للبكاءِ الذي
فيه رنةُ فاطمةٍ
لغةٌ غيرُ هذي الدموعْ
صدىً يتعالى، صدىً يتعالى
عن الصمتِ، عن موجةِ الانتهاء
ويختزلُ السنواتِ
على رغبةٍ لا تجوعْ
تظلُّ كما الطفلِ تصرخُ
حتى تلبّى
ولكن يعزُّ الشفيعْ.
***
وأحزانِ بيتٍ
بنته من الوجدِ دون سقوفْ
ليهدرَ صوتُ الحقيقةِ شوطاً
يلاحق ُ مكر الليالي
يربضُ فوق الصدور الغلاظِ
ويجثمُ مثلَ الطيوفْ:
لقد آذن الخطبُ بالانحسارْ
فكفّي عن النوحِ يا فاطمةْ
تأذّت مسامعُنا
واعتراها الغبارْ
فهل تعتقينَ البكاءَ لشوطٍ جديدْ
ومعركةٍ ثانيةْ !!
***
هكذا يستطيب الفؤاد اللقاءَ
إذا عانقت شمسُه
بتلاتِ الزهورْ
وذكراكِ من خلف ذاك الشروق
تعد الرخاء
بطعم الولاية حيث أصاب
ومن فم ذاك التوجع
تسري المواويل
محفوفة بالجواب
لماذا العتاب ؟ لماذا العتاب ؟
فما الفرح الفاطمي بمولدها
غير لحظة حب
تقوم على كومة من عذاب
فرح أبيض
مثل عينين قد جفتا
من عظيم الفراق
فرح يشبه الانتصار
في وجوه الذين تأذوا
وراء العتاب
***
لم يلدك الزمان سوى مرة
حينما ازدحمت عن يديك
ــ لثارات جهل ــ
نفوس ضعاف
وجاءت لتشهد
هذا الصباح البتوليَّ
في وجههم ثورة الاعتراف
ونحن احتفلنا بهذا التولد
من ساعة الانعطاف
( علي مع الحق )
والحق في فلك المرتضى
هكذا صرخت
عند ميلادها: ابنة الطهر
رمز العفاف
ومن أجله ذاقت الويل
من ثلة لا تخاف
سوى من صدى صوتها
يتناسل عند الضفاف
ضفاف الغدير التي أنعمت
ــ في هواها ــ الشغاف
فبينهما خطوتان
من القبر حتى ثر المنبر/ القدس
أحداج إبل،
مرايا انكشاف