![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
إداري
|
![]() أورد الإمام أبوالحسن يحيى بن نجاح رحمه الله في كتاب (سبل الخيرات): أن عثمان بن عفان رضوان الله عليه أرسل إلى أبي ذرّ الغفّاريّ رضي الله عنه بِصُرّةٍ فيها نَفَقَةٌ على يد عبدٍ لَه، وقال: إن قَبِلَها فأنتَ حرٌّ. فأتاهُ بها، فلم يقبلها. فقال -العبد-: اقبلها- يرحمك الله- فإنّ فيها عِتقِي. فقال -أبو ذر-: " إن كان فيها عِتْقُكَ فَفيها رِقِّي "، وأبى أنْ يقبلها. المصدر : لباب الآداب : أسامة بن منقذ، ج1، ص305 ----------------- أقول: الرق في اللغة: العبودية وإزالة الحرية، وسمي العبيد رقيقا، لأنهم يرقون لمالكهم، ويذلون ويخضعون، والرقيق هو المملوك. نعم .. كم هدية جاءت بالرق للإنسان الذي قَـبِـلَها، وصار بعدها مملوكاً لغيره. الرق له أشكال وألوان، وبعضها ما زلنا نعايشها، ومنها تطويق الإنسان بالإحسان إليه بحيث يفقد قدرته على المبادرة بالمعارضة لأي موقف خاطئ يحصل مِن المُحسن إليه. قد يستسلم المرء -أحياناً- لقبول الإحسان إليه من دخلاء على حياته في ظرف معين، وخاصة إن كان يأتيه إحسانهم بإلحاح وباندفاع يصعب ضبطه والتحكم به ومغلفاً بعناوين المحبة الخاصة والمودة الحميمة. هي دعوة لأن ينتبه المرء للهدايا المفخّـخة، فبعض الهدايا تأتيه ملغمة باستعباده وسلبه حريته، وبالتالي شراء حاضره وتقرير مصيره، وهنا أستحضر مقولتين منسوبتين لأمير البلاغة الإمام علي(ع)، وهما: (أحسن إلى مَن شِئت تكن أميره)، وأيضاً: (أفضل على مَن شئت يكن أسيرك)، وهما بنفس المعنى كما نلاحظ، والواجب أن نختار مَن يكون أميراً علينا بإحسانه، ومَن نكون أسرى لتفضّله، ولا نترك الآخر يسترقّنا بإحسانه وتفضله علينا من زاوية تشخيصه لمصلحته الذاتية وليس بالضرورة لمصلحتنا، والتي نحن أولى الناس بتقريرها لأنفسنا بلا وصاية مِن غيرنا علينا كما يحصل حين نكون أسرى لإحسان أحدهم معنا. وفقكم الله تعالى
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|