العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 21-07-2010, 10:56 PM   رقم المشاركة : 1
بوسارة
مشرف الواحة الإسلامية
 
الصورة الرمزية بوسارة
 







افتراضي ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )

بسمه تعالى

اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

قال تعالى: ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ) صدق الله العلي العظيم

سؤال: من المتعارف أن اللمز يكون للآخرين ولا يكون اللمز للنفس

فما هو الهدف من وضع كلمة (أنفسكم) بدل (الآخرين) مثلا ؟

 

 

 توقيع بوسارة :
يا لثارات الزهراء
( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )
بوسارة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2010, 01:28 PM   رقم المشاركة : 2
عبدالله المطلق
أستاذ وباحث تاريخي قدير






افتراضي رد: ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )

تحياتي لك 00

بخصوص ماطلبته حول تفسير الآية :
د

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظالمون ) سورة الحجرات 0

ينهى الله تعالى عن السخرية بالناس وهو احتقارهم والاستهزاء بهم كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " الكبر بطر الحق وغمص الناس - ويروى - وغمط الناس " والمراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم وهذا حرام فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله تعالى وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له ; ولهذا قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن " 0

فنص على نهي الرجال وعطف بنهي النساء وقوله تبارك وتعالى " ولا تلمزوا أنفسكم " !!

أي لا تلمزوا الناس والهماز اللماز من الرجال مذموم ملعون كما قال تعالى " ويل لكل همزة لمزة " والهمز بالفعل واللمز بالقول كما قال عز وجل" هماز مشاء بنميم " أي يحتقر الناس ويهمزهم طاغيا عليهم ويمشي بينهم بالنميمة وهي اللمز بالمقال ولهذا قال ههنا " ولا تلمزوا أنفسكم" كما قال " ولا تقتلوا أنفسكم " أي لا يقتل بعضكم بعضا قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة ومقاتل بن حيان " ولا تلمزوا أنفسكم " أي لا يطعن بعضكم على بعض وقوله تعالى " ولا تنابزوا بالألقاب" أي لا تداعوا بالألقاب وهي التي يسوء الشخص سماعها قال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال فينا نزلت في بني سلمة " ولا تنابزوا بالألقاب " قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت" ولا تنابزوا بالألقاب " ورواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل عن وهب عن داود به وقوله جل وعلا " بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان " أي بئس الصفة والاسم الفسوق وهو التنابز بالألقاب كما كان أهل الجاهلية يتناعتون بعدما دخلتم في الإسلام وعقلتموه " ومن له يتب " أي من هذا" فأولئك هم الظالمون " .

تفسير ابن كثير 00
فمن الآثار الناتجة عن السخرية :

أن الآثار الناتجة عن السخرية و الاضطهاد بلا شك عديدة و متنوعة و لا يشعر بمرارتها الا من ابتلا بذلك ، وقد ينتج عن ذلك نتائج و خيمة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل .

ومن هذه النتائج :
تفشي غياب الاحترام و التقدير بين الناس ، السيادة و التعالي ، ظهور الحقد و الكراهية .

ب- يسود المجتمع التفرقة و تعدد الطبقات و يتحول المجتمع إلى الأنانية و الأهواء ، و التشتت ، و الانحدار إلى اقل المستويات و ينتج العديد من التفكك الاجتماعي .

ت- ايضا قول الله تعالى : (لا يسخر قوم من قوم )) ، أيضاً (( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )) ،0

ومعنى ذلك بأن دينا الحنيف ينهى عن الإساءة للآخرين و اتهامهم و اضطهادهم وجرح أحاسيسهم و كرامتهم ، ومن يتجاهل ذلك يكون قد تحدى ما جاء به الله عز وجل في كتابه الكريم ، ويبدل الطاعات إلى العناد و التكبر و العصيان .

- الآثار النفسية و الاجتماعية على الأسرة :

قد تمر الآثار النفسية بسلام على الأسرة دون أي مشكلات ، وقد تظهر هذه المشكلات بصورة بسيطة ، وقد تتأثر بعض الأسر بشكل ملفت و ينعكس ذلك على الأبناء بشكل خاص ، ويساعد على ظهور الصراعات النفسية و الإحباطات المستمرة ، والذي يشعرهم بعدم الأمان ، ويولد هذا الشعور الألم و الكراهية و الحقد و الغيرة ، و ذلك جراء استهزاء الآخرين بأسمائهم أو بألقابهم ، و قد يؤثر ذلك على تحصيلهم العلمي ، و على مستقبلهم العملي ، و على تفاعلهم مع المحيط الاجتماعي من حولهم ، مما يجعلهم يشعرون بدونية وانهم غير مرغوب بهم ، ويحول ذلك في المحيط الأسري و الخارجي إلى الضغط النفسي المستمر و الصراع النفسي و الانطواء و العزلة .

- علاج هذه الظاهرة :

1- أن يراقب الإنسان سلوكه وان يكون حريص على تأديب نفسه و تزكيتها ، وان يحترم مشاعر الآخرين ، وان يعلم أن الله مراقبة بأفعاله و أقواله ، لقول الله تعالى : ( واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه )) .

- أن يعلم الإنسان أن الله أمر بآداب تجب عليه اتجاه أخيه المسلم ، وان لا يبغضه و لا يظلمه و لا يحقره ، لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره )) ، ويقول رسول الله : (( لا يحل لمسلم أن يشير إلى أخيه بنظرة تؤذيه )) .

- ومن الأمور التي تساعد على علاج هذه الظاهر ة هي تهيئة الفرص لعقد ندوات و محاضرات تثقيفية و تعلم فيها المعايير السلوكية و الاجتماعية الصحيحة و السليمة و المهارات الاجتماعية و القواعد الأخلاقية السليمة .

- الاهتمام بالجيل الشاب بتوعيتهم و إرشادهم على حسن المعاملة ، وعدم التفرقة و الحث على المساواة ، وخصوصاً في مراحل الإعدادية و الثانوية .

ونسأل الله جلا و علا أن يوفقنا لما فيه الخير و السداد

هذا مااحببت اضافته بعد اطلاع في بعض التفاسير من القرآن الكريم والسنة 00

وبارك الله في جهود الجميع 00


عبدالله المطلق

 

 

عبدالله المطلق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2010, 03:25 PM   رقم المشاركة : 3
مشاهد الذاكرين
طالب علم
 
الصورة الرمزية مشاهد الذاكرين
 






افتراضي رد: ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

أشكر أستاذي القدير أستاذ عبدالله المطلق (أبوحمد) وفقه الله لكل خير، في الواقع ما أتحفتنا به من معلومات تربوية قيمة يجب أن يلتزم بها الكبير و ينشأ عليها الصغير، فالقرآن الكريم والسنة النبوية فيها من الكنوز مالا يحصى في الحث على التأدب و الاحترام والانسجام ليعيش المجتمع حالة التعاون على البر و الخير .
لكن عندي تسآؤل خفيف حول الرواية التي ذكرت ؛ قال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي قال حدثني أبو جبيرة بن الضحاك قال فينا نزلت في بني سلمة " ولا تنابزوا بالألقاب " قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت" ولا تنابزوا بالألقاب "
لا أدري هل الراوي للحديث يقصد أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- بقوله (فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت" ولا تنابزوا بالألقاب " أنه صلوات الله وسلامه عليه كان لا يناديهم بأسمائهم و إنما بألقاب تعارفوا عليها فيما بينهم ، أو أن القوم هم الذين يتنابزون بالألقاب ؟ !
أشكر أستاذي مجدداً على حضوره الطيب

 

 

مشاهد الذاكرين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-07-2010, 01:25 AM   رقم المشاركة : 4
عبدالله المطلق
أستاذ وباحث تاريخي قدير






افتراضي رد: ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )

مشاهد الذاكرين 00الشيخ صالح الغانم
تحياتي لك 00


شكرا لك مداخلتك

00وللتوضيح كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

يدعو اصحابه بأحب الأسماء لهم 00ومن خلال قرائتي وفهمي المتواضع لكتب
التفسيرومنهم كتاب الطبري توضيحا طويلا حولتفسير هذه الاية :


قوله تعالى : {وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} فيه ثلاث مسائل :

الأولى :

قوله تعالى : {وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} اللمز : العيب ، وقد مضى في "التوبة" عند قوله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة : 58]. وقال الطبري : اللمز باليد والعين واللسان والإشارة. والهمز لا يكون إلا باللسان. وهذه الآية مثل قوله تعالى : {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} [النساء : 29] أي لا يقتل بعضكم بعضا ، لأن المؤمنين كنفس واحدة ، فكأنه بقتل أخيه قاتل نفسه. وكقوله تعالى : {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور : 61] يعني يسلم بعضكم على بعض. والمعنى : لا يعب بعضكم بعضا. وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير : لا يطعن بعضكم على بعض. وقال الضحاك : لا يلعن بعضكم بعضا. وقرئ : {ولا تُلمزوا} بالضم. وفي قوله : {أنفسكم} تنبيه على أن العاقل لا يعيب نفسه ، فلا ينبغي أن يعيب غيره لأنه كنفسه ، قال صلى الله عليه وسلم : "المؤمنون كجسد واحد إن اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" . وقال بكر بن عبدالله المزني : إذا أردت أن تنظر العيوب جمة فتأمل عيابا ، فإنه إنما يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب. وقال صلى الله عليه وسلم : "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ويدع الجذع في عينه" وقيل : من سعادة المرء أن يشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره. قال الشاعر :
المرء إن كان عاقلا ورعا ... أشغله عن عيوبه ورعه
كما السقيم المريض يشغله ... عن وجع الناس كلهم وجعه


وقال آخر :
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا ... فيهتك الله سترا عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ... ولا تعب أحدا منهم بما فيكا

الثانية :

قوله تعالى : {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} النبز "بالتحريك" اللقب ، والجمع الأنباز. والنبز (بالتسكين) المصدر ، تقول : نبزه ينبزه نبزا ، أي لقبه. وفلان ينبز بالصبيان أي يلقبهم ، شدد للكثرة. ويقال النبز والنزب لقب السوء. وتنابزوا بالألقاب : أي لقب بعضهم بعضا. وفي الترمذي عن أبي جبيرة بن الضحاك قال : كان الرجل منا يكون له الاسمين والثلاثة فيدعي ببعضها فعسى أن يكره ، فنزلت هذه الآية : {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}. قال هذا حديث حسن. وأبو جبيرة هذا هو أخو ثابت بن الضحاك بن خليفة الأنصاري. وأبو زيد سعيد بن الربيع صاحب الهروي ثقة. وفي مصنف أبي داود عنه قال : فينا نزلت هذه الآية ، في بني سلمة {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ } قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا فلان فيقولون مه يا رسول الله ، إنه يغضب من هذا الاسم ، فنزلت هذه الآية : {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} فهذا قول. وقول ثان - قال الحسن ومجاهد : كان الرجل يعير بعد إسلامه بكفره يا يهودي يا نصراني ، فنزلت. وروي عن قتادة وأبي العالية وعكرمة. وقال قتادة : هو قول الرجل للرجل يا فاسق يا منافق ، وقاله مجاهد والحسن أيضا. {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ} أي بئس أن يسمى الرجل كافرا أو زانيا بعد إسلامه وتوبته ، قال ابن زيد. وقيل : المعنى أن من لقب أخاه أو سخر منه فهو فاسق. وفي الصحيح "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". فمن فعل
رجل فقال له أبو ذر : يا ابن اليهودية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما ترى ها هنا أحمر وأسود ما أنت بأفضل منه" يعني بالتقوى ، ونزلت : {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}. وقال ابن عباس : التنابز بالألقاب أن يكون الرجل قد عمل السيئات ثم تاب ، فنهى الله أن يعير بما سلف. يدل عليه ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من عير مؤمنا بذنب تاب منه كان حقا على الله أن يبتليه به ويفضحه فيه في الدنيا والآخرة" .

