لماذا المآتم؟!

[زكي مبارك]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا ثمة تساؤل يسأله البعض، لماذا تقام كل هذه المآتم والاحتفالات على الإمام الحسين u ولا تقام على غيره من الأئمة؟

لعل الإجابة طويلة، ولكن باستطاعتنا اختصارها دون خلل، نقول: جميع الأئمة عليهم السلام كان مشروعهم مشروعاً حضارياً وهو الإصلاح، والإصلاح يختلف عن التجديد، فالإصلاح يأتي من وجود خلل في فهم النظام الموجود، وقلب المعايير والموازين، بمعنى آخر يجب تغيير بعض الأوضاع السائدة في بعض المجتمعات، حيث إن عملية الإصلاح تحتاج إلى إنسان واعٍ له القدرة على التأثير في المجتمع وله المكانة بين معظم الأفراد وذلك يختلف باختلاف الزمان والمكان، وهذا خلاف التجديد الذي هو شيء مقبول لدى عامة الناس إلا أنه يحتاج إلى إحياء وبعث في النفوس، فعملية الإصلاح التي قادها الإمام الحسين u جوبهت بمجزرة عظيمة على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي، دون استنكار أو مواجهة لهذا الفعل الأموي الشنيع، وفوق ذلك لا ننسى أنه ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، وأنه خامس أصحاب الكساء، وأنه سيّدُ شبابِ أهل الجنّة إلى ما هنالك من الأمور التي ثار من أجلها الثوار وكل بحسب فكره وتوجهه، فكانت المآتم الحسينية استنكاراً للظلم الذي واجهه المجتمع الشيعي بشتى أصنافه على مرِّ العصور، بخلاف الأئمة الآخرين الذين كانت تصفيتهم بطريق الخفية ودس السم بأسلوب يوهم البعض أنه تصرّف غير مقصود أو عن طريق آخرين وليس عن طريق الحكام والسلاطين، إلا أن يزيد بن معاوية الذي قاتل الإمام الحسين u علناً، فكانت ردة الفعل بشتى أنواع الصور إلى أن وصلت إلى هذه الصورة.

أخوكم
زكي مبارك

 

 

[ابن الطرف]

أحسنتم كثيراً أخي زكي مبارك

ولكن السؤال الأهم : ماهو المتوقع من هذه المآتم أو بأسلوب آخر كيف نستطيع جعل هذا المنبر طريق للحراك والتقدم...؟

فلو أخذنا المنبر في بعض الدول ونظرنا كيف حقق التطور والتقدم لتلك المجتمعات أشعر بالخيبه لأن مجتمعنا لم يستفد لتلك الدرجه من هذه المآتم

فإيران على سبيل المثال أنتصرت ببركة ثورة الإمام الحسين عليه السلام

وحزب الله في كل يوم تجسد إنتصارا جديدا لأنها أخذت من الإمام الحسين عليه منبراً لتل الإنتصارات

إذا كيف نستطيع التقدم بفكر الإمام الحسين عليه السلام....؟

موفقين لكل خير

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم

نستطيع الاستفادة من خلال جوانب كثيرة، فالاستفادة لا تعني التحرك المادي!! بل الأمر مصحوب بالتحرّك المعنوي، وأقصد بذلك: فهم النهضية الحسينية بجميع أبعادها، وذلك بوجود أشخاص أكفاء يقدمون أطروحاتهم في مثل هذه المواسم المهمة بطريقة حضارية، مع عدم إلغاء تلك المآتم التقليدية.
حينها سنستفيد مع السنوات القادمة وسنقدم أنموذجاً رائعاً يتناسب مع الوضع الذي نعيشه، وعلينا عدم المقارنة بما يجري في خارج الإطار، فكل مأتم له إمكانياته وطريقته وظروفه الزمانية والمكانية.

تحياتي
زكي مبارك

 

 

[عاشق الزهور]

احسنت ويعطيك العافيه على الكلام الجميل

 

 

[زكي مبارك]

السلام عليكم

أشكر الأخوة القراء والمعقبين، وأضيف:
في الجانب الذي ننتقد فيه الأطروحات المنبرية، لماذا لا نسعى في تطوير تلك المآتم، وذلك من خلال التواصل مع الخطباء في طرح المواضيع المهمة قبل المناسبة بشهر أو شهرين؟! وليس بأن أقدم تلك المقترحات وتُطرح في عشرة محرم، بل هي مساهمة يُقصد بها وجه الله عز وجل.

وكذلك مطلوبٌ منّا أن نثقّف أنفسنا، وذلك باقتناء الكتب ذات الأطروحات العالية وما أكثرها ولله الحمد، وأن نستمع إلى المحاضرات المختلفة مع عدم إلغاء أي خطيب يؤدي دوره، باستثناء الخطيب الذي يسئ إلى نفسه فهذا حسابه عند الله عز وجل وليس نحن من نحاسبه!! بل نحن مذكّرين للأخطاء التي يقع فيها، وربما لم يُخطئ بقدر أننا قاصرين ومقصرين في فهم ما يصبو إليه.

فبالتواصل مع بعضنا البعض لجان ثقافية وخطباء ومبلّغين وغير ذلك أمر مطلوب وسيحقق الكثير من تجاوز العقبات التي تقف عائقاً في طريق المنبر الحسيني.


أخوكم
زكي مبارك

 

 

[ابن المقرب]

تحية للجميع .. واقبلوا لي هذا المرور المزنر بدم الشهادة ..
لا يحصر مشروع أهل البيت (ع) في الإمة بمفردة واحدة هي (الإصلاح) فـ(الإصلاح) هي جزء من أدوارهم لإحياء شريعة الله والسنة النبوية الشريفة ، فأهل البيت (ع) هم قادة الأمة تربوياً واجتماعياً ودينياً وسياسياً وهم مرجع الأمة ، وهم يعرفون الظروف التي يعيشونها والمتغيرات التي تمر بهم على كافة الأصعدة ، فهم مصلحون مجددون قياديون ثائرون مربون .
من الأخطاء أن نسقط أفهامنا القاصرة على أدوار أهل البيت (ع) ، فنقول الحسين الثائر ، ونعني بذلك حصر دوره بالقيام الثائر المسلح متناسين أدوار أخرى قام بها ، مثل هدنته مع معاوية طوال تسع أو عشر سنوات ، الرسالة التبليغية للأمة قبل وبعد المواجهة العسكرية ضد بني أمية ، علماً أن هذه الأدوار هي من مفردات الثورة ، لكن أفهامنا تحصر الثورة بالمواجهة العسكرية فقط .
إن مشروع الحسين (ع) هو مشروع النبي (ص) في الأمة ، ومشروع كل إمام هو مشروع النبي (ص) ، فالحسين بوابة جده وأبيه وأهل البيت (ع) .
إن المشروع السياسي للأئمة هدفه واحد وإن تعددت أساليبه بحسب الظروف والمتغيرات ، والحسين هو من حمل مشعل المواجهة وأوتيت له الظروف للتصعيد العاطفي والفكري ، وهناك خصوصيات نبوية ودينية و ... تمتاز بها الثورة الحسينية جعلت الشيعة تفخر بها وتشيد أيامها بالمآتم والشعائر ، وليس الهدف الاحتفاء بالحسين فقط ، بل الاحتفاء بأهل البيت (ع) كلهم ..
والفهم الصحيح لرسالة المنبر أن يرتبط المستمع بأهل البيت(ع) ويفهم رسالتهم وأدوارهم في إحياء سنة النبي(ص) .
نعم نحن مقصرون تجاه أهل البيت (ع) بدءاً بالسجاد (ع) إلى العسكري (ع) ، لكن نحن نتابع في بلدان كإيران ولبنان حينما تعقد مؤتمرات واحتفالات ومسابقات إبحاث وحوارات جادة معمقة عن أدوار أهل البيت (ع) كلهم .
إن دور المنبر يعتمد على طبيعة الحراك الاجتماعي والتربوي والثقافي للمجتمع .
من الخطأ طبعاً حصر رسالة المنبر بالقراءة الحسينية المعهودة والعزاء والنعي فقط .. هذا رابط تقليدي ساكن لا يخلق جيلاً حسينياً واعياً وناهضاً .. لكن حينما تشابك مراكز المجتمع ومؤسساته وقيادوه كحلقة مترابطة ، فلا شك أن أهداف ثورة الحسين ونهضته ستؤتي أكلها في المجتمع ، وما إيران وحزب الله علينا ببعيد ..
وأختم مداخلتي المطولة هذه بموقف شهدته بنفسي للخطيب الشيخ محمد العباد ، حينما زار قرية الطرف وكان لديه مشروع مبارك ، وهو عقد جلسة حوار جادة مع بني المجتمع في كل قرية ، حيث يترك الجميع يطرحون ما يريدونه من الخطيب ويظل هو المستمع حتى نهاية الجلسة وبعدها يعلق ويختتم الجلسة بأهم الأطروحات الجادة والنافعة .. ما أحرى خطبائنا أن يحذو حذو الخطيب العباد .. فالشباب مثخنون بالآراء والأفكار ..

 

 

[ابن الطرف]

يقول الإمام الخميني رضوان الله عليه : إننا نخاف الإستعمار الفكري أكثر من خوفنا من الإستعمار العسكري...

بالفعل زرعوا فينا مبدأ الخوف والإنهزاميه لدرجة أننا أصبحنا نحرف أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام

التي كان مقصدها الأول والأخير العزة والكرامه للإنسان

وما وصل إليه إيران ولبنان كان نتجية للإنغماس الكبير في المعاني العظيمه التي أوصلها لنا الإمام الحسين عليه السلام

موفقين لكل خير