العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 21-08-2010, 11:49 PM   رقم المشاركة : 1
قميص يوسف
إداري






افتراضي تغطية محاضرة الدكتور اللويمي: التجديد والتعددية. . فضل الله والفضلي أنموذجا

بسم الله الرحمن الرحيم

تمت المحاضرة كما تم التخطيط لها ، يوم الخميس - ليلة الجمعة 8 رمضان 1431هـ

وهذه تغطية لها ، ونأمل أن نوفق في نقل أحداثها بهذا التقرير.


ونبدأ بنص محاضرة الدكتور أحمد اللويمي

وهذه نسخة pdf للمحاضرة

http://www.fdaei.com/y/sahlah/muhadarah.pdf




وهنا نقلتها (نسخ ولصق) من الملف.



(صياغة غير نهائية )


التجديد والتعددية . . فضل الله والفضلي أنموذجاً


الدكتور أحمد بن محمد اللويمي






المحتويات
التجديد في اللغة 4
مصطلح التجديد: 4
أبعاد التجديد وحدوده 5
مشروعية التجديد 5
مشروعية التجديد و هاجس الهوية 6
التجديد وموقعيته في بناء الإنسان المسلم الحضاري 7
التعددية، أصنافها ودورها في إذكاء التجديد: 8
الشيخ الفضلى ومشروع تجديد مناهج الحوزة: 9
أهم مبررات الداعية لتجديد مناهج الحوزة العلمية: 9
(1) المنهج الحوزوي وأفق قراءة النص: 9
أهداف المنهج وقدرته على استيعاب المقاصد 9
(2) المهارات الفنية والرؤية الثقافية مركب يصنعه المنهج الدراسي: 10
تجربة الشيخ الفضلي في تجديد بعض المناهج التعليمية للحوزة: 10
1) الملامح العامة للتجربة التجديدية للشيخ الفضلي 10
2) العناصر الإصلاحية للتجربة التجديدية للشيخ الفضلي 11
3) الأثار العلمية لتجربة الفضلي على المهارات العلمية والفنية للدارسين 12
السيد فضل الله والمشروع التجديدي للشخصية الإسلامية 12
1) المنهج النفسي التحليلي لقراءة مكامن الخلل في الشخصية الإسلامية: 13
ثلاثة أنماط من السلوك المتضخم في الشخصية الإسلامية : 13
2) الاستشفاء من التخلف عبر إعادة التأهيل النفسي: 14
(أولا): الإيمان بالله وصلته بتكوين الشخصية الإسلامية: 14
(ثانيا): دور الحكمة في تحديد مكونات الوعي بالواقع والذات 15
مشروع الفضلي وفضل الله التجديدي آفاق للتعدد والتنوع : 17
المراجع 18

--------------------


التجديد و التعددية : فضل الله و الفضلي أنموذجا

الدكتور أحمد محمد اللويمي


الحياة في مظهرها العام لا ترتبط بحركة الزمن في دوران الليل والنهار، بل ما يشكل مظهر الحياة ويحدد طبيعتها وجوهرها، هو القدر الذي يمتلكه الإنسان من عمق وإدراك مفاهيم الحياة. فالحداثة والقدم ليس بعدها الحقيقي ما تنقله أحداث التاريخ بقدر ما يرسمه الإنسان من طبيعة الفهم والقيم والإدراك لتفاصيلها. ويبرز التجديد مرتبطا بالزمن بالقدر الذي يدركه الإنسان من الحاجة لأعمال أدوات جديدة وقراءات مستحدثة لوجوده في الحياة وعلاقته مع كافة مناحيها. ويظهر جليا أن التجديد إفراز لإدراك الحاجة في حركة الزمن للتحول والتبدل والتغير للتوافق مع متطلبات المرحلة. فالزمن المجرد دون الإدراك لإفرازاته لأعمال الأدوات الفاعلة المتمثلة في الحاجة لا يفرز تجديدا ولا يخلق حاجة للتبدل والتحول. ولعل من أهم الجوانب التي تعكسها نظرية داروين في التطور والارتقاء ذات الصلة بمفهوم التجديد ما تشير إليه النظرية حول مفهوم الانتقاء الطبيعي (Natural Selection) والتي تؤكد على الحاجة للتحول للتأقلم مع المتغيرات الطبيعية وذلك لاكتساب قابليات وملكات جديدة قادرة على الاستمرار في البيئة الجديدة للاستفادة القصوى من قدراتها وطاقاتها. وأما ما يتعلق بمفهوم التجديد وحدوده وأقاليمه وأدواته فذلك أمر شاسع لا تستوعبه أسطر هذه الدراسة و إنما الحد الذي تطمح إليه هذه الدراسة هو قراءة في بعض ملامح التجديد للقراءة الدينية لمفهوم الإنسان في النص الديني من خلال ما تمظهر في كتابات عالميين جليلين لهما تجربة ثرية وطويلة الباع في هذا المضمار وهما العلامة الفقيد الراحل السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه والعالم الكبير الدكتور عبدالهادي الفضلي. حيث انشغل الأول في تقديم قراءة علمية نفسية للإنسان المسلم الراهن وما تختلجه من إشكالات وعوائق تمنعه من بلوغ ما أراده النص من صناعة له وتشكل.
وانشغل الدكتور الفضلي ردحا طويلا في إعادة كتابة المناهج العلمية التي تساهم في صناعة قراءة النص الديني وذلك لما شكله وعيه التجديدي من حاجة ماسة للتغلب على ما تخلقه الأدوات التعليمية المتمثلة في المناهج للمدارس الدينية من عوائق جسيمة في إدراك أعمق وبعد أوسع في مراد النص الديني من مفهوم.

إن أي محاولة تجديدية لتقديم أدوات قراءة مستحدثة، أو ما ينجب من هذه القراءات لابد أن ينتهي إلى تنوع في الرؤى وتعدد في المدارس وهكذا تبقى الحياة متنوعة تفرز من ما ينجبه التجديد التعدد ليخلق تلك الصور الجميلة من التنوع ليتجلى في أبهى صورة في ذلك التعدد الفكري الواسع المنحدر من قراءة النص الديني. تقدم هذه الدراسة لمحة من مفهوم التجديد وأشكاله ومن ثم بعض الجوانب عن مفهوم التعددية ومن ثم قراءة للمنهج التجديدي لكل من العلامة فضل الله (رضوان الله عليه) والعلامة الفضلي.
التجديد في اللغة : (الجِدَّةُ: نَقِيض البِلى؛ يقال: شيءٌ جديد .. جدَّ الثوبُ والشيءُ يجِدُّ، بالكسر، صار جديداً، وهو نقيض الخَلَق .. وتجدَّد الشيءُ: صار جديداً. وأَجدَّه وجَدَّده واسْتَجَدَّه أَي صيَّرَهُ جديداً) .

مصطلح التجديد: يؤصل مفهوم التجديد بما جاء في قول الرسول صلى الله عليه و آله في حديثه (إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) .
أحد مفاهيم التجديد الواردة في كتب العصور الأولى يعني الإحياء كما أشار إلى ذلك عبد الرحمن الحاج إبراهيم في بحثه (مفهوم التجديد في الفكر الإسلامي) (الإحياء: يظهر تفسير التجديد هنا بمعنى إحياء ما اندرس من السنة أو (إحياء الدين) عندما تكون تحديات العصر الكبرى التي وجد المفسر فيها من النوع الذي يهدد الكيان الإسلامي مستوى عقائده ومجتمعاته وأخلاقياته وقيمه على نحو كلي. ولعل هذا التفسير هو أول ما وردنا عن التعريف بمفهوم هذا المصطلح في كل شروح السنة الشريفة، وهو قول الزهري رحمه الله (التابعي الجليل الذي يفهم من وصفه للخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بمجدد القرن الأول (انظر: ابن حجر العسقلاني في توالي التأسيس لمعالي محمد بن درس و تحقيق عبدالله القاضي بيروت ـ دار لكتب العلمية ط 6891ـ ص48) (ونجد هذا أيضا عند ابن الأثير إذ يقول (فالأجدر أن يكون ذلك إلى حدوث جماعة من الأكابر المشهورين على رأس مئة سنة يجددون للناس دينهم ويحفظون مذاهبهم التي قلدوا فيها بمهتديهم وأئمتهم) جامع الأصول، تحقيق الأرناؤوط ج11’ ص321).
وأما مفهوم مصطلح التجديد في واقع ما تمارسه القراءات المعاصرة فيعرفه حب الله في بحثه (مشروعية تجديد الفكر الديني) إلى أن التجديد هو (محاولة جادة لإضفاء عناصر لم تكن موجودة من قبل على كيان كان وما يزال له وجوده بهذه الطريقة يكون هذا الكيان قد جدد سواء حصل التجديد في حذف بعض عناصر الكيان السابق أم في إضافة عناصر أخرى جديدة، أم في إعادة ترتيب العناصر أنفسها وسواء كان ذلك في الشكل أم المضمون أم في المنهج الذي يحكم محل العناصر أو الوصول إليها لكن لا يحصل التجديد بإحداث كيان جديد محل الكيان القائم القديم فتجديد الفقه الإسلامي –مثلا- شيء والإتيان بفقه جديد شيء آخر) .
ويتضح من خلال ما جاء في مفهوم التجديد في بعده الكلاسيكي في كتب المصدر الأولى وما يزاوله المجددون المعاصرون أن التجديد لا يعني استئصال الأصل واستبداله بجديد بل هو محاوله لاستبدال أدوات وتحديث أخرى تعين على الكشف عن أبعاد غير مطروقة في النص والعمل على الرفع بالفهم له لمستوى يلتقي وتلبية الاحتياجات المعاصرة له. فالتجديد بشكل أبسط هو تحديث لفهم النص وتقريب لتطبيقاته الموافقة لاحتياجات العصر.

