العودة   منتديات الطرف > الواحات الخاصـة > منتدى السهلة الأدبي




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 17-01-2009, 06:19 PM   رقم المشاركة : 1
منتدى السهلة الأدبي
منتدى السهلة الأدبي






افتراضي ( صحة البيئة ) أحمد مبارك الربيح

صحة البيئة


البيئة / هي كل ما يحيط بنا من أشياء ،حية كانت أو غير حية، فالبيت الذي نسكنه جزء من البيئة، والأعشاب التي تنمو في حديقة بيتنا جزء من البيئة، والماء الذي يجري من حولنا جزء من البيئة، والطعام الذي نأكله من نبات أو حيوان من اللحظة التي ينمو فيها إلى أن يصل إلى أفواهنا جزء من البيئة .

ونحن نتفاعل مع كل أجراء وعناصر البيئة من حولنا، نأخذ منها ونعطيها .. فالماء الذي نشربه، نعود فنخرجه مرة أخرى على هيئة إفرازات بولية أو عرقية أو أبخرة ليعود مرة ثانية في دورة معقدة إلى مصدره الرئيس – الأمطار - .

والإنسان محتاج إلى أن يعايش عناصر البيئة، وأن يحتفظ بهذا التعايش أو التكيف بصورة متوازنة قد تختلف من وقت لآخر، ولكن في حدود، أما إذا اضطرب هذا التوازن واختل، فقد يؤدي إلى الأمراض .

فمثلاً قد تنشأ السدود لحجز مياه الأمطار والأنهار والاستفادة منها في توسعة رقعة زراعية، وتنمية القوى الكهربية، ولكن قد تنشأ تبعاً لذلك مشكلة الملاريا أو البلهارسيا، أو حتى غمر أرض زراعية بالمياه ونزوح أهلها منها .

والإنسان في تقدمه الحضاري والصناعي ينشئ المصانع الضخمة التي تفرز مخففاته في الجو والماء فتلوثها .. ويخترع السيارة التي تخرج غازات تفسد الهواء، أو يستخدم المواد المشعة في أغراض التشخيص والعلاج، فتصيب المعرضين لها أحياناً بالعقم وتشوه الذرية .

وتلوث البيئة يعتبر اليوم من المشاكل الرئيسة، فالبحار والأنهار والجداول والهواء والطعام والتربة كلها معرضة للتلوث نتيجة لزيادة عدد السكان واتساع المدن وإنشاء المصانع والتوسع في استخدام مصادر الطاقة مثل الفحم والبترول والذرة .

هذا التلوث يؤثر على جميع الكائنات الحية من نبات وحيوان وأسماك وإنسان . إذن هو يؤثر على الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وقد يصيبه بالمرض إذا زاد عن حدٍّ معين .

من هنا نجد أن صحة الفرد تتوقف على صحة البيئة التي يعيش فيها من عوامل وظروف .. ومن خلال الأمثلة السابقة يمكننا تقسيم البيئة إلى عدة أنواع : -

1- البيئة الطبيعية :
وتشمل المنطقة التي يعيش فيها الإنسان بما فيه من مزارع ومصانع ومساكن ومناخ وموقع جغرافي .
كل هذه العناصر تؤثر في صحة الإنسان، ففي الجهات التي يكثر فيها المطر، وتنتشر فيها المستنقعات التي تنتشر فيها الأمراض التي ينقلها البعوض كالملاريا، كما يؤثر المناخ في الصحة، فالعواصف الرملية في بلادنا تزيد من انتشار أمراض العين .

2- البيئة الحيوية :
وتشمل ما يحيط بالإنسان من نبات وحيوان، كما تشمل الغذاء الذي يتناوله الإنسان، وكذلك الميكروبات والجراثيم والطفيليات التي تسبب له الأمراض، ولهذه البيئة الحيوية أيضاً التأثير المباشر وغير المباشر على صحة الإنسان .

3- البيئة الاجتماعية :
ويقصد بها المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، والذي يتكون من أفراد لهم عاداتهم ومعتقداتهم وقيمهم، فالفرد لا يعيش وحده بل لا بد من وجوده في مجتمع، ووفقاً لتنوع التنشئة الاجتماعية يكون المستوى الصحي .

فالأفراد الذين ينشأون في بيئة لا تهتم بتعليمهم أسس النظافة الشخصية ولا تمنعهم من استعمال العادات الخاطئة ينتشر المرض ما بينهم، مما يؤدي إلى انخفاض المستوى الصحي في ذلك المجتمع .

4- البيئة الاقتصادية :

إن انخفاض المستوى الاقتصادي في مجتمع ما، يؤثر على صحة الفرد، فانتشار الأمراض يكون عادة أكثر في المجتمعات الصغيرة الفقيرة ؛ ذلك لأن انخفاض المستوى الاقتصادي يصاحبه انخفاض في مستوى صحة البيئة .

5- البيئة النفسية :
إضافة إلى اكتمال النواحي الجسمية للفرد، وخلوه من الأمراض والعاهات، فإن توافق نفسيته مع البيئة التي يعيش فيها وتكيُّفه مع تلك العوامل والظروف، وخلوه من الخطوب النفسية والأمراض الخلقية له دور في صحة الفرد التي تؤدي إلى صحة المجتمع وبالتالي إلى صحة البيئة .

اهتمامات صحة البيئة :
1- توفر القدوة الحسنة داخل الأسرة، فإذا كانت الكبار يتبعون القواعد الصحية السليمة في حياتهم، كان الوسط الذي يعيش فيه الفرد يغري باتباع السلوك الصحي القويم .
2- رفع المستوى المعيشي للمجتمع يوفر الإمكانات العادية للأفراد والجماعات، ويمكنهم من الحصول على ما يطلبون من مسكن صحي وطعام كامل وملبس لائق، كما يمكنهم من التمتع بوسائل الترفيه .
3- تهيئة المسكن، بما يجعله مأوى صالحاً للأفراد، ومنع فرص انتشار الأمراض والحوادث .
4- تهيئة البيئة المدرسية الصحية، لضمان سلامة التلاميذ وتوفير المناخ الدراسي السليم لهم .
5- مراعاة الاحتياطات الصحية في أماكن العمل، خاصة المصانع لمنع انتشار الأمراض والحوادث المهنية .
6- الاهتمام بالطرق من حيث نظافتها والعمل على خلوها من الأضرار الصحية على اختلاف أنواعها .
7- توفير المياه الصالحة للاستعمال الآدمي .
8- حماية الجو من التلوث، وكذلك التربة الزراعية والثروة المائية .
9- اتباع الطرق الصحية في تحضير الأغذية وتقديمها، ليأمن متناولها شر المرض الذي يحدثن من تلوها أو فسادها .
10- مكافحة الحشرات والقوارض من ناقلات العدوى .
11- وجود وسائل صحية لصرف المخلفات المنزلية والمجاري، والتخلص من القمامة .
12- التوعية الصحية للأفراد، بما يلوث بيئتهم، وإعلامهم بما يجب عليهم تجاه نظافتهم
الشخصية .
13- الرقابة على المحلات العامة، والتي لها علاقة بصحة الجماهير، سواء محلات الأغذية أو الفنادق أو صالونات الحلاقة، وما شابه ذلك، والتأكد من خلو العاملين فيها من الأمراض .
14- الرقابة على الأندية والمنتزهات وحمامات السباحة .
أخيراً : بيئتنا .. وطننا .. صحتنا .

 

 

منتدى السهلة الأدبي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 06:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد