العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 28-05-2007, 01:59 PM   رقم المشاركة : 1
باقر علم النبيين
طرفاوي جديد





افتراضي ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى(( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدّقا ً لما بين يديه إنّ الله بعباده لخبير ٌ بصير* ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم ٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابق ٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفوز الكبير* جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلــّـون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)). ســـورة فــاطر آية31 > 33

فإيراث العلم تركه عند الغير ليقوم بأمره بعده. كما أنّ الكتاب هنا جاء بمعنى المعارف القرآنية. أما الإصطفاء فهو مأخوذ ٌ من صفوة الشيء أي خلوّه من الشوائب فالمصطفون هم المعصومون الذين لا مكان في وجودهم لذنبٍ ولا لمعصيةٍ ولا لإثمٍ إلاّ أنّ كلمة المصطفين جاءت بصيغة مفعول ٍ في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الله هو الذي عصمهم واختارهم واستخلصهم لنفسه. ولكنّ الآية القرآنية بعد أن ذكرتْ أنّ هناك مصطفون بعد رسول الله , استدركتْ لتوضّح بأنّ الإصطفاء هنا جاء من باب التعبير عن الجزء بالكل أي أنها عبّرتْ عن الذرية التي ينحدر منها المصطفون بأنها ذرية ٌ مصطفاة ٌ بالرغم من وجود الظالمين لأنفسهم والمقتصدين فيها وهذا الأسلوب شائعٌ في القرآن الكريم كما في قوله تعالى(( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين)) سورة البقرة آية 47 وقد أشار القرآن إلى نوع هذا التفضيل في قوله تعالى(( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ً وآتاكم ما لم يُؤتِ أحدا ً من العالمين)) سورة المائدة آية 20 فالتفضيل هنا للأنبياء من بني إسرائيل على غيرهم من العالمين لا أنّ كلّ فردٍ من بني إسرائيل مفضّلٌ على غيره من العالمين كما أنّ بني إسرائيل لم يكونوا جميعا ً ملوكا ً وإنما البعض منهم فالآيات هنا وكما قلنا قد عبّرتْ عن الجزء بالكل. كما أنّ هذه الأصناف الثلاثة هي نفسها التي وردتْ في قوله تعالى(( وكنتم أزواجا ً ثلاثة* فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة* وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون* أولئك المقربون)). ومن هذا البيان تبطل شبهة أنّ قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) نازلة ٌ في الأمة الإسلامية جميعا ً إذ كيف يكون ذلك والآية تتحدّث عن وجود صنف الظالمين لأنفسهم وهم أصحاب المشئمة الذين يكون مصيرهم النار بينما الآية القرآنية التي بعدها تتحدّث بأنّ هؤلاء المصطفين الذين أورثوا الكتاب جميعهم في الجنة وذلك في قوله تعالى(( جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلـــّون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)) هذا بالإضافة إلى أنّ معنى الإصطفاء لا ينسجم مع صنف الظالمين لأنفسهم وصنف المقتصدين الذين خلطوا عملا ً صالحا ً وآخر سيّئا ً. إذا ًومما سبق يتحصّل لدينا أنّ المصطفين الذين أورثوا الكتاب بعد رسول الله(ص) هم السابقون بالخيرات بإذن الله دون غيرهم . وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة:
1ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال(( ولد فاطمة(ع) والسابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف بالإمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام)). الكافي ج1 ص215
2ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هي لنا خاصة ً...)). وسائل الشيعة ج27 ص200
3ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة)) إلى أن قال(( فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم)). وسائل الشيعة ج27 ص72
4ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( السابق بالخيرات الإمام فهي في ولد علي وفاطمة(ع))). مستدرك الوسائل ج17 ص332
5ـ عن الصادق(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هم آل محمد والسابق بالخيرات هو الإمام)). بحار الأنوار ج23 ص217

 

 

باقر علم النبيين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2007, 05:46 PM   رقم المشاركة : 2
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

ومما يؤيد كلامك أخي العزيز باقر علم النبيين قوله تعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَـت فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لاَيَنَالُ عَهْدِى الظّـلِمِينَ(124)} سورة البقرة.

يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل:-

مَنِ الظّالم؟
المقصود من «الظلم» في التعبير القرآني: (لاَ يَنَالُ عهدِي الظَّالِمِينَ) لا يقتصر على ظلم الآخرين، بل الظلم (مقابل العدل)، وقد استعمل هنا بالمعنى الواسع للكلمة، ويقع في النقطة المقابلة للعدل: وهو وضع الشيء في محله.

فالظلم إذن وضع الشخص أو العمل أو الشيء في غير مكانه المناسب.

ولما كانت منزلة الإِمامة والقيادة الظاهرية والباطنية للبشرية منزلة ذات مسؤوليات جسيمة هائلة عظيمة، فإن لحظة من الذنب والمعصية خلال العمر تسبب سلب لياقة هذه المنزلة عن الشخص.

لذلك نرى أئمة آل البيت(عليهم السلام) يثبتون بهذه الآية تعيّن الخلافة بعد النّبي مباشرة لعلي(عليه السلام) وإنحصارها به، مشيرين إلى أن الآخرين عبدوا الأصنام في الجاهلية، وعليّ(عليه السلام) وحده لم يسجد لصنم. وأيّ ظلم أكبر من عبادة الأصنام؟! ألم يقل لقمان

لابنه: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(1)؟!

من هذه الإستدلالات ما رواه هشام بن سالم عن الإِمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) قال: «قَدْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ نَبِيّاً وَلَيْسَ بِإِمَام، حَتِّى قَالَ اللهُ: (إنّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً، قَالَ: وَمِنْ ذُرِّيَّتِي، فَقَالَ اللهُ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)، مَنْ عَبَدَ صَنَماً أَوْ وَثَناً لاَ يَكُونُ إِمَاماً»(2).

وفي حديث آخر عن عبد الله بن مسعود عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): «إِنَّ اللهَ قَالَ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ أَعْطِيَكَ عَهْداً لِلظَّالِمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنِ الظَّالِمُ مِنْ وَلِدي الَّذِي لا يَنَالُ عَهْدَكَ؟ قَالَ: مَنْ سَجَدَ لِصَنَم مِنْ دُونِي لاَ أَجْعَلُهُ إِمَاماً أَبَداً، وَلاَ يَصْلَحُ أن يكون إِمَاماً»(3).

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-05-2007, 06:54 PM   رقم المشاركة : 3
باقر علم النبيين
طرفاوي جديد





افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

شكراً عزيزي طالب الغفران على المشاركة الجميلة
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية المصطفين السابقين بالخيرات بإذن الله محمد وآل محمد

 

 

باقر علم النبيين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-05-2007, 03:52 PM   رقم المشاركة : 4
حامل المسك
نائب المشرف العام
 
الصورة الرمزية حامل المسك
 







افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

حضر الرضا (ع) مجلس المأمون بمرو - و قد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل(1) المصدر / ص 394 .


العراق و خراسان - فقال المامون : اخبروني عن معنى هذه الآية : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " فقالت العلماء : أراد الله بذلك الأمة كلها ، فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا (ع) :

" لا أقول كما قالوا ، ولكني أقول : أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة ، فقال المأمون : و كيف عنى العترة من دون الأمة ؟ فقال الرضا (ع) : إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة ، لقول الله عز وجل : " فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهمسابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير " ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال : " جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب " الآية ، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم " (1)[ فمنهم ظالم لنفسه ]

تساوت حسناته و سيئاته ، و في حديث مأثور عن أبي الدرداء عن رسول الله - صلى الله عليه و آله - في هذه الآية في مصير الظالم لنفسه قال :

" أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب ، و أما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ، و أما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة ، فهم الذين " قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " (2)[ و منهم مقتصد ]

العزيز باقر علم النبيين بوركت على هذه النفحات

 

 

 توقيع حامل المسك :
رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
عَلَّمَتْنِي الْحَيَاة..ان أَجَعَل قَلْبِي مَدِيْنَة..بُيُوْتِهَا الْمَحَبَّة..وَطَرِيْقُهَا التَّسَامُح وَالْعَفْو وَأَن اعْطِي وَلَا أَنْتَظِر الْرَّد عَلَى الْعَطَاء ..وَأَن اصَدِق مَع نَفْسِي قَبْل أَن اطْلُب مِن أَحَد أَن يَفْهَمُنِي ..وَعَلَّمْتَنِي أَن لاأَندُم عَلَى شئ وَأن اجْعَل الْامَل مِصْبَاحَا يُرَافقُنِي فِي كُل مَكَان وَأَن احْتُفِظ بِأَحْزَانِي فِي قَلْبِي وَأَن ارْسِم الْبَسْمَة عَلَى شَفَتِي حَتَّى لاأَحْزن الْنَّاس
حامل المسك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-05-2007, 08:00 PM   رقم المشاركة : 5
باقر علم النبيين
طرفاوي جديد





افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

شكراً عزيزي حامل المسك على هذه المشاركة الجميلة
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية المصطفين السابقين بالخيرات بإذن الله محمد وآل محمد

 

 

باقر علم النبيين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2007, 12:59 PM   رقم المشاركة : 6
ميرزا ياسر
طرفاوي بدأ نشاطه






افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

اهلا أخي باقر علم النبيين بصراحه أجدت اختيار الأية المناسبة للنقاش فحرينا
بنا أن نتفقه في التفسير ليس فقط في الفقه و العقائد ,,,,,,

تفصي تام ومفهوم منك عزيزي
شكري الموصول لك
تحياتي

 

 

ميرزا ياسر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-05-2007, 01:43 PM   رقم المشاركة : 7
باقر علم النبيين
طرفاوي جديد





افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

عزيزي عبد الستار
شكراً لك على المرور ولقد صدقتَ فكم نحن بحاجة إلى إثبات إمامة أهل البيت(صلوات الله عليهم أجمعين) قرآنيا ً وليس فقط روائياً
جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بولاية المصطفين السابقين بالخيرات محمد وآل محمد

 

 

باقر علم النبيين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-06-2007, 02:39 PM   رقم المشاركة : 8
باقر علم النبيين
طرفاوي جديد





افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واسمحوا لي بهذه الإضافة للتوضيح أكثر

إنّ هناك حقيقة قرآنية تقول بأنّ المصطفين هم ذرية بعضها من بعض قال تعالى(( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية ٌ بعضها من بعض والله سميعٌ عليم))

وانطلاقاً من هذه الحقيقة

ندرك بأنّ المعنيون من قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله)) هم ذرية إبراهيم من فرع إسماعيل إلاّ أنّ الآية بعد أن ذكرتْ أنّ هناك مصطفون بعد رسول الله , استدركتْ لتوضّح بأنّ الإصطفاء هنا جاء من باب التعبير عن الجزء بالكل أي أنها عبّرتْ عن الذرية التي ينحدر منها المصطفون بأنها ذرية ٌ مصطفاة ٌ بالرغم من وجود الظالمين لأنفسهم والمقتصدين فيها وهذا الأسلوب شائعٌ في القرآن الكريم كما في قوله تعالى(( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين)) سورة البقرة آية 47 وقد أشار القرآن إلى نوع هذا التفضيل في قوله تعالى(( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ً وآتاكم ما لم يُؤتِ أحدا ً من العالمين)) سورة المائدة آية 20 فالتفضيل هنا للأنبياء من بني إسرائيل على غيرهم من العالمين لا أنّ كلّ فردٍ من بني إسرائيل مفضّلٌ على غيره من العالمين كما أنّ بني إسرائيل لم يكونوا جميعاً ملوكا ً وإنما البعض منهم فالآيات هنا وكما قلنا قد عبّرتْ عن الجزء بالكل

وبعبارةٍ أخرى

فكأنّ الآية تريد أن تقول(( ثم أورثنا الكتاب لذرية إبراهيم من فرع إسماعيل الذين اصطفيناهم ثم استدركت الآية وقالت ولكننا عندما نقول بأننا اصطفينا ذرية إبراهيم من فرع إسماعيل لا نعني أننا اصطفينا كل ذرية إبراهيم من فرع إسماعيل لأنّ من ذرية إبراهيم من فرع إسماعيل من هو ظالمٌ لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات بإذن الله ونحن اصطفينا السابق بالخيرات منهم))

و لو تأملنا قليلاً لإتضحت لنا هذه الحقيقة

فلتتأمل معي في وصف الآية لصنف السابقين بالخيرات حيث قيدتهم الآية بأنهم سابقين بإذن من الله في إشارةٍ إلى العناية الخاصة من الله لهذا الصنف وهو هنا الإصطفاء

 

 

باقر علم النبيين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-06-2007, 02:43 AM   رقم المشاركة : 9
باقر علم النبيين
طرفاوي جديد





افتراضي رد: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معذرة اسمحوا لي ببعض التعديل على البحث

قال تعالى(( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدّقا ً لما بين يديه إنّ الله بعباده لخبير ٌ بصير* ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم ٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابق ٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفوز الكبير* جنات عدن ٍ يدخلونها يُحلــّـون فيها من أساور من ذهب ٍ ولؤلؤا ً ولباسهم فيها حرير)). ســـورة فــاطر آية31 > 33

فإيراث الكتاب تركه عند الغير ليقوم بأمره بعده والكتاب هنا جاء بمعنى المعارف القرآنية. كما أنّ التعبير بالعباد المصطفين في الآية هنا يشير إلى ذرية إبراهيم من فرع إسماعيل التي ينحدر منها رسول الله(ص) باعتبار أنّ المصطفين ذرية ٌ بعضها من بعض قال تعالى(( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العلمين * ذرية ٌ بعضها من بعض والله سميعٌ عليم)) وأما الإصطفاء فهو مأخوذ ٌ من صفوة الشيء أي خلوّه من الشوائب فالمصطفون هم المعصومون الذين لا تشوب طاعتهم لله أيّ ذنبٍ أو معصيةٍ أو إثمٍ . كما أنّ كلمة المصطفين جاءت بصيغة مفعول ٍ في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الله هو الذي عصمهم واختارهم واستخلصهم لنفسه ولكنّ الآية القرآنية بعد أن ذكرتْ أنّ هناك مصطفون قد أورثوا الكتاب بعد رسول الله , استدركتْ لتوضّح بأنّ الإصطفاء هنا جاء من باب التعبير عن الجزء بالكل أي أنها عبّرتْ عن الذرية التي ينحدر منها المصطفون(السابقون بالخيرات بإذن الله) بأنها ذرية ٌ مصطفاة ٌ بالرغم من وجود الظالمين لأنفسهم والمقتصدين فيها وبعبارةٍ أخرى فإنّ الآية أرادت أن تشير إلى أنّ هناك أفراداً مصطفين من تلك الذرية لا أنّ كل فردٍ من تلك الذرية مصطفى وهذا الأسلوب شائعٌ في القرآن الكريم كما في قوله تعالى(( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضّلتكم على العالمين)) سورة البقرة آية 47 وقد أشار القرآن إلى نوع هذا التفضيل في قوله تعالى(( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ً وآتاكم ما لم يُؤتِ أحدا ً من العالمين)) سورة المائدة آية 20 إذاً هذه الآيات تشير إلى أنّ التفضيل هنا للأنبياء من بني إسرائيل على غيرهم من العالمين لا أنّ كلّ فردٍ من بني إسرائيل مفضّلٌ على غيره من العالمين كما أنّ الآيات أرادت أن تشير إلى أنّ هناك ملوكاً من قوم موسى لا أنّ كل فردٍ من قوم موسى هو ملكٌ . إذاً فالآية القرآنية تقسِّم الذرية التي أورثها الله الكتاب أي الذرية التي حملت الكتاب واعتقدت وآمنت بما فيه إلى ثلاثة أقسام فقسمٌ هم الظالمون لأنفسهم أي المقصِّرين في الطاعة وقسمٌ هم المقتصدون أي الملتزمين بعموم الطاعات وقسمٌ هم السابقون بالخيرات بإذن الله وهم المعصومون وهذا القسم الأخير من تلك الذرية هم الذين اصطفاهم الله ويؤكد ذلك تقييد الآية لهم بأنهم سابقين بالخيرات بإذنٍ من الله في إشارةٍ إلى العناية الخاصة من الله بهم وهو هنا الإصطفاء. والظاهر بأنّ هذه الأصناف الثلاثة جميعهم في الجنة ويؤكد ذلك وصف الآية اللاحقة للذين أورثوا الكتاب بأنهم في الجنة قال تعالى(( جنات عدنٍ يدخلونها)) ويؤكد ذلك أيضاً وصف الذين لم يحملوا هذا الكتاب ولم يعتقدوا به في الآيات اللاحقة بأنهم في النار قال تعالى((والذين كفروا لهم نار جهنم)) وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة:
1ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال(( ولد فاطمة(ع) والسابق بالخيرات الإمام والمقتصد العارف بالإمام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام)). الكافي ج1 ص215
2ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال ((ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق يعني أهل الكوفة قال قلتُ يقولون إنها لهم قال مما يخوِّفهم إذا كانوا من أهل الجنة قلتُ فما تقول أنت جُعِلتُ فداك قال هي لنا خاصة يا أبا إسحاق أما السابقون بالخيرات فعلي والحسن والحسين والإمام منا والمقتصد فصائمٌ بالنهار وقائمٌ بالليل والظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفورٌ له)) تأويل الآيات ص 470
3ـ عن الرضا(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال((إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة إلى أن قال فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم قال المأمون ومن العترة الطاهرة فقال الرضا(ع) الذين وصفهم الله في كتابه فقال( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم الذين قال رسول الله إني مخلفٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض انظروا كيف تخلفوني فيهما أيها الناس لا تعلــِّموهم فإنهم أعلم منكم إلى أن قال فصارت وراثة الكتاب للمهتدين دون الفاسقين)) وسائل الشيعة ج 27 ص 188
4ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( السابق بالخيرات الإمام فهي في ولد علي وفاطمة(ع))). مستدرك الوسائل ج17 ص332
5ـ عن الصادق(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال (( هم آل محمد والسابق بالخيرات هو الإمام)). بحار الأنوار ج23 ص217
6ـ عن الباقر(ع) في قوله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)) قال(( نزلت فينا أهل البيت قال أبو حمزة فقلت بأبي أنت وأمي فمن الظالم لنفسه منكم قال من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالمٌ لنفسه فقلت من المقتصد منكم قال العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين فقلت فمن السابق منكم بالخيرات قال من دعا والله إلى سبيل الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضداً ولا للخائنين خصيماً ولم يرضَ بحكم الفاسقين إلاّ من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعواناً)) بحار الأنوار ج 23 ص 214

 

 

باقر علم النبيين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد