العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > مكتبة المنتدى




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 10-04-2003, 03:03 AM   رقم المشاركة : 1
القدس في قلوبنا
طرفاوي مشارك






افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دور المرأة في الشعر

الكتاب : شواعر الجاهلية
دراسة نقدية لأشعار النساء في العصر الجاهلي
تأليف الباحثة السورية : رغداء مارديني
تقديم : د. عز الدين إسماعيل


مقدمة :

تمتلئ المكتبة العربية بالكتب التي أرخت للعرب منذ الأزمنة السحيقة حتى العصر الحاضر ومنها التواريخ الطوال التي شغل الواحدة منها عدة مجلدات ومنها القصار ولما كان الرجال من منظور المؤرخين القدامى والمحدثين على السواء هم صانعو التاريخ فقد كانت التواريخ في عمومها تواريخ الرجال ولم يكن للمرأة فيها إلا وجود ثانوي أو هامشي.
كذلك كان الشأن فيما يتعلق بالأدب العربي فقد كتب هذا التاريخ مرات ومرات ولكنه في عمومة تاريخا للأدب الذي أنشأه الرجال بصفة أساسية على وجه الخصوص ولم يكن للمرأة فيه إلا وجود ثانوي أو هامشي كذلك.


موضوع الدراسة :

وفي دراسة نقدية جديدة للباحثة والصحافية رغداء مارديني تقدم فيه ديوان أشعار النساء في العصر الجاهلي جمعا وتحقيقا كما تتناول تراجمهن وخصائص أشعارهن حيث تأتي أهمية البحث كونه يهتم بموضوع لم يلق العناية الكافية من النقاد والدارسين قبله مع الضرورة الماسة لمثله هذا وقدم الكتاب الجديد د. عزالدين اسماعيل رئيس جمعية النقد العربي في جمهورية مصر العربية مشيرا الى ان تاريخ المرأة العربية لم يكتب بعد كذلك لم يكتب بعد تاريخ الأديبة العربية لكن الواقع الراهن يشهد تحولا ملموسا الى العناية بدور المرأة في صنع الحياة من جهة وفي مجال الابداع الادبي من جهة أخرى لكن من البديهي ان دور المرأة العربية لم يبدأ في زمننا الراهن على مستوى الحياة وعلى مستوى الابداع الأدبي بل ترجع هذه البداية الى العصر الجاهلي.

البداية :

ولعل هذا كله ما دفع الباحثة رغداء مارديني إلى التفكير في مشروع يتوخى وضع نشاط المرأة وعلى وجه الخصوص نشاطها الابداعي في دائرة الضوء منذ البدايات الأولى في العصر الجاهلي حتى زمننا الراهن ولما كان الشعر في التراث العربي بعامة هو أبرز تجليات الابداع الأدبي وأهمها فقد أفردت الباحثة هذه الدراسة لشعر النساء في العصر الجاهلي لتبدأ بذلك الحلقة الأولى في سلسلة تاريخ الابداع الشعري لدى المرأة العربية.

تعريف بشاعرات العصر الجاهلي :

ولكي تحقق الباحثة غايتها كان لابد لها من ان تتعرف الشاعرات اللاتي كان لهن في ذلك العصر إسهام في الابداع الشعري وان تتحرى ما صدر عنهن من أشعار في مختلف مصادر التراث العربي فتضع لكل شاعرة منهن ديوانا خاصا بها قل الشعر فيه أو كثر فإذا ما تحقق لها هذا المطلب وذاك راحت تدرس هذا الشعر دراسة موضوعية فنية لا تركز فيها على شاعرة بعينها بل تتناول أشعارهن اجمالا بوصفها نشاطا نوعيا متميزا ففي تناول الباحثة لكل جانب من هذه الجوانب الثلاثة المتكاملة يبرز الجهد الذي بذلته في تحري الحقائق والروايات الصحيحة والرجوع في ذلك الى عدد كبير من المراجع حيث يشهد بذلك الثبت الذي ألحقته الباحثة بعملها خاصا بالمصادر والمراجع فكانت نتيجة هذا الجهد تلك الترجمات المحررة لشاعرات العصر الجاهلي وتلك النصوص الشعرية المدققة والمضبوطة بالشكل المكونة لديوان الشعر النسائي في ذلك العصر ففي تلك الدراسة الفنية التي حاولت فيها الباحثة تحليل ذلك الشعر تحليلا يبرز خصوصيته من جهة وانتماؤه من جهة أخرى في عالم الشعر بعامة في ذلك العصر.

الاختلاف النسبي :

من جهة أخرى كشفت الباحثة رغداء مارديني عن الاختلاف النسبي بين شعراء ذلك العصر وشاعراته فيما يليق الحديث عنه أو به في غرض من أغراض ذلك الشعر كموضوع رثاء القتيل حيث تتولى المرأة في رثائها مهمة تحريض الرجال على الأخذ بالثأر كما انها تعير قومها ان هم تخاذلوا في هذا الشأن أو قصروا وتدعوهم الى رفض مبدأ قبول الدية فالواقع انه إذا كان كثير من حروب الجاهلية التي عرفت بأيام العرب قد وقع بهدف الأخذ بالثأر فإن ذلك كان استجابة للمقطوعات الشعرية التي قالتها الشاعرات في كثير من الاحيان لشحذ الهمم وإلهاب المشاعر من اجل تحقيق ذلك الهدف من هنا عرف بعض هؤلاء الشاعرات باسم (الموثبات) أي المحرضات على القتال.


ومع ذلك لم يكن هذا هو المجال الوحيد الذي اختلف فيه الشعراء والشاعرات في ذلك العصر فقد رصدت الباحثة وجوه الاختلاف في التناول بين هؤلاء وهؤلاء في مجالات القول الاخرى خصوصا فيما يتعلق بموضوع كموضوع النسيب أو الغزل.


أما فيما يتعلق بلغة ذلك الشعر النسائي وأساليبه فقد أبرزت الباحثة مشخصات تلك اللغة وعلى وجه الخصوص ما تميزت به من بساطة ووضوح إلا في النادر عندما تستخدم الشاعرات مفردات متعلقة بالعادات والتقاليد الخاصة بالبيئة.

توزيع العمل إلى ثلاثة أقسام :

من جهتها حافظت الباحثة رغداء مارديني على وحدة العمل في هذه الدراسة النقدية حيث قسمته الى ثلاثة أقسام الاول ترجمة لنساء الشواعر في الجاهلية والثاني دراسة للخصائص الفنية لشعر النساء والثالث جمع وتحقيق لأشعارهن في ديوان مستقل.

ففي القسم الأول ترجمة حياة الشاعرات حيث رتبت هذه الترجمة على حروف المعجم المكثرات منهن والمقلات كما تحدثت كل ترجمة عن كل شاعرة على حدة حيث بدأت بالحديث عن نسبهن وعشيرتهن وعن أسرهن ومشاركتهن في وقائع العرب وأيامهم في الجاهلية إذ كان لهن الرأي والمشورة على صعيد أسرهن وقبيلتهن وقد أمكن التعرف على كثير من النساء المغمورات في الجاهلية وما تعلق بحياتهن من أخبار وأحاديث متناقلة عنهن وعن نشأتهن التي أبرزت ان جل الشاعرات الجاهليات كان لهن نصيب من العيش ضمن البيوتات الكريمة وانهن نلن مكانة مميزة ودورا كبيرا في حياة المجتمع الجاهلي في الحرب والسلم.

كما عملت رغداء مارديني على تحديد شيء من معالم شخصيتهن فرأت بعضا منهن وقد شاركن مشاركة فعالة في أيام العرب والبعض منهن قد لعبن دورا تحريضيا للثأر فكن السبب في اشعال نار بعض الحروب كما فعلت البسوس بنت منقذ كما لعبن أدوارا في تهدئة أوارها وحقن الدماء واجارة المستجيرين كما فعلت سبيعة بنت عبدشمس كما شاركن في مقارعة الرجال من الشعراء ومحاجاتهم في الاسواق العامة كما فعلت الخنساء وهند بنت الخس واختها جمعة.

وقد لاحظت الباحثة رغداء مارديني عند دراستها لموضوعات الشعر عند النساء في الجاهلية ان هذه الموضوعات جميعا قد تأثرت بشخصيات النساء قائلات هذا الشعر حيث تأخذ ذواتهن الكثير من صدق الاحساس والانفعال والعاطفة في أي موضوع طرقته.

حيث أخذ موضوع الرثاء الحيز الابرز في شعر النساء وقد حملت الينا المصادر كمّاً هائلا من شعر النساء في الرثاء وهو في مجمله مقطوعات شعرية سريعة تبرز مناقب الميت وخصاله الحميدة وتعدد مآثره من كرم وشجاعة ونجدة في حين يعتبر موضوع الفخر صدى اعتزاز الشاعرة بالفرد أو قبيلتها والايمان بتفوقهم نسبا وحسبا وشجاعة ومآثر كما الهجاء صدى شعور العداء الذي تكنه الشاعرة للأفراد والقبائل فهي تتخذ من ابراز مثالبهم في حقارة النسب والضعف وما خالف الخصال الحميدة مجالا لتضخيمها وتقريعهم من خلالها والتقليل من شأنهم أفرادا وقبائل.

أما موضوع الحكمة فلم يرد موضوعا مستقلا عند النساء وانما تناثر بين طيات المقطوعات التي وصلت الينا من اشعارهن وقد امتازت الحكمة عند شاعرات الجاهلية بسبر غور الحياة والحديث عن فناء الانسان كما تناولت سلوك الفرد الشخصي من بخل وكرم فحفل شعرهن بالامثال السائرة والحكم المتناثرة وفي الغزل لم تبتعد الشاعرة الجاهلية في معانيها عن حدود المعاني الوجدانية الصرفة كمناجاة مواطن الاحبة وانتظار الريح لحمل رسالة وايقاف الركبان ومناجاتهم ووصف ألم الفراق والوجد الذي شق القلوب وقطع الأحشاء.

أما القسم الثاني من كتاب «شواعر الجاهلية» للباحثة السورية رغداء مارديني فجاء لدراسة الخصائص المعنوية واللفظية في شعر النساء فكان من أبرز الخصائص المعنوية في شعرهن البساطة والوضوح حيث ابتعدن عن المبالغة في قول الشعر واستخدمن معانيهن مما هو مألوف في الحياة السائدة ضمن محيطهن فجاء شعرهن ممتلئا بالتشابيه الحية المستمدة من البيئة.

أما الخصائص اللفظية في اشعارهن فقد تلاءمت فيها الالفاظ مع الموضوع واخذت مكانها الصحيح في بنية البيت حيث يلاحظ هنا ان تكرار الالفاظ والمعاني قد تكرر في اشعار شواعر الجاهلية مما اعطى في مجملها موسيقا داخلية للبيت المفرد اضافة الى وقوع بعض الفواصل الموسيقية الداخلية التي طرزت المقطوعة الشعرية ورصعت ابياتها ببعض الالوان البلاغية التي صارت مددا للنقاد المتأخرين بعد ذلك وقد ظهر ذلك جليا في شعر الخنساء وفي شعر جنوب أخت عمرو ذي الكلب.

فيما كان القسم الثالث من الدراسة النقدية بمثابة ديوان لكل شاعرة ليس لها ديوان وقد ألحقت الباحثة بالديوان تخريجا مفصلا لمقطوعات الديوان الشعرية وذكرت مصادر كل قصيدة في المصادر بأرقامها.






_________________________

 

 

 توقيع القدس في قلوبنا :
القدس في قلوبنا غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد