كيف نحمي منازلنا من خطـر الحرائق؟

[تولوستوي]

يظل المنزل هو المأوى الذي نلجأ إليه للراحة النفسية والجسدية من عناء الحياة اليومية وهو ملتقى أفراد الأسرة والمقر الذي نعيش في ظلاله وتقدم فيه أسس التربية للنشء الجديد وفيه توثق أواصر القربى والصداقة مع الأهل والأقارب والأحباب… لذا يجب أن يكون المسكن آمناً من الأخطار الإنشائية وسليماً من الأخطار الطارئة كالحرائق وغيرها من الحوادث ويجب أن يعمق التفكير في الحماية من الحرائق في المساكن ابتداءاً من مرحلة التصميم مروراً بمرحلة الإنشاء وانتهاء بمرحلة السكنى.
بلغ عدد الحرائق المنزلية في الولايات المتحدة الامريكية خلال عام 2008 حسب احصائية نشرتها المنظمة الوطنية للحماية من الحرائق «NFPA»على موقعها الالكتروني ثلاثمائة وستة وثمانين ألف وخمسمائة حادثة منزلية وتسببت في اصابة ثلاثة عشر ألفآ ومائة وستون شخصآ ووفاة ألفين وسبعمائة وخمسة وخمسين شخصآ هذا عدا الخسائر المادية المباشرة والتي بلغت 8و2 بليون دولار..وعلى الرغم من أن هذه النسبة عالية نوعاً ما نظراً لكون المنازل في الولايات المتحدة تبني غالباً من الأخشاب القابلة للاحتراق إلا أنها تعطي مؤشراً قوياً ينبغي الالتفات إليه خاصة مع تطور الأنظمة الإنشائية الحديثة في عالم البناء والتوجه نحو تقليل التكلفة مع صعوبة الظروف الاقتصادية لعامة الناس.
وفي بلادنا تشير احصائيات المديرية العامة للدفاع المدني في موقعها الالكتروني أن عدد الحرائق المنزلية التي وقعت في المملكة خلال عام 1430 بلغ ثمانية آلآف وتسعمائة وأربعون حادثآ تسببت في اصابة خمسمائة وستين شخصآ ووفاة 41 شخصآ كما بلغت الخسائر المادية قرابة الواحد والعشرين مليون ريال وبلغت نسبة الحرائق المنزلية في مدينة الرياض وحدها 42% من اجمالي أنواع الحرائق في العاصمة خلال ذلك العام.... ان هذه الارقام المخيفة لجرس انذار ينبغي أخد الحيطة والحذر تجاهها وتوخي الاحترازات والاجراءات المطلوبة للحد من وقوع هذه الحرائق..ان شبح نشوب الحرائق في المنازل يهدد كيان أسر بكاملها ويقلق راحة الاستقرار والسعادة التي يتصف بها البيت الشرقي.
ولمحاولة تعميق الوعي لدينا بالأخطار المحدقة أو بمكامن ابتداء وانتشار الحرائق نورد بعض الإرشادات التي تساعدنا في التعرف على مصادر الخطر بمنازلنا..
تجول داخل منزلك بحثاً عن مصادر الخطر
لا يخلو منزل من سوائل التنظيف والمبيدات الحشرية والبطاريات الجافة ومساحيق التجميل التي يمكن أن تشكل خطراً على السلامة عند حدوث حريق أو تسبب في حالة الحريق في حالة الاستخدام غير السليم لها.
وأبدأ جولتك في غرف النوم حيث يقودك توقعك أن تكون المحل الأبعد احتمالا من أن تتواجد فيها المواد الخطرة والقابلة للاشتعال فعلب الغازات المضغوطة من مثبتات الشعر أو ملطفات الجو أو معطرات الجسم «deodorant» من المواد الخطرة والقابلة للاشتعال عند ملامستها لمصدر أو لشعلة حرارية أو عند تعريضها لحرارة عالية وكذلك الحال لأصباغ الأظافر ومسحوق الإزالة فهي من المواد القابلة للاشتعال عند تعريضها لمصدر حراري.
وفي دورات المياه توجد بعض أنواع المطهرات القابلة للاشتعال كذلك الحال للمحاليل والمساحيق المسلكة للمجاري.
وفي المطبخ ينبغي أن يكون تخزين مواد النظافة باعتناء تام وكذا الحال لمنظفات الأرضيات والأثاث ومزيل البقع ومنظف الأفران الذي من الممكن أن يشتعل عند تعرضه لحرارة عالية. وللتأكد من ذلك أحرص على قراءة التعليمات المدونة على العلبة فإذا كانت مكونات المواد تشمل منتجات بترولية أو كحولية ينبغي الحذر.
الغازات المشتعلة:
ينبغي الحيطة والحذر عند استعمال عبوات غاز البيوتين المستخدم لتعبئة ولاعات السجائر وعند تعبئة الولاعات بالبيوتين تأكد من عدم وجود مصدر حراري قريب. أما بالنسبة لاسطوانات الغاز «المنزلية» فينبغي أحكام التوصيلات إليها بحذر ودقة شديدتين وينبغي عدم حفظها داخل مبنى المنزل بل إبقائها خارج المنازل وإتباع تعليمات إدارة الدفاع المدني بتركيب أجهزة السلامة عليها.