أبعاد التجديد وحدوده : إن من ضرورات التجديد سعة الدراية والاطلاع على الأدوات المتاحة لقراءة النص. فالدعوة للتجديد لا يمكن أن تتخذ مسارها إلا من خلال تفحص قيمة وفاعلية وتأثير المتاح من التراث. فالتجديد في بعده الترميمي لأدوات القراءة أو الاستبدال يتحرك بحجم ما تستطيع هذه الأدوات من استيعاب متطلبات التحول ومقدار الضغط الذي يمارسه الواقع في استنطاق النص. والتجديد في استبدال أو تأسيس أدوات القراءة يعتمد أيضا على حجم ما تمتلكه الحركة التجديدية من رؤية وأفق للواقع؛ لأن الرؤية التجديدية تستبطن في ذاتها حراكا إصلاحيا لا نشاطا أكاديميا مجردا. وبما أن الإصلاح يستلزم طرفين مهمين؛ هما (النظرة) و(الرؤية) كما يؤكد على ذلك العارف الكبير مولانا جلال الدين الرومي. فالنظرة تحدد أفق الاطلاع وحجم ما يمتلكه المجدد من شمولية في الواقع و متطلباته و الرؤية يراد بها قدرة و صلابة ما تحمله الحركة التجديدية من كفاءات تنويرية في إماطة اللثام عن جوانب النص الكفيلة بتلبية الاحتياجات الملحة التي استلزمت التجديد بادئ ذي بدء. نجاح منهجية التجديد تستمد ما تملكه من هذين الجانبين وهما دراية الاطلاع على التراث الديني من حيث قدرته وكفاءته في تلبية احتياجات التطور والنمو الحضاري، ومن جهة أخرى ما تمتلكه الحركة التجديدية من وضوح ورسوخ في منهجها التجديدي، حيث الأول يكفل من توغل التجديد في الدين نفسه و يحصره في فهم نصه، والآخر يحصن من الضياع والتيه في حركه تجديدية فاقدة للوجهة والأبعاد. كما يشخصه حب الله في بيان حدود وأدوات المنهج التجديدي (أما الاستبدال الراديكالي التام للمنظومة القديمة بمنظومة جديدة وهذا هو التجديد بالحد الأعلى فهو تجديد في الواقع وليس تجديدا في المستبدل. لهذا كان من حق دعاة التجديد في الدين أن يطالبوا بتجديد لا يكون على حساب الدين وإنما له بتجديد لا يحدث قطيعة مع الدين والتراث وإنما تواصل واتصال بتجديد لا يعني ـ كما يقول العلامة فضل الله وآخرون ـ إسقاط القديم كله واستبداله بفكر جديد لا علاقة له به ليكون ذلك خروجا من الإسلام ومصادر الشريعة: إلى غيره بتجديد لا يسوق إلى الاستلاب وإنما إلى الوجود والتحقيق)

مشروعية التجديد:
إن مبررات التجديد هي التي تؤسس لمشروعيته وقوة الحجة ووضوح الحاجة تعين على تأسيس مشروعية دون أن تواجه صدود القوى السلفية المتمسكة بالأدوات التقليدية. ولعل أهم العوامل المساعدة في بناء مشروعية التجديد هو وضوح أبعاد المشروع وتفاصيله وأدواته، فلا مشروعية في حركة تجديدية غامضة تتخبط في أهدافها وتعاني الفقر من أدواتها. فالضرورة قد تكون دافعا للتجربة إلا أن المشروعية لا تتولد تلقائيا بهذا الشعور ومقدار الحاجة. ومن جانب آخر طول الوقوف عند هاجس المشروعية دون الإقدام عليه يفوت الفرصة على التجديد من تقديم نماذج قادرة على بناء أسس المشروعية (بقدر ما أطالب بالجواب على سؤال المشروعية الذي طرحه علي نقاد التنوير يلح الواقع بسؤال الضرورة) .
ولعل من أهم معوقات التجديد هو الفضاء الذي فيه يتولد ويتحرك، فالحرية في انفتاح التجديد في مبانيه العلمية ورموزه الفاعلة على كافة التيارات المشتغلة بالشأن الديني أساس مهم في إثبات مشروعية المشروع التجديدي. وتعد حرية التعبير في فضاء يمارس التعتيم والتدليس من أهم المشاهد الحافلة في تاريخنا الإسلامي بشكل عام والشيعي بشكل خاص كما نقل الشيخ حسن الصفار في مقاله الضافي الكثير من المشاهد المعبرة على ما عاناه المجددون من المحققين كابن إدريس الحلي في خلال رحلة تأسيس وتطور الاجتهاد الإمامي.

مشروعية التجديد و هاجس الهوية:
من أهم الأدوات التي توظف في معركة مشروعية التجديد هو ما تشهده الساحة العلمية الثقافية الراهنة من تراشقات يدور مدارها حول "الهوية". إن عقلية المؤامرة تطغى في خطاب المعارضة للحركات التجديدية ورموزها من خلال التأكيد على خطورة هذه المشاريع على أصالة الهوية الإسلامية للأمة واعتبار هذه المشاريع الأبواب التي من خلالها تنفذ المشاريع الاستعمارية. وبالرغم من الردح الطويل الذي قطعه الخطاب التجديدي من التقدم والتطور على المستوى التنظيري والأكاديمي كما يشير إلى ذلك الميلاد في بحثه (لماذا تأخرت مهمة تجديد الخطاب الإسلامي؟) . إلا أن إحالة التجديد من التنظير إلى التطبيق مازال يواجه العوائق والصدود خصوصا ما تشهده الساحة الإسلامية الراهنة من الحضور الطاغي للخط السلفي الأصولي الإحيائي الذي يؤسس وجوده على أساس مكافحة كافة المشاريع التجديدية باعتبارها خطرا على الهوية الإسلامية في بعدها الإحيائي السلفي. اعتبار هذا المسلك السلفي كافة المشاريع التجديدية على مستوى واحد والمخططات الاستعمارية وشرعنته للعنف في مكافحة الرموز التجديدية التي لا تنفك عن مشروع جهاد المستعمر الأجنبي.

يبقى هاجس الهوية من أهم المعوقات التي تواجه مشاريع إحالة المشروع التجديدي التنظيري لمشروع حياة. إن هاجس الخوف من الآخر القوي المتمثل في الحضارة الغربية أهم المبررات التي تشحذ الدفاع المستميت لدعاة صيانة الهوية في مواجهة البرامج التجديدية التطبيقية التي تجتهد في تقديم النصوص المتوافقة واحتياجات الإنسان المسلم الذي أضحى واقعه امتدادا معبرا وصارخا للتلبس بمعطيات الحضارة الغربية. إن وهم محق الهوية الإسلامية الذي يغذي مشروع مكافحة التجديد سيبقى فاعلا نشطا حتى تستطيع المشاريع التجديدية تقديم نجاح يمثل اختراقا للواقع الراهن الذي أبسط ما يعبر عنه ازدواجية هوية المسلم بين الانتماء للإسلام والممارسة لمعطيات الحضارة الراهنة.

التجديد وموقعيته في بناء الإنسان المسلم الحضاري:
أهم الإشكالات التي تلقي بظلالها على أي مشروع تجديدي هو أولوية التجديد لفهم النص أم تجديد عقلية الإنسان المتلقي لمنتجات التجديد؟ وبعبارة أخرى هل إصلاح الإنسان كقاعدة أساسية في تلقي معطيات التجديد أساس يسبق أي مشروع تجديدي أم أن الاشتغال بتحديث أدوات الفهم للنصوص هو مقدم وأساس في المشروع التجديدي؟ وبعد هذا التساؤل الهاجس الذي ما فتئ يطرح على أي مشروع تجديدي منذ المؤسسين الأوائل كسيد جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. إن معطيات أي حركة تجديدية تترجم في بناء الإنسان الذي يعبر عن البعد الحقيقي الذي يريده الإسلام. إن ترجمة الفهم الديني في مشروع إنساني حضاري يعد الغاية القصوى لكافة المشاريع التجديدية، ولا يعتبر أي إدراك مجرد للنص أو كشف أعمق لأبعاده ذا قيمة، إذا لم يستطع أن يؤسس أو يوطد لنهضة إنسانية تعيد تشكيل العقلية الراكدة، وتوحد الهمم المبددة وتركز الغايات المبعثرة. وقد تأسس هذا الهاجس على سؤال شغل عقودا من ردود الفعل المختلفة وهو (هل تخلف المسلمون منذ أن أساؤوا فهم الدين؟ أم أن فهمهم للدين ساء منذ أن تخلفوا؟ إن الشق الثاني من السؤال كما يبدو أكثر قربا لأهداف هذا البحث و أكثر ملائمة لطبيعة الواقع الإسلامي من الشق الأول على رغم أن الباحثين على مدى العقود الماضية انشغلوا بالإجابة على الشق الأول أكثر من الثاني. إن التلازم بين التخلف و فهم الدين يدعو إلى التساؤل حول أهمية هذه الصلة. إن أهمية هذه الصلة تتجلى عند قراءة التاريخ الإسلامي في عصره الذهبي عندما برزت الأمة الإسلامية كحضارة جديدة أنتجت بمزجها لما قبلها من الحضارات بفكرها و إنتاجها المعرفي حضارة جديدة. ما هو العامل الفاعل الذي جعل المسلم البدوي البسيط ينفتح وبكل جرأة وشجاعة وإقدام على ثقافات غاية في التعقيد والتنوع فيهضمها و يعيد إنتاجها ممزوجة بفكره الإسلامي الجديد)

إن استهداف الإنسان كأولوية قصوى في أي مشروع تجديدي يفرض شكلا من الفعل والعمل الذي يستلزم توفير قاعدة الحد الأدنى من العقلية القادرة على التعاطي مع معطيات المشروع. وقد ذهب الكثير من المجددين الأوائل في التركيز على الحس الديني الذي يثير روح العزة والكرامة عند المسلمين لخلق حركة جماهيرية متعاطفة مع المشروع التجديدي. وبالرغم من ذلك تبقى هذه الأدوات في حشد القوى المتعاطفة قاصرة عن المساندة حال دخول المشروع أبعاده التصحيحية المتعلقة بالمأنوسات والمألوفات عند الطبقة العريضة من الجماهير. ذلك ما أشار إليه بشكل واضح الدكتور عبدالكريم سروش في معرض تحليله للحركة الإصلاحية لسيد جمال الدين الأفغاني (لقد أصبح أكثر قناعة وإصرارا لدى المصلحين الدينين إن الإدراك الصحيح للدين وتبليغه السليم للجماهير هو المسار الذي يعزز من حركتهم. لقد خط هذا المنهج الفكري كل من محمد عبده وشريعتي وإقبال الذي واجه شيئا فشيئا الصعاب والعقبات. إن الحركة السياسية وما قد يترتب عليها نصر سياسي أكثر وضوحا للعيان و وقعا على النفوس. إلا أن الحركة الفكرية لا تتمتع بذات الواقع ولا ذلك الوضوح) (إن أصعب الصعاب في المجتمعات الدينية هو البيان المستند للتحقيق العلمي والدراية الدينية. ويواجه المفكرون الكثير من القيود المعيقة لحركتهم لأن الإيمان القائم على التحقيق واليقين في هذه المجتمعات غاية في الصعوبة على عكس ما يناله التدين التقليدي من اليسر والسهولة. لأن التحقيق بين المقلدين عقبة كؤود) .
وهكذا فأن المسار للحركة التجديدية تميل في مقاربتها للواقع من خلال ما تؤسسه من طبقة واعية مؤمنة لمعطياتها وما تحققه من نصر في هذا الجانب يمهد بمشروعيتها ويؤسس لتجذرها.


التعددية ، أصنافها ودورها في إذكاء التجديد:
إن المشروع التجديدي لابد أن يفضي للتنوع في القراءة والفهم للدين، وقد ينتهي لتجربة دينية جديدة على مستوى الفرد أو الجماعة. إن أهم المنتجات التي تصنعها الحركات التجديدية هو توسع دائرة الرأي ومدارس القراءة التي تخلق بشكل طبيعي فضاءً واسع الحرية في التنوع الفكري. إن أحادية الفكر ضيق في الأفق وتنوعه رحابة تجعل من البشرية قادرة على إنتاج تلك اللوحة الفنية الفكرية الرائعة الجمال. والتنوع أو التعددية به للقراءة الدينية الذي يعرف أيضا بالبلورالية الدينية (Polarism) ينتج من جانبين مهمين كما يشير إلى ذلك الدكتور عبدالكريم سروش (تعتمد أطروحة التعددية الدينية في الأصل على دعامتين أحداهما التنوع في الأفهام بالنسبة للمتون الدينية والأخرى التنوع في تفسيرنا للتجارب الدينية) . والتعددية الدينية قد تكون في دائرة الدين الواحد وهذا هو الأقرب للبحث و التعددية للأديان .ويعتبر تنوع الفهم والإدراك للنص أحد أهم مصادر هذا التنوع. و بتنوع أدوات القراءة واختلاف مناهجها فلا بد أن تكون النتائج متباينة متنوعة. ويوضح سروش هذا الأساس الذي منه تتفرع الأفهام والإدراك للنص الديني مبررا ذلك من خلال (أن النص صامت ونحن نسعى باستمرار لفهم النصوص الدينية وتفسيرها سواء في الفقه أو الحديث أو القران الكريم من خلال الاستعانة بمسبوقاتنا الفكرية وتوقعاتنا من النص والأسئلة التي تدور في أذهاننا في مرحلة سابقة و بما أنه لا يوجد تفسير من دون الاعتماد على التوقعات والأسئلة والفروضات المسبقة، و بما أن الفضاء المعرفي خارج الدين متغير وسيال، كما أن العلوم البشرية و الفلسفة ومعطيات الحضارة الإنسانية تزداد وتتراكم و تتغير باستمرار، فلهذا كله كانت التفاسير المترتبة على هذه الأسئلة والتوقعات والفروضات المسبقة متنوعة و متغيرة)
وتعد مادتي هذه الدراسة سماحة الشيخ الفضلي وسماحة السيد فضل الله (قدس سره) من أهم النماذج المعبرة عن هذين الجانيبن (التجديد والتعددية). رحلة طويلة من التجديد وما خلق هذا حولهما من مدارس متنوعة من التعدد بين الرفض والقبول. الدراسة تحاول أن تسلط الضوء على أهم الجوانب التجديدية التي اشتغلا بها وتشير إلى ما أدى ذلك إلى شكل من أشكال التنوع الإيجابي.


الشيخ الفضلى ومشروع تجديد مناهج الحوزة :
تعد الحوزات العلمية من المعاهد العلمية الدينية عند الأمامية في تربية وإعداد العلماء الذين يضطلعون بمهمة الاجتهاد في المذهب الأمامي. تختزن الحوزات العلمية وبالذات الأم منها (النجف الأشرف وقم المقدسة) تجربة طويلة وثرية في تدريس العلوم العلمية الدينية ذات الصلة بالدرجة الأساس في تنمية وإعداد العلماء المجتهدين في حقل الفقه الجعفري. وإذا ما نظر إلى الزمن الذي قطعته الحوزة العلمية قياسا بالتطور الذي اعترى المناهج العلمية يتجلى واضحا للعيان حجم الجمود والرتابة التي تعاني منها هذه المناهج وبالذات تلك المتصلة بتنمية المعارف والمهارات العلمية الشديدة الصلة بفن الاجتهاد كعلم الأصول وعلوم اللغة.


أهم المبررات الداعية لتجديد مناهج الحوزة العلمية :
(1) المنهج الحوزوي وأفق قراءة النص: إن الأفق الذي على أساسه ترسو أركان المنهج التدريسي للحوزة العلمية يتأثر بشكل لا ينفك بما يحمله المجدد للمنهج الحوزوي من رؤى وأفكار وسعة في الطموح للطبيعة التي يجب أن يكون عليها مخرجات المنهج. الخطوط العريضة للمنهج العلمي التدريسي الذي تعده المراكز العلمية المتخصصة يخضع في الوقت الحاضر إلى المعايير العلمية التالية:
أ‌- المحتوي العلمي للمقرر ومدى توافقه مع آخر المستجدات والمفاهيم العلمية للعصر.
ب‌- المهارات العلمية التي يفترض أن يتقنها الدارس بعد إنهائه للمقرر الدراسي.
ت‌- التمارين والأساليب التدريسية التي يفترض أن يتقنها الدارس لتنمية مهاراته.
ث‌- الأساليب التدريسية (محاضرات، مناقشات، جهود ذاتية، بحث وتحليل، دراسات ميدانية) التي يستلزمها المنهج لتدريب وتعليم الطالب لبلوغ أقصى المهارات والكفاءة العلمية في الحقل المدروس.


