- كيف تصف العلاقة بين الحمية الغذائية والتمارين الرياضية؟
الحمية الغذائية والتمارين الرياضية أمران متلازمان ومتكاملان لا يمكن إهمال واحد منهما.
هناك كثيرون لديهم مفهوم خاطئ عن الحمية الغذائية، وهو أنها تعني الانقطاع عن الطعام أو تقليص الوجبات الغذائية إلى درجة يشعرون فيها بهبوط حاد بأوزان جسمهم. بينما الحمية هي عملية تنظيم الغذاء لا الانقطاع عن الطعام، بل هي ماذا نأكل وماذا نمتنع عنه! وهذا لا علاقة له بالكمية خصوصًا إذا كان الإنسان معتادًا على كمية معتدلة، ولكن نوع الطعام الذي نتناوله هل هو صحّي أم لا.
والمفهوم الخاطئ والذي أعتبره علّة العلل، لأن هذا مجال طبي. والعمل في الرياضة خصوصًا في مجال التمارين الشخصية، يجب أن يرتكز على شبكة من الاختصاصيين تضمّ الطبيب واختصاصي التغذية والمدرب الرياضي.
التدريب الرياضي هو الحلقة الأقوى والأهم لأن أصعب أمر على الإنسان أن يقوم بالتمارين الرياضية، فهناك أشخاص يكرهون التمارين الرياضية إلى درجة يفضّلون فيها أن يكسبوا وزنًا على القيام بها. لذا فإن العلاقة بين الحمية الغذائية والتمارين متلازمة ويلتقيان عند النتيجة النهائية.
فعندما يتمرّن الشخص جيدًا ويكون في المقابل فوضويًا في نظامه الغذائي لن تكون النتائج مرضية. أما إذا كان يتّبع حمية غذائية صحية ولا يمارس رياضة فلن يكون لديه عضلات قوية لأنها لا تعمل في شكل صحيح.
تمارين رياضيه
- لماذا يطلب بعض اختصاصيي التغذية من مرضاهم عدم ممارسة الرياضة في الأسابيع الأولى من اتباع حمية غذائية محدّدة؟
هناك كثر ممن يأتون إلى النادي ويقولون إن اختصاصي التغذية نصحهم بعدم ممارسة الرياضة في الأسبوع الأوّل أو الأسابيع الثلاثة الأولى للحمية. وبرأيي ليس هناك ما يبرر هذه النصيحة بل من الأفضل أن تتلازم ممارسة الرياضة واتباع الحمية.
ربما على الشخص الذي يخضع للحمية أن يمارس الرياضة في البداية بشكل خفيف بسبب ضعف الطاقة لديه. لذا من الأفضل أن يمارس تمارين الcardio 3 إلى 4 مرات في الأسبوع، أي المشي والركض والسباحة أو الأيروبيك. فهناك الأيروبيك المعتدل الذي يسمح بالحصول على الأوكسيجين الكافي والأنا- أير
وبيك، والفرق بين النوعين أن الأول يمارسه على المدى الطويل لتخفيف الوزن، بينما الثاني يمارسه خلال وقت قصير و تكون التمارين مكثّفة وأكثر حدة من أجل تحسين عضلات القلب وتحسين جهاز التنفس.
لذا فإن المشي مهم لأنه رياضة سهلة وبمتناول الجميع ولا تتطلب لياقة كبيرة أو ليونة عالية ولا قدرة تحمّل عالية. ولكن أشير هنا إلى أن رياضة المشي قد لا تناسب بعض الأشخاص مثلا عندما يمشون على طريق غير مستوية تمامًا، أي طريق وعرة أو جبلية حيث يمكن التعثر بالحجارة، فهذه الطريق غير صحية بالنسبة إلى الذين يعانون مشكلة في الكاحل أو الركبة أو الظهر، والطرق التي تفرض الصعود لا تناسب الشخص الذي يعاني مشكلة في عموده الفقري لأنها تستوجب استعمال كمًا كبيرًا من عضلات الظهر، وإذا كان لديه ضعف فيها قد تتأثر سلبًا مما يسبب أوجاعًا.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الطريق التي تستوجب المشي نزولاً، فهي تؤثر في الرباط الصليبي لأن ثقل الجسم يكون على الركبتين. ولكن يبقى المشي الرياضة الأسهل بالنسبة إلى الإنسان من سن 5 سنوات إلى 90 سنة.
أنصح الشخص الذي يعاني مشكلات بأن يجرب رياضة المشي البطيء على أن تكون مدتها طويلة، بمعنى أن يأخذ وقته، فبدل أن ينهي المسافة خلال نصف ساعة يمكن أن ينجزها بساعة وفي طريق مسطّحة وغير وعرة.
- ماذا عن الأكوا جيم؟
الأكوا جيم هو تمرين انسيابي في المياه. عندما نقف ونمشي ثقل جسمنا ينزل كله على الهيكل العظمي وقوة الجسم تكون عمودية، بينما في المياه لا يكون ثقل الجسم نفسه. والحركات التي تقومين بها انسيابية تعتمد على مقاومة المياه مما يساعد على القيام بالحركة بكثافة وبقوة أقل. والأكوا جيم لا يتطلب معرفة السباحة أو أن يكون الشخص سبّاحًا ماهرًا، لأن هذه الرياضة تمارس في عمق مياه يترواح بين المتر والمتر وعشرة سنتيمرات ويصل إلى الخصر
- هل تختلف التمارين الرياضية باختلاف سن الشخص؟
بالطبع، فالرياضيون المحترفون يعتزلون في أفضل الحالات في سن الأربعين. لذا لكل مرحلة من مراحل العمر تمارين رياضية معينة لأن نوع العضلات يختلف وكذلك كثافة العظام وسرعة الأيض****bolism. فمثلا شخص في العشرين يمكن أن يركض مدة ساعتين بسرعة عالية جدًا، بينما من هو في الأربعين قد يحتاج إلى ساعة من المشي. ولكن هناك حالات استثنائية، مثلاً أولئك الذين خضعوا لجراحات معينة، فالذي يضع وركًا صناعيًا ليس لديه المرونة نفسها للمفصل الطبيعي وبالتالي فأداؤه للحركة يكون أصعب، ولكن هذا لا يمنع أن يستمر بعد فترة العلاج في ممارسة التمارين كي ينمّي عضلاته ويقويها، إلى أن يصل إلى مرحلة لا يشعر فيها بألم. لذا فوظيفة التمارين الشخصية أن يكون لكل حالة تمارينها الخاصة التي تأخذ في الاعتبار حالة الشخص الصحية على كل الأصعدة.
- تتوقف بعض السيّدات عن ممارسة الرياضة بسبب تضخم العضلات لديهن وهن لا يرغبن في هذا المظهر.لماذا تتضخم العضلات؟
صحيح تتوقف بعض السيّدات عن ممارسة الرياضة بحجة أن العضلات لديهن تضخمت. ومن المعلوم أن عضلات الجسم أثقل من الدهن، وعندما تبدأ سيدة بممارسة الرياضة، بعد فترة انقطاع طويلة، تتنبه عضلات الجسم فتمر بمرحلة قصيرة تتضخم فيها، ولكن في الوقت نفسه يحدث شد وتضخم بالألياف وربما هذا الذي يظهر فيها. ولكن هذه المرحلة إذا كانت التمارين جيدة لا تستمر طويلا. وفور أن تبدأ عملية فقدان الوزن من جراء فقدان الشحوم في الجسم سوف يظهر الفرق. لذا على السيدة ألا تخاف إذا لاحظت تضخمًا في عضلات الجس
م في المرحلة الأولى من ممارسة التمارين الرياضية، لأنه موقت. أما إذا كانت تفكّر في التمرين لمدة قصيرة فهذا لا جدوى منه. ليس المهم أن نفقد الوزن، بل المهم ألا نفقد العضلات التي يجب أن نحافظ عليها ونقوي معدلها في الجسم ككل، وفي المقابل يجب أن يكون هناك نقص لكمية الشحوم والدهن في الجسم، وهذا لن يحدث خلال فترة قصيرة.
- يقال إنه لا يجوز ممارسة التمارين الرياضية أثناء الخضوع لجلسات آلات التنحيف. هل هذا المفهوم صحيح؟
ليس صحيحًا إطلاقًا أنه لا يجوز ممارسة الرياضة خلال الخضوع لجلسات التنحيف التي تعتبر مساعدة مكملة للتخلص من الشحوم والسلوليت خصوصًا عند النساء، ولكنها ليست الأساس، بل الرياضة والحمية الغذائية الصحية هما الأساس في إنقاص الوزن. يمكن أن يستعين الشخص بهذه الآلات، ولكن في المقابل يجب أن تكون كل عضلاته في أحسن حال وكل الأعضاء الداخلية للجسم تعمل في شكل سليم. وبالتالي يشعر الإنسان براحة نفسية. وأطلب من الناس ألا يتكلوا فقط على هذه الآلات. السلوليت هي دهن والتخلص منها يكون بالرياضة. الآلات تكمل عمل الرياضة ولكنها ليست الحل الناجح لخسارة الوزن، ولا تحل مكان الرياضة والنظام الغذائي.
- ما هي أسباب عدم خسارة الوزن عند بعض الأشخاص رغم ممارستهم الرياضة في شكل مكثّف؟
الرياضة ليست نشاطًا موسميًا كما يحدث عادة، …
ما يحدث عادة، فمثلا مع اقتراب موسم الصيف يرتاد الكثيرون النوادي الرياضية بهدف الحصول على قوام ممشوق خلال الصيف وهذا خطأ، ولهذا السبب لا يحصلون على مبتغاهم، في حين يجب أن تكون الريا
ضة أسلوب حياة وروتينًا يوميًا . الجسم إذا خنته في الطعام وفي أسلوب الحياة يعيد إليك الخيانة بصحة معتلة وأمراض كثيرة. لذا يجب عند البدء بممارسة التمارين التفكير في ما يحصل عليه الشخص على المدى الطويل، فالرياضيون المحترفون يحتاجون إلى سنوات حتى يحصلوا على النتائج التي يتوقّعونها. كل يوم يتوقف فيه الإنسان عن ممارسة الرياضة تتراجع فيه لياقته، ويكفي أن نمارس الرياضة مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع مدى الحياة حتى نكون في صحة جيدة بعيدًا عن الأمراض والآلام.
- هناك الكثيرون ممن لا يحبون ممارسة الرياضة في الأماكن المغلقة. ماذا تنصح هؤلاء الأشخاص؟
أنصحهم بالمشي أو الركض أو السباحة أو ركوب الدراجة وكل أنواع الرياضات المائية وكذلك التنس وكرة السلة. فالرياضة ليست فقط المركز الرياضي بل هي نشاط نقوم به أينما كنا موجودين.
- هل مقولة «تعشَّ وتمشَّ» صحيحة؟
أي وقت يستطيع الإنسان ممارسة التمرين فيه هو الوقت المناسب ولكن لا يجوز ممارسة الرياضة بعد تناول وجبة دسمة، فهذه الطريقة غير مفيدة لأن الإنسان لن يقدر على تأدية التمارين بالشكل الصحيح، فهو يشعر بثقل في معدته ولن يتحرك في شكل سليم. لذا أنصح بالقيام بالتمارين الرياضية بعد ثلاث ساعات من تناول وجبة الطعام أي عندما تكون المعدة فارغة كي لا يشعر المرء بالضيق. ولكن الرياضة الصباحية هي الأفضل لأنها ترفع معدل الأيض خلال النهار ويستمر عاليًا ويساعد في حرق وحدات الحرارية حتى بعد انتهاء التمارين الرياضية. ولكن بما أن الحياة العملية تفرض على الناس ممارسة الرياضة بعد الظهر، فإن المعدة تكون خالية بعد ثلاث ساعات من تناول الغداء وصار في إمكانهم التمرّن، لذا من الأفضل أن يتمرّنوا قبل تناول وجبة العشاء لأن الأيض يكون سريعًا.
ان شاء اللة الاستفادة ياحلوين