![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم 1- مقدمة:- لايخفى على الجميع مالتفسير القرآن من أهمية كبيرة في حياتنا العملية وخصوصاً لنا نحن المسلمين ، فهو الدستور المُنزل من رب العالمين على خاتم الأنبياء والمرسلين،وهو الثقل الأول والذي رُبط بالعترة الطاهرة عليهم السلام كما في حديث الثقلين، وهو شريعة الله ومنهاجه الذي لابد لنا من اتباعه وإلا تاهت بنا السبل ففرقتنا عن سبيله. لذلك ومن باب قوله تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24،وقوله تعالى:{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29، فإن أهمية التفسير تكون عالية أكثر قيمةً لأنه وسيلة لفهم القرآن العظيم والتدبر في آياته وبذلك فإننا نستجيب لنداء رب العزة والجلالة، ومن هنا كان لابد لنا أن نتعرف على التفسير ومناهجه ومدارسه ومايتعلق به لكي نعرف أيها الأصح والأفضل لفهم آيات كتاب الله الكريم فنتبعه ونأخذ به. أتمنى أن نقضي معاً وقتاً ممتعاً في هذا الموضوع المتعلق بكتاب ربنا العزيز،كما أتمنى منكم التفاعل في هذا الموضوع وإبداء ملاحظاتكم والتي لاغنى لي عنها ،فأنتم أهل لذلك. 2- مفهوم التفسير:- * التفسير لغة ً: من ( فسر ) الفَسْرُ البيان فَسَر الشيءَ يفسِرُه بالكَسر وتَفْسُرُه بالضم فَسْراً وفَسَّرَهُ أَبانه والتَّفْسيرُ مثله ابن الأَعرابي التَّفْسيرُ والتأْويل والمعنى واحد وقوله عز وجل وأَحْسَنَ تَفْسيراً الفَسْرُ كشف المُغَطّى والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل والتأْويل ردّ أَحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر واسْتَفْسَرْتُه كذا أَي سأَلته أَن يُفَسِّره لي والفَسْر نظر الطبيب إلى الماء وكذلك التَّفْسِرةُ قال الجوهري وأَظنه مولَّداً وقيل التَّفْسِرةُ البول الذي يُسْتَدَلُّ به على المرض وينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل وهو اسم كالتَّنْهِيَةِ وكل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه فهو تَفْسِرَتُه .( لسان العرب:5/55). ·ف - س - ر الفَسْر : الإِبَانَةُ وكَشْفُ المُغَطَّى كما قاله ابنُ الأَعْرابيّ أَو كَشْفُ المَعْنَى المَعْقُولِ كما في البَصَائر كالتَّفْسِير . والفِعْلُ كضَرَب ونَصَرَ يقال : فَسَرَ الشيءَ يَفْسِرُه ويَفْسُرُه وفَسَّرَه : أَبَانَهُ . قال ابنُ القَطَّاع والتَّشْديد أَعَمُّ . والفَسْرُ أَيضاً : نَظَرُ الطَّبِيبِ إِلى الماءِ كالتَّفْسِرة كتَذْكِرَة أَو هِيَ أَي التَّفْسِرَةُ : البَوْلُ الذي يُسْتَدَلُّ به على المَرَضِ ويَنْظُرُ فيه الأَطِبَّاءُ يَسْتَدِلُّونَ بِلَوْنِه عِلى عِلَّةِ العَلِيلِ وهو اسمٌ كالتَّهْنِئَة أَو هِيَ أَي التَّفْسِرَة مُولَّدة قاله الجَوْهَرِيّ . يقول السيد محمد باقر الحكيم (قدس) في كتابه :علوم القرآن:" التفسير يأتي بمعنى البيان والكشف، ولقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى:{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }الفرقان33. فتفسير الكلام-أي كلام- معناه الكشف عن مدلوله وبيان المعنى الذي يشير إليه اللفظ". *التفسير اصطلاحاً:- هو إزاحة الإبهام عن اللفظ المشكل،أي المشكل في إفادة المعنى المقصود. فالتفسير ليس مجرد كشف القناع عن اللفظ المشكل ، بل هو محاولة إزالة الخفاء في دلالة الكلام ، فلا بد أن يكون هناك إبهام في وجه اللفظ ؛ بحيث ستر وجه المعنى، ويحتاج إلى محاولة واجتهاد بالغ حتى يزول الخفاء ويرتفع الإشكال.(التمهيد في علوم القرآن للعلامة محمد هادي معرفة ،الجزء التاسع). إذن فإن التفسير لاينطبق على ماهو مفهوم من ظاهر اللفظ ولايوجد به أي خفاء وإبهام. انتظروني في الحلقة الثانية والتي سوف تكون حول أهمية التفسير والفرق بين التفسير والتأويل. أخوكم الأصغر / طالب الغفران.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
نائب المشرف العام
|
![]() من كلام للسيد هادي المدرسي
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
مشرف سابق
|
![]() أستاذي الكريم/ حامل المسك ، جميل أن أرى منك هذه الإضافة الجميلة في موضوع هذه الحلقات والتي سوف تكون مفيدة للجميع بإذن الله ، وما أتمناه هو أن يشاركني الجميع فيها من أجل الفائدة الكبرى.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم *الحلقة الثانية:- 3- أهمية التفسير ( الحاجة إلى التفسير) :- في البداية ، دعونا نتساؤل :كيف يحتاج القرآن إلى التفسير وهو كتاب الهداية للناس ،وكتاب الهداية يستلزم الوضوح والظهور ؟وكيف يحتاج إلى تفسير وقد طالبنا الله بالتدبر فيه ،ومقتضى التدبر يستدعي القدرة على الفهم؟ وكيف يحتاج إلى تفسير وهو الكتاب المنزل بلسان عربي مبين؟ وكيف يحتاج إلى التفسير وهو القرآن المبين؟ وكيف يحتاج إلى التفسير وهو معجزة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الخالدة والتي لوكانت غامضة وصعبة الفهم ،لما صح الإحتجاج بها على نبوءته صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكيف يحتاج إلى تفسير وقد حث الكفار بعضهم بعضاً بعدم سماعه حتى لايُؤثر فيهم وهو دليل على أنه كلام مفهوم؟ وإليكم بعض الشواهد القرآنية على ذلك:- قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} البقرة185 وقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82 وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2 وقال تعالى: {الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ }الحجر1 وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }فصلت26 بعد هذه التساؤلات والتي قد يُفهم منها عدم الحاجة إلى تفسير القرآن ، دعوني أُعرج بكم إلى بعض الأسباب التي تُعطي تفسير القرآن حاجة ملحة لايُمكن الإستغناء عنها، وسوف أذكر لكم ماأمكنني التوصل إليه من خلال بعض كتب علمائنا الأبرار رضوان الله عليهم:- "1) إنّ أسبابالنزول، للآيات القرآنية، كقرائن حالية اعتمد المتكلم عليها في إلقاء كلامه بحيث لوقطع النظر عنها، وقُصِّـر إلى نفس الآية، لصارت الآية مجملة غير مفهومة، ولو ضمّت إليها تكون واضحة شأن كل قرينة منفصلة عن الكلام، وإن شئت لاحظ قوله سبحانه: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة118. ترى أنّ الآيةتحكي عن أشخاص ثلاثة تخلّفوا عن الجهاد حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فعند ذلكيسأل الإنسان نفسه، مَن هم هؤلاء الثلاثة؟ ولماذا تخلّفوا؟ ولأيّ سبب ضاقت الأرضوالأنفس عليهم ؟ وما المراد من هذا الضيق؟ ثم ماذا حدث حتى انقلبوا وظنّوا أنّه لا ملجأ من اللّه إلاّ إليه؟ إلى غير ذلك من الأسئلة المتراكمة حول الآية، لكن بالرجوع إلى أسباب النزول تتخذ الآية لنفسها معنى واضحاً لا إبهام فيه. وهذا هو دورأسباب النزول في جميع الآيات، فإنّه يُلقي ضوءاً على الآية ويوضح إبهامها. بمعنى آخر : إنه لايُمكن فهم تفسير كثير من الآيات إلا بعد الرجوع إلى أسباب نزولها . إنّ القرآنمشتمل على مجملات كالصلاة والصوم والحجّ لايفهم منها إلاّ معاني مجملة، غير أنّ السنّة كافلة لشرحها، فلاغنىً للمفسّر عن الرجوع إليها في تفسير المجملات. إنّ القرآن يشتمل على آيات متشابهة غير واضحة المراد في بدء النظر، وربما يكون المتبادر منهافي بدء الأمر، غير ما أراد اللّه سبحانه، وإنّما يعلم المراد بإرجاعها إلى المحكمات حتى تفسّر بها، غير أنّ الذين في قلوبهم زيغ يتبعون الظهور البدائي للآية لإيجادالفتنة وتشويش الأذهان ويجعلونه تأويل الآية أي مرجعها ومآلها، وأمّا الراسخون في العلم فيتّبعون مراده سبحانه بعدما يظهر من سائر الآيات التي هي أُم الكتاب. قال سبحانه: ({هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ..... }آل عمران7،وعلى هذا لا غنى من تفسير المتشابهات بفضل المحكمات، وهذا يرجع إلى تفسير القرآن نفسه بنفسه، والآية بأُختها. 4) إنّ القرآن المجيد نزل نجوماً، لغاية تثبيت قلب النبي طيلة عهد الرسالة. قال سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32 ، فمقتضى النزول التدريجي تفرق الآيات الباحثة عن موضوع واحد في سورمختلفة، ومن المعلوم أنّ القضاء في موضوع واحد يتوقف على جمع الآيات المربوطة به في مكان واحد حتى يستنطق بعضها ببعض، ويستوضح بعضها ببعض آخر، وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي المعروف: «القرآن يفسّر بعضه بعضاً". وقال الإمام ـ عليه السَّلام ـ ـ:" كتاب اللّه تبصرون به، وتنطقونوتسمعون به، وينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ولايختلف في اللّه ولايخالف بصاحبه عن اللّه". وفي كلامه -عليه السَّلام ـ ما يعرب عن كون الرسولـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـهو المفسر الأوّل للقرآن الكريم يقول: «خلّف فيكم (أي رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ) كتابَ رَبِّكم، مبيّناً حلالَه وحرامَه،وفرائضَه، وفضائلَه وناسخَه ومنسوخَه، ورُخَصَه وَعَزَائمَه، وخاصَّهوعامَّه، وعِبَره وأمثالَه، ومُرسَلَه وَمَحْدوده،ومُحْكَمه ومتشابهه، مفسِّـراً مجمله، ومبِّيناً غوامضه". وهذه الوجوهونظائرها تثبت أنّ القرآن لايستغني عن التفسير" كتاب المناهج التفسيرية في علوم القرآن للشيخ جعفر السبحاني ( دام ظله ). " 4- الفرق بين التفسير والتأويل:- المتتبع لهذا الموضوع ،يجد أن هناك تفاوتاً بين العلماء في إعطاءهم للفرق بين هذين العلمين، فمنهم من يرى أن التفسير والتأويل مترادفان ،ومنهم من يرى اختلافهما في المعنى ، وفي هذا الصدد سوف أكتفي بنقل كلام العلامة محمد هادي معرفة في كتابه : التمهيد في علوم القرآن وكذلك كلام الشهيد السيد محمد باقر الحكيم في كتابه : علوم القرآن، وذلك بُغية للإختصار، فإن مايهمنا أكثر في هذه الحلقات هو الحديث عن التفسير بالخصوص وأما التأويل فموضوعه شائك ويحتاج إلى بحوث أخرى:- فالتفسير كما ذُكر سابقاً هو : رفع الإبهام عن اللفظ المشكل، فمورده : إبهام المعنى بسبب تعقيد حاصل في اللفظ. بمعنى آخر: أستطيع أن أقول أن التفسير هو إزالة الغموض المتسبب من صعوبة اللفظ والذي قد يكون ناتجاً من بعدنا عن اللغة العربية وزمن نزول القرآن الكريم. وأما التأويل فهو: دفع الشبهة عن المتشابه من الأقوال والأفعال، فمورد حصول شبهة في قول أوعمل، أوجبت خفاء الحقيقة ( الهدف الأقصى أو المعنى المراد ) فالتأويل إزاحة هذا الخفاء. فالتأويل – مضافاً إلى أنه رفع إبهام- فهو دفع شبهة أيضاً، فحيث كان تشابه في اللفظ كان إبهام في وجه المعنى أيضاً ، فهو دفع ورفع معاً. * يقول الشهيد السيد محمد باقر الحكيم : أن التفسير هوعبارة عن تفسير اللفظ وهو بيان معنى اللفظ لغة ً. وأما التأويل فهو عبارة عن تفسير المعنى وهو تحديد مصداقه الخارجي الذي ينطبق عليه ذلك المعنى. لقد وردت كلمة التأويل في القرآن الكريم وكانت لها معان ٍ عدة وحتى لا أذهب بكم بعيداً عن الموضوع الأساس ، فسوف أُعرض عنها صفحاً. انتظروني في الحلقة القادمة والتي سوف تكون حول الشروط التي يجب توفرها في المفسر.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
مشرف مكتبة المنتدى
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
مشرف سابق
|
![]() أخي وأستاذي العزيز/ زكي مبارك، أشكرك من الأعماق على مرورك على صفحتي وموضوعي المتواضع.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() السلام عليكم ..
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 |
طرفاوي جديد
|
![]() وفقك الله واصل لنستفيد منك
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم بداية ً أشكر كلاً من : فاقد الحنان وko2020 على مرورهما الكريم . ·الحلقة الثالثة:- 5- الشروط التي يجب توفرها في المفسر:- هناك عدة شروط يجب توفرها في المفسر حتى يحق له الخوض في تفسير آيات كتاب الله العزيز، وسوف أنقلها لكم من خلال ماتوصلتُ إليه من كتب بعض علمائنا الأجلاء ومنهم الشيخ جعفر السبحاني في كتابه: المناهج التفسيرية في علوم القرآن ، وسوف أُحاول أن أختصر فيها قدر المستطاع حتى لايحدث الملل من طول الموضوع، وهي كما يلي:- 1 ) معرفة قواعد اللغة العربية:- معرفة اللغة العربية فرع معرفة علم النحو والاشتقاق والصرف. فبعلم النحو يميز الفاعل عن المفعول، والمفعول عن التمييز، إلى غير ذلك من القواعد التي يتوقف عليها فهم معرفة اللغة. وأمّا الاشتقاق فهو الذي يُبين لنا مادة الكلمة وأصلهاحتى نرجع في تبيين معناها إلى جذورها. وأمّا علم الصرف فبه يُعرف الماضي عن المضارع وكلاهما عن الأمر والنهي إلى غير ذلك. 2 ) معرفة معاني المفردات:- إنّ الجملة تتركّب من مفردات عديدة يحصل من اجتماعها جملة مفيدة للمخاطب، فالعلم بالمفردات شرط لازم للتفسير. وفي المقام أمر مهمّ، وهو أن يهتمّ المفسِّر بأُصول المعاني التي يشتق منها معان أُخرى، فانّ كلام العرب مشحون بالمجاز والكنايات، فربما يستعمل اللفظ لمناسبة خاصة في معنى قريب من المعنى الأوّل فيبدو للمبتدئ أنّ المعنى الثاني هو المعنى الأصلي للكلمة يفسر بها الآية مع أنّها معنى فرعيّ اشتق منه لمناسبة من المناسبات. 3 ) الحفاظ على سياق الآيات:- إنّ من أهمّ وظائف المفسر الحفاظ على سياق الآيات الواردة في موضوع واحد; فتقطيع الآية بعضها عن بعض، والنظر إلى الجزء دون الكل لا يعطي للآية حقّها في التفسير،فالآيات الواردة في موضوع واحد على وجه التسلسل كباقة من الزهور تكمن نضارتها وجمالها في كونها مجموعة واحدة، وأمّا النظر التجزيئي إليها فيسلب ذلك الجمال والنضارة منها. 4 ) معرفة أسباب النزول :- إنّ لمعرفة أسباب النزول دوراً هاماً في رفع الإبهام عن الآيات التي وردت في شأن خاص; لأنّ القرآن الكريم نزل نجوماً عبر ثلاثة وعشرين عاماً إجابة لسؤال، أو تنديداً لحادثة، أو تمجيداً لعمل جماعة، إلى غير ذلك من الأسباب التي دعت إلى نزول الآيات; فالوقوف على تلك الأسباب لها دور في فهم الآية بحدها ورفع الإبهام عنها. 5 ) الإحاطة بتاريخ صدر الإسلام :- بُعث النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من بين أُمّة أُميّة لها ثقافتها الخاصة وتقاليدها وعاداتها، فالقرآن الكريم يشير في كثير من الآيات إلى تلك العادات الجاهلية المتوارثة، إنّ الاطّلاع على تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده يوضح مفاد كثير من الآيات ويكشف النقاب عنها. 6 ) تمييز الآيات المكّية عن المدنية:- عُرف المكي بما نزل قبل الهجرة، والمدني بما نزل بعدها، سواء نزل بمكة أم بالمدينة، عام الفتح أو عام حجّة الوداع أو بسفر من الأسفار. ملاحظة: قد تكون هناك معانٍ أخرى تُفسر المكي والمدني، أعرضت عنها توخياً للإختصار. 7 ) الوقوف على الآراء المطروحة حول الآية:- إنّ الآراء الموروثة من الصحابة والتابعين ثمّ علماء التفسير إلى يومنا هذا ثروة علمية ورثناها من الأقدمين، وهم قد بذلوا في تفسير الذكر الحكيم جهوداً كبيرة، فألّفوا مختصرات ومفصّلات وموسوعات حول القرآن الكريم، فالإحاطة بآرائهم والإمعان فيها وترجيح بعضها على بعض بالدليل والبرهان من أُصول التفسير شريطة أن يبحث فيها بحثاً موضوعياً بعيداً عن كلّ رأي مسبق. 8 ) الاجتناب عن التفسير بالرأي:- المراد من التفسير بالرأي هو أنّ المفسِّر يتخذ رأياً خاصاً في موضوع بسبب من الأسباب ثمّ يعود فيرجع إلى القرآن حتى يجد له دليلاً من الذكر الحكيم يعضده، فهو في هذا المقام ليس بصدد فهم الآية وإنّما هو بصدد إخضاع الآية لرأيه وفكره، وبذلك يبتعد عن التفسير الصحيح للقرآن. 9 ) الرجوع إلى الأحاديث الصحيحة وإجماع المسلمين:- إنّ كثيراً من الآيات المتعرّضة لأحكام الأفعال والموضوعات مجملة ورد تفسيرها في السنّة القطعية وإجماع المسلمين وأحاديث أئمّة أهل البيت كالصلاة والزكاة والحجّ وغير ذلك ممّا لا محيص للمفسِّر من الرجوع إليها في رفع الإجمال وتبيين المبهم، وهو أمر واضح. وهناك سبب ثان للرجوع إليه، وهو أنّه ورد في القرآن مطلقات ولكن أُريد منها المقيد، كما ورد عموم أُريد منه الخصوص; وذلك وفقاً لتشريع القوانين في المجالس التشريعية. 10 ) تفسير القرآن بالقرآن:- من الشروط التي لابد أن تكون في المفسر هو : الإستفادة من خاصية أن القرآن يفسر بعضه بعضاً وينطق بعضه ببعض. إنّ القرآن الكريم يصف نفسه بأنّه تبيان لكلّ شيء و يقول:{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}النحل89 ،فهل يصحّ أن يكون مبيّناً لكلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه إذا كان فيه إجمال؟ هذا من جانب ، ومن جانب آخر إنّ القرآن تناول موضوعات مهمّة في سور متعددة لغايات مختلفة، فربما يذكر الموضوع على وجه الإجمال في موضع ويفسره في موضع آخر، فما أجمله في مكان فقد فصّله في موضع آخر، وما اختصر في مكان فإنّه قد بسط في آخر، و بذلك يمكن رفع إجمال الآية الأُولى بالآية الثانية. 11 ) معرفة الناسخ والمنسوخ، والعموم والخصوص، والإجماع والإختلاف، والمجمل والمفصّل،والقياسات الشرعية، والمواضع التي يصحّ فيها القياس والتي لا يصحّ، وهو علم أُصول الفقه. سوف أكتفي بهذه الشروط السابقة ،ومن أراد الإستزادة فليرجع إلى المصدر السابق أو إلى كتاب التمهيد في علوم القرآن للعلامة محمد هادي معرفة ، فقد ذكر بعضها أو الكثير منها. انتظروني في الحلقة الرابعة والتي سوف تكون حول تاريخ التفسير بإذن الله تعالى.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 |
مشرف سابق
|
![]() أرجو المعذرة على ماحصل من خلل في الحلقة الثالثة ،فهو خارج عن إرادتي.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 |
طرفاوي بدأ نشاطه
|
![]() تلخيص التمهيد في علوم القرآن / للشيخ محمد هادي معرفة للفائدة ؛ وجاري البحث عن التمهيد في علوم القرآن. شكراً عزيزي طالب الغفران.
التعديل الأخير تم بواسطة المراقب ; 08-05-2009 الساعة 10:57 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 |
مشرف سابق
|
![]() عزيزي المراقب، شكراً لك على هذه الإضافة الجميلة، كما أشكرك على مرورك الكريم على هذه الصفحة .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 |
طرفاوي مشارك
|
![]() شكرا للاخ طالب الغفران على هذا الموضوع المميز اتمنى لو تتفضل علينا بتبيين ما الفائدة من الفرق بين المدني والمكي وماذا ينتج عنه تابع حفظك الله وسددك
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 |
مشرف سابق
|
![]() عزيزي إبراهيم، أشكر لك مرورك العطر على هذا الموضوع والبحث المتواضع، كما أشكرك على التساؤل الجميل والمفيد ، وأعدك بالجواب على تساؤلك بعد طرح الحلقة الرابعة، فأنا الآن بصدد طرحها خلال هذين اليومين.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة الرابعة الجزء الأول 6- تاريخ التفسير:- أولاً : التفسير في عهد الرسالة:- لقد تصدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتفصيل ماأُجمل في القرآن إجمالاً ، وبيان ماأُبهم منه، إما بياناً في أحاديثه الشريفة وسيرته الكريمة، أو تفصيلاً جاء في جُلّ تشريعاته من فرائضوسنن وأحكام وآداب، كانت سنته صلى الله عليه وآله وسلم قولاً وعملاً وتقريراً، كان كلها بياناً وتفسيراً لمجملات الكتاب العزيز وحل مبهماتهفي التشريع والتسنين.فقد كان قول صلى الله عليه وآله وسلم:" صلوا كما رأيتموني أصلي..." شرحاً وبياناً لما جاء في القرآن،من قوله تعالى:{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ ... }البقرة43،ولقوله:{... إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103، وكذا قوله صلى الله عليه وآله وسلم:" خذوا عني مناسككم" بيان وتفسير لقوله تعالى:{... وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ... }آل عمران97،وهكذا فكل ماجاء في الشريعة من فروع أحكام العبادات والسنن والفرائض، وأحكام المعاملات، والأنظمة والسياسات، كل ذلك تفصيل لما أُجمل في القرآن من تشريع وتكليف. وهكذا كان الصحابة يستفهمونه كلما تلا عليهم القرآن أو أقرأهم آيةً أو آياتٍ ، كانوا لايجوزونه حتى يستعلموا مافيه من مرام ومقاصد وأحكام؛ليعملوا بها ويأخذوا بمعالمها. طبعاً هناك قلة في المأثور من التفسير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذلك للأسباب التالية:- 1.وفرة الوسائل لفهم معاني القرآن حينذاك. 2.جلّ بيانات الشريعة كانت تفسيراً لمبهمات القرآن وتفصيلاً لمجملاته. نموذجين من تفاسير مأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:- 1.سُئل عن قوله تعالى:{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ }الأنعام125،كيف يشرح صدره؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم:"نور يُقذف به فينشرح له وينفسح!" قالوا: فهل لذلك من أمارة يُعرف بها؟ قال:" الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور، والإستعداد للموت قبل لقاء الموت". 2.سألته عائشة عن الكسوة الواجبة في كفارة الأيمان،في قوله تعالى: {... فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ ... }المائدة89،أجاب صلى الله عليه وآله وسلم:" عباءة لكل مسكين". ثانياً:التفسير في دور الصحابة:- اشتهربالتفسير من الصحابة أربعة، لاخامس لهم في مثل مقامهم في العلم بمعاني القرآن، وهم :علي بن أبي طالب عليه السلام وكان رأساً وأعلم الأربعة، وعبدالله بن مسعود،وأبي بن كعب، وعبدالله بن عباس، كان أصغرهم وأوسع باعاً في نشر التفسير. أما غير هؤلاء الأربعة فلم يُعهد عنهم في التفسير سوى النزر القليل. ومما لاشك فيه فإن مرجع هؤلاء الأول في علم التفسير هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يأتي من بعده الإمام علي عليه السلام. قال ابن عباس: جل ماتعلمت من التفسير، من علي بن أبي طالب. وقال: علي عَلِمَ علماً علمه رسول الله، ورسول الله علمه الله؛ فعلم النبي من علم الله، وعلم علي من علم النبي، وعلمي من علم علي عليه السلام.وماعلمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر. وقد تميز تفسير الصحابة بخمسة أمور هي:- 1.بساطته، بما لايتجاوز بضع كلمات في حل معضل أو رفع إبهام، في بيان واف شاف ومع كمال الإيجاز والإيفاء. 2.سلامته عن جدل الإختلاف، بعد وحدة المبنى والإتجاه والإستناد،ذلك العهد؛إذ لم يكن بين الصحابة في العهد الأول اختلاف في مبتني الإختيار، ولاتباين في الإتجاه، ولاتضارب في الإستناد، وإنما هي وحدة في النظر والإتجاه والهدف،فلقد كان التفسير في عهدهم لايتعدى حدود الحديث وشكله. 3.صيانته عن التفسير بالرأي، والذي كان يتحاشاه الأجلاء من الصحابة الأخيار. 4.خلوصه عن أساطير بائدة، ومنها الأقاصيص الإسرائيلية، لم تكن لتجد مجالاً للتسرب في الأوساط الإسلامية العريقة. 5.قاطعيته عن احتمال الشك وتحمل الظنون، بعد وضوح المستند وصراحته،ووفرة وسائل الإيضاح ودلائل التفسير المعروضة ذلك العهد. ثالثاً: التفسير في دور التابعين:- تم تأسيس خمسة مدارس للتفسير في عهد الصحابة ،كان لها الأثر الكبير في ظهور المفسرين من التابعين، وهي كالتالي:- 1.مدرسة مكة:أقامها عبدالله بن عباس. 2.مدرسةالمدينة: قامت على الصحابة الموجودين بها، ولاسيما أبي بن كعب الأنصاري. 3.مدرسة الكوفة:أقام دعائمها الصحابي الكبير عبدالله بن مسعود. 4.مدرسة البصرة:أقامها أبو موسى الأشعري:عبدالله بن قيس. 5.مدرسة الشام: قام بها أبو الدرداء عويمر بن عامر الخزرجي الأنصاري. أعلام التابعين المفسرين:- 1- سعيد بن جبير 2- سعيد بن المسيب 3 – مجاهد بن جبر 4 – طاووس بن كيان 5 – عكرمة مولى ابن عباس 6 – عطاء بن أبي رباح 7 – أبان بن تغلب بن رباح 8 – الحسن البصري 9 – جابر الجعفي 10 – الأصبغ بن نباتة . وغيرهم من التابعين من أهل التفسير. تميز تفسير التابعين بالأمور التالية:- 1. التوسع فيه. فقد تعرض التابعون لمختلف أبعاد التفسير، وخاضوا معاني القرآن، من مختلف الجهات والمناحي ،مثل: جوانب الأدب واللغة وتاريخ الأمم السالفة، كما دخلت في تفاسيرهم بحوث كلامية نشأت ذلك العهد. 2.تشكّله وثبته، ثم تدوينه. بخلاف عهد الصحابة فقد اشتهر عنهم الحفظ في الصدور، فقد قام التابعون بكتابته وتدوينه من لسان الصحابة أمثال ابن عباس. 3.النظر والإجتهاد.فقد قام عديد من كبار العلماء بإعمال النظر في كثير من مسائل الدين، ومنها مسائل قرآنية تعود إلى معاني الصفات، وأسرار الخليقة وأحوال الأنبياء والرسل وماشاكل.فكانوا يعرضونها على شريعة العقل. وقد اشتهرت مدرستا عبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود بذلك، فهما الأساس لنشر العلم وبث المعارف بين العباد. 4.رواج الإسرائيليات في هذا العهد.ففي هذا الدور دخل كثير من الإسرائيليات في التفسير؛وذلك لكثرة من دخل من أهل الكتاب، في الإسلام في هذا العهد بالذات. فقد تساهل بعض التابعين فزجوا في التفسير بكثير من هذه الإسرائليات ،فأخذوا من مسلمي أهل الكتاب من أمثال: عبدالله بن سلام،وكعب الأحبار،ووهب بن منبه وأضرابهم. منابع التفسير في عهد التابعين:- 1- مراجعة الكتاب نفسه؛ حيث القرائن والدلائل في كلام أي متكلم،خير شهود على كشف مراده والوقوف على مرامه. 2- ملاحظة ماتلقوه من أقوال الصحابة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشأن تبيين معاني الكتاب. 3- مراعاة أسباب النزول والمناسبات المستعدية لنزول آية أو آيات أو سورة ونحوها؛ حيث كانت في متناولهم القريب. 4- مراجعة اللغة في صميمها، ولاسيما أشعار العرب وهي ديوانها ودائرة معارفها، للوقوف على مزايا اللغة وأساليب كلام العرب. 5- أنحاء العلوم والمعارف التي تعرف إليها المسلمون، بفضل التوسع في رقعة الإسلام. 6- اعتمادهم على مافتح الله عليهم من طريق الإجتهاد والنظر في كتاب الله تعالى. 7- استنادهم إلى نصوص من كتب العهدين، مما جاء إجماله في القرآن،وتعرضت لتفصيله كتب السالفين، مما لم يُحتمل في التحريف. يُتبع.........
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 16 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة الرابعة الجزء الثاني سوف أسرد لكم أسماء كبار المفسرين من التابعين فقط ، وذلك لأن ماوجدته هو عبارة عن كلام طويل عن سيرة كل واحد منهم والخوض فيها يطيل البحث ويسبب الملل، وهم كالتالي:- الضحاك بن مزاحم الهلالي شهر بن حوشب السُدّي الكبير ابن أبي نُجيح واصل بن عطاء عطاء الخراساني أبو النضر الكلبي أبو حمزة الثمالي شبل بن عُباد ابن جُريح يحيى بن كثير مقاتل بن حيان مقاتل بن سليمان معمر بن راشد أبو الجارود شعبة بن الحجاج ورقاء بن عمر سفيان الثوري سفيان بن عيينة ابن أسلم ( ابن زيد ) أبو معاوية السُدّي الصغير وكيع بن الجراح ابن كيسان الأصم يحيى بن زياد الفراء أبو المنذر الكلبي رَوح بن عبادة يزيد بن هارون عبدالرزاق الصنعاني أبوعبدالله الفرياني أبو عامر أبوحذيفة النهدي أبو علي الجُبّائي أبو النضر العياشي أبو مسلم الأصفهاني علي بن إبراهيم القمي أبو الحسن الرماني خامساً: دور أهل البيت عليهم السلام في التفسير:- كان الدور الذي قام به أئمة أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن الكريم ، هو دور تربية وتعليم، وإرشاد إلى معالم التفسير، وأنه كيف ينبغي أن يُفهم معني كلامه تعالى، وكيف الوقوف على دقائق ورموز هذا الوحي الإلهي الخالد.فقد كانت تفاسيرهم للقرآن ، المأثورة عنهم عليهم السلام تفاسير نموذجية، كانوا قد عرضوها على الأمة وعلى العلماء، لكي يتعرفوا إلى أساليب التفسير، تلك الأساليب المعتمدة على أصول متينة وقواعد رصينة. وإليكم نموذجين من تفاسير أهل البيت عليهم السلام:- 1 ) آية القطع:- روى أبو النضر محمد بن مسعود العياشي، بإسناده إلى زرقان صاحب ابن أبي داوود قاضي القضاة، قال : اُتي بسارق إلى محضر المعتصم، وقد أقرّ على نفسه بالسرقة، وسأل الخليفة بتطهيره بإقامة الحد عليه. فجمع الخليفة لذلك الفقهاء، وقد أحضر محمد بن علي الجواد عليه السلام، فسألهم عن موضع القطع. فقال ابن أبي داوود: من الكرسوع ( طرف الزند ) واستدل بآية التيمم، ووافقه قوم. وقال آخرون: من المرفق، نظراً إلى آية الوضوء. فالتفت الخليفة إلى الإمام الجواد مستفهماً رأيهفي ذلك، فاستعفاه الإمام. لكنه أصر على معرفة رأيه، وأقسم عليه بالله أن يخبره برأيه. فقال الإمام عليه السلام: أما إذا اقسمت علي بالله، إني أقول: إنهم أخطأوا فيه السنة، فإن القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكف. قال الخليفة: وماالحجة في ذلك؟ قال الإمام: قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" السجود على سبعة أعضاء، الوجه واليدين والركبتين والرجلين" فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق، لم يبق له يد يسجد عليها، وقد قال تعالى :{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ }الجن18، يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها، { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} الجن 18، وماكان لله لم يُقطع. فأعجب المعتصم ذلك، وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف. 2 ) الطلاق الثلاث:- روى عبدالله بن جعفر بإسناده إلى صفوان الجمال عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام أن رجلاً قال له: إني طلقت امرأتي ثلاثاً في مجلس؟ قال : ليس بشيء. ثم قال: أما تقرأ كتاب الله:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ... }الطلاق1، كل ما خالف كتاب الله والسنة فهو يُرد إلى كتاب الله والسنة. وبإسناده إلى إسماعيل بن عبدالخالق،قال : سمعت الصادق عليه السلام يقول: طلق عبدالله ابن عمر امرأته ثلاثاً، فجعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واحدة،ورده إلى الكتاب والسنة. قال الإمام الصادق عليه السلام لابن أشيم:" إذا طلق الرجل امرأته على غير طهر ولغير عدة كما قال الله عز وجل، ثلاثاً أو واحدةً، فليس طلاقه بطلاق. وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثاً وهي على طهر من غير جماع بشاهدين عدلين فقد وقعت واحدة وبطلت الثنتان. وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثاً على العدة كما أمر الله عزوجل فقد بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره". من أراد المزيد حول تاريخ التفسير فعليه بمراجعة الكتاب الآنف الذكر فهو كتاب جدير بالقراءة والمطالعة. انتظروني في الحلقة الخامسة والتي سوف تكون حول اتجاهات ومناهج التفسير. طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 |
طرفاوي مشارك
|
![]() استفدنا كثيرا مما دونت في هذه الحلقات نسأل الله لك التوفيق والسداد
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 |
مشرف سابق
|
![]() طور سيناء، أشكر لك مرورك الكريم وأسأل الله العلي العظيم أن يوفقك لما يُحب ويرضى.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 |
مشرف سابق
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل ِ على محمد وآل محمد الحلقة الخامسة والأخير الجزء الأول 7- مناهج التفسير نستطيع أن نقول أن هناك منهجين رئيسين للتفسير يتفرع منهما عدة مناهج تفسيرية فرعية وهما:- 1- المنهج أو التفسير التجزيئي. 2-المنهج أو التفسير الموضوعي ( التوحيدي ). وسوف أخوض معكم في غمار هذه الحلقة حول هذين المنهجين وما يتفرع منهما من مناهج أخرى مستعيناً بالله جل جلاله وبما يتوفر لي من مصادر، أتمنى أن تستفيدوا من هذه الحلقة أكثر من سابقاتها فهي تُعطي فكرة عامة عن التفاسير وأنواعها حتى يتسنى لكل واحد منا اختيار المنهج المناسب له والمفيد. أولا ً: المنهج التجزيئي: والمقصود منه هو: تفسير القرآن تدريجياً ،ابتداءً من سورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الناس من خلال الإستفادة من أدوات ووسائل التفسير من الظهور أوالمأثور من الأحاديث والإستفادة من بعض الآيات المتعلقة بالآية المراد تفسيرها في حدود إيضاح معنى الآية المطلوبة. وبالتالي فإننا سوف نحصل من خلال هذا المنهج على مدلولات كثيرة في القرآن الكريم ولكن دون أن يكون بينها رابط ، بمعنى آخر سوف لن نحصل من هذه المدلولات والمعاني على نظرية قرآنية لكل مجال من مجالات الحياة. من الأمثلة على هذا المنهج :- -الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل لآية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي. -الميزان في تفسير القرآن للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي. ثانياً: المنهج الموضوعي ( التوحيدي ) :- يقوم هذا المنهج على الدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أو الإجتماعية أو الكونية، فيبين ويبحث ويدرس مثلاً عقيدة التوحيد في القرآن ،أو يبحث عن النبوة في القرآن، أو عن المذهب الإقتصادي في القرآن، أو عن سنن التاريخ في القرآن، أو عن السماوات والأرض في القرآن الكريم،وهكذا. ويهدف هذا المنهج إلى تحديد موقف نظري للقرآن الكريم وبالتالي للرسالة الإسلامية من ذلك الموضوع من موضوعات الحياة أو الكون. وللتفسير الموضوعي عدة أنماط وهي كالتالي:- 1 ) أبحاث موضوعية جاءت خلال التفسير العام ،كما هو موجود ضمن تفسير المنار وتفسير الميزان. 2 ) أبحاث موضوعية مستخرجة من ذات القرآن جاءت مستقلة بالبحث والتنقيب.كأمثلة على ذلك : مفاهيم القرآن لآية الله الشيخ جعفر السبحاني ونفحات القرآن لآية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي. 3 ) أبحاث موضوعية مستنبطة حكمها من القرآن بعد العرض عليه.كأمثلة على ذلك: معارف القرآن للعلامة مصباح اليزدي وتفسير الأستاذ محمد علي الصابوني. ويندرج تحت هذين المنهجين عدة أنماط من التفسير وهي كالتالي:- 1 ) التفسير بالمأثور : يعتمد هذا التفسير على ماجاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل أولاً،ثم على مانُقل عن المعصوم:النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو الأئمة من عترته الطيبين عليهم السلام، وبعده على المأثور من الصحابة الأخيار والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم مما جاء بياناً وتوضيحاً لجوانب أُبهمت من القرآن. سوف نتكلم قليلاً عن التفسير بالمأثور من خلال التعريف السابق وتقسيمه له:- ·تفسير القرآن بالقرآن: إنّ هذا المنهج من أسمى المناهج الصحيحة الكافلة لتبيين المقصود من الآية كيف وقد قال سبحانه :{... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89. وعن النبي الأكرم ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) : " إنّ القرآن يصدّق بعضه بعضاً". وقال علي ( عليه السَّلام ) في كلام له يصف فيه القرآن : " كتاب اللّه تبصرون به ، وتنطقون به ، وتسمعون به ، وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض ، ولا يختلف في اللّه ولا يخالف بمصاحبه عن اللّه". أمثلة:- 1ـ روى المفيد في إرشاده : أنّ عمر أُتي بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهمَّ برجمها فقال له أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : " إن خاصمتك بكتاب اللّه خصمتك ، إنّ اللّه تعالى يقول: {... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً .... }الأحقاف15.ويقول:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ... }البقرة233. فإذا تم ، أتمّت المرأة الرضاع لسنتين ، وكان حمله وفصاله ثلاثين شهراً كان الحمل منها ستة أشهر " ، فخلّى عمر سبيل المرأة. 2 -يقول الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24. غير انّ حيلولته سبحانه بين المرء وقلبه يعلوه إبهام يفسره ، قوله سبحانه:{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }الحشر19،فإنساء الذات الذي هو فعله تعالى عبارة عن حيلولته بين المرء وقلبه ، ومن نسي ذاته فقد أهلك نفسه. ·تفسير القرآن بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين:- لقد ظهر هذا النوع من المنهج بعد رحلة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ، ومن المعروفين في سلوك هذا المنهج بعد عهدالرسالة عبد اللّه بن عباس، وهو القائل: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبيطالب ـ عليه السَّلام ـ وحسبك هذه الشهادة من ترجمان القرآن . وقد ذاع هذاالمنهج من القرن الأوّل إلى عصرنا هذا، فظهر بين المفسرين من يكتفون في التفسيربالأثر المروي ولايتجاوزون عنه، حتى أنّ بعض المفسرين لايذكر الآية التي لايجد حولها أثراً من النبي والأئمة، كما هو ديدن تفسير البرهان للسيد البحراني، فإليكأشهر التفاسير لدى الشيعة:- 1. تفسير محمد بن مسعود العياشي المعاصر للكليني الذي توفّي عام 329هـ. 2. تفسير علي بن إبراهيم القمي. 3."نور الثقلين" للشيخ عبد علي الحويزي. 4. "البرهان في تفسير القرآن" للسيد هاشم البحراني (المتوفّى 1107 هـ). انتظروا الجزء الثاني من هذه الحلقة طالب الغفران
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|