العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 16-08-2010, 02:56 AM   رقم المشاركة : 1
المراقب
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية المراقب
 







افتراضي في معنى الملامسة في سورة النساء ؟




ورد في سورة النساء قوله تعالى ( أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا. المعروف أن الملامسة هنا بمعنى الوطء , فلماذا عبر عنها بالملامسه والحال أنها أكثر من مجرد ملامسه بحسب مفهومنا للملامسة ؟

 

 

المراقب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-08-2010, 11:18 AM   رقم المشاركة : 2
سلمان الفارسي
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير






افتراضي رد: في معنى الملامسة في سورة النساء ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

اعلم أن القرآن الكريم قد كنى عن الجماع بألفاظ مختلفة ولم يأت بلفظ الجماع أو الوطء صريحا وتَركُ القرآن الكريم هذين اللفظين ليس جزافا وإنما هو لحكم بيانية وتربوية وإليك بعض الآيات التي ذكرت الجماع بنحو الكناية:
قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187،فهاهنا جاء بلفظ المباشرة،وقال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222وها هنا جاء بلفظ المقاربة،وقال تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران47وهاهنا جاء بلفظ المس،وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43وهاهنا جاء بلفظ الملامسة.
وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف189وهاهنا جاء بلفظ التغشي.ومن العلماء من جعل لفظ السكون الوارد في هذه الآية كناية عن الجماع أيضا.وقال تعالى:{وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة235وهاهنا جاء بلفظ السر وتفسيره بالجماع إنما هو على قول مشهور.
وقال تعالى:{وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }النساء21وجاء هاهنا بلفظ الإفضاء.
وقال تعالى:{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة3وجاء هاهنا بلفظ التماس.
وقال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23وهاهنا جاء بلفظ الدخول وتفسيره بالجماع رأي من الآراء.
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187وهاهنا جاء بلفظ الرفث وكنا قد ذكرنا هذه الآية من قبل لوجود لفظ المباشرة.
وقال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222وهاهنا جاء بلفظ المقاربة.وجاء كذلك بلفظ الإيتاء وهو كناية عن الجماع.
ومن الغريب الطريف أن جعل بعض المفسرين لفظ المودة في قوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21كناية عن الجماع .وكذلك جعل بعضهم قوله تعالى:{فاؤوا}في قوله تعالى:{لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
البقرة226كناية عن الجماع.

أقول :هذا شيء من اللفظ القرآني الذي ورد كناية عن الجماع ،واعلم أن لكل لفظ سرا بيانيا غير أن الوقت لايسع للكلام في ذلك ،وليكن الكلام على اللفظ الذي سألت عنه وهو:لامستم،وهو لفظ اختلف في قراءته فمنهم من قرأه:لمستم ،ومنهم من قرأه :لامستم(انظر مظان القراءات)،ومن شأن القرآن الكريم الكناية عن الأحداث،كقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6،فإن لفظ الغائط ليس حقيقة فيما يخرج من الإنسان وإنما هوالمنخفض من الأرض فهوهنا كناية،وذلك ضرب من الأدب في القول.ثم إن من المعروف في العربية أن يسمى الشيء باسم سببه أو باسم مقدمته ،قال الزركشي في البرهان: وأما قوله تعالى{ فإذا قرات القرآن فاستعذ }{إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا} قالتقدير فإذا أردت فاكتفى بالسبب عن المسبب .واعلم أن من المفسرين من فسر الملامسة على حقيقتها ورأى أن الملامسة المجردة تبطل الوضوء وهو رأي يخالف المشهور والذي عليه أهل البيت عليهم السلام،ثم إنه يومئ بلفظ الملامسة إلى أمر وهو أن من المعروف أن كثيرا من الرجال من يأخذ حظه من زوجه دون بعال وملاعبة فتصبح الزوج وقد نقص حظها فكأن هذا الذي جاء على بناء المفاعلة الدال على المشاركة يدعو الرجل إلى أن يجعل زوجه مشاركة له في لذته فكلاهما زوج للآخر وبهذا يتحقق معنى من معاني الزوجية .أما لفظ الجماع فهو على بناء فعال بضم الفاء وهو بناء استعمله العرب فيما استعملوه للدلالة على الأمراض كالسعال والزكام،وأنت إذا تأملت وجدت أن الجماع في بعض حالاته يكون مرضا فكأنه بهذا مرض وقد علمت طمع الناس في هذا ،وورد في رواية عن الأمير عليه السلام رواها الآمدي في درر الكلم أنه قال عن الجماع:حياء يرتفع و عورات تجتمع أشبه شي ء بالجنون الإصرار عليه هرم و الإفاقة منه ندم ثمرة حلاله الولد إن عاش فتن و إن مات حزن.

أما لفظ الوطء فدال على موطوء وواطىء فلا مشاركة وهذا معنى يخالف مفهوم الزوجية القرآنية ألا تلاحظ ألفاظ المفاعلة كالمباشرة والمقاربة والملامسة قد اطردت مع الألفاظ الأخرى.

والله العالم بأسرار كتابه والحمد لله رب العالمين.

 

 

سلمان الفارسي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-08-2010, 05:04 PM   رقم المشاركة : 3
الجرح العارف
إداري
 
الصورة الرمزية الجرح العارف
 






افتراضي رد: في معنى الملامسة في سورة النساء ؟

الأخ/ سلمان الفارسي

كما هي عادتك دائمًا مبدع في ما تقدمه وتوضحه , استفدنا كثيرًا من إيضاحك
وفقك الله لكل خير , وأبقاك الله لنا لنستفيد من علمك ...

 

 

 توقيع الجرح العارف :
الجرح العارف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد