العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 24-03-2013, 07:17 PM   رقم المشاركة : 1
القابض على الجمر
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية القابض على الجمر
 






افتراضي الإسلام وإشكاليات الحداثة

الإسلام وإشكاليات الحداثة - الحلقة العاشرة

الإسلام وإشكاليات الحداثة
السيد صدر الدين القبانجي

النقد الثاني: التضاد مع المسارات العلمية لدى الإنسان:
الإنسان اليوم يعتمد مسارات علمية لكشف الحقائق فهو يستطيع كشف وجود مجرّات في عالم الفضاء من خلال مجموعة شواهد ومن خلال مجموعة أرقام نسميها أدلة علمية، وهكذا في مجال الطب وفي مجال الطبيعة، وكل هذه الكشوفات قد اُخضعت لأدلة علمية، ونحن نستطيع أن نستخدم نفس تلك الأدلة العلمية لاكتشاف وجود عالم ما فوق هذا العالم المادي.

الفكر الديني حينما يقول أنه يؤمن بوجود خالق دبر هذا الوجود ودبر هذا الكون لن يقول ذلك لقضية ذوقية بل على أساس المسارات العلمية نفسها التي نثبت بها الحقائق الأخرى، الفكر الديني يقول: إن هذا الإنسان وهذا الوجود وهذه الطبيعة تكشف عن أن هناك تدبيراً عظيماً ورائعاً يقف وراء هذه الحركة وأن هذه الحركة ليست حركة عابثة إنما هي حركة منظمة تكشف عن وجود إرادة عليا نظمتها وتلك هي التي نسميها إرادة الله. إن نفي الغيب هو في الحقيقة يقف بالضدّ من المسارات العلمية ودلالاتها التي تؤكد وجود عنصر التدبير والتخطيط والهدفية في هذا الكون.

النقد الثالث: التضاد مع المسار الوجداني:
لدى الإنسان شعور وجداني عميق، ونزوع فطري راسخ نحو الارتباط بالقوة الكبرى التي تحكم هذا الوجود، وهو سواء كان يعرفها أو لا يعرفها، يؤمن بها أو لا يؤمن بها، إلا أنه مدفوع ذاتياً للتعلق بالمطلق المتعالي الذي يجد الإنسان نفسه مضطراً للسكون إليه والتعلق به وبخاصة حينما يعود إلى أعماق نفسه، وحينما تداهمه الخطوب التي لا يجد لنفسه حيلة في النجاة منها، هذا الشعور الفطري هو ما يحاول القرآن الكريم التذكير به وإيقاظه في نفس الإنسان فيقول:
(قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين)
(قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء)
(أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور)
(أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور)
(قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين)

إن حصر الدليل العقلي بالتجربة المادية وبالتالي نفي كل ما لا يخضع لها هو تقاطع كبير مع هذا الوجدان، وهو غير قادر أبداً على إماتة هذا الضمير واقتلاع هذا الإحساس من عمق الإنسان (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) ولا يستطيع الفكر المادي أن يقوم بأكثر من مشاغلة الإنسان والتشويش على رؤيته وجره للخوض في عالم الحيرة والقلق (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون).

النقد الرابع: التضاد مع ظاهرة الرسل:
نحن لو تركنا البحث عن المسارات العلمية وتركنا البحث عن المسارات الوجدانية فإن كل الدنيا تعترف بحقيقة اسمها الرُسل والأنبياء، وكل الشعوب تعترف بوجود ظاهرة الرسل سواء كانوا ألف أو كانوا مائة وأربعة وعشرين ألفاً، ظاهرة إبراهيم وعيسى وموسى على طول المسافة البشرية، فهناك رسل قالوا: أيها الإنسان انت لا ترى الله.. صحيح لكن نحن نخبرك أن الله هو الذي أرسلنا لك من وراء عالم الغيب (قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض) أرسلنا لك ونحن لدينا البرهان ولدينا دليل وهذه رسالة الله تبارك وتعالى، وهذه معجزة، ونحن سوف لن نعتمد على قدراتنا الطبيعية، نحن نقول: أنظر كيف أن الله من وراء الغيب سوف يتدخل ويبرهن على صدقنا من خلال المعجزة.

إن حركة الأنبياء تعني أن هناك مرسلاً أرسلهم، هناك وجود عظيم هو الله تبارك وتعالى أرسلهم، وأن هناك أيها الإنسان عالماً ما بعد مماتك ونحن الأنبياء رأينا ذلك العالم، هناك عالم السماوات ونحن الأنبياء رأينا عالم السموات، فما هي حجتكم أيها الناس على الكفر والتكذيب (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) فها هي البينة قد قامت عليكم بوجود الله من خلال هؤلاء الرسل (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم).

هؤلاء الأنبياء قالوا لشعوبهم: نحن مرسلون من قبل مرسل وهذه رسالته. الشعوب صدقوهم ورأوا منهم مشاهد إعجازية وحينئذ إذا لم يوجد أي دليل في المسارات العلمية ولا دليل في المسارات الوجدانية لكن ظاهرة الرسل تقول: إن هناك عالماً آخر وراء هذا العالم المشهود ونحن لا نملك إلا الإيمان بذلك العالم.

مثلاً: لو جاءتنا رسالة من عالم المريخ والتقطتها تلسكوبات عملاقة والرسالة تقول: (أخي الإنسان نحن كائنات في عالم المريخ نريد التعرف عليك) لو التقطنا فرضاً مثل هذه الرسالة مرة ومرتين وعشرة وعشرين ومائة، وهي ذات مضمون واحد، فماذا يقول العالم؟ إنه يضطر للتصديق بتلك الحقيقة. يقول: هذه الرسالة لا بد أن يكون لها مرسل، وهكذا هؤلاء الرسل يقولون: نحن نعطيك معجزة، نعطيكم رسالة وخطاباً عظيماً، الله أرسل إليكم عيسى يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله تعالى.

ونلاحظ أن كلمة هؤلاء الرسل واحدة في مضمونها، كما نلاحظ أن هؤلاء الرسل وكلهم أهل تضحية وصدق وإخلاص وليسوا تجاراً مصلحيين ولا يستطيع إنسان أن يقول إنهم كذابون أو خرافيون، لأن سيرتهم تقول إنهم كانوا عظماء في أممهم وكلهم أصحاب تضحية، قد خاطبوا شعوبهم بمستوى من المستويات فخضع لهم كثيرون وآمنوا لهم، وكلهم أصحاب خطاب علمي وليس خطاباً خرافياً. هذه ظاهرة الرسل لا يستطيع المبدأ التجريبي إلا أن يصدق بها علمياً. وهذه الظاهرة تتكون مما يلي:

أولاً: هناك حالات متكررة جداً في دعوى الرسالة الإلهية من قبل شخصيات عديدة جداً.
ثانياً: مضمون رسالتهم وخطابهم واحد غير مختلف.
ثالثاً: هؤلاء الرسل كانوا في بقاع مختلفة وأزمنة مختلفة وشعوب مختلفة ولغات مختلفة وثقافات مختلفة.
رابعاً: السيرة الذاتية لهؤلاء الأشخاص تشهد بالصدق والأمانة.
خامساً: هؤلاء الأشخاص جميعاً لم يتراجعوا وبقوا صامدين ولم يتنازلوا عن دعواهم.

إن هذه الأمور الخمسة إذا أخضعناها للتحليل العلمي وحساب الاحتمالات فإننا سوف نجزم ونقطع أن ما ينقلوه ويتحدثون به هو أمر صحيح غير كاذب بما يعني أن هناك حقيقة وجودية مطلقة هي التي تقف وراء هذا الكون وهي التي تدبر أموره، وهذه الحقيقة هي الله تعالى (هو الله) وإذا أرادت العقلانية التجريبية أن تنكر عالم ما وراء المادة فإنها ستصطدم بدلالات هذه الظاهرة الأكيدة.

 

 

 توقيع القابض على الجمر :
احضر مجلسك ياحسين خليني
خلها تجيبني الدمعه وتوديني
القابض على الجمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2013, 11:12 PM   رقم المشاركة : 2
ام الزين
طرفاوي مشارك






افتراضي رد: الإسلام وإشكاليات الحداثة

اللهم صلي على محمد وال محمد

 

 

ام الزين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 12:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد