العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 23-07-2008, 09:36 AM   رقم المشاركة : 1
الفضل المقيم
طرفاوي جديد
 
الصورة الرمزية الفضل المقيم
 







افتراضي باق في مدى الأزمنة الإمام عليّ(ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى

عليٌّ وليد بيت الله وشهيده
وُلد في بيت الله في الكعبة المشرَّفة، ولم يولد فيها أحد قبله ولا بعده... واستُشهد في بيت الله، وهو الّذي كان يرى الحياة كلّها بيتاً لله ينطلق فيه كلّ الناس الذين خلقهم الله ليوحّدوه في العبادة وفي الألوهية والطاعة...
كان(ع) مع الله في كل ما فكّر فيه وتحدّث به إلى الناس، وفي كل جهاده ومسؤوليّاته، وكان يقول للناس كلّهم، وهو خليفة المسلمين: «ليس أمري وأمركم واحداً، إنني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم»، إنّ رسالتي هي أن أفتح عقول النَّاس على الله في حركة التوحيد التي جاء بها الإسلام، ليسقط منها كلّ شرك في العبادة والطاعة، ولتكون التَّقوى هي الأساس في حركة الإنسان بين يدي الله.
لقد باع(ع) نفسه لله، ولم يكن لنفسه من نفسه شيء، ويروي المفسّرون أن الآية الكريمة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالعِبَادِ}(البقرة:207)، نزلت فيه، وقد كان(ع) في كل حياته، يعيش مع الله عيش العاشق الّذي لا يصبر على فراق من يعشق، ونحن نقرأ في دعائه الذي علّمه لكميل: «فهبني يا إلهي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك ـ فأنت الحبيب الذي لا يصبر المحبّ على مفارقته ـ وهبني صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك». كان قلبه يمتلئ بمحبة الله تعالى، وبمحبة رسول الله، وهذا ما قاله رسول الله(ص) عنه في معركة الخندق: «لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله»، وكانت محبته لله قد شغلت عقله وقلبه وحركته، لذلك عندما فتح باب خيبر الذي لا يحرّكه إلاّ سبعون شخصاً، قال(ع): «والله ما فتحت باب خيبر بقوة جسدية، بل بقوة ربَّانية»، فمحبته لله وإخلاصه له وجهاده في سبيله، هو الذي جعل يدي عليّ(ع) تنطلقان من أجل الدفاع والجهاد في سبيل الله.
من صفات عليّ(ع)
ويروى عن أحد أصحابه، وهو ضرار بن غمرة، أنّه دخل على معاوية بعد استشهاد الإمام عليّ(ع)، فقال له: صف لي عليّاً، فقال: اعفني، قال: لتصفنّه، قال: "أما إذا كان لا بدّ من وصفه، فإنّه كان والله بعيد المدى ـ لم يكن يعيش في المواقع الضيّقة القصيرة ـ شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبهـ يمتلئ بالعلم، بحيث عندما يتحدث ينطلق العلم كما لو كان نبعاً يتفجّر من كل كيانه ـ وتنطق الحكمة من نواحيه ـ كان حكيماً في كل موقف من مواقفه، وفي كل موقع من مواقعه، يضع الأشياء في مواضعها، وينطلق من عمق الأسرار التي تنفتح على الحقيقة ـ يستوحش من الدنيا وزهرتها ـ لا يشعر بالأنس في الدنيا ـ ويأنس بالليل ووحشته ـ إذا جاء الليل كان يأنس به، لأنّ المؤمنين في الليل {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}(السجدة:16)، فكان يعيش في الليل هذا الجو الذي يرتفع به إلى الله، فيناجيه ويخاطبه ويفتح له عقله وقلبه ـ وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة ـ يفكِّر طويلاً في كلِّ ما يرتفع به إلى الله وينفع الناس ـ يقلّب كفّه ويخاطب نفسه ـ لأنه كان يدرس نفسه ويحاسبها، وكان يريد أن يوحي إلى كلِّ من حوله بأنّ على الإنسان أن يفهم نفسه ـ يعجبه من اللباس ما خَشِن، ومن الطعام ما جشب ـ الطعام القاسي ـ وكان فينا كأحدنا ـ وهذا من مظاهر تواضعه للناس، حيث كان يعيش معهم كواحد منهم، في كلِّ ما يتحرّك به، حتى يشعر الذين يجالسونه أنه لا فرق بينهم وبينه، لأنّه لم يكن يميّز نفسه عن أحد، كما كان رسول الله(ص)، حتى إنّه كان إذا وصل القادم يسأل: أيّكم محمَّد؟ ـ يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه ـ كان يشعر بأنّ العلم مسؤولية، وأنّ على العالِم أن يجيب النَّاس عن كل ما يعرفه ويملكه من العلم، لأن الله تعالى أراد للناس أن يسألوا، وللعلماء أن يعلّموا ـ ويأتينا إذا دعوناه، وينبّئنا إذا استنبأناه، ونحن والله مع تقريبه إيّانا وقُربِه منا، لا نكاد نكلّمه هيبةً له، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم. يعظّم أهل الدينـ لأنّ الله أراد لنبيّه ولأوليائه أن يعظّموا المؤمنين: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}(الكهف:28) ـ ويقرّب المساكين. لا يطمع القويّ في باطله ـ لا يخضع لأهل الباطل مهما كانوا أقوياء ومن ذوي المواقع المتقدّمة في المجتمع، بل يعاملهم بما تفرضه العدالة ـ ولا ييأس الضعيف من عدله، وأَشهَد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: «يا ربنا يا ربنا» ـ وهو يتضرّع إليه ـ «يا دنيا غرّي غيري، ألي تعرّضت أم إليّ تشوَّفتِ، هيهات هيهات، قد بنتك ثلاثاً ـ طلَّقتك ثلاثاً ـلا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك كبير، وعيشك حقير، آهٍ من قلّة الزاد وبُعد السفر ووحشة الطريق»... فبكى معاوية، ووكفت دموعه على لحيته، وجعل ينشّفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: "رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذُبح ولدها في حجرها، فهي لا ترقأ دمعتها، ولا يسكن حزنها... ثم خرج".
عليّ(ع) نفس رسول الله(ص) الأخلاقيّة والرّساليّة
ويحدّثنا عليّ(ع) عن معلّمه ومربّيه، فقد أخذه رسول الله(ص) وهو في بداية طفولته، لأنّ عمه أبا طالب كان كثير العيال، وكان واقعه الاقتصادي قاسياً، وقد حدّثنا عليّ(ع) عن تلك المرحلة فقال: «وقد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة، والمنـزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويُمسّني جسده، ويشمّني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبةً في قول ولا خطلةً في فعل، ولقد قَرَن الله به من لدن أن كان فطيماً أعظم مَلَك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمه ـ والفصيل هو ولد الناقة ـ يرفع لي في كلِّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحِراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجتمع في بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما ـ فقد كان عليّ(ع) إلى جانبه(ص) في الصّلاة، وخديجة وراءهما ـ أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة».
ونتيجة ذلك، قال له رسول الله(ص): «أنت أخي في الدنيا والآخرة»، وأيضاً قال(ص): «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»، وعندما تركه في المدينة ولم يأخذه معه إلى معركة تبوك، وقد شهد معارك رسول الله كلّها، قال(ص) له: «أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».
ولأنّه كان(ع) يحمل مسؤولية تثقيف الناس، كان يقول لهم: «سلوني، فوالله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلاّ حدّثتكم عنها متى نزلت، بليل أو نهار، أو في مقام أو في سفر، أم في سهل أم في جبل...». وعندما سئلت عائشة عن عليّ(ع)، قالت: "ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله منه، ولا امرأةً أحبّ إلى رسول الله من امرأته".
وقال(ص) في يوم الغدير، وقد جمع الناس عند مفترق الطريق بعد رجوعه من حجة الوداع: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟»، قالوا: بلى، قال: "اللهم اشهد"، ثم قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيثما دار»... وقالت أم سلمة: سمعت رسول الله(ص) يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
ومن وصاياه ما روي عنه (ع) أنّه قال: «أوصيكم بخمس، لو ضربتم إليها آباط الإبل لكانت لذلك أهلاً: لا يرجونّ أحدكم إلاّ ربه، ولا يخافنّ إلاّ ذنبه، ولا يستحينّ أحد منكم إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم، ولا يستحينّ أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه، وعليكم بالصبر، فإنّ الصبر من الإيمان بمنـزلة الرأس من الجسد، فكما لا خير في جسد لا رأس معه، لا خير في إيمان لا صبر معه».
وقال عليّ(ع) وقد سُئل عن الخير: «ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، وأن يَعظُم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدنيا إلاّ لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات». وقال(ع): «يا أيُّها الناس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وطوبى لمن لزم بيته، واشتغل بطاعة ربه، وبكى على خطيئته، فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة».
رائد الوحدة الإسلامية
هذا بعضٌ من عليّ(ع) الذي أعطى الإسلام من كلِّ شجاعته وصلابته وجهاده عندما كان مع رسول الله(ص)، وقد قال عنه(ص) عندما برز ليقاتل عمرو بن عبد ودٍّ: «برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه»، وبعد رسول الله(ص) عندما أُبعد عن حقه، ورأى أنّ مسؤوليته أن يحفظ الإسلام والمسلمين، تعاون مع الذين تقدّموه وأخذ بالوحدة الإسلامية، وكان(ع) يقول: «فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم، التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب، أو كما يتقشّع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث، حتّى زاح الباطل وزهق».
وكان يرى نفسه مسؤولاً عن الإسلام خارج الخلافة، كما هو مسؤول عنه داخلها، وكان يقول: «لأسلمنَّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلاّ عليَّ خاصةً»، وكان ينهى المسلمين عن السبّ والشتم تجاه كلّ الّذين يختلفون معهم، وكان يقول لهم: «إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إياهم: اللّهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به».
لقد كان عليّ(ع) رائد الوحدة الإسلامية من النَّاحية الفكرية والعلمية، وفي ذكرى مولده، علينا أن نعمل من أجل الوحدة الإسلامية التي يلتقي فيها المسلمون على الثوابت الإسلامية في العقيدة، وأن يرجعوا إلى الله ورسوله فيما يختلفون فيه.
إن عليّاً(ع) كان مع الحق كلّه، وكان الحق مع عليّ، وعلينا أن نكون مع الحق في ذلك كلّه.
وفي هذه المناسبة، نقف مع ذلك الشاعر المسيحي الذي قال:
يا سماء اشهدي ويا أرض قرّي ** واخشعي إنني ذكرت عليّا

مقتبسة من خطبة الجمعة لسماحة العلامة آية الله العظمى المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله دام ظله

لتحميل الخطبة
أنقر (هنا)

 

 

الفضل المقيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-07-2008, 08:18 PM   رقم المشاركة : 2
(روح الله)
طرفاوي فائق النشاط
 
الصورة الرمزية (روح الله)
 







افتراضي رد: باق في مدى الأزمنة الإمام عليّ(ع) رمز الطّهارة والعلم والتّقى

اشكرك اخوي على النقل
السلام عليك ياامير النحل
ان شاء الله نرى الافضل
موفقين لكل خير

 

 

 توقيع (روح الله) :
[/QUOTE]



((لا تـُسـئ اللــفــظ وإن 0ضــاق بـك الـجــواب))
(روح الله) غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد