![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم العصمة في سورة الفاتحة الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد: فإن العصمة من المفاهيم الكلامية التي اتفق علماؤنا على مجملها ،وقد أشبعت بحثا في المظان الكلامية وبحسبك أن تطل إطلالة سريعة على المكتبة الكلامية فإنك لا تلبث أن تجد عشرات من الكتب والأبحاث قد تناولت هذا البحث ،وقد خطر ببال هذا العبد الحقير أن يدلو بدلوه في قليب هذا البحث ،غير أنني أخذت على نفسي أن ابتكر الطريقة في ذلك ،وأن أكون أبا عذرة هذا البحث،لكنني والحق يقال قد اهتديت بنائرة كتاب الألفين للعلامة الحلي فقد سرحت فيه فكري فوجدته يغريني ويفتق في خلدي الفكر الجديدة ،ولا غرو فهو من هو علما ومعرفة .وكنت قد ألقيت هذا البحث مرتجلا في بعض المجالس ،لكنني تركته شرودا حتى أزمعت تقييده الآن ،فخذوه فعسى أن يكون ذا نفع وفائدة ومن الله أستمد العون والتوفيق. قال تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2 ابتدأ الله عز وجل هذه الآية بقوله: الْحَمْدُ،وهي كلمة معرفة بلام التعريف ،فما نوع هذه اللام؟قال الزمخشري في الكشاف:فإن قلت :ما معنى التعريف فيه ؟قلت :هو نحو التعريف في أرسلها العراك ،وهو تعريف الجنس ،ومعناه الإشارة إلى ما يعرفه كل أحد من أن الحمد ما هو،والعراك ما هو،من بين أجناس الأفعال،...ج1ص112. فالزمخشري يرى هاهنا أن اللام هي اللام الدالة على الجنس،ومقتضى ذلك أن كل ضروب الحمد له سبحانه ،وأنه خلو من كل ضروب الذم ،ولازم ذلك أنه لايفعل إلا المحمود بل لايدع ماكان في تركه ذم له سبحانه وتعالى،فهو محمود في أخذه ومحمود في تركه،وهو محمود في عقابه ومحمود في ثوابه وهكذا دواليك.وقد تسأل فتقول :إن هذا المقتضى هو مقتضى لام الاستغراق لالام الجنس فما الجواب؟فأقول:إن الجنس يقتضي إطلاق لفظه على كل فرد من أفراده ،فقولك :إنسان ،لفظ جنس ولكنك قد تطلقه على كل فرد من أفراده ،وقد تعنى به كل أفراده على نحو الاستغراق ،فتأمل ،وقد قيل في تعريف الجنس إنه: اسم دال على كثيرين مختلفين بأنواع . وكلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك فالكلي جنس.(انظر التعريفات للجرجاني).والله أعلم.وقد ذكروا في الفرق بين لام الجنس ولام الاستغراق أنهما من حيث اللفظ والمدلول متحدتان ،ومن حيث الدلالة غير متحدتين لأن لام الجنس تدل على جنس الشيء بالمطابقة وتدل على جميع أفراده بالواسطة ،أما لام الاستغراق فتدل على جميع أفراد الشيء بالمطابقة.(انظر: رسائل الكركي ج3 ص165الهامش. فعلى هذا –إن صح-فإننا نريد الوجه الذي اتفقتا عليه ،فالجنس إذن استغراق في جهة من جهاته.والله أعلم. عود:فإذا كان الأمر على ما قدمت لك فإن الله سبحانه وتعالى قد خلق الخلق وهو بين أمرين إما أن يرشدهم ،وإما أن يدع إرشادهم ،ولازم الثاني ضلالهم وهذا قبيح يذم عليه ،فعليه يلزمنا الأول وهو أن يرشدهم ،وإرشادهم إما أن يكون بمعصوم أو بغير معصوم ،ولازم الثاني الخطأ والسهو والنسيان والغفلة وغلبة الشهوة ثم عدم الرشاد ومقتضى ذلك أن يذم الله تعالى –والعياذ بالله-فيلزمنا الأول وهو المطلوب والله العالم وإلى لقاء آخر .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
مشرف سابق
|
![]() أستاذنا / سلمان الفارسي، أشكرك جزيل الشكر على هذه الإلتفاتة المباركة والخوض الدقيق في كتاب الله جل وعلا، لاحرمنا الله من فيوضاتك وتأملاتك العميقة والمفيدة.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
طرفاوي مميز
|
![]() أحسنت أخوي سلمان الفارسي
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي نشيط
|
![]() أحسنت
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() ثم قال تعالى : { للّهِ}،وهذه اللام المتصلة بلفظ الجلالة يسميها علماء النحو لام الاستحقاق ،قال ابن هشام في المغني :وللام الجارة اثنان وعشرون معنى :
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() ثم إننا نسأل هاهنا سؤالا وهو:إن كان الله يستحق الحمد -وهو كذلك-فهل يستحقه في آن دون آن ،أم يستحقه في كل آن ؟والجواب :إننا إن قلنا بالأول وهو أنه يستحق الحمد في آن دون آن فسيلزمنا أن نؤمن أنه يجوز أن يذم في ذلك الآن الذي لايحمد فيه لأنه يكون قد خلا مما يحمد عليه أو يكون جمع الحمد إلى الذم وهذا مما لايصح بحال من الأحوال،فإذا انتفى الأول ثبت الثاني ،وهو أنه يحمد في كل آن،فإذا ثبت عندك هذا ،فإنك تكون قد أثبت وجود الإمام الحجة -عليه السلام-لأن عدم وجوده يقتضي عدم وجود المعصوم وارتفاع هذا اللطف الإلهي قبيح يذم عليه-تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-فعلى هذا يثبت لك وجوب العصمة واستمرارها في كل زمان ،وهذا ماقرره الحديث الشريف الذي رواه علماؤنا ورواتنا فقد نقله الشريف المرتضى في الانتصار،قال:...في قوله (صلى الله عليه وآله):إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلواكتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.ص80ووجه الاستدلال به يكون في قوله:لن يفترقاحتى يردا علي الحوض،وعدم وجود العترة أوعدم عصمتها افتراق بينهما ،وهو ما نفاه الحديث الشريف على نحو مطلق إن قوله تعالى{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2لم يذيل بزمن ولم يقيد به.والله العالم
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
مشرف سابق
|
![]() أستاذي الكريم/ سلمان الفارسي، لا حرمنا الله من استدلالاتك وشواهدك المفيدة وتفكرك في كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ونفعنا الله بما أعطاك من فضله وجعله الله ذخراً لك يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فواصل رحمك الله وزادك الله بسطة في العلم والجسم إنه سميع مجيب الدعوات.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
أستاذي الموقر تاج راسي سلمان الفارسي جميل بوحك ورائع تفكرك هكذا يقرأ القرآن وهكذا يشاهد لا حرمنا الله من نور ما اتحفك به وأمد به عقلك واصل وصلك الله بنور علمه والهمك اليقين من اسرار كتابه .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() وقد قسم علماء النحو الجملة إلى أقسا م كثيرة وذلك بحسب وجه القسمة ،لكن التقسيم الذي يهمنا من تلك التقسيمات هو تقسيمهم الجملة إلى قسمين هما:الجملة الاسمية والجملة الفعلية،قال الدكتور فاضل السامرائي:الجملة الاسمية هي التي صدرها اسم كمحمد حاضر ،والجملة الفعلية هي التي صدرها فعل نحو:حضر محمد وكان محمد مسافرا وظننت أخاك مسافرا.انظر :الجملة العربية تأليفها وأقسامها ص157
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() ثم إن قوله تعالى : { للّهِ}فيه بحثان يدلا ن على العصمة:
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() أما قوله تعالى : { رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2 ففي قوله : { رَبِّ}ما نستنبط منه دليلا على العصمة وإليك –أيها القارىءالعزيز- مقدمة قبل استنباط الدليل وهي مقدمة لغوية:قال ابن فارس في مقاييس اللغة :
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 |
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
|
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
أستاذنا الموقر سلمان الفارسي زدني من تأملاتك فقد والله اذهلتني وزدتني رغبة في المعارف القرآنية هكذا يقرأ القرآن .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() ومما يقال في هذا اللفظ أن للحمد اعتبارات كثيرة والربوبية من أجلى اعتباراته ألا تراه كيف بدأبه السورة ،ثم إنك إذا حمدته بهذا الاعتبار فقد حمدته فيما حمدته على أن لم يتركك بلا معصوم يهديك –بإذن الله –إلى صراط مستقيم فعليك أن تكون صادقا في حمده هذا،فلا تحمده على ما ذكرت لك ثم تكون مخالفا لما يأمرك به المعصوم ،فتكون كمن لم يحمد الله على وجود المعصوم،بل قد يرى أنه ربما فهم شيئا لم يفهمه المعصوم –والعياذ بالله-فيطيع هواه ومناه بل قد يبلغ الحال ببعض الناس أن يعترض على حكم المعصوم وتلك هي الداهية الدهياء ولكن الله {عز وجل}يقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 |
مشرف سابق
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() واشوقاه للنهل من هذه المعارف
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 16 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() أما لفظ {العَالمِينَ}فقد اختلف المفسرون في معناه وقد لخص الشيخ الطوسي (رحمه الله) في التبيان آراءهم ،قال : والعالمين جمع عالم وعالم لا واحد له من لفظه كالرهط والجيش وغير ذلك
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 |
المشـرف العــام
|
![]() اللهم صل على محمد وآل محمد
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() ثم قال تعالى : { الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }الفاتحة 2،إن هذه الآية الشريفة قد تضمنت اسمين من أسماء الله عز وجل ،ولست أريد الكلام على الفرق بينهما ،فهذا بحث له موضعه ،غير أنني أريد الكلام على صفة الرحمة التي هي من أجلى صفات الله {عزوجل}،إنها صفة لم تدع شيئا إلا وكان لها فيه فعل ،أليس الله{عزوجل} يقول :
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 |
شاعر وكاتب وباحث قرآني قدير
|
![]() ومما يقال في هذا الموضع من البحث إن الله {سبحانه وتعالى }جعل الاستغفار بابا من أبواب الرحمة ،قال {عز من قائل}: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }هود52،وقال أمير المؤمنين {عليه السلام}في نهج البلاغة: وقد جعل الله سبحانه الاستغفار
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() الســلام عليكم ..
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|