الثالثة :

وقع من ذلك مستثني من غلب عليه الاستعمال كالأعرج والأحدب ولم يكن له فيه كسب يجد في نفسه منه عليه ، فجوزته الأمة وأتفق على قول أهل الملة. قال ابن العربي : وقد ورد لعمر الله من ذلك في كتبهم ما لا أرضاه في صالح جزرة ، لأنه صحف "خرزة" فلقب بها. وكذلك قولهم في محمد بن سليمان الحضرمي : مطين ، لأنه وقع في طين ونحو ذلك مما غلب على المتأخرين ، ولا أراه سائغا في الدين. وقد كان موسى بن علي بن رباح المصري يقول : لا أجعل أحدا صغر اسم أبي في حل ، وكان الغالب على اسمه التصغير بضم العين. والذي يضبط هذا كله : أن كل ما يكره الإنسان إذا نودي به فلا يجوز لأجل الأذية. والله أعلم.
قلت : وعلى هذا المعنى ترجم البخاري رحمه الله في (كتاب الأدب) من الجامع الصحيح. في (باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم الطويل والقصير لا يراد به شين الرجل) قال : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما يقول ذو اليدين" قال أبو عبدالله بن خويز منداد : تضمنت الآية المنع من تلقيب الإنسان بما يكره ، ويجوز تلقيبه بما يحب ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لقب عمر بالفاروق ، وأبا بكر بالصديق ، وعثمان بذي النورين ، وخزيمة بذي الشهادتين ، وأبا هريرة بذي الشمالين وبذي اليدين ، في أشباه ذلك.

وقال الزمخشري : روي عن النبي صلى الله عليه وسلم "من حق المؤمن على المؤمن أن يسميه بأحب أسمائه إليه" . ولهذا كانت التكنية من السنة والأدب الحسن ، قال عمر رضي الله عنه : أشيعوا الكني فإنها منبهة. ولقد لقب أبو بكر بالعتيق والصديق ، وعمر بالفاروق ، وحمزة بأسد الله ، وخالد بسيف الله. وقل من المشاهير في الجاهلية والإسلام من ليس له لقب. ولم تزل هذه الألقاب الحسنة في الأمم كلها - من العرب والعجم - تجري في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير. قال الماوردي : فأما مستحب الألقاب ومستحسنها فلا يكره. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم عددا من أصحابه بأوصاف صارت لهم من أجل الألقاب.
قلت : فأما ما يكون ظاهرها الكراهة إذا أريد بها الصفة لا العيب فذلك كثير. وقد سئل عبدالله بن المبارك عن الرجل يقول : حُميد الطويل ، وسليمان الأعمش ، وحُميد الأعرج ، ومروان الأصغر ، فقال : إذا أردت صفته ولم ترد عيبه فلا بأس به. وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن سرجس قال : رأيت الأصلع - يعني عمر - يقبل الحجر. في رواية الأصيلع.
قوله تعالى : {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ} أي عن هذه الألقاب التي يتأذى بها السامعون. {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} لأنفسهم بارتكاب هذه المناهي.

نسأل الله ان وفقنا في التوضيح 00وكتب التفسيركثيرةوتتبعها صعب جدا

عبدالله المطلق

 

 

عبدالله المطلق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 26-07-2010, 10:55 PM   رقم المشاركة : 5
سلمان الفارسي
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير






افتراضي رد: ( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب )

بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين وبعد
فإن استعمال لفظ {أنفسكم}في الآية قد وقع موقعه الذ ي يليق به ولاغرو فإن القرآن الكريم كتاب قد أحكمت آياته ،وهاهنا مقدمة يجدر بي أن أذكرها وهي أن الأفعال على نحوين ،نحو لايتعدى أثره فاعله فلا ينهى إلا فاعله إن كان الفعل مما ينهى عنه كمن يشرب مايضره ،ونحو يتعدى أثره فاعله فيقع الفعل عليه وعلى غيره وهذا أشد خطرا لأنه أعم أثرا وإن يكن وقع من فرد واحد فالحال أحيانا كما يقول الشاعر:
ومعظم النار من مستصغر الشرر
واللمز الوارد في الآية من هذا القبيل فإن أثره يقع على فاعله وعلى غير فاعله وأثره الذي على غير فاعله لايستثني فاعله من التأثير فيه فمن يقع منه اللمز فإنما يصيب مقتلا في مجتمع هو أحد أفراده فإذا تمزق المجتمع ونزل به البلاء فهو أحد من ينزل به البلاء وعلى هذا فمن يلمز الآخرين كان في الحقيقة لامزا لنفسه أيضا .
وقال الأستاذ عبدالرحمن الميداني:
واللّمُزُ يَغْلِبُ فيه الْعَمَلُ الفرديّ الخفيُّ، الّذي يُدْرِكُهُ أهْلُ الفطانةِ والنَّباهة، فجاء التعبير بأسلوب: {وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} وللدّلاَلَةِ أَيْضاً عَلى أنَّ مَنْ لَمَزَ أخاهُ المؤمِنَ فكأنّما لَمَز نَفْسه، لأن المؤمنين هم بمثابة الجسَدِ الواحد.انظر:البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها
وقال الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير الآية: وقال ابن عباس وقتادة: معناه لا يطعن بعضكم على بعض كما قال (ولا تقتلوا أنفسكم) لأن المؤمنين كنفس واحدة، فكأنه بقتله أخاه قتل نفسه.
وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في الأمثل في تفسير الآية:
الطريف أنّ القرآن في تعبير «بأنفسكم» يُشير إلى وحدة المؤمنين وأنّهم نسيجٌ واحد، ويبيّن هنا بأنّ جميع المؤمنين بمثابة النفس الواحدة فمن عاب غيره فإنّما عاب نفسه في الواقع!.
وقال الرضي في حقائق التأويل معلقا على قوله تعالى {وأنفسنا وأنفسكم}:
وقال بعض العلماء: إن للعرب في لسانها أن تخبر عن ابن العم اللاصق والقريب المقارب: بأنه نفس ابن عمه، وأن الحميم نفس حميمه، ومن الشاهد على ذلك قول الله تعالى: (ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب..) [ 1 ]، أراد تعالى: ولا تعيبوا إخوانكم المؤمنين، فأجرى الأخوة بالديانة مجرى الأخوة في القرابة، وإذا وقعت النفس عندهم على البعيد النسب كانت أخلق أن تقع على القريب السبب، وقال الشاعر [ 2 ]: كأنا يوم قرى إن‍.. ما نقتل إيانا أراد: كأنما نقتل أنفسنا بقتلنا إخواننا، فأجرى نفوس أقاربه مجرى نفسه، لشوابك العصم [ 3 ] ونوائط اللحم..إلخ
وقال الراغب في المفردات مادة لمز:
اللمز: الاغتياب وتتبع المعاب. يقال: لمزه يلمزه ويلمزه. قال تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات} [التوبة/58]، {الذين يلمزون المطوعين} [التوبة/79]، {ولا تلمزوا أنفسكم} [الحجرات/11] أي: لا تلمزوا الناس فيلمزونكم، فتكونوا في حكم من لمز نفسه، ورجل لماز ولمزة: كثير اللمز، قال تعالى: {ويل لكل همزة لمزة} [الهمزة/1].
وقد فسر الشيخ الطبرسي قوله تعالى:{أنفسكم}بأمثالكم ،قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الروم28:
و معنى أنفسكم هاهنا أمثالكم من الأحرار كقوله « و لا تلمزوا أنفسكم » و كقوله « ظن المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيرا » أي بأمثالهم من المؤمنين و المؤمنات.
وقال العلامة الطباطبائي في الميزان في تفسير الآية:
و قوله: "و لا تلمزوا أنفسكم" اللمز - على ما قيل - التنبيه على المعايب، و تعليق اللمز بقوله: "أنفسكم" للإشارة إلى أنهم مجتمع واحد بعضهم من بعض فلمز الواحد منهم غيره في الحقيقة لمز نفسه فليجتنب من أن يلمز غيره كما يكره أن يلمزه غيره، ففي قوله: "أنفسكم" إشارة إلى حكمة النهي.
أقول :أما الكلام على سبب نزول الآية وتفسيرها فلم يسأل السائل عنه وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
والحمد لله رب العالمين.

 

 

سلمان الفارسي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 03:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد