أنقل لكم ما كتبه الأخ العزيز ابراهيم ابوشفيع حول قريتنا
في أحد اصدارات المجلة المحلية للقرية
عدد سكانها لا يتجاوز الألفي نسمة
قرية الطريبيل: غربة في الحضور وحضور في الغربة
"هذه أول مرة أسمع بها!!".. كلمة دائماً تتكرر في أذني، بعدما أجيبهم عن اسم قريتي (الطريبيل)، هذه القرية التي لا زالت تحمل في طيّاتها بذور الماضي، وأنفاس التراث، والكثير من الأساطير التي ادّخرتها العجائز في أسرارها وخفاياها، ونظرات البساطة نفسها التي كان آباؤنا يحملونها، قرية صغيرة، أكبر ما فيها طيبة قلوب أبنائها، وأوسع ما فيها عيون أطفالها البريئة.
الطريبيل: تاريخ لغز
يحاول الكثير أن يعرف مغزى تسمية هذه القرية بهذا الاسم، ولكن دون جدوى، فبعضهم أعزاها إلى تصغير كلمة (طربال) وهو سور ميدان الخيول، وآخر يقول إنها تصغير (طربال) الذي هو الغطاء المعروف. ولكن لم نعرف حتى الساعة سر هذه التسمية.
ولعل ما أرجحه وأتوقعه هو أن تكون هذه الأراضي الزراعية وغيرها تنسب إلى رجل من البدو يُدعى (طريبيل)، وهذا لا يعدو مجرد رأي يحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق، ولعلنا نتعمق في هذه النقطة في موضع وقت آخر إن شاء الله.
وقد ذكر هذه القرية الكثير من المؤلفين القدامى والمعاصرين، كالشيخ آل عبدا لقادر في تحفة المستفيد وصاحب كتاب أعلام البحرين، وسماحة السيد هاشم الشخص لمح إليها في كتابه الرائع أعلام هجر، وصاحب كتاب الشيعة في المملكة، وكلهم—تقريبا— ينحصر كلامهم في سطرين: (قرية صغيرة تقع بين الجبيل والدالوة، يبلغ عدد بيوتاتها المائتين، وسكانها شيعة يمتهنون الزراعة). وبعض الكتاب تحدث عن عدد سكانها وبعضهم تطرق إلى بعض رجالاتها وأهم عوائلها.
تقع قرية الطريبيل في شرق مدينة الهفوف وتبعد عنها بحوالي 17-20كم، وهي منطقة مشهور بالزراعة وبالأخص التمور، ومن يشاهدها لأول مرة يظنها عروساً نائمة وسط أشجار النخيل الخضراء، فالنخيل تحيطها من جميع الجهات تقريباً، ولا غرابة في ذلك، فهم من أبرّ الناس بعمتهم النخلة.
تحيط القرية من الجهة الشمالية قرية الجبيل وبعض المزارع، وتحيطها من الناحية الشرقية قرية الدالوة، وغربها قرية المنصورة، أما من الجهة الجنوبية فهناك الطريق العام الذي يخترق أغلب القرى الشرقية ابتداء من الشهارين وحتى العمران والتويثير..
معلومات
يبلغ عدد سكان قرية الطريبيل –حسب آخر إحصائية- حوالي 2500نسمة، وقد كان أغلبهم قديما يمارسون مهنة الزراعة، أما اليوم فهناك المدرسون والأطباء والشعراء والكتّاب والرواديد و العديد من طلبة الكليات و الجامعات من الجنسين وغيرهم، وهذا يدرأ شبهة أن أهالي القرية يحكم قبضتها الجهل والتخلّف.
ويبلغ عدد بيوتاتها حوالي الـمائتي بيتٍ، وتُعد عوائل الهاجري والماجد و البوشفيع والحمد والرجب والمطاوعة من أشهر العوائل التي تقطن هذه القرية منذ زمن، إضافة إلى عوائل أخرى كالجاسم والأحمد والتريكي والحمد والسحيّب والعساكر والمعيوف والعوض والبلادي و بوسنة و الرجيب و عوائل أخرى عديدة.
والقرية تضم مسجدين هما: مسجد الإمام الرضا (ع) الذي يقع شرق القرية، ومسجد الإمام الحسين (ع) الذي يقع في قلبها، إضافة إلى حسينية واحدة كان قد اقتطعها المرحوم الحاج الملا محمد البوشفيع من بيته، والتي شملتها بعض التوسعات والتحسينات في فترات متعاقبة.
اللهجة المميّزة
تتميّز لهجة أهالي الطريبيل بالبساطة والظرافة، وهم يتميزون بالمد في نهاية بعض الكلمات خصوصاً في حالة التعجّب، والمد في نهاية الكلمات حالة لغوية عامية يتميّز بها أهالي القرى الشرقية بشكل خاص. كقرية البطالية والطريبيل والمنصورة وبعض قرى العمران.
حضور في الغربة وغربة في الحضور
نعم، فالكثير من شباب القرية هم مغتربون في العديد من المناطق يبحثون عن لقمة العيش الحلال، وبالخصوص في مدينتي الدمام والخبر، إذ لهم حضور واضح هناك ومتميّز. وكما ذكرنا فإن أهل هذه القرية الطيبيون محبوبون من قِبل الجميع بسبب بساطتهم وطيبتهم وأخلاقهم العالية.ولكن للأسف أن هذه القرية وسكانها مجهولون بشكل كبير في وسط المجتمع الأحسائي وتعيش حالة من الغربة فرضتها عليها بعض الظروف التي فرضت عليها الاقتصادية و الثقافية، الأمر الذي جعلها تعيش حالة من العزلة الاجتماعية وفقدان الهوية لسنين طويلة. منقول من ( منتديات قرية الطريبيل )