16-01-2009, 11:41 AM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
( بين العلم والدين ) علي صالح الحجي
مقدمة : - ما سنتناوله يهم الطبقة الأكاديمية والحوزوية فعلى عاتقي هاتين الفئتين تقع المسؤولية الرسالية ، وحيث أن المادية الفكرية أو الأخلاقية من أخطر العوائق التي تسبب منعطفاً أو انحرافاً .. كان تركيز البحث . العرض : كثير من الشباب اليوم وحيث انغماره في دراسته الجامعية أو أعماله الوظيفية يبتعد عن تراثه الفكري والديني والعقائدي بشكلٍ خاصٍ . حتى إذا انفتحت بعض العقول لهذا الإنسان الذي غزا الفضاء فحول العالم قرية صغيرة – نراه – كما يراه العلامة الطباطبائي .. مبتعداً لا يذعن للتوكل ولا يفزعه الخوف أو الكسوف ،وهذه أول ظاهرة تبين أثر المادية في فكر ونفس هذا الإنسان . فكان الانجراف يعاضده الانبهار نحو المادية .. وأثرت عوامل مختلفة في ذلك : - أهم هذه العوامل : 1) البعد عن القرآن الكريم ، أو عدم فهم نصوصه وما فيه من إعجاز ودلائل . 2) أن الكثير من الحقائق الإسلامية لم تطرح بجوهرها الأصيل . 3) دور التعصبات المذهبية والتزمتات الطائفية في إشغال المسلمين ز 4) الغزو الفكري الذي يركز عليه أعداء الإسلام لنشر الثقافة الغربية غير الصحيحة والعادات ، بالإضافة إلى الغزو الفكري الداخلي . 5) الغزو العلمي .. وسنوضح بعض آثاره من خلال الأمثلة داخل البحث . وخطورة الأخير كبيرة .. وسنوضح شيئاً من ذلك .. ويبرز هنا توجيه هام للمتعلم ، وبالذات المعنيين بأن يكونوا أكثر وعياً ، وأن يفهموا القضايا العلمية بالمعنى الصحيح ، كما عليهم أن يفهموا الدين بالمعنى الواقعي . وأن يعرف الجميع أن الدين والعلم توأمان ، وكلاهما ينظمان ويحفظان هذا الكيان الإنساني ، فالدين يضع الشخصية الإنسانية لتنطلق في آفاق العلوم لتخدم الإنسانية ، وما الغرور العلمي إلا نتيجة طبيعية لعدم وجود الفهم الصحيح للدين ، وضعف الاعتقاد بمبادئه عند المسلم . وما التزمت الصوفي إلا نتيجة طبيعية لضيق الفكر والأفق لينسج متلقده ركاماً من الموانع المعرفية . ولا بأس بذكر المزيد - عن موانع المعرفة – غير هذين المذكورين ، فالمونع للمعرفة تنقسم إلى : أ ) مونع خارجية : ( لا صلة لها بمتون الأقيسة والدلالات ) ، ولهذا تسمى ( الموانع الروحية ) ، وذكرنا بعضها بالإضافة إلى الكبر والعصبية واتخاذ المواقف بلا دليل .. بالإضافة إلى الغرور العلمي . ب) الموانع الداخلية : ( وهي المتعلقة بموارد الاستدلال ) وتقسم إلى قسمين : 1) مانع عن المعرفة في مطلق العلوم ، ومن أمثلة ( الشبهة ) : - وهي دليل فاسد يؤلفه الذهن بسبب خطأٍ في مقدماته . 2) مانع المعارف العقلية بالخصوص . ومن أمثلة سيطرة الوهم : والقضية الوهمية هي ما يحكم فيها على الموضوع العقلي بأحكام حسية ، ولهذا فإن كثير من الممارسين للعلوم الطبيعية إذا سمعوا بعوام الغيب أحاطوها بالشك أو الأفكار ، والقوة الواهمة تضغط على القوة المفكرة ، فتضعفها ، وقد تبتلى عقيدة الإنسان تباً لذلك ، وعلى سبيل المثال لهذه التأثيرات : 1) أن يتعامل مع الإلهيات بالمحسوسات ، وقد يجد نفسه حاضراً بطاقة انتماء للمجسمة أو العلمانية . 2) أو يتعدى تأثير هذه القوة حتى في أمورٍ بسيطة . قال الحكيم السبزواري : - يخاف من ميتٍ جمادٌ عادله وغسقٍ ، والسلب لا تأثير له وعلى هذا فإن علمَ المنطق يحافظ على القوة العقلية من تأثير الواهمة والخيالية . وأما الخطر الأكبر ، فهو أن يتعدى أثر الغرور العلمي بسبب الموانع بسبب الموانع المختلفة إلى .. وضع القوانين التي تتحكم في سيرة الإنسانية على كافة الصعد وبالذات الفكرية والاقتصادية .. وحتى السياسية . ولكنا نعلم أن القوانين الوضعية غير مرفوضة لذا كانت تعتمد على مبادئ صحيحة وتبقى الحاجة إلى الأديان .. ومن ثم الحاجة التامة إلى الإسلام لأخذ القوانين السماوية . إذاً القوانين التي تنظم الحياة : سماوية .. لا يتدخل الإنسان في صنعها ، أو وضعية . والأخيرة إن لم تخضع للعرض على المقياس الإلهي .. سواء في مقدماتها أو نتيجتها فإنها مؤهلة لتدمير الإنسانية . ولتأكيد هذا الموضوع الذي يؤكد خطورة الغرور العلمي .. وسأضع أمامك أمثلة حية .. من الواقع .. وغير الإسلامي ، وكيف أن القوانين الوضعية ، والنظريات العلمية ، ليس كلها من اليقينيات أو المسلمات . 1- لقد تركت الفلسفة الدياليكتيكية التي هي مقابل الميتافيزيقية التي أسسها أنجلو وماركس حيث لها دوىً عظيماً في البلاد الغربية وتلقفها آنذاك الجامعيون من تلامذتهم وحسبوها كل الحقيقة ، ويدور الزمان لتتفشى الماركسية سياسياً وفلسفياً واقتصادياً . 2- فشل النظريات القوانين التي اعتمدها الشيوعيون أيضاً وقد اعترف غورباتشوف زعيم الحزب الشيوعي للبابا ( يوحنا بولس السادس ) إن أكبر أخطائهم مكافحتهم للمذهب للمذاهب واإبعادهم لرجال الدين . أما النظريات العلمية : - فسنركز على مثالين أحدهما علم البيولوجيا ، والآخر في عالم الفيزياء النووية . 1- فكرة التوالد الذاتي :- التي خدع بها أرسطو عندما ظهرت في الجبن ديدان فقال بالفكر " إمكان نشوء الحياة من مواد غير حية وأثبتها مؤيداً الهولندي لوفنهوك . ولكن أبطلها الإيطالي ريدي بتجاربه ، وحققها وأيده باستير باستخدام عدسات مكبرة ليرى دقائق الكائنات الحية ، وأن هناك بيض الحشرات الذي تنشأ منه اليرقات .. " إذاً الحياة لا تنشأ إلا من حياة " .. وحتى .. ما حدث في فبراير 1997م عندما قام ويلموث الاسكتلندي بالاستنساخ ، فإنه أزال الموروثات الجينية من الخلية الحية فقط . 2- النظرية النسبية لإنشتاين البرت : والذي عد من كبار علماء الذرة وذاع صيته ، ولا شك أنه أبو الفيزياء النووية أو أبو العصر النووي .. ولم يتجاوز عمره ستاً وعشرين عاماً ن عندما انتفلبينية وبسبب النظرية كانت محاولات الاستفادة من المادة .. " حيث تحويل العناصر الثقيلة إلى طاقة هائلة .. وكانت معادلته : الطاقة ط = ك الكتلة × س2 مربع السرعة . حجر الأساس في تطوير الطاقة النووية . ومن هنا .. عادت محاولات الديالكتيك في اعتبار المادة هي العلة الفاعلية للعالم ؟ . هنا .. يشمر عن ساعديه العالم الرباني والمفكر الإسلامي .. ابن المسجد .. ابن القرآن .. يخص الداء بكل دقة وضع حاجزاً .. صيغاً أمام كل هؤلاء ليفند دعاويهم لا بلغة الغيب .. وإنما مخاطباً لهؤلاء .. " على قدر عقولهم " وبلغتهم لغة الاستدلال .. فقط .. لغة الحس والتجربة .. لينتصر للفكر الإنساني يمثله الفكر الإسلامي الأصيل .. هنا نفهم من خلال الشهيد الصدر أن العلم والدين توأمان .. فتأملوا . المصادر : 1. أفكار تأسيسية في الفكر الإسلامي، العلامة الطباطبائي العظيم. 2. فلسفتنا، السيد محمد باقر الصدر 3. نظرية المعرفة، الشيخ السبحاني 4. العلوم الطبيعية في القرآن . يوسف مره 5. في رحاب الإسلام، محمد آل ياسين 6. المنطق، الشيخ المظفر. 7. حلقات الأصول، السيد الشهيد الصدر. 8. انشتاين والنسبية، د. مصطفى محمود. 9. الاستنساخ، د. صبري الدمرداش 10. الموسوعة العربية العالمية / حرف الألف ( انشتاين ) . علي الحجي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|