![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
المراقب العام
|
![]() ![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ضمن أنشطة لجنة التواصل الوطني المعنية بالتعريف بالفعاليات الاجتماعية والثقافية والدينية للمنطقة شارك وفد و رجالي ضم عددا من الشخصيات والناشطين والكتاب السعوديين والذين شاركوا على مدى يومين في الفعاليات العاشورائية التي شملت حضور المجالس الحسينية ومواكب العزاء والمعارض الفنية والعروض المسرحية المفتوحة. وضم الوفد الكاتبة الصحفية بجريدة اليوم الدكتورة زينب الخضيري والكاتبة في صحيفة الحياة في جدة الدكتورة هالة الدوسري والناشطة الاجتماعية إيمان فلاتة والاستاذة فاطمة الغفيص مالكة مدرسة من الرياض. ويسرني أن أنقل لكم مقالة الدكتورة هالة الدوسري وانطباعاتها حول هذه الزيارة .. ![]() .. || شــــركــــاء فــــي الـــــوطـــــن || .. د. هالة الدوسري* - شبكة راصد الإخبارية - 20/12/2010م في يومين فريدين زالا حاجزا وهميا يفصل بيني وبين الوطن، كنت أجلس للمرة الأولى بين سيدات شيعيات غائبات عن بقية الوطن، كن يحملن ملامحي ويتحدثن لغتي ويأسرنني بلطفهن وبساطتهن، أجلس بينهن في مسجد الرسول الأعظم في ليلة عاشوراء، أحيي القادمات معهن: مأجورة، وأردد خلفهن: مثابة، أحتضن البعض وأقبل رأس البعض تماما كما أفعل مع غيرهن في مجلس حجازي أو نجدي، أستمع معهن إلى صوت الشيخ فوزي السيف ينشد سيرة كربلاء، يتوقف مرارا بين كل مشهد صوتي: واااااااحسيناااااااه، ويتردد صدى ندائه في عشرات الأصوات الحية حوله، أشعر بقوتها في قلبي، تصل الكلمات إلى الذروة في مقتل الحسين ويصل المجلس إلى قمة حزنه تقف بعض الحاضرات ويسدلن أغطيتهن على وجوههن، يتعالى النواح وأشعر بالحزن متجسدا وشريكا لنا في مجلسنا، نعيش كل التفاصيل الحزينة في ولاء حي متجدد يمتد منذ مئات السنين، تخفت المشاعر مع الوقت وأقف أمام المسجد الذي يحل عليه هدوء ثقيل بعد عاصفة الحزن، تتقبل مضيفاتي بسعة صدر وطيبة تشبثي بتصوير المكان ويمنحنني عرضا بدخول قاعة الرجال لأخذ لقطة أفضل، لكنني أتراجع احتراما لهم، يجري نحونا شخصين من الرجال يعرفني أحدهم بإسمي ويبتسم في سعادة وهو يحكي لي عن قراءته لمقالاتي يتلبسني التعجب - كالعادة - من كلماتي التي تعبر الحدود، تخرجني ابتساماتهما وترحيبهما من جو الحزن الثقيل، أفيق على تأكيد مرافقاتي أن الشعائر تهدف لتأصيل الصراع الذي تمثله مأساة كربلاء بين الحق والباطل، وان الحسين رمزا أبديا لثورة الحق على الظلم، تتأكد لي كلمة إيمان فلاتة رفيقتي في الرحلة: القطيف هي العاصمة الحقوقية للملكة بها أنشط العاملين في الحقوق وأكثرهم وعيا، هل منحتهم سيرة الحسين المكونات الأساسية لحمل هذا الدور؟. أجواء العزاء تشمل المدينة وتلفها بالسواد ويسير أهلها لإحياء العزاء جماعات وافرادا، لا يوجد صخب بعد تبني الناشطين لمبادرة التبرع بالدم السلمية بديلا لمظاهر العنف سيارات الشرطة وأفرادها يقفون أيضا حول مفارق المدينة، لا يخيفون بتواجدهم الثقيل الناس بل يتضاحكون معهم بنفس الروح المتسامحة وهم يحاولون المرور من بين السدود. إحياء الماضي ليس دائما سلبيا، في إعجاب وانبهار شاهدت تظاهرة خطابية وفنية وإبداعية حافلة للتعبير يندر أن نلاحظ مثلها في مكان آخر بالمملكة حتى في الجنادرية، حول وقائع كربلاء يرسم فنانو القطيف بريشتهم وألوانهم لوحات بديعة ويقيموا مجسدات المعركة وأحداث اليوم، يجد الخطباء والشعراء مادة خصبة للإلهام، هل هو غريب إذن هذا الكم من الأدباء هنا وخطباء الذاكرة؟ تقودهم عاطفة جياشة ولغة شعرية بديعة بلا ورقة أو قلم؟ حتى المسرحيين وجدوا في الملحمة مادة ثرية لإبداعهم، توقفت عند شاب وضع مهره لإنتاج عملا وثائقيا مغامرا في بادرة لا تصدر سوى عن عاشق للمسرح ولرسالة مجتمعه، يقف الفنان أمام لوحته مصورا سبي بنات الرسول بعد المعركة في قافلة تعبر رمال الصحراء نحو الشمس، تشمل عين ما القافلة المعنى: تخليد الصراع بين الحق والباطل والنور الذي ينتظر من يرفع الراية في نهاية الطريق تحت عين الحق. أجلس إلى يمين الشيخ محمد حسن الحبيب في بيته البسيط النظيف وهو يشير لابنته بتقديم الضيافة لنا في إصرار، يحكي بصوته الهاديء اللطيف عن مكانة الحسين المشتركة والحاجة لتجاوز الاختلافات والالتقاء، يدعو لنا في جلسته اللطيفة المتسامحة وهو يشير إلى أصل الخلاف في التاريخ وعدم منطقية استمراره في الوقت الحالي، ذهولي من بساطة وقرب ومنطق الشيخ السليم لم يتبدد حين جلست إلى الشيخ محمد المحفوظ بطلي الخاص بين كل من قابلت، أحببت منطقه في الترفع عن سرد الجوانب الدينية وتبرير الاختلافات بين السنة والشيعة وأحببت قراءته الاجتماعية الدقيقة لواقع مجتمعه وإصراره الجميل للغاية على مفهوم المواطنة المتساوية، أوضح بكلمات مباشرة وبسيطة الفرق بين الولاء للدولة والانتماء لمذهب أو معتقد مغاير، لا ينفي الاختلاف في الانتماء ولاء الشيعة للوطن، لا بد أنه لاحظ إعجابي لأنه أكد لي بابتسامة أنه سيتواصل معي على هاتفه وبريده الإلكتروني المدون لدي بكل حرص. مفكري الشيعة مذهلين بوعيهم، ربما ساهمت في تشكيل وعيهم العالي بالحقوق ثقافة الإقصاء والتهميش التي عانوا منها على مدار السنين، ربما كان سعيهم الدائم لإحياء العزاء سببا في إبداعهم المتجدد واحتضانهم له، والرغبة في إبقاء تاريخهم حيا بشتى الوسائل، نسيجهم المتجانس صنع حالة فريدة من التكافل الاجتماعي يندر أن نشاهدها بيننا، مبادراتهم المدنية مذهلة ولا تتفاوت كثيرا طبقاتهم الاجتماعية، كم نحرم أنفسنا من هذا العطاء الواعي بتحيزنا ضدهم، لا احتاج سوى للتأمل في مشايخهم لأدرك رقي الحوزة الدينية التي صنعت أمثال هؤلاء القطيف بمدنها المختلفة صفوى وسيهات وتاروت ودارين تحمل عبق التاريخ وجمال ملاحمه وتحوي شريان الوطن الذي منح أرامكو ثروتها البشرية، القطيف ليست مجرد ملف أمني أمام السلطة وليست شعبا مختلفا يسكن حدودا مغلقة بين جوانبنا، تهميش الشيعة يعني إضفاء الشرعية على التمييز والفرقة، لا تنام الفتنة بعزلها وإقصائها وتجريمها، بل تصحو وتستعر. يستحق أهل القطيف لوعيهم وجدارتهم وكفاءتهم أن يكونوا شركاء في الوطن، يستحقون أن يمنحوا الحق في الوصول لأعلى المناصب، أن لا تحرم النساء من الترقّي لمناصب المشرفات والموجهات التربوية أن لا يحرم الرجال في مدينتهم من رئاسة البلدية والمؤسسات الحكومية، أن يحصلوا على فندق لمنطقتهم وعلى مدارس أهلية ابتدائية لبناتهم، أن يمنحوا الحق في المناصب الحكومية العليا كافة. ففي النهاية لا يلزم المذهب الشيعي أتباعه بالخروج على الحاكم إن لم يكن مسلما وليس فقط من نفس الملّة كما تنص المذاهب السنية. الشيعة يستحقون إعادة الاعتبار والمواطنة الكاملة، وعلى عاتق هذا الوطن أن يلم شتاته ويزيل معايير القبول الصارمة في نسيجه الاجتماعي. القطيف مدت يدها لبنات وأبناء الوطن في مبادرة تواصل، منحتنا خلالها نكهة فريدة لتذوق ثقافة جميلة ومثيرة للتأمل، منحتنا فرصة للقاء رائعات ورائعون أشكر هنا فوزية الهاني بعطائها الشبيه بأمومتها الفيّاضة ومريم وسعاد من مركز الأسرة ومكتب الشيخ الصفار لإحاطتهن لنا بالرعاية والاهتمام والضيافة ومحمد الخياط لمتابعته وكرمه وأستاذي الكريم الملهم دوما جعفر الشايب لكل ما يمثله لنا، أشكر أيضا المهندس نبيه من المجلس البلدي لدعمه لمشاركة النساء في الترشيح والانتخابات البلدية وكل من قابلناه من كبار وصغار، تحية واعتزاز بالقطيف وأهلها. د.هالة الدوسري ..أكاديمية سعودية، باحثة وكاتبة بصحيفة الحياة.
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
طرفاوي مشارك
|
![]() صراحة شعرت بسيمفونية الطرح .. الذي أقنعني بجمال المكان الذي ذهبت إليه .... هذه المقال خطر على من يطلع عليها فلا عجب أن أرى
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|