01-03-2011, 04:15 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
خُطْبةُ الجمعةِ .. حِينَما تصبحُ شِعَارًا !! ـ جابر الخلف
خُطْبةُ الجمعةِ .. حِينَما تصبحُ شِعَارًا !! في خطبتيْ صلاة الجمعة، الأسبوع الماضي،4 فبراير 2011 م، تطرق السيد علي الخامنئي حفظه الله إلى التغيير الذي جرى في تونس، وإرهاصات التغيير المحتمل في مصر، وكانت الخطبة تعبر عن موقف مبدئي من قضايا كبيرة تحصل في المنطقة من الضروري جدا أن يكون للسيد الخامنئي موقفه ورؤيته المعبرة عن موقف إيران . وفي الخطبة مضامين تعبر عن موقف ناصع واضح مما يجري في تونس ومصر، وكان الخطاب معتزا بأبناء الأمة الإسلامية التي تعيش (إرهاصات حادثة عظيمة مصيرية كبرى)، وليس في ذلك أي حساسية، خصوصا أن ذلك يتعلق بدولتين مهمتين في المنطقة، (تونس) في المغرب العربي، و(مصر) في مشرقه . من الاحترام التأكيد على أن مضامين الخطبتين كانت مضامين حوت الكثير من التقدير والاحترام للشعبين التونسي والمصري، وسجلت بطولات الشعبين وأمجادهما، خصوصا (دولة مصر الكبرى).. "مصر نوابغ القرن الأخير، مصر محمد عبده، وسيد جمال، مصر سعد زغلول، وأحمد شوقي، مصر عبدالناصر، والشيخ حسن البنا، مصر عام 1967، 1973م" ، وهكذا أخذت الخطبة في التأكيد على عراقة الشعب المصري وتاريخه، وتاريخ رموزه، ودور الجيش المصري في خوض حربين ضد إسرائيل، والإشادة بحضارة مصر وتاريخها وعظمة مآثرها . ولكن لا تخلو الخطبتين من بعض (الملاحظات) في بعض سياقاتها، أقول: (الملاحظات)، وكنت قد كتبت (بعض الأخطاء)، ولكنني عدلت عنها؛ باعتبار أن كل سياسي يعبر عن أي حدث من منطلقاته وزاويته هو .. !! لا بد من التأكيد في البداية على أهمية النأي والابتعاد على النزعة التبريرية التي ربما يمارسها المؤيدون لإيران، وكذلك ضرورة النأي والابتعاد عن النزعة الاتهامية التي ربما يمارسها الاتهاميون ضد إيران . وسأقول ملاحظاتي مختصرا لأهمها ، ومن هذه الملاحظات: 1ـ التعبيرُ (كنايةً وتصريحًا) بأن الصحوة الإسلامية في مصر وتونس هي صدى لنداء الشعب الإيراني، وفي هذا قفز على حقائق التاريخ والجغرافيا، فقد كانت الصحوة الإسلامية في مصر من البيان والوضوح والرسوخ، بما لا يحتاج إلى كثير جدال، منذ الأزهر حتى ظهور جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م، وانتشار صحوته الإسلامية في أكثر من 72 دولة عربية وإسلامية، بما فيها إيران، والسيد الخامنئي حفظه الله يدرك جيدا أن الثورات والصحوات لا تستنسخ، ولكل شعب ثورته وصحوته، وإن التقوا في بعض التفاصيل أو اختلفوا .. !! 2ـ توقيت الخطبتين ، بمعنى أن التعليقات وصدى الأحداث كان يمكن أن تقوم بها مؤسسات الدولة المعنية، في حينه، مثل وزارة الخارجية، ومجلس رئاسة الحكومة، وغير ذلك من مؤسسات الدولة، فبدلا من تحشيد الجماهير في صلاة الجمعة، كان من المثمر الاستفادة من مؤسسات الدولة والصحافة والإعلام في مثل هذه الأحداث كما هو السائد في العرف الدبلوماسي والإعلامي، حتى جلاء الأمر . 3ـ لم أفهم جيدا تفعيل منبر صلاة الجمعة في حدث يعتبر خارجي بالمعنى الجغرافي، كما أنني كنت مستغربا جدًا من لغة التصعيد التي تفهم كتحريض علني مباشر، خصوصا في أحداث مصر، حيث الأمر لم ينجلِ بعدُ .. !! وهذا سيكون مبررا للآخرين لاستغلال (منابر الجُمَع) لأي حدث سياسي في إيران، وما السنة الماضية منا ببعيد، وأي يكن فالتدخلات الجانبية ليست موقفا سياسيا وحسب، وإنما هي تصعيد في الموقف السياسي . كما أنني لم أفهم لماذا لم تحصل المعارضة في إيران على تصريح لإقامة مظاهرة تأييد للشعب المصري والتونسي حتى الآن (أي حتى حين كتابة المقالة) . 4ـ لم أجد مبررا لاستمرار ظاهرة حرق الصور في شوارع طهران لزعماء دول، فقد شاهدت صورا لمظاهرة في طهران، ومتظاهر يحرق صورا في (لوحة جماعية)، وهي صورة الملك عبدالله،وحسني مبارك، ومحمود عباس، ومير حسين موسوي، وزين العابدين بن علي، ومحمد خاتمي .. في مرة واحدة، وهذا المشهد من وجهة نظري غير مبرر وتصعيدي، وأمسى مشهدا مُمِلاً .. فأي تعبير سياسي يمكن أن يقرأ في هذا الخلط المعاد المكرور للقضايا السياسية الداخلية والخارجية، ولكن هذه من عيوب الشعارات !! 5ـ تركيز السيد الخامنئي حفظه الله على منظومة ألفاظ مفترضة، لم ترد في شعارات المتظاهرين في تونس أو مصر،مثل استعمال لفظ (إسلام خاهي) أي إسلامي، والصحوة (الإسلامية)، والإشارة إلى صلاة الجمعة في يوم جمعة الرحيل، وذكر المساجد، وعدم ذكر الكنائس، وأن (التيار الأكبر في مصر هو تيار إسلامي)، وأن الشعب الإيراني صدى صوته يسمع اليوم بقوة وصلابة في الأحداث الأخيرة في شمال أفريقيا، ولا سيما الصحوة الإسلامية للشعب المصري والتونسي . وما كانت ثورة تونس صحوة إسلامية، وليس هي مشكلتها، وإنما مشكلتها مع نظام استبدادي ظالم قمعي يصادر الحريات على الإسلامي والليبرالي والقومي والوطني ، وكذلك هي ثورة مصر، مع اختلاف في التفاصيل . جابر عبدالله الخلف 6 ربيع الأول 1432هـ ــــــــــــــــــــ " فليعلم شعب مصر أن الإسلام في مصر في خطر وواجب على رجال مصر ونسائها أن يثوروا وينكبوا هذه الحكومة التي أعلنت منذ البداية حربها على الإسلام " الإمام الخميني، المجلد 15، لوحة معلقة في المصلى .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|