مخازن المنزل:
تحتوي بعض مخازن المنزل على بعض السوائل القابلة للاشتعال مثل الأصباغ والدهانات ذي الأصل الزيتي، والفرنيش ووقود الكيروسين.
ولذا يجب عدم تخزين أي من هذه المواد في أماكن مغلقة بل في أماكن مفتوحة وجيدة التهوية كالكراج المفتوح إذ أن التهوية الجيدة تساعد على سرعة التخلص من الأبخرة المنبعثة من المواد القابلة للاشتعال. كما ينبغي حفظ هذه السوائل الكيماوية في عبواتها الأصلية مع إبقاء ملصقات التعريف والاستخدام عليها والحفاظ عليها بعيداً عن متناول الأطفال.
مصادر الاشتعال:
ينبغي الحرص على إبعاد مصادر الاشتعال من المواد القابلة للاشتعال مثل الشرار الناتج عن أدوات اللحام والتقطيع وألسنة اللهب المكشوفة المنبعثـة من أجهزة التسخين والتدخين نفسه.
أجهزة الحماية من الحريق في المنزل:
تدل الإحصائيات التي نشرها موقع «NFPA» أيضآ أن نسبة عدد الحرائق في الولايات المتحدة في المساكن التي لاتحتوي على أجراس وكواشف حريق خلال عام 2008 هي ماتقارب الثلثين «63%».. وينبغي تركيب كواشف الدخان في غرف النوم وفي الممرات المؤدية إليها وكذلك في الأقبية والممرات المؤدية إلى الصالات ويفضل تركيب الكواشف التي تعتمد طاقتها على كل من البطاريات الجافة والتيار الكهربائي معاً لضمان استمرار تشغيلها وأدائها لوظائفها مع وجود حد أدنى للصيانة الدورية مع العلم بأن سعر الكواشف زهيد جداً في الأسواق مقابل الفائدة القصوى المجنية عند حدوث حريق لا سمح الله.
ومن المهم عدم تركيب كاشف الدخان في المطبخ بل ينبغي تركيب كواشف الحرارة حيث أن بخار الطبخ يؤدي إلى تعطيل كاشف الدخان وإعطائه إنذارات خاطئة في غير وقت الحريق. وحيث أنه عند نشوب الحريق يصعد الدخان الحار نحو السقف لذا يجب تثبيت هذه الكواشف على الأسقف وبعيداً عن مجرى الأبواب الداخلية والخارجية ما أمكن لتفادي تأثير الهواء على اتجاه الأدخنة المتصاعدة من الحريق.
كما ينبغي تواجد عدد مناسب من طفايات الحريق اليدوية وخصوصاً في المطبخ والكراج من نوع ABC القابل لإطفاء الحريق الناتج من الأخشاب والأوراق والمواد البلاستيكية والزيوت والسوائل القابلة للاشتعال والأصباغ وكذا حرائق الأجهزة الكهربائية.
التوازن بين الأمن والسلامة من الحرائق:
يعمد بعضنا الى تركيب شبابيك حديدية أو معدنية خارجية لحماية النوافذ والأبواب من اللصوص والعابثين ومع أن هذه الشبابيك تعطي نوعاً من الأمان النفسي للساكنين إلا أنها تشكل عائقاً كبيراً عن الهروب من المنزل عند حصول حريق لا سمح الله.
وفي الفترة بين عامي 1992-1996 بلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة جراء وجود الشبابيك الحديدية على النوافذ أو الأبواب في المنازل 86 شخصآ بسبب عدم امكانهم الهروب وقت الحريق...فإذا كان ولابد من تركيب هذه الحواجز فلا بأس أن تكون قابلة للفتح الكامل من الداخل بدون استعمال آلة أو مفتاح أو قوة كبيرة أو جهد مضني.. والنداء موجه إلى مكاتب التصاميم الهندسية ومقاولي الحديد والمعادن لتصميم وتنفيذ هذا النوع من الحواجز.
الخـاتمـة
أن أول خطوة لتوخي أصول السلامة من الحرائق لنا ولأفراد عائلاتنا تشمل التعرف على مصادر المخاطر ومن ثم اتخاذ الخطوات اللازمة لدرئها. ومنها تدريب أفراد الأسرة على خطة إخلاء المسكن في حالة وقوع حريق والتعرف على هاتف الطوارئ وتلقينه لجميع أفراد الأسرة.
كما يجب أن لا ننسى الأخطار الناتجة عن سوء التمديدات الكهربائية أو تحميلها مالا يطاق وكذا السخانات الكهربائية ووسائل التدفئة التي يجب أن يتم مراعاة أصول السلامة في حدودها العلية.
ولأن السلامة مطلب سام نسعى إليه جميعاً ينبغي أن تكون أساليب التوعية للنشء الجديد أكثر فعالية وانتشاراً حفاظاً على مقومات الحاضر وتباشير المستقبل.
وقـانا الله وإياكـم شـر المخـاطر.

الموضوع بقلم المهندس عباس رضي الشماسي (منقول)
function shareThis(client) { var title="كيف نحمي منازلنا من خطـر الحرائق؟"; var url=********.********.href; var encTitle = encodeURIComponent(title); var newUrl; switch(client){ case 1: newUrl="http://www.facebook.com/sharer.php?u="+url; break; case 2: newUrl="http://twitter.com/home?status="+encTitle+"... "+url; break; case 3: newUrl="http://www.google.com/bookmarks/mark?op=add&bkmk="+url+"&title="+encTitle; break; case 4: newUrl="http://del.icio.us/post?url="+url+"&title="+title; break; case 5: newUrl="http://digg.com/submit?url="+url; break; case 6: newUrl="http://www.technorati.com/faves?add="+url; break; case 7: newUrl="http://www.stumbleupon.com/submit?url="+url+"&title="+encTitle; break; case 8: newUrl="http://reddit.com/submit?url="+url+"&title="+encTitle; break; case 9: newUrl="http://www.mixx.com/submit?page_url="+url; break; default: newUrl=url; } ********open(newUrl);}

 

 

[جهير]

بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح الحين عطله ورمضان وزوار
وثم مناسبات من عيد وزوجات
يعني كل أدوات أشتعال الحرائق موجوده
ربنا يحمي الجميع
عساك علي القوه ونور الله عليك