لأول مرة ومنذ إشهار الاتحاد العربي لكرة القدم عام 1974 يتم تأجيل انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد لعام كامل، فبعد ان كان منصب الرئاسة يتم اختياره بالتزكية المطلقة جاء اليوم الذي يتم فيه تغيير هذا التوجه وهذا المفهوم في ظل تراجع كبير في مستوى الكرة العربية وضعف ووهن ضرب اطنابه في هذا الاتحاد الذي آن الأوان ان يتم نسف كل نظمه ولوائحه، وان يتم التعامل مع الكرة العربية من خلال بوابة وضع برامج واستراتيجيات وخطط على مستوى عال من الفكر الإداري الناضج المبني على أبعاد نظر جديدة تتسم بالاحترافية الكاملة.. الاتحاد العربي وطوال السنوات السابقة يدار وفق إطار المزاجية في اتخاذ القرارات والمحسوبية والمجاملات، مما أثر بشكل واضح على استقرار تنظيم البطولات العربية وخصوصا على مستوى كأس العرب التي ليس لها موعد ثابت بسبب الاعتذارات المتكررة من الدول المشاركة.
* * *
دخول القطري محمد بن همام كمرشح لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم منافسا وحيدا للرئاسة السعودية ممثلة في الأمير سلطان بن فهد غير المفهوم المتعارف عليه سابقا بأن الرئاسة محسومة وللأبد سعودية خالصة وهذا يتعارض مع حرية الانتخابات الديموقراطية والتي تتعارض مع مبدأ التزكية وفرض أمر الفرد الواحد.. ترشح بن همام حرك المياه الراكدة في هذا الاتحاد، وسمعنا أن هناك أصواتا معارضة لأسلوب إدارة الاتحاد وافتقار عمل لجانه العاملة إلى الحرفية المطلوبة، فلا يمكن لأعضاء مضى على وجودهم أكثر من 35 عاماً أن يطوروا في عمل الاتحاد ويضيفوا له شيئا جديدا.. فقط عندما اهتز عرش الاتحاد العربي لكرة القدم بترشح محمد بن همام لمنصب الرئاسة بدأنا نسمع بتشكيل لجنة لإعادة صياغة لوائح وانظمة الاتحاد وهيكلة عمل أمانته العامة وتطويره في جميع النواحي، وبدأ العمل في تطوير الاتحاد وتحرك المسؤولون فيه لتفعيل هذه المؤسسة ونجح محمد بن همام في أن «يسوق نفسه» وبات يتمتع بدعم كبير من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد وخلق اجواء ديموقراطية في الاتحادات العربية والتمديد للمكتب التنفيذي الحالي للاتحاد العربي له أبعاد ديموقراطية.
* * *
في السابق كان كل شيء محسوماً ويكون اجتماع المكتب التنفيذي عبارة عن إشادات بإنجازات الاتحاد وتجديد الثقة بالرئاسة، أما في الاجتماع الأخير فتابعنا أجواء مشحونة ومناقشة ديموقراطية على الرئاسة بين مرشحين لأول مرة ورؤية حديثة واعتراضات وأصواتا باتت عالية من بعض الدول الاعضاء وتعبيرا عن الآراء، لذلك علينا كمجتمعات عربية ترسيخ مثل هذه الثقافات والمبادئ حتى تكون واقعا نستأنس من خلاله مستقبل مؤسساتنا الرياضية والقناعة بأن الانتخابات ظاهرة صحية ويفترض أن نتعامل معها من جانب انها تمنح الفرصة للجميع للتعبير عن آرائهم والحصول على الفرص الكاملة في الانتخابات والترشح، وأيا كانت النتائج فالجمعية العمومية هي من ستختار الأصلح والمناسب لمرحلتها المقبلة.
* * *
شكرا لابن همام الذي كشف الكثير من السلبيات والخلل في العمل المؤسسي للاتحاد العربي لكرة القدم، وشكراً لمن تأكد بأن تأجيل الاجتماع قد يكون للبدء في المزيد من المشاورات والدراسات حول تطوير لوائح وأنظمة الاتحاد العربي وبرامجه التي أصبحت عالة وحجر عثرة في تطوير الاتحاد وخلق شخصية اعتبارية تستطيع أن تنتشل هذا الاتحاد من عصر الشركة المقفلة!
منقول
22-04-2009, 06:47 AM
الدخول لهذا الموضوع لفئة vipفقط
