01-04-2010, 09:20 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
كتاب: الحسين بن علي في الشِّعر العربي الحديث ــ حسن بن مبارك الربيح
كتاب: الحسين بن علي في الشِّعر العربي الحديث ( عرض وتحليل ونقد ) حسن بن مبارك الربيح حظيَ الإِمامُ الحسينُ عليه السَّلام، باهتمامٍ كبير من قبل الأُدباءِ والشُّعراءِ العرب، بمختلف العصور مقارنةً بأَيَّةِ شخصيَّة تراثيَّة أُخرَى، وهذا الاهتمامُ مردُّه في الغالب إِلَى حجم المأْساةِ الَّتي تعرَّض لها في كربلاءَ، هو وأَهلُ بيته وأَصحابُهُ، مضافًا إِلَى ذلك مكانتُهُ الجليلةُ في مشاعر المسلمين، فهو سبط الرَّسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وحِبُّه الَّذي كان يُوليه عنايةً خاصَّةً، فأَصبح الحسين ومأْساته مجالًا خصبًا للقرائِح على مرِّ الأَزمنة. لم تكن الدِّراسات الأَدبيَّة المتخصِّصة تواكب ما يكتبه الشُّعراءُ من إِنتاج ثرٍّ يملأُ الدَّواوينَ والصُّحف والمجلَّات حول الحسين وثورتِهِ، فقد كانت الدِّراسات المستقلَّة قليلةً جدًّا، فعلَى سبيل المثال: 1. الإمام الحسين في الشِّعر العراقي المعاصر ( رسالة دكتوراة 1404هـ ) ـ د. حاتم عبد حبوب السَّاعدي. 2. كربلاءُ بين شعراءِ الشُّعوب الإِسلاميَّة ( 1421هـ ) ـ د. حسين مجيب المصري. 3. الحسين في الشِّعر العربي الحديث ( رسالة دكتوراة 1430هـ ) ـ د. إبراهيم محمَّد عبدالرَّحمن. وستكون الدِّراسة الأَخيرة مجالًا لحديثنا عرضًا وتحليلًا ونقدًا. وقبل الحديث أُزجِي شكرًا خاصًّا لأبي حيدر على تفضُّلِهِ بتوفير نسخة من هذا الكتاب، ولولا حرصه على متابعة كلِّ جديد لما كان هذا الكتاب بين أَيدينا في وقتِ صدوره. الدِّراسة (1) تقع في ( 302 ) صفحة، متناولةً ( 237 ) من قصائِد الشِّعر العمودي، بمعدَّل: ( 8598 ) بيتٍ من الشِّعر، بالإضافة ( 4042 ) بيتٍ من منظومة الفرطوسي، وأَربع مسرحيَّات شعريَّة، وكثيرٍ من قصائد الشِّعر الحرِّ. وهي مع هذا الكمِّ الهائِل غفلت عن بعض الأَسماءِ المهمَّة في الشِّعر الحديث، أَمثال: الشَّاعر العراقي حسب الشِّيخ جعفر، وقصيدته « الصَّخر والنَّدَى » (2)، والشَّاعر الفلسطيني أَحمد دحبور، وقصيدة « العودة إِلى كربلاءَ »(3)، والشَّاعر العراقي جواد جميل، وديوانه: « الحسين لغةً ثانيةً »(4)، والشَّاعر العراقي راضي مهدي السَّعيد، وقصيدته: « الفارس الصَّريع وكربلاءُ الهزيمة » (5)، والشَّاعر العراقي محمَّد علي الخفاجي، ومسرحيَّته الشِّعريَّة: « ثانيةً يجيءُ الحسين » (6)، والشَّاعر اللُّبناني سعيد العسيلي، وملحمته الشِّعريَّة التَّسجيليَّة: « كربلاءُ » (7). قسَّم المؤَلِّف كتابه إِلى أَربعة فصول. تعرَّض في الفصل الأَوَّل إِلى نِتاجِ الشُّعراءِ الَّذين تناولوا شخصيَّة الحسين في شعرهم، ولخَّصهم في ثلاث مراحل، وهذه المراحل هي زُبدة الدِّراسة: 1. مرحلة تسجيل الأَحداث التَّاريخيَّة حول الشَّخصيَّة. 2. مرحلة برزخيَّة، وهي تجمع بين التَّسجيل وإِرهاصات التَّوظيف. 3. مرحلة توظيف الشَّخصية للتَّعبير عن بعد، أَو أَكثر من أَبعاد تجربة معاصرة. في المرحلة الأُولَى مثَّل لها بملحمتَي عبدالمنعم الفرطوسي ( ملحمة أَهل البيت )، والشَّيخ الدِّمستاني ( ملحمة الطَّفِّ )، لكنَّه اعترض على ملحمة الفرطوسي من حيث المسمَّى، أَهو متَّفق مع المصطلح الفنِّي للملحمة أَم لا ؟. يشرع المؤَلِّف في تحديد خصائِص الملحمة من خلال النَّقد الأَدبي في: أ. الصِّراع بين الآلهة أَو أَنصاف الآلهة من جهة والإِنسان من جهة أُخرَى، والمؤَلِّف يعزل هذه الخاصيَّة عن الشِّعر العربي للتَّباين العقدي. ب. أَنَّها قصَّة شعريَّة، موضوعها وقائِع الأَبطال الوطنيِّين العجيبة الَّتي تبوِّئُهم منزلة الخلود بين وطنهم؛ فتتَّسم وقائِع هذه القصَّة بالشَّرف والجلال، ويعالج فيها الموضوع على نحو يتناسب مع أَعمال البطولة في أُسلوب رائِع، ويلعب الخيال فيها دورًا كبيرًا... ولكلِّ ملحمةٍ أَصل تاريخي صدرت عنه بعد أَن حرِّفت تحريفًا يتَّفق وجوَّ الخيال في الملحمة، ممَّا يُسيغ أَن تحدث خوارق في العادات، وأَن يتراءَى الإِنس والجنِّ والآلهة.. والأَبطال في الملاحم لا يمثِّلون أَفرادًا، بل هم رموز كليَّة لمُثُل تُحتذَى، ويُشترَط في الملحمة أَن يتوافر فيها الوحدة العضويَّة، ومن أَجل ذلك فهي تفترق عن القصص التَّاريخيَّة الَّتي لا يراعَى فيها فعل واحد. بعد هذا التَّوضيح لمفهوم الملحمة يحاكم العمل الشِّعري للفرطوسي ويعتبره قصَّةً شعريَّة موضوعها وقائِع الأَبطال لم يشهد لها التَّاريخ مثيلًا لهم، وهي وقائِع تتَّسم بالجلال والشَّرف، وهي ذات أَصل تاريخيٍّ، لكنَّها تفتقر إِلَى: 1. الخيال الملحمي الَّذي يقوم عَلَى تصوُّر حدوث خوارق للعادات، فيتراءَى الإِنس والجنُّ والآلهة، فهو عمل يقوم على السَّرد التَّسجيلي لمرويَّات التَّاريخ الَّتي يعتقد كاتبوها وقوعها فعلًا... فكأَنَّك تقرأُ في كتاب تاريخ يسرد أَحداث آل البيت. 2. عنصر الوحدة العضويَّة، فهو يتناول كلَّ شخصيَّةٍ من شخصيَّات أَهل البيت على حدة، بحيث لو فصلتَ كلَّ شخصيَّة وأَفردتها لصلحت عملًا متكاملًا قائِمًا بذاته.. وحتَّى في تناوله للشَّخصيَّة الواحدة نجد الوحدة مفتقَدة، فمثلًا عند تناوله لشخصيَّة الحسين يضع عناوين لكلِّ مرحلة أَو حدث أَلمَّ بالحسين ممَّا أَفقد العمل التَّواصل والتَّفاعل، فيشعر القارئُ بفجوات بين مرحلة وأُخرَى... وممَّا أَضرَّ بالوحدة العضويَّة الوقوف عند الأَحداث الدَّقيقة والتَّفصيلات الصَّغيرة والإِكثار من الأَوصاف، الَّتي كان بالإِمكان اختزالُها والاكتفاءُ بإِيراد الأَحداث المؤَثِّرة في الصِّراع. فعمل الفرطوسي ـ عند الكاتب ـ لا يعدُّ من قبيل الملاحم، بل هو من المنظومات الَّتي تحكي تاريخ حقبة كاملة من حقب تاريخنا، وهو من السَّرد التَّسجيلي التَّقريري للأَحداث الَّذي يفتقر ـ في كثير من الأَحيان ـ إِلَى روح الشِّعر. أَمَّا عن ملحمة الشَّيخ الدِّمستاني ففيها نفس ملحمي المتمثِّل في الـصِّراع بين الحقِّ والباطل، ومعالجة عمل بطولي يتَّسم بالشَّرف والجلال، وفيها لون من الخيال الملحمي المتمثِّل في إِبراز بطولات نادرة للحسين وصحبه بوصفٍ خارج نطاق القدرة البشريَّة، ويستشهد بـ: بطلٌ فردٌ من الجمعِ على الأَبطالِ، طَالْ .....................أَسدٌ يفترسُ الأُسدَ على الآجالِ، جَالْ ما لهُ غيرُ إِلهِ العرشِ في الأَهوالِ، وَالْ ما سَطَا في فِرقةٍ إلَّا تولَّتْ فِرقَتَينْ ومن عناصر الملحمة البارزة عند الدَّمستاني عنصر القصَّة، فهي تحكي ما حدث في موقعة الطَّفِّ وما سبقها من مقدمات وما لحقها من آثار وترتَّب عليها من نتائِج في قالب شعري مبتعدًا في الغالب عن الـسَّرد التَّسجيلي إِلَى السَّرد التَّصويري. وهو مع اعترافه بالملحميَّة لعمل الدِّمستاني، إِلَّا أَنَّه يأْخذ عليه: 1. القصر، فالقصيدة لا تتجاوز اثنين وأَربعين ومِئَة بيت، فهي قصيرة بالنِّسبة لما يجب أَن تكون عليه الملحمة من الطُّول. 2. الأَحداث في القصيدة غير متسلسلة بمعنى أَنَّ الشَّاعر تعروه نزعة ذاتيَّة فيعبر أَمام بعض الأَحداث محاولًا التَّعبير عن مشاعره الخاصَّة نحوها، وتلك رؤْية وتدخُّل من الشَّاعر في الأَحداث، أَفقدها بعض تسلسلها، وحدَّ من قوة الصِّراع الملحمي المتوخَّى. 3. التزام الشَّاعر في حكايته الأَحداث بالمرويَّات التَّاريخيَّة، ممَّا قلَّل الخيال الملحمي الَّذي لم يظهر إِلَّا في شذرات أَشار إِليها الكاتب. أَمَّا عن المرحلة البرزخيَّة، فيضع لها سمات من قبيل ربط القضايا المعاصرة ( القوميَّة والوطنيَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة ) بشخصيَّة الحسين ومن الشُّعراءِ الَّذين يمثِّلون هذه المرحلة الشَّاعر محمَّد صالح بحر العلوم الَّذي يقول: رأَى ابنُ عليٍّ أَنَّ بنيانَ جدِّه .................تداعَى، وبيتَ المالِ بالبغيِ يَنفَدُ وأَنَّ يدًا لم يأْلفِ النَّاسُ بطشَها .................تعيثُ بحكم النَّاسِ ظلمًا وتُفسِدُ فجـرَّد للهيـجاءِ ـ وهو ابنُ ليـثِها ـ .................حسامًا بأَحشاءِ الطَّواغيتِ يُغمدُ ومهَّد للأَحرارِ نهجَ كرامةٍ .................بدون دم الأَحرارِ لا يتمهَّدُ إِلَى أَن يصل: خذوا من ضحايا الطَّفِّ درسَ تحرُّرٍ .................فتلك الضَّحايا للتَّحرُّرِ معهدُ ولا تذكروها بالبكاءِ مجرَّدًا .................فلم يجدها هذا البكاءُ المجرَّدُ وكونوا كما كان الحسينُ وصحبُهُ .................مصابيحَ خيرٍ للجماهير توقَدُ وصونوا حقوقَ الشَّعبِ من كلِّ ماردٍ .................على الشَّعبِ في طغيانِهِ يتمرَّدُ وبذلك تقوم القصيدة ـ بحسب رأْي الكاتب ـ على التَّسجيل في ناحيةٍ منها، ومحاولة التَّوظيف في ناحيةٍ أُخرَى، لكنَّه التَّوظيف الَّذي لا تُستَشَفُّ القضيَّة المعاصرة من خلاله، بل الَّذي يُسفرُ عنها مباشرة، وتبقَى فيه الشَّخصيَّة في إِطارها التُّراثي دون إِضفاءِ دلالات معاصرة.
|
01-04-2010, 09:23 PM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: كتاب: الحسين بن علي في الشِّعر العربي الحديث ــ حسن بن مبارك الربيح
ثمَّ يتحدَّث عن المرحلة الثَّالثة وهي مرحلة التَّوظيف ويقصد بها تجاوز الشُّعراءِ في تأْويل ملامح شخصيَّة الحسين والتَّعبير بها عن بعد أَو أَكثر من تجاربهم المعاصرة من خلال استغلال طاقاتها.. فهي تفريغ أَحداث الشَّخصيَّة لتصبح رمزًا على واقعة معاصرة، وممَّا مثَّل له من قصائِد قصيدة للشَّاعر السُّوري محمَّد صالح الأَصيل:
ويلوحُ جبينُ حسينٍ جدِّي بدرًا فيهِ سيوفُ يزيدْ فأُنادي: جدِّي أَنقذني من هذا اليمِّ الظَّالمِ عَتمتُهُ... فبدا قمرًا يبكي دمعًا ودمًا ألمًا... حزنًا فأُنادي: جدِّي أَنقذني من هذا اليمِّ، ومن أيَّامي أنقذني.. فيقولُ: غدًا ولدي.. فاصبرْ يومًا، تظفرْ دهرًا؛ هذا عنقي قد طالَ على أسيافِ يزيدْ ويزيدُ مَضَى تذروهُ الرِّيحُ هباءً منثورا ونقف إِزاءَ قصيدة أُخرَى بعنوان: ( مرآة الشَّاهد ) لأَدونيس كمثال آخر على التَّوظيف الفنِّي: وحينما استقرَّتِ الرِّماحُ في حُشاشةِ الحسينْ وازَّيَّنت بجسدِ الحسينْ وداستِ الخيولُ كلَّ نقطةٍ في جسدِ الحسينْ واستُلبتْ وقُسِّمت ملابسُ الحسينْ رأَيتُ كلَّ حجرٍ يحنو على الحسينْ رأيتُ كلَّ زهرةٍ تنامُ عندَ كتفِ الحسينْ رأيتُ كلَّ نَهَرٍ يسيرُ في جنازةِ الحسينْ ويعلِّق الكاتب: لقد استطاع الشَّاعر تحويل تجربة الحسين الخاصَّة إِلَى تجربة عامَّة ممتدَّة.. فاستشهاده قد أَحدث أَثرًا في كلِّ مظاهر الوجود الَّتي أَصبحت ترنو إِليه وتتطلَّع حنوًّا عليه، وحبًّا له، وطلبًا للرَّاحة عنده، وسلوكًا لنهجهِ. في الفصل الثَّاني من الدِّراسة تناول وسائِل استدعاءِ الشُّعراءِ لشخصيَّة الحسين فذكر من تلك الوسائِل الاستدعاءَ بالعلم ( الاسم أَو اللَّقب أَو الكنية )، والاستدعاءَ بالمكان ( كربلاءَ ـ الطَّفِّ.. إلخ )، وهاتان الوسيلتان هما الأَبرز في الإِشارة إِلَى شخصيَّة الحسين، وقد لاحظ الكاتب بأَنَّ وسيلةَ الاستدعاءِ بالابن هي الأَكثر تردُّدًا ( يا ابن النَّبي، يا ابن الأَمين المؤْتمن، يا ابن عليٍّ، يا ابن حامي الدِّين، يا ابن الزَّهراءِ... إلخ )، وقد استنتج من ذلك السَّبب الَّذي دفع الشُّعراءَ إِلَى الاتِّكاءِ على مفردة ( الابن ) في بناءِ صيغة الكنية أَكثر من مفردة ( الأَب )، أَنَّ الأُولَى تعود بالشَّخصيَّة إِلَى الأَصل.. وما مِن شكٍّ في أَنَّ أَصل الحسين أَفضل من فرعه؛ إِذ أَصله النَّبي الكريم محمَّد أَشرف خلق الله، وابنته فاطمة الزَّهراء، وعليُّ بن أَبي طالبٍ.. ومن ثمَّ فالعود بالشَّخصيَّة إِلَى الأَصل يحقِّق للشُّعراءِ ما يبغونه من إِبراز مكانة الحسين ومنزلته.. وممَّا استشهد به من قصائِد قصيدة للشَّاعر اللِّيبي عبدالحميد بطاو، وقد استدعَى شخصيَّة الحسين بابن عليٍّ، وسبط رسول الله، يقول: حدَّقتُ بقاعِ الكأسِ البلُّوريَّةْ فاجأَني وجهُ يزيدْ يسَّاكبُ من عينيه الدَّمعْ ويقطرُ من كفَّيه الدَّمُّ النَّازفُ من رأْسِ ابنِ عليٍّ يا سبطَ رسولِ اللهِ لماذا لم تمنحْني البيعةَ؟ كي ترتاحَ، وتنقذني من هذا النَّدمِ الموغلِ كالسَّرطانْ يا سبطَ رسولِ اللهِ لماذا خضتَ غمارَ الرَّفضِ؟ وأَعلنتَ العصيانْ؟ يا سبطَ رسولِ اللهِ ابتسمتْ رأْسُكَ فوقَ الرُّمحِ اشتعلتْ كلُّ دروبِ الثَّورةْ في كلِّ مكانٍ وزمانْ ويضيف الكاتب وسيلةً أُخرَى لاستدعاءِ الشَّخصيَّة، وهي وسيلة الاستدعاءِ بالدَّور، ويورد لها تعريفًا مفاده: ذكر الدَّور الَّذي لعبته الشَّخصيَّة، دون التَّصريح باسمها داخل النَّص؛ حيث يمثِّل الدَّور المذكور إِشارةً تستحضر الشَّخصيَّة غير المذكورة في ذهن المتلقي، والسِّياق هو الفيصل الوحيد في تحديد الدَّور المقصود. ولكنِّي أَقف هنا وِقفةَ المتأَمِّل أَمام هذه الوسيلة وأَسأَل: هل يشير الاستدعاءُ بالدُّور إِلَى الشَّخصيَّة بشكل قطعيٍّ دون تداخل مع شخصيَّات ثوريَّة أُخرَى تلعب الدَّور نفسَه ؟. إِنَّ الدَّور الَّذي قام به الحسين والمتمثِّل في التَّصدِّي للطُّغيان والصُّمود على المبدأِ والتَّضحية والفداءِ من أَجل الإِصلاح وإِقامة العدالة، لهو دورٌ يشترك معه كلُّ الثَّائِرين الأَحرار على مرِّ التَّاريخ، ولا ينفرد به الحسين وحده كي يكون خاصيَّة تدلُّ عليه حينما يُستدَعى بدوره الَّذي تحرَّك به، كما في الاستدعاءِ بالاسمِ أَو المكانِ الخاصَّين به، وفي هذا يقول مظفَّر النَّواب: واحتشد الفلَّاحون عليَّ وبينهمُ كانَ عليٌّ وأَبو ذرٍّ.. والأَهوازيُّ ولوممبا أَو جيفارا أَو ماركس أَو ماو لا أَتذكَّرُ فالثُّوَّارُ لهم وجهٌ واحدُ في روحي بمعنَى أَنَّهم يشتركون في مبدأِ الرَّفض ومقاومة الظُّلم مع الأَخذ في الاعتبار الاختلاف في طبيعة الثَّورة والثَّائِر. وبالوقوف على جميع الاستشهادات الَّتي ذكرها الكاتب لتكون مثالًا للاستدعاءِ بالدَّور، نلاحظ أَنَّها لم تكن تدلُّ عَلَى هذا المعنَى، ففيها استدعاءٌ بالعلم داخل النَّص كما عند عبدالرَّحمن الشَّرقاوي: ( عهدٌ عليَّ إِلى أَبي وإِلَى النَّبي.. )، أَو في عنوان العمل الشِّعري كما عند الشَّرقاوي أَيضًا ( الحسين ثائِرًا )، ومحمَّد عفيفي ( هكذا تكلَّم الحسين )، وقاسم حدَّاد ( خروج رأْس الحسين من المدن الخائِنة )، وهذا كفيلٌ باستبعاد الاستدعاءِ بالدَّور كتقنية تدلُّ عَلَى شخصيَّة الحسين، وأَنَّ الدَّور وحدَه لا يمكن أَن يحدِّد ملامح الشَّخصيَّة المطلوب استدعاؤُها، وإِذا كان السِّياق هو الفيصل في التَّحديد كما جاءَ في التَّعريف، فلا قيمة للدَّور من غير السِّياق.
|
01-04-2010, 09:29 PM | رقم المشاركة : 3 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: كتاب: الحسين بن علي في الشِّعر العربي الحديث ــ حسن بن مبارك الربيح
في الفصل الثَّالث تناول الكاتب أَنماط استدعاءِ الشَّخصيَّة، فمن ذلك استخدام الاستعارة ومثَّل لها بقصيدة الشَّاعر السُّوري إِبراهيم عبَّاس ياسين:
تقولُ المجازر: إِنَّ الدَّمَ الكانَ جَمرًا تحوَّل في غربةِ الوقتِ ماءْ قتيلًا يعود ( الحسينُ ) وتلفظُ.. في آخر اللَّيلِ أمواتَها ( كربلاءْ ) ومن شرفةِ القصرِ.. يستعرضُ العاهلُ الملكيُّ السَّبايا ويغرقُ في نشوةٍ ما لها، كالزَّمانِ، انتهاءْأو استخدام الصُّورة البصريَّة، باستخدام تقنية مونتاج الصُّور ( إِعادة ترتيبها وفق رؤْية الشَّاعر )، ومثَّل لها بالشَّاعر أَمل دنقل: الأَرضُ تُطوَى في بساط "النِّفطِ"، تحملُها السَّفائِنُ نحو "قيصرَ" كي تكونَ إِذا تفتَّحتِ اللَّفائِفُ: رقصةً.. وهديةً للنَّارِ في أَرضِ الخطاةْ. دينارُها القصديرُ مصهورٌ على وجناتها. زُنَّارُها المحلولُ يسأَلُ عن زُناة التُّركِ، والسَّيَّافُ يجلدُها ! وماذا ؟ بعد أَن فقدت بكارتَها. وصارت حاملًا في عامها الأَلفيِّ من أَلفَينِ من عشَّاقِها! لا النِّيلُ يغسلُ عارَها القاسي.. ولا ماءُ الفُرات! حتَّى لزوجةِ نهرِها الدَّمويِّ، والأُمويُّ يُقعي في طريق النَّبع: ".. دون الماءِ رأْسُكَ يَا حسينُ .. " وبعدَها يتملَّكون، يضاجعونَ أَراملَ الشُّهدا، ولا يتورَّعونَ، يؤَذِّنون الفجرَ.. لم يتطهَّروا من رجسهم، فالحقُّ ماتْ! وقد علَّق الكاتب: يلجأُ الشَّاعر هنا إِلَى تكنيك الارتداد الرُّوائِي.. حيث قطع التَّسلسل الزَّمني للأَحداث، والعودة من اللَّحظة الحاضرة إِلَى بعض الأَحداث الَّتي وقعت في الماضي.. فاللَّقطات الأَربع كما يوضِّحها الكاتب هي: ( الأَرض تطوَى في بساط النِّفط )، ثمَّ الثَّانية ( السَّيَّاف يجلدها... إلخ )، ثمَّ اللَّقطة التُّراثيَّة ( الأُموي المتربِّص بالحسين )، ثمَّ العودة إِلَى اللَّحظة الحاضرة مرةً أُخرَى ( الأَعداءُ يملكون.. إلخ ). ويتناول شخصيَّة الحسين من خلال الشِّعر المسرحي عند الشَّرقاوي: "الحسين ثائِرًا"، و "الحسين شهيدًا"، ومحمَّد عفيفي مطر: "هكذا تكلَّم الحسين"، مشيرًا إِلَى تفوُّق عفيفي في التِّركيز على حدِّة الصِّراع في المسرحيَّة بين رموز الحقِّ، ورموز الباطل، بالإِضافة إِلَى الاختصار والابتعاد عن النَّزعة التَّسجيليَّة للأَحداث. ويأْتي الفصل الرَّابع لدراسة مستويات الأَداءِ الفنِّي في الشِّعر العربي الحديث متمثِّلًا في الإِيقاع واللُّغة والصُّورة، وربط ذلك بمحور الدِّراسة، وهو استدعاءُ شخصيَّة الحسين في تحليل رائِع، ومن ذلك رسم صورة الحسين الرَّامز للثَّورة، المنتصر رغم قتله، بكثافة وعمق ينطوي على إِشارات لواقع الأُمَّة الرَّاهن عند الشَّاعر السُّوداني إِلياس فتح الرَّحمن من قصيدة "قراءَة قَبْليَّة لموت جديد": أَنا ابنُ الحسين أَنا مكمنُ اللَّونِ في العلمِ الهاشميِّ وسرُّ النَّجابةِ في الشَّارتينْ وُعِدتُ بجيشِ المريدينَ في المرَّتين وها أَنذا .. عيوني على مكَّةَ الأَجنبيَّةِ كلَّ صباحٍ وقلبي يحدِّثُ قيثارةَ اللهِ في صمتها وكفَّارتي بينَ بينْ أَنا .. أَنا ابنُ الحسينْ ويعلِّق الكاتب: لكنَّ الرَّغبة الجامحة في التَّغيير تدفع ابن الحسين/العربي في نهاية الصُّورة إِلَى إِعلان التَّحدِّي سبيلًا "أَنا ابن الحسين". صورة رسمها الشَّاعر للحسين الرَّمز، وصورة رسمها لواقع العروبة، وصورة رسمها للعربي، تتكاتف لتبرز التَّحدِّي والرَّفض الحسيني الواجب تفعيله في واقع معاصر سيِّئ. وفي نهاية الدِّراسة يضع الكاتب خاتمةً توجز كلَّ ما جاء في البحث في حدود ( 6 ) صفحات، بحيث يعطي للقارِئ صورة مجملةً عمَّا تناوله في دراسته. من المآخذ الَّتي خرجت بها من خلال قراءَتي للكتاب ما يلي: 1. أنَّه لم يحدِّد المدَّة الزَّمنيَّة حينما خصَّص الدِّراسة في الشِّعر الحديث، وعليه تنصرف المدَّة الَّتي حددَّها أَستاذة الأَدب والَّتي تبدأُ في حدود 1213هـ، حتى يومنا هذا، والكاتب يعتمد ـ متوهِّمًا لا مُتحقِّقًا ـ وفاة الشَّيخ الدِّمستاني 1281هـ في ترجمته له، والصَّحيح أَنَّه توفي في1181هـ بحسب تحقيق الدُّكتور الفضلي لسنة وفاته (8)، وعليه فإنَّ الكاتب وقع في خلل منهجي حينما أَدخل الشَّيخ الدِّمستاني ضمن الدِّراسة، وهو شاعر توفِّي قبل العصر الحديث. 2. الدِّراسة في مجملها تدور حول فكرة استدعاءِ شخصيَّة الحسين في الشِّعر الحديث، إِلَّا أَنَّ الكاتب لم يحدِّد مفهوم الاستدعاءِ في الأَدب على طول صفحات البحث، واكتفى بإِيراد أَمثلة وتقسيمات لمفردة الاستدعاءِ، وتحديد المصطلح ضروريٌّ لعدم الوقوع في الخلط أَو اللَّبس. 3. كثيرًا ما يصادفنا بعد كلِّ بيت أَو قطعة شعريَّة يوردها الكاتب في بحثه شرحًا مفصَّلًا، مع أَنَّ بعض الأَبيات لا تحتاج إِلى شرح مفصَّل لوضوح معانيها للقارئِ المتابع للشِّعر، فكأَنَّ هذا الـشَّرح المفصَّل الَّذي التزم به الكاتب يسيءُ الظَّنَّ بقدرة القارئِ على فهم الأَبيات، إِلَّا إِذا التمسنا العذر للكاتب في توضيح ما له علاقة بالدِّراسة. 4. استشهاده ببعض القصائِد الَّتي تنوءُ ببعض الضَّرورات الشِّعريَّة غير المستساغة، إِضافة إِلَى ليِّ بعض المفردات وتطويعها على حساب الشِّعر، كاستشهاده بقصائِد الشَّاعر اللِّيبي محمَّد حامد الحضيري من ( ص: 51، إِلى ص: 58 )، وقد أَقرَّ الكاتب بهذا الأَمر في شعر الحضيري، إِلَّا أَنَّه فضَّل الإِبقاءَ على تلك الأَبيات المتكلَّفة ضمن الدِّراسة، وكذلك في ( ص: 57 ) استشهاده بقصيدة للشَّاعر علي عبدالرَّحمن جحاف وفيها بيت مكسور، وهو: على ترابك يا لبنان لي وطنٌ ..................وإخوةٌ ليس ينسيهمُ الزَّمنُ ففي كلمة ( ينسيهمُ ) حدث فيها ما يسمَّى بالاصطلاح العروضي قَطْعًا (9)، وهذا غير جائِز في حشو البسيط. نعم يصحُّ إِتيانه فقط في ضرب البسيط وعروضه في بعض الحالات. وفي ( ص:70، 71 ) تصادفنا قطعة للشَّاعر أَحمد الشَّهاوي لا تخلو من اضطراب جليٍّ في الإِيقاع وتداخل تفعيلات في التَّفعيلة الأَساسية للقطعة، ولا ندري أَهو خلل مطبعيٌّ في صفِّ الكلمات، أَم أَنَّه تسامح من الكاتب بأَن يستشهد بنصٍّ مضطرب ؟، من هذه القطعة: ونخيلنا وجعٌ يؤَرِّقه الحسين سمواتنا أَرضٌ ونار الماءِ لا تفضي إِلَى غدنا وفراتنا يصعدُ الآن منكسرًا كسنبلةٍ يكلِّم النَّاس من على جبلٍ ويأْوي للتخومْ ويشعل الأَحجار نارًا تغسل النفْس ويبقَى رمادٌ من عروبتهِ ... إلخ.
|
01-04-2010, 09:32 PM | رقم المشاركة : 4 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: كتاب: الحسين بن علي في الشِّعر العربي الحديث ــ حسن بن مبارك الربيح
5. أَخطاءُ وردت في نقل الأَبيات والمقطوعات الشِّعريَّة، إِضافة إِلى أَخطاءَ مطبعيَّة أُخرَى في بعض صفحات الرِّسالة، نحمِّل دار النَّشر، والكاتب مسؤُوليَّة عدم المراجعة والدِّقَّة. ولستُ بصدد حصر كلِّ ما جاءَ في الدِّراسة فهناكَ أَمثلة أُخرَى غيرها، لذا أَكتفي بهذه المجموعة كشواهد على أَخطاءَ مطبعيَّة، ربَّما قد تكون أَقلَّ، أَو معدمةً لو تمَّت المراجعة والتَّدقيق قبل النَّشر. ومع هذه الملاحظات يبقى للدِّراسة فضل إِبراز شخصيَّة الحسين عليه السَّلام من خلال مرايا الشِّعر العربي الحديث المختلفة، وفضل التَّعريف بأَسماءَ شعريَّة تحمل مواقف نضاليَّة متَّخذة من الحسين نبراسًا لها بمختلف توجُّهاتها الفكريَّة والعقديَّة، كما أَنَّ الدِّراسة من جهةٍ فنيَّة تسهم في الارتقاءِ بالموضوعات الشِّعريَّة من خلال تحديث التَّقنيات الفنيَّة للقصيدة، فالكاتب ميَّالٌ إِلى التَّجديد والانطلاق بالقصيدة العربيَّة إِلَى آفاق أَرحب؛ صورةً ولغةً وإِيقاعًا، بل ويدعو إِلَى ذلك. وأَحسب أَنَّ هذه الدِّراسة يستفاد منها كثيرًا في تطبيقها على شخصيَّات تراثيَّة أُخرَى، فهي ركَّزت على المراحل الشِّعريَّة الفنِّيَّة لدراسة الشَّخصيَّة، وليس على المراحل الزَّمنيَّة، وهذه المراحل كما أَشرنا إِليها في البداية هي التَّسجيل والتَّوظيف وما بينهما، فهي تصلح لتتبُّع أَيَّة شخصيَّة في مرايا الشِّعراءِ المختلفة. وقد أَنصف الكاتب الشِّعرَ؛ سواءً كان في مآخذه الفنِّيَّة على بعض الشُّعراءِ، أَو في الإِشادة بالجوانب المضيئَة عند بعضهم الآخر، والدِّراسة رغم تسجيلنا لبعض الملاحظات عليها إِلَّا أَنَّها كانت ملتزمة إِلَى حدٍّ كبير بالمنهج الَّذي سنَّته لها، ولم يكن هناك ابتعاد عن الفكرة الرئِيسة للبحث ( استدعاءُ شخصيَّة الحسين )، إِضافةً إِلَى ما اتَّسمت به من موضوعيَّة وحياديَّة في إِطلاق الأَحكام النَّقديَّة. محرم 1431هـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش: (1) صدرت عن دار اليقين للنَّشر والتَّوزيع، عام 1430هـ/ 2009م ـ المنصورة ـ مصر. (2) ومنها: الجسد المنطفئُ المطحونُ بالحوافرْ باقٍ على الطُّفوفْ والرَّأسُ من بابٍ إلى بابٍ على رماحهم يطوفْ فمَن يلمُّ لحميَ العالقَ بالخناجرْ وينزعُ السَّهمَ الَّذي يخترقُ الخواصرْ فتهدأُ الرُّوحُ ولا تهاجرْ وراءَ هذا الرَّأْسِ مثلَ طائرْ.. إلخ. الأعمال الشِّعريَّة ـ منشورات وزارة الثَّقافة والإعلام، بغداد 1985م ـ ص15. (3) ومنها: آتٍ، ويسبقني هوايْ آتٍ، وتسبقني يدايْ آتٍ على عطشي، وفي زوَّادتي، ثمرُ النَّخيلْ فليخرجِ الماءُ الدَّفينُ إليَّ، وليكنِ الدَّليلْ يا كربلاءُ، تلمَّسي وجهي بمائِكِ، تكشفي عطشَ القتيلْ وترَي على جرح الجبينِ أَمانةً تُملي خطايْ وترَي خطايْ... إلخ. الأعمال الشِّعريَّة ـ دار العودة، بيروت 1983م ـ ص 261. (4) مجموعة شعريَّة تتناول تفاصيل واقعة الطَّفِّ بفنِّيَّةٍ رائِعة، صدرت عن مؤَسَّسة دار الإِسلام، بيروت 1994م، ومن هذه المجموعة: يا سيوفُ خذيني، وكانت يداهُ سواقيَ قمحٍ، تنادي الجياعْ فاعبري من دروبِ الضَّياعْ يا وجوهَ الرَّمادْ واعبري يا بقايا الجيادْ جسدًا.. واحةً ثرَّةَ الضَّوءِ.. ممطورةً بالشُّعاعْ يا سيوفُ خذيني، إِلى شرفة من جراح مسوَّرة بالعنادْ ! ص55. (5) ومنها: في كربلاءِ الأَمس كان الجرح والهزيمةْ لأُمَّةٍ لم تحمل الرَّاية حين شبَّت السُّيوفْ واخترقت مفاوز الصَّحراءِ خيلٌ تمتطيها أَذرعٌ لئيمةْ ترهب فارسًا أَتاها يزرع الحتوفْ ... إلخ. مرايا الزَّمن المنكسر، ص 196. (6) كتبها سنة 1967م، وحازت على الجائِزة الأُولى للمسرح العراقي والجزائِري، وهي كما يزعم مؤَلِّفها في لقاءٍ له: لم يكن لأَحد من كتَّاب العربيَّة قد سبقني إِلى الكتابة عن الحسين في الدِّراما الشِّعريَّة الحديثة.. لا الشَّرقاوي الَّذي أَصدر مسرحيَّته سنة 1968 أَو 1969، ولا محمَّد العفيفي الَّذي أَصدر مسرحيَّة ( هكذا تكلَّم الحسين ) في السَّبعينيَّات، أَمَّا الشَّاعر عبد الرَّزاق عبد الواحد فقد أَصدر مسرحيَّته ( الحرُّ الرِّياحي ) في الثَّمانينيَّات. (7) الملحمة صدرت عام 1406هـ عن دار الزَّهراء، بيروت، وهي ـ بحسب ما كُتِب عليها ـ ملحمة أَدبيَّة تاريخيَّة إِسلاميَّة تتناول سيرة سيِّد الشُّهداءِ الإِمام الحسين بن عليٍّ عليهما السلام منذ ولادته وحتَّى استشهاده مع أخوته وأهل بيته وأصحابه في كربلاء سنة 61هـ. وقد زادت الملحمة على ستَّة آلاف بيت من الشِّعر، وصدرت قبلها ملاحم أُخرى للشَّاعر، منها: « مولد النُّور »، « أَبو طالب كفيل الرَّسول »، « عليٌّ والحسن ». (8) ينظر: نيل الأَماني ديوان الشَّيخ حسن الدِّمستاني ـ تقديم الشَّيخ عبد الهادي الفضلي ـ مكتبة دار العلوم ـ المنامة ـ البحرين. الصَّفحات التَّالية: 29، 30، 31، ففيها شواهد عدَّة يؤكِّد بها الفضلي أَنَّ التاريخ الصَّحيح لوفاة الدِّمستاني هو ( 1181هـ ). (9) القَطْعُ: هو حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله؛ كما في مُسْتَفْعِلُنْ، يتمُّ حذف النُّون منها وتسكَّن اللَّام فتصبح: مُسْتَفْعِلْ، ثمَّ تحوَّل إلى شبيهتها في توالي الحركة والسُّكون: مَفْعُوْلُنْ.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|