![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
مشرف سابق
|
![]() «حجو مدينة» - 1
![]() أحمد البقشي* - 19 / 7 / 2011م - 9:32 ص كنّا ننتظرها بفارغ الصبر تلك الليلة المميّزة جدا فقد كانت بهجة حقيقية للأطفال ليلة النصف من شعبان. فحي التعاون - الفاضلية في أواسط التسعينيات الهجرية رغم أنه يعتبر من أحياء الأحساء الحديثة وقتها، إلا أن أهلها نقلوا إليه احتفالاتهم وخاصة الأطفال الذين كانوا يحملون أكياسهم القماشية التي عادة تخيطه أمهاتهم من قماش «السواحل» على أكتافهم ويتنقلون من بيت إلى بيت مرددين أهزوجة تلك الليلة: حجوا مدينة يالله - لقمة وسمينة يالله عسا نعوده يالله - نركب قعوده يالله قعوده لَحمر يالله. و لا أتذكر إلا أن قليلا من الصبيان هم من يحفظون كل مقاطع تلك الأهزوجة، وعادة ما تظهر بعض الصفات القيادية عند بعض الأطفال فيتقدم أصحابه من أولاد وبنات ويكون أكثر جرءة من غيره فيبدأ بإلقاء الأهزوجة حالما يدخل دهليز البيت التي كانت كثيرا منها تضع ستارة من القماش على مدخله تسمى «الخدار» ويردد باقي الأطفال كجوقة من المنشدين خلفه، وطبعا لا تخلو هذه السمات القيادية من العدوان أو التنافس على قيادة المجموعة أو الإغارة والاستئثار بأفضل ما تقدمة ربة المنزل من حلوى قوامها الملبّس أو مكسرات المخلّط أو البسكوت الذي تقدمه بعض البيوت وأتذكر أن بعض الأطفال كان يتزاحمون على بعض بيوت موظفي أرامكو كبيت جارنا المرحوم محمد العباد «أصله من قرية الطرف» الذي كان يقدم بعض البسكويتات لا تتوفر عادة في السوق. و أتذكر أن بعض المعتوهين أو المرضى النفسيين كان يصطحب الأطفال في تلك الجولات على البيوت وكانوا يحصلون على كميات مضاعفة من الحلويات، وأتذكر إحدى السيدات وكانت مريضة نفسية - رحمها الله - لا ينتهي ليلة النصف من شعبان أو ليلة القرقيعان في رمضان إلا وقد جمعت خيشة أو خيشتين تسحبهما خلفها. هذه المناسبة كانت تعتبر موسما تجاريا لباعه الحلويات والمكسرات في الوطاة «حفيزات البلدية التي تم إزالتها مؤخرا عام 1430هـ» حيث يخف الأهالي للتزود بحاجاتهم منها حتى وصف لي أحد الأستاذة «واصل المرهون» «أن بعض أطفال الكوت كان يتسلق أكياس المكسرات التي كانت ترصّ في خلف الحفيزات حتى يصل إلى سطح تلك المحلات، كما تقام بسطات خارج محلات لعرض المكسرات والحلويات. و لا يقتصر الانتعاش التجاري على مبيعات الحلويات بل أن محال الأقمشة تنتعش أكثر حيث يحرص بعض الموسرون على لبس الجديد في هذه المناسبة وكذلك مناسبة النصف من رمضان وكذلك العيد إلا أن موسم القرقيعان يشكل موسما أكثر أهمية لأصحاب الأقمشة وتعرف ذلك الموسم لهم ب «كسوة القرقيعان». من مشاهد تلك الليالي احتشاد المؤمنين في المساجد واتذكر جيدا مسجد الفاضلية الذي يؤّم الناس فيه المرحوم الشيخ جواد بوحليقة ويتلو الأدعية فيه بعض القراء من ذوي الصوت الحسن كالأستاذ عباس الممتن أو أخيه الحاج على أو المؤذن عبد المحسن الحرز أو الأخ عبد المنعم السليمان لاحقا. بينما يحتشد بعض الأولاد خارج المسجد المكتظ طمعا في ما يقدمه بعض المصلين من ريالات أو ما كثيرا ما كانت والدتي أو غيرها من النساء ترسلني إلى باب المسجد لتفريق النقود على أولئك الصبيان. و أتذكر المسجد الكبير «بو خمسين» حيث تقام الآدعية الخاصة وكان إمام جماعته المرحوم العلامة الشيخ باقر بو خمسين يقف ليلقي خطبة من إنشائه في المناسبة أتذكر أنها كانت قطعا أدبية رفيعة في فن الإنشاء، فقد كان رحمه الله من أبرز أدباء عصره وأتذكر أنه يصرّ أن يتلوها واقفا ويمتنع عن الجلوس حتى لو قدّم له الكرسي وكان يشير أن عظمة المناسبة وعِظم صاحبها تخجل المرء من الجلوس. http://www.esharh.net/?act=artc&id=5880
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
طرفاوي نشيط
|
![]() يعطيك العافيه خيو
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
مشرف واحة النقاش والحوار الجاد
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، لاشك بأن هذه الظاهرة تبين الفرحة بمناسبة مولد أحد المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ولكن ليلة النصف من شعبان تكون في مناطق ومناطق أخرى لا للأسف الشديد ولا أدري لماذا لا تكون في مدينتنا الحبيبة ( الطرف ) وما جاورها . نسمع في بعض المحافظات والمدن والقرى إلا عندنا !!! لماذا لا . وفي نفس الوقت تجد جميع الشيعة في المنطقة ليلة النصف من رمضان تقوم بالقرقعان حتى السنة عندنا أيضاً بالرغم من وجود من يحرمها من مشائخ السنة إلا أن هذه الظاهرة مستمرة . طرح رائع وتمنياتنا لكم بدوام الموفقية ودمتم سالمين .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
مشرف زوايا عامة
|
![]() ظاهرة جداً جميلة وتحمل الكثير من تراثنا العريق
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|