بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآل محمد
قال بعض الصالحين :
دخلت إلى مصر فوجدت حداداً يخرج الحديد بيده
من النار !! ويقلبه على السندال .. ولا يجد لذلك
ألماً .. !! فقلت في نفسي :
هذا عبدُ صالح لاتعدُ عليه النار ، فدنوت منه وسلمت
عليه فرد عليَّ السلام فقلت له :
ياسيدي بالذي منَّ عليك بهذه الكرامة إلا ما دعوْتَ
لي فبكى وقال :
والله يا أخي ما أنا كما ظننت
فقلت له : يا أخي إن هذا الذي تفعله لا يقدر عليه
إلا الصحالون .
فقال إن لهذا الأمر حديثا عجيبا
فقلت له : إن رأيت أن تعَـرِّفَـني به فافعل
قال : نعم ، كنت يوماً من الأيام جالساً في هذا الدكان
وكنت كثير التخليط إذ وقفَـتْ عليَّ إمرأة لم أر قط أحسن
منها وجهاً
فقالت : يا أخي هل عندك شيئاً لله .. !!
فلما نظَـرْتُ إليها فُـتِـنْـتُ بها وقلت لها :
هل لكِ أن تمضي معي إلى البيت وأدفع لكِ مايكفيكِ
فنظَـرَتْ إليَّ زماناً طويلاً فذهبت فغابت عني طويلاً
ثم رجعت وقالت :
يا أخي لقد أحوجتني الضرورة إلى ماذكرت
قال : فقفلت الدكان ومضيت بها إلى البيت
فقالت لي :
ياهذا إن لي أطفالاً وقد تركتهم على فاقة شديدة ،
فإن رأيت تعطيني شيئاً أذهب به إليهم وأرجع إليك فافعل
قال : فأخذت عليها العهود والمواثيق ودفعت لها بعضاً
من الدراهم فمضت وغابت ساعة ثم رجعت .. فدخلت
بها إلى البيت وأغلقت الباب ،
فقالت : لمَ فعلتَ هذا ؟
فقلت لها : خوفاً من الناس
فقالت : ولمَ لاتخاف من رب الناس
فقلت لها : أنه غفور رحيم
ثم تقدمت إليها فوجدتها تضطرب كما تضطرب السعفه
يوم ريح عاصف .. ودموعها تنحدر على خديها
فقلت لها : مِـمَّا اضطرابكِ وبكاؤكِ ؟
فقالت : خوفاً من الله عزوجل
ثم قالت لي : ياهذا إن تركتني لله ضمنت لك أن الله
لايعذبك بالنــــار لا في الدنيا ولا في الآخرة .
قال : فقمت وأعطيتها جميع ما كان عندي
وقلت لها : ياهذه قد تركتكِ خوفاً من الله عز وجل
قال : فلَـمَّ فارقَـتْـني غلَـبَـتْني عيني فنِمْتُ
فرأيت إمرأة لم أر قط أحسن منها وجهاً وعلى
رأسها تاج من الياقوت الأحمر
فقالت لي : جزاك الله عنا خيراً
قلت لها : ومَنْ أنتِ ؟
قالت : أنا أم الصبية التي أتتك وتركتها خوفاً من
الله عزوجل لا أحرقكَ الله بالنار لا في الدنيا ولا
في الآخرة
فقلت لها : عرفيني بها ؟ ومن أي نسل هي
يرحمكِ الله ؟ّ
فقالت : هي من نسل رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، فتذكرت قول الله عز وجل :
(( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا ))
ثم أفَـقْتُ من منامي ومن ذلك الوقت لم تعدُ عليَّ
النار وأرجو أن لاتعدُ عليَّ في الآخرة .
أوردها ابن الجوزي في المواعظ والمجالس ص220
هذه قصة جميلة وصلتني عبر البريد الإلكتروني ،
وقد أدرجتها هنا لنعلمَ مدى فضل أهل البيت عليهم
السلام ، ونستخلص من القصة عبرة ألا وهي مخافة
الله قبل كل شيء وفوق كل اعتبار ، وعلمنا كيف أن
من يخاف الله ولا يخاف البشر ينجيه الله ويبعده عن
كل سوء ومكروه .
أخوكم / همس الكلام