تكاليف الزواج من منهج فاطمة(ع)

[shmo3 alamal]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد واله الطيبين الطاهرين

من احد السنن الكونية في حياة الانسان هي الزواج الذي حث عليه ديننا الاسلامي قال تعالى(
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم 21

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: اذا تزوج الرجل احرز نصف دينه.
قال الامام الصادق عليه السلام:
من ترك التزويج مخافة الفقر فقد اساء الظن بالله-عز و جل-، ان الله- عز و جل - يقول: «ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله.» (2)
قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم:
يفتح ابواب السماء بالرحمة فى اربع مواضع: عند نزول المطر، و عند نظر الولد فى وجه الوالدين، و عند فتح باب الكعبة، و عند النكاح.

نحن نرى من خلال الايات القرانية والروايات عن الرسول واهل بيته التي تحث على التزويج وفضائله وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: افضل نساء امتى اصبحهن وجهان و اقلهن مهرا.
هناك تشجيع من الشريعة الاسلامية على التزويج وقلة المهور ونحن نرى في ايامنا هذا ماتسعى اليه فتياتنا لتقليل المهر اقتداء بفاطمة الزهراء عليها السلام
انها ظاهرة صحية كأساس نرمي اليه ونسعد به جميعا في مجتمع اصبحت فيه مظاهر الانسان تهم اكثر من جوهره عند بعض الناس وذلك بسبب سوء فهمهم لما تتطلب الحياة.
نحن جميعا نؤيد ان تكون مهور بناتنا واخواتنا كمهر السيدة الزهراء عليها السلام و إنّ المتأمل لمفردات زواج الزهراء عليها السلام يلمس فيه أعلى معاني الكمال الإنساني والشرف الخلقي ، ويجد فيه أكثر من سنّة نبوية مباركة ، ويستلهم منه المزيد من العظات والعبر التي تسهم في حلِّ الصعوبات التي تعترض الحياة الزوجية في كلِّ زمان ومكان.
كان مهر الزهراء عليها السلام خمسمائة درهم ، وهو الذي جرت به السُنّة وقيل اربعمائة مثقال فضة
اذا نحن اتخدنا من الزهراء عليها السلام قدوة حسنة حرياً بنا ان نتخدها قدوة لنا في امور اخرى غير مهرها, فسيرة اهل البيت عليهم السلام لهي الفيصل لنا في حياتنا.
قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) سورة الأحزاب اية 21
وقال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) سورة الأحزاب اية 33
فهل نتوقف في الاستضاءة من نور الزهراء عليها السلام ونتأسى بها فقط في مقدار المهر او علينا نتخدها خطوة لنا في مختلف امور حياتنا الزوجية
دعونا نلقي نظرة كيف كان زواجها عليها وعلى ابيها افضل الصلوات وازكى التسليم بعد ان تمت الخطوبة وتم تسليم صداق الزهراء عليها السلام للنبي عليه افضل الصلاة والسلام


قسم النبي المبلغ أثلاثاً، ثلثاً لشراء الجهاز، وثلثاً لشراء العطر والطّيب. وثلثاً تركه أمانةً عند أمّ سلمة، ثم ردّه إلى عليّ قبيل الزّفاف، ليستعين به على تهيئة الطّعام

أعطى النبي مقداراً من المال لعمار بن ياسر وسلمان وآخرين قائلاً له: «اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها».

تمّ شراء لوازم البيت، وكانت عبارةً عن: قميصٍ بسبعة دراهم، وغطاءٍ للرأس بأربعة دراهم، ودثارٍ (ما يتغطى به النائم) من صنع خيبر، وسرير من الخشب. وفراشين من ألياف النخيل والصوف، وأربع قصاع للطعام من صنع الطائف، وغطاءٍ من الصوف، وحصيرٍ ومطحنةٍ يدوية، ووعاء للحناء، وآخر نحاسيّ، وقربة ماء وقدر للحليب، وإبريق للماء، وكوزين من الفخّار، وأشياء أخرى من هذا القبيل، جيء بها إلى الرسول فتفحصها وأعرب عن رضاه بهذا الجهاز المتواضع قائلاً: «بارك اللّه لأهل البيت».

نرى من الاخبار المنقولة ان جهاز فاطمة الزهراء كان بسيطاً وبعيداً كل البعد عن المظاهر الزائفة والكماليات التي يستغني الانسان عنها, اثث وجهز لها النبي ماتحتاجه من ضروريات البيت فحرياً بشبائبنا ان يتئسو بسيدتنا الزهراء حين تأثيث بيت الزوجية وان لاينظرن لم يريد اظهار نفسه بالمظاهر التي نحن في غنىً عنها

وفي ليلة الدخلة اولم للزهراء عليها السلام وبعد ان تفرق الناس من العشاء التفت الرسول إلى نساء بني هاشم، ونساء المهاجرين والأنصار وطلب إليهنّ أن يمشين برفقة فاطمة، حتى يوصلنها إلى بيت علي، وأوصاهنّ بالشدو والجهر بالتكبير، محذراً إياهن من ترديد كلمات لا ترضي اللّه.

بينما نرى في يومنا هذا هناك من يسعين لاظهار الفرحة بما لايرضي الله ومتابعة للموضة والصراخات البعيدة كل البعد عن الدين
اتسم الزواج المبارك بالبساطة ولم يتحمل الزوجين المعسور بل كان زواجهما بما هو ميسور وموجود عند الزوج ولم يتكلف الامام علي عليه السلام فوق طاقته
حينما اتى علياً النبي خاطباً وبعد موافقة الزهراء عليهم جميعاً افضل الصلوات وازكى التسليم قال النبي لعلي(هل معك شيء أزوّجك به» ؟ قال عليّ: «فداك أبي وأمّي ، واللّه لا يخفى عليك من أمري شيء ، أملك سيفي ودرعي وناضحي» . (الجمل الذي ينضح ويسحب به الماء) قال النبيّ: «أمّا سيفك فلا غنى بك عنه، تجاهد به في سبيل اللّه، وتقاتل به أعداء اللّه، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكنّي قد زوّجتك بالدّرع، ورضيت بها منك، بع الدّرع وأتني بالثّمن». وتمّ الوفاق على أن يكون ثمن الدرع صداقاً لأشرف فتاة، وأفضل أنثى في الكون، هي سيدة نساء العالمين.
نحن نرى ان النبي ابقى لعلي عليهما السلام مايستطيع ان يقوم به في حياته ولم يكلفه فوق طاقته ويحمله مالايحتمل
اصبحت الامور واضحت لنا بعض الشيء هو ان لانتوقف عند طلب مهر قليلاً فقط بل يجب ان نتعدى الى هدف اسمى من تقليل المهر الاوهو التقليل في مصاريف الزواج الاخرى لكي يتسنى للزوجين ان يعيشا حياة بعيدة عن الديون التي ترهق حياتهما وتضع امامهما المصاعب في بداية المشوار مما يقف عائقا امام متطلبات بعض اوامر الحياة اليومية.

وفي الاخير اتمنى ان تصل اهداف مارميت له من هذه الاطروحة القصيرة الى مسامع الجميع

 

 

[حامل المسك]

اقتباس اصبحت الامور واضحت لنا بعض الشيء هو ان لانتوقف عند طلب مهر قليلاً فقط بل يجب ان نتعدى الى هدف اسمى من تقليل المهر الاوهو التقليل في مصاريف الزواج الاخرى لكي يتسنى للزوجين ان يعيشا حياة بعيدة عن الديون التي ترهق حياتهما وتضع امامهما المصاعب في بداية المشوار مما يقف عائقا امام متطلبات بعض اوامر الحياة اليومية.

نعم لو نظرنا إلى ما يحدث الأن من مصاريف في الزواج لقلنا اكثروا من المهر وأتركوا مايفعل . صار الزواج لدينا أكثر من ليلة ليلة الحنا , وليلة الشبكة , وليلة الحبة , وليلة ما أدري شنهو أسمها بالأضافة إلى الليلة الرئيسية ليلة الزفاف . لابد من أن نتكاتف للتقليل من هذه الليالي لعلنا نقلل من ما يهدر من أموال طائلة ترهق كاهل الزوج والجميع ,.
شموع الأمل العزيز طرح رائع