رباعيات فلسطينية (1)
بمـا ابكـيـك يــا غــزة, بــلاد الفـخـر والـعـزة
بدمـع مـن بقايـا الامـس والاحـلام فـي غــزة
بروح في ظلام الكون تبحث فيه عـن مغـزى
بـاوجـاع المساكـيـن, فـكـل مصـيـبـة رمـــزا
اابـكـي طفـلـة فـقــدت طفولـتـهـا بـــلا انـــذار
اابكـي وحشـة نهشـت حمـام سلامنـا والـدار
ودمـع العيـن مسفـوح بخـدي لاهــب كالـنـار
وقلبي طفولة هجرت, فهل للقلب مـن اعـذار
دعـو تلـك الطفولـة فـي لهيـب دونمـا رحـمـة
تنمـو مــن بقـايـا الشـعـب والزيـتـون للقـمـة
تسمو مـن ظـلام التـرب والاوجـاع والظلمـة
تذيـق نهـارهـم يـومـا جحـيـم اسـمـه النقـمـة
دعـو الاوجـاع فـي غـزة وقلـب نـازف بالهـم
وبغي من بنـي صهـون فـوق النـاس قـد خيـم
ففي صبر كنور الشمع يرجف والفضاء اظلم
فلـن تطفـي جحافلهـم ضيـاء الحـب اذ يرسـم
رفعتـي راسـا فخـرا فهمنـا فـي ذرى العليـاء
كما بالذل قد عشنا, دهـور الامـس كالجبنـاء
فلسنا سادة في الارض كي تحيا بنـا الاحيـاء
بقايا مـن رمـاد حضـارة اندثـرت بـلا اضـواء
فـعـذار يــا ديــار الله عــذرا يــا ديــار الـــرب
اذا كـنـا نسيـنـاك بظـلـمـة دهـرنــا الاعـجــب
وصرنـا بـل وقمتنـا, مضاحيـك فنحـن العـرب
لمّا نتفق يوما, سـوى فيـك سـوى فـي الحـب
دعينـا يـا فلسطـيـن العـزيـزة منـبـع الحكـمـة
نمـوت ونحـن قـد عشنـا كمـا كنـا بــلا قـمـة!
كما كـان البشيـر لنـا مثـال الخلـق والرحمـة
تخلـيـنـا فاصبـحـنـا لــكــل حــضــارة خــدمــة
تصاغـرنـا تقازمـنـا فـلـم نفـقـه مـــع الايـــام
كيـف ستؤكـل الاكتـاف كيـف نجسـد الاحــلام
خلافتنـا قـد امتـدت الـى الاصـلاب والارحــام
قطعنـا كـل مـا صلـتٌ, لـروح العقـل والالهـام
دعــو عنـكـم قضيتـهـم, قضيتـنـا! ومــا فيـهـا
فليـل القـدس يـا شعبـي وان طـالـت مأسيـهـا
ستسفر عـن صبـاح النصـر والايـأت تحكيهـا
دعــو عنـكـم قضـيـة, صـعـب فـهـم ماضيـهـا
عـلـى بــاب فلسطيـنـي تمـثـل حبـهـا الـغـالـي
وجـاء الـصـوت مـدويـا اخـلـع نعـلـك البـالـي
خلعـت انـا علـى بـاب الاقصـى كــل اسمـالـي
لادخل فـي حظيـر القـدس والاشـواق اطفالـي
رمونـي فـي بقايـا الـجـب اخـوانـي واحبـابـي
وصموا في توحشهـم عـن صوتـي و تنحابـي
انـا الاقصـى أيــا اعــراب رحمـاكـم باثـوابـي
فانـتـم يــا ذئـــاب الـبـئـر اعـدائــي باسـبـابـي
كما في الحوت قد امسى كظيما موحشا فردا
فهل تدري بما في الحوت ام تحصـي لـه عـدا
دعــوا الطـوفـان يبلعـكـم ولا تبـنـو لــه ســدا
فلن ينجو سوى من في طواف الامن قد عـدا
ميثم السلطان
>http://rasid12.myvnc.com/artc.php?id=26506