العودة   منتديات الطرف > الواحات العامة > •» زوايـا عامـة «•




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 06-05-2003, 08:24 AM   رقم المشاركة : 1
القدس في قلوبنا
طرفاوي مشارك






افتراضي كيف نوازن بين جمود الفكر وفوران العاطفة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
ان من المسائل الشاغلة للبال عند الكثيرين : هي مسألة العلاقة بين الفكر و العاطفة ، و دور كل منهما فى ضمان النجاح فى حركة التكامل ، و التوفيق بينهما بما يضمن عدم تقديم أحدهما على حساب الآخر .. فكما ان جمود العاطفة يؤدى الى ضمور الفكر وعدم فاعليته ، فان فوران العاطفة ايضا يؤدى الى حجب الفكر عن ساحة الحياة .
ان الناس في هذا المجال صنفان : فالصنف الأول يتناول أمور الإيمان و العقيدة تناولا أكاديميا نظريا ، و كأنه ينظر إلى ظواهر علمية جامدة ، ليس لها انعكاس خارجي على حركة الحياة‍‍ ، فشأنه فى ذلك شأن من يدرس الرياضيات و الفيزياْء بلا حب او تعاطف مع موادهما ، حتى و لو تخصص فيهما أعمق التخصص.ان مثل هذا الإلغاء التام للعاطفة قد جر البعض - حتى من تخصص في أمور الشريعة و اشتهر بالكتابات الموسعة فيها - إلى ا!
لتفريط في أهم الواجبات اليومية ، و ممارسة المعاصي الى حد الاسراف وتجاوز الحد .. و الحال ان مثلهم فى ذلك كمثل المستشرقين الذين ساهموا فى اثراء جانب من الفكر الإسلامي، من دون ان يستثمروا هذه المعرفة النظرية ، في اتباع هذا الفكر والتعبد باقوال صاحب ذلك الفكر .
ان الصنف الآخر من الناس ، هم الذين تغلبت عليهم العاطفة في مجال العقيدة من دون ان يترجموها إلى التزام فى الخارج محتجين بالحديث : ( و هل الدين الا الحب ؟) .. ومن هنا قد نرى من النساء من لا تلتزم بالحجاب الشرعي ، بدعوى أن الدين حركة في القلب وطهارة فى الباطن .. و هذه دعوى باطلة لا يمكن قبولها ، و الحديث المذكور يشير الى أهمية و موقع الحب في الدين ، لا ان الدين منحصر بالقلب المنفصل عن قالبه !!قد يلجأ البعض إلى تأجيج العاطفة المبالغ فيها ، كنوع من التعويض مقابل ما يرتكب من المعاصي ، وكاسلوب من اساليب تهدئة الضمير الثائر على صاحبه ، اذ قد نرى من لا يدفع ما فى ذمته من الحقوق المالية الواجبة كالخمس و الزكاة ، ملتجئا الى بعض صور الخير المحدودة ، كالمساهمة في بناء مسجد او كفالة ليتيم ، و ذلك لإرضاء وجدانه ، رغم علمه بالتقصير الكبير فيما بينه وبين ربه ، وهل يمكن ان تنطلى هذه الحيلة على من لا تخفى عليه خافية فى الارض و لا فى السماء ؟
ان الموقف الصحيح فى نظر الشريعه ، هى محاولة التوفيق بين الأمرين.. فمن جانب : علينا ان لا ننتقص من قيمة العاطفة تماما، إذ ليس من الصحيح ما قد يعتقده البعض من ان الحب يكتسب قيمته فيما لو تحول إلى عمل ، و انه ليست له قيمة فى حد ذاته.. و السر فى بطلان هذا القول : هو ان الحب حركة في الباطن ، كما ان العمل حركة في الخارج ، و لكل منهما قيمته المستقلة في ميزان تقييم الفرد .. و من جانب آخر: فان العاطفة اذا لم تتم السيطرة عليها و ضبطها ، فإنها قد تتحول إلى حالات من الوهم و المبالغة فى عالم السياحة فى الخيال ، كما شاهدنا ذلك كثيرا في التاريخ : مثل تأليه عيسى (ع) من قبل أتباعه ، و بعض صور الغلو في المسلمين ، فان العاطفة الفوارة ، بمثابة الطاقة الكامنه التي اذا لم تستثمر في المشاريع النافعة ، فإنها قد تتحول إلى طاقة تدميرية كبيرة . اذا كانت حالة الحب لدى البعض تدفعهم إلي الكسل في الجوانب العبادية و الجرأة على المعاصي - اعتمادا على شفاعة هذا الحب يوم القيامة - فليعلموا ان الله تعالى هو مقلب القلوب وهو الرابط على القلوب كما ربط من قبل على قلب ام موسى (ع) وكذلك اهل الكهف ، و هو الذي يهب لعباده الحب : { ولكن الله حبب إليكم الايمان …} و هو الذي يسلبه ، اذا رأى العبد يتمادى في المنكر غير شاكر لهذه النعمة ، بل قد يصل إلي مرحلة الختم على القلب كما صرح به القرآن الكريم ، وعليه فلا ينبغى ان يعول اصحاب الحب على ما هم عليه ، فان صور الارتداد فى التاريخ مخيفة !!.. اوهل هناك من ضمان لئلا نكون منهم ، اذا اوكلنا الله تعالى الى انفسنا طرفة عين ؟!

 

 

 توقيع القدس في قلوبنا :
كيف نوازن بين جمود الفكر وفوران العاطفة ؟
القدس في قلوبنا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد