01-04-2009, 04:38 PM | رقم المشاركة : 1 |
مشرف مكتبة المنتدى
|
حوار مع الشاعر/ شفيق العبادي
الأربعاء, 1 أبريل 2009 حاوره: عقيل المسكين - جزيرة تاروت يعد الشاعر شفيق العبادي أحد الشعراء البارزين في جزيرة تاروت بشرق المملكة العربية السعودية، فهو أحد أعضاء منتدى الغدير الشعري الذي انطلق قبل أكثر من عقد من الزمان ولا زال شعراء هذا المنتدى يحلقون أسرابًا في سماء الشعر والنقد والإبداع، وقد تعددت مشارب هؤلاء الشعراء في توجهاتهم الشعرية ومنهم الشيخ عبدالكريم آل زرع، والشاعر محمد الماجد، والشاعر حسين الجامع، والشاعر عبد الخالق الجنبي، وآخرون، إلا أن «العبادي» رسم لنفسه خطًّا يجمع بين خطين أحدهما قديم قِدم الأصالة وهو هضم التراث الأدبي العربي والتفاعل معه، والآخر هو الانفتاح على الحداثة الحقيقية وهي حداثة النور والإنسانية والتثاقف مع الآخر تثاقفًا يتميز بالوعي والبصيرة والانطلاق المتزن.. قضايا الشعر وعزوفه عن نشر ديوانه وموقفه من النقاد طي هذا الحوار مع الشاعر شفيق العبادي.. ذاكرة نقية * ماذا عن ملامح تجربتك الإبداعية وزواياها الخفية؟ أعتقد أنني حاولت تجسير الهوة بين نصوصي وعالمي الخاص إن على مستوى نقاء ذاكرتي من أي فصام إبداعي، أو من أي مواربة شعورية، أما الملامح الأخرى فأتركها للمتلقي إذا استطعت أن أسرق لحظات من وقته. كما أتمنى أن أكون قد نجحت في تأسيس مكان لي على الخارطة الأدبية تساعدني على السير في طرقاتها الرحبة من خلال الاشتباك مع مشهدها الثقافي ما استطعت. البحث عن الشاعر. * ألا ترى في اكتفائك بالقراءات الشعرية المقتضبة والإحجام عن طباعة ديوانك الشعري -سوى مجموعة بسيطة وشعبية الطبع- تحجيمًا لدائرة حضورك؟ ربما لأنني دأبت ولازلت أبحث عن الشاعر في داخلي، فمتى ما اكتمل معماره الفني سأطبع حتمًا، أما بالنسبة لدوائر الانتشار فلم ولن تكون في حساباتي يومًا ما، (فأنا عاشق عذري وليس طالب ولد). * الملاحظ أنك تكتب بمختلف الألوان الشعرية.. فكيف استطعت ضبط إيقاع هذا التجاور وتجاوز إشكالية مناخاتها المتباينة.. ألا يمثّل هذا نوعًا من الفصام الإبداعي؟ حينما نكون بصدد لغة النص لا يبقى لإشكالية المناخات أي موطأ، فالقالب الذي سفح على معبده النقّاد أنهرًا من المعارك الأدبية لم يكن السبب وراء هذه الهوة التي لم تجسر حتى اللحظة إنما كانت اللغة، وبالأصح بين من يفكر باللغة ويفكر في اللغة، والدليل على ذلك هذه الحظوة التي ينعم بها بعض الشعر في فترة من تاريخنا الأدبي من خلال توظيفه حجة لغوية لأنه يرتبط بحبل سري وزمن نقاء اللغة ويحجبون هذا الشرف عن مرحلة لاحقة، كما أن النقاد كانوا يبنون جدارًا من التهميش على من يحاول الانعطاف عن السياق الوهمي لمسار اللغة، كان هؤلاء إذًا يفكرون باللغة أي أنها جسر للوصول إلى المعنى، وقد كان أي تصادم مقبول حتى مرحلة الشعر الحديث الذي ذهب بمحاولة التجريب إلى فضاءات غير مسبوقة تحت ذريعة تفجير اللغة لأنهم يرون أن اللغة عبارة عن كائن حي يتفاعل وينفعل؛ بل هي الرحم الأمين لنطف الحضارة، ومن هنا بدأ غبار المعارك الذي لم ينجلِ حتى اللحظة. تناص ثقافي * في ضوء ما تقول يبدو المتنبي وأبوتمام وأبو نواس حداثيين.. فلماذا لم نرَ هذا (الفيتو) عليهم ما السبب؟ صحيح؛ وغيرهم أيضًا من شعراء العصر الحديث ممن يكتب الشعر العمودي، لكن سآخذ المتنبي كعنوان لكل أولئك، فجميعهم أعادوا صياغة الجسور اللغوية الرابطة بالمعنى، لكن لم تكن هناك صدمة حضارية بعد خلخلت ثوابت ومسلمات، وأحدثت (تناصًا) ثقافيًّا وعلميًّا جرفت معه كل السدود العازلة بين مختلف العلوم الإنسانية كما حصلت مع شعراء الحداثة الشعرية، لتأخذ اللغة وظيفتها الحقيقية وليس كونها جسورًا هامدة للمعنى (برأي شعراء الحداثة)، ومن هنا حدث سوء الفهم الممتد حتى اللحظة. تصفية حسابات * لكن سوء الفهم هذا وصل على المستوى النقدي إلى اضطراب الرؤية في مساحة وزاوية التعاطي مع النص الشعري، كما تجاوز إلى ضرورة تجاوز كامل المخزون التراثي إلى آخر حداثي! هذه إشكالية النقد؛ الذي بتصوري الساذج أرى أنها تصفية حسابات عقدية بينه وبين النص الشعري، ومحاولة الانتفاض على تبعيته من خلال الاقتراح وليس التبرير، فبظني أرى أن أي نص يتشكل بذهنية وثقافة مرحلته وعدا ذلك سيرسب في بركة النسيان، فعبد الصبور وأدونيس وآخرين حينما حرثوا التراث وبذروه بإبداعاتهم سمحوا لطاقته الكامنة أن تتنفس جديدًا أضاف لمساحة الإبداع مساحة. ضد التشريط * من الملاحظ خروج كثير من المبدعين عن دائرة التصنيفات المدرسية لمختلف الفنون ومنها الشعر.. ماذا عنك.. إلى أي المدارس الشعرية تنتمي.. وما تأثيرها على كتابتك الإبداعية؟ عادة ما تتشكل المدارس الفنية وفق سياقات محددة بلمسات من مبدعين كبار، كانوا أكثر حساسية من غيرهم لمخاضات مفصلية لتصبح هذه المدارس لاحقًا شرطًا فنيًّا، ولأن المبدع عصي على التشريط لذا نجد أن كل المبدعين بمختلف مستوياتهم خارج إطار هذه المدارس. هامش المجاز * بوصفكم أحد مؤسسي منتدى الغدير الأدبي.. كيف تقرأ تجربته.. وما رأيك في المنتديات التي جاءت لاحقًا؟ لا شك أن منتدى الغدير كان أحد المنتديات الرائدة من خلال رصيده الكبير من الأمسيات، والندوات الثقافية وإصداره لبعض الكتب، وتفعيله الريادي لتكريم الشعراء (أحمد الكوفي)، والسبب وراء ذلك أن أعضاءه من الشباب المنفتح على مختلف الثقافات وأن الورشة الفنية التي ابتكروها كانت تغذّي حاجة ثقافية أكبر من أي شيء آخر، والدليل على طاقة الدفع الكامنة فيه تمظهره بأسماء مبدعين صار لهم حضورهم الفاعل على ساحتنا الثقافية كالشاعر محمد الماجد، والناقد والشاعر محسن الشبركة، والشاعر والمؤرخ عبدالخالق الجنبي، والكاتب حسن المصطفى، أما من جاء من بعده من منتديات فأعتقد أن الفرق كان بهامش المجاز الذي تحلى به منتدى الغدير. لهب وانقداح * خلوصًا.. كيف تنظر للمشهد الشعري العربي بصفة عامة؟ لابد أن نفرق بين الشعر وحوامله كمصب وظيفي في نهر الفعل الإنساني، فباستثناء التجارب الباهتة فالشعر الحقيقي لازال يقترح تلهبه وإن متلفعا بطبقة من الرماد حتى لحظة انقداحه.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|