العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 31-12-2010, 09:44 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي شخصية الحسين ... كتاب وعرض (الجزء الأول) ـ حسن مبارك الربيح

شخصية الحسين (ع).. كتاب وعرض (الجزء الأول) (1)



*إضاءة:
"لا تمنعني غرابة رأيٍ، أظنُّ أنَّه صحيح أو أعتقدُ صحَّتَه، من إبدائه، لأنَّ الشُّهرةَ لم تَعُدْ أبداً عنوانَ الحقيقة. وأيضاً لا يحول بيني وبين رأيٍ أنَّه قليل الأنصار، لأنَّ الحقَّ لم يعد يُنال بالتَّصويت، فإنَّ الانتخاب من عمل الطبيعة، وهي لا تغالط نفسها، كما لا تعمد إلى التَّزوير"



كتاب (سمو المعنى في سمو الذات أو أشعة من حياة الحسين) للشيخ اللبناني عبدالله العلايلي، كتاب له أهمية عظمى، وتكمن هذه الأهمية في استقصاء الموضوع وتحليله بعيداً عن كل النزعات التي لا تترك الحقيقة إلا ولوَّنتها بلونٍ ينسجم مع مزاج الكاتب، والعلايلي يعد من كبار علماء اللغة العربية في عصرنا الحاضر، له العديد من المؤلفات، أبرزها: (مقدمة لدرس لغة العرب)، و(المعجم) موسوعة لغوية علمية فنية، إضافة إلى ذلك فقد كتب في التاريخ، والتاريخ لا يختلف اثنان على ما فيه من مزالق وصخور وأشواك، وشهدت بحوث العلايلي في التاريخ موضوعات جادة، باستقلالية في الرأي، وجرأة في الطرح، وموضوعية في التناول.

(سمو المعنى في سمو الذات) كتاب تناول شخصية الحسين (ع)، وقد ركز على الجوانب الهامة في شخصيته بعد أن مهَّد للموضوع فيما يقارب الـ 80 صفحة، بدءًا بمقدمة الطبعة الثانية حيث تعرض لمشكلة التاريخ وإعادة النظر فيه، فهو يقول:
(يجب علينا إذاً أن نُعنَى كثيراً ونبحث كثيراً في صدد تاريخ الخلفاء، وأن ندرس كل الاحتمالات التي تقوم على وجه قريب حتى يتسق لنا إدراك الأوضاع المناسبة لفرض تسلسل التاريخ الإسلامي العام) ص10، ويضيف: (ومَثَل التاريخ من الوجهة التحليلية مِثلُ التحقيق القضائي في دعوى غامضة مرَّ عليها الزمن ودخلت في حيِّز الماضي، فلن تكون نتائجه إلا استنتاجية خالصة) ص 11.

وتحت عنوان الفاتحة درس العلايلي الشخصية، وقد قسمها إلى شخصية بسيطة؛ تجيءُ في وضعٍ واحدٍ ولونٍ واحد، وشخصية كاملة متضاعفة أو مركبة تلك التي تستند على أوضاع وتقوم في عدة صور سَرِيَّة، لكل منها شكل أخاذ ونفوذ عميق الأثر، بعيد الغَور.
(وحياة الحسين (ع) عظة من التاريخ، ولكن تجمع التاريخ كله، فليس معناها في حدود ما وقعت من الزمان والمكان، بل حدودها حيث لا تتَّسع لها حدود) ص19.

بعد ذلك درس في مقدمة طويلة أسباباً لفهم الاضطراب في المحيط الإسلامي آنذاك، وقد تعرض لـ:
أثر النبوة في العصبية، وتربص العصبية للنبوة، وكذلك أثر العصبية في جري حوادث التاريخ، وأثر استخدام الدين للمطامع، وأثر فقد الروح العسكرية في بناء البيوتات، والحالة النفسية قبل القرآن، ومقدار تكييف القرآن لها، وأثر الفتوح المبكرة التي أثارها الخليفة الأول (رض) في الوضع الدولي، والنفسية العربية والنظام العام، وعناصره التي تؤلفه: (النظام القضائي، النظام المالي، النظام العسكري)
والأهم من ذلك الاحتكام بالتقليد البدوي ونظام العشيرة وتجاهل الخلفاء للقضاء على هذا النظام الذي اجتهد النبي (ص) بالقضاء عليه بصفةٍ حاسمة. ص22.

وتحت عنوان الصراع بين الخلافة والملك وقف المؤلف على الحوادث البارزة، تلك التي تركت تأثيرات انتهت بالمصارع المتناوحة كما في الصراع بين علي (ع) ومعاوية.
وفي حكومة الخلفاء تناول العلايلي أهم الأمور التي مهدت إلى عمل الاضطراب، وقدمت مادة الانقلاب الكبير، ومنها:
1- الاختلاف على البيعة يوم السقيفة وامتناع فاطمة (ع) منها وآل هاشم عموماً.
2- أخذ آل البيت (ع) بالشدة جعل لهم أنصاراً.
3- التهور مع التيار الرغيد وهذا ما جعل العرب طبقة ارستقراطية بعض الشيء.
4- قيام دعاة وسط هذا التيار لتحويله إلى جهة الخير أمثال: أبي ذر الغفاري، ورافع بن خديج.
5- لين عثمان (رض) ولا أقول ضعفه في مواجهة الطغيان الجديد حتى انجرف به.
6- عدم عناية حكومة الخلفاء ببث الدعوة وغرس التربية الدينية.
7- الاحتكام بالتقليد البدوي، فإن مسحة الحكم إلى عصر علي (ع) لم تزل خاضعة للنظم القبلية.
ثم أخذ العلايلي بالتفصيل في حكومة الخلفاء حيث تعرض لسياسة كل منهم، وظهور الأحزاب التي صنَّفها إلى خمسة:
1- حزب عثمان (رض) أو الحزب الأموي.
2- حزب طلحة والزبير.
3- حزب أبناء عمر بن الخطاب (رض).
4- الحزب الأموي المنشق.
5- حزب علي (ع).

ثمَّ أفرد عنوانين لخلافة علي (ع) حيث وصف الأمام عليًّا (ع) بأنه مظهر فذ من مظاهر التكامل الإنساني ونموذج بارع من نماذج التفوق البشري، ثمَّ أخذ يفصل في الحوادث التي مرَّت في عهد علي (ع)، بعد ذلك تعرَّض لأسباب فشل سياسة علي (ع)، ونجاح السياسة المعادية حيث يقول:
(والحق أنا إذا درسنا سياسة علي (ع)، وسياسة معاوية على مناهج علوم النفس والسياسة والاجتماع والقانون نرى عمق سياسة علي ونفوذها ورجاحة خططه، ونرى أيضاً كيف يبني ويهدم تبعاً لنظر دقيق، وتفكير موفق وإنما جاء فشلها من نواحٍ منها:
1- أن التربية الدينية لم تشمل العرب على وجه صحيح ولم يعنَ الخلفاء بنشرها على الطريقة الوجدانية التي اختمرت في نفس أبي ذر (رض).
2- سياسة علي (ع) القانونية، فقد كان يلتمس لكل إجراءاته وجوهاً من القانون أي دينية ويجتهد بإيضاحها قبل أن يقوم بحركة ما ولا شك في أن طبيعة القانون غير طبيعة الظروف والمفاجآت، بينما سياسة معاوية تركب كل صعب وذلول في سبيل أغراضها.
3- روح العراق التي كانت قبلية في ذلك العهد. ص 62.
ويتحدث عن أزمة الخوارج ونظرية الخروج، وينتقل إلى الانقلاب الأموي أو الثورة على حكومة الخلفاء تمهيداً للدخول إلى أسباب تحرك الحسين وثورته، فتعرَّض المؤلف لنشأة يزيد بهذا السؤال: مَن يزيد؟
وأشار إلى أساتذة يزيد، وهم من نساطرة الشام، من مشارقة النصارى، ولا يخفى ما يكون لهذه التربية والنشأة من أثر سيئ، فيمن سيكون ولي أمر المسلمين. وركز على أمرين في حياة يزيد هما:
1- استهتاره وإمعانه في الفحشاء رغم صبغة الوسط الدينية التي كانت جديرة أن تضع له حداً لمباذله واستهتاره.
2- الخطأو التصلب له، فإن حياة يزيد سلسلة من الأخطاء.
بعد هذا كله ينهي المؤلف مقدمته باستنتاج وتنبيه:
الاستنتاج حول حركة الحسين (ع) من الوجهة النقدية : (إلى هنا نكون انتهينا إلى أن الحسين إن لم يكن زاهداً في الحكم بالمعنى المفهوم من هذا اللفظ، فلا أقل من أنه لم يكن مبالغاً في الزحام. فتنصُّل الحسين (ع) معناه زهده في الحكم ولكن رغم زهده ينكر أن يكون يزيد أمير المؤمنين أو ولي أمورهم)ص83.
والتنبيه حول المقدمة، حيث يؤكد: (هذه مقدمة ليس من وَكْدِي فيها أن أتناول صحابياً، وكلهم بررة كرام، وإنما الغرض منها أن نعرض ونفهم أسباب الانقلاب وعناصر الثورة الخطيرة في ذلك المحيط ثم لا يسعنا إلا أن نثني على جميعهم كما وقف عليهم أمير المؤمنين عليٌّ (ع) وأبَّنهم وأرسل في كل منهم كلمة مشكورة ودمعة حرَّى) ص86.


حسن الربيح
محرم 1432هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكتاب يقع في 183 صفحة من القطع المتوسطة، عن دار الجديد ـ لبنان ـ الطبعة الرابعة 1996م، والكتاب لم نقم بعرضه كاملاً، وسنكمل بقية الصفحات في مناسبة أخرى.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 10:49 AM   رقم المشاركة : 2
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: شخصية الحسين ... كتاب وعرض (الجزء الأول) ـ حسن مبارك الربيح

الأستاذ حسن الربيح وهو يقرأ مشاركته

رد: شخصية الحسين ... كتاب وعرض (الجزء الأول) ـ حسن مبارك الربيح

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-01-2011, 02:28 PM   رقم المشاركة : 3
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: شخصية الحسين ... كتاب وعرض (الجزء الأول) ـ حسن مبارك الربيح

رد: شخصية الحسين ... كتاب وعرض (الجزء الأول) ـ حسن مبارك الربيح
لقطة أخرى بكاميرا أبي عبدالإله

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-01-2011, 09:24 PM   رقم المشاركة : 4
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: شخصية الحسين ... كتاب وعرض (الجزء الأول) ـ حسن مبارك الربيح

المداخلات حول الموضوع ..
من أبرزها مداخلة الأستاذ جابر الخلف حيث اقترح على الكاتب أن لا يكتفي بالاستعراض فقط والتعريف بل يذهب إلى أبعد من ذلك تحليلاً ونقداً لما يستعرضه، ورد عليه الربيح بأن ذلك سيتطلب منه أوراقاً كثيرةً ووقت الجلسة لا يسمح له بذلك، فالفكرة الأساس هي التعريف بالكتاب لشويق القارئ إلى معرفة ما فيه بشكل مفصل بحيث يقتني الكتاب ليأخذ فكرة كاملة عنه.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد