01-09-2014, 05:31 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
المنتخب الطريحي وحديث الكساء (من موضوعات الندوة) ـ حسين البوصالح
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين المنتخب الطريحي وحديث الكساء الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطاهرين. سماحة العلامة الشيخ عبدالجليل البن سعد، ضيوفنا الأكارم، أيها الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إنه لشرف كبير لي ولكم، شرف لي أن أكون بين يدي علامة جليل وأستاذ من أساتذة الحوزة كبير وقلم متتبع رصين، وشرف لكم ولنا جميعًا أن نكون في رحاب خدمة أهل بيت العصمة متحدثين ومستنيرين في محفل يضم ذكرهم من خلال حديث الكساء، ومشاركين معكم أيها المستمعون الكرام قراءة سريعة في كتاب: هوامش تدقيقية على بحث "حديث الكساء بين التواتر والوضع" مقارنة علمية بين منهجي البحث العلمي الأصيل وتيارات النقد المعاصر، لسماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد الأحسائي. في الحلقة العاشرة ص/155 والمعنونة بـ: "يدور الكلام فيها حول كتاب المنتخب لفخر الدين الطريحي، وكيفية استفادة صاحب "حديث الكساء بين التواتر والوضع" أن الحديث قد أُضيف عليه من قبل شخص آخر غير المصنّف". وقبل طرح نتائج القراءة السريعة لهذه الحلقة، أود أن أُقدم بمقدمة وتعريف. * المقدمة: - إن حديث الكساء قد استأثر بالبحث والتحقيق والتدقيق والعناية عند أتباع المدرستين؛ مدرسة النص ومدرسة الشورى، الشيعة والسنة، وقد أسهمت كل مدرسة بما تستطيع في تجلية ذلك الحديث الشريف، وإماطة الستار عنه ليبقى نقيًّا طريًّا تستفيد الناس من بركاته ونفحاته، وأذكر على سبيل المثال السفر المعنون بـ : "حديث الكساء في مصادر الحديث" <1> جمعه وحقق عليه أبو أسد الله محمد بن حيَات الأنصاري بن الحافظ محمد عبدالله الأنصاري "الملتاني" الباكستاني. والذي استعرض فيه مصادر حديث الكساء، والتي تفوق الحصر عددًا وكثرةً، موردًا أقول العلماء في ذلك، وإن دلّ على شيء، فإنما يدل على أن حديث الكساء يحتل، أو قد احتل مكانة عظيمة في نفس المسلمين أجمع، وقد أسهم علماؤنا كذلك في متابعة ذلك الحديث تحقيقًا وتدقيقًا، ولا غرابة في ذلك، فهم أتباع مدرسة أهل البيت(ع) الذين تحملوا المشاق وبذلوا كل غالٍ ونفيسٍ في تقديم تراث أهل البيت(ع) إلى الناس نقيًّا صافيًا عذبًا زلالًا. وها نحن – مصداقاً لما تقدم – مع عالمين جليلين أحسائيين لهما باع طويل في التحقيق والتتبع، وهما: العلامة الشيخ حسين الراضي والعلامة الشيخ عبدالجليل البن سعد. وحيث إن الإنتاج والتدقيق والتحقيق من نفس الأرومة (الأحساء)، فهو مؤشر واضح على الحراك الثقافي والفكري في المنطقة، وهو ليس جديدًا عليها، بل هي جديرة بتقديم نماذج كما ذكرنا، وقد يختلف الأسلوب وتتعدد الطرق، ويبقى الجوهر واحدًا، فكل منهما تدفعه الغيرة والحمية النابعة من الإيمان العميق والحب العتيد في الحفاظ على التراث الإسلامي الأصيل وتقديمه للناس في أنقى حالاته وأسمى تجلياته. * التعريف: بما أن الكلام حول "الفخري" نقدم تعريفًا له موجزًا. الشيخ فخر الدين الطريحي: يقول السيد جواد شبّر في كتابه "أدب الطف" أو شعراء الحسين عليه السلام: "نبغ في القرن الحادي عشر الهجري الإمام الفقيه المحقق اللغوي الشيخ فخر الدين ابن الشيخ محمد علي بن الشيخ أحمد، وهي سلسلة نسبية تنتهي إلى حبيب بن مظاهر الأسدي الشهيد بين يدي الحسين "ع" يوم كربلاء، وبنو أسد من أشرف القبائل وأكثرها عدداً". وُلد الشيخ فخر الدين في النجف الأشرف سنة 979هـ، ونشأ محبًّا للعلم شغوفًا بالمعارف والكمالات، فكتب وصنّف وألّف وأجاد وأفاد، كما شهد له أقرانه بذلك، أمثال (العلامة) المجلسي صاحب بحار الأنوار والحر العاملي صاحب الوسائل. مؤلفاته كثيرة تشهد له بطول الباع وسعة الاطلاع تقارب الثلاثين مؤلفًا: (منها مجمع البحرين ومطلع النيرين)، والفخري أو المنتخب (اختصارًا). وكانت وفاته سنة 1085هـ في الرياحية ونقل إلى النجف ودفن فيها، وقبره معروف مشهور <2>. وبعد كل ما تقدم، هذه ورقة نقدمها من قراءتنا لهذا السفر المفيد حبًّا للاستزادة والاستفهام والاستجلاء، فإنه قد يعلق في الذهن أثناء القراءة والاطلاع ما يعلق تارة وينغلق باب الفهم تارة أخرى، لأن من يقرأ الفكرة ومتعلقاتها من جهة أخرى، قد يعلق في ذهنه ما يعلق، لذا نحن نستنير بفكر العلامة الجليل الشيخ عبدالجليل البن سعد، وهنا عدة تساؤلات نرجو أن يتسع لها صدر شيخنا الجليل والله المستعان. يقول الشيخ عبدالجليل: "وهنا سعى الشيخ الراضي إلى أن يُشكك في نسبة الحديث إلى كتاب المنتخب للطريحي بطريقة أذهلتني كثيرًا، وقد اعتمد في هذا السبيل على طريقتين: الطريقة الأولى: عدم نقل المجلسي لهذا الحديث عنه – ص157 س1/ لماذا لم ينقل العلامة المجلسي هذا الحديث بوصفه كتابًا موسوعيًّا واكتفى بإيراد ما يحتاجه من حديث الكساء في معرض الحجاج؟ يقول الشيخ عبدالجليل في ص/158 "كما أن العلامة المجلسي لم يُخرج في كتاب بحار الأنوار عن الطريحي لا كثيرًا ولا قليلًا". لماذا لم يكن المنتخب ضمن قائمة الكتاب التي أخذ عنها المجلسي علماً بأنه هنا يدعي أنه من أساتذة العلامة المجلسي. الطريقة الثانية: إنه جاء بنص للعلامة الآغا بزرك واستنتج منه: 1- إن كتاب المنتخب خرج من سيطرة العلماء. 2- إنه قد زيد فيه الكثير من الأمور كقصة زواج القاسم. 3- إن حديث الكساء لم يثبت وجوده في النسخة الأصل. هذا خلاصة ما أشار إليه الشيخ عبدالجليل ص/160، وإليك ما ذكر الشيخ حسين الراضي ننقل منه ما نحتاج إليه في هذه القراءة السريعة. * يقول الشيخ الراضي: "إن كتاب المنتخب بالرغم من جلالة قدر مؤلفه إلا أنه كتاب انتشر بين عموم الناس وخرج عن سيطرة العلماء" بتصرف ص/161. هذه دعوى يُقيمها الشيخ الراضي وقد ردَّ عليه الشيخ البن سعد بخلاف ذلك بأنه في حوزة العلماء وتحت سيطرتهم، وقد ذكر رأي صاحب الذريعة الآغار بزرك الطهراني إثباتًا لصحة ما يذهب إليه، ونحن في معرض القراءة السريعة كنا نأمل أن يُتحفنا الشيخ البن سعد بمصادر أخرى كأعيان الشيعة مثلًا وغيره من المصادر لتكون أبلغ حجة في الرد، ولكنه لم يذكر سوى المصدر المتقدم. * يقول الشيخ الراضي: " . . . بل نسخه – المنتخب- تعرضت للزيادة والنقيصة والوضع والتزوير . . ." ص/161 بمعنى آخر: إنه قد أُزيد في الكثير من الأمور. أقول: بين يديّ نسختان لكتاب (المنتخب) للطريحي، متحدتان عنوانًا وكلتاهما من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت – لبنان. وعند المقارنة بين النسختين، وحيث بينهما اختلافًا كبيرًا اتسم بأشكال عدة، ويمكن أن نشير إلى بعض وجوه وأشكال الاختلاف. - الاختلاف بسند الحديث وجودًا وعدمًا. - الاختلاف في اللفظ زيادة ونقصًا. وهي كثيرة لمن يأمل الفرق بينهما، ويكفي أن أورد شاهدًا واحدًا فقط، وهي زيادة أو نقص واضح ورد في إحدى النسختين (... فلما اكتملنا جميعًا تحت الكساء أخذ أبي رسول الله بطرف الكساء وأومأ بيده اليمنى إلى السماء وقال: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم وعدو لمن عاداهم ومحب لمن أحبهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك عليّ وعليهم وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا" <3>. - اختلاف في الاسم إظهارًا وإضمارًا. بعد كل ما تقدمت الإشارة إليه من أشكال الاختلاف بين النسختين، ألا يمكن اعتبار الشيخ حسين الراضي محقًّا في دعوى الزيادة والنقصان والوضع وووو ، علمًا بأن النسختين متقاربتان في زمن الطبع والنسخ ومتحدتان في دار النشر كما تقدم. * يقول الشيخ الراضي: "إن بعض المتبرعين نقل حديث الكساء في الحاشية من كتاب نهج المحجة للشيخ علي نقي بن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ثم أقحم في أصل الكتاب" ص/161. التساؤل الذي يطرح نفسه هنا، وهو موجّه للشيخ عبدالجليل البن سعد كما لم تذكر المصادر التي أخذ منها صاحب نهج المحجة الشيخ علي نقي خصوصًا الكتب المعتبرة التي تشكل مرجعًا هامًّا في تراثنا الشيعي والإسلامي. في نهاية المطاف أحب أن أشير إلى أن كل تساؤل هو تساؤل متعلّم لا متعنِّت، أريد أن أُصيب الحقيقة بما هي حقيقة من خلال تلك التساؤلات. وكما أود أن أشير إلى أن للبحثين قيمة علمية عالية تفيد كل من يطلع عليها. زاد الله العالمين الجليلين بسطة في العلم ونفع بهما. والحمد لله أولًا وآخرًا. ------------------------------------------ <1> المقصود هنا الحديث المتواتر وليس حادثة الكساء التي في المنتخب الطريحي. <2> جواد شبَر، أدب الطف، بتصرف ج 5 ص/119-120. <3> فخر الدين الطريحي، المنتخب ص/254. جلسة شوال 1435هـ
حسين علي البوصالح
|
01-09-2014, 05:53 PM | رقم المشاركة : 2 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: المنتخب الطريحي وحديث الكساء (من موضوعات الندوة) ـ حسين البوصالح
روابط ذات صلة ببقية أوراق الندوة
التعديل الأخير تم بواسطة منتدى السهلة الأدبي ; 01-09-2014 الساعة 07:10 PM. |
05-09-2014, 01:29 PM | رقم المشاركة : 3 |
منتدى السهلة الأدبي
|
رد: المنتخب الطريحي وحديث الكساء (من موضوعات الندوة) ـ حسين البوصالح
|
07-12-2014, 08:21 AM | رقم المشاركة : 4 |
مشرف مكتبة المنتدى
|
رد: المنتخب الطريحي وحديث الكساء (من موضوعات الندوة) ـ حسين البوصالح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|