17-03-2010, 11:27 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
( وجوه إِعراب أَم وجوه إِغراب ؟ ) حسن بن مبارك الربيح
وجوه إِعراب أَم وجوه إِغراب ؟ المشارك: حسن بن مبارك الربيح. الأمسية القرآنية الرمضانية لعام 1430هـ قال الله تعالى: ( لَكِن الرَّاسِخُونَ فِي العِلْم مِنْهُمْ وَالُمؤْمنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيميِنَ الصَّلاَةَ وَالمؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجرًا عَظِيمًا ). النِّساء، آية: 162. أمام هذه الآية الكريمة وقف علماء النَّحو في حيرةٍ كبرى، حاولوا الخروج منها باحتمالات كثيرةٍ لتوجيه كلمة ( وَالمُقِيميِنَ ) الَّتي أحدثت إشكالاً إعرابيًّا مريبًا، وهذه الآية ليست الوحيدة، بل لها نظائر أخرى فتحت أبوابًا للتَّأويل الإعرابي، ولكنَّها ليست بالكثيرة حتَّى تشكِّل ظاهرة كبرى في القرآن الكريم، وهذا ما يثير في الأمر غرابةً؛ إذ كيف يخالف القرآن الكريم قواعد الكلام العربي الفصيح وهو من بينها الأفصح ؟. وهذا لا يمكن أن يحصل، بل من المحال حصوله. ولكن كيف نجيب ؟. في الحقيقة لا توجد إجابة متَّفق عليها عند علماء النَّحو والتَّفسير ومن لهم إلمام واسع بعلم القراءات والرَّسم القرآني، وقبل البدء في عرض الإجابات لا بدَّ من التَّنويه بأنَّ الآية قُرِئت بالرَّفع ( والمقيمون ) على اعتبار أنَّها في سلسلة العطف على ( الرَّاسخون )، وقد قرأها جماعة كثيرة كما نصَّت على ذلك كتب التَّفسير(1)، وهي في مصحف عبدالله بن مسعود مرسومة بالواو، وروي أنَّها في مصحف أُبيّ بن كعب أيضًا مع وجود رواية أخرى بالياء، وممَّن قرأها بالواو الحسن البصريّ، وعكرمة، وكذلك سعيد بن جُبَير، وأبو عمرو بن العلاء في رواية يونس وهارون عنه، ومالك بن دينار، وعصمة عن الأعمش، وعمرو بن عبيد، والجحدريّ البصريّ، وعيسى بن عُمَر الثَّقفيّ. ووجود هذه القراءة بإزاء القراءة المثبتة في المصحف برواية حفص عن عاصم ( والمقيمين )، لا يمكن أن تكون إجابة بقدر ما تثير إشكالاتٍ عدَّةً حول رسم المصحف واحتمال خطأ النَّاسخ كما سيمرُّ بنا. لنأخذ وجوه الإعراب للقراءة المثبتة بالياء، وهي على حالتين الأولى النَّصب، فسيبويه يرى أنَّها نصب على التَّعظيم والمدح، أي وأعني أو أمدح أو أعظِّم المقيمين، وهذا ما يصطلح عليه في النَّحو بـ ( الاختصاص أو القطع )، وطعن فيه الكسائيُّ بأنَّ النَّصب على المدح إنَّما يكون بعد تمام الكلام، وخبر الرَّاسخين في ( أولئك سنؤتيهم أجرًا عظيمًا )، وأجيب بأنَّه لا دليل على أنَّه لا يجوز الاعتراض بين المبتدأ وخبره، وحكى ابن عطيَّة عن قوم منع نصبه على القطع من أجل حرف العطف لأنَّ القطع لا يكون في العطف وإنمَّا يكون في النُّعوت، ووُجِّه النَّصب عند بعض المتأخِّرين على توهُّم ( لكِن ) المخفَّفة مقام المثقَّلة، وقد فنَّد الألوسي هذا التَّوجيه المتعسَّف. أمَّا الحالة الثَّانية فهي الخفض ( الجرُّ ) قال الكسائي بأنَّها معطوفة على ( ما )، فيكون المعنى: يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالمقيمين الصَّلاة، وقد ردَّ هذا التَّوجيه الأخفش فقال: وهذا بعيد، لأنَّ المعنى يكون ويؤمنون بالمقيمين، غير أنَّ ابن جرير الطَّبريّ يرجِّح هذا الوجه مؤوِّلاً معنَى ( المقيمين الصَّلاة ) إلى ( الملائكة ) فيكون المعنى: يؤمنون بالملائكة، وقيل بأنَّها معطوفة على الكاف الَّتي في ( قبلك ) أي من قبلك ومن قبل المقيمين، وقيل: معطوفة على الكاف الَّتي في ( إليك )، وقيل بل هي عطف على الهاء والميم، أي منهم ومن المقيمين، وهذه الأجوبة الثَّلاثة لا يجيزها البـصريُّون لما فيها من العطف على الضَّمير المجرور من غير إعادة الجارِّ، وقال الزَّجَّاج: وهذا رديء عند النَّحويِّين، لا ينسَّق بالظَّاهر المجرور على المضمر المجرور إِلاَّ في الشِّعر، وهناك وجه أخير للخفض بأنَّها معطوفة على الظَّرفِ نفسِه ( من قبلك )، ويكون على حَذفِ مضاف، أي: ومن قبل المقيمين، فحُذِف المضافُ، وأُقيمَ المضافُ إليه مُقامَه، وفي هذا الوجه تكلُّف زائد. وقد عمد أصحاب هذه التَّأويلات الإعرابيَّة إلى تأويلٍ بلاغيٍّ ليبرِّروا بذلك توجيههم لكتابة ( المقيمين ) بالياء كما في الرَّسم القرآنيّ. قال الألوسي: ولما أَنَّ في إقامة الصَّلاة على وجهها انتصابًا بين يدَي الحقِّ جلَّ جلاله، وانقطاعًا عن السِّوَى، وتوجُّهًا إلى المولَى كسى المقيمين حلَّةَ النَّصب ليهوِّن عليهم النَّصب وقَطَعَهم عن التَّبعيَّة، فيا ما أُحيلَى قطع يشير إلى الاتِّصال بأعلى الرُّتب(2). وقال سيِّد قطب: ونلاحظ أنَّ ( المقيمين الصلاة ) تأخذ إعرابًا غير سائر ما عطفت عليه، وقد يكون ذلك لإبراز قيمة إقامة الصَّلاة في هذا الموضع على معنى ـ وأخصُّ المقيمين الصَّلاة ـ (3). قلتُ: لو كان هذا التَّأويل صحـيحًا لاطَّرد في آيات مشابهة لها بخصوص الصَّـلاة، كما في قوله تعالى: ( ... وَبَشِّرِ المُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ). الحج، آية: 34، 35. فعلى ذلك التَّأويل يفترض أن تكون ( المقيمي الصَّلاة ) منفردة بميزة إعرابيَّة للالتفات إلى عظمتها كما يقال، وتأخذ الكلمة حكم الابتداء لتصبح ( المقيمو الصَّلاةِ ) على اعتبار أن الواو الَّتي قبلها استئنافيَّة، وذلك لبيان فضل الصَّلاة على سائر الأعمال العبادية كما في تبريرهم، لكنَّ الكلمة هنا جاءت متماشيةً مع معنى العطف. غير أنَّ هناك رأيًا جريئًا في هذا الباب، وهو أنَّ الكاتب الَّذي خطَّ هذه الآية أخطأ في رسمها، وهذا ما صرَّحت به السَّيِّدة عائشة - رضي الله عنها - حينما سألها عروة بن الزُّبير عن هذه الآية وعن قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ) المائدة، آية: 69، وعن قوله: ( إِن هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) طه، آية:63، فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكاتب، أخطأُوا في الكتاب. وقال الألوسي: إسناده صحيح على شرط الشَّيخين كما قال الجلال السُّيوطيّ، ثمَّ يعلق الألوسي في موضع آخر: ( ثمَّ أنت تعلم أنَّ الجواب المذكور لا يحسم مادَّة الإشكال لبقاء تسمية عروة ذلك في السُّؤال لحنًا اللَّهمَّ إلاَّ أن يقال: أراد باللَّحن اللُّغة كما قال ذلك ابن اشته في قول ابن جُبَير المرويّ عنه بطرق في ( والمقيمين الصَّلاة ) هو لحن من الكاتب أو يقال: أراد به اللَّحن بحسب بادىء الرَّأي )(4). وفي رواية أخرى يؤكِّد أبان بن عثمان بن عفَّان هذا الرَّأي، حينما قال: كان الكاتب يملى عليه فيكتب، فكتب: ( لكن الرَّاسخون في العلم منهم والمؤمنون.. ) ثم قال له: ما أكتب؟. فقيل له: اكتب ( والمقيمين الصَّلاة ) فمن ثَمَّ وقع هذا. وفي رواية ثالثة لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان بن عفَّان فوجد فيها حروفًا من اللَّحن فقال: لا تغيِّروها فإنَّ العرب ستغيِّرها أو قال: ستقرؤها بألسنتها. وعلَّق الألوسي بأنَّ إسناده ضعيف مضطرب منقطع. وعن سعيد بن جبير: في القرآن أربعة أحرف لحن: الصَّابئون، والمقيمين، فأصَّدَّق وأكن من الصَّالحين، إن هذان لساحران. من هذه الرِّوايات نستنتج الرَّأي الَّذي يذهب إلى حصول الخطأ من الكاتب نفسه، وكأنَّ السَّيِّدة عائشة وعثمان وسعيد بن جبير يذهبون إلى أنَّ صوابها بالواو، ووجودها بالياء هو من خطأ الكاتب، على أنَّ أغلب المفسِّرين إن لم يكن جلُّهم قد ردُّوا هذه الرِّوايات، على اعتبار أنَّ الَّذين جمعوا القرآن كانوا قدوة في اللُّغة، فلا يظنُّ بهم أنَّهم يدرجون في القرآن ما لم ينزل، وقد استشاط الزَّمخشريُّ غضبًا على هذا الرَّأي، فكان يقول: ( ولا يُلتفتُ إلى ما زعموا من وقوعه لَحنًا في خطِّ المصحَف، وربَّما التفت إليه مَن لم ينظر في الكتاب، ومَن لم يعرف مذاهبَ العَرَبِ وما لهم في النَّصبِ على الاختصاص من الافتنانِ، وغَبِيَ عليه أنَّ السَّابقين الأوَّلين الَّذين مَثَلهُم في التَّوراة ومثلُهم في الإنجيل، كانوا أبعدَ همَّةً في الغَيرَةِ عن الإسلام وذَبِّ المَطَاعِن عنه من أن يقولوا ثُلمَةً في كتاب الله؛ ليسُدَّها من بَعدَهم، وخَرقًا يَرفُوهُ مَن يلحَقُ بهم )(5)، وفي هذا أيضًا ذهب الزَّجَّاج إلى أنَّ: ( قول من قال إِنَّه خطأ، بعيدٌ جدًّا، لأنَّ الَّذين جمعوا القرآن هم أهل اللُّغة، والقدوة، فكيف يتركون في كتاب الله شيئًا يُصلِحُه غيرهم ؟! فلا ينبغي أن ينسب هذا إِليهم ) (6). ومع ذلك الدِّفاع المستميت من الزَّمخشريِّ، واستبعاد الزَّجَّاج خطأ الكتَّاب وتعليله لذلك، يبقى احتمال الخطأ واردًا في الرَّسم القرآنيِّ، وما أكثر الشَّواهد على ذلك منها: ( السَّموت ـ الحيوة ـ يا أيُّهَ السَّـاحرـ وجائ.. ) إلى غير ذلك من الأخطاء الإملائيَّة، وهذا ما حدا بالسَّيِّد محمد حسين فضل الله أن يتبنَّى رأي تخطيء الكتَّاب، إذا يقول: ( ولكنَّنا قد نتحفَّظ في ذلك كله ]يعني وجوه الإعراب[، لأنَّ السُّؤال يبقى على وجه التَّفرقة بين كلمة ( وَالمُقِيمِينَ الصَّلاةَ ) وبين ما بعدها وهو ( وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ ) مع أنَّ السِّياق واحد، سواء كان العطف بلحاظ التَّتمَّة للرَّاسخين والمؤمنين في مقام تعداد صفاتهم، أو كان ذلك بلحاظ كونه من متعلَّقات الإيمان ـ كما هو الوجه الثَّاني ـ، فلماذا نصبت كلمة ( المقيمين ) ورفعت بقية الكلمات من بعدها؟. وقد نقل صاحب مجمع البيان، رواية عن عروة، عن عائشة قال: سألتها عن قوله: ( وَالمُقِيمِينَ الصَّلاةَ )، وعن قوله: ( وَالصَّابِئُونَ ) المائدة، آية:69، وعن قوله: ( إِنْ هَذاَنِ ) طه، آية:63. فقالت: يا بن أختي، هذا عمل الكتَّاب أخطأُوا في الكتاب. وذكر أيضًا رواية عن بعضهم: أنَّ في كتاب الله أشياء ستصلحها العرب بألسنتها؛ قالوا وفي مصحف ابن مسعود، ( والمقيمون الصَّلاة ). وعلَّق صاحب مجمع البيان على ذلك: إنَّ هذا ( مما لا يُلتفت إليه، لأنَّه لو كان كذلك لم يكن لتعلمه الصحابة الناس على الغلط وهم القدوة والذين أخذوه عن النبي (ص) ). ويمكن المناقشة في ذلك، بأنَّ من الممكن عدم الالتفات في البداية إلى اكتشاف الخطأ في الكتابة، كما لم يلتفتوا إلى الكثير من الأمور الَّتي لم يشعروا بأهميتها كما نشعر الآن، ثم امتنع الجيل الآخر عن التَّصرُّف في ذلك، حذرًا من الإساءة إلى طريقة الكتابة في القرآن، لئلاَّ يتجرَّأ النَّاس على التَّغيير والتَّبديل في ما قد يسيء إلى أصل القرآن. وهذا هو ما نشاهده في موضوع الطَّريقة الإملائيَّة الَّتي كتب فيها القرآن، فقد بقيت على الطَّريقة الأولى، بالرَّغم من استلزام ذلك صعوبة في القراءة على المبتدئين في مثل كلمة ( الصَّلوة ) و( الزَّكوة ) وأمثالهما، مما لو استبدلت فيه الواو بالألف لكان أسهل للقراءة. وإنَّنا نسجل ذلك كملاحظة للتَّفكير وللتَّأمُّل، لأنَّنا نرى أنَّ الالتزام بالخطأ في الكتابة أقرب إلى بلاغة القرآن من هذه الوجوه الَّتي قد تكون أساسًا لصحَّة إعراب الكلمة، ولكنَّها لا تصلح أن تفسِّر هذا التَّخصيص لهذه الكلمة بهذا الإعراب، من بين الكلمات الأخرى الجارية على نسق واحد، مما يتنافى مع طبيعة التَّعبير من ناحية بلاغيَّة، مع أنَّ القرآن الكريم قد أنزل على أرفع درجات البلاغة، في ما تقتضيه أساليب الإعجاز. وعلى أيِّ حال، فإنَّ الموقف لا يتعدَّى تسجيل الملاحظة؛ والله هو العالم بحقائق آياته ) (7). وفي اعتقادي أنَّ الرَّأي القائل بخطأ الكاتب هو الَّذي سيحلُّ إشكاليَّة ( المقيمين ) للأسباب التَّالية: 1. وجوه الإعراب السَّابقة تعرَّضت للطَّعن، فكل وجهٍ لاقَى رفضًا من قبل النُّحاة أنفسهم، فبمن الوثوق إذن؟. 2. وصول وجوه الإعراب إلى سبعة وربَّما أكثر يدلِّل على حيرة في البحث، وعدم قناعة بتأويل من سبقه، وربَّما كانت هذه الوجوه استعراضًا لقدراتهم النَّحويَّة أمام إشكاليَّة نسفت القواعد النَّحويَّة. 3. أقرب الوجوه الإعرابيَّة من حيث المعنى هي أن تأخذ النَّسَق ( العطف ) على الرَّاسخين والمؤمنين، وهذا ما برَّرته قراءة الرَّفع. 4. وجود قراءة الرَّفع من قبل جماعة كبيرة من القرَّاء، وكتابتها بالواو في مصحف عبدالله بن مسعود، وأبيِّ بن كعب، بإزاء قراءتها بالياء، يتيح لنا اختيار ما هو أقرب إلى سلاسة اللُّغة العربيَّة والابتعاد عن التَّأويلات المتكلَّفة. 5. احتمال الخطأ في الكتَّاب لا ينقص من قيمتهم ولا يقلِّل من معرفتهم بدقائق اللُّغة العربيَّة؛ لأنَّ الكتابة في ذلك الوقت لم تنضج بعد، وأمامنا الكثير والكثير من الكلمات الَّتي تخالف قواعد الإملاء رسمت بصورتها الأوَّلويَّة ولم تتغيَّر إلى يومنا هذا. تبقى إثارة حسَّاسة لا بدَّ من التَّعامل معها بعقلانيَّة وهدوءٍ، وهي أنَّ الرَّأي القائل بوجود اللَّحن في القرآن الكريم قد يُرمَى بأنَّه ينال من قداسة القرآن، فيدخل هذا الرَّأي في باب التَّحريف دون أن يشعر. في الحقيقة إنَّ على من يعتبر هذا تحريفًا، أن يُدخِل مع هذا الباب القراءات الشَّاذَّة تلك الَّتي تنقص من الآيات وتزيد فيها، أو تبدِّل كلمة مكان كلمة، أو تقدِّم وتؤخِّر، أو تغيِّر في النُّطق، وإذا كان كذلك، فماذا يسمِّي الكلمات الكثيرة المخالفة للكتابة الإملائيَّة؟، أليست خطأً؟. بلى هو خطأ ولكنَّه من خطأ الكاتب نفسه، فالقرآن لم ينزل مكتوبًا، إنَّما قام بكتابته ورسم حروفه بـشرٌ، والكتابة كما نعرف لم تكن على أكمل وجه في زمن نزول القرآن الكريم، وهذا ما يرجِّح احتماليَّة خطأ الكاتب. ــــــــــــــــــــــــ (1) هنا لا بدَّ أن أنبِّه بأنَّ أسماء القُرَّاء في قراءة الرَّفع أخذت من مصادر عدَّة منها: تفسير الطَّبريّ، البحر المحيط لأبي حيَّان، الجامع لأحكام القرآن للقرطبيّ، زاد المسير في علم التَّفسير لابن الجوزي، اللُّباب في علوم الكتاب لابن عادل الحنبليّ، روح المعاني للألوسي. ومن هذه المصادر أيضًا جَمَّعت وجوه الإعراب ولخَّصتها متحاشيًا الشَّواهد الكثيرة. (2) روح المعاني: ج 4، ص 310. (3) في ظلال القرآن: ج2، ص 281. (4) روح المعاني: ج12، ص 205، 206. (5) الكشَّاف: ج1، ص 490. (6) زاد المسير في علم التَّفسير: لابن الجوزيّ، ج2، ص 149. (7) من وحي القرآن: ج7، ص 538، 539، 540.
|
18-03-2010, 03:27 AM | رقم المشاركة : 2 |
المشـرف العــام
|
رد: ( وجوه إِعراب أَم وجوه إِغراب ؟ ) حسن بن مبارك الربيح
اللهم صل على محمد وآل محمد
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|