![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِ على محمد وآل محمد "اتفقت الأمة الإسلامية على أن الشفاعة أصل من أصول الإسلام نطق به الكتاب الكريم، وصرحت به السنة النبوية والأحاديث عن العترة الطاهرة. ولم يخالف في ذلك أحد من المسلمين، وإن اختلفوا في معناها وبعض خصوصياتها.فذهب الإمامية والأشاعرة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشفع يوم القيامة لجماعة من مرتكبي الكبائر من أمته، وذهبت المعتزلة إلى خلاف ذلك قائلين:بأن شفاعة رسول الله للمطيعين، دون العاصين، وأنه لايشفع في مستحق العقاب من الخلق أجمعين. وإلى ذلك يرجع أيضاً اختلافهم في معنى الشفاعة، هل هي بمعنى طلب زيادة المنافع للمؤمنين المستحقين للثواب كما ذهبت الوعيدية؟ أو إسقاط عقاب الفساق من الأمة كما ذهب إليه غيرهم؟ فإن مآل النزاع أمر واحد، فتارة تُطرح المسألة بلحاظ المشفوع له،فيقال: هل هي للمطيعين أو الخاطئين؟ وأخرى بلحاظ نفس معنى الشفاعة، هل هو زيادة المنافع أو إسقاط العقاب؟". "من كلام لآية الله الشيخ جعفر السبحاني في كتابه مفاهيم القرآن ، الجزء الرابع" سوف أتناول معكم موضوع الشفاعة من عدة نواحي ونقاط وذلك لأهمية هذا الموضوع لنا كمسلمين ، وسوف يكون موضوع بحثي معكم حول النقاط التالية –بإذن الله تعالى - :- 1- مفهوم الشفاعة لغة ً واصطلاحا ً. 2- الشفاعة في القرآن الكريم. 3- الشفاعة في الأحاديث الإسلامية. 4- أقسام الشفاعة. 5- أقسام الشفعاء. 6- المشفوع لهم. 7- المحرومون من الشفاعة. 8- مبررات الشفاعة. 9- أثر الشفاعة. 10- إشكالات مثارة حول الشفاعة والإجابة عنها. أتمنى أن تستفيدوا من هذا البحث وأتمنى لكم طيب المتابعة ودمتم في رعاية الله وحفظه. طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
كاتب قدير
|
![]() السلام عليكم /
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
مشرف سابق
|
![]() عزيزي/ الفجر الجديد، أشكر لك مرورك الكريم فهو شرف لي، وجُزيت خيراً على هذه المتابعة والتشجيع.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم أولاً: مفهوم الشفاعة لغة ً واصطلاحا ً:- "شفع : الشَّفع : ما كان من العدد أزواجاً تقول : كان وتراً فشفعته بالآخر حتى صار شفعا وفي القرآن ( والشفع والوتر ) الشفع يوم النّحر والوتر يوم عَرَفة ويُقَالُ : الشفع الحصا يعني كثرة الخلق والوتر الله قَالَ العجاج : ( شَفْعُ تميمٍ بالحَصَى المُتمَّمِ ... ) يريد به الكثرة والشَّافعُ : الطالب لغيره : وتقول استشفعت بفلان فتشفع لي إليه فشَفَّعَهُ فيّ والاسم : الشفاعة واسم الطالب : الشّفيع قَالَ : ( زَعَمَتْ معاشر أنَّني مُسْتَشْفِعٌ ... لَمَّا خرجتُ أزورُه أقلامها ) أيْ : زعموا أني أستشفع بأقلامهم أيْ : بكتبهم إلى الممدوح لا : بل إنّي أستغني عن كتب المعاشر بنفسي عن الملك والشُّفْعَةُ في الدّار ونحوها معروفة يُقْضَى لصاحبها والشافع : المعين يُقَالُ : فلان يشفع لي بالعداوة أيْ : يُعينُ عليَّ ويضادُّني قَالَ النابغة : ( أتاك امرؤ مستعلن شنآنه ... له من عدوّ مثل ذلك شافع ) أيْ : معين وقال الأحوص : ( كأنّ من لامني لأصْرِمَهَا ... كانوا علينا بلومهم شفعوا ) أيْ : أعانوا " ( كتاب العين : الجزء الأول ص 260 و261 ) . "( شفع ) الشيء شفعا ضم مثله إليه و جعله زوجا و البصر الأشباح رآها شيئين و يقول الهرم شفعت لي الأشخاص بدا الشيء لي شيئين لضعف بصره و الحامل كان يتبعها ولد و لفلان كان شفيعا له و إلى فلان توسل إليه بوسيلة و في الأمر كان شفيعا فيه ( شفع ) مبالغة شفع و فلانا في كذا قبل شفاعته فيه و يقال هو مشفع يقبل الشفاعة و هو مشفع مقبول الشفاعة ( تشفع ) له شفع يقال تشفع لفلان إلى فلان في الأمر و به إليه توسل به إليه و تمذهب في الفقه بمذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي ( استشفع ) طلب الناصر و الشفيع و يقال استشفع فلانا و به و استشفع إلى فلان و استشفع في الأمر و عليه ( الشافع ) صاحب الشفاعة و ناقة أو شاة شافع معها ولدها ( الشفائع ) المزدوجات و شفائع النبت ما ينبت مزدوجا ( الشفاعة ) كلام الشفيع ( الشفع ) ما شفع غيره و جعله زوجا و خلاف الوتر ( ج ) أشفاع و شفاع ( الشفع ) الشفع ( الشفعة ) ركعتا الضحى ( الشفعة ) حق الجار في تملك العقار جبرا على مشتريه بشروطه التي رسمها الفقهاء و الملك المشفوع و الشفعة و العين يقال أصابته شفعة عين ( الشفوع ) من في طاقته أن يعمل ضعف ما يعمل نظيره و قالوا ناقة شفوع تجمع بين محلبين في حلبة واحدة ( الشفيع ) صاحب الشفاعة و من يأخذ العقار بالشفعة جبرا و العدد الزوج الاثنان ( ج ) شفعاء" ( المعجم الوسيط: الجزء الأول ص1010 و1011 ). 2- اصطلاحا ً:- الشفاعة هي : " السؤال في التجاوز عن الذنوب " ، أو هي : " عبارة عن طلبه من المشفوع إليه أمرا للمشفوع له ، فشفاعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو غيره عبارة عن دعائه الله تعالى لأجل الغير وطلبه منه غفران الذنب وقضاء الحوائج ، فالشفاعة نوع من الدعاء والرجاء ". طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ثانياً: الشفاعة في القرآن الكريم:- الأول:- الآيات النافية للشفاعة:- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }البقرة254. الثاني:- مايفند عقيدة اليهود في الشفاعة:- 1 ) قال تعالى:{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{47} وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{48}} سورة البقرة. 2 ) قال تعالى:{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ{122} وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ{123}} سورة البقرة. الثالث:- ما ينفي شمول الشفاعة للكفار:- 1 ) قال تعالى:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأعراف53. 2 ) قال تعالى:{ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{98} وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ{99} فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ{100} وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ{101}} سورة الشعراء. 3 ) قال تعالى:{ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ{46} حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ{47} فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ{48}} سورة المدثر. الرابع: ماينفي صلاحية الأصنام للشفاعة:- 1 ) قال تعالى:{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }الأنعام94. 2 ) قال تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }يونس18. 3 ) قال تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ }الروم13. 4 ) قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلَا يَعْقِلُونَ }الزمر43. 5 ) قال تعالى:{أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ }يس23. الخامس: مايعد الشفاعة حقاً مختصاً بالله:- 1 ) قال تعالى:{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأنعام51. 2 ) قال تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }الأنعام70. 3 ) قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ }السجدة4. 4 ) قال تعالى: {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }الزمر44. السادس: مايثبت الشفاعة لغير الله تحت شرائط خاصة:- 1 ) قال تعالى:{... مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ .... }البقرة255. 2 ) قال تعالى:{... مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ... }يونس3. 3 ) قا ل تعالى: {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً }مريم87. 4 ) {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً }طه109. 5 ) {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }سبأ23. 6 ) {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }الزخرف86. السابع: مايذكر من تقبل شفاعته:- 1 ) قال تعالى:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ{26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ{27} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ{28}} سورة الأنبياء. 2 ) قال تعالى: {وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى }النجم26. 3 ) قال تعالى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }غافر7. آيات أخرى في الشفاعة:- وهذه الايات يرى البعض من المفسرين أن المقصود منها هو الحديث عن الشفاعة، لذلك تم إدراجها مع آيات الشفاعة. 1 ) قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }الإسراء79. 2 ) قا ل تعالى:{يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ{41} إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{42}} سورة الدخان. 3 ) قال تعالى:{وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{4} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{5}} سورة الضحى. ملاحظة: سوف تكون لنا بعض الوقفات مع هذه الآيات الكريمة فيما بقي من البحث بإذن الله تعالى. طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ثالثاً: الشفاعة في الأحاديث الإسلامية الروايات التي وردت في كتب الشيعة:- 1 ـ في تفسير «البرهان» عن الإِمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) عن على بن أبي طالب(عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يَقُولُ: «شَفَاعَتِي لاَِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ...» راوي الحديث ابن أبي عمير يقول: فقُلْتُ لَهُ: يَا بْنَ رَسُولِ الله كَيْفَ تَكُونُ الشَّفَاعَةُ لاَِهْلِ الْكَبَائِر وَاللهُ يَقُولُ (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى) وَمَنْ يَرْتَكِبُ الْكَبَائِرَ لاَ يَكُونُ مُرْتَضى بِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ مُؤْمِن يَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلاَّ سَاءَهُ ذَلِكَ وَنَدِمَ عَلَيْهِ وَقَدْ قَالَ النَّبِيٌّ(صلى الله عليه وآله وسلم)كَفَى بالنَدَم تَوْبَة ... وَمَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلىْ ذَنْب يَرْتَكِبُهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِن وَلَمْ تَجِبْ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَكَانَ ظَالِماً والله تَعَالى ذِكْرُهُ يَقُولُ(مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَميم وَلاَ شَفيِع يُطَاعُ) ( تفسير البرهان ، مجلد 3 ، ص 57 ). 2 ـ في كتاب «الكافي» عن الإِمام جعفر بن محمّد الصّادق(عليه السلام) في رسالة كتبها إلى أصحابه قال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللهِ فَلْيَطْلُبْ إِلَى اللهِ أَنْ يَرْضى عَنْهُ» ( عن بحار الأنوار، مجلد 3 ، ص 304 الطبعة القديمة ). 3 ـ وعن الصادق(عليه السلام) أيضاً: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللهُ الْعَالِمَ وَالْعَابِدَ، فَإِذَا وَقَفَا بَيْنَ يَدَيِ الله عَزَّ وَجَلَّ قِيلَ لِلْعَابِدِ: إِنْطَلِقْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَقيلَ لِلْعَالِمِ: قِفْ تَشْفَعُ لِلنَّاسِ بِحُسْنِ تَأْدِيبِكَ لَهُمْ» ( الإختصاص للمفيد، نقلاً عن البحار، مجلد 3 ، ص 305 ). 4 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" إني لأشفع يوم القيامة وأُشفع، ويشفع علي فيشفع، ويشفع أهل بيتي فيشفعون"( مناقب ابن شهر آشوب:2/15 ، وبهذا المضمون في مجمع البيان:1/104 ) . 5 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" إن من أمتي من سيدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر" ( مجمع البيان:10/392 ) . 6 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " ( من لايحضره الفقيه:3/376 ) . 7 – قال الإمام علي عليه السلام :" لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة " ( خصال الصدوق:624 ) . 8 - قال الإمام علي عليه السلام :" اعلموا أن القرآن شافع مشفع وقائل ومصدق، وإنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه" ( نهج البلاغة:الخطبة 171 ) . 9 – قال الإمام الحسن عليه السلام:" إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في جواب نفر من اليهود سألوه عن مسائل، وأما شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ماخلا أهل الشرك والظلم" ( خصال الصدوق:355 ) . 10 – عن الإمام الحسين عليه السلام وهو ينقل كلام جده معه في منامه قائلاً :" حبيبي ياحسين كأني أراك عن قريب مرملاً بدمائك مذبوحاً بأرض كربلاء على أيدي عصابة من أمتي وأنت مع ذلك عطشان لاتُسقى، وظمآن لاتُروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي لاأنالهم الله شفاعتي يوم القيامة " ( مكاتيب الأئمة : 2/41 ) . وأما الروايات من طرق أهل السنة فهي أيضا كثيرة متواترة نتعرض لذكر بعضها: 1 - روى يزيد الفقير، قال: أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال: " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا.. وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي، وأعطيت الشفاعة.. " ( صحيح البخاري كتاب التيمم باب 1 ج 1 ص 86 ). 2 - روى أنس بن مالك، قال: " قال النبي صلى الله عليه واله وسلم أنا أول شفيع في الجنة " ( صحيح مسلم باب أن النبي أول من يشفع في الجنة ج 1 ص 130 ). 3 - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:" إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر" ( مسند أحمد:4/212 ) . 4 - وروى أيضا قال: " قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أنا سيد ولد آدم عليه السلام يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع " ( صحيح مسلم باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق ج 7 ص 59 ). 5 - وروى أيضا، قال: " قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والامانة، ونبيكم، وأهل بيته " (كنز العمال: الشفاعة ج 7 ص 214). 6 - روى عبد الله بن أبي الجدعاء قال: " قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم " ورواه الترمذي والحاكم ( كنز العمال: الشفاعة ج 7 ص 215). 7 – قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة" ( مسند أحمد:5/ 347 ) . 8 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يُسمون الجهنميين"( سنن الترمذي:4/114 ، وسنن ابن ماجة:2/1443 . وبهذا المضمون مسند أحمد:4/ 434 ، وسنن أبي داوود : 2/537 ) . 9 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء" ( سنن ابن ماجة:2/1443 ). 10 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" يشفع الشهيد في سبعين إنساناً من أهل بيته" ( سنن أبي داوود:2/15 . وبهذا المضمون: مسند أحمد:4/131، وسنن الترمذي:3 / 106 ) . سوف أكتفي بهذا القدر من الروايات حول الشفاعة من كتب الفريقين. طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
مراقبة سابقة
|
![]() ::
اللهم صلي على محمد وآل محمد لا حرمنا الله الشفاعة يوم نقف بين يديه ليس معنا إلا عملنا . بحث وافي كم نحتاج لمثله بارك الله فيك ورزقك الله الجنة بحق محمد وآل محمد .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 |
مشرف سابق
|
![]() الأخت الكريمة/ تاروتية ، أشكر لكِ مروركِ الكريم ، وأتمنى لك ِ الفائدة الكبرى من هذا البحث.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم رابعاً : أقسام الشفاعة:- 1 ) الشفاعة التكوينية. 2 ) الشفاعة القيادية. 3 ) الشفاعة المصطلحة. الأول : الشفاعة التكوينية:- والمراد منها توسط الأسباب والعلل بينه تعالى وبين المسببات في الواقع الخارجي وتنظيم وجودها حدوثاً وبقاءً. بيان ذلك: أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يرزق أو يعطي أو يمنع أو يبسط أو يقبض أو يحيي أو يميت أو غير ذلك مما يرتبط بعالم التكوين، فإن هذه الأمور قد تصدر عن الله سبحانه وتعالى الفرد الوتر مباشرة ً دون تدخل الأسباب والوسائط الأخرى، وقد تصدر عنه سبحانه وتعالى من خلال وسائل ووسائط معينة. وقد اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى اختيار الطريقة الثانية، فإذا أراد الإنسان مثلا ً أن يرفع عطشه فإن الرافع لعطشه هو الله سبحانه وتعالى ولكن بشرط أن يضم إلى إرادته تبارك وتعالى – ومقتضى حكمته – شرب الماء، وهكذا. فالساد لكل حاجات عالم الإمكان ولكل عوز يعتريه وعلى نحو الأصالة هي الإرادة الإلهية. وهكذا يتبين لنا أن الشفاعة في نظام التكوين هي أن تنظم إلى السبب والوسيلة الطبيعية أو غير الطبيعية الإرادة الإلهية. الآيات الدالة على الشفاعة التكوينية:- 1 – قال تعالى : {.... لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ... }البقرة255. 2 – قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }يونس3. الثاني : الشفاعة القيادية :- والمراد منها هو قيام قيادة الأنبياء والأولياء والأئمة والعلماء والكتب السماوية مقام الشفيع والشفاعة في تخليص البشر من عواقب أعماله وآثار سيئاته. توضيح ذلك: أنه إذا كانت نتيجة الشفاعة المصطلحة يوم القيامة هي تخليص العصاة من عواقب أعمالهم، وآثار معاصيهم وأفعالهم، فإن قيادة الأنبياء والأولياء والكتب السماوية والعلماء وأقلامهم تقوم بنفس العمل. غير أن الفرق بين الشفاعتين واضح ،فإن الشفاعة المصطلحة توجب رفع العذاب عن العبد بعد استحقاقه له، والشفاعة القيادية توجب أن لا يقع العبد في عداد العصاة حتى يستحق العذاب. لذلك فإن الشفاعة القيادية تمنع من وقوع العبد في المهالك وزلته إلى المهاوي. الدليل على الشفاعة القيادية:- قال تعالى:{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأنعام51. الثالث: الشفاعة المصطلحة :- حقيقة هذه الشفاعة لا تعني إلا أن تصل رحمته سبحانه ومغفرته وفيضه إلى عباده عن طريق أوليائه وصفوة عباده ، وليس هذا بأمر غريب فكما أن الهداية الإلهية التي هي من فيوضه سبحانه، تصل إلى عباده في هذه الدنيا عن طريق أنبيائه وكتبه، فهكذا تصل مغفرته سبحانه وغفرانه إلى المذنبين والعصاة يوم القيامة من عباده عن ذلك الطريق. الآيات الدالة على الشفاعة المصطلحة:- 1 – قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً }طه109. 2 – قال تعالى:{ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ{41} إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{42}} سورة الدخان. وغيرها من الآيات الدالة على ذلك. وبالإمكان إضافة نوع رابع من الشفاعة وهي: الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة:- هناك عدة أقوال لبيان في بيان معنى الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة ذكرها صاحب مجمع البيان وهي:- 1 – إن الشفاعة الحسنة هي الإصلاح بين اثنين، والشفاعة السيئة هي المشي بينهما بالنميمة. 2 – إن ما يجوز في الدين أن يشفع فيه فهو شفاعة حسنة، وما لايجوز أن يُشفع فيه فهو شفاعة سيئة. 3 – إن الشفاعة الحسنة هي الدعاء للمؤمنين، والشفاعة السيئة هي الدعاء عليهم. 4 – المراد بالشفاعة الحسنة أن يصير الإنسان شفع صاحبه في جهاد عدوه فيحصل له من هذه الشفاعة نصيب في العاجل من الغنيمة والظفر في الآجل من الثواب المنتظر، وإن صار شفعاً له في معصية أو شر حصل له نصيب من المذمة في العاجل والعقوبة في الآجل. الدليل على الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة:- قال تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً }النساء85. طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 |
طرفاوي مشارك
|
![]() قال الله تعالى: إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين.يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 |
مشرف سابق
|
![]() قال تعالى: { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (41) إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)} سورة الدخان.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِ على محمد وآل محمد خامسا ً: أقسام الشفعاء القسم الأول : الشفعاء في الدنيا. القسم الثاني : الشفعاء في الآخرة. القسم الأول: الشفعاء في الدنيا ،وهم:- 1 ) الملائكة:- والدليل على ذلك :- قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }غافر7. وقال تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الشورى5. وهؤلاء الملائكة لايمكن أن يستغفروا لأحد إلا بإذن الله وذلك لأنهم {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ }الأنبياء27. 2 ) الأنبياء: والدليل على ذلك:- أ – ما حكاه الله على لسان النبي عيسى عليه السلام، قال تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{118}} سورة المائدة. ب – ما حكاه الله جل وعلا بشأن النبي إبراهيم عليه السلام، قال تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ{35} رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{36}} سورة إبراهيم. ج – ما حكاه الله سبحانه وتعالى بشأن النبي يعقوب عليه السلام وأبناءه، قال تعالى:{قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ{97} قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{98}} سورة يوسف. د – ما حكاه الله جل شأنه بشأن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء64. 3 ) التوبة: والدليل على ذلك:- قال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53. وقال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ }الزمر54. ومن خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام ، قال في ثناياها:" لا شفيع أنجح من التوبة " . 4 ) العمل الصالح: والدليل على ذلك:- قال تعالى: {وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }المائدة9. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة35. 5 ) القرآن الكريم: والدليل على ذلك:- قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }المائدة16. 6 ) المؤمنون: والدليل على ذلك:- ما حكاه الله جل وعلا على لسان المؤمنين، قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286. 7 ) شفعاء آخرون: وهو كل ماله ارتباط بعمل صالح، والمساجد والأمكنة المتبركة والأيام الشريفة. القسم الثاني: الشفعاء في الآخرة ، وهم:- 1 ) الأنبياء عليهم السلام :والدليل على ذلك:- قال تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }الزخرف86، ولا يُمكن أن يُشك في شهادة الأنبياء بالحق بأي حال من الأحوال. قال تعالى:{ وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ{48} أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ{49}} سورة الأعراف. وهؤلاء هم الشفعاء من الأنبياء والأئمة والأولياء عليهم السلام. 2 ) الملائكة: والدليل على ذلك:- قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }غافر7. وذلك لأن الملائكة من شفعاء الدنيا والآخرة. 3 ) الشهداء : والمراد بالشهداء هنا المعنى الإصطلاحي القرآني والذي يعني الشاهد على الأعمال . فالله سبحانه وتعالى شهيد على الناس: {....ً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً }النساء79. والأنبياء عليهم السلام شهداء:{... وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41. والأئمة عليهم السلام شهداء: {... قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43. والملائكة شهداء:{لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً }النساء166. والمؤمنون شهداء:{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }الحديد19. كما يُضاف إلى هؤلاء الشفعاء الذين يشفعون يوم القيامة القرآن الكريم ،فقد ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم :" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه". طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 |
كاتب قدير
|
![]() السلام عليكم /
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 |
مشرف سابق
|
![]() الأستاذ الكريم / الفجر الجديد ، لك مني أجمل التحية والإكرام على ورودك على هذا البحث البسيط ، وكم أسعدني كثيراً هذا المرور ، وخصوصاً عندما يكون المرور من شخص كأمثالك لا غنى لي عن توجيهاته وتعليقاته.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 |
طرفاوي جديد
|
![]() يعطيك العافية ياغالي على الموضوع الرائع
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 16 |
مشرف سابق
|
![]() بحث في قمة الروعة
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 |
مشرف سابق
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|