الإمام الصادق والفكر الضال

[روح البراءة]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
نسمع ونقرأ كثيراً عن البيعة والمبايعة وقد نجهل معناها والهدف منها ..
من خلال هذه السطور القليلة سأحاول أن أبين للقارئ الكريم معنى البيعة وإلاما تهدف وهل يكفي التلفظ بها قولأ أم أنها لا تتم إلا إذا أقرها القلب قبل أن يلهج بها اللسان وتُظهرها الجوارح من خلال المصافحة ؟ من يا ترى يجب على المؤمنين بيعته ؟
البيعة: العهد الموثوق والعقد المُلزِم وهي بيعٌ بين الأمة والقائد أي أن الأمة تبيع كل ما تملك من نفس ونفيس للقائد في مقابل عمل القائد وبذل كل ما يملك من جهد في خدمة الأمة والحفاظ على مالها وعرضها ، وبذلك يتبين الهدف من البيعة فالبيعة تهدف ولا مجال للإسهاب في بيان الهدف منها فاللبيب بالإشارة يفهم
التلفظ بالبيعة مستحب والمصافحة بالأيدي أمر مطلوب لإظهار رضا المبايع للمبايع له ، أما الإقرار القلبي فواجب ولا تعقد البيعة بمجرد التفظ أو المصافحة وإنما تعقد من خلال القلب وكما أسلفت التلفظ والمصافحة لا يتعديان كونهما إظهاراً لإقرار القلب بالرضا للمبايع له وقد يكون في الأمة من يتلفظ بالبيعة ويفعل المصافحة مجبراً أما قلبه فلا يقر هذه البيعة وهنا تكون البيعة باطلة ولا تلزم المبايع مجبراً بالتسليم للمبايع له
وقد وردت البيعة في بعض آيات القرآن الكريم أظهر الله فيها أهمية بيعة الأمة لنبيها صلى الله عليه وآله وأنها واجبة شرعاً على كل فرد من أفرادها وذلك من خلال قوله تعالى:إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا 10 سورة الفتح وقال تعالى مبدياً رضاه عن المؤمنين المبايعين لرسول الله صلى الله عليه وآله من خلال قوله جل وعلا:لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا 18 سورة الفتح ومن خلال هاتان الآيتان يتبين لنا أن البيعة لا تكون إلا لمن رضي الله بالبيعة له من نبي مرسل أوصي عصمه الله من الزلل ورضي بأن يكون هادياً للأمة يرعى مصالحها وينظم شئونها ويسير بها إلى ما فيه صلاحها دنياً وآخرة ، لذا لما إقتربت حياة رسول الله صلى الله عليه وآله من نهايتها أمره الله بأن يبلغ بالإمامة والأمرة والقيادة لعلي عليه السلام وأن يأمر المسلمين بعقد البيعة له إماما وهادياً وقائداً يصلح شأنهم وينظم أمرهم ليعيشوا بأمن وسلام كما كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ما أمره الله به وبعدها أمر المسلمين بأن يبايعوه فتمت على إثر ذلك البيعة له عليه السلام في غدير خم مما يزيد على 120000 وكان بعضهم قد بخبخ له بالأمرة ، وهكذا توالت البيعة للأئمة العظام من قبل شيعتهم ومحبيهم ونحن في هذا الزمان نبايع مولانا صاحب العصر والزمان بيعة الرضى لمولاه وها ونقرها قلباً قبل اللهج باللسان في صبيحة كل يوم معاهدين له بالبقاء سائرين على منهاجه القويم وعاملين بما فيه رضاه لأن رضاه رضى الله ورضى الله يعني سلوك الصراط المستقيم المنجي من الهلكة والموصل إلى أبواب الجنان
وختاماً : نتضرع إلى الله سوية بدعائ الفرج لمولانا صاحب الزمان عليه وآبائه السلام مظهرين خلاله بقاءنا على العهد والميثاق وتوقنا إلى تعجيل فرجه لنسعد بالبيعة المباشرة له ونهنأ بخدمته والجهاد بين يديه وتحت لوائه وينعم من وفقه الله منا للعيس بسلام في ظل دولته المجيدة والتي هي دولة العدل الإلهي
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى بائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين

 

 

[الشافعي]

احسنتم وجزيتم خيرا على هالنقل المبارك