العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 28-10-2011, 08:48 PM   رقم المشاركة : 1
ابن الطرف
مشرف النقاش والحوار الجاد
والقصص والروايات







افتراضي في ثنايا الإمام الجواد عليه السلام...

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

لكم العزاء في فقد مولانا الإمام الجواد عليه السلام وفي هذا الموضوع نتجول بشكل سطحي في حياة الإمام الجواد عليه السلام فأسأل الله سبحاننه لكم ولي الفائده

من هنا نبدأ ..

حياته عليه السلام :


ولد الامام محمد الجواد ابن الامام علي الرضا عليهما السلام في رمضان سنة (195 للهجرة) بالمدينة المنورة في کنف ابيه الذي کان يتمتع باخلاق الامامة وعلو المقام وموقع القيادة في الائمة وطول الباع في علوم الشريعة واحکامها .

لقد ولد الامام الجواد عليه السلام في فترة حافلة بالحوادث والظروف السياسية في مرحلة الصراع وتوتر العلاقات في الخلافة العباسية بين الامين والمأمون .

ولم تکن الحوادث السياسية ، وظروف الصراع لتنتهي دون ان تنعکس آثارها على حياة الامام الرضا ، وبالتالي على حياة الامام الجواد عليهم السلام ، ولقد توصل المامون الى نتيجة ارغمته على استدعاء الامام الرضا عليه السلام الى عاصمة خلافتة " مرو " فاضطر الامام الى القبول بعد رفض وامتناع .

وقبل ان يتوجه الامام الرضا عليه السلام الى مرو اصطحب معه ولده الجواد وانطلق من المدينة الى مکة ليزور البيت الحرام ويودعه لانه کان يعلم بانه لارجعة له بعد هذه ابدا .

لقد طاف الامام الرضا عليه السلام حول البيت طواف الوداع ، وطاف معه ولده الجواد الذي کان عمره الشريف نحو اربع سنوات يحمله الخادم على کتفه لصغر سنه .

لقد احس الجواد عليه السلام بقلبه الکبير وروحه اليقظ لوعة الفراق ، ومرارة البعد عن ابيه ، وادرك ان لا لقاء بعد اليوم بينهما لذا اطال الوقوف عند الحجر متعلقا به يلم به غم فراق والده وامامه ، لقد شق عليه ان يعود وحيدا الى المدينة ويفارق اباه الذي قرأ في رسالة وداعه للبيت الحرام انه لن يعود .

انتهت لحظات الوداع وحانت ساعة الفراق ويا لها من ساعة .. وعاد الامام الصبي الى المدينة يحمل اشواق الحب وتوجه ابوه الى مرو وقلبه يتلفت نحو المدينة ويتابع رکب الجواد الحبيب والالم يعتصر قلبه الکبير .

وصل الامام الرضا عليه السلام مرو وحل في عاصمة الخلافة العباسية يوم ذاك وقلبه متعلق بولده الجواد وامل الأمة من بعده ، ومن هناك راح يراسله ويخاطبه ويواصل الاهتمام به واسداء النصيحة والارشاد له ، وقد ذکر المؤرخون ان الرضا عليه السلام کان يخاطب ابنه الجواد - وهو يکاتبه - بالتعظيم والاجلال ويکنيه بابي جعفر .


توليه الامامة:


احاطت بفترة انتقال الامامة الى الامام الجواد عليه السلام مشکلة خطيرة ، فقد اثير الجدل حول شخصية الامام ، بسبب صغر سنه وعدم بلوغه يوم توفي ابوه ، وقد سلجت لنا کتب التاريخ جانبا من تلك المناظرات حول شخصية الامام الجواد عليه السلام ولياقته في هذه السن للامامة .

وبعد مناظرات عدة اقر العلماء والفقهاء بالامام رغم صغر سنه ليستمر في مواصلة خط آبائه ومسيرته الرسالية فيتحمل اعباء الامامة العلمية والسياسية .

لقد ساهم الامام الجواد عليه السلام طيلة فترة امامته التي دامت نحو سبعة عشر عاما في إغناء مدرسة اهل البيت العلمية وحفظ تراثها والتي امتازت في تلك المرحلة بالاعتماد على النص والرواية عن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وعلى الفهم والاستنباط من الکتاب والسنة بالاضافة الى اهتمامها بالعلوم والمعارف العقلية التي ساهم الائمة وتلامذتهم في انمائها واغنائها وتوسيع مداراتها حتى غدت صرحا شامخا وحصنا منيعا للفکر الاسلامي وللشريعة الاسلامية .

اعتمد الامام الجواد عليه السلام مثل ابائه في منهجه العلمي على عدة اساليب منها :


1- اسلوب التدريس وتعليم التلاميذ والعلماء وحثهم على الکتابه والتدوين وحفظ ما يصدر عن ائمة اهل البيت عليهم السلام وامرهم بالتاليف والتصنيف .

2- اسلوب تعين الوکلاء ونشرهم في انحاء مختلفة من العالم الاسلامي ليکونوا دعاة الى الاسلام والعمل به وتبليغ احکامه .

3- اسلوب المناظرة والحوار العلمي .

هذا وامتازت الفترة السياسية التي عاشها الامام الجواد عليه السلام - وهي زمان الخليفتين العباسيين المامون والمعتصم - بانها فترة خف فيها بحسب الظاهر الاضطهاد والارهاب نسبة الى الفترات السابقة وان کان الخط العام للسياسة العباسية امتدادا لما سبق . ولکن هذه السياسة لم تستمر طويلا وسرعان ما لجأ الحکام العباسيون الى اذى اهل البيت عليهم السلام والتضييق عليهم .

ورغم ذلك كله فان التاريخ يؤکد لنا من خلال استقراء الوثائق السياسية التي صدرت عن الامام الجواد عليه السلام ( الرسائل والاحاديث ) والمواقف التي صدرت من السلطة العباسية تجاه الامام ودراستها ، تؤكد ان الامام کان يمارس نشاطه في الخفاء وکان له مقام قيادي عميق الاثر في وجدان الامة ووعيها .

لذلک نجد المامون يستقدم الامام الجواد عليه السلام من المدينة سنة (211 ه ) ويقوم بتزويجه من ابنته ام الفضل ويدخل في نزاع مع اعمامه بني العباس بسبب ذلک التزويج ، في محاولة منه لاستيعاب موقف الامام الجواد عليه السلام وضمه الى حاشيته واحتواء حرکته الجماهيرية في المجالين الفکري والسياسي .

لکن الامام عليه السلام کان على العکس من ذلک ، کان يرفض البقاء في بغداد ليکون بعيدا عن حصار السلطة ومراقبتها ويعود الى المدينة المنورة ليسقط الخطة ويحقق الاهداف المرتبطة به کامام للامة ورائد من رواد الشريعة .

وبعد موت المامون جاء المعتصم للسلطة ، فکان کاسلافه العباسيين على خوفه من امامة اهل البيت عليهم السلام ومکانتهم العلمية والسياسية ، فاستدعى الامام الجواد عليه السلام من المدينة الى بغداد عام (219 ه ) خوفا من تالق نجمه واتساع تاثيره ، وليکون على مقربة من مرکز السلطة والرقابة ولعزله عن ممارسة دوره العلمي والسياسي والشعبي .

وفعلا تم استقدام الامام الجواد عليه السلام من المدينة الى بغداد ولم يبق في بغداد الا مدة قصيرة حتى اقترف المعتصم جناية قتل الامام عن طريق دسه السم اليه في اواخر شهر ذي القعدة عام (220 ه ) كان ذلك بعد وفاة المأمون العباسي بـ سنتين ونصف كما قال الإمام (ع) نفسه : ( الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً ) حيث قضى ( صلوات الله عليه ) وله من العمر خمسة وعشرون سنة وأشهر .

بعد هذه الحياة القصيرة في امتدادها الزمني، المديدة في آثرها العقائدي والتاريخي ، المليئة بالمآثر والجهاد العلمي والسياسي انتقل الامام شهيدا مظلوما الى جوار ربه ببغداد ودفن في مقابر قريش مع جده الامام موسى بن جعفر عليهما السلام .


 

 

ابن الطرف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-10-2011, 03:51 PM   رقم المشاركة : 2
بوسارة
مشرف الواحة الإسلامية
 
الصورة الرمزية بوسارة
 







افتراضي رد: في ثنايا الإمام الجواد عليه السلام...

بسمه تعالى
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها وعجل فرجهم والعن عدوهم
أحسنت ابن الطرف على إضاءاتك على هذه الشخصية العظيمة
إن صغر سن هذا الإمام العظيم لا يدخل الشك في قلوبنا بل يزيدنا قناعة أنه من أهل بيت
كبيرهم لا يقاس وصغيرهم جمرة لا تداس
ونسألكم الدعاء

 

 

 توقيع بوسارة :
يا لثارات الزهراء
رد: في ثنايا الإمام الجواد عليه السلام...
بوسارة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد