العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > همس القـوافي وعذب الكلام




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 15-04-2003, 12:34 AM   رقم المشاركة : 1
ليلى الصددي
طرفاوي جديد






افتراضي (نهار الجنوب *** قصة قصيرة )

لا شيء هناك سوى لحظات من الصمت..
لا شيء خلف الستار سوى ذلك الوشاح الأسود المفعم بالإنسان، يتطاير محتضناً المساء.. وحبات الثكلى على تلكما الوجنتين تبرق في ديجور الأنين..
حيث لا صراخ.. لا عويل.. لا أنات تقشعر الأفئدة بسماعها
فقط... نداءٌ للسماء.. نداءٌ للعراء.. نداءٌ يقول..
اليوم وطأت صدر ابني العساكر.. اليوم احتفت أرضنا بحامولة من دماء الشهداء.. اليوم اغتيل الجنوب من لبنان.

أمواج البحر تصفق.. والأكورديون يئن بجانب لسعات نار الشتاء.
هتافات تتعالى بزفاف الشهيد على الشهيدة، وحول ثكنة الجنود طفلٌ مبتهج يطوف ويهذي فرحاً بالنصر.
طفلٌ يضحك للعدو مستهزئاً دون تردد أو خوف وهو يخطب فيه..


يا عدو الله..
أحلماً؟ فقبل اليوم كان أوانه أم أخشى؟ فقبل اليوم أوعدت بالقتلِ

يا عدو الله..
هنا بقايا معصم أختي الكبرى دفنته.. وهناك هودج أمي أراه على سارية الحطام يغفو وحوله ركام من لهيب الثلج.
وفي قبوكم أجد أبي يحمل محراث الريادة ليحفر قبره.. فلا يجني حوله سوى سنابل من أنين الموت، وعلى سياج تلك الحفرة قبرة تغني للوداع.

فأبقى معكم بجسد من نار.. وروحٍ قد خضبها المشيب.
أبقى على غصن الصفصاف أداعب طفولتي.. ومن قمة الدار ألمح جبهتكم شامخة قوية.
أجد فيكم جبروت يطغى ويدمر.. وخلف ذلك الدرع لا شيء سوى فتات من غبار الجبن أيها الجبناااااء.


- ماذا تفعل هنا أيها الفتى؟.. اذهب قبل أن أحطم رأسك برصاصة.
* آه يا جرحي المكابر
وطني ليس حقيبة
وأنا لست مسافر


- قلت لك اذهب.. ألا تعي الكلام أيها الجلمود؟
* قيل لي: لا تقرأ التاريخ في قلقٍ وفي شك
وليس لك الخيار أو الخيال
قيل لي: أرضٌ من الصبير فاصبر


- أوووه.. يالك من فتى أحمق، خذ هذه...........
* سأمسك دفتي بيدين من نارٍ وماء
أحتمي في مذبحي وأصير أغنية النفور


جيوش اليهود قد أخذوا صنديد تمرغ بصهباء دمه، وعلى جثته اعتلت قصور من جمار الموت. فيا سفينة الجنوب هديتي لكِ ذلك اليم الدموي ومرساة تلك الجمار.

أبحري أبحري يا سفينة.. واحملي الحبلى لميناء السلام لتحتفي بمولد جنين محشو بالحنوط.

ويا كتاب التاريخ دوّن بصفحاتك مأساة عرافة أجهشت بالحنين لطفل احتفى جسده بمخلفات العربدة اليهودية.

دوّن بصفحاتك مأساة شيخ بلحيته البيضاء وملامحه المجعدة المفعمة ببقايا الهم وقد كان يروي حكاية هذا المشيب المبكر حين دخلت القوات العسكرية الدار على زوجته واغتالت دهليز خصلاتها التائهة في ظلام المساء.. وشيئاً فشيئاً اقتُحمت تلك الأنوثة حتى سيق بها إلى أبواب الأسر، فلم يتبقى له منها سوى.. تابوت ذكراها.

يرمي هذا الكهل جسده على عصاه ويسري نحو صندوقها ليخضب بمسكها طمره، ويسنى بفكره من سبح حليها، إلى سندسها الدافئ، إلى بقايا العشب الذي كان يتحدى رمشها، إلى فتات الشاطئ الذي كان يغيض من دغدغة أقدامها إلى تقاسيم وجهها الذي ولّى نحو خيام السكون.. وعند رافع السماء العلم إن كان ذلك السكون لا زال ينبض بضجيج الصمت أو أنه الآن غافٍ تحت التراب.


- يا أبناء الجنوب....
* بعد إذنك يا شيخ.. هل لي بسؤال؟
- إذنك معك يا قاسم.
* ترى إلى أين ستؤول أرواحنا بعد مقتل هذه الأرض؟-
- وهل ترضى أن يُقتل وطنٌ تتوطده زنودكم يا شباب؟
* وإن ذهبت أرواحنا فداءاً له، فإلى أين ستؤول بعد توديع هذه الأرض؟
- ومن قال أنكم تودعونا؟.. لا يا بني، فإن كانت أجسادكم بعد الفداء مدفونة تبقى روحكم الدافئة سامية على صقيع الهموم.
* فإذاً.. لبنان السفينة وأنا شراعها.. لبنان النار وأنا لهيبها.. لبنان قلبي وروحي فداؤها.
- قاسم.. قاسم.. عد يا بني.. قاسم انتظر فلم نودعك بعد يا بني.. قاســــــــم...........
* نحوك يا عدو بجسدٍ هائج.. ترعد منه الأمواج.. يهرب منه الطوفان.. نحوك بأرواحنا.. فادنو من جسدي لأعلمك كيف يُصنع المستحيل من أجل الجنوب.
# عليكم بهذا الحقير.. اجلدوه.. حطمـــــــ... آه لاااااااااااااااااا........

- يا أبناء الجنوب......
* بعد إذنك يا شيخ.. هل لي بسؤال؟
- إذنك معك يا عبدالله.
* من ضفاف السقيفة سمعنا صرخة العدو وقد هوى.. فلم تأخر قاسم في العودة؟
- وهل تنتظر عودة روحه أم عودة بقايا فتات جسده المتطاير إثر صرخة الوداع من داخل مركبته التي اقتحمت جبهتهم ففجرتها روح الفداء بقنبلة لم تودي بروحٍ جنوبية بقدر ما أودت بمعسكر يهودي!!!
* أستأذنك يا شيخ.. فلا وقت لدي أضيعه في الحياة.
- إلى أين؟
* إلى المأوى الذي احتضن جثة قاسم.. فكلنا فداءٌ للدين، كلنا فداءٌ لهذا الوطن.
- في دعة الله يا عبدالله.

# سارعي بالفرار يا جيوش.. فجنون الجنوب وإرهابهم نابضٌ نابض.. عجزنا وعجزت أسلحتنا، لا ذخيرة معهم تنفع فنيرانهم الهائجة تلسع في كل جانب.. لا أمل من امتلاك هذه الأرض بهذا المعسكر العجيب.. سارعوا بالفرار فمن هنالك تنبثق ذبيحة مجنونٍ آخر يتجه نحوكم.....

- يا أبناء الجنوب........
فئةٌ تحتسي نخب الدماء.. وفئةٌ تنامُ تحت الرماد.. وفئاتٌ تنبث هنا وهناك.. ويبقى لبنان بجيلٍ بعد جيل يتناثر في أرجاء المكان واللامكان.. فاهتفوا يا أبناء القبور..
<b><span style='color:"00008B"'>ا<span style='color:"110687"'>ل</span><span style='color:"210D82"'>ل</span><span style='color:"32137E"'>ه</span><span style='color:"431A79"'> </span><span style='color:"532075"'>أ</span><span style='color:"642770"'>ك</span><span style='color:"742D6C"'>ب</span><span style='color:"853468"'>ر</span><span style='color:"963A63"'> </span><span style='color:"A6415F"'>ي</span><span style='color:"B7475A"'>ا</span><span style='color:"C84D56"'> </span><span style='color:"D85451"'>ل</span><span style='color:"E95A4D"'>ب</span><span style='color:"F96148"'>ن</span><span style='color:"F46444"'>ا</span><span style='color:"E3663F"'>ن</span><span style='color:"D3683B"'>.</span><span style='color:"C26A36"'>.</span><span style='color:"B16C31"'>
</span><span style='color:"A16E2D"'>
</span><span style='color:"907028"'>ا</span><span style='color:"7F7223"'>ل</span><span style='color:"6F731F"'>ل</span><span style='color:"5E751A"'>ه</span><span style='color:"4E7716"'> </span><span style='color:"3D7911"'>أ</span><span style='color:"2C7B0C"'>ك</span><span style='color:"1C7D08"'>ب</span><span style='color:"0B7F03"'>ر</span><span style='color:"027D03"'> </span><span style='color:"07750B"'>ي</span><span style='color:"0B6D14"'>ا</span><span style='color:"10641C"'> </span><span style='color:"155C25"'>ن</span><span style='color:"1A532D"'>ه</span><span style='color:"1F4B36"'>ا</span><span style='color:"24433E"'>ر</span><span style='color:"293A47"'> </span><span style='color:"2E324F"'>ا</span><span style='color:"332A58"'>ل</span><span style='color:"372160"'>ج</span><span style='color:"3C1969"'>ن</span><span style='color:"411171"'>و</span><span style='color:"46087A"'>ب</span><span style='color:"4B0082"'>.</span></b></span>


لأمانة النقل: أبيات القصة مقتبسة.

 

 

 توقيع ليلى الصددي :
(نهار الجنوب *** قصة قصيرة )
ليلى الصددي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2003, 03:29 AM   رقم المشاركة : 2
إشراق
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إشراق
 






افتراضي

ولابد من يوم ياتي ويطردون هؤلاء اليهود الأوغاد لعنة الله عليهم



الف شكر لك يا ليلى على هذه القصة الجميلة وهذا التنسيق الراائع



تحياتي لك

 

 

 توقيع إشراق :
الأندية غير الناجحة أمامها حل من اثنين
إما الاعتراف بتفوق الهلال والعمل على منافسته وهذا عمل صعب.
أو اختيار الحل الأسهل: المكابرة والتشكيك في إنجازات الأندية الناجحة مثل الهلال ..!
إشراق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2003, 05:40 PM   رقم المشاركة : 3
الغريب
المشـرف العــام
 
الصورة الرمزية الغريب
 






افتراضي

ليلى الصددي ..

بما أن هذه أولى مشاركاتك ..

أرحب بك أجمل ترحيب في منتداك ..

وأتمنى أن تقضي أجمل وأمتع الأوقات ..

كما اتمنى تواصلك واستمرارك معنا ..

وكل الشكر على هذا الاقتباس الرائع .. وعلى غيرتك الواضحة تجاه الإسلام ..

ودائماً في انتظار جديد مشاركاتك ..


تحياتي ..

 

 

 توقيع الغريب :
الغريب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-04-2003, 06:09 PM   رقم المشاركة : 4
ليلى الصددي
طرفاوي جديد






افتراضي

سيدي الفاضل أبو عبادي،،،
ألا لعنة الله على الكافرون.
كان لي شرف تعقيبك على ما خطته أناملي من زخارف أبجدية حتى نالت استحسانكم قبل إعجابكم فلك مني خالص التحايا الملطخة بعبق الشكر سيدي.

الغريب،،،
ولك مني ألف تحية سامية بأريج شرف انتمائي لمنتدياتكم الطرفية، ولكن استفسار يطرق ذهني من خلال تعقيبكم سيدي وهو إن كنتم قد فهمتم من الاقتباس أنه اقتباس القصة بالكامل وهذا بالطبع منفي فقد تم توضيح أن:

<span style='color:"8B0000"'>أ</span><span style='color:"900000"'>ب</span><span style='color:"960000"'>ي</span><span style='color:"9B0000"'>ا</span><span style='color:"A00000"'>ت</span><span style='color:"A50000"'> </span><span style='color:"AB0000"'>ا</span><span style='color:"B00000"'>ل</span><span style='color:"B50000"'>ش</span><span style='color:"BA0000"'>ع</span><span style='color:"C00000"'>ر</span><span style='color:"C50000"'> </span><span style='color:"CA0000"'>ا</span><span style='color:"D00000"'>ل</span><span style='color:"D50000"'>م</span><span style='color:"DA0000"'>و</span><span style='color:"DF0000"'>ج</span><span style='color:"E50000"'>و</span><span style='color:"EA0000"'>د</span><span style='color:"EF0000"'>ة</span><span style='color:"F40000"'> </span><span style='color:"FA0000"'>ف</span><span style='color:"FF0000"'>ي</span><span style='color:"FF0604"'> </span><span style='color:"FF0C07"'>ا</span><span style='color:"FF110B"'>ل</span><span style='color:"FF170F"'>ق</span><span style='color:"FF1D12"'>ص</span><span style='color:"FF2316"'>ة</span><span style='color:"FF2819"'> </span><span style='color:"FF2E1D"'>ف</span><span style='color:"FF3421"'>ق</span><span style='color:"FF3A24"'>ط</span><span style='color:"FF4028"'> </span><span style='color:"FF452C"'>ه</span><span style='color:"FF4B2F"'>ي</span><span style='color:"FF5133"'> </span><span style='color:"FF5737"'>ا</span><span style='color:"FF5C3A"'>ل</span><span style='color:"FF623E"'>م</span><span style='color:"FF6841"'>ق</span><span style='color:"FF6E45"'>ت</span><span style='color:"FF7349"'>ب</span><span style='color:"FF794C"'>س</span><span style='color:"FF7F50"'>ة</span>

 

 

 توقيع ليلى الصددي :
(نهار الجنوب *** قصة قصيرة )
ليلى الصددي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2003, 10:49 PM   رقم المشاركة : 5
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

أختنا ليلى الصددي :

تحية برائحة الأتـرج الحساوي أزفه إليكِ . . . وبعد

لن تكون قراءتي عابرة بهذه المحاولة – التي استقرت بيننا – عبور ( حشاش ممسي ) كما يقول المثل الشعبي ، أو ( حاطب ليل ) كما يقول الفصيح ، بل سأقف ملياً على قضية هامة وأساسية في بناء هذه القصة .

ما يلفت الانتباه هو أنَّ للكاتبة قاموساً لغوياً يمتاز بالاطلاع الواسع وهذا يدعونا لأن نتعامل معها بجديةٍ ووضوح . فلنبدأ بالتالي :
1- النزوع إلى التغريب في استعمال المفردة لدرجة أن بعض الجمل تحاول أن تستوضحها فتزيدك غموضاً ومنها :
" ذلك الوشاح الأسود المفعم بالإنسان "
" فقبل اليوم كان أوانه أم خشي ؟ "
" تحتفي بمولد جنين محشو بالحنوط "

وهذه الغرابة تعود إلى إيصال المعنى بمفردات في غير موضعها ، وتوظيفها بشكلٍ يصل إلى التناقض في بعض الحالات ؛ كما في وصف لباس الشيخ : " ليخضب بمسكها طمره ، ويسنى بفكره من سبح حليها ، إلى سندسها الدافئ ..... "

فكيف لنا أن نجمع بين هذا الشيخ الذي يلبس لباس البؤس ( الثوب الخَـلَـق البالي ) وبين زوجته التي تلبس لباس الغنى والترف ( الحلي والسندس ) ؟!

2- هناك جوارات لفظية لا رابط بينها لدرجة أن المعنى المراد يضيع من القارئ بسبب الإفراط والولوع في خلق تركيب لغوي جديد . فمثلاً : " وهناك هودج أمي أراه على سارية الحطام يغفو .... " ما علاقة حضور مفردة ( هودج ) بجوار مفردة ( أمي ) هل نستخدم اليوم الهوادج بدل الغرف والمنازل ؟! ولتحديد السؤال أكثر ؛ ما الرابط الذي يجعل هودج الأم يغفو على سارية الحطام ؟ هل نسمي ذلك تهويماً لغوياً وهلوسةً لا طائل منها ؟
وتمر بنا تراكيب أخرى من هذا النوع أمثال : محراث الريادة – جمار الموت – دهليز خصلاتها – ضفاف السقيفة .

فكأن المفردة الأولى في وادٍ والثانية في وادٍ آخر ولا جامع لهما إلا الولوع والافتتان بالتراكيب فقط .

<span style='font-size:13pt;line-height:100%'>أختي ليلى :


أيُّ محاولةِ توليد للمعاني بجوارات لفظية جديدة ؛ لابد أن تعتمد هذه الألفاظ على نسيج خفي يربط بينها ويجعلها متماسكةً من حيث المعنى . فيستطيع القارئ بقليل من الجهد اللذيذ اصطياد المعنى الجديد والاستمتاع به .

ختاماً :

هناك مقاطع جاءت بعفويتها اللغوية واستطاعت الخروج بنا من التهويمات المنفلتة وأقرب مثالٍ على ذلك المقطع الأخير :

" - يا أبناء الجنوب........
فئةٌ تحتسي نخب الدماء.. وفئةٌ تنامُ تحت الرماد.. وفئاتٌ تنبث هنا وهناك.. ويبقى لبنان بجيلٍ بعد جيل يتناثر في أرجاء المكان واللامكان.. فاهتفوا يا أبناء القبور..
الله أكبر يا لبنان..

الله أكبر يا نهار الجنوب. "

أشد على يديكِ في هذا المقطع لقدرتكِ وسيطرتكِ على دفةِ اللغة بتلقائية وأدعوكِ بقوة على هذا المنوال .

ملاحظات سريعة :
· " بحامولة من دماء الشهداء " ربما تقصدين " حمولة "، " فلم يتبقى " والصواب " فلم يتبقَ " ، " فداءاً " والصواب " فداءً " , " صنديد " والصواب " صنديداً " .
· وردت مفردة أريد أن أستوضحها منكِ وهي :" الأكورديون " .

بانتظار جديدكِ دائماً
</span>
أخـــوكِ
ديك الجن

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-04-2003, 11:23 PM   رقم المشاركة : 6
أستاذ يوسف
طرفاوي جديد






افتراضي

<span style='font-family:Tahoma'><span style='color:darkblue'>المبدعة ليلى الصددي

أخي ديك الجن : كيف لم تستوقفك هذه التساؤلات التالية :

" * ترى إلى أين ستؤول أرواحنا بعد مقتل هذه الأرض؟-
- وهل ترضى أن يُقتل وطنٌ تتوطده زنودكم يا شباب؟
* وإن ذهبت أرواحنا فداءاً له، فإلى أين ستؤول بعد توديع هذه الأرض؟ "

كم هي محلقة هذه الأسئلة في فضاء المعاناة الحقيقة ففي هذه الأسئلة تتجلى الحرقة التي تلاحق الشهداء على فراق تربتهم .

فنعم الكلمات كلمات صاغتها أختنا لوصف تلك الحالة .

لم تكن ملاحظات أخي ديك الجن تسبح على السطح بل غامرت وتعمقت وأضيف ملاحظة بسيطة أرجو تقبلها :
قلتِ : " وحبات الثكلى على تلكما الوجنتين تبرق في ديجور الأنين "

أرى أن تستبدلي مكان " حبات الثكلى " بــ " دموع الثكلى " لأن كلمة حبات توحي بشيء جامد وبارد بينما الدموع فيها حرارة وأسى .


وتقبلي خالص تحياتي

أخوكِ العاشق للجنوب

يــوسف
</span></span>

 

 

 توقيع أستاذ يوسف :
يقيني بالله يقيني
أستاذ يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2003, 08:18 AM   رقم المشاركة : 7
الغريب
المشـرف العــام
 
الصورة الرمزية الغريب
 






افتراضي

ليلى الصددي ..

نعم .. فقد كانت كتابتك رائعة .. واشتبه علي بأنها مقتبسة..

لكني عرفت بأن الابيات هي المقتبسة ..

وما خطته اناملك يستحق الثناء ..

ودائماً في انتظار جديد كتاباتك ..


تحياتي ،،

 

 

 توقيع الغريب :
الغريب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2003, 09:06 PM   رقم المشاركة : 8
ليلى الصددي
طرفاوي جديد






افتراضي

سيدي ديك الجن،،،
كانت لك وقفات هامة جمعتها كلها تحت مسمى ( قضية ) وعلى أساس هذه القضية تكون ليلى هي (المتهم) وبدأت بسرد نقدك البناء الذي أعتز به فذلك إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام سماحتكم بالكتابات الأدبية عامة سواء كانت قصة أو نثر أو شعر أو غير ذلك وهنا لا يمكنني إلا أن أكون (متهم بريء حتى تثبت إدانته) ورداً على ما ذكرت:

1. لم أفهم ما سر ربطك للغموض بالتغريب الذي وصل لدرجة ضياع المفردة عن موضعها وتوظيفها بشكل يصل للتناقض في بعض الأحيان ولكن توضيحاً لما وضحت من عبارات مستقطفة من القصة:


<span style='color:green'>" ذلك الوشاح الأسود المفعم بالإنسان "</span>
أتى هذا التصور بعد تحديد المكان في قول ( لا شيء خلف الستار سوى..) ولفظ سوى هنا كفيل بأن يحمّل المعنى جل المعاني المختبئة خلف الستار كي يخلو المكان من كل شيء عدا هذا الوشاح الأسود الذي أفعمته بالإنسان لزيادة نسبة الأسى المرتبط بمشاعر الإنسان حين يصل لدرجة اللاوعي وتكون النتيجة هنا امرأة ترتدي وشاحاً أسود نطق اللون بمشاعر الأسى والحزن وكان للإنسان دور تفعيل هذا الحزن بالإنسانية اليائسة المغمورة في طيات الحزن البالغة أعلى قممها من خلال هذه الجملة.

<span style='color:green'>" فقبل اليوم كان أوانه أم خشي ؟ "</span>
استكمال للبيت المقتبس من ديوان ( يمشي مخفوراً بالوعول ) لمحمود درويش:
أحلماً؟ فقبل اليوم كان أوانه*** أم أخشى؟ فقبل اليوم أوعدت بالقتلِ
هنا لا أستطيع توضيح نقطة سوى سبب اقتباس هذا البيت وربطه بلسان طفلٍ صغير نطق بحلمه الذي أبدى أنه ليس بحلمٍ جديد ( فقبل اليوم كان أوانه ) وأضاف عليه لمسة البعد عن الخوف كونه اعتاد على التهديد بالقتل.. وهذا البيت كفيل لإظهار شجاعة طفلٍ صغير استكمل دوره الشجاع مع باقي نص القصة.

<span style='color:green'>" تحتفي بمولد جنين محشو بالحنوط "</span>
معنى الاحتفاء هنا هو المبالغة في الإكرام، والحنوط معروف بأنه الطيب الذي تحشى به جثة الميت لمنع فسادها.. واحتفاء الحبلى هنا بمولد هذا الجنين متعلق بزيادة إكرامها لهذا الجنين بالحنوط ليخرج بطيبٍ له درجة من السمو تعلو أي طيبٍ آخر في نظر أمه بالطبع.

واستكمالاً لقولك: <span style='color:blue'>وتوظيفها بشكلٍ يصل إلى التناقض في بعض الحالات ؛ كما في وصف لباس الشيخ : " ليخضب بمسكها طمره ، ويسنى بفكره من سبح حليها ، إلى سندسها الدافئ ..... "

فكيف لنا أن نجمع بين هذا الشيخ الذي يلبس لباس البؤس ( الثوب الخَـلَـق البالي ) وبين زوجته التي تلبس لباس الغنى والترف ( الحلي والسندس ) ؟!</span>

حاول أخي الفاضل التعمق في النص أكثر لاستكشاف زمن وقوع الحدث، فبقايا الحلي والسندس وباقي الكماليات لم تكن سوى مجرد ذكرى لزوجته التي سُلبت منه منذ فترة طويلة وكانت هذه المدة الطويلة كفيلة بإيصاله لدرجة الشقاء البعيدة عن الكماليات والمرتبطة بالثوب الخلق البالي كما ذكرت.. والنص يتضمن الحال الذي كان عليه الشيخ والحال الذي وصل له من خلال هذه الجملة (مأساة شيخ بلحيته البيضاء وملامحه المجعدة المفعمة ببقايا الهم وقد كان يروي حكاية هذا المشيب المبكر .... ).

<span style='color:blue'>2. هناك جوارات لفظية لا رابط بينها لدرجة أن المعنى المراد يضيع من القارئ بسبب الإفراط والولوع في خلق تركيب لغوي جديد . فمثلاً : " وهناك هودج أمي أراه على سارية الحطام يغفو .... " ما علاقة حضور مفردة ( هودج ) بجوار مفردة ( أمي ) هل يستخدم اليوم الهوادج بدل الغرف والمنازل ؟! ولتحديد السؤال أكثر ؛ ما الرابط الذي يجعل هودج الأم يغفو على سارية الحطام ؟ هل نسمي ذلك تهويماً لغوياً وهلوسةً لا طائل منها ؟ </span>
كلنا نعلم بأن الهودج هو المحمل الموضوع على ظهر الجمل ومعروف أنه يستخدم بالعادة للنساء، ولكن هنا تم استبدال ظهر الجمل بسارية الحطام للهبوط من القمة والصلابة لدرجة الحطام التي وصلت لها أم الطفل وهي غافية للحظات تنغمر فيها في اليأس الذي وصلت له، وكل هذه التشبيهات رغم عدم تعلقها باليهود لكن الهدف منها هو ربط أسلوب اليهود بطريقة غير مباشرة بواقعة الطف في كربلاء وتمثيل الحدث المرتبط بالحاضر مع اليهود مع هذا الأسلوب التقليدي في السبي ليس إلا تمديد لزمن الظلم والجور ولكن باختلاف الأسلوب وكل هذا التشبيه من الهودج للسقيفة وغير ذلك من المفردات ليس سوى بصمة لنينوى.

وتمر بنا تراكيب أخرى من هذا النوع أمثال : محراث الريادة – جمار الموت – دهليز خصلاتها – ضفاف السقيفة .

فكأن المفردة الأولى في وادٍ والثانية في وادٍ آخر ولا جامع لهما إلا الولوع والافتتان بالتراكيب فقط .

في بعض الأحيان أو في كثير منها يصل الكاتب لحالة اللاوعي ليتصور خيالات لا واقع لها.
ولكن بتكلفة بسيطة للتعمق أكثر في النص ننساب مع
محراث الريادة لنتصور هدف هذا المحراث وربطه بالريادة مثل فلاحٍ يحرث الأرض ليحصد الثمار هنا كان هدف الحرث هو للوصول لدرجة الريادة.
كذلك
جمار الموت ، للجمر حرارته الملتهبة وللموت لهبه الواقع على النفس فكان نصيبه هنا هو التشبيه البليغ بالجمار.
وأيضاً ( دهليز خصلاتها ) هنا تصوير لخصلات الشعر المنسدلة على هيئة دهليز يضيع فيها المفتون بهذه الخصلات بينها، كلما كشف كومة من شعرها اشتاق لكشف الكومة الأخرى السائبة بهذه الخصلات.

أنتقل أخيراً من جو نصيحتك بالمحاولة المذكورة مع خاتمتك التي أشكرك عليها إلى آخر فقرة احتوت تصحيح لبعض الأخطاء النحوية التي نلتمس العذر فيها كوني رغم اهتمامي بالمجال الأدبي إلا أني بعيدة عنه نوعاً ما وعن بحوره الطويلة ولكن أصحح منها نقطة واحدة فقط وهي:

<span style='color:green'>" بحامولة من دماء الشهداء </span> <span style='color:blue'>" ربما تقصدين " حمولة "</span>
هي الحامولة كما هي مكتوبة وليس حمولة والمقصود بالحامولة هي الماء المتدفق سيلاً عند اشتداد المطر، وحامولة الدماء هنا تحمل نفس التصوير ولكن فقط مع استبدال الماء بالدماء.

وأوضح النقطة الأخيرة قبل الخاتمة:
الأكورديون: هي آلة موسيقية تُحمل، ذات ملامس ومنفخ. اختُرعت سنة 1829 أي أنها قديمة جداً وكان الهدف من استخدامها في النص دون غيرها من الآلات الموسيقية هو ربط الواقع بالماضي البعيد كحال باقي فقرات القصة.

أعتذر للإطالة وأشكرك أخي الفاضل لهذا النقد الذي أعتز به ولي الفخر بأن أحظى بمثله ليزهر قلمي بروح العزة الأدبية كونه كان محط اهتمام سماحتكم.فلك مني خالص التحايا الملطخة بعبق الشكر سيدي.

 

 

 توقيع ليلى الصددي :
(نهار الجنوب *** قصة قصيرة )
ليلى الصددي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2003, 09:11 PM   رقم المشاركة : 9
ليلى الصددي
طرفاوي جديد






افتراضي

أستاذي الفاضل يوسف،،،

لوقفاتك صدح برّاق نلت منه شرف الفوز برضاكم وكشف بسيط لشخصية ليلى ربما تكون هذه نقطة سلبية تؤخذ عليها وهي اتسامها بالعناد في معظم الأحيان لا سيما في كتاباتها الأدبية التي تتحرى فيها استخدام ألفاظ وتراكيب لغوية لا تقبل التغيير بسهولة.

ولكن رغم بساطة عبارتك وبساطة اقتراحك إلا أني وبسرعة أقتنع بهذا التغيير ولي الفخر بأن تكون للمستكم الفنية هذه أثرها الخاص على قصتي.

فلك مني جزيل الشكر سيدي على أمل عدم الاكتفاء بهذا القدر البسيط من التعقيب في المرات القادمة.

فقد يكون النقد غير مبهج في الكثير من الأحيان، لكنا شاء الكاتب أم أبى يبقى ملاذه النقد من أجل مستقبلٍ أكثر إشراقة نحو أفق الأدب المأمول.

 

 

 توقيع ليلى الصددي :
(نهار الجنوب *** قصة قصيرة )
ليلى الصددي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-04-2003, 09:15 PM   رقم المشاركة : 10
ليلى الصددي
طرفاوي جديد






افتراضي

الغريب وما غريب الا الشيطان،،،


لا تنتظر ليلى ثناء بقدر انتظارها لنقدٍ بناء تفخر به من أجل التطور لأسلوب أفضل وأرقى في الكتابة.

لك خالص شكري وتقديري وأملي منك بدراسة أكثر في مضمون النص لا الاكتفاء بالمدح.

 

 

 توقيع ليلى الصددي :
(نهار الجنوب *** قصة قصيرة )
ليلى الصددي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-04-2003, 01:53 AM   رقم المشاركة : 11
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

أختنا ليلى :

مجدداً أحيي فيكِ هذه الروح المرنة في تقبل وجهات النظر ، فقد اتضحت لي بعض أفكاركِ ؛ ولكن بعض منها محل أخذ ورد وهي :

<span style='font-size:12pt;line-height:100%'>أولاً :
( ذلك الوشاح الأسود المفعم بالإنسان ) .
تساؤلي تحديداً في تركيبة ( المفعم بالإنسان ) لماذا لا يكون ذلك الوشاح - على سبيل المثال - مفعماً بالآلام أو بالأحزان ؛ لأن امتزاج الحسي ( الوشاح ) بالمعنوي ( الألم وما شابهه ) أقوى وأبلغ في توصيل المعنى . فقد لا يفهم من كلمة الإنسان معنى الحزن أو الأسى الذي أشرتِ إليه في توضيحكِ ، فلماذا لا تحل مفردة ( الإنسانية ) التي تنبض حيوية أكثر من مفردة ( الإنسان ) محلها .

<span style='font-size:12pt;line-height:100%'>ثانياً :
في الاقتباس لابد من كتابة البيت كاملاً أو الإشارة إلى ذلك ، إلا إذا كان البيت وصل حداً من الشهرة بحيث نكتفي منه بعبارات أو بمعنى من معانيه .
* الديوان ( يمشي مخفوراً بالوعول ) لقاسم حداد ، وأتمنى تحديد الصفحة التي ورد فيها البيت المقتبس لتعم الفائدة .

ثالثاً : ( تحتفي بمولد جنين محشو بالحنوط ) .
مفردة ( الحنوط ) تعكس طقساً من طقوس الموت ؛ لملازمة هذه المفردة لجسد الميت كما وضحتِ أنتِ بنفسكِ . عجباً لاحتفاء هذه الأم بجنينها ؛ أهي متفائلة بقدومه أم متشائمة حينما حشته بالحنوط ؟! فإن كانت متفائلة فلتضع له طيباً آخر غير الحنوط الذي يذكرنا بالموت . علماً بأن هذه الحبلى ستصل إلى ميناء السلام حيث الأمل والحياة ؛ فهي إذن غير متشائمة بقدومه .

رابعاً : ( هودج أمي ) .

قمتِ مشكورةً بشرح وتفصيل هذه العبارة ، ويبقى الحكَمُ النصَ . فعندما نرجع إليه لا نجد قرينة لفظية أو حالية تصلنا بأحداث وتفاصيل الطف أو على الأقل بحدثٍ واحد . فالهودج لن يوصلنا إلى الطف فقط لأن المفردة ليست خاصة به ولا تقترن به فقط ، فالهودج استعمله العرب قبل الطف وبعده ؛ إذن سيبقى المعنى المراد في ذهن المؤلفة وليس في النص . ولكي يكون الرابط واضحاً نضع صفةً لهذا الهودج مثلاً : ( هودج كربلائيّ ) .
أما التركيبات التي وضعتُها أمثلةً لفكرة عدم التناسب بينها فهي :
1- ( محراث الريادة ) : لماذا لا يكون محراث الحياة أو الأمل ، فالريادة غالباً ما تستعمل في الفنون .
2- ( جمار الموت ) : لتكن جمرَ الموت ؛ لأن جمرة ( من الاتقاد ) تجمع على جمر ، بينما ( جمار ) : فواحدتها جمرة وهي الحصاة .
3- ( دهليز خصلاتها ) : ما رأيكِ في كلمة أخرى غير دهليز ، توحي بالفتنة والسحر كما وضحتِ ذلك من خلال الشرح ؛ وأنا على ثقة بذوقكِ الأدبي للوصول إلى كلمة تنسجم مع المعنى .
4- ( حامولة ) لم أقع على معنى لها بهذا البناء فأرجو تزويدنا ولو بمصدر يحدد معناها ؛ إلا إذا كانت دارجة في مجتمع ما وخاصة به . وما وقعت عليه في لسان العرب :
حومل : السيل الصافي ، حميل : ما يحمله السيل ، أو ما يجيء به .

ختاماً :

أحمد لكِ هذا التطلع الجريء في خلق تراكيب لغوية جديدة ، ولكن لابد من التنبه إلى نقطة في غاية الأهمية وهي :
إن الكلمات والتراكيب ما هي إلا وسيلة لإيصال المعنى المراد من ذهن الكاتب إلى ذهن المتلقي ، وما على الكاتب إلا أن يختار الوسيلة الملائمة لتحقيق فكرته وايصالها للمتلقي معاً ، لأن هذه الكلمات والتراكيب ليست غايةً في ذاتها ومتى ما تحولت إلى ذلك أصبح الكلام أشبه باستعراضات كمال الأجسام في عرض القوة والقدرة فقط دون فائدة تذكر .

على السريع :

أرجو التنبه لبعض هذه الأخطاء ، ويبدو أنها وقعت غفلةً منكِ لا تعمداً وهي :
( متهم بريء حتى تثبت إدانته ) تكتب هكذا : متهمة بريئة حتى تثبت إدانتها ، لأن الكلام على لسانكِ .
( نثر أو شعر ) تكتب هكذا : نثراً أو شعراً
( ليس إلا تمديد لزمن ) تكتب هكذا : ليس إلا تمديداً . . .

وبانتظار جديدكِ . . .
</span></span>



أخوكِ
ديك الجن

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2003, 02:15 AM   رقم المشاركة : 12
ليلى الصددي
طرفاوي جديد






افتراضي

تحياتي لك سيدي ديك الجن لهذا التواصل المستفاد من نقده وعذراً للتأخر في الرد:

أولاً : ( ذلك الوشاح الأسود المفعم بالإنسان ) .
جميلٌ اقتراحك أخي الفاضل لكن أتعلم أنه أعجبني نوعاً ما هذا الغموض في توضيح مدى الأسى فليلى تهوى قراءة النص بأكثر من وجه وإن كان اللون الأسود دليل الحزن وموقعه خلف الستار لإخفاء هذا الحزن قد لا يفهم البعض سر لفظ الإنسان فتتعدد الاستفسارات في أذهانهم وإن قبلت بتغيير بسيط فقد تتحول للفظ (مفعماً بالإنسانية) بدلاً من الإنسان أقرب لذاتي أكثر من (مفعماً بالآلام والأحزان).

ثانياً : في هذا الجزء أعلن هزيمتي فقط لفقدان جزء من ذاكرتي وتعثري في نقطتين:
الأولى: كيف أخطأت باسم صاحب الديوان رغم شهرته؟
الثانية: امتزاج صدى ديوان قاسم بغيره من الدواوين مما أدى لنسيان اسم الديوان المقتبس منه هذا البيت، لالالالالالا ليس (يمشي مخفوراً بالوعول) ، ليس قاسم، من يا ترى.. من يا ترى؟؟؟؟
لا زالت الأبحاث مستمرة لإعادة برمجة الذاكرة ففيروس النسيان لا زال طاغٍ على ذهني فاعذروني اخوتي.

ثالثاً : ( تحتفي بمولد جنين محشو بالحنوط ) .
هذه الحبلى غير متفائلة سوى بشئٍ واحد هو إقامة مراسيم الشهادة نحو جنان الخلد لجنينها حيث الأمل والحياة المؤجلين بعد الشهادة لا أمل الدنيا، والحشو بالحنوط في هذه العبارة كفيل بتوضيح المعنى إلى أن هذا الجنين هو شهيدٌ استشهد قبل ظهوره على وجه الدنيا فكانت للأم مراسيمها الخاصة بآلام المخاض المضرّجة بصرخات الفرحة المؤلمة وامتزاج دموع الفرح بهذا الجنين الذي ينتظرها على باب الجنان بعد حشوه بالحنوط.
وهنا قد يتضح معنى جديد لربما لم تتمكن ليلى من استخدام اللفظ المناسب لتوضيح الفكرة فاكتفت بإعجابها بالأبواب المفتوحة التي تأخذ القارئ للعديد من الزوايا من خلال هذا النص.

رابعاً : ( هودج أمي ) .
قد تكون الفكرة غامضة نوعاً ما هنا ولكن إن لم يتمكن القارئ من كشف السر فعلى الأقل يعلم الجميع أن الهودج استخدامه الأساسي هو للإماء ، واستبدال هودج أمي لهودج كربلائي يخفي دور الأم بطلة هذا الحدث، لذلك تترك العبارة هنا بإيحاء يصور المعنى في ذهن القارئ ويصور مشهد الأم بهذا الهودج.

ختاماً :
ما قلته يستحق الدراسة نحو تغيير جزءٌ من نهج ليلى في كتاباتها وإن كانت مقتنعة بها نوعاً ما لكن الرؤية النقدية كفيلة بكشف الكثير من الأسرار التي يجهلها الكاتب في نصوصه.

أما بالنسبة للأخطاء الإملائية أو لنقل النحوية سيدي فعذراً إن كانت تستحق مشواراً بعمق النحو فليلى لم تدرس الأدب بتاتاً وإنما اكتفت فقط بهذه الكتابات، ولا زالت تواصل مسيرها قارعة في طريق الأدب بمختلف مضامينه اللغوية والنحوية ... إلخ.

تحياتي الملطخة بعبق الشكر لك سيدي وأرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت وإن كان الإحساس يداهمني بعدم رضاك عن هذا الرد لذلك تبقى الخاتمة مفتوحة بيدك سيدي.

rose_f

 

 

 توقيع ليلى الصددي :
(نهار الجنوب *** قصة قصيرة )
ليلى الصددي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-05-2003, 02:04 AM   رقم المشاركة : 13
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

أختنا ليلى :

أجدِّدُ التَّحيَّة لكِ مرَّةً أخرى

سعيد بتوضيحاتكِ وردودكِ الَّتي شعرتِ بأنَّها لاتقنعني ولا ترضيني كما قلتِ : ( وإن كان الإحساس يداهمني بعدم رضاك ).
اطمئنِّي أختي ليلى لا أحد يحجر على الأفهام،ولا أحد يفرض فكرته على الآخرين،المسألة مسألة رأيٍ ودليلٍ وقناعةٍ،ومادامت أراؤنا معروضةً هنا فلنا أنْ نتأمَّلها،وليس معنى ذلك أن نتوقَّف عن الرَّد،ولكن خشية الإطالة،وتأجيل مناقشة أفكارنا في مشاركاتٍ قادمة؛فلربَّما اتَّضحت أكثر.
قد لا نتَّفق تمام الاتِّفاق،كماأنَّنا لا نختلف تمام الاختلاف،ربَّما اقتنعتُ ببعض الرُّدود،والبعض الآخر متروكٌ لكِ،ليس لي منه سوى القبول،أوالتَّحفُّظ.

قلتِ: ( تبقى الخاتمة مفتوحة بيدك سيدي ) .
كم هي رائعة هذه الجملة،إنَّها تعبِّرعن لحظةٍ شعريَّةٍ متألِّقةٍ،لا أستطيع مجاراتها إلا إذا عايشتُها . نعم ستبقى الخاتمة مفتوحة لولاداتٍ جديدة ننتظرها من رحم إبداعكِ ؛ ليزدهر منتدانا أكثر وأكثر.



ديـــــكُ الجنِّ

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-05-2003, 03:42 AM   رقم المشاركة : 14
ابن المقرب
كاتب قدير







افتراضي

تحية طيبة .. للأخت ليلى ..
لا أود التعليق عن النص ، لأن النص كما قرأته ليس من السهولة تفكيكه إلا بعد عدة قراءات متأنية .. وفيه وقفات جداً جميلة ، ولحظات شاعرية رائعة .. نستطيع أن نقول أن الكاتبة ، وفقت كثيراً في كثير من مقاطعه .. ونستطيع أن نقول أن الكاتبة قد فتحت بادرة جديدة للكتابة عن الحرب .. وهو الوقوف على الحالات العميقة لمشاعر كل من تصيبه الحرب بأذى .. فهي دخلت في الطفل والشيخ والمرأة والأم والشهيد .. إضافة إلى الإسلوب البديع ، والجمل الملزوزة بالمجاز العميق ..
قد يتوقف القارىء للوهلة الأولى عند بعض العبارات والتراكيب ، لكن أغلب هذه العبارات ، وبشيء من التركيز وإعادة النظر سيخرج بمعنى جيد ..
ربما قد أذهب كثيراً إلى ما قاله ديك الجن في آرائه ؛ لأنه كان يعتد الدليل ، ويعتمد كذلك في ملحوظاته على معطيات النص نفسه ، وسياقات النص التي تشير له قرائن التراكيب التي تحتويه ... وقد كانت الأخت ليلى قبال ذلك ، تعتمد قصدها في إيضاح بعض المفردات ، وكأنها بتعبير غير مباشر ، تقول : أنا قصدتُ من هذا ... كذا ... وقصدتُ من هذا ... كذا .... فهي تريد أن تقول للقارىء بأن جميع الأفكار التي حامت في ذاكرتها حين الكتابة ، هي هكذا ، حتى وإن اضطرت أحيانا إلى ( ليِّ عنق النص ) لما تقصده ... وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة ربما توضح قصدي من هذا ، هي :
إن الكاتب قد يعيش مجموعة من الأفكار حين كتابة النص ، ولكن ليس بالضرورة أن تسيل هذه الأفكار كلها عن كل مبدع إلى أنهار قلمه ، قد يوفق لشيء وقد تخونه اللغة أو التجربة أحياناً ، وذلك بحسب قدرته ، ومزاجه ، وحضور الموهبة والتمكن اللغوي ... وقد تزور الكاتب أحياناً أفكار لا ربط لها بالفكرة الأساس للنص ، فنجده يقسرها على الدخول بقوة ، فمثلاُ : نلاحظ لدى أختنا ليلى ، إقسارها لدخول (رمزية الطف ، الهودج ..... ) وغيرها ، دون أن تكون هناك قرائن تشد بعضها ، ببعض ـ كما أشار ديك الجن لذلك ـ ...
المهم في ذلك ، أن يوفّر الكاتب إلى نصه القرائن والمدلولات التي تشير إلى الفكرة الأساسية بما يناسب اللغة والصورة ، دون تكلف ..
إن ديك الجن وردود الأخت ليلى أثارا العديد من الأفكار الأدبية .. وأحسب أن ذلك من معطيات النص من ناحية أخرى ...
لا أحب الإطالة أكثر من اللازم ، ولعلي أوفق إلى وقفة في عمق النص ومعطياته الفنية والجمالية ؛ لأن النص حري بالقراءة والمطالعة لأكثر من مرة ...
وسلامي وتحياتي وتقديري إلى الكاتبة المبدعة : ليلى ... وتحياتي إلى صدرها المفتوح للرأي الآخر ... وهذا دليل على إبداعها أخرى ...
وشكراً ..... أخوك / ابن المقرب ....

 

 

 توقيع ابن المقرب :
ابن المقرب غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد