " . ويندفع الأول : بما ذكرناه آنفا من عدم التعويل على تضعيف ابن الغضائري ، وتنافي كلام الشيخين على أنهما لم يقطعا بنسبة الغلو إليه بل ذكر المفيد أنه متهم به ، وذكر الشيخ اشتمال رواياته عليه ، وهما أعم من غلوه . مضافا إلى أن تحديد الغلو في كلام القدماء لا يخلو عن غموض ، كما تعرض له غير واحد . بل ما روي عن صفوان صريح في عدم غلوه . ومثله ما في تنقيح المقال عن ابن طاووس بسنده إلى الحسين بن أحمد المالكي . قال : " قلت لأحمد بن مليك : أخبرني عما يقال في محمد بن سنان من أمر الغلو . قال : معاذ الله هو والله علمني الطهور وحبس العيال وكان متقشفا متعبدا " . على أن غلوه في عقيدته لا ينافي وثاقته ني خبره الذي هو المهم في المقام . كما يندفع الثاني : بأنه لا مانع من التعويل على الرواية بالوجادة إذا تعهد الراوي بالمضمون ، لوصوله إليه بطريق الحس أو الحدس الملحق بالحي ، كما هو الأصل في الاخبار بالأمور الحسية ، على أنه لم يظهر من ابن سنان أن جميع رواياته بالوجادة ، بل لعله أراد خصوص ما حدث به أيوب بن
نوح ، بل من البعيد من مثله عدم الرواية بالسماع مع كونه من أصحاب الأئمة عليهم السلام . بل لعله أراد قسما معينا مما حدث به أيوب لا تمامه ، كيف وقد تقدم من الكشي أن أبوب بن نوح نفسه روى عن ابن سنان ! ولزوم التدليس منه في تأخير الأخبار عن ذلك موقوف على كونه يرى حرمة الرواية بالوجادة ، لعدم التعويل عليها ، وهو غير ثابت ، بل لعله كان يرى جواز ذلك ، وإنما أخبر به تورعا أو لتبدل نظره . مع أنه لا أثر للتدليس - لو تم - لظهور حال الاعتراف في التوبة الموجبة لرجوع العدالة ، فيستكشف من سكوته عن بقية أخباره صحتها . فلاحظ . وأما الثالث : فيكفي في وهنه انضمام صفوان بن يحيى المعلوم الجلالة إلى محمد بن سنان ، لكشف ذلك عن عدم صدور الذم لبيان الواقع ، بل لمصالح أخر ، كحفظهما أو التخلص من تبعة انتسابهما إليه أو نحو ذلك مما قد يناسب رفعة مقامهما . فهو من مؤيدات الوثاقة ، كبقية الروايات الدالة على الطعن فيهما والرجوع عنه منهم عليهم السلام إلى المدح لهما . وحيث ظهر وهن أدلة الجرح فالمتعين البناء على وثاقة الرجل ، بل رفعة مقامه ، إذ لا ربب في أن له نحو اختصاص بالأئمة الثلاثة الكاظم والرضا والجواد ( عليهم وعلى آبائهم وأبنائهم أفضل الصلاة والسلام ) . كما تقدم من الغيبة ، بل الظاهر أنه من ذوي أسرارهم ، نظير صفوان ، ما يشهد به جمعهما في كثير من أخبار المدح وغيرها مما ذكره . الكشي في ترجمة الرجل . بل هو المناسب لنسبة الغلو له ممن عرفت ، فإن ذلك يستلزم شدة عقيدة الرجل بالأئمة عليهم السلام واغراقه فيهم ، وإظهار بعض كراماتهم الخفية التي بصعب نحملها على بعض العقول ، فيتسارعون إلى نسبة ناقلها للغلو والكذب ، كما قد يقارن ضعف ملكة الرجل وهمه بالغلو ، كما يشير إليه ما نقله النجاشي عن صفوان في حقه ، ونقله الكشي أيضا عنه بطريقين . بل قد يستلزم انتساب الغلاة إليه وتكثرهم به ، كما أشار إليه المفيد في كلامه السابق ، فتقوى الشبهة عليه . هذا ، ولا ريب في أن الاختصاص بهم عليهم السلام ملازم للوثاقة والعدالة ، بل الجلالة ، والخروج عنها يحتاج إلى انقلاب وسوء عاقبة ، والأصل عدمه . مضافا إلى كثير من الروايات التي ذكرها الكشي المتضمنة لمدحه بمدائح جليلة ، فإنها وإن لم تخل عن ضعف السند ، إلا أنها صالحة لتأييد ما ذكرناه . بل قد تصلح بمجموعها للاستدلال . خصوصا بعد ظهور غير واحد في قبولها في الجملة ، لظهور اقتصار الكشي على تلك النصوص وإكثاره منها في اعتماده عليها ، وكذا الشيخ في كتاب الغيبة في كلامه المتقدم ، والنجاشي في ذكره لما عن صفوان من نفي الغلو عنه . مع أن الأصحاب قد أكثروا من الرواية عنه ، فقد ذكر في تنقيح المقال في تمييزه سبعين رجلا ، وفيهم من الأعاظم والأجلاء والأكابر العدد الكثيرة ومنهم أحمد بن محمد بن عيسى الذي أخرج البرقي عن قم لروايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل ، والحسن بن محبوب صاحب كتاب المشيخة ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، والحسن والحسين ابنا سعيد ، والفضل بن شاذان وغيرهم من يضيق المقام بذكرهم . أضف إلى ذلك اشتهار رواياته وكثرتها في كتب الأصحاب على اختلاف طبقاتهم وفتواهم بمضامين كثير منها ، كما تعرض لذلك الأردبيلي والمجلسي والوحيد وغيرهم . فإن التأمل في جميع ذلك يوجب الوثوق بالرجل والركون إلى رواياته . بل الانصاف أن ذلك يوجب الخدش في طعون من تقدم ، للاطمئنان معه بخطأ مستندها ، بنحو لا تصلح لمعارضة التوثيق ممن عرفت ، كما أشرنا إليه آنفا . وكأن منشأ الطعن إظهاره لبعض أسرار الأئمة عليهم السلام الثقيلة وكراماتهم الخفية المناسبة لاختصاصه بهم عليهم السلام ، فقد روى الكشي عنه أنه كان يقول : " من كان يريد المعضلات فإلي ، ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ . يعني : صفوان بن يحيى " ( 7 ) ، وقد أوجب ذلك الطعن فيه ، إما لضعف بعض العقول عن تحمل ذلك ، أو نقية - كما يظهر مما تقدم عن الفضل بن شاذان من المنع عن الرواية عنه في حياته والإذن فيها بعد موته - أو لابطال تدبير الغلاة في تشبثهم به ، دفعا للأفسد بالفاسد ، أو لنحو ذلك مما أوجب اشتباه الأمر وخفاء الحال ، واضطرابهم في ذلك . ومن الظاهر أن شيئا من ذلك لا مجال لاحتماله قي التوثيق المستفاد ممن عرفت ، وكفى به مرجحا على الجرح . فلاحظ . والله سبحانه وتعالى العالم العاصم )) , مصباح المنهاج ، الطهارة - السيد محمد سعيد الحكيم - ج 1 - هامش ص 294.

وإنما نقلنا الإستدلال كله لكي يستفيد الكل من كلام هذا المرجع الكبير حفظه الله تعالى.

 

 

 توقيع وقلبي بحبك متيماً :
الشيخ الصدوق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ( أَنَا وَ عَلِيُّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنِ وَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ ) ) .
عيون أخبار الرضا ج 2 باب النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة في جمله الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ح 30 ص 65.
http://alkafi.net/vb/
وقلبي بحبك متيماً غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-08-2011, 12:12 AM   رقم المشاركة : 19
بحر التأمل
طرفاوي بدأ نشاطه







افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ

هذا جواب آية الله العظمى والمرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني - حفظه الله تعالى - على سؤال حول صحة رواية البكاء على الإمام الحسين - عليه السلام - وإليكــــــــــم الأستــفتـــــــــــــــاء من الموقع الرسمي للسيد :-
السؤال :
۱- ما هو رأيکم في صحة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام (من بكى او تباكى على الحسين عليه السلام وجبت له الجنة)؟
الجواب :
نعم ورد في أحاديث متعددة جملة منها معتبرة الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين (ع) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه او أنشد شعراً فتباكى عليه . ولا غرابة في ذلك إذ الوعد بالجنة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال ، ومن المعلوم انه لا يراد بذلك أن يشعر المكلف بالأمان من العقوبة حتى لو ترك الواجبات وارتكب المحرمات ، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك ، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك ان العمل المفروض يجازى عليه بالجنة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه ، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضى به إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار .

وأما ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين : فلأن البكاء يعبر عن تعلقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً ، لأنه إنما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدي إلى انفعال نفسي يهز الإنسان ، ومن ثم فان البكاء على الإمام ( عليه السلام ) يمثل الولاء الصادق للنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته الاطهار وللمبادئ التي نادى بها ودعى إليها واستشهد لأجلها ومن المشهود ان حركته ( عليه السلام ) قد هزت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسخت القيم الإسلامية في قلوب المؤمنين ولم يحدث ذلك إلاّ في أثر التمسك والتعلق بذكره نتيجة حث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) بمثل هذه الأحاديث .

وأما التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقياً به ولكنه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلف البكاء عسى ان يستجيب قلبه ويتدفق مشاعره لنداء عقله ، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنة لمن بكى او تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى كما نبّه عليه غير واحد منهم العلامة المقرم (ره) في مقتل الحسين .
المصدر :
http://www.sistani.org/index.php?p=297396&id=364

 

 

 توقيع بحر التأمل :
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من شئ أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله

أصول الكـــافي ,ج2 ص 268 , لثــقـة الإسلام الإمام المحدث الفقيه أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي - قدس سره الشريف - ت سنة 329 هــ
بحر التأمل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-08-2011, 06:47 AM   رقم المشاركة : 20
بحر التأمل
طرفاوي بدأ نشاطه







افتراضي رد: فضل البكاء على الإمام الحسين(ع) - الأستاذ طاهر الخلف - محرم 1432هـ


إليكـــم نص ماكتبه سماحة الشيخ هـــادي النجــــفي في موسوعة أحاديــــث أهــــل البيـــت - عليهم الســـلام - حول روايات البكاء على الإمـــام أبي عبدالله الحسين - ع - والحكـــــــــم عليهـــــا :-
[١٣٣٠] ٢ - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفرالحميري،
عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن
رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:
أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في
الجنة غرفا يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من
الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ صدق وأيما مؤمن مسه أذى فينا
فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه
الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار (٢).
الرواية صحيحة الإسناد، ونقلها أيضا ابن قولويه بسنده الصحيح في كامل الزيارات :100ح1.
(٢) ثواب الأعمال: ١٠٨ ح 1

١٣٣١] ٣ - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
الريان بن شبيب قال: دخلت علي الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم فقال: يا بن شبيب
أصائم أنت؟ قلت: لا فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (عليه السلام) ربهعز وجل
فقال: (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) (٣) فاستجاب الله له
وأمر الملائكة فنادت زكريا (وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك
بيحيى) (٤) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب الله لزكريا
ثم قال: يا بن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم
والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا في هذا
الشهر ذريته وسبوا نساؤه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا، يا بن شبيب ان كنت
باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل
معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا مالهم في الأرض شبيهون ولقد بكت السماوات
السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم
يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم (عليه السلام) فيكونون من أنصاره
وشعارهم يا لثارات الحسين (عليه السلام)، يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (عليهم السلام)
انه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما وترابا أحمرا، يا بن
شبيب إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب
أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا، يا بن شبيب إن سرك أن تلقى الله عزوجل ولا
ذنب عليك فزر الحسين (عليه السلام)، يا بن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة
مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فالعن قتلة الحسين، يا بن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل
ما لمن استشهد مع الحسين بن علي (عليه السلام) فقل متى ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا
عظيما، يا بن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن
لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله عز وجل معه يوم
القيامة (١).
الرواية معتبرة الإسناد. ونقلها الصدوق أيضا بهذا السند في الأمالي: المجلس السابع والعشرون ح5 /112


(3) سورة آل عمران: ٣٨.
(٤) سورة آل عمران: ٣٩.
١) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ١ / ٢٩٩ ح ٥٨.
الروايات الواردة في هذا المجال فوق حد التواتر فإن شئت أكثر من هذا فراجع
كامل الزيارات: ١٠٠، ووسائل الشيعة: ١٤ / ٥٠٠، ومستدرك الوسائل:١٠ / ٣١١، كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة: ١٢ / ٥٤٧،
وعلى هذا نقول: ان البكاء على الأئمة المعصومين (عليهم السلام) عدل التوبة وله من الآثارنحو ما للتوبة كغفران الذنوب ومحو السيئات. بل دخول الجنة بغير حساب إن شاء الله تعالى لما لا يخفى على أولى الألباب والحمد لله رب الأرباب.(ا.هـ)

موسوعة أحاديث أهل البيت ج2,دار إحياء التراث العربي , 1423,2002هــ

 

 

 توقيع بحر التأمل :
عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من شئ أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله

أصول الكـــافي ,ج2 ص 268 , لثــقـة الإسلام الإمام المحدث الفقيه أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي - قدس سره الشريف - ت سنة 329 هــ

التعديل الأخير تم بواسطة بحر التأمل ; 17-08-2011 الساعة 06:59 AM.
بحر التأمل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد