العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 04-04-2013, 01:34 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي التفحيـــــــــــــــــط ـ يوسف خليفة الشريدة

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا نص المشاركة التي أُلقيت على مسامع الطلاب في الطابور الصباحي، وذلك كأحد أنشطة المدرسة في الاحتفاء بأسبوع المرور الخليجي السادس والعشرون عام ١٤٣١هـ بثانوية الجفر حينها.
حاولت الاستفادة من المناسبة لوضع الطلاب أمام ملاحظة مهمة أحسب أنها تعنيهم من واقع متابعتنا لهم، وقد اجتهدت في جمع ما لمست مناسبته للعنوان المرصود من نقاط ليتم إلقاؤها على مسامعهم. واجتهدت في ربط العنوان بشعار هذا الأسبوع المعلن رسمياً.

وطبعاً نشر الموضوع هنا، الهدف منه هو مراجعة واجبنا جميعا في مكافحة هذه الظاهرة، فقد أكلتْ بعض أبناء مجتمعنا وبعض ممتلكاتنا. وأنا شخصيا سبق وأن كانت سيارتي (الجديدة حينها) ضحية لمفحط لم يملك التحكم في سيارته، فاصطدم في سيارتي الواقفة بأمان بالقرب من إحدى المدارس التي كنت نازلا فيها ذات صباح.
وأحد زملائنا في العمل، تم بتر ساق أخيه نتيجة لقيام مفحط بصدمه وتكسير ساقه حين كان يمشي على الرصيف بأمان، وليعيش بقية عمره بساق مبتورة.
زميل آخر خسر ابنه (الطفل حينها) نتيجة ذلك أيضاً، فقد أتى عليه أحدهم ليفارق الطفل الحياة وليفجع أمه فيه.
هذا فضلاً عن إصابة المفحطين أنفسهم بالضرر، وتجرع أهلهم مرارة ذلك.


وهذا نص المشاركة لمن يحب أن يقرأ .


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين.
تحتفل دول مجلس التعاون الخليجي هذا العام بأسبوع المرور السادس والعشرون بدءً من اليوم 28 ربيع الأول 1431هـ تحت شعار (احذر أخطاء الآخرين)
ولأن أخطاء الآخرين المرورية متنوعة ويصعب حصرها، فإني ارتأيت أن أُسلط الضوء على جانب منها؛ إذ أحسب أنه مناسب لأعمار منسوبي المدرسة من الطلاب، والذين ينساق بعضهم إلى متابعة بعض السلوكيات الخاطئة؛ وينتابهم شعور بالرغبة في محاكاتها للأسف الشديد.
كم يؤلمني منظر تجمهر الطلاب لمتابعة (المفحطين)، وهو ما يفهمُ منه (المفحطون) أنه دليل على استحسان فعلهم، وهو ما يُشجعهم على الاستمرار فيه. وهنا أقول:
لست أشك طرفة عين أنّ (التفحيط) هواية محرمة، وممارسة سيئة منكرة، وذلك للأسباب التالية :

أولاً: أنّ ممارسة (التفحيط) ممارسة خطرة تعرّض صاحبها إلى هلاك محقق، فقد يفقد حياته – وهذا كثيراً ما يحدث – وقد يُصاب بإصابات شديدة تلازمه مدى الحياة؛كفقد بعض الأطراف، أو حدوث بعض العاهات المستديمة – نسأل الله العافية –.

ثانياً: في التفحيط إيذاء وإزعاج للآخرين؛ وتعريضُ حياتهم للخطر، إذ مِن المعلوم أنّ معظم هواة (التفحيط) لا تحلو لهم هوايتهم تلك إلا في الأحياء السكنية المأهولة، والشوارع المطروقة، والساعات المزدحمة بالناس؛ مثل ساعة خروج الطلاب من مدارسهم؛ لينالوا أكبر عدد من المتابعين لسلوكياتهم.
ولا ريب أنّ إيذاء الناس أمر محرم كما قال الله تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا؛ فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً".
وحتى لو كان (التفحيط) في الأماكن الخالية خارج نطاق البنيان؛ فسيظل الأمر محرماً لبقاء عامل الإيذاء قائماً، ذلك أن أولئك الممارسين (للتفحيط) سيستدرجون أبناء المجتمع ومراهقيهم إلى أماكنهم، وتشجيعهم على ممارسة هذه الهوايات السخيفة، وفي هذا أعظم الإفساد لهم، وأكبر الأذية لأهلهم. (نعم . . المفحط لا يجد متعته إلا حين يجد الناس ملتفة حوله تصفّر له تفاعلا مع حماقته وسخافة سلوكياته)

ثالثاً: لا يماري عاقل أنّ في (التفحيط) إتلافاً للسيارة؛ وتدميراً لها؛ وتبذيراً للمال الذي دُفع لشرائها، وقد قال الله تعالى: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين".
وهذه السيارات نِـعمٌ من -الله تعالى- سخرها لعباده لقضاء حوائجهم عليها، فكيف يليق بأحدنا أن يكفرَ بنعمةِ الله ويسخرها في تصرفات طائشة، وممارسات منحرفة تدل على بطره وأشره والعياذ بالله؟!
لا ريب كذلك أنّ النظر إلى (التفحيط) أو غيره من المنكرات والمحرمات على سبيل الاستمتاع به والتلذذ بمطالعته حرام لا مرية فيه، إذ إنّ في ذلك إعجاباً بالمنكر؛ وإقراراً لوجوده؛ ورضاً به والعياذ بالله، ونبينا –صلى الله عليه وآله وسلم- علّمنا إنكار المنكر إذا رأيناه لا متابعته ومطالعته والتلذذ بمشاهدته، فقال –صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الصحيح: "مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه...".
أحبائي الطلبة . . علينا أن لا نحضر في أماكن نشاط المفحطين، وقد امتدح الله –تعالى- المعرضين عن المنكرات فقال -سبحانه-:"والذين هم عن اللغو معرضون"، وقال:"وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً"، وقال:"وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلام عليكم، لا نبتغي الجاهلين".
نعم . . علينا أن نـنكِّر هذا المنكر بقلوبنا حين نكون واعين لخطورة هذا الفعل؛ ومتفهمين لأهمية التصدي له. ونـنكّره بلساننا، وهذا ما نفعله الساعةَ، فنجمع الناس بصوتنا إلى أن يكونوا في المسؤولية معنا، ونـنكره بأيدينا حين نتعاون مع إدارة المدرسة للأخذ على يد المستهترين بأرواح الآخرين وممتلكاتهم، وذلك بأن يقوم الطلاب أنفسهم باستقباح ذلك من زملائهم إن حصل، وليس التجمهر لمتابعة استعراضاتهم، والأمل كبير بأن يستشعر الطلاب أنفسهم أهمية التبليغ عن الطلبة المسيئين ليقوم المسئولون بالمدرسة بمتابعة ذلك معهم أولا، فإن لم يُجدِ ذلك؛ وجبَ استنهاضُ أولياء أمورهم، وإلا فإن الجهات الأمنية حاضرةٌ لحمايةِ أرواح المواطنين وممتلكاتهم.

وأخيراً . . مِن كل ما تقدم، نُـدرك أهمية إنكار (التفحيط) والتعاون في مكافحة وجوده وانتشاره، ونسأل الله –سبحانه- أن يُصلح شبابنا؛ ويوفقهم إلى معرفة حقيقة دورهم في هذه الحياة؛ فيترفعوا عن سفاسفِ الأمور، ويضطلعوا بمسؤولياتهم تجاه دينهم وأمتهم ووطنهم.
طبتم وطاب وطننا الذي ينعمُ بحمد الله بنعمة الأمن والأمان، وهو محصلة طبيعية لطيبة أهله واستحسانهم للمعروف وإنكارهم للمنكر، وكذا جهود العيون الساهرة على أمن مواطنيه والمقيمين فيه من رجال الأمن البواسل بمتابعة من ولاة الأمر حفظهم الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



يوسف الشريدة
جلسة جمادى الأولى 1434هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 07:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد