العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 31-01-2009, 10:46 PM   رقم المشاركة : 1
qasim
طرفاوي جديد
 
الصورة الرمزية qasim
 







افتراضي كيف السبيل للوصول إلى الحكمة ؟

ماذا يعمل الإنسان ليصل إلى هذه الحكمة؟.. إن الوصفة من السهل الممتنع.. قال النبي (ص): من أخلص لله أربعين يوما، فجّر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.

أولا: ترك المعاصي.. إن أول مصاديق الإخلاص، أن ينفي الإنسان المعاصي والذنوب من حياته.. فترك بعض المعاصي، أو كل المعاصي السمعية والنظرية والقولية، أمر سهل جداً..
ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر
إن الذي يريد أن يصل إلى درجات القرب الإلهي، هل يثقل عليه أن لا يسمع الغناء مثلاً؟!..
وإذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسام
فإذن، إن الخطوة الأولى أن لا يكون هنالك مزاحم.. والمعاصي مزاحمة.

ثانيا: نية القربة.. أي نحاول أن نلقن أنفسنا تلقيناً: أن يا رب كل ما أقوم به لوجهك الكريم.. فهذه النية، تقلب العمل من اللاشيء إلى كل شيء.. من الفاني إلى الباقي.. فالأعمال العبادية بدون نية، لا قيمة لها.. ولكن النية ليست فقط في العبادات، بل من الممكن أن نجعل هذه النية في كل عمل نقوم به في الحياة: من العمل والأكل والنوم، فمثلا: نقول: يا رب إنما أذهب لهذا العمل، لكي أستغني عن لئام خلقك، ولئلا أستجدي من الآخرين؛ ولئلا أستقرض من زيد وعمر.. فالسؤال ذل ولو لإراءة الطريق.. كان أصحاب النبي الأكرم (ص)، إذا سقط من أحدهم السوط وهو على الفرس أو الجمل، لا يطلب من أخيه أن يناوله إياه.. بل كان يفضل النزول ويتولى المهمة بنفسه؛ لئلا يسأل أحداً.

إن الإنسان العاطل عن العمل، هذا إنسان مبتلى بمشكلة.. إن كان ذلك من سوء فعله، لتقصيره في الدراسة، أو لعدم بحثه عن فرص العمل.. هذا الإنسان مبغوض عند الله عز وجل.. كان رسول الله (ص) إذا نظر إلى الرجل فأعجبه، قال لأصحابه: هل له حرفة؟.. فإن قالوا: لا، قال: سقط من عيني، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟!.. قال: لأن المؤمن إذا لم تكن له حرفة يعيش بدينه.. وقال (ص): (إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف).. وعن رسول الله (ص): إياكم و كثرة النوم، فإن كثرة النوم تدع صاحبه فقيراً يوم القيامة!..

إن سلمان الشخصية الأولى بعد أئمة أهل البيت، قال: إنّ النفس قد تلتاث على صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه.. فإذا هي أحرزت معيشتها، اطمأنت.فسلمان هذا الإنسان الذي هو التلميذ الأول للنبي ولأمير المؤمنين، يقول: أن النفس تضطرب إذا لم تكن تملك قوت السنة.

فإذن،ما على الإنسان إلا أن يخلص النية لله عز وجل، فيجعل عمله كله لله عز وجل.. وهذا لا يكلف إلا نية بسيطة، وهي أن يقول: يا رب!.. أنا من هذه الساعة إلى أن أموت، كل ما أقوم به من طاعة قربة إليك.. وإذا بلحظات العمل، وكأنه في المسجد.. والأخت المؤمنة أيضا كم تمضي من الوقت في المطبخ والغسيل وغيره!.. بإمكانها أن تحول حياتها إلى معبد، من خلال هذه النية.. فبهذه النية المجانية، نحول المستقبل الذي لا لون له، إلى لون إلهي!..

ثالثا: التحكم في القول..فمثلا: لو أن الزوج أغضب زوجته، فتأذت وانكسر قلبها.. لو بقي هذا الانكسار إلى البرزخ، تحول على شكل خمسين سنة من العذاب مثلاً، فخمسون سنة في البرزخ، حياة برزخية طويلة.. ولكن رب العالمين يقدر له حادث سير بسيط، وإذا بهذا الذنب يرتفع.. لذا على المؤمن أن يدعو ربه أن لا يؤخر عقوبته إلى عالم البرزخ.

ورد أن النبي (ص) أتى بقيع الغرقد فوقف على قبرين، قال: أدفنتم هاهنا فلاناً وفلانة؟.. قالوا: نعم.. قال: قد أُقعدَ فلان الآن يضرب.. ثم قال: والذي نفسي بيده!.. لقد ضرب ضربة ما بقي منه عرق إلا انقطع، ولقد تطاير قبره ناراً، ولقد صرخ صرخةً يسمعها الخلائق إلا الثقلين أي الجن والإنس.. ولولا تمريج في صوركم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع.. قالوا: يا رسول الله، ما ذنبهم؟.. قال: أما فلان فكان لا يستبرئ من البول.. وأما فلان أو فلانة فكان يأكل من لحوم الناس.. وليس المراد هذه العروق المادية، وإلا فإن بعض الموتى كفراعنة مصر أجسادهم بحسب الظاهر سليمة.. وليس المراد بالقبر هذا القبر، ولا العروق هذه العروق.. وإنما هذا كناية عن العذاب الباطني.. فكل شيء في عالم البرزخ، يختلف عن الدنيا.. والذي لا يسمع هذا الكلام، هو الجن والأنس، وإلا كل من في الوجود حتى البهائم عرفت ذلك.. إلى هنا كلام مؤلم، ويخيف الإنسان.. ولكن النبي الأكرم (ص) متوازن، يزرع الخوف ليحصد الرجاء والأمل.

النبي الأكرم (ص) يقول: (ولولا تمريج في صدوركم، وتزيدكم في الحديث، لاسمعتم ما أسمع).. تمريج في القلوب: أي ليس هناك أي ضابطة.. وعندما ينظر الإنسان إلى الإنارة، فيرى ضوءا، وينتقل ذهنه من الضوء إلى السوق الذي تباع فيه الإضاءة، ومن ذلك السوق إلى الأسهم، ومن الأسهم تذهب يميناً وشمالاً، فلا رابطة لما يفكر فيه!.. فهذا أيضا تمريج في قلب الإنسان.

رابعا: العمل الدؤوب.. إن الإنسان إذا استولى عليه هم واحد، فإنه يتبرمج يقظة ونوماً إلى أن يحقق مبتغاه.. قال أمير المؤمنين (ع): (قد تخلى من الهموم، إلا هماً واحداً)..أي أن الذي له هم لا يفكر إلا به، فعندما ينام يراه، وعندما يصلي يراه في صلاته، وفي كل الأوقات يكون أمامه.

وبالتالي، فإن الذي يريد أن تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، عليه أن يعقد هذه الأربعينية المباركة، من الإخلاص لله عز وجل.. وعندئذ إذا تفجرت ينابيع الحكمة من القلب على اللسان فإنه سيكون وجوداً مباركاً في الأمة.. لأن كل واحد منا واقع في حلقة اجتماعية.. فأول ما يترقى الشاب، يشكل دائرة صغيرة باسم الزوجة، وبعد سنوات يشكل ذرية، وبعد سنوات يصبح عنده أحفاد.
(مقتبس من شبكة السراج)

 

 

qasim غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2009, 06:34 PM   رقم المشاركة : 2
سمو المشاعر
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية سمو المشاعر
 







افتراضي رد: كيف السبيل للوصول إلى الحكمة ؟

مشكور أخوي على هذا المقتبس الجميل
والعظيم في محتوئه

 

 

سمو المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 09:47 PM   رقم المشاركة : 3
الوهم
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية الوهم
 






افتراضي رد: كيف السبيل للوصول إلى الحكمة ؟

بارك الله فيك اخى قاسم
اللهم اخلص نياتنا من كل شائبة

هل نستطيع ان نطبق الخطوة الاولى ؟ اعتقد انها صعبة لكن مع الارادة وطلب العون من الله نستطيع ذلك .

اللهم اعنى على نفسى بما تعين به الصالحين على انفسهم

نسألكم الدعاء

 

 

الوهم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد