العودة   منتديات الطرف > الواحات الأدبية > همس القـوافي وعذب الكلام




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 04-09-2004, 02:32 AM   رقم المشاركة : 1
broken-hearted
طرفاوي بدأ نشاطه






افتراضي

"كم أكره نقاط التفتيش! لم نقطع عشر كيلومترات من الأحساء وقابلتنا أول نقطة: يبدو أن الطريق ستكون طويلة". قالها صديقه بتململ واضح، ولم يرد عليه؛ فقد بدا مستغرقا في أمر ما منذ أن غادرا محطة الوقود. يقول لنفسه: رحلة أخرى حمقاء إلى الدمام، لا بأس، ما المانع؟ ليس لدي الكثير لأقوم به على أي حال. حسنا، ربما كان يداجي نفسه لا أكثر؛ فهو مشغول البال إلى درجة ينتفي معها عدم الانشغال بشيء ما. فيما كان صديقه يقود بغير اهتمام؛ ربما لأنه حفظ الطريق عن ظهر قلب، أو أن الطريق أصبح يحفظه عن ظهر قلب، أو ربما لأنه لم يكن راغبا جدا في رحلة كهذه: فلم يكن ليذهب لولا طلب صديقه. أحس أن الأصدقاء خلقوا لهكذا أوقات: حين نريد أن نرحل، ولا نريد أن نرحل وحدنا.
كانا صامتين معظم الوقت، لأنهما يلتقيان كثيرا. وفي مثل هذه الأحيان حين يطول اللقاء لا يبقى شيء من تلك الشؤون الصغيرة التي يتبادلان فيها الحديث، لكن صمتهما بدا مثل إجزاء الإنصات لصوت فيروز:
- يا خوفي أبقى أحبك .. في الأيام اللي جايي
واتهرب من نسيانك .. ما باتطلع في مرايي
وعاود الحديث مع نفسه:
- يا للإخوين رحباني! هل عاشا تلك الحالة؟ كيف استطاعا تخيلها؟ إنها صورة مرعبة!
وأثناء محاولته للهرب من أشباح الرعب أدرك أنهما وصلا إلى مكانه الأثير.. ذلك الشاطئ الرملي المنعزل العذري المياه. كم يغشاه الارتياح مع قليل من الذنب حين يفكر بأن لا أحد يلوث هدوء هذا الشاطئ غيره.
انشغل صديقه بشيء علق في مؤخرة سيارته، فيما خلع هو حذاءه الذي يهوى انتعاله دون جوارب حين يهفو إلى شاطئه، وثنى بنطاله الداكن حتى ركبتيه، ومضى في خطوات مهزوزة يعتريها ذلك الذنب إلى المياه.
حين غرس قدمه في المياه الباردة، تلبسه ذلك الشعور الذي يشبه... لا يتذكر تماما، يشبه شيئا... لا يتذكره تماما.
قارب البحر ركبتيه، وأخذ ينثر الماء إلى الأعلى بيديه التي قالت نفسه عنهما مرة: "ضئيلتان". صديقه كان يأتي من الخلف بطريقة خطوه التي لا يملك إلا أن يبتسم حين يلحظها، ويعلق عليها ساخرا بين وقت وآخر. فيه ذلك النوع من السخرية التي يطلقها من فرط الألم ويضحك منها الآخرون، فلا يزداد إلا ألما.
عاد ينثر الماء، وعاد حلم قديم يتسلق جدران ذاكرته: أمطار تسقط في الاتجاه المعاكس. آه.. يعلم أنه حلم قديم مستحيل، لكنه يأبى مفارقته. ويداخله الشك: نتعلق بالأوهام؟ أم أن الأوهام تتعلق بنا؟
اجتاحته رغبة مفاجئة في الكلام.. إلى لا أحد: يظنون أني آتي إلى البحر لأسكب فيه همومي. لا يعلمون أني آتيه لأغدقه بأفراحي المؤقتة، وأغترف منه مزيدا من الهم والهم. أزرق، منافق، غدار، جميل، ومظلوم.. إنه ليس شيئا من هذا: إنه بحر فقط، أو ربما كان البحر فقط.

كتبت هذا النص منذ فترة على أمل أن أكمله، لكنني لم أفعل. هل يظن أحدكم أنه بحاجة إلى تكملة؟

 

 

 توقيع broken-hearted :
اقـرأ الـمـزيـد فـي مــدونـتـي...
يوميات
- - - - - - - - - - - - - - - - -
it's amazing how you can speak right to my heart
without saying a word, you can light up the dark
broken-hearted غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2004, 08:55 AM   رقم المشاركة : 2
الغريب
المشـرف العــام
 
الصورة الرمزية الغريب
 






افتراضي

broken-hearted

قصة جيدة .. ومحاولة جيدة ..

سنكون في انتظار بقية القصة ..

استمر في الكتابة .. ودائماً سنكون في انتظار جديدك ..




وفق الله الجميع ..

 

 

 توقيع الغريب :
الغريب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-01-2005, 02:37 AM   رقم المشاركة : 3
فجر
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية فجر
 







افتراضي

<******>drawGradient()

 

 

 توقيع فجر :
إجــــــــــازة


شكر موصول لولاية علي على التوقيع الحلو
فجر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 05:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد