18-05-2017, 02:57 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
العاشق الراحل - شعر أحمد الربيح
العاشقُ الرّاحل
شعر: أحمد مبارك الربيح في رثاء الأستاذ إبراهيم الذرمان . . أيّها القابعُ في آخرِ دهليزٍ من السّكّةِ يا عاشقُ يا عابقُ يا روحَ الحكاياتِ زمانَ الوصلِ جلّلني انتظاراً فأنا جِدُّ حزينْ مَن لِهذا الشجنِ المَحفوفِ بالمَاضي الدّفينْ مَن لِهذا الحُلْمِ جاثٍ يَتحرّى الخَطوَ.. أصواتِ التهاليلِ.. صريرَ البابِ.. أسرابَ الحنينْ قُمْ عن الدّكةِ هذا العِزُّ لا يَكملُ في شكلِ الغِيابْ هذه الأشياءُ لا روحَ بها إن لمْ تُلامسْها يدُ (الذِرمانِ) تغدو محضَ طينْ ************ نفسي تَهيمُ غَداةَ لُفَّ كياني كَذُؤابةٍ نَسلتْ مِن الأشجانِ النايُ بعضُ هديرِها وحَوافُها حَيرى تُلملمُ غُصّةَ الأحزانِ يا حاملينَ على القلوبِ حَشاشةً لمّا تَزالُ تَنوءُ بالتحنانِ وبقيةً مِن طِيبةٍ هَجَريةٍ غُرستْ فكانت (دوحةَ الذرمانِ) لا تَعجِلوا خَطوَ الوداعِ فهَا هُنا رئةٌ تَشمُّ أثيرَها فَتُعاني الشوقُ بَرّحَها لرائحةٍ زَكتْ ونَمتْ لعاشقِ إرثِهِ المُتفاني المُشرِقِ الوَجهِ الرّحيبِ بَشاشةً المُكرِمِ القَاصي قُبيلَ الدّاني المُكثرِ التّرحابِ دونَ مَلالةٍ الأبيضِ القلبِ الكبيرِ الحاني أعني الهُمامَ أبا الهِشامِ سُلالةً طابتْ فضاعَ الحقلُ بالرّيحانِ ** ** ** لا تَعجِلوا.. قَرعُ النِّعالِ يَهزُّني وتلوحُ في أفقِ النِّدا أُذنانِ الصّمتُ أوقَفها وأرهفَ سمعَها وطَوى الجُموعَ على المَدى وطواني منذُ انْبرى صوتُ المُبرّزِ عِزّةً وكَرامةً للرّمزِ تُبتدرانِ يا عَاشِقاً عَبقَ التُّراثِ تَفتّقتْ أرضُ الحَساءِ فكنتَ أنتَ البَاني مِن نخلِها صُغتَ الصُّمودَ (مَجصّةً) وأقمتَ من فيضِ العيونِ (سَواني) وجَمعتَ من هذا الجَنى سَحّارةً حوتِ النفائسَ من قَديمِ جُمانِ أُنبيكَ أنّ العاشقينَ تَحلّقُوا وسَرى الوَفا بِمُقدَّمِ الرُّكبانِ لفّتكَ مِن كُلِّ الجهاتِ مَحبةً دَعواتُهم وطغت على الأكفانِ وتَحومُ مِثلَ كواكبٍ قد شَدّها ألقُ المَدارِ تَلاحماً وتَفانِ وكَذا لسّرِ الجّاذبيّةِ قِصةٌ لا تَنتهي بِنهايةِ الدَّورانِ ** ** ** لا تَعجِلوا فهُناكَ مَتحفةٌ أتتْ مجموعةً في وِحدةِ الإنسانِ الشّوطُ جَدَّ بها تُلامسُ نَعشَهُ لتَردَّ بعضَ فضائلٍ وأمَاني وتعيدَ أشرطةً تُجدّدُ عُمرَها ليسَ (الحياةَ دقائقٌ وثَواني) مُذْ كنتَ تَنفُخُ رُوحَها مُتخفِّفاً مِن عَقربِ السّاعاتِ بالذّوبانِ العِشقُ ضَمّكُما ومَا مِن ثالثٍ والعِشقُ للذرمانِ (عُمرٌ ثاني) . . 1438هـ جمادى الأولى
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|