أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وآله والطيبين الطاهرين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيم)
انطلاقاً من حديثِ أن الامام الحسين هو مصباح الهدى وسفينة النجاة بما يمثله الامام الحسين عليه السلام بنهضته المباركة من رسالة
وإصلاح حيث لم تكن في تاريخ الاسلام ثورة عالمية تحمل كل قيم الاسلام ومبادئه بعد الدعوة المحمدية كثورة الامام الحسين عليه السلام.
تسير شامخة مع التاريخ صامدة مع الاجيال سرمدية لا يطويها دوران الأيام ولا يغلفها مرور الدهور والأعوام بغبار النسيان,
ذلك هو يومك المخلد سيدي أبا عبدالله.
والذي ضربت فيه أعلى المثل من السمو في التضحية والصدق في الفداء لترفع المآثر السامية مشعلاً ينير للأجيال المتعاقبة
معنى الصبر والإخلاص في الدعوة والثبات على العقيدة والقيم:
(إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً,وإنما خرجتَ لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن أأمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و أسير بسيرة جدي و أبي ...)
لتطهير الأرض من دنس المفسدين والظالمين كانت الثورة الحسينية
إن الاحتفاء بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام يوفر للأمةِ أعظم الفرصِ لتجديد العهد بقيم الاسلام المجيدة
ورسالته الأصيلة ولتأكيد الهوية الحسينية في نفوس أبنائنا الناشئين.
ولذلك يعتبر يوم عاشوراء يوماً مفصلياً في حياة الامة الاسلامية, وقد تعارفت المجتمعات البشرية على الاحتفاء
بل وتخصيص أياماً معينة تُظْهِر فيها الاهتمام بالقيم والتقاليد لعظمائها.
أولاً: من أجل أن ترتبط المجتمعات البشرية بتاريخها, وتستفيد من التجارب والدروس التي وقعت في تلك الاحداث.
ثانياً: إقامة هذه الذكرى تخليداً لأبطالها الأفذاذ التي تأسست على أيديهم حضارات الأمم والشعوب.
ثالثاً: تسليط الضوء على عملية إصلاح الأمم ومدى مشقتها عبر خوض النضال المستمر من أجل الحفاظ
على الدين وقيمه من التحريف والطمس والتحوير وتحويله إلى شكلِ خالٍ من المضمون.
ففي يوم عاشوراء تجلت لنا الاحداث عن أمرين مهمين هما:
1- عظمة الموقف المبدئي الذي وقفه (معسكر الحق) متمثلاً في المصلح العظيم سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ومن معه.
2- بشاعة الظلم الذي وقع على أهل البيت عليهم السلام باعتباره انتهاكاً للقيم الإنسانية في انتهاك حرمات الله في مكانة الحسين وشخصيته لدى المسلمين.
أيها الأخوة الأعزاء:
منتدى السهلةِ الأدبي في سنته الحاديةِ والعشرين وفي شهر محرم الحرام وطوال تلك السنوات الماضية في إحيائه لذكرى عاشوراء
انطلاقاً من أن هذه الذكرى لها دروسها العديدة أبرزها : الالتزام بالدين, وثانياً: تحميل المسئولية الاجتماعية وثالثاً: مراعاةُ حقوقِ الناس.
فباسمكم جميعاً نرحب بسماحة العلامة المحقق الشيخ حسين الراضي و محاضرته بعنوان:
"الثورة الحسينية ومشروعُ إصلاح الأمة" وهو الفصل الخامس من كتابه المرسوم : (الإمام الحسين عليه السلام رسالة وإصلاح).
فإلى ضيفنا الفاضل نستمع باهتمام لنقطف ثماراً يانعة من قلمه وفكره, مسبوقاً بالصلوات
جلسة محرم 1434هـ
الشيخ صالح محمد الغانم