أهداف المنهج وقدرته على استيعاب المقاصد
بالإضافة إلى الشروط السالفة في بناء أركان المنهج التدريسي تعد أهداف المنهج وقدرته على استيعاب المقاصد التي يريد تحقيقها أمرا حيويا، سواء على مستوى المرحلة العلمية أو الأهداف الغائية القصوى. إن التجديد الذي يطال المنهج الحوزوي يشترط فيه جانبين مهمين على ضوء الأهداف و المقاصد وهما:
أ‌- تركيب المنهج المجدد من خلال تحديد الحجم المؤثر من المحتوى القديم التراثي من المنهج الحوزوي في العمق والكم بجانب المستجد من الدراسات والبحوث العلمية ذات الصلة.
ب‌- توسيع الرؤية العامة للمنظرين والمربين في الدراسات الحوزوية للخروج من طموح الماضي إلى آفاق الحاضر.


إن العوامل والمؤثرات الزمنية والتاريخية التي دفعت المؤسسين للحوزة العلمية للحركة بمفهوم الاجتهاد من أفقه الواسع الذي يشمل كافة الحقول والمفاهيم التي عالجها النص السماوي إلى أفق محدود في مجال الفقه يجب أن ينظر إليها على أنها لأسباب قاهرة ولقناعات أفرزت هذا الواقع. إن الواقع الراهن بكل معطياته الزمكانية قادر على مغادرة هذا الضيق في المفهوم الاجتهادي إلى مفهومه الرحب. وإن بناء المنهج الحوزوي الحديث بحاجة لاعتبار هذا الهدف الذي يعيد الاجتهاد الحقيقي إلى نصابه لأنه الأداة الحضارية الفاعلة والمؤثرة في تمكين المسلمين للنهوض من كبوتهم الحضارية؛ لأن الجمود على الماضي انتحار وشطب الماضي موت محتم والمركب من هذا وذاك التجديد بعينه .

(2) المهارات الفنية والرؤية الثقافية مركب يصنعه المنهج الدراسي: إن التعليم الحوزوي يستهدف بناء كوادر علمية تتمتع بقدرة فنية عالية وعميقة في تحليل النص واستنباط المفاهيم والغايات التي يستبطنها. إلا أن المهارات الفنية في قراءة النص قد تصل حد الجمود والرتابة والاجترار إذا غابت الرؤى الفكرية الثقافية التي تعمل على إعطاء المجهود الاستبناطي بعده الواقعي، وحقيقته الزمكانية. إن المنهج الحوزوي المجدد يأخذ بنظر الاعتبار في بنيانه الأكاديمي البعد الثقافي للمعلومات التعليمية والفنون التدريبية، وإن الانغمار حد الغفلة عن بنيان الرؤية الثقافية المدمجة بالمهارة الفنية في المنهج الحوزوي يعد خطرا قاتلا.


تجربة الشيخ الفضلي في تجديد بعض المناهج التعليمية للحوزة:
تصدى العلامة الشيخ الفضلي لمشروع تجديد المنهج الحوزوي العلمي انطلاقا من الأسس والمعطيات التي تمت الإشارة إليها حول المعايير والأبعاد التي يتطلع إليها المجدد في إعادة بناء وإصلاح المنهج الحوزوي كجزء من مشروع شامل لتجديد هذه المؤسسة العلمية الدينية المهمة للقيام بمهامها الحضارية على أحسن وجه. يمكن تسليط الضوء على تجربة الشيخ الفضلي في هذا الحقل التجديدي عبر المفاهيم التالية:

1) الملامح العامة للتجربة التجديدية للشيخ الفضلي:
أفردت مجلة الكلمة في عددها (الخامس والخمسون ـ 1428هـ/2007م) ملفا كاملا حول الشيخ الفضلي ويمكن الإشارة بشكل عابر إلى جملة من الملامح التجديدية المهمة التي تناولها مقال محمد العمر في نفس العدد بعنوان (قراءة في محاولات التجديد في المناهج الحوزوية: تجربتي الصدر والفضلي أنموذجا). حيث أشار الكاتب إلى شمولية مشروع الفضلي في تجديد المنهج الحوزوي ليشمل كافة المراحل التعليمية بالإضافة إلى إدخال العلوم المستجدة في منهج الدراسات الحوزوية كعلم الاجتماع والنفس والبحث العلمي. وتميز التجديد المنهجي للشيخ الفضلي للمقرر الدراسي الحوزوي بطبيعة التدرج في المحتوى العلمي من المقدمات وحتى المراحل المتقدمة حيث يشير سماحته إلى استراتيجيته في بنيان المنهج الدراسي قائلا (أن يحتوي المنهج على عنصري :الجانب العلمي والجانب التربوي. والتربويون يذكرون أن المناهج يجب أن يتوزع فيها هذان الجانبان: العلمي والتربوي) بما يتلاءم والمرحلة العمرية وذلك على النحو التالي :
• في مقررات المرحلة الابتدائية يركز المؤلف فيها على العنصر التربوي أكثر بنسبة 75% لصالح الناحية التربوية بينما يترك 25% لصالح الجانب العلمي.
• المرحلة المتوسطة يتوزع هذان الجانبان بينهما بحيث يكون لكل منهما 50% من المقرر.
• وفي الثانوية يكون الجانب العلمي 75% والجانب التربوي 25%.
• بينما المقررات الجامعية يتركز المنهج التعليمي فيها بحيث يكون الجانب العلمي فيه 100% ).
(فالمطلوب من كل الدراسات في المرحلة المتوسطة والثانوية قبل الجامعة وكذلك الأمر في الحوزة في مرحلتي المقدمات والسطوح قبل البحث الخارج ـ أن تكون الغاية من المقرر الدراسي فيها تكون الذهنية العلمية لزمن الطالب وما يكون الذهنية العلمية لزمن الطالب ليس العلم والمادة العلمية فيه وإنما التربية والممارسة. فالمدرس يستطيع أن يعلم الطالب فقها وأصولا وعلم رجال وعلم حديث ولكن هذه العلوم -منفردة ـ لا تكون ـ داخل الحوزة -مثلا ـ المجتهد أو الفقيه دون أن يمارس هذه العلوم أثناء الدراسة من خلال كتابة البحث ـ مثلا- أو من خلال الأسئلة التطبيقية في كل مادة منها) . وللاطلاع على الأسباب والعوامل التي دفعت الفضلي لخوض هذه التجربة التجديدية يرجع لحواره المنشور في العدد نفسه من مجلة الكلمة.
كما تميزت هذه التجربة بجانب مهم وحيوي وهو التأكيد المستفيض على أهمية التنمية الذاتية للدارس في خلال تحصيله العلمي في جانبين مهمين تم التأكيد عليهما عند البيان عن ما يجب أن يكون عليه تجديد المقرر الدراسي، وهما البناء الثقافي للدارس وتنمية مهاراته الذاتية العلمية من خلال دفعه للتوسع في التحصيل والبحث خارج دائرة المقرر الدراسي. إن أهم عناصر هذه التجربة التجديدية هو الإصرار على دمج الدقة الأكاديمية وما يشترطه المنهج الأكاديمي العلمي من بنيان منهجي بالأصالة الحوزوية في ما يشترطه هذا الشكل من التحصيل العلمي من سعة في الحرية في الاطلاع على المصادر العلمية المتنوعة، و محاوله لتشجيع الدارس في السعي للتنوع في التحصيل دون الوقوف على ما تحتويه دفتي المقرر الدراسي.

2) العناصر الإصلاحية للتجربة التجديدية للشيخ الفضلي:
اعتمدت هذه التجربة التجديدية الرائدة في منهجها الإصلاحي العناصر الإصلاحية التالية:
أ‌- التجديد القادر على إبراز روح الأصالة في المنهج الدراسي دون فقدان قدرته على التعاطي مع معطيات العصر.
ب‌- الممازجة بين محتوى المقرر الدراسي والأهداف الإصلاحية العامة في تجديد البنية الفكرية والثقافية للدارسين .
ت‌- الدمج السلس والمرن بين الأدوات التعليمية الحديثة في المؤسسات الأكاديمية وبعض الجوانب التعليمية الحرة التي تعتمدها الدراسة في الحوزة العلمية.

3) الآثار العلمية لتجربة الفضلي على المهارات العلمية والفنية للدارسين:
لم نتمكن من العثور على دراسات علمية موثقة أو بحوث ترصد الآثار العلمية والانعكاسات الأكاديمية لتجربة الفضلي التجديدية على الدارسين من الذين خاضوا التجربة التعليمية بالاستفادة من هذه المناهج العلمية مما يؤكد على أهمية تتبع هذه التجربة من خلال رصد آثارها العلمية وانعكاساتها الأكاديمية على مخرجاتها. ولكن من العلامات المؤكدة لنجاح هذه التجربة هو ما تلاقيه مؤلفات الشيخ الفضلي من الإقبال الواسع من قبل المؤسسات العلمية الأهلية ودور النشر والمراكز التعليمية الدينية.إن هذا الإقبال يؤكد على إجماع التربويين والمربين على قيمتها التعليمية وتحقيقها لأهداف المؤسسات العلمية التي تتبنى البرامج المجددة.


السيد فضل الله والمشروع التجديدي للشخصية الإسلامية:

منذ الحملة الفرنسية على مصر (1798 م) التي أدت إلى إطلاق الشرارة الأولى للنهضة العربية المعاصرة والمشاريع التجديدية تتوالى في رسم ملامح المجتمع العربي الإسلامي الجديد الذي ينهض من ركام تخلفه، ويغادر عثرته من خلال تشخيص وتحليل أسباب التخلف انطلاقا للنهوض ومبادرة للاستـشفاء من هذا الداء العضال الذي اركع الأمة بعد شموخها. إلا أن المشاريع التجديدية لم تفضِ لنتائج ثورية، بل إن مشروع النهضة وجد نفسه أمام مسيرة أطول وصعاب أعقد من ما قطع به الماضي، حيث ركام تخلف الماضي وآثار الحاضر الذي خلفها الاستعمار الجديد في عالمنا، فبين مشاريع التغريب التي ارتأى المفكرون الجدد فيها الخلاص من ربقة التخلف وبصيص الأمل في أحضان المنتج الغربي (فكرة و تقنية) ومشاريع التأصيل التي وجدت الخلاص في مشروع إحيائي يعيد الأمة بسلفها الصالح وثقافتها الإسلامية الأصيلة النقية تقاسمت القيادة على دفة النهضة الحديثة. ومع ذلك مازال الضياع أكثر شهودا من الخلاص لاسيما في ظل هذا النشوز الذي يخدش صورة الإسلام وروح المسلم، التعصب المرتسم في هذه الأصولية السلفية الجهادية القاسية الخشنة التي تشرعن القتل وتؤسس للدمار والتخلف.
ويعتبر السيد فضل الله من الخطوط المقدمة للعقود الأربع الأخيرة من هذا العصر الذي حمل مسؤولية المثقف الفقيه لنقل الفكر من بيت الفتوى إلى ساحة الإصلاح والتجديد مساهما في هذه المسيرة من النهضة ومشاركا في تلمس مكامن الخطأ وتحديد دروب الخروج لشفاء الأمة من تخلفها. وقد انتهج السيد فضل الله مشروعا مبتكرا وزاوية قد تجعل الاقتراب من تشخيص مشكلة التخلف للمسلم اليوم إضافة نوعية للمشروع الفكري التجديدي الذي يخوضه المفكر المسلم اليوم. وقد اختط السيد فضل الله في قراءة الشخصية الإسلامية منهج ابستمولوجي يستند إلى أدوات التحليل النفسي في تشخيص الانفعالات النفسية التي تفرز مظاهر التخلف. و قد تم توظيف المنهج الابستمولوجي لتشخيص البنية التحتية التي يتأسس عليها التخلف في كثير من المناهج التجديدية للمفكرين العرب. حيث استند المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري على قراءة العقل العربي في مشروعه التجديدي وذهب المفكر المغربي محمد عابد الجابري لتأصيل التجديد من خلال قراءة التراث الديني الإسلامي و أبعاده المؤثرة في البنية الفكرية الإسلامية.
و يمكن توصيف ملامح المشروع النفسي للسيد فضل الله من خلال المفاهيم التالية:
(1) المنهج النفسي التحليلي لقراءة مكامن الخلل في الشخصية الإسلامية
(2) الاستشفاء من التخلف عبر إعادة التأهيل النفسي


1) المنهج النفسي التحليلي لقراءة مكامن الخلل في الشخصية الإسلامية:
عبر رحلة طويلة من التأليف والمشاركات الفاعلة في المشاريع الثقافية، ترك السيد فضل الله تجربه ثرية وزاخرة بمشروعه التجديدي المستند إلى القراءة التحليلية لنفسية الشخصية الإسلامية الراهنة. جاءت إما متفرقة على هيئة مقالات وحوارات مجتمعة في كتب مهمة منها (موسوعة وحي القران) (مع الحكمة في خط الإسلام ) (قضايانا على ضوء الاسلام) (خطوات على الطريق) (المدنس والمقدس) (للإنسان والحياة) (منطق القوة في الإسلام). و من محاضراته المهمة في هذا الجانب (بين حرية الفكر وهيمنة التعصب) و (حرية التفكير تبني ثقافة فاعلة في مواجهة التحديات) (الشخصية الإسلامية). وقد استندت قراءة السيد فضل الله إلى تحديد أهم سلوكيات الشخصية الإسلامية المعبرة عن حالة الإحباط والمفرزة لثقافة التخلف والتراجع.

ثلاثة أنماط من السلوك المتضخم في الشخصية الإسلامية :
ففي بحثه المهم (الشخصية الإسلامية) ، الذي شارك به في المؤتمر الثاني عشر لرابطة الشباب المسلم في لندن في 2/4/1978 ، سلط الضوء على ثلاثة أنماط من السلوك المتضخم في الشخصية الإسلامية: (أ) الروح الباكية (ب) الروح الانفعالية (ت) الروح الخائفة المنبهرة بالواقع المنحرف.
أ‌- الروح الباكية : يقدم السيد فضل الله قراءة نفسية متأنية معللة بالأسباب التي تؤدي إلى استشراء هذه المظاهر السلبية في الشخصية الإسلامية. ففي معرض وصفه للروح الباكية يقول (فإننا نلاحظ ونشعر بأن الروح الباكية هي التي تسيطر على مشاعرنا وتهيمن على أساليبنا وكلماتنا فنحن نبكي حين نتطلع إلى المستقبل بعينين مغرورقتين بالدموع. ونبكي أمام قوة عوامل الانحراف المندفقة في الطريق ونبكي من خلال السلبيات التي تواجه العاملين في جهادهم ونبكي في محاولتنا للمقارنة بين الماضي والحاضر.... وهكذا رأينا في أدبنا، أدب الشعر والنشر) (وقد نلاحظ في بعض مجتمعاتنا الدينية أن الصورة المأساوية هي التي تتجسد في وعيهم ووجدانهم عندما تثار قضايا التضحيات التي يقدمها الأنبياء والأئمة والأولياء في سبيل رسالتهم). ويحدد في تحليله النفسي أن الآلة التي تواجه بها الحياة وتتصارع مع تحديتها هي العاطفة الجياشة المنفعلة التي توظف أداة الحزن والكآبة في مواجهة الواقع .الحزن الذي يغلب العقل والإرادة والحكمة والتوكل ويلف الإنسان بستار من الضبابية التي تمنعه من قراءة الواقع ومراجعة التجربة للتعرف على أدوات النجاح والفشل فيها حيث يشير بوضوح إلى أن الخلل في طغيان هذا السلوك العاطفي السلبي إلى (أن ما نريده هو التأكد على أن البكاء ليس شأن العاملين الذين يفهمون الحياة ويواجهونها من موقع الواقع فيندفعون إلى قضاياهم بهدوء وجدية وتخطيط فإذا انتهت أعمالهم بالنتائج الطيبة المنتظرة على أساس الخطة الموضوعة واجهوا النجاح بروح واقعية تتلمس أسباب النجاح تستفيد منها في تحركها نحو المستقبل وإذا انتهت أعمالهم بالفشل لم يهزمهم الفشل ولم تصرعهم صدمة الواقع، بل وقفوا يتقبلونها بهدوء باعتباره شيئا طبيعيا اقتضته سنة الحياة عندما يفقد العمل بعض عناصره أو تبرز للساحة بعض الأوضاع غير المنتظرة ثم يبدأون في دراسة الأسباب الطبيعية للفشل ليتفادوها في المستقبل)
ب‌- الروح الانفعالية: يصف السيد فضل الله الانفعالية الطاغية في الشخصية الإسلامية (إننا نملك رصيدا كبيرا من الإيمان والمعرفة بعقيدة الإسلام وشريعته ولكننا نخضع للأجواء الانفعالية الضاغطة التي تغرقنا في الحماسة المجنونة في أغلب الحالات)
(إننا نرفض أن يكون الانفعال كل رصيدنا في مواجهة الواقع فينطلق في حياتنا كأساس وحيد للتحرك من دون أي انطلاقة عقلانية تدرس الواقع في ظروفه الموضوعية المحيطة به).
ت‌- الروح الخائفة المنبهرة بالواقع المنحرف: (الشعور بالتضاؤل أمام الحضارة الأوروبية أو القوى الغاشمة التي تقف ضد الإسلام وقد تحول هذا الانبهار إلى شعور بالخوف) ويؤسس السيد فضل الله هذا التحليل على ظاهرة الجهل التي تفرز هذا الخوف حيث الجهل بالعناصر والأسباب التي أفرزت هذه القوه وخلقت هذه السطوة. فالجهل يفرز الانبهار وعلى أساس هذا وذاك يتأسس الخوف من هذه القوه الطاغية الغاشمة.


2) الاستشفاء من التخلف عبر إعادة التأهيل النفسي:
يا ترى ما هي البنية التي تأسست عليها الشخصية الإسلامية التي تزاول الحزن والبكاء أو الخوف والانبهار أو الانفعال وما هي العناصر النفسية التي تغذي هذا الشكل من السلوك. ويشخص فضل الله المسببات المرضية النفسية من خلال بيان ما يفترض أن تكون عليه الشخصية الإسلامية:
(أولا) الإيمان بالله وصلته بتكوين الشخصية الإسلامية
(ثانيا): دور الحكمة في تحديد مكونات الوعي بالواقع والذات
(أولا): الإيمان بالله وصلته بتكوين الشخصية الإسلامية:
تعد التربية الإيمانية الإسلامية أحد أهم المكونات الإسلامية التي تساهم في صناعة الشخصية الإسلامية الواعدة. إن ما حدده السيد فضل الله من المعوقات السلوكية التي تمنع الشخصية الإسلامية للتعبير عن وجودها الفاعل في الحياة هو طبيعة الثقافة الفكرية والسلوك التربوي الذي ألفته الشخصية الإسلامية الراهنة والتي يمكن تلخيص أهم ملامحها السلبية في التالي:
أ‌) المنهج التعليمي الديني القائم على أساس التلقين المقدس الذي يحظر العقل من التحليل والنقد.
ب‌) استفحال ظاهرة التعليم الفقهي الذي يسيج الحركة الإيمانية للشخصية الإسلامية بإطار شرعي فقهي جاف يمنع أو يعرقل تحضير الشخصية للولوج لعالم التجربة الدينية من خلال أدوات العرفان والسلوك.
ت‌) التربية الدينية المفتقرة لبنية إيمانية قادرة على مواجهة الواقع بكل تداعياته وأبعاده وتفاصيله.
ويؤسس السيد فضل الله على أساس ما تمت الإشارة إليه في ما يفترض أن تكون عليه طبيعة الشخصية الإسلامية المتفاعلة مع محيطها (لا يعود الإيمان مجرد خلجات في المشاعر وخطرات في الأفكار بل ينطلق ليكون موقفا متحركا في اتجاهين اتجاه بين النفس على الأسس الروحية الأخلاقية الصحية، لتكون مثالا للشخصية الإسلامية الصابرة على تحديات نوازعها الذاتية الغريزية في أوضاعها المنحرفة، واتجاه يطلق الشخصية في مواجهة الشخصيات غير الإسلامية في أجواء الصراع الفكري الذي يثير الشبهات ويخلق الانحرافات)
ويرسم فضل الله بعدا آخر من أبعاد صناعة الشخصية الإسلامية من خلال توسع مفهوم البر والإحسان ودورهما في تعميق هذه الشخصية (أن في الفكر خيرا وشرا تماما كما هو العمل خير وشر. بل ربما كان الأساس في البر العملي البر الفكري والعقيدي لأنه هو الذي يعطي العمل دافعه ونوازعه وهو الذي يحدد مضمونه وطبيعته، ولهذا انطلق القرآن ليحدد للإنسان شخصيته من خلال تجديد ملامحه الفكرية والعلمية، فلم يكتف بالعمل وحده في مجال التقييم بعيدا عن الإيمان كما لم يكتف بالإيمان بعيدا عن العمل فبالإيمان والعمل تتكامل الشخصية وتنطلق)
و تتلخص هذه التجربة التجديدية في معالجة المعوقات النفسية للشخصية الإسلامية في أحد جوانبها للعودة إلى مكونات الإيمان اللازم للشخصية الإسلامية والأدوات التي تؤسس ذلك وحجر الزاوية في أن البناء السليم للشخصية الإسلامية لا يتأتى بمعزل عن دفعها لمعترك الحياة فهي البوتقة التي فيها يصهر الإيمان ويتشكل.

(ثانيا): دور الحكمة في تحديد مكونات الوعي بالواقع والذات:
إن الحكمة والوعي المعتمد الأساس في بناء الشخصية الإسلامية لإخراجها من ما تعاني من التخلف والتراجع. الحكمة هي انعكاس لتبلور ركام التجربة لتتولد إرادة مجسدة تقود وتحرك الشخصية الواثقة. يتحرك فضل الله في تجديد هذا المفهوم في بعد يتعدى الوصف العام والتصوير الفلسفي له. إن حجر الزاوية في مشروعه التجديدي هو رسم ملامح الحكمة في بعدها التطبيقي بعد استيفاء معانيها وتفاصيلها العلمية. يستلهم من هذا المشروع قراءته المتأنية لخطاب الوحي ولسان المصطفى وتجربة الرسالة في بعدها التطبيقي والقراءة المتفحصة لبيئة الأزمة والتخلف التي تفرز الراهن من أحوال الأمة. وتخرج التفاصيل في وصف جامع بين المعنى الثقافي الفلسفي للحكمة والمعنى الحركي التطبيقي لها. ففي معرض بحثه الذي يؤسس من خلاله طرفي معادلة الحكمة النظرية والحركية بعنوان (دور الحكمة في القران الكريم) يلقي الضوء على عدة أساسيات مهمة منها:
(أ‌) معنى الحكمة في اللغة والخطاب القرآني
(ب‌) المقاربة بين دعوة الوحي للحكمة وتطبيقاتها المرجوة
(ت‌) دواعي المشروع القرآني في الحث المستفيض على الحكمة.
في اللغة كما يبدأ بحثه (ففي تاج العروس: العلم بحقائق الأشياء والعمل بمقتضاها ولهذا انقسمت إلى علمية وعملية ويقال: هي هيئة القوة العقلية العلمية وهذه هي الحكمة الإلهية وفي مقاربته بين الحكمة النظرية وتأثيرها على السلوك) يقول (وقد يظهر من بعض الآيات أن الحكمة هي تعبير عن حالة الوعي الذاتية الكامنة في داخل الإنسان التي تتيح له الرؤية الواضحة للأشياء فتدفعه إلى التصرف السليم والرأي السديد وهذا ما نتمثله في قصة لقمان الذي لم يكن من الأنبياء في أغلب الظن، بل كان إنسانا سديد الرأي ثاقب النظرة صالح العمل في ما ينقله لنا القصص الديني (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) (وقد يلوح لنا أن ذلك هو معنى الحكمة بل المراد بها هو نفس المعنى الذي استوحيناه من الآيات السابقة وهو المضمون الفكري الذي يتحرك في العقل فيحقق النظرة الصائبة إلى الأمور ويتحرك في الواقع فيحقق الموقف العلمي الصحيح... ومن الطبيعي أن مثل هذا المضمون يحقق للشخص الأفق الواسع والجو الهادئ الذي يوحي له بالمواجهة الواقعية للأشياء)
و قد لا يكون في ما أشير إليه من جديد في أهمية التلاحم بين الحكمة النظرية وبعدها الحركي ولكن تكمن القيمة في ما يؤكد عليه فضل الله من خلال استحضار مفهوم الحكمة في مصطلح العقل في الكثير من قراءاته وهو يقدم النماذج تلو الآخر من الأزمات التي لم تكن إلا نتيجة استفحال الغيبوبة التامة عن العقل أو سلطة العقل الأجوف المعزول عن مصادر الإيمان التي تغذيه بتفاصيل الثبات ورؤية تشق ظلم الجهل والنقص. إن المعيار الذي يستند إليه هو أن العقل الحكيم لا يتأتى إلا من خلال الإيمان الواعي التي تمت الإشارة إليه في الفقرة السابقة. فالعقلنة لحركة الإنسان حركة متبادلة بين الإيمان والحراك في الحياة فكل يغذي الآخر كما أشار إلى ذلك في بحثه (عقلنة الحياة) (إن علينا أن نعقلن وعينا للدين وتصورنا له من خلال الفهم العقلاني الثقافي المتوازن الذي يجعلنا نفهم الدين بجذوره العقلية والفكرية. نحن لا نعتبر الإيمان فوق العقل كما يعتبره بعض أتباع الديانات بل إن العقل هو الذي ينتج الإيمان ولا عمق لإيمان لا يرتكز على العقل)
و يقرأ فضل الله أسباب الأزمة التي تعيشها الأمة التي تفرزها النماذج السلوكية التي تمت الإشارة إليها سابقا هي جذور هذا العنف والأصولية العمياء وهذا التعصب و الفوضى في التراشق بين فئات الأمة في النيل من دينها. وان الاستشفاء من هذا هو إعادة بناء الإيمان في بعده العقلي وتعزيز الحكمة الحركية التي تتغذى من وتغذي الأيمان. وقد نظر وأسس في محاولة تجديدية مضنية فيما لا يحصر من المقالات والأنشطة وقد كان هو قدس سره ضحية التعصب والتزمت الأعمى الذي كافح ونافح من أجل علاجه بالحكمة والموعظة الحسنة دون أن يتنازل عن مشروع دعوة الأمة للاستشفاء بالحكمة النظرية والحركية ولمزيد من القراءة حول هذا الجانب يرجع لقراءة (بين هيمنة التعصب وحرية الفكر) (الموضوعية في خط الشخصية الإسلامية)
مشروع الفضلي وفضل الله التجديدي أفاق للتعدد والتنوع :
إن الأزمة الحضارية التي تعيشها الأمة في حاضرها ليست وليدة هيمنة وسيطرة الأجنبي على الأمة فحسب بل لعل ما تفرزه عقلية وسلوك الشخصية الإسلامية من أزمات ومظاهر تخلف تمثل الجزء الأكبر من مكونات هذه الأزمة. والحركة التجديدية التي خاضها كل من العلامة الفضلي والعلامة السيد فضل الله (قدس سره) تنظر في توفير العلاج من خلال خلق عناصر المكافحة للمعوقات الفاعلة في طرفي معادلة التجديد الشخصية الإسلامية التي تتحمل أعباء التجديد الحضاري للأمة. إن طرفي هذه المعادلة تكمن في التربوي المصلح الذي يؤسس لمعايير وقيم التجربة الإيمانية الأشمل من معايير التفكير الجامد بل المنفتح على الدين في آفاقه الأخلاقية والفلسفية والعرفانية. والآخر من المعادلة هو الفضاء الذي يؤهل للشخصية الإسلامية الراهنة القلقة، للإقبال على هذا التربوي المجدد الباني لها. لقد تمثلت تجربة الشيخ الفضلي في تجديد المنهج العلمي الذي يضطلع في تأهيل وبناء التربوي في المؤسسات العلمية الدينية. إن العبور من الجامد الراكد في التعليم الديني إلى التعليم الديني التنويري من خلال تأسيس رؤى ومعايير تربوية تحقق جانبين مهمين في مخرجات المدرسة المجددة وهما العلمية المتخصصة العميقة المتجذرة في التراث والنص والنظرة المسلحة بالدراية والإدارة للواقع الحضاري الراهن. وقد تأسست تجربة الفضلي على هذين المنظورين في إعادة النظر في المناهج التعليمية للمؤسسة العلمية الدينية. وقد تحمل السيد فضل الله أعباء وبناء الشخصية الإسلامية المؤهلة للتعاطي مع خطاب التربوي المجدد .فالحركة التجديدية بين الفضلي وفضل الله قد تأخذ شكل الدائرة الحميدة من تربوي يؤسس الشخصية المطلوبة والأخيرة تغذي الشخصية وتربيها على ما تطلعت إليه تجربة فضل الله التجديدية وتساهم الأطراف الأخيرة بردف المؤسسة من جهة والمجتمع في حركة انسيابية من الحراك والتفاعل والتجديد. إن بناء الشخصية الإسلامية المستندة إلى الإيمان المعقلن وسيادة روح الحكمة والتجربة الحكيمة من حراك الأمة الحضاري لا شك سيفضي إلى اتساع الآفاق وتسلح الرؤى بمعايير تمكنها من تقديم قراءات ومفاهيم متنوعة عن نظرتها لدور الدين في والحياة و أيضا سيساهم ذلك في تغذية تجربتها الدينية.
إن التنوع الديني في الفهم والممارسة طبيعي في مجتمع الحكمة والإيمان المعقلن وظاهرة صحية تفضي إلى سقوط احتكار الفهم وممارسة التجربة للدين. إن التنوع المنشود في هذه الصور لا يعني الفوضى الدينية بل الجانب المشرق من هذا التعدد هو ارتقاء القدرة والقابلية للشخصية الإسلامية في التعاطي مع قضاياها ومفاهيمها الدينية على أساس الحكمة التي تحصنها من الوقوع فريسة التزمت وطعما سهلا للمرتزقين بالدين والمعتاشين عليه (إن التجارب الدينية متنوعة ومتعددة بعدد أفراد البشر وكل إنسان يملك فيها خاصا عن الله تعالى وبعبارة عرفانية إن الله تعالى يتجلى لكل إنسان بنحو من الأنحاء وكل هذه التجليات محترمة ومقدسة والدين الإلهي يقرر صحة كل هذه التجليات بأجمعها)




المراجع
1. ابن منظور : لسان العرب
2. الحاج إبراهيم/ عبد الرحمن: مفهوم التجديد في الفكر الإسلامي www.Islam web.net يوم الأربعاء 4/7/2001
3. حب الله/حيدر :مشروعية تجديد الفكر الديني، مدارك (إسلام أون لاين) 25/3/ 2009 http://mdarik.islamonline.net
4. الصفار/ حسن ، الاجتهاد و التجديد في الفقه الإسلامي، مجلة الاجتهاد والتجديد العدد الأول 2006/1426
5. الميلاد/زكي: لماذا تأخرت مهمة تجديد الخطاب الإسلامي موقع العلم و الدين www.Scienceislam
6. اللويمي/ أحمد محمد: التحولات الفكرية والاجتماعية في الأحساء ، جواثا للنشر 2009
7. سروش/ عبدالكريم : سيد جمال و إحياء إسلام في مدارا و مديريت . الطبعة الثانية ، مؤسسة فرهنكي صراط 1385 هـ ش
8. سروش/ عبدالكريم : الصراطات المستقيمة ، ترجمة أحمد القبانجي / الانتشار العربي ، بيروت-لبنان 2009
9. الشيخ/ حسين منصور: حوار مع العلامة الدكتور عبدالهادي الفضلي، مجلة الكلمة العدد 55 ،1428/2007
10. محفوظ/ محمد : العلامة الفضلي وافق الإصلاح، مجلة الكلمة العدد (55) 1428/2007
11. العمر/ محمد :قراءة في محاولات التجديد في المناهج الحوزوية: تجربتي الصدر والفضلي أنموذجا، مجلة الكلمة العدد (55) 1428/2007.
12. فضل الله/ محمد حسين: الشخصية الإسلامية، موقع بينات http://www.bayynat.org.lb
13. فضل الله / محمد حسين: من وحي القرآن ، موقع بينات http://www.bayynat.org.lb
14. فضل الله/ محمد حسين: دور الحكمة في القران الكريم، موقع بينات http://www.bayynat.org.lb
15. فضل الله/ محمد حسين: عقلنة الحياة، موقع بينات http://www.bayynat.org.lb





 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 11:52 PM   رقم المشاركة : 2
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

وهذا نص مداخلة الأستاذ حسن بن مبارك الربيح المكتوبة








تعقيب حول محاضرة التجديد والتعددية: فضل الله والفضلي أنموذجاً
للمحاضر د. أحمد محمد اللويمي

بداية لا بدَّ من الإشادة بالمحتوى العلمي للمحاضرة القائم على التحليل والنظرة العميقة في تقصي الشواهد وربطها بالعناوين العامة للمحاضرة، ولا بدَّ أيضًا من تقدير ذلك الجهد الجبار الذي بذله الكاتب في تسليط الضوء على تجربة شخصيتين لهما باع طويل في مسألة التجديد، وإذا كان محاضرنا ممن يواصل طريقه الأكاديمي بشكل عملي فهو في غنى عن أن نطيل في مديحه، فهو إذن ينتظر منا حوارًا ونقدًا .. وسأضع تعقيباتي على المحاضرة في ثلاث نقاط:
1- جاء التركيز على مفردة التجديد أكثر من مفردة التعددية، فلم تأخذ مفردة التعديدية حقها من التعريف وإن جاء ذلك ضمنًا إلا أن تحديد المصطلح ضروري ليكون الضابط الذي يحدد انطلاقة البحث، وهنا أطرح تساؤلًا: لماذا قرن الكاتب التجديد بمفردة التعددية؟، هل ثمة علاقة مشتركة بينهما؟.
2- حاولتَ أن توضح لنا تعريف التجديد بحسب ما عرفه حيدر حب الله، فقلتَ:
(هو محاولة لاستبدال أدوات وتحديث أخرى تعين على الكشف عن أبعاد غير مطروقة في النص والعمل على الرفع بالفهم له لمستوى يلتقي وتلبية الاحتياجات المعاصرة له. فالتجديد بشكل أبسط هو تحديث لفهم النص وتقريب لتطبيقاته الموافقة لاحتياجات العصر).
تعريف حب الله لم يشر إلى تغيير أدوات للكشف وإنما أشار إلى كيان وعناصره، بمعنى أن التجديد يتوقف على تبديل عناصر هذا الشيء إما بالحذف أو بإضافة عناصر جديدة لم تكن موجودة أو بإعادة ترتيبها، ولم يكن الفهم مشارا إليه في التعريف.
الإشكال المطروح حول تعريف حيدر حب الله هو في بدايته حينما قال: (إضفاء عناصر لم تكن موجودة من قبل على كيان كان وما يزال له وجوده) ونحن نعرف أن العنصر مكون أساس للكيان، فكيف يسمَّى التغيير في أحد عناصر الشيء تجديدا، وهو في نظري تغيير لأجزاء الشيء وليس إعادة الشيء إلى حالته الأولى كما نقلت في المعنى اللغوي للتجديد.
من جهة أخرى يرى الشيخ محمد مهدي شمس الدين بأن الإسلام لا يحتاج إلى تجديد فالإسلام هو الإسلام كما أبلغنا إياه الرسول ومن بلغوه من بعده، والمراد بالتجديد عند شمس الدين هو: التجديد الذي له صيغة التهذيب أو التنظيف أو إخراج الدخيل ... فهو صيغة قابلة للتوسع والتكيف وليس التغيير. (التجديد في الفكر الإسلامي/ الشيخ محمد مهدي شمس الدين ـ ص 8، 9).
ومن التعريفات التي تناسب المعنى اللغوي وتتماشى مع أن الدين كامل لا يحتاج إلى زيادة أو نقيصة وإنما يحتاج إلى من يعيدنا إلى نبعه الصافي تعريف العلقمي (ت 969هـ) الذي آتي به هنا من باب التدارك على تعريف حيدر حب الله للتجديد، يقول العلقمي، هو: (إحياء ما اندرس من العمل من الكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما) ـ (التجديد في الفكر الإسلامي/ عدنان محمد أمامة ـ ص 16).
3- قلتَ: (الجمود على الماضي انتحار وشطب الماضي موت محتم والمركب من هذا وذاك التجديد بعينه). كيف تم التوفيق بين الجمود على الماضي وشطبه بأخذ بعض الصفات منهما واعتبار ذلك تجديدا، والتجديد ليس جمودًا وليس شطبًا للأصل؟.
وأخيرًا .. لقد تحرك في ذهني هذه الليلة من خلال عناوين المحاضرة جملة من الأسئلة سأكتفي بالتركيز على فكرة معينة لتأخذ حقها من الإشباع والتفصيل:
يلاحظ فيمن يسلك طريق التجديد على مر العصور بأنهم أفراد، ألم يحن الوقت لأن ينطلق التجديد من مؤسسات علمية يقوم على إدارتها علماء وفقهاء كل مختص في مجاله؟، ترى ما هي المعوقات لأن يكون التجديد مؤسساتيًا، وكيف يمكن تجاوز هذه المعوقات؟؟. هل الاستئثار بالمرجعية لفقيه ما هنا وهناك هو أحد المعوقات؟.
وشكرًا للمحاضر مجددًا .

حسن مبارك الربيح
رمضان ـ 1431هـ

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 11:53 PM   رقم المشاركة : 3
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

وهذه مداخلة الأخ عبدالله الرستم المكتوبة التي أعدها، وقد أرسلها بالإيميل من الرياض، فقد حالت ظروفه الشخصية دون تمكنه من حضور المحاضرة.





التجديد عند الدكتور الفضلي والسيد فضل الله

بقلم: عبدالله الرستم



يتجلّى التجديد عند الدكتور الفضلي في عوامل كثيرة، ومنها:
1- اللغة:
عامل اللغة من العوامل المهمة في صياغة المفهوم الذي بدوره يوضح الأطروحات بطريقة سهلة، والدكتور الفضلي في كثير من مصنّفاته يركّز على هذا الجانب، نظراً لتخصصه في هذا الجانب.
2- التأصيل اللغوي:
الكثير من المؤلفين لا يركزون على التأصيل اللغوي حينما يطرحون بعض الدراسات، والدكتور تميّز في تأصيل الكثير من المسائل ليساعده على الانطلاق نحو الأمام، ولتتضح الصورة للقارئ أكثر.
3- الاحتكاك بالساحة الشعبية:
وهذه المسألة ضرورية لأنها تساعد المتحدث والكاتب أن يطرح ما يريد بدون صعوبة، وتعطيه نوعاً من الشمولية في الجانب الذي يريد تسليط الضوء عليه.
4- الموسوعية والشمولية:
ليس من السهل اليسير أن يكون الإنسان موسوعياً، لأن الموسوعية تتطلب من الإنسان أن يطرح رأيه في بعض المعارف التي يطلع عليها، وإلا لا يطلق عليه موسوعي، والدكتور من الذين استثمروا أوقاتهم في قراءة القديم والجديد وطرح الرأي في نهاية المطاف، وقد يكون الإنسان شمولياً في أطروحاته، إلا أنه يفتقد المزج بين القديم والحديث واستخلاص الفائدة التي تناسب العصر الذي يعيشه، والدكتور من الذين مزجوا وأثمروا، سواءً في الدراسات اللغوية أو الفقهية.
5- استثمار المنصب:
نادراً من يستثمر منصبه في الصالح العام، فإنشاء قسم للغة العربية، وإنشاء مركز للمخطوطات وغيرها، يعتبر عملاً في غاية الإجلال، يضاف إلى ذلك أنه كتب فيما أنشأه ليكون رافداً في هذا الجانب.
6- المواصلة:
لا شك أن كل إنسان تقف أمامه عقبات تعيقُ مشروعه، ولكن الإصرار عليه والتماس الحاجة بعين ثاقبة مسألة ليست باليسيرة، فالدكتور واصل مشروعه الإصلاحي (إصلاح المناهج) عن طريق التأليف والتدريس، ولذا تجربته في الجانب النظري والعملي تعتبر مسألةً رائدة في هذا الجانب.
7- مع الصحافة:
كثيرون ينأون عن الكتابة الصحفية بحجج قد تكون في محلّها إلا أن أكثر تلك الحجج لا محل لها من الإعراب، والدكتور مارس كتابة المقالات في الصحف المحلية والخارجية، وذلك ضمن مشروعه الآخر (إصلاح الفكر).
8- المسؤولية:
يتناول الدكتور مواضيع كتبه من واقع المسؤولية، ولذا تبرز الشمولية وإيقاع الكلمة في تلك الكتابات، على خلافه من يكتبون من أجل أغراض أخرى.

أما التجديد عند السيد فضل الله، فإنه يتجلى في التالي:
1- اللغة:
المطلع على تراث السيد فضل الله الثقافي والديني يجب أن يلتفت إلى اللغة المستعملة، فإنها لغة أدبية راقية، يأنس بها الإنسان، خصوصاً وأن السيد كتب الشعر في بداية سنيّ حياته وهذا يعتبر رافداً مهماً في هذا الجانب، وحتى حديثه مع الآخر تراه يمتاز بلغة راقية محببة إلى النفوس.
2- محور الأطروحات:
تتمركز أطروحة السيد فضل الله في تأصيل ومعالجة الإسلام الحركي وما يتبعه من دعوة وتبليغ وحوار، وهذا ما أعطاه أريحية في أطروحاته وأسلوباً تجديدياً باعثاً في النفس الاعتزاز بالانتماء، وكذا ساعد الآخر في قراءة كتبه، وبإطلالة سريعة على كلماته وكتبه وحتى شعره نرى ذلك جلياً في تلك المصنّفات.
3- الجرأة:
يتميز السيد بجرأة في تصحيح المفاهيم الإسلامية، ولعل كتابيه (قضايانا على ضوء الإسلام) و(خطوات على طريق الإسلام) يعتبران أنموذجاً في معالجة تلك القضايا بجرأة المتحدث، وإنصاف الباحث، يصحبهما في ذلك لغة المعاصرة.

والمعذرة على التقصير، لأن المرفق لم يفتح معي، ولكن أحببنا المشاركة بهذا اليسير، والحديث يطول في هذا الجانب.
علماً أنه حتى الآن لم يتطرق إلى دراسة الدكتور الفضلي دراسة منهجية، سوى أطروحة (حسين بن منصور الشيخ) الذي تطرق إلى مسألة واحدة ولم يشبعها وهي مسألة (التجديد في المناهج الدينية) فيشكر على ذلك. وتقبلوا تحياتي

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 11:55 PM   رقم المشاركة : 4
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

الأستاذ جابر بن عبدالله الخلف

في تقديمه للمحاضرة

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 11:56 PM   رقم المشاركة : 5
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

الدكتور الضيف المحاضر أحمد اللويمي

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 11:57 PM   رقم المشاركة : 6
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

جانب من الحضور

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 11:59 PM   رقم المشاركة : 7
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

جانب من الحضور

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 12:00 AM   رقم المشاركة : 8
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

جانب من الحضور

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 12:01 AM   رقم المشاركة : 9
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

جانب من الحضور

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 12:02 AM   رقم المشاركة : 10
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

الأستاذ حسن الربيح يقرأ مداخلته

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 12:03 AM   رقم المشاركة : 11
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

جانب من الحضور

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 12:05 AM   رقم المشاركة : 12
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

جانب من الحضور

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 12:06 AM   رقم المشاركة : 13
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

جانب من الحضور

رد: دعوة لحضور محاضرة : التجديد والتعددية . . الفضلي وفضل الله نموذجا

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 04:06 AM   رقم المشاركة : 14
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: تغطية محاضرة الدكتور اللويمي: الجديد والتعددية . . فضل الله والفضلي أنم

من الحضور

الأستاذان باقر الرستم وَ سلام العلي

رد: تغطية محاضرة الدكتور اللويمي: الجديد والتعددية . . فضل الله والفضلي أنم

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2010, 04:08 AM   رقم المشاركة : 15
قميص يوسف
إداري






افتراضي رد: تغطية محاضرة الدكتور اللويمي: الجديد والتعددية . . فضل الله والفضلي أنم

توزيع المرطبات على الحضور

رد: تغطية محاضرة الدكتور اللويمي: الجديد والتعددية . . فضل الله والفضلي أنم

 

 

 توقيع قميص يوسف :
قميص يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد