العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 02-01-2011, 03:46 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

منام في حضن الأبجدية


أو


منامات اليقظة



رأيتُ فيمَا لا يرَى إِلا النَّائِمُ أنَّ شعاعا سماويا قد عمَّ سنا نورِه أعنانَ السماء، وآفاقَ الأرض، ولم أُحطْ بذلك الشعاعِ السماويِّ خُبرا، فانشرحت له نفسي، وتاقت لأنواره روحي، فرأيت رجالا عاليهم سيماءُ الفضل، ومناقب ذوي الشرف، رأيتهم يُحصون المجالسَ الحسينية، ويدققون في أعدادها في سجل خاص، ويضعون أرقاما، ويدونون في سجلات أخرى أماكنَ الحسينياتِ وأسماءها، وكأنهم يُعدون إحصائية بأعدادها وأوقافها، ويسجلون أسماء من يقرأون فيها، ومن يشرفون عليها، فاستحثني الفضولُ الغريزيُّ أن أسألهم؛ فدنوتُ من أحدهم وسألته عن كل هذه الإحصائيات والأرقام، وعن كل هذه المدونات والسجلات، فقال لي في حذر وسرور: نحن في طور إحصاء هذه الأوقاف الحسينية المعروفة لديكم بـ(الحسينيات)؛ لأنه سيتم استثمارها بشكل استثنائي فيما يلبي حاجات الناس في هذا العصر، فقلت لهم: هذه أوقاف أبدية منذ مئات السنين وآلافها، وهي لا تباع ولا تشترى، ولا تستثمر إلا فيما هي له مما جرت به العادةُ؛ مما استقر في أعرافنا وتقاليدنا ! فقال لي: هذا عُرْف قديم قد تجاوزه العصر والعلم ومتطلبات الواقع الاجتماعي .. وقال لي مرددا: للحسين عاشوراؤه، ولكم عاشوراؤكم ! فسألني: ألم يتم وَقف هذه الحسينيات والمجالس للنفع العام، قلت: بلى .. هي كذلك . فقال لي: أيُّ نفع في فتح هذه الحسينيات والمجالس، (وفي كثيرها بل أغلبها) هي مجالس لاستعادة قراءة التاريخ من غير توثيق وتدقيق، ثم استثمار بقية الوقت في القيل والقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال في الأكل والشرب، ومنادمة الماضي فوق دَكّة الترديد والتفجيع . قلت له: هذا تعميم من دون تدقيق وتمييز لمن هم يبذلون المال في التوعية والتربية والاستفادة من هذه المنابر في نشر العلم، وبناء الإنسان قبل الحيطان ؟! فقال لي مستفيدا من خبرته في الإحصاء: كم عدد هذه المجالس الحسينية التي تقوم بمثل هذا الجهد الواعي، وكم هو عدد الخطباء الجادين الذين بذلوا مهجهم وأوقاتهم في سبيل ذلك وسط هذا الركام المنبري المرئي والمسموع ؟ وعليك بما يطرح في القنوات الفضائية على مرأى ومسمع من العالم، مثالا حيا مباشرا على الهزال الفكري والإعلامي في تقديم الحسين للعالم ؟!
قال لي صاحبي في المنام: لو قُدّر لنا ونجحنا في استثمار هذه المجالس والأوقاف والحسينيات في بناء مراكز طبية، ومعاهد علمية، وأكاديميات بحثية، وملاهٍ تربوية تلبي احتياج الأطفال للعب واللهو مع دروس خفيفة ظريفة شريفة تناسب أعمارهم مثل الرسم بالكلمات، واستماع الأشعار الرفيعة، وإنشادها لهم بأصوات معبرة ؟!
قال لي: تَخَيّل لو تم استثمار هذا المبنى الذي تراه أمامك مثلا، واستحال إلى مركز إسلامي بمسمى (مركز الإمام الحسين لاستثمار وقت كبار السن)، تطرح فيه الموضوعات التي تناسبهم، وتقدم فيه خدمات إنسانية واستشارية لهم، وإعداد برامج لهم بالصوت والصورة تلبي احتياجاتهم النفسية والعمرية والاجتماعية والدينية والصحية، وإعداد المبنى بشكل عُمْراني مفتوح مناسب لهم ولأعمارهم، وتعد له ميزانية من الوقف الحسيني ومن التبرعات والاشتراكات، ويدعى الأطباء والمستشارين النفسيين والخطباء والعلماء في برنامج شامل متكامل يلبي حاجاتهم الدنيوية والأخروية !
قال لي: تخيل معي لو تم استثمار تلك الحسينية، وسميت (معهد السيدة زينب التربوي) وقدمت فيه برامج متكاملة؛ لاستثمار وقت النساء تربويا وثقافيا و(أموميا) ومعرفيا من خلال المختصين في شتى مجالات الحياة، وليس استثماره فقط من قبل (النادبات) و(اللاطمات)، أليس في ذلك المشروع نفعا أرجى لمجتمع يموج في بحر لُجّي، وهو بحاجة ماسة إلى صانعات العقول، مثل السيدة زينب (ع) !
تخيل معي لو تم تحويل (حسينية ما) مثلا إلى مشروع مركز طبي بمسمى (مركز السيدة فاطمة بنت الحسين الطبي)، يقدم الخدمات الطبية بشكل إنساني، ويصرف عليه من الأوقاف المحبوسة التي قد أبلاها الزمان، وملَّ منها المكان، من طول حبسها، واستنقاذ السيدة فاطمة من سجنها التاريخي بوصفها جلجلة للبكاء، واستحضارها في عصرنا بوصفها امرأة آسية للجراحات، وصائنة للأسرة من شر الأمراض والأوبئة النفسية والجسمية، كما هي (السيدة العذراء) في عطائها الإنساني، و(الماما تريزا) في حنوها على الإنسان .
تخيل معي أن نفتح مركزا حقوقيا يُعلّم الناس حقوقهم وواجباتهم بمسمى (مركز الإمام السجاد الحقوقي)، يُدرّس في شكل عصري رسالة الحقوق، ويقدم خدمة إنسانية في حقل معرفي معاصر يلبي حاجات الناس، ويساعدهم في السراء والضراء؛ أليس من التعظيم لأهل البيت أن نقدمهم للناس مرشدين هداة، نافعين بناة؛ بدلا من تقديمهم في هذا العصر بأنهم كائنات تاريخية وبوصفهم جزءا من رحى الصراع والجدال المذهبي، والسجال الطائفي !
تخيل معي لو تم افتتاح (مركز عبدالله الرضيع للطفولة) يهتم بالبرامج الترفيهية والتربوية للأطفال، ويكون حلا عمليا للمشكلات التربوية التي تواجه الأسرة، وحلا عمليا لتقديم اللهو المباح للأطفال في برامج مبهرة وأخاذة ونافعة في الوقت نفسه خلال السنة، وليس خلال عاشوراء وحسب .
تخيل معي لو تم استثمار مثل هذه المواقع، وتحويل أحدها إلى (رباط حبيب بن مظاهر الأسدي لتعليم القرآن الكريم)، فقد ورد في خبر مقتله بأنه كان يختم القرآن في ليلة واحدة، ويصرف على هذا الرباط من أوقاف الإمام الحسين، ومن الاشتراكات الأهلية، وتكون له إدارة منظمة، ويهدف إلى تعليم الصبيان وكبار السن من الإناث والذكران القرآن الكريم وعلومه، ولا مانع من تقديم سيرة حبيب بن مظاهر الأسدي ومواقفه البطولية في الإسلام .
تخيل معي لو تم افتتاح (معهد العباس بن علي للفروسية)، لتعليم الناس وتربيتهم على خلق الفروسية، وركوب الخيل، بوصف ذلك من أدب الإسلام، ومن أشرف أخلاق العرب، فهذه رياضة نفسية وخُلقية وبدنية حث عليها الإسلام، وهي تناسب الكبار والصغار، وتربي الفتيان على الشجاعة الأدبية والنبل والمروءة، وهي رياضة محببة، لها أصالتها في تاريخنا،الإسلامي، ويكون العباس بن علي نموذجا مشرفا في خُلق الفروسية والبسالة وعلو الهمة .
تخيل معي لو استطعنا استثمار حسينية وتحويلها إلى (أكاديمية القاسم والأكبر للتدريب على الآداب المدنية)، مثل: النظافة، والنظام، والاحترام، والقيادة الآمنة، والسلوك الحضاري، والتعايش، والمجتمع المدني، والحرية، والمسؤولية، وكل هذا يتم باسم القاسم بن الإمام الحسن، وعلي الأكبر بن الإمام الحسين (ع)، في جوٍّ من الحيوية والنشاط، وينفق على ذلك من دعم رجال المال والأعمال، وصناديق استثمارية وخيرية أخرى، ولن أنسى سيدات المال والأعمال !!
تخيل معي لو استطاعنا صياغة المجالس الحسينية، وحافظنا على نهجها الشعبي الجماهيري في الطرح، ومزجنا معها الأسلوب العلمي في التناول، والمنهج التحقيقي في المادة، وتجاوزنا (الماضي الصعب) إلى (المستقبل المستحيل)، وأحالنا الفكرة من ترديد وتعديد إلى أسلوب حياة، وانطلقنا بكربلاء من كونها كَرْبًا وبَلاءً إلى كونها مدرسة عصرية في الإحسان للإنسان، ولنا تجربة بشرية ناجحة في تحويل المأساة إلى عُمْرَان وبناء، وليس اليابان منا ببعيد !!
وما زال يردد علي قوله "تخيل معي .. تخيل معي .. تخيل معي"؛ حتى انتبهت من مَنَامِي على أصداء واقع هو في منام طويل، يُخيّل إليه من نومه أنه يسعى .. !!
فهل يا ترى يكفي أن نتخيل .. أو بالأحرى نحن لا نملك إلا أن نتخيل .. وهذا يكفينا !!

جابر عبدالله الخلف


23 المحرم 1432هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-01-2011, 04:02 PM   رقم المشاركة : 2
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-01-2011, 09:35 PM   رقم المشاركة : 3
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

المداخلات حول الموضوع ...
تناول الأستاذ طاهر الخلف في مداخلته نقطة الوقف في الفقه الشيعي، وداخل الأستاذ أحمد الربيح ومما قاله: إن الورقة حمَّلت المنبر الحسيني أو أيام عاشوراء ما لا يحتمل، فكل قضية اجتماعية معلقة على الخطباء وو ..ثمَّ داخل الأستاذ محمد الخلف (بورضا) معترضاً على فكرة إنشاء مراكز تقوم على خدمات اجتماعية بأن الواقع المعاش وخاصة الظرف السياسي لا يسمح بإقامة مثل هذه المراكز الخاصة، وضرب بأمثلة وضح من خلالها معارضة المسؤولين لإقامة مثل هذه المراكز في المجتمع، ثمَّ جاءت مداخل الأستاذ حسن الربيح حيث قال: فكرة الموضوع ذكية حيث بناه على منام، كون ما جاء فيه أقرب إلى الأحلام والاماني منها إلى الواقع من حيث التحقق والحصول، وكون الموضوع تتطرق لقضايا اجتماعية كثيرة لها ارتباط بقضية الحسين، إلا أنه غفل عن قضية هامة وجوهرية وهي القضية السياسية، فلم يقترح المقال مركزا للدراسات السياسية مثلاً، وممَّا أخذ على الموضوع أنه بث القضايا الاجتماعية دون تركيز على قضية بعينها كي يكون التناول أكثر دقة وقرباً من تلمُّس المشكلة، إلا أن يكون هذا البث وهذا التعداد المتفرق لهدف الإشعار اللاذع، وكأنه وخزات في جسد المجتمع.
بعد هذه المداخلات قام الأستاذ جابر بالرد على المداخلين مستفيداً من بعض الإضافات ومختلفاً مع بعض وجهات النظر.

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2011, 12:09 AM   رقم المشاركة : 4
طالب المريدين
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل






افتراضي رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

بسم الله الرحمن الرحيم ..
اطلعت على نتاج جلسة شهر محرم في منتدى السهلة إذ لم اتمكن من الحضور لانشغالي بالقراءة .

ولي بعض التعليقات اليسيرة ..مقدمة وحوار .

المقدمة : عندما يدرس باحث أو كاتب جزئية في قضية ما فليس معنى ذلك أنه على حساب القضايا الاخرى في القضية . هذا اذا كانت جزئية أما إذا كانت مقوما للقضية فان طرحها بمثابة الواجب فهي طرف كالاطراف الاخرى فالحسين عليه السلام عبرة .بكسر العين . وعبرة بفتحها . أي شعائر وبكاء وفي نفس الوقت مدرسة وفكر .
وقد اطلعت على موضوع الاخ الاستاذ طاهر الخلف وفقه الله تعالى عن فضل البكاء .. فهل البكاء على نحو الموضوعية أم الطريقيه ؟ أي هل هو غاية أم وسيلة ؟
وهل هو مقوم أم جزئية ؟
ان المتتبع لسيرة المعصومين عليهم السلام من رسول الله صلى الله عليه واله سلم وبكائه على الحسين عليه السلام وهكذا الائمه عليهم السلام . إضافه الى الروايات الكثيره
في غير ماذكر الاستاذ . لهو دليل قاطع على انه موضوع أصلا . وعلى الاستاذ ان يجلب للاخوة الاعزاء رواية مسمع كردين كرواية صحيحه وقوية ودلالاتها تؤكد ذلك .
وغيرها من الروايات . وحسبي ان الاستاذ اتى بروايتين من باب المثال لا الحصر .
وأذكر أن البكاء والتركيز عليه ليس على حساب جوهر القضية والثورة . وطريقة نقد الموضوع متبعة لمنهج تفكيكي كما تبين أكثر في منامات اليقظه وتفكير من زاوية احاديه . سبحان الله . ففي الوقت الذي ينظر الى الاستاذ طاهر بانه يحصر القضية في البكاء يراد حصر القضية في الجوانب الاخرى غير البكاء . فتأمل . ..
لي عودة ان شاء الله في التعليق على منامات اليقظة .

 

 

طالب المريدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2011, 01:15 PM   رقم المشاركة : 5
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

أستاذنا الجليل علي الحجي

أهلا بك .. فحضورك ليس أي حضور .. كنَّا نترقبه في الجلسات
نسعد كثيراً بمداخلاتك وتعليقاتك التي كتبت والتي ستكتب، فهي محل اهتمامنا
وكلنا شوق وانتظار لعودتك، ليس في التعليق على منامات اليقظة وحسب،
بل على بقية الموضوعات التي طرحت في الجلسة إذا سمح لك الوقت بذلك.


وصلنا للتو تعليق الأستاذ جابر سيتم إدراجه هنا،
لما فيه من توضيح لبعض ردود الأخوة الحاضرين في الجلسة ...

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2011, 01:23 PM   رقم المشاركة : 6
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

في البداية أود أن أشكر الأخوة المداخلين، وفي يقيني أن مداخلاتهم مُتمِّمَة (للأفكار) الواردة في (منام اليقظة) .

لي بعض التوضيحات على بعض المداخلات، سأقوم بتوضيحها (اختصارا)، فمن قناعاتي أن وجهات النظر إذا طرحت ليس من الحكمة الإصرار على إدارة الحديث حولها طويلا ما دامت لم تتحول إلى اقتناع جماعي ممثل، ويكفي أنها فكرة، أو اقتراح، أو وجهة نظر، قد تنضج في المستقبل بشكل أفضل، وما ينضجها سوى هذا الحوار الدافئ .
ما سأقوم به الآن هو توضيحات وليست ردودا .. !!
1ـ كان تعليقا جيدا ما طرحه الأخ الأستاذ طاهر الخلف حول (الوقف الحسيني)، وطريقة إدارته، وتعطيله، وكان في طرحه (متشائما) من الحل، ومن وجود مخرج قريب للاستفادة من الأوقاف الاستفادة المرجوة، وفي هذا أنا معه، ولكن إذا لم يحصل ضغط من الجمهور، وتساؤل، واختراقات استفهامية، لن يتغير الحال، وفي هذه الكتابات محاولة لتأسيس علامة استفهام كبيرة بحجم مئذنة مسجد .
2ـ في تعليقه أبدى الأخ أحمد الربيح "بأنَّ الورقة حمَّلت المنبر الحسيني، أو أيام عاشوراء ما لا يحتمل، فكل قضية اجتماعية معلقة على الخطباء"
قال أبومتمم: ليس في قصدي تعليق المسؤولية على المنبر الحسيني، أو أيام عاشوراء، أو الخطباء فقط .. ولا شك أن هؤلاء يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية، بوصفهم آلية تكوين الخطاب الحسيني في المجتمع .
المسؤولية على المجتمع بكامله، علينا جميعا مسؤولية تجديد هذا الخطاب أو تغييره، لا بد من تشكيل خطاب حسيني يحمل شعار (نحو يقظة إسلامية)، وما بين القوسين هو عنوان كتاب جليل للسيد محمد الشيرازي (المرجع الشهير) رحمه الله، قرأته أيام الثانوية !!
3ـ في مداخلة الأستاذ محمد الخلف (بورضا)، تحميل لأطراف أخرى المسؤولية بناء على استصحاب تجارب سابقة، وفي طرحه وجه لا يبعد عن الصواب، ولكن الظرف السياسي والاجتماعي والثقافي في البلد بدأ في التغيير والقبول والاستعداد على الأقل من قبل شريحة كبيرة على مستوى الوطن .
إن تشكيل ثقافة جديدة نقدم بها مشاريعنا فكرة تستحق المحاولة، وليس من الحكمة سد الأبواب بذريعة التجارب السابقة، وهناك تجارب ومشاريع من هذا القبيل تنجح، حينما تقدم بشكل مدروس وواقعي .
حينما يتم إنشاء مركز طبي بأموال الوقف الحسيني ضمن قنوات حكومية وأهلية لا أعتقد تعطيل مثل هذه المشاريع في وقتنا الراهن، أو دعم أي مشروع على الأقل .
الأهم هو في المحاولة، ثم المحاولة، ثم اجتراح تجارب جديدة، والأهم أيضا هو في تشكيل ثقافة عامة تقبل مثل هذه الأطروحات، وحين يرفض المسؤولين كل هذه المحاولات، يكون الخطأ على المسؤول الذي أعاق مثل هذه التجربة .
4ـ أشكر الأخ الأستاذ حسن الربيح على ملاحظاته النقدية المهمة، وهي في محلها، ولكن كما قال: هي وخزات نقدية ليست في جسد المجتمع، وحسب وإنما في عقله، وهذا أهم .. !!
وكما قال محمود درويش (حالة حصار)، ص9:
" هنا عند منحدرات التلال، أمام الغروب
وفوهة الوقت،
قرب بساتين مقطوعة الظل،
نفعل ما يفعل السجناء،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبّي الأملْ . "


ــــــــــــــــــــــــــــ
تحية من عند الله طيبة مباركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للأستاذ علي الحجي على هذا المرورِ العَابرِ للقَارات .. !!
سيكون أيضا تعليقي عبارة عن توضيحات ليس إلا ..
1ـ لا يجادل أحدٌ في أن البكاء غريزة فطرية في جريمة وقعت بطريقة (الإبادة الجماعية)، ولكن هل يكفي البكاء ؟ لا يكفي أن ندخل القضية في شبكة من الأسئلة من مثل: هل البكاء على نحو الموضوعية أم الطريقية ؟ أي هل هو غاية أم وسيلة ؟؟
وما هو حاصل بالفعل أكبر من إمكانية تشخيصه، ليست القضية في مناقشة روايات صحيحة، وأخرى كثيرة ضعيفة، المشكلة أن القضية استحالة إلى (مناحة تاريخية)، بعوامل كثيرة لم تناقش، وهي العوامل السياسية، والعادات الشعبية، ودخول ثقافات الشعوب على الخط، ومبالغات الدول الشيعية عبر التاريخ في استغلال مثل هذه المناسبة ضد خصومها .
2ـ يقول الأستاذ علي حفظه الله:" وأذكر أن البكاء والتركيز عليه ليس على حساب جوهر القضية والثورة "
يا أستاذي الفاضل لقد استحال البكاء على حساب جوهر القضية وكفى .. وقد استحال منذ أمد بعيد .. !! بل استساغ الكثير من (الكسبة) ترويج الكذب والتهويل من أجل البكاء والإبكاء؛ لسكوت أصحاب الحل والعقد، وإقصاء أهل التحقيق عن دورهم اجتماعيا وثقافيا، وقبل ذلك دينيا !
وأصبح ذلك شاهرا ظاهرا يملأ الرُّحب من عهد عادِ ..!!
3ـ لم أفهم مراد الأستاذ حين قال ( من زاوية أحادية )، وأنا سعيد بتوضيحه، وإن كنت أثق في فهمي، فأظنه يعني أنني ركزتُ على ناحية (العَبرة)، بفتح العين .
فإذا كان ظني صحيحا، فإنني أقول: ليس المقصود هو التركيز على (العبرة) بفتح العين، وإنما المقصود استثمار مثل هذه المناسبة، وأوقافها، ومقدراتها في إفادة الصالح العام المعاصر، وليس في (التفصيلات) التي لم تكن هي هدف النهضة الحسينية، واتضح أن هذه التفصيلات يتقنها أي أحد، حتى دون شهادة تثبت تمكنه من قراءة القرآن الكريم، والحديث الصحيح، والشعر الحسيني قراءة صحيحة !
أنا سأكون أكثر سعادة حين عودة الأستاذ للتعليق على منامات اليقظة بشكل أكثر تفصيلا .



تحياتي .. وشكري للجميع
جابر عبدالله الخلف
2 صفر 1432هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2011, 02:55 PM   رقم المشاركة : 7
طالب المريدين
الأستاذ الشيخ علي الحجي
طالب علم ومربٍ فاضل






افتراضي رد: جلسة شهر محرم (الحضور متاح للجميع)


بسم الله الرحمن الرحيم .
بعد شكري للاخوة جميعا في المنتدى . أعود مجددا ..
ومنامات اليقظه تميزت بنقلات أدبيه وبلاغيه لطيفه . لكن في بعضها تأمل كما في : واليابان ليس منا ببعيد .

الشعاع السماوي : وقد بدأ بأحصائيه لعاشوراء الارض ..
طالب المريدين : وهناك رواية زائده في بحارالانوار جزء 28 ص 55 . وفيها ان الملائكة تسجل زوار الامام الحسين عليه السلام ومن يبكي عليه .
الشعاع السماوي : واي نفع في فتح الحسينيات بما فيها من سلبيات ؟
طالب المريدين : لابد من مشروع متكامل عام وخاص في كل بلد للنهوض بذلك وفي كتاب فاجعة الطف للمرجع الحكيم فصل كامل يمكنكم الاطلاع عليه .
الشعاع السماوي . وماذا لو حولنا هذه الحسينيات او بعضها الى مراكز اسلامية ومعاهد ودور ورووضات . ؟
طالب المريدين . الامر خار ج تخصصا .. وحل المعادلة النهوض بالحسينيات في دورها التبليغي والارشادي وما وجب من ذكر الله تعالى واهل البيت عليهم السلام . والمشاريع هذه آالياتها انشاء وتطويرا . نعم لايمنع على نحو الجزئية الموجبة استغلال الحسينيات في بعض المشاريع كماهي الرسولية تحتضن المنتددى الان .
الشعاع السماوي : اذا انت تعترض على فكرة التحويلات ؟؟
طالب المريدين . اكيد ذلك ويمكن عمل مركز اسلامي الى جانب الحسينيات . نعم في بعض الاماكن فيه كثره وهنا يمكن الاستفاده منها مع ابقائها خاصه اذا كانت وقفا .
الشعاع السماوي : وما رأيك اذا في عمل المركز الطبي باسم فاطمة عليها السلام بنت الحسين عليه السلام ؟
طالب المريدين . مشروع عظيم ويمكن الاستفاده من الدولة نفسها ايضا ولكن فاطمة ليست جلجلة بكاء وقد مرالتعليق في مسألة البكاء . والتعبير غير مناسب .
الشعاع السماوي: وهل تجد تكرارا في الاقتراحات ؟؟
طالب المريدين : روحها واحد والصورمختلفة . وفكرة التحويلات منهج تفكيكي بل اقصائي والمفروض ان يكون التفكير اصلاحيا .
الشعاع السماوي . انا ارى انه مستحيل تحقيق الاقتراحات لانها اوقاف اصلا ..
طالب المريدين . يمكن توجيه الاوقاف الجديده الى بعض المشاريع وهذا حسن وجميل .
الشعاع السماوي : وهل تعتقد اذا حصل ذلك سنكون كاليابان ؟؟
طالب المريدين : اذا فكرنا في تحويل كرب وبلاء الشريف الرضي اعلى الله مقامه الى مدارس عصريه فلن نصبح شيئا .
الشعاع السماوي . ولماذا اعتبرت المنهج تفكيكيا وتفكيرا أحاديا ؟؟
طالب المريدين . اترك الاجابه للشعاع السماوي القادم بشرط ان لا يخيل اليه من نومه انه يسعى .

تحياتي لك ايها الشعاع السماوي . ودعائي لكم بالخيروالتوفيق .

 

 

طالب المريدين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2011, 12:36 PM   رقم المشاركة : 8
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي رد: منام في حضن الأبجدية ـ جابر الخلف

وصلنا تعقيب الأستاذ جابر حول ما أثاره الأستاذ علي الحجي من ملاحظات على موضوعه السابق وقد رتَّب الأستاذ تعقيبه مشكوراً في إحدى عشرة نقطة، وهذا نص التعقيب:

تحية من عند الله طيبة مباركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحت عنوان: (عندما تكون المناقشة في الانتقاد بالمنهج التفكيكي، والتفكير الأحادي)، تناول الأستاذ علي الحجي ما طرح في جلسة المنتدى لشهر المحرم 1432 هـ

1ـ لن أتناول هذا العنوان الكبير الذي استفتح به الأستاذ علي حديثه، لسبب بسيط جدا، وهو إنني لم أفهمْه، ولم أفهم لماذا ورد في سياق التعليق على ما دار في الجلسة، ولم أفهم لماذا اختير عنوانا، وعادةً .. يتم اختيار العنوان في الكتابات ذات الطابع النقدي والتوضيحي مما ورد في الأوراق والكلمات التي قُدّمتْ .. فآثرت عدم تناولها في التعليق رغبة عن الإطالة، وإشغال القارئ بما لا يفيده .. هذا أولا !

2ـ (الممارسات المبالغ فيها) و(غير الصحيحة)، التي تؤدي إلى (الخلل في التطبيق) ألا تراها تقع نهارا جهارا دون احتشام أو استحياء.. لماذا الصمت عن نقدها نقدا صريحا واضحا (إجماعيا) من قبل المؤسسات الدينية الشيعية، وليس من قبل بعض دعاة الإصلاح الذين ذاقوا وبال دعواتهم في نقد هذه (الممارسات المبالغ فيها وغير الصحيحة) منذ أكثر من مئة سنة إقصاءً وقمعًا وتهوينا ونبذًا ومازالوا !!

3ـ بعيدا عن مقولة "أنَّ البكاءَ أصلاً موضوعٌ، وليسَ مجرَّد جزئيةٍ بسيطةٍ"، البكاءُ عاطفةٌ إنسانيةٌ فطريةٌ غريزيةٌ، وهي تعبير طبيعي تلقائي عن الحزن المكين لما حدث بشكل فاجع، لا يحتاج إلى كل هذه الترسانة الحديثية التي لم يسلم أكثرها من النقد في السند والدلالة، مثلا في بحار الأنوار (37) رواية حول البكاء، منها (30) رواية غير معتبرة حسب آصف محسني في مشرعة البحار .
ما حصل في كائنة كربلاء كارثة اغتيل فيها الضّمير الحَي؛ ولذا كان الحسين (ع) يبكي على من سيدخلون النار بسببه، لم يكن البكاءُ شعارا للنهضة الحسينية بوصفه هدفا، كان نتيجةً للمأساة، وليس هدفا لها أو غاية .
يقول السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله):"إن الحسين عليه السلام لم ينطلق في ثورته على الواقع الجائر؛ لكي نبكي عليه، بل خرج من أجل الإصلاح والتغيير. نعم العاطفة هي نتيجة من نتائج الثورة حاول من خلالها أهل البيت عليهم السلام أن يبقوا القضية حية في شعور الإنسان المسلم على امتداد الزمن بحيث تتحول إلى مسألة تتصل بالضمير الإنساني في علاقة الحاضر بالتاريخ .." ثم يقول السيد فضل الله:"وفرق بين أن تكون العاطفة هدف الثورة، وبين أن تكون وسيلة من وسائل بقائها على المستوى الوجداني" نظرة إسلامية حول عاشوراء، ص32 .
ويقول السيد علي الخامنئي (حفظه الله):"حادثة عاشوراء تنطوي في طبيعتها وذاتها على بحر زاخر من العواطف الصادقة" ... ثم يقول"إذن فالهدف من الثورة هو الوقوف بوجه الظلم والطغيان" فلسفة عاشوراء، ص7 .
إن الواضح من كلام السيد فضل الله، والسيد الخامنئي أن البكاء وسيلة، وليس هدفا .. أي وسيلة تعبير عن الحزن الأليم، وهذا أمر لا اختلاف فيه، إنما الاختلاف مع مقولة أن البكاء هو غاية وهدف وموضوع بعينه كما هي مقولة الأستاذ علي، فهذه المقولة من وجهة نظري ليست مقولة مقبولة، وتتعارض مع أهم ركائز النهضة الحسينية، وهي: الإصلاح، والتغيير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... !!
وهذه نقطة مهمة، وإن كانت ليست مقصودة بالتفصيل في (منامات اليقظة)، المقصود ببساطة هو: نقد الخلل في التطبيقات والممارسات المنسوبة ظلما باعتبارها جزءا من كائنة كربلاء، وطرح البديل الأجدى والأنفع للناس في عصر نحن أحوج ما نكون فيه للطرح الجديد النافع، وهو (تقديمُ كربلاءَ بوصفها حَلاًّ، وليستْ بوصفهَا أزمةً، وتقديم النهضة الحسينية بكونها مشروعَ تغييرٍ وتجديد، لا بكونها مشروعَ تعديدٍ وترديد!!!) .
موقف مع طفل: رجعَ ابني مرةً من أحدِ المآتم، سألته ماذا وعيته من قول (الخطيب) هذه الليلة، ماذا لفت نظرك حول كربلاء هذه السنة، كان جوابه بسيطا و(محبطا)، قال لي: صعد الخطيب، ثم بعد قليل أخذ في الصُّراخ ثم نزلَ . هذا مضمون كلامه مع شيء من التعديل بالفصحى !
ما الذي استفاده طفل في العاشرة من عمره من مجلس يعقد باسم الحسين ؟ لا نسألُ مثل هذا السؤال أبدًا، ثم يتدرب عقل الطفل على مقولة الحضور للأجر والبركة، وتنتهي الحكاية، وكأن الحسين (ع) يؤسس لمقولاتٍ هزيلةٍ كهذه . (حاشاه.. !!):


حاشاكَ أنْ تهبَ الربيعَ لمنْ
يخشَى الشَّذَا، ويخيفُه العِطْرُ

ويروحُ والأمواجُ تنهبُه
(يدعُو) بأنْ يتجمَّدَ البحرُ


4ـ شكرا للأستاذ على هذا الحوار، وشكرا له حين وصفني بـ(الشعاع السماوي الحالم)، خصوصا صفة (الحالم)، فهي تعبر تعبيرا صادقا عن (منامات اليقظة)، التي أريد لها أن تبقى منامات يقظى في ليل حالم .. !
وشكرا له على وصف (منامات اليقظة) بأنها نقلاتٌ أدبيةٌ لطيفة، وأنا واللهِ أريد لها أن تكون أكثر من ذلك بحواره معي حولها، وشكرا له (عددَ الرملِ والحصى والترابِ) حين قال:"وفي بعضها تأمل" أي أنه يوافقني في أكثرها، وإن لم يقل ذلك، وأطمح منه أن يذكر لي في مقالة خاصة ما يوافقني فيه، كما أنني سعيد جدا حين يجلدني بسِياطِ حُبِّه فيما يُخالفني فيه.

5ـ أعجبتني عبارة "إحصائية عاشوراء الأرض"، ولكن لم أقم أنا بهذه الإحصائية، وإنما قام بها رجالٌ عاليهم سيماءُ الفضل، ومناقبُ ذوي الشرف كما ورد في المنام.
كما أنني لم أفهم معنى قول الأستاذ علي"هناك رواية زائدة في بحار الأنوار جزء 28 ص 55 . وفيها أن الملائكة تسجل زوار الإمام الحسين عليه السلام، ومن يبكي عليه" في سياق الحديث حول الاستثمار الأنفع لآلاف الحسينيات والمجالس والمآتم بالشكل الذي يلبي الحاجات لأناس هذا العصر، ومنها الحاجة إلى البكاء.
وقد وردت عبارة من قِبَلِ الأستاذ على لساني في حواره الجميل، وهي:"أيُّ نفع في فتح الحسينيات بما فيها من سلبيات"، والذي قلته كما ورد في (المنام):"فسألني: ألم يتم وَقف هذه الحسينيات والمجالس للنفع العام، قلت: بلى .. هي كذلك . فقال لي: أيُّ نفع في فتح هذه الحسينيات والمجالس، (وَفِي كَثيرِهَا بَلْ أغلبِها) ..." وهناك فرق دقيق بين العبارتين يعرفه الأستاذُ عليٌّ خيرَ معرفةٍ .. !!

6ـ يقول الأستاذ علي:"لا بدَّ من مشروعٍ متكاملٍ عامٍ وخاصٍّ في كلّ بلدٍ للنهوضِ بذلك"
قال أبومتمم: وهذا كلامٌ فوق روعته يقال فيه بأنه فائق، وفوق تفوقه يقال فيه بأنه عالٍ وسامٍ وشريف وفجر أبلجُ يمشي في رابعة النهار، وأنا من المؤيدين له باليد واللسان! ولكن هذا المشروع المتكامل يحتاج إلى جهود مضنية (في بلدنا على الأقل)، أرجو من الأستاذَ عَلي أن يتولى إيقاد شمعة ذلك المشروع، وأرجو أن يكون رجائي رابيًا.

7ـ يقول الأستاذ علي: "الأمر خارج تخصصا .. وحل المعادلة النهوض بالحسينيات في دورها التبليغي والإرشادي، وما وجب من ذكر الله تعالى، وأهل البيت عليهم السلام، والمشاريع هذه لها آلياتها إنشاءً وتطويرًا، نعم لا يمنع على نحو الجزئية الموجبة استغلال الحسينيات في بعض المشاريع كما هي الرسولية تحتضن المنتدى الآن"
أيضا لم أفهم عبارتيْ "الأمر خارج تخصصا"، و "لا يمنع على نحو الجزئية الموجبة"، ولكنني فهمت قولك الرائع: "وحل المعادلة النهوض بالحسينيات في دورها التبليغي والإرشادي، وما وجب من ذكر الله تعالى، وأهل البيت عليهم السلام، والمشاريع هذه لها آلياتها إنشاءً وتطويرًا"، وهذَا بالضبط مَا كُنا نَبْغِي في (منامات اليقظة) !!
أما احتضان (الرسولية) للمنتدى، فهذا يحتاج إلى توضيح:
أولا ينبغي تسجيل الشكر الجزيل للحاج أبي يوسف أحمد بن علي بن علي السالم على جهوده الكريمة في دعم هذا التوجه حين كنا نطلب منه مفتاح (مطبخِ حسينيةِ الرسولِ، وليسَ حسينية الرّسولِ) عند إحياء جلسات المنتدى ونشاطاته، وكانت في البداية التركيز حول جلسة المحرم من كل سنة، ثم توسع الأمر في بعض جلسات المنتدى العامة، أي النشاطات التي ندعو فيها أبناء المجتمع عامة كالمحاضرات والندوات في شهر رمضان وغيره، وما كنا نحصل على هذا لولا وقفات أبي يوسف الكريمة في خدمة مختلف أبناء المجتمع، وقد أكد لي عديدَ المرات بأن المكان للجميع، فشكرا له أولا وأخيرا .. !!
ومطبخ الحسينية ليس إلا مكانا وحيدا أوحد من بين آلاف الأماكن غير المتوجهة لمثل ها التفعيل، والكلام على الظاهرة بشكل عام، وليس على المفردات .

8ـ يقول الأستاذ علي معلقا: "يمكن عمل مركز إسلامي إلى جانب الحسينيات، نعمْ في بعض الأماكن فيه كثرة، وهنا يمكن الاستفادة منها مع إبقائها خاصة إذا كانت وقفا"
احترامي .. لمثل هذا الكلام الرائع، ولكنني لدي تحفظ على عبارة:"مع إبقائها خاصة إذا كانت وقفا" ؛ لأنها لم تكن واضحة لي ..!!

9ـ من المؤكد الأكيد بأن السيدة فاطمة بنت الحسين (ع) ليست جلجلة بكاء، ولكن المؤسف له بأن الثقافة (الانتحابية) التي يقدمها (الخطباء) للمجتمع حول شخصيتها من قبل (الخِطَاب المنبري الانتحَابِي) أظهرها بأنها جلجةُ بكاء، ولنا أن نتساءل عن هذا الشخصية الفذة التي أنجبها بيت النبوة مَنْ هي؟ وما دورها في الحياة؟ وما عطاؤها الإنساني الخلاق؟ وما سيرتها قبل واقعة الطف وبعدها، وهل يعرف الناسُ أنها تَابعيّة راوية للحديث كانت تروي عن أم سلمة وغيرها، وأن زوجها هو الحسن المثنى، وهي والدة عبدالله المحض والد محمد ذي النفس الزكية، وهي جدة إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة في المغرب، وأنها بلغت من العمر سبعين عاما، وتوفيت سنة 110هـ أو سنة 117هـ، وهي قد ساهمت في تربية هؤلاء الرجال العظماء الذين ثاروا ضد الظلم في زمانهم، وغيروا وجهة التاريخ، ولو لفترات محددة !

10ـ يقول الأستاذ علي حفظه الله:
* "فكرة التحويلات منهج تفكيكي، بل إقصائي، والمفروض أن يكونَ التفكيرُ إصلاحيًّا"
* "يمكن توجيه الأوقاف الجديدة إلى بعض المشاريع، وهذا حسن وجميل"
* "إذا فكرنا في تحويلِ كرْب وبَلاء الشّريف الرّضي ـ أعلى الله مقامه ـ إلى مدارس عصرية، فلن نصبحَ شيئا"
إنني فكرت في هذه العبارات الثلاث مَليًّا .. وقرأتها بُكرةً وعشيًّا، وأقولها صادِقًا: لم أهتدِ لكتابة تعليق يعبر عما أريد قوله حولها؛ ولذا سأترك التعليق التوضيحي حولها حين أهتدي إليه.

11ـ أود لفت نظر القارئ العزيز إلى أهمية ما كتب قميص يوسف 2007م حول (ثقافة الحزن)، وضرورة قراءة ما أسماه ـ احترازا ـ مشاغبات وتقريرات شخصية، أما أنا فأسميها تساؤلات وأوجاع ما بعد الهاوية، من المهم جدا قراءة تلك المشاغبات والتساؤلات والأوجاع؛ كي نعرف إلى أي مدى أوصلنا الخطاب المنبري الانتحابي البُكائي المبرمج، وعلينا اكتشاف المأساة الأخرى في بعدها الآخر في الزمن الأخير .. !!



شكرا للأستاذ علي بَدْءا وختاما
جابر عبدالله الخلف
3 صفر 1432 هـ

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد