17-01-2009, 06:11 PM | رقم المشاركة : 1 |
منتدى السهلة الأدبي
|
( الشيخ عبدالكريم الممتن ) حسين علي البوصالح
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين . وبعد : قال أمير المؤمنين (ع) في وصيته لكميل : ( يا كميل هلك خزان الأموال، وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر ) . العلماء سرج المجتمع ؛ لأنهم يحملون مشعل ا لعلم، والعلم نور يهدي الناس في الطريق الصحيح إلى أهدافهم الخيرة ويبصرهم بما فيه نفعهم، وليس من يمشي في النور كمن يمشي متخبطاً تائهاً في الظلام . قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) الزمر آية 9 . والعلماء – وهم يحملون العلم وينشرونه في أقوالهم ويراعونه في أفعالهم وجميع تصرفاتهم – يأخذونه عن عقل تفكير، فيفيدهم ذلك في أنفسهم، ويفيدون به غيرهم، ويحملون على عواتقهم مسؤولية التبليغ والتوجيه والإرشاد . وقد استنارت هذه البلدة بمشعل العلم من قبل أناس نذروا أنفسهم لخدمة المجتمع، وبذل راحتهم ووقتهم في سيبل ذلك، وقد أولى هؤلاء العلماء اهتماماً بالغاً بتزكية علمهم، ومن هؤلاء " الشيخ عبدالكريم الممتن، والشيخ ناصر بوخضر، والشيخ أحمد الطويل، والشيخ عبدالوهاب الغريري، والسيد أحمد النحوي *، وتتالى بعدهم كل من : الشيخ عبدالله بومره، والسيد هاشم الهاشم، وغيرهم كثير، وكان فضيلة الشيخ عبدالكريم في طليعة هؤلاء العلماء، ويأتي فضيلة الشيخ حسن السعيد (ره) في سلسلة الحلقات، فننتهز هذه الفرصة في إلقاء شيء من الضوء حول شخصية كان لها دور فاعل في بناء مجتمع هذه البلدة . إنها شخصية العلامة الجليل الشيخ عبدالكريم الممتن رحمه الله ( 1304هـ 1375) . هو علامة جليل القدير، وشاعر كبير، ولد في الجبيل بالأحساء عام 1304هـ، وبها نشأ وترعرع، ودرس على يد والده الشيخ حسين، وسافر مع والده إلى مكة المكرمة عام 1316هـ حين كان عمره ( 12) سنة، وهناك توفي والده ودفن في ( مقابر فخ )، ثم رجع ليكمل دراسته في الحوزة العلمية الهفوف عند الشيخ موسى أبو خمسين المتوفى عام 1353هـ، ثم هاجر إلى النجف للتزود من العلم، فحضر هناك لدى جملة من العلماء، منهم : السيد ناصر المقدس الأحسائي المتوفى عام 1358هـ، والسيد محسن الحكيم المتوفى 1390هـ . وبعد أن أخذ قسطاً وافراً من العلم، وأصبح في عداد العلماء الكاملين عاد إلى مسقط رأسه – الجبيل – وكيلاً شرعياً عن استاذه المرجع الكبير السيد محسن الحكيم (قدس ) . وقد وصفه من عاصره بأنه كان غزير العلم جليل القدر، فقيهاً عارفاً متفوقاً في الكثير من العلوم، سيما النحو، والمنطق والفلسفة والكلام والفلك، وكان قوي الحجة، سريع البديهة، فصيحاً منطقياً متكلماً، وكان مجلسه لا يخلو – عادة – من المباحثات العلمية وكان أستاذاً بارعاً تخرج على يديه عدد من رجال الدين الأفاضل، أهمهم : الشيخ حسن الجزيزي، والشيخ عبدالرحيم الممتن – أخوه – والشيخ حسين الشايب العمراني، والملا محمد المبارك ( رحمهم الله جميعاً ) . بعض مآثر الشيخ الممتن ( قدس ) : له من الشعر ديوان يبلغ نحو ( 500) بيتاً، جمعه ابن أخت الشاعر الخطيب الملا : طاهر البحراني . فقد عرف بشاعريته الفذة، وذاع صيته في الأحساء دون منافس، وقد ضاع – مع الأسف – أكثر شعره، ولم يبق إلا ما جمعه ابن أخته – كما مر -، وله أرجوزة تبلغ ( 64) بيتاً . وفاته : توفي الشيخ الممتن في مسقط رأسه – قرية الجبيل – ليلة الجمعة 12/رجب 1375هـ، ودفن في مقبرة الجبيل . أما دوره في هذه البلدة : فإنه حين عاد من النجف الأشرف اشتعل برعاية شؤون المؤمنين في الأحساء، فكان يتردد على بعض القرى بشكل دوري، وقد حظيت هذه البلدة بنصيب وافر منها، فكان يتردد عليها في كل شهر يمكث خلال زيارته بضعة أيام، ينزل خلالها في بيوتات أعيان هذه البلدة مثل : غانم بن خلف الخلف ( ت 1375هـ )، وبيت ملا علي ياسين الياسين ( ت 1395هـ )، وفي مدة هذه الإقامة يتصدى للإجابة على الأسئلة الدينية، كما يقوم بإجراء العقود، وتقسيم المواريث، وغيرها من الأمور التي تهم المؤمنين في هذه البلدة . فإلى روحه، وإلى روح الشيخ حسن السعيد، وأرواح المؤمنين الفاتحة . حسين علي البوصالح .
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|