رأيت رجالاً يطوفونَ حولَ
إلهٍ صغيرٍ عجيبِ الفعالْ
يغيبون عنهُ طوال النهار
فإن جنّ ليلٌ أتوه عجالْ
وإن شاغلتهم ظروفُ الحياةِ
وبغيُ العداةِ فذا شرُّ فالْ
تراهم أتوه يجرّونَ ذيلاً
من الذلِّ يكسو الربا والجبالْ
وكلٌّ يقدّمُ عذراً ونَذراً
بألا يعودَ وقربانَ مالْ
وأما الذينَ على العهدِ كانوا
ولم يغفلوا وِردهم باشتغالْ
فبشرىً لكم أيها العابدونَ
ترقّبُ أمرٍ وحسنُ امتثالْ
فيجتمعونَ ويقتسمونَ
عطايا إلهِ الهوى والضلالْ
لكلٍ نصيبٌ فمنهم سعيدٌ
ومنهم تعيسٌ كزنديق خالْ
كأنَّ النصيبَ كتابٌ تُؤتّاهُ -
يومَ القيامةِ - منه الشمالْ
وكل نصيبٍ إذا قيل حيهلَ
شيطانَ جِنٍّ تراهُ استحالْ
فيدخلُ في الجوفِ بينَ الضلوعِ
ويضرمُ فيهنِّ حبََّ القتالْ
فيبدأ من ظنَّ فيهِ السعادةَ
كيدَ الذي فيهِ تعسُ المآلْ
فيقتتلانِ وما كانَ يرضى
إلهُ الضلالِ بغيرِ القتالْ
فحقدٌ وبغضٌ يسوقُ التعيسَ
لسبِّ الإلهِ وفحشِ المقالْ
ويحلفُ أن لن يطيعَ إلهً
يثيرُ المضاغنَ بينَ الرجالْ
ويصبأ كلُّ الذينَ أضلَّ
يقولونَ ما ذو التعاسةِ قالْ
فكيفَ تمكّنَ منهم هواهمْ
فبئسَ الهوى من رشادٍ ينالْ
وما أن يشقَّ النهارُ الظلامَ
ترى القومَ أهواؤهم لا تزالْ
فبينَ نَسِيٍّ لعهدِ الظلامِ
ومن يتناسى مُصابَ الليالْ
يتيهونَ في الأرضِ – وا ندماهُ
يناجونَ كيفَ العثارُ يقالْ
عصينا إلهَ الهوى يندبونَ
ودمعُ الثكالى على الخدِّ سالْ
فليتَ الإلهَ الذي يعبدونَ
إذا حلََّ خطبٌ عليهِ اتكالْ
فليسَ يفرّجُ كرباً وليسَ
يسوقُ الغمامَ ويكسو العيالْ
وليسَ يُحلّلُ أمراً حراماً
وليسَ يحرّمُ أمراً حلالْ
ألا لا إله خلى الله حقٌ
وليسَ سواهُ يجيبُ السؤالْ