العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 13-07-2008, 03:02 PM   رقم المشاركة : 21
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

الأخ العزيز " روح الله " حياك الله وبخدمتكم ان شاء الله ...
الأخ العزيز " ابن الشهيد " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحياك الله وجعلنا واياك ممن يعبرون عن دفاعهم واخلاصهم لإمامهم بدفاعهم واخلاصهم لنوابه حفظهم الله تعالى .

اقتباس
أخي أبو؟؟؟؟

" أبو لؤلؤة الفيروزي " هكذا هو اسمي المستعار جزاك الله خير وليس علامة استفهام وان كان عندك علامة استفهام على صاحب هذا الإسم فإحتفظ بها لنفسك الله يسلمك فكلام ذوي الإختصاص حول الرجل تجعلني ممن يفخر به وبإسمه ....

اقتباس
وياليت ان توضح ماهو من الكتاب وما هو من إنشائك بلون مغاير أو بخط مختلف.

في المشاركة السابقة كل ماكتب فيها سوى السطر الأخير هو من الكتاب وان شاء الله في المشاركات الآتية اذا كان عندي اضافة فسأجعلها بين نقاط هكذا
...............


..............

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2008, 03:12 PM   رقم المشاركة : 22
ابن الشهيد
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
 
الصورة الرمزية ابن الشهيد
 







افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد وألعن أعدائهم

شكرا أخي أبو؟؟؟؟؟؟؟؟ وياليت تلتفت إلى طلبي في الإكمال في هذه المشاركة .

وإذا ممكن تحط روابط هذه الكتب ايضا .

 

 

 توقيع ابن الشهيد :
وطائفة منهم قد خطفهم الحسين منهم
ابن الشهيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2008, 03:13 PM   رقم المشاركة : 23
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

يتبع الفصل الأول

............



الأدوار التوفيقية والفتاوى التلفيقية


يحاول البعض التشكيك بالأدوار الوطنية والإسلامية التي تنهض بها مرجعية الإمام فيضعها في الخانة الشيعية تارة والفارسية تارة أخرى ويجتزأ البعض الآخر من (معاني) و(دلالات) مواقف و(فتاوى) الإمام ليلبسها ثوب الفتنة التي يريد سعياً لتشكيل مواقف وقرارات من شأنها أن تحدث ارتباكاً واضحاً وفاضحاً في الصف الوطني العراقي.

ومن جملة المواقف و(الفتاوى) التي لعب ولا يزال هذا البعض (لأسباب طائفية محضة) على منوالها وإيقاعها موقف الإمام من وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. ولأن هذا البعض يستهدف الإساءة للإمام ولموقع المرجعية الدينية ومنزلتها الاجتماعية والسياسية في العراق والعالم الإسلامي فقد حاول الطعن بموقف الإمام الواضح من هذا الوجود في البلاد. تارة عبر القول بأن الإمام ليس لديه فتاوى واضحة إزاء ضرورة القيام بجميع الأساليب لطرد القوات الأمريكية والمتحالفة معها من العراق وتارة يتذرع بعدم وجود موقف أساسي من مجمل الأفعال العسكرية ـ الميدانية التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق.

الإمام المرجع (دام ظله) لا يتصرف في الشؤون الاجتماعية المتعلقة بمصائر الأمة وأعراضها وأموالها وممتلكاتها وسيادتها كأي سياسي أو قيادي في الساحة العراقية (مع حفظ الألقاب) بل يتصرف باعتباره الأب الروحي والسياسي لكل العراقيين الذين يبحثون عن أهداف الحرية والأمن والاستقرار.

ومنذ اليوم الأول لسقوط بغداد ودخول القوات الأمريكية البلاد والإمام يقود الشعب العراقي بعقلية وحكمة ودراية وواقعية كبيرة، ولو كان الإمام يفتقد هذا الهدوء الجم في الساحة على الرغم مما واجهه ويواجهه مجتمع المقابر الجماعية والمرجعية الدينية وعموم الشعب العراقي في المدن والمحافظات العراقية من تحديات وظروف استثنائية في ظل واقع الاحتلال لكانت البلاد تغرق للآن في محيط من الفتن والحروب والمواجهات العرقية والقومية والطائفية.

كان لابد من ممارسة سياسية وفتوى شرعية هادئة ـ عاقلة فيها من الإتزان والواقعية والعقلانية ما يقود المرجعية إلى موقعها الحقيقي في حركة الأمة وما يقود الأمة إلى دورها في سياق التحول الاجتماعي والسياسي المنشود.

فكانت مجمل فتاوى الإمام التي تحرّم مثلاً التعامل مع الاحتلال والاحتكاك به وتذكير قياداته وجنوده وضباطه بأنهم محتلون في كل لحظة. في الشارع والسوق وأثناء تجوالهم في الأزقة والمحال التجارية والطرقات العامة واضحة وتعبر عن حس وطني وإسلامي مقرون بالعمل من جهة أخرى مع القوى السياسية العراقية سواء في مجلس الحكم أوخارجه لتسهيل شؤون أبناء الشعب العراقي الإدارية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية وتمكينهم من مهمتهم الوطنية وعدم وضع العقبات والعراقيل في طريق إنجاح تلك المهمة.

مع إلفات النظر إلى أن الإمام وفي الوقت الذي يعطي للمجلس هذا الدور يقف في ذات الوقت ضد كل المحاولات اللاقانونية واللادستورية داخل المدستورية داخل الميات المتحدة الأمريكية وبعض الأطراف في الانتقالي الرامية إلى الهيمنة على البلاد عبر وجود بنود غير قانونية أو (مهازل) كما صـرح الإمام بذلك في وصفه لبعض نصوص قانون إدارة الدولة العراقية الذي وقع من قبل جميع أطراف وشخصيات مجلس الحكم.


إن الإمام يعتقد أن وجود القوات الأمريكية في العراق وجود غير شرعي وأن البلاد محتلة وأن الجنود والمراتب العسكرية الأمريكية والبريطانية والغربية في العراق هي قوات ومراتب محتلة. وهذا الموقف لا غبار عليه عند القاصي والداني في العراق وخارجه لكن الإمام يشعر أن المعركة من أجل الاستقلال بحاجة إلى عقلية عليا ومرجعية سياسية ودينية متظافرة وجهود كل الأطياف والقوى والاتجاهات السياسية والاجتماعية في البلاد واستخدام الأساليب المتحضرة والديمقراطية والمدنية سبيلاً لتجنيب العراق المزيد من الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء.

هذا الكلام يواجه بالاستنكار والاستهجان من قبل أولئك الذين يريدون المزيد من سفك دماء العراقيين لكي يحولوا البلد إلى ساحة واسعة ومفتوحة وغير مقيدة بقانون لتصفية الحسابات وقتل الخصوم وإرباك القانون والنظام وذبح الناس وإدخال العراق في فوضى وفلتان أمني غير محمود العواقب والسبب أن بعض الاتجاهات الأصولية والمتطرفة والأجهزة الإسرائيلية والعربية التي لا تريد الخير للعراق يُغيظُها أن يستقر العراق لأن استقراره لا يصب في مصلحة مشروع الطائفية التي يريدونها تجتث كل عناصر الإخاء والتعايش والانسجام المذهبي والديني التاريخي الذي طبع مشهد العراق منذ بداية تشكل البلاد بحدودها الجغرافية والسياسية والاجتماعية والدينية.

الإمام يدرك هذه المؤامرة ويعدها ذات خطر مماثل لخطر استمرار احتلال العراق من قبل القوات الأجنبية. بل نعتقد أن الفتنة الطائفية لو نجحت مؤامرتها في البلاد فإن العراق التاريخي الذي حافظ على حدوده الحضارية والسياسية والدينية وتعايشه المذهبي طيلة قرون مديدة لا يلبث أن يتحول إلى ساحة حرب مفتوحة وصدامات لا قبل للعراق بها.

لهذا فإن الإمام لن يسمح لموقع المرجعية الدينية أن ينجر لمثل هذه المزالق أو ينجرف إلى اتخاذ خطوات غير عاقلة أو يستغرق في تفاصيل يومية وشؤون غير ذات أهمية تلهيه عن المهمة الوطنية العراقية الحقيقية المتمثلة بقيادة الحركة الاستقلالية عبرإخراج القوات المحتلة من العراق وتشكيل حكومة وطنية من الوطنيين والمخلصين وأصحاب الخبرة والتجربة والدراية في شؤون الوزارات والدوائر الحكومية أو ما يسمونه بالتكنوقراط وليس من بقايا تجار (الشورجة) كما يحلو لبعض (الناقمين) على ممارسات وأداء الوزارات العراقية اليوم أن يصفوا وزراء الحكومة العراقية الحالية.

إن الأمام يريد أن يعمل كل المعنيين بالمسألة الاستقلالية وحركتها الوطنية بكل السبل والإمكانيات على خروج القوات الأميركية بأقل الخسائر البشرية والسياسية من العراق وأن يبقى على مسافة واحدة متساوية من جميع فرقاء وقادة واتجاهات الساحة العراقية. على أن الهم الوطني الأساسي يبقى المرجع الأعلى هو الذي يتحمل أوزاره ويعيش استحقاقاته ذلك أن هذا الاستحقاق والعمل من أجل تحقيق كامل شروطه وأجوائه والخروج بنتائج تعيد الأمن والاستقرار للبلاد يعتبره المرجع الأعلى مسؤولية شرعية وأدائه من الواجبات الملقاة على عاتق حملة الدين وقادة ألوية المسلمين وفي مقدمتهم المراجع العظام دام ظلهم.

إن مسألة الدماء واحدة من أهم العقد الفقهية التي تتجاوز إطار المسألة إلى التفاصيل الدقيقة ذات العلاقة بأرواح الناس في العراق فيشدد الإمام على ضرورة سيادة منطق الحكمة في التعامل مع الأساليب والممارسات الخاصة لقوات الاحتلال في العراق.

ويوجه في ذات الوقت انتقاداً شديد اللهجة للقوات الأميركية التي تمارس تلك الأساليب بحق الشعب العراقي. أن تلك الرسائل السياسية (الفتاوى) كان لها وقعها وتأثيرها في الأجواء الجماهيرية العراقية مثلما كان لها فعلها السياسي الخاص لدى الإدارة المدنية والعسكرية لقوات التحالف في العراق عبر تأكيدات الأمريكان أن (مرجعية السيستاني) بإمكانها أن تفعل ما تريد في أوساط الجمهور العراقي لأنها مرجعية مسيطرة وقادرة على تلبية حاجات وضرورات الناس وتحمي السيادة وتحقق للبلاد الاستقرار وعودة الحكمة للعراقيين من دون فوضى أو استثمار الفلتان الأمني والإرباك الاجتماعي واستهداف الأجانب وخطفهم لتحقيق أغراض سياسية.

في رسالة لجمع من المؤمنين يؤكد الإمام السيستاني هذا المعنى الرافض لأساليب قوات الاحتلال ويشدد على ضبط النظام وعدم إراقة الدم وقصد الإمام من ذلك الوقوف بوجه كل المحاولات التصعيدية والفتنوية التي تحاول جر العراق إلى المآسي والحروب الجانبية.


تقول الرسالة التي بعثت لمكتب سماحة الإمام في النجف:

مكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (أدامه الله)

السلام عليكم ورحمة الله وبعد.

أنكم على علم بالأساليب القاسية التي تستخدمها قوات الاحتلال في المصادمات المستمرة منذ عدة أيامٍ في مناطق بغداد وفي عدد من المحافظات في الغرب والوسط والجنوب والتي أسفرت لحد الآن عن وقوع إعدادٍ كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين. وقد حدثت أيضاً ممارسات مؤسفة حيث تعرض عدد من المراكز والمؤسسات الحكومية للنهب والسلب واستولى على عدد آخر منها بعض المجموعات المسلحة مما خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني في عدد من المدن. ولا زال الوضع يسير من سيء إلى أسوء. فما هو الموقف بازاء كل ما يجري؟

جمع من المؤمنين


ويجيب الإمام: بسمه تعالى

إننا نشجب أساليب قوات الاحتلال في التعامل مع الحوادث الواقعة، كما ندين التعدي على الممتلكات العامة والخاصة وكل ما يؤدي إلى الإخلال بالنظام ويمنع المسؤولين العراقيين من أداء مهامهم في خدمة الشعب. وندعو إلى معالجة الأمور بالحكمة وعبر الطرق السلمية والامتناع عن أي خطوة تصعيدية تؤدي إلى مزيد من الفوضى وإراقة الدماء وعلى القوى السياسية والاجتماعية أن تساهم بصورة فعالة في وضع حدٍ لهذه المآسي.

والله ولي التوفيق 16 صفر 1425.


إن الأمام يخاطب القوى السياسية العراقية كلها أن تضع حداً لهذه الممارسات والأساليب التي تقود البلاد نحو الفوضى والفلتان الأمني والهزيمة الاجتماعية الشاملة وهو هنا يقف إلى جانب كل الجهود العاملة من أجل إنقاذ البلاد ولا يقف مع طرف دون طرف آخر أو يقرب حزباً أو فصيلاً سياسياً معيناً ويبعد الآخرين خلاف ما كان سائداً أيام (المعارضة العراقية) ويشير أكثر من مراقب ومطلع على شؤون الساحة العراقية إلى القول بأن القوى السياسية والاجتماعية في البلاد أفضل في أدائها وفي سمات خطابها السياسي وعلاقاتها الداخلية اليوم وهي في العراق وبالقرب من منابع المرجعيات الدينية ووجهاً لوجه مع مختلف التحديات الوطنية الداخلية بموازاة ما كانت عليه حين كان لها أكثر من مرجعية سياسية ودينية عربية وإقليمية ودولية . نقول هذا الكلام من دون أن نعني بالضرورة أن كل الحركات والأحزاب العراقية الإسلامية منها والوطنية لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة بالمرجعية العليا.

إن وجود المرجعية الدينية الواعية ـ المتصدية ـ العربية للجمهور وأمانيه وأهدافه السياسية والإنسانية بالدولة الوطنية ـ دولة القانون والعدالة والمساواة والحرية ـ أحد أهم العوامل الصانعة للقيادات التاريخية والبلدان النامية المتطورة. وبذلك نلحظ اليوم أن المرجعية الدينية تلعب دوراً أساسياً ومفصلياً في كل الشؤون الوطنية وفي جميع القضايا التاريخية الهامة من حياة العراقيين.

إن المواقف التلفيقية ستؤدي بالأمة إلى السقوط في سحيق الأزمات والحروب والمجاعة وكثرة المليشيات والقتال الضروس من أجل الحظوة والامتياز والمواقع الوزارية. وقد كان الإمام أول القيادات الدينية الذي دعى إلى ضرورة قيام كتلة قيادية وطنية عراقية عبر استشارة الأمم المتحدة وتشكيل حكومة ذات خبرة ودراية. وإلا لو كان الإمام (دام ظله) يريد حظوة أو جاهاً أو سلطاناً أو موقعاً في الوضع العراقي الجديد لجاءته المواقع إلى عتبة باب بيته الترابي المتواضع لكنه كان يعمل وسيبقى من أجل تركيبة سياسية يتجاوز بها العراق أزمته لا تركيبة سياسية تتجاوز العراق وتسقطه في منحدرات الفتن ومستنقعات الرذيلة السياسية والمحاصصات الطائفية.

بعد سقوط النظام في بغداد وإقالة الحاكم المدني الأمريكي الأسبق جي غارنر طلب بول برايمر الحاكم المدني الأمريكي الحالي زيارة الإمام السيستاني لكن الإمام رفض ولرفض الإمام أسباب منها:

1ـ إن اللقاء يعني شرعية واضحة للاحتلال وترحيب به وموافقة بينة على أن كل ما يفعله السيد برايمر له علاقة بشرعية اللقاء لا بشرعية المشروع الذي جاءت الولايات المتحدة الأميركية به إلى العراق.

2ـ إن الإمام يدرك بأن الشعب العراقي موزع في انتماءاته المذهبية والسياسية والاجتماعية وأن التناقضات التي يشهدها المجتمع العراقي حيال الأوضاع الجارية في ظل الاحتلال أكبر من أن تعد وتحصى. ولذلك لا يمكن اللقاء بالحاكم المدني الأمريكي في ظل هذا التفاوت السياسي والاجتماعي والجماهيري والحزبي والمذهبي ومواقفه من الاحتلال الأمريكي وما دام الواقع العراقي متناقضاً إلى درجة يصعب التمييز فيها بين المرحب والمستنكر، بين الذي يعتبر القوات الأمريكية (محتلة) والآخر الذي يعتبرها (محررة) فإن السيد المرجع يعمل بأصول الاحتياط القاضية بعدم اللقاء بالسيد برايمر.

3ـ إن الإمام برفضه يظهر مهارته وخبرته وأهليته في القيادة السياسية عبر الترفع عن الدخول في تفاصيل الحركة السياسية اليومية للقوات الأمريكية وقياداتها العسكرية والمدنية والمخابراتية أو مجمل الحركة السياسية العراقية وتعقيداتها وتفصيلاتها اليومية. فالأهلية السياسية تقتضي أن يقف الإمام مع الغالبية العظمى من الناس التي ترغب بزوال الاحتلال وقيام حكومة وطنية عادلة بعيداً عن استفزازات جنود الاحتلال كما أن اللقاء بالسيد برايمر (سيخفف) من مكانة وموقع المرجع والمرجعية في عيون كل العراقيين بمختلف مشاربهم ومدنهم ومذاهبهم. فلو صح القول أن شريحة ما (كما أظهر استطلاع محايد في العراق) تعتبر وجود القوات الأمريكية (وجوداً محرراً) فإن شريحة أخرى تعتبره (وجوداً غازياً) وأمام هذه التعددية في الرأي يقف الإمام لكي يعزز من وجهة نظر الش ارع عبر الاندكاك بضمير الناس والحديث بألسنتهم والوقوف مع أهدافهم وأمانيهم لا الوقوف مع المصلحة الفئوية دون تقدير وافي للموقف السياسي العام.

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-07-2008, 03:23 PM   رقم المشاركة : 24
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

...................

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-07-2008, 01:20 PM   رقم المشاركة : 25
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

حيا الله الأخوة المتابعين والمشاركين
يتبع الفصل الأول

...............

من حماية كيان العـلم إلى حماية الوَطَنْ

يعززّ وجود الإمام السيستاني في النجف الأشرف يوماً بعد يوم فرضية أصالة الوطن في أذهان المجتمع العراقي وكل الفرقاء السياسيين الذين باتوا يشكون بإمكانية أن تتحول الفوضى الأمنية والسياسية والتناكف الحزبي والفئوي والعرقي والقومي في البلاد إلى وطن بديل!!.

لقد أمضى الإمام قُرابة ستة عقود في العراق وعاصر أهم الحوادث التي وقعت سواء لمستوى ما كان يجري في الحوزة العلمية ومرجعياتها الدينية وشدة الصراع السياسي بين السلطة السابقة وتلك المرجعيات أو ما كان يحدث في رأس السلطة من وقائع وما مرَّ به العراق في ظل سطوة وسيطرة الفئة البائدة من مؤامرات وحروب إبادة وكبت للحريات واضطهادٍ غير مسبوق للأكثرية العربية في العراق.

كان الإمام يشهد كل تلك المواقف والمشاهد والتفاصيل ويعي تماماً حجم الأزمة القائمة آنذاك ويدرك أن حلها لن يأتي بالهين والسهل خصوصاً وأنه شهد في مراحل الثمانينات قمع سلطة صدام للحوزة العلمية في النجف وتصفيتها لأبرز رموزها وقياداتها البارزة وفي مقدمتهم المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر سنة 1980. لكن الإمام وكغيره من المرجعيات العقلانية والواقعية والمتنورة كان يسلك نهج المرجعيات الدينية التي سبقته في حماية المنجز الفقهي والمعرفي والعلمي الكبير للحوزات العلمية في النجف وكان يعتقد أنّ الدخول بصدام مع السلطة وهي سلطة مستنفرة ضد الإسلام ومرجعياته وقياداته الدينية سيطيح بهذا التراث الضخم من الجهود العظيمة التي حرص مراجعنا الكبار (دام ظلهم) على حفظها والتمسك بها وإيصالها إلى الأجيال العقائدية العلمائية على مر التاريخ، ما يعني أن تلك المهمة كانت بالن سبة للإمام مهمة رسولية ـ عقدية والتفريط فيها يعني التفريط بالإسلام وعقيدته وشريعته السماوية السمحاء.

هذا يعني أن الإمام السيستاني شهد العديد من تجارب العمل الإسلامي في العراق وكان يقرأ بدقة وقائع الحياة العراقية ويقدر جهود العلماء والمتصدين والقيادات الدينية التي كانت في النجف أو تلك التي وفدت إليها من الخارج خصوصاً دول الجوار العراقي. وفي هذا نلحظ أن اهتمام الإمام بالحوزة العلمية جاء منسجماً مع سياق الاهتمامات العلمية والدينية والقيادية التي سبقته وأكدت على ضرورة حماية كيان الحوزة العلمية بوصفها الجهاز والمؤسسة القادرة على حماية الدين وتأصيل الفكر الإسلامي والحفاظ على جوهر العلاقات الإسلامية وإثراء المدرسة الإمامية عبر الإفادة منها في ترشيد الحياة الاجتماعية ـ الإسلامية.

كان الإمام ينظر وما يزال للمرجعية الدينية من خلال مهمته ووظيفته الاجتماعية في حياة الشعب العراقي وشعوب الأمتين العربية والإسلامية ولم يمارس الإمام الفصل في وظائف الحوزة كمدرسة دينية تشرف على رعاية الفكر والتراث والتاريخ وتعليم الأحكام والعلوم الإسلامية ـ الشرعية وبين المرجعية الدينية كمؤسسة قيادية في المجتمع الإسلامي وظيفتها إيضاح مبادئ الإسلام ومواقفه وتجديد الفكر واستنباط الأحكام الشرعية وقيادة الأمة.

إن هذا التفاعل بين الموقعين أثرى المدرسة الشيعية الأمامية وطورها وقدمها للأمة بمختلف مذاهبها ومدارسها الفقهية والمعرفية ومنابع استنباطاتها باعتبارها مدرسة متطورة تجديدية قادرة على بناء المجتمعات الحية والنصوص المعرفية والأحكام الشرعية الديناميكية المتطلعة إلى أن تأخذ الأمة الإسلامية دورها الأساس في النظم والمجتمعات البشرية المحيطة.

هذا المعنى كان الإمام ولا زال يضعه في صلب اهتماماته وأولوياته في كل المسائل والقضايا التي ترتبط بالحوزة والمرجعية الدينية تارة أو ما يتعلق بالقضايا والمفاصل التاريخية المهمة في الأمة أو العلاقة الحقيقية والتاريخية التي تتحكم بإيقاع حركة الأمة والحوزة والأمة والمرجعية الدينية.


إن الإمام لا يتساهل أبداً في القضايا المتعلقة بالقيادة المتصدية للحوزة العلمية الشريفة أو موقع المرجعية الدينية ويقف الموقف المبدأي والتاريخي الذي تقفه كل المرجعيات الدينية المتطورة والمتنورة والكفوءة والزاهدة والقائدة.

وبهذا يحفظ الإمام السيستاني أهلية موقع المرجعية الدينية في الحياة الإسلامية بشكل عام والحياة العراقية بشكل خاص على أن الإمام لا يدافع عن نفسه أو شخصه حين يدافع عن موقع المرجعية الدينية وشروط بقائها وتطورها وديناميكيتها في المجتمع العراقي بل يدافع عن (الموقع) كي تبقى للمرجعية الدينية المكانة الرسولية ـ النبوية الشريفة باعتبار المرجعية هي الامتداد الطبيعي والتمثيل الحقيقي لخط أهل البيت (ع) في حياة أبناء الأمة الإسلامية. وبالتالي فإن حماية الموقع من الزلل ومواطن الضعف ولحظات الضرورة التاريخية القصوى التي تفترض التصدي الحقيقي من المرجع هي من الواجبات التي تلقى على عاتق المرجع المتصدي لشؤون الإفتاء والقيادة.

إن الإمام السيستاني يدرك أيضاً أن المرجعية الدينية في زمن غيبة الإمام المعصوم (ع) تعني إدارة شؤون الناس وتصريف أمورهم ورعاية الأمة والاهتمام بالقضايا الحسبية وما يتعلق بحفظ النظام العام وأجراء الأحكام. وهذا يعني بصراحة مطلقة أن الإمام يشعر بتكليف حقيقي إزاء المسائل الكبرى في حياة العراقيين خاصة وإلا لو كان الإمام في وارد أجراء أخر لكان اختط لنفسه سياقاً سلوكياً آخر غير ما نراه اليوم من قيامه (دام ظله) بإدارة الشؤون السياسية الكبرى في البلاد وإصداره عشرات الفتاوى المتعلقة بالقانون الانتخابي وكتابة الدستور غير الافتاءات العديدة التي وردت بشأن مختلف القضايا خصوصاً تلك التي لها علاقة بالعناصر التي نتجت بعد انهيار السلطة الفاسدة السابقة وما تلاها من اشكالات وأزمات وارتباكات اجتماعية وأمنية وتصدعات نفس ية وقانونية متوقعة.

ويتعامل الإمام (دام ظله) مع المسائل الاجتماعية والأمنية والسياسيّة الجارية في ظل وجود سلطة احتلال وحاكم مدني أميركي بذهنية المرجع المسؤول لا ذهنية السياسي التي عادة ما تدخل في طياتها حسابات وامتيازات وأغراض قد يكون (الوطن) و(مصالح الناس) في آخر قائمتها! هذا لا يعني أن كل السياسيين براغماتيون. أننا نتحدث هنا عن معادلة واضحة وبينة ولدينا تجارب وأمثلة معاصرة فيها.

لهذا اتسم تعامل الإمام مع القضايا الكبرى كمسألة نقل السلطات في 30/6من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة للشعب العراقي وقيادته المنتخبة وكتابة الدستور وإجراء الانتخابات وضرورة فسح المجال للحريات العامة في التعبير عن آرائها بشأن تقرير مستقبل البلاد أتسم بالعقلانية والهدوء والواقعية والاتزان والابتعاد عن الفوضوية والحماسة (الثورية) والفوران المؤقت والصخب وإثارة الأجواء أو البحث عن الإثارة السياسية. وقد ساهم هذا المنهج في تصليب المواقف الشعبية والتفاف الجماهير المليونية العراقية من أقصى بغداد إلى آخر مدينةٍ وقريةٍ في الجنوب حول مرجعيته.

إن المرجعية الواعية هي الجهاز المؤمن بخيارات الناس الاستراتيجية لا الجهاز الذي تُملى عليه الخيارات من الخارج. ولهذا السبب بقيت المرجعية الدينية في عراق النجف الأشرف تتوارث قيم الاعتداد والإصرار على مطالب الناس وتقود الحركات الاستقلالية في العراق وتنبذ الخيارات المملية من الخارج عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من ألف عام من الآن أي منذ أن أسس شيخ الطائفة الطوسي العظيم الحوزة العلمية وأقام صروحها المعرفية إلى جانب مرقد الخليفة الإسلامي المرشد للأمة وأمير المؤمنين الإمام علي (ع).


ولأنها واعية ومتصدية وخلاقة وقادرة على إبداء الدرجات المفترضة من الواقعية والليونة والتشدد تبعاً لمسارات حركة المواقف السياسية الراهنة في البلاد ازدادت شعبية المرجعية الدينية الممثلة بالإمام في الأوساط المراقبة للشؤون العراقية وقادته الاهتمامات هذه إلى تكوين وجهات نظر معينة إزاء تلك المرجعية التي تمكنت خلال سنة أي بعد انهيار القيادة الرسمية السابقة تحت ضربات القوات الأميركية والبريطانية والقوات الحليفة لهاـ تحقيق مكاسب جمة لجهة إعادة الثقة للشارع والشارع بإمكانياته وقدراته الذاتية والإيمانية والاجتماعية ولم يستطع قادة الاحتلال الأميركي والبريطاني إلاّ أن يرفعوا القبعات الزرق والخضر أمام دقة وواقعية وعقلانية وحسابات المرجع. رغم أنه ـ وباعتراف عدد غير قليل من الكتاب الأميركيين والغربيين ـ يشكل في موقعه وفتاواه وقيادته للعملية السياسية خطورة غ ير عادية في الوقت الراهن إزاء الترتيبات السياسية والعسكرية التي تقوم بها سلطة الائتلاف المؤقتة بما يعزز فرص بقاء النفوذ الأميركي في العراق حتى بعد تسليم السلطة للعراقيين في 30/6.

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-07-2008, 01:51 PM   رقم المشاركة : 26
ابن الشهيد
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
 
الصورة الرمزية ابن الشهيد
 







افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد وألعن أعدائهم

أحسنت وشكرا لك ولازلت متابع . واصل .....

 

 

 توقيع ابن الشهيد :
وطائفة منهم قد خطفهم الحسين منهم
ابن الشهيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-07-2008, 02:35 PM   رقم المشاركة : 27
أبو إلياس
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أبو إلياس
 







افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

أشكركم على إفاضتكم الرائعة عن هذه الشخصية العظيمة

وجعلها الله في ميزان أعمالكم

 

 

 توقيع أبو إلياس :
رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))


رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))
أبو إلياس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2008, 11:39 AM   رقم المشاركة : 28
(روح الله)
طرفاوي فائق النشاط
 
الصورة الرمزية (روح الله)
 







افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

اشكرك اخوي ابو لؤلؤه على جهودك
واستجابتك للموضوع وواصل الى الامام
واشكر اخواني المتابعين للموضوع
موفقين لكل خير

 

 

 توقيع (روح الله) :
[/QUOTE]



((لا تـُسـئ اللــفــظ وإن 0ضــاق بـك الـجــواب))
(روح الله) غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-07-2008, 01:23 PM   رقم المشاركة : 29
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

حيا الله جميع الأخوة سيما الأخوة الأعزاء " ابن الشهيد وأبو الياس وروح الله " وأتشرف بخدمة حذاء السيد المرجع بخدمتكم ...
تتبع هذه المشاركة للفصل الأول وان شاء الله في المشاركة اللاحقة نضع بين أيديكم تتمة هذا الفصل بحول الله وقوته .



الإمام والمتغيرات الإنسانية

بعد سقوط النظام الشوفيني الفاسد في بغداد أمكن للعديد من مراكز الدراسات والمعاهد السياسية والفكرية الغربية والفرنسية منها بالتحديد التعرف على أبعاد مهمة من شخصية الإمام المرجع والإلمام بها واكتشاف قوة وسطوة المرجعيّة الشيعيّة المتنورة على الحياة السياسية العراقية من خلال ما توافر لهم من رموز دينية وقوى سياسية وفعاليات وجمعيات ومؤسسات وفوق هذا وذاك الموقع المهم للمرجع الأعلى في الحياة الشيعية الذي يتولى رعاية المذهب والأمة بجميع شرائحها وأطيافها وقد قام الاختصاصي في شؤون الحركات الشيعية في الشرق الأوسط لدى (المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية بيار جان لويزار) بوضع دراسة مفصلة تناولت أبرز جوانب شخصية المرجع الديني الكبير الإمام السيد علي السيستاني (دام ظله) وبالرغم من الملاحظات والهنات والزلات ومواطن الخلل الكبيرة التي ظهرت في الدراسة التي تم قراءتها بشكل موضوعي ومتأن من قبلنا إلا أنها تصلح لتكون مادة أولية ومحاولة مبسطة للتعريف بمرجعية الإمام السيستاني.

ولأننا حريصون على إجراء مقاربة حقيقية لكل الأفكار والموضوعات والدراسات الغربية التي تناولت حياة وأبرز أبعاد مرجعية النجف وخصوصاً مرجعية الإمام فقد كان لزاماً علينا المضي في تحليل وقراءة واكتشاف قيم مرجعية النجف في عيون الباحثين والمفكرين والدارسين الغربيين والفرنسيين منهم بشكل خاص لإيمان حقيقي إن قيمة هذه المرجعية وعظمتها وحجم دورها لا يمكن إدراكه إلا من خلال عيون الآخرين بعد أن طمست مرحلته العراقية الحالية أو على الأقل مرحلة العقدين الماضيين العديد من معالم هذه المرجعية بل وصَلَ الأمر بعدد كبيرٍ من أبناء الطائفة والدارسين وحتى من طلبة العلوم الدينية والذي يدورون في فلك الحوزة العلمية إلى التطاول والتجاوز على قيمة وحرمة وقدسية وتأثير ودور هذه المرجعية في حياة الشعب العراقي وشعوب الأمتين العربية والإسلامية. ونحن هنا نذكر كل هؤلاء بأن الآخرين يحترمون القيادات الروحية والزعامات المرجعية وتأثيرها أكثر من أولئك الذين يصرخون ليل نهار بالدفاع عن المرجعية الدينية.

يقول لويزار وهو يصف الإمام.

«محيط من الثقافة، يوجهه إيمانه ويضع الدين فوق كل شيء، يلف إبهام متعمد مواقفه وأسلوب علمه، لأن الخوض في الأمور السياسية يثير اشمئزازه، لكنه اضطر إلى ذلك حفاظاً على موقع المرجعية في ظل الظروف القائمة في العراق».

قلنا في البداية أن كلام الأكاديمي لويزار عن مرجعية الإمام سيبقى في إطار ما يعرفه الغرب ومدارس الاستشراق ومعاهد البحث العلمي الغربية عن المحطات الأساسية في الحضارة العربية والإسلامية وفي مقدمتها وجود المرجعيات الدينية ويبقى النص هذا يقرأ الحالة المرجعية من الخارج لأنه يبقى نصاً يفتقد إلى (الروح) التي تشحنه من الداخل بنزعة الإيمان بسيادة نصوص الحضارة الإسلامية على الوحدة الشعورية الإنسانية كون الإسلام هو الطريق الأرحب الذي ستجد الإنسانية في ظلاله أهدافها في الحرية والسيادة والرقي.

وقلنا أن لويزار لن يدخل إلى التفاصيل أو يصل إلى بعض ومضاتها الروحية الخاصة بمفردات شخصية وسلوك المرجع الديني الكبير أو مقام وموقع هذه المرجعية في حياة الناس، ورغم ذلك فلويزار لامس محطات مهمة في أبعاد شخصية المرجع السيستاني فتحدث عن ثقافته المحيط أو المحيطة التي هي لازمة حقيقية فريدة رافقت وترافق غالبية مراجعنا العظام وهم يتقدمون الصفوف الأولى والمقامات العليا للمعرفة والإلمام العميق بالأشياء الكونية ومفرداتها الواسعة.

وحين يتحدث فرنسي يعتد بقيم حضارته وآدابها ونصوصها وقدمها في سلم الأعمال والنتاجات الفلسفية والفكرية والمعرفية عن مرجع ديني يتناقض معه في التصور وفي الوجهة السياسية وفي الدين والمعتقدات الروحية ويصفه بالمحيط فهو بالتأكيد لم يتعرف على المرجعيات الدينية التي سبقت الإمام كالمرجع الخوئي والشهيد الصدر الأول والثاني والإمام الحكيم والبروجردي وغيرهم من المرجعيات المحيطية، ورغم ذلك فهو يعترف ومن موقعه المعرفي والتاريخي في تقييم الأشياء والمؤسسات والشخصيات والمرجعيات الدينية أن هذا المرجع محيط من الثقافة.


إن هذا المرجع الذي يتمدد على مساحة 150 مليون شيعي في العالم ويحظى باحترام وتقدير وأهمية واهتمامات مراكز سياسية وقوى دولة كبرى في العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تحوطه الهيبة والوقار ويبتعد قدر الإمكان عن كل التفاصيل التي تحاول أن تسحب (الموقع التاريخي الهام) للمرجعية الدينية إلى مفرداتها والإمام يدرك أن الغوص في التفاصيل يبعد المرجع عن التزام القضايا الكبرى في البلاد وفي عموم التزاماته في الأمة لكي يعطي لتلك القضايا وزنها وأهميتها وحقها وقيمتها في حياة الناس.

وفي هذا الإطار عرف الإمام من بين معاصريه بدقة تدخلاته في قضايا البلاد، أما القول الفرنسي بأن الإمام يضع الدين فوق كل شيء فهو قول يدهش الذين يعرفون أصول المرجعية الدينية وفضائها الروحي وحكمتها الربانية البالغة، فالقاعدة في المرجعية أنها تضع الدين والمصلحة الإسلامية العليا في قمة الأولويات، ولولا الدين لم تقم المرجعية الدينية والأهم من كل ذلك أن المرجعية لا تكون بمعزل عن الدين وهي مرجعية للدين وليست لأحد سواء كان شخصاً أو مرجعاً سياسياً أو مؤسسة أو دولة.


البعيدون عن المرجعية الدينية يعتقدون أن الإبهام والغموض يلف مواقف الإمام في المسائل المختلف عليها سواءً بين العراقيين أنفسهم أو ما بينهم وبين سلطة الائتلاف المؤقتة في البلاد، العكس هو الصحيح. فالإمام واضح في فتاواه ومواقفه وطروحاته وسياقات فعله ونظراته وآرائه السياسية، الفرق ما بين الإمام كمرجع وغيره من الذين يقصدهم المحلل الفرنسي لويزار من السياسيين الذين (يطلون) بكثرة على أضواء المشهد السياسي الوطني هو في (الاحتياط) الذي يغلف المواقف والتوجهات. فالإمام كمرجع مسؤول عن الأمة ومشاعرها ومصالحهاـ حاضرها ومستقبلها وتطورها وهزيمتها يفهم ويدرك جيداً أن الموقف إذا ظهر انطلق في فضاء المواقف السياسية والفتاوى الدينية إلى التداول ومعنى ذلك أن الفتوى ستكون ملك الشارع وفي متناول يديه وليست ملك الفقيه المطلق لها. من هنا (يتأنى) الإمام كثيراً في المواقف الإسلامية والقرارات الوطنية، لكي يأتي القرار الديني مستوفٍ للجهوزية المفترضة، قوياً في معالجته للواقع، فاعلاً في صناعة الفضاء السياسي الذي يخدم الناس.

والإمام الذي يصنفه لويزار بأنه دخل أخيراً المجال السياسي لاشمئزازه من الأمور السياسية كان في قلب العملية السياسية سواءً في عهد النظام السابق أو في العهد الذي تلاه مباشرة بدليل الأجواء السياسية المؤيدة للإمام في كافة أنحاء العراق والفعل وخير فعل فتواه السياسية في المشهد الوطني العراقي. لكنه لم يكن يتدخل في التفاصيل التي تدمر برأي العقلاء أسس القضايا الكبرى في العراق.

وفي المعلومات التي كانت تردنا قبل سقوط النظام الفاشي في بغداد عن الإمام المرجع أنه كان يصل الأمة بمختلف طرق الاتصال والتواصل وكان يخصص مبالغ طائلة من بيت المال لإعالة الآلاف من العوائل العراقية المنكوبة للأسباب السياسية والأمنية والاقتصادية التي بات يعرفها القاصي والداني في العراق وفي العالم عن مأساة العراقيين في ظل النظام وكان لهذا التحرك أثر بالغ في توجه العراقيين الديني وعودتهم إلى منابع الإسلام كبديل وموئل والمرجعية الدينية كحاضنة روحية تقف معهم وتتعايش مع توجهاتهم وطموحاتهم ومعهم في أهدافهم وأمانيهم في الحرية.

لكن الإمام كان قلقاً على مصير الحوزة العلمية ومستقبل هذه الحوزة كمركز استقطاب هام للحضارة العربية الإسلامية في ظل نظام القمع والظلم والاستبداد السابق وقد تعرض الإمام السيستاني (دام ظله) في النجف إلى محاولة اغتيال نفذتها مجموعة من أزلام المخابرات العراقية قتل على أثرها موظف في مكتبه (دام ظله) ونجى الإمام عشيتها في الحادثة كونه لم يكن موجوداً في المكان. أقول أن الإمام لو لم يكن يشكل خطراً على وجود النظام السابق لما أقدم على محاولة تصفيته.


بإعجاب واضح يتحدث لويزار عن السيد السيستاني ويصفه بـ(الشخصية المثيرة للدهشة) ويقول أنه «لا يمكن من يلتقيه ألا أن يشعر بأنه يعيش حدثاً استثنائياً. خصوصاً في ظل الفارق الواضح بينه وبين الجيل الجديد من رجال الدين الذين يفتقرون إلى الثقافة الدينية التي تعادل ثقافته، وقبل الثقافة هناك الإيمان الذي يوجه السيستاني ويحمله على وضع الدين فوق كل شيء فيضفي على حضوره هالة من الهيبة والوقار).

ويقول لويزار وهو يشرح بعملانية واضحة ولغة محايدة وتوصيفية المزيد من أبعاد المرجع وحياته (يعيش السيستاني في شبه سرية في النجف ونادراً ما تتسنى مقابلته) ويردف لويزار (أن سقوط صدام حسين لم يغير الكثير في وضعه إذ كان في السابق قيد الإقامة الجبرية وهو اليوم حريص على العيش بعيداً عن أنظار العامة).

لويزار يتصور أن الإمام يعيش بعيداً عن أنظار عامة أبناء الشعب العراقي وهو كلام يفتقد إلى الدقة. فالسياق التاريخي العام الذي حكم علاقة المرجعيات الدينية في النجف مع الناس يشير إلى أن بيوت المراجع كانت مفتوحة للناس وكان عموم شيعة العراق يستلهمون كل القيم الأخلاقية النبيلة ومعاني السمو والرفعة والدفاع عن الإسلام والأوطان من وجود المرجعيات الدينية في حياتهم مثلما كان المراجع قدوة وأسوة حسنة لكل أبناء الطائفة والطوائف الأخرى بالنظر لحياة الزهد والتقشف والترفع عن مباهج الدنيا ومكارم الأخلاق التي كانوا عليها.

إن الإمام السيستاني جزءً من هذا السياق لكن من المهم أن نقول بأن الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد تجبر القيمين على حماية المرجع الأعلى القيام ببعض الاحتياطات التي من شأنها أن تحمي الإمام وتبعده عن دائرة الاستهداف خصوصاً وأن لغة القتل والتصفيات الجسدية في العراق هذه الأيام خرجت عن حدود الفلتان والفوضى الأمنية إلى دائرة محاولات الإيقاع بين فئات المجتمع العراقي الواحد في حروب الإبادة والفتن الطائفية. وقد دلت التجربة العملية أن العراقيين أوعى وأكبر من كل المحاولات الرامية إلى تغييب الوطن وتجزئة المشاعر وتقسيم الضمائر وذبح اللحمة الوحدوية التي حكمت ومازالت نسيج علاقات الطائفيين الشيعية والسنية في العراق.


وينتقل الكاتب والمحلل الفرنسي لويزار إلى مشهد آخر من مشاهد رؤية الفضاء الإنساني والسياسي والفقهي للإمام فيقول:

«وعندما يوافق على مقابلة أحد فأن اللقاء لا يتم على انفراد، ويخضع لقواعد معينة وتجد الشخص الموجود في حضرته أنه يتبعها تلقائياً فلا يوجه أنظاره مباشرة إلى السيستاني ولا يوجه الكلام مباشرة إليه. إذا أتى الجواب يتم دائماً عبر أحد أتباعه الذي يتولى نقل الكلام منه وإليه حتى عندما يدور الحديث بالعربية. لكن الحديث معه ـ وفقاً للويزار ـ لا يخضع لأي محضورات. فهو منفتح على الأسئلة المختلفة التي يمكن أن تطرح عليه ويعطي الانطباع بأنه يمتلك محيطاً من الثقافة».

ويسترسل لويزار في سرد مشاهداته بالقول أيضاً «يأخذ السيستاني وقته في الإجابة ويتسم كلامه أحياناً ببعض الغموض كونه يتضمن إشارات عدة إلى آيات قرآنية أو إلى أحاديث فهو ربما يمثل الجيل الأخير لكبار رجال الدين ويتميز عن سواه من رجال الدين في كون الدين بالنسبة إليهم بمثابة أداة سياسية».

ويتوقف لويزار الذي حلل مطولاً الفتاوى الصادرة عن السيد السيستاني عند التنظيم المحيط به فيقول أنه معقد ومبهم، لكن هذا الإبهام مدروس ومستخدم بطريقة شديدة الذكاء، فالفتاوى التي تصدر عنه لا يبلغ بها فورياً بل غالباً ما يعلن عنها بعد مدة على صدورها. وهناك دائماً فترة من عدم اليقين لا يكون فيها وجود الفتاوى مؤكداً ولا تكون صيغتها كفتوى مؤكدة ويكشف في الوقت المناسب عما إذا كانت فتوى أو مجرد إعلان أو بيان.

ويبرر لويزار هذه الدرجة من التعقيد بكون السيستاني من أصحاب المذهب (الطمأنيني) (الاحتياط) والتدخل في الشؤون السياسية والخوض في أمور ينظر إليها من الأعلى وعن بعد يثير اشمئزازه.

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2008, 12:53 AM   رقم المشاركة : 30
(روح الله)
طرفاوي فائق النشاط
 
الصورة الرمزية (روح الله)
 







افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

اه اه اه اه اه اه اين الجهال عن هذا الكلام ياأخي ابو لؤلؤه
أنت فعلاً لؤلؤه في هذه الصفحه اين الجهال الذين يقولون
ان السيد لا يملك شيء من السياسه وهو سياسي بحت
اين واين واينك ايها الجاهل؟؟؟


توقف توقف اخي ابو لؤلؤه عن هذه السيره المباركه
والا
والا
اكون اول من يغالي في هذا السيد واقول عنه فوق مايناله
((مبالغه))

اشكرك من اعماق قلبي الى الامام من مثل هذه المواضيع

موفقين لكل خير

 

 

 توقيع (روح الله) :
[/QUOTE]



((لا تـُسـئ اللــفــظ وإن 0ضــاق بـك الـجــواب))
(روح الله) غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2008, 01:58 AM   رقم المشاركة : 31
المتلألئ
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية المتلألئ
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

السلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته
اخي ابولؤلؤه واخي روح الله ..
اشكركم اشكركم على التواصل بهذا الموضوع الرائع والمفيد حقا لي ولاخواني ..
والى الامام انشاءالله

 

 

المتلألئ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2008, 03:53 PM   رقم المشاركة : 32
ابن الشهيد
مشرف الواحة الإسلامية وهمس القوافي
 
الصورة الرمزية ابن الشهيد
 







افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد وألعن اعدائهم

اكمل يا أخ أبو!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

 

 توقيع ابن الشهيد :
وطائفة منهم قد خطفهم الحسين منهم
ابن الشهيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-07-2008, 06:42 PM   رقم المشاركة : 33
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

بسم الله الرحمن الرحيم
نهنئ صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف ومراجعنا العظام وجميع المؤمنين في العالم بذكرى الولادة الميمونة لولي الله الأعظم الإمام الهمام علي بن أبي طالب عليه السلام ...
الأخوة الأعزاء " روح الله و المتلألئ وابن !!!!! " مرحبا بكم وبجميع الأخوة....
روح الله : لربما لي عودة للتعليق على مشاركتك " لضيق الوقت " ....

..............
تتمة الفصل الأول
...............
مغالطات

يعتقد المحلل الفرنسي لويزار أن الإمام يضع دائماً حاجزاً بينه وبين الشؤون السياسية في البلاد لازدرائه الدخول في هذا الشأن شأنه شأن بقية العلماء الفقهاء الذين سبقوه قبل ذلك مثل آية الله العظمى الإمام أبو القاسم الخوئي ويوحي لويزار أن الإمام يتعامل مع المسائل الفقهية والفقهية السياسية وما يتعلق منها بقضايا الأمة تعاملاً يفتقر إلى (الطمأنينة) أي الاحتياط الذي يلازمه في كل تعاملاته وتعاطيه مع الشؤون الاجتماعية والسياسية في الأمة.

نحن نقول أن عدم قراءة الإسلام وفقهاء الفكر الإسلامي بشكل واقعي ومنصف وعقلاني وهادئ وبعيد عن التطرف والتعصب الديني والسياسي هي السبب وراء كل إشارات التعمية والالتباسات والقفز على الحقائق والارتكابات الممارسة في الكتابات السياسية والمعرفية الغربية إزاء الإسلام ومرجعياته الدينية. من هنا نحن ملزمون بعرض ما قاله لويزار بشأن علاقة الإمام بالشأن السياسي مثلما نحن ملزمون بتنقيط الملاحظات بهذا الصدد.

يقول لويزار:

(وتعبيراً عن إزدرائه للشأن السياسي الذي شاركه فيه علماء شيعة كبار مثل الإمام الخوئي، يحرص السيستاني باستمرار على الإبقاء على مسافة الفصل بينه وبين المسائل السياسية وهو ما يعطيه في الوقت ذاته فرصة إنكار فتوى ما ونفي وجودها أو العكس وإضفاء صيغة الفتوى على موقف كان عند صدوره مجرد بيان).

قد يظن البعض بأن لويزار يقدم خدمة كبيرة لمرجعية الإمام السيستاني وللسيد بشكل خاص كون لويزار يريد أن يوحي أن الإمام يترفع عن ممارسة العمل السياسي المباشر الذي يستغرقه في التفاصيل الصغيرة. اعتقد أن لويزار أمعن في (تقزيم) صورة الفقيه المشارك والصانع للحدث. الممارس لقضية التصدي المباشر لشؤون العمل الاجتماعي والسياسي في الأمة.

إن تقزيم الصورة يعني تحديد صورة المرجع المجتهد القادر على صناعة المستقبل وتعيين تكليف الشعب العراقي في مرحلة تاريخية سياسية وطنية تتطلب من الإمام المشاركة بقوة في التفاصيل الدقيقة المتعلقة مثلاً بتاريخ أو احترام تاريخ تسليم السلطة للعراقيين وإجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة الوطنية العراقية وقيام العراق التعددي ـ الدستوري ـ الديمقراطي الجديد.

إن لويزار أراد أن يتعامل مع الإمام باعتبار الإمام كأي سياسي آخر يتلاعب بالألفاظ والمعاني والكلمات والمواقف ويناور كأي سياسي ذئبي لا يحترم ثوابته والتزاماته المبدأية ومنظومته القيميّة تماماً كالذي يجري في العديد من المنظومات والأنظمة والأحزاب السياسية في الغرب. وربما كان الحق مع لويزار حين يقرأ ملامح مرجعية السيد السيستاني بهذا الشكل. كون الرجل لا يستطيع التخلص من منظومة القيم السياسية التي تربى عليها وأدمن تجسيدها وتمثيلها وإعادة إنتاجها في مجمل قراءاته ودراساته وأبحاثه المعرفية في المعهد الوطني للدراسات الفرنسية في باريس.


لم يحدث بالمطلق أن قام أحد من فقهائنا الكبار ممن تبوؤا مقام المرجعية الدينية بإبطال فتوى أصدرها في فترة من الفترات لأن الفتوى كما يعرف أهل الاختصاص ـ وليس لويزار ـ صادرة من عمق وجوهر الاستدلال الفقهي من الكتاب والسنة وتراث أهل البيت في الرأي والإفتاء بمسائل الحياة بالاعتماد على العقل والإجماع. نعم يحدث في أحيان قليلة أن يقوم الإمام المرجع ـ أي إمام ومرجع للناس ـ بتطوير فتوى معينة لكنه لا ينقض ولا يتبرأ من الفتوى أساساً.

لويزار أراد بهذه العبارة أن يثير في الذهن العراقي الخاص والعربي والإسلامي العام أن المرجعية الشيعية تتعامل مع مسائل وشؤون وظواهر الأمة السياسية كما تتعامل الأنظمة والشخصيات والأحزاب اللامبدأية ولذا فهي (حالة) في إطار الحالات العادية في حياة الأمم والشعوب ولا تصمد هذه الحالة طويلاً نظراً لتماثلها مع الحالات والظاهر السياسية والدينية التي انتهت وتلاشت في الحياة والدول ومنظومات الفكر.

طبعاً نحن نقر من أن لكل جواد كبوة وكبوة لويزار كما الخلفية المرجعية والسياسية التي يستند إليها واضحة كما أسلفنا وبينا!!.

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-07-2008, 03:25 PM   رقم المشاركة : 34
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

اقتباس
اه اه اه اه اه اه اين الجهال عن هذا الكلام

ليس كل من ينال من شخصية السيد المرجع جاهلا ياعزيزي ولكن لتعلم ...
أن منطقة الشرق الأوسط تعيش حربا ضروس بين مشروعين وكلاهما يعتقد بالقاعدة " البوشية " (من ليس معنا فهو علينا) وان صرح بها البعض وعمل عليها ولم يصرح بها البعض الآخر وعمل بها لذلك ترى أن الأمريكان وهم طرف في أحد هاذين المشروعين لا يألون جهدا في اتهام كل من وقف في وجه مشروعهم بالأرهاب والتطرف وما إلى ذلك ...
وفي الوقت ذاته هم يبجلون كل من يقف جنبا إلى جنب معهم لتنفيذ أجندتهم في المنطقة ...
وأصحاب المشروع الآخر أيضا كذلك ...
فهم لايتوانون في التعدي حتى على المراجع وجميع القوى والأحزاب المخلصة في المنطقة لمجرد اختلاف الرؤية وتقاطع النظرة ....
وفي الوقت ذاته يبجلون حتى من يبجل صدام ويقيم مآتم الحزن عليه وكذا أصحاب العقائد المنحرفة ومن يلهث خلف الهوى والفجور لمجرد اتفاق النظرة حول مايجري في المنطقة ....
والآن ...
يتضح جليا بأن للمرجعية مشروعا آخر لبنته الأساسية هي " الإسلام " وعليه تعمل ...
فسماحة الإسلام وسلمه وتعاليمه وفقهه محتاجة لمن يطبقها على أرض الواقع ...
وهذا هو سر الهجمة الشرسة التي تواجهها المرجعية من قبل كلا المشروعين في المنطقة فلا الأمريكي ومن يقف خلفه راض عنها ولا الطرف الآخر ومن يسير خلفه راض عنها .

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-07-2008, 03:45 PM   رقم المشاركة : 35
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

حيا الله جميع الأخوة
نبدأ بحول الله وقوته من هذه المشاركة بعرض الفصل الثاني من الكتاب القيم " الإمام السيستاني رؤية من الداخل " للكاتب عمار البغدادي
وفقنا الله واياكم للتعرف والتزود والأخذ من سير هؤلاء الأولياء ماينفعنا في مسيرنا فإن الله وكما ورد أخفى ثلاثة في ثلاثة ... حتى يقول " المضمون " وأولياءه في عباده ...الخ
...............


الفصل الثاني


التبــاســـات!!
رغم أن الرؤية السياسية التي قدمها الباحث الفرنسي جان لويزار فيها شيء من الإقناع والاعتدال بحكم المعايشة الشخصية له حيث قام بزيارة النجف ولقاء المرجع السيستاني وإجرائه حواراً مطولاً معه حول مختلف المسائل والقضايا العراقية ذات الوزن الثقيل لكن الرجل التقط بعض المفردات الفقهية الملتبسة وراح يسقطها على مرحلة المرجع السيستاني الراهنة وانتقل من الإسقاط إلى محاكمة تاريخ السيد وعلاقته بالانتفاضة الوطنية الآذارية التي انطلقت سنة 1991 في العراق وهزت كيان النظام البائد آنذاك.

لكن الرجل وهو يتحدث عن مبدأ (الاحتياط) عند الإمام راح يلبس (الحقيقة) الآذارية ثوباً آخر غير ثوبها عبر القول أن الانتفاضة كانت حركة جماهيرية شيعية فقط متناسياً أنها كانت حركة المظلومين العراقيين في كل مكان من أرض العراق ومتغافلاً عن المشاركة المليونية والحقيقية للمظلومين الأكراد العراقيين إذ بمجرد أن انطلقت الشرارة في الجنوب بعد أن تمكن جندي عراقي من تصويب قذيفة دبابته لصورة الدكتاتور في مدينة البصرة ـ ساحة سعد دوّت الانتفاضة الجماهيرية الكردية لتجتاح معاقل النظام في كل مدن وقرى شمال العراق وفي العودة إلى رأي لويزار يعتقد الأخير أن الإمام السيستاني ابتكر نمطاً جديداً في العلاقة بالفتوى الشرعية وفي العلاقة بالأمة خلافاً للفقهاء الذين كانوا يستخدمون (الاحتياط) أو ما يسميه لويزار بـ (الطمأنينة) سبيلاً للعلاقة بالناس بعد أن كان الفقهاء الشيعة يحجمون عن الإدلاء بآرائهم تاركين هذا الأَمْرَ للقيادة الدينية المنخرطة في العمل السياسي ـ والكلام للويزار ويردف أيضاً:

(إن السيستاني ابتكر بذلك نمطاً جديداً في إدارة العلاقة بين الطمأنينة والسياسة بخلاف كبار رجال الدين الطمأنينيين الذين كانوا يحجمون عن الإدلاء بآرائهم تاركين الأمر إلى القيادة الدينية المنخرطة في العمل السياسي وجسد السيستاني عبر هذا الأسلوب الالتباس الذي أبداه الشيعة العراقيون حيال الحرب على العراق، فعندما احتل الأمريكيون البلاد لم تصدر عن السيستاني فتوى مؤيدة لهم لكنه دعا دائماً وبانتظام إلى تسليم الأسلحة المسروقة وتخزينها في أماكن آمنة لإعادتها لاحقاً إلى السلطات المعنية عندما تتوافر مثل هذه السلطات وبانتظار توافر ذلك اعتبر السيستاني أن الأطراف الوحيدة التي يحق لها حمل السلاح هي القوى الأمنية الرسمية وهو أمر بعيد جداً عن المواجهة المسلحة للاحتلال الأجنبي ).

ما يمكن أن يقال أن الإمام السيستاني (دام ظله) وكأي فقيه يعاصر التحول في البلاد ـ أقصد بالتحول الخط السياسي والاجتماعي الوطني الذي تؤسسه خلفية ثورية ـ جهادية ـ جماهيرية في البلاد نتيجة سنوات طويلة من القهر والاستعباد والاستبداد والقمع الرسمي المنظم، إن الإمام يلحظ وهو يدير العملية السياسية مع بقية المكونات المسؤولة عن إجراء التحول المزاج العام في البلاد واستعداد الناس لإجراء التحوّل المطلوب في عملية التغيير أي أن الفتوى ليست قراراً فردياً للمرجع من دون الرجوع للمزاج العام وال استعداد النفسي والسياسي الجماهيري. بل إن الفتوى تمثل الانعكاس الطبيعي لاستعداد الناس. فإذا كان الناس مثلاً يعملون على التغيير بالطرق المسلحة وهناك اتجاه عام للتغيير بهذا الشكل فإن المرجعية الدينية كما حدث في الانتفاضة الشعبية سنة 1991 تميل إلى تنظيم العملية عبر وضع سقف مسؤول لها ونتذكر في هذا المجال أن مرجعية الإمام الخوئي (قدس) شكلت آنذاك لجنة من العلماء الأفاضل لحفظ النظام العام وإدارة شؤون العمل وتصريف الأمور الاجتماعية والاقتصادية في المدن والمحافظات العراقية وحمت الانتفاضة بشكل كبير ولم يصدر عنها فتوى مخالفة لسياق فعل الجماهير كأن تكون هناك فتوى ضد الانتفاضة.

وشخصياً أرى أن مرجعية الإمام الخوئي (قدس) وقفت إلى جانب الجماهير العراقية المظلومة المنتفضة وقد صدرت في حينها عشرات الفتاوى التي عنيت في جانب كبير منها بالبعد التنظيمي والإعداد الجيد للانتفاضة وبث روح الثقة بالناس ولمعرفة النظام الفاشي آنذاك بأن المرجعية الدينية وراء هذه الحماسة الكبيرة في نفوس الثوار وأن الإمام الخوئي يقف مع الثورة ويشكل المجالس والفعاليات العلمائية لقيادتها والعناية بالشأن الاجتماعي العام قام بمداهمة دار الإمام واعتقاله ولم يمر الإمام وهو محمول من قبل القوات المعتدية والإرهابية إلا على جثث (300) مقاتل عربي عراقي استبسلوا في الدفاع عن قيادتهم الدينية وقد نُقل الإمام بطائرة هيلكوبتر إلى بغداد حيث تم تصوير لقائه بالطاغية السجين صدام في التلفزيون في إشارة إلى أن الإمام ليس مع الثورة وأن ظهوره مع صدام يعني شرعية للحاكم اللاشرعي!


ما نريد أن نقوله هنا أن الإمام الخوئي وبعد ذلك السيد المرجع السيستاني لا وجود للاحتياط في عملهما إذا كان الاحتياط يعطل حركة التحول والتغيير في الأمة وهما حين يمارسان عملية الإفتاء فلأنهما يريدان تطبيق الشريعة الإسلامية وتنفيذ رغبات الناس في الحرية والكرامة والاستقلال الحقيقي ومن غير الممكن أن يعملا بالتقية مثلاً في جو سياسي لا علاقة له بالتقية كالذي حدث أيام الانتفاضة الآذارية سنة 1991 ولهذا فإن ما تعرضت له مرجعية الإمام الخوئي وتتعرض له أيضاً مرجعية الإمام السيستاني من اتهامات إنما يلتقي مع رغبة دوائر واتجاهات ومراكز دراسات معادية للمرجعية الدينية في النجف الأشرف باعتبارها مركزاً هاماً من مراكز الحضارة الإسلامية لإسقاط هذه المركزية من دائرة التأثير المفترضة وتذويب دورها الحضاري في الأمة سعياً لقيام حكم علماني ينفي الدين من إطار الحكم ويجه ز على ما قد تبقى لدى الأمة من قيم ومثل وركائز إسلامية هي عمود وجودها وعماده وتشكل القاعدة المثالية للمشروع الإسلامي المعاصر الذي يتحرك بقوة في مشاعر الناس وفي مشهدياتهم السياسية رغم كل مظاهر العنت والجبروت والقمع الذي مارسته وتمارسه القوى الإرهابية في العالم العربي والإسلامي ضد الحالة الإسلامية المعاصرة ومظاهرها المختلفة.

إن المرجع السيستاني فقيه عاش كل مخاضات الحالة السياسية في البلاد بحكم كونه أمضى أكثر من (65) عاماً في العراق وشهد تحولات ومتغيرات وتطورات عديدة وعاش في بعضها بالعمق بحكم أن النجف ومرجعياتها الدينية المتنورة وصاحبة المشروع التغييري لعبت في فترة من الفترات خصوصاً في مرحلة الثمانينات أكبر الأدوار وأكثرها فاعلية بعد انتصار ثورة الإمام الخميني (قدس) والتداعيات السياسية والعاطفية والفكرية التي أثارها شخصه كفقيه وأثارتها ثورته الإسلاميّة كأنجاز معاصر في أرجاء المعمورة وكان من الطبيعي أن تتحرك القوى المتنورة والثورية والمؤمنة بخيار إقامة الحكم الإسلامي والمرجعيات ذات النمط الثوري لتأخذ دورها في إطار هذا التحول الإنساني والعقائدي الكبير.

ومن هذا المنطلق لم يكن الإمام السيستاني فقيهاً في الهامش أو عالماً غير متأثر بالأجواء وغير قارئ لها ولتداعياتها السياسية والعقدية والأخلاقية والفكرية في العراق. لقد كان في العمق لكن الإمام كانت له رؤيته وتصوره ونهجه في التعامل مع المتغيرات. ولا أغالي إذا قلت بأن الإمام يواجه في الوقت الراهن تحديات ومسؤوليات وظروفاً سياسية وتكليفاً شرعياً ربما يفوق بكثير أجواء وتداعيات مرحلة الثمانينات رغم ما رافق تلك الأجواء من ملابسات وتعقيدات وخوف وحملات مسعورة وذبح بالجملة لعشرات الآلاف من طلبة العلوم الدينية وإعدام المفكر والمرجع الديني والمرشد الروحي للحركة الإسلامية في العراق آية الله العظمى الإمام السيد محمد باقر الصدر (قدس).

إن هذه الرؤية هي التي تحدد مسارات حركة السيد الإمام وهي المسؤولة عن منابع مواقفه السياسية ولا علاقة لفتاواه ومواقفه بالنهج الطمأنيني السابق الذي ميز سلوك بعض المرجعيات الدينية في النجف عن سياق وفعل ونهج المرجعيات المتنورة الداعية لخيار الثورة والتغيير كمرجعية الإمام الصدر الأول مثلاً..

من هنا أقول بأن (التنوير) فعل ميز جميع المرجعيات الدينية في النجف لكن تلك المرجعيات تفاوتت في النظر للمسائل السياسية والتدخل في وقائع التحول حسب رؤية هذا المرجع أو ذاك من المرجعيات الدينية وحسب الظروف والملابسات وشحنته وغَذتْهُ بعناصر القوة الثورية تارة والتباطئ والاختباء والعزلة والتواري عن المشهد السياسي تارة أخرى.


إن السيد الإمام لا يتصرف في الشؤون السياسية الحالية بل يعمل ما استطاع إلى ذلك سبيلاً من أجل الوقوف مع أهداف الأمة، وإرشادها إلى كيفية التعاطي مع المسألة السياسية والحفاظ على وحدة البلاد وحماية السيادة بما فيها حماية الأرض ولحمة الفئات المكونة للمجتمع العراقي ويقف مع كل الشرائح من أقصى زاخو حتى أدنى الفاو. فالإمام يهمه المصلحة الإسلامية والوطنية العراقية وما يحقق للمسحوقين والمعدمين والمظلومين في العراق الاستقرار والأمن والتطور والنمو وما يجنب البلاد المزيد من دورات العنف والعنف المضاد.

إن عقلانية الإمام وواقعيته وحكمته الفقهية هي التي قادته لعدم إصدار أية فتوى مؤيدة لدخول القوات الأمريكية العراق رغم ما واجهه الشعب العراقي وما عاناه على يد أوباش السلطة السابقة. وأعتقد أن ما يتعرض له الإمام من أوباش وبقايا حزب السلطة من تشويه عبر بيانات ما يسمى حزب العودة من أن الإمام السيستاني مُمالئ للعدو الأمريكي بسبب عدم إصداره لفتوى الجهاد ضد العدوان الأمريكي إنما يلتقي ورغبة هذه الشراذم بتحويل العراق إلى ساحة مفتوحة للقتل والذبح بعد أن عاثوا في أرض العراق الفساد وأحرقوا الأخضر واليابس وأقاموا المشانق وساحات الإعدام للشعب العراقي عدا عن الحروب والدمار والخراب ومئات الآلاف من القتلى والمقابر الجماعية.

أقول أن هذه الواقعية التي يتميز بها الإمام لا تعني الرضا بواقع وجود القوات الأمريكية المحتلة، بدليل عدم صدور فتوى بالرضا عن دخول العراق وأن إحجام الإمام عن ذلك مرده الموقف من العملية العسكرية برمتها. إن عدم صدور فتوى من الإمام في ذلك الوقت يعود إلى تقديره للموقف العسكري والسياسي العام في البلاد وعدم ميله كفقيه مسؤول عن أرواح الناس بإراقة المزيد من الدم العراقي الذي كان يهرق بغزارة ورخص أمام أنظار العرب والمسلمين ودول العالم وإحجام الإمام على عدم التدخل يعود إلى أن العملية أصبحت بحكم الأمر الواقع الذي يستتبع إعداد خطة لإدارة معركة الحرية بأساليب عقلانية لا تريق دم العراقي ولا تهدر كرامته وتبقيه في دائرة التوجهات الوطنية التي لا يتنازل فيها وعلى ضوئها عن حقوقه في إدارة شؤون بلاده وتضعه في قلب عملية استحصال المطالب السياسية والاجتماعية الوطنية وفي مقدمتها استحصال حق استعادة السيادة والسلطة في آن معاً ونهاية مرحلة الاحتلال وهذا ما فعله الإمام في بداية دخول القوات الأمريكية وما يقوم به الآن بوصفه رائد الحركة الوطنية الاستقلالية وحين نقول بان الإمام هو رائد الحركة الاستقلالية فلأنه في الحقيقة الشخصية القيادية المرجعية الوحيدة التي تتوجه إليها أنظار الجمهور المليوني في العراق والمرجع الوحيد القادر وبكلمة منه على قلب الوضع الشيعي العراقي رأساً على عقب!! كما يقول لويزار..

إن الإمام يميل سياسياً وفقهياً إلى شفافية وطنية قادرة بوجود كتلة قيادية مؤمنة بالناس على إحداث التحول المطلوب وإنجاز آفاق عملية نقل السلطة بأسرع وقت وبأقل الخسائر البشرية والسياسية والأضرار النفسية ولا يميل إلى الصخب وإثارة الأجواء واستخدام العنف وتصدي الفعاليات الفوضوية فذلك يعكس وجه البلاد. فإذا كان أخيار الأمة وفضلائها وقواها السياسية الحميدة في الواجهة كان خيار الاستقلال وتسليم السلطة بشكل حقيقي أقرب إلى الواقع والعكس صحيح!!.


وما أريد أن أقوله هنا أن الإمام السيستاني وبقية المرجعيات الدينية التي تعاملت مع ظروف وملابسات وقضايا الحرية والاستقلال وضغط الأنظمة ومحاربتها للشعب العراقي يتحرك على ضوء قراءة واقعية للساحة ولا يصدر الفتوى إلا بموجب متطلبات واستحقاقات يفرضها الواقع ويلحظها بعناية الفقيه المتصدي ولن تكون الفتوى في حقيقة الأمر غاية بحد ذاتها أو صادرة عن وحي شخصي أو مزاج فقهي غير معني بالوقائع.

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20-07-2008, 08:18 PM   رقم المشاركة : 36
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

حيا الله جميع الأخوة
نتابع معكم عرض مابدأنا
..................


الرؤية السياسيّة الثاقبة

والإمام كما بقية المراجع يتفاوتون في رؤية واقع البلاد. فمنهم من يقدر ضرورة تأسيس الحزب الإسلامي لإحداث التغيير والتحول وإقامة النظام الإسلامي كمرجعية السيد الشهيد الصدر ومنهم من يرى في صلاة الجمعة منبراً لإقامة مشروع الأمة الواحدة القادرة على اقتلاع جذور الطاغوت كمرجعية السيد الشهيد الصدر الثاني.

هذا لا يعني أن تلك الخيارات لم تفعل فعلها الاستراتيجي المؤثر في حركة الأمة ولم تنعكس في علاقة الأمة بالإسلام وحركته ومشروع تطوره وسطوته الروحية الغالبة في أوساط الشعب العراقي.

لكن المرحلة الحالية التي يمر بها الإسلام في العراق والمنطقة العربية والإسلامية والتطورات السياسية الاستثنائية في البلاد تفرض على الإمام السيستاني أن يبتدع نمطاً جديداً من التعامل ينفتح فيه على الأمة ومصلحتها وقواها السياسية وأهدافها الإنسانية الطبيعية ويلحظ في ذلك كل المؤثرات والقوى ومراكز النفوذ وتفاوت الرغبات والبرامج والرؤى والأحزاب والمناطق والمرجعيات والفعاليات من دون أن يؤثر هذا كله على الهدف الأسمى المتمثل بإنجاز وعد الاستقلال وعودة العراق العربي ـ المسلم إلى دائرته الإسلامية مركزاً للحضارة والدين والعقلانية والثقافة.

ومن هنا تميزت فتاوى الإمام السيستاني بلغتها المعتدلة الحريصة على الأرواح والوجود والأعراض والكرامة في محاولة لتهذيب النفوس واستشراف الأفق وإعادة الأمور إلى نصابها، على أن الإمام يمارس في إصداره الفتاوى المتعلقة بتصريف الشؤون العامة في البلاد ومسائل التعاطي مع الميليشيات والسلاح وقضايا الإدارة باعتباره الحاكم الأكثر نفوذاً في أوساط مقلديه من أبناء الشعب العراقي وهم بالملايين في المدن والمحافظات العراقية.

ولذلك يبادر الإمام دائماً إلى توجيه تسديداته الأبوية بضرورة ترك مشاجب العنف وتسليم السلاح للشرطة العراقية في محاولة لإعطاء هذا الجهاز وكافة أجهزة الحكومة العراقية الحالية ـ وهي حكومة تحت الاحتلال ـ صفة الشرعية والاعتراف بها حكومة تمثل العراقيين وبالتالي الإيحاء للاحتلال وللشعب العراقي معاً أن التعامل مع تلك الحكومة هو اعتراف بعراقيتها أولاً ولأنها الخطوة الأولى في إطار ترتيبات وضع الخطط النهائية لتسليم السيادة والسلطة معاً إلى العراقيين.


ولو كان لويزار في إطار هذا الفهم الموضوعي لسياق إصدار الإمام المرجع للفتاوى السياسية لما قسم المرجعيات الدينية إلى مرجعيات طمأنينيّة وأخرى ذات أهداف وخطط سياسية وتتجاوز العمل بمنطق الاحتياط الفقهي. مع شكي القائم للآن بان لويزار يخفي (لؤماً) حين يعتبر أن قرار الإمام بتسليم الأسلحة إلى القوى الأمنية الرسمية بعيد جداً عن المواجهة المسلحة لقوات الاحتلال الأجنبي في إشارة إلى دفع أو ضرورة دفع الاتجاه القائم للفتوى إلى استخدام السلاح وعدم تسليمه إلى القوى الأمنية لإشعالها حرب استفزاز بالفتوى والأسلحة لإعادة إنتاج خريطة سياسية لا وجود (فرنسياً) للمرجعية الدينية فيها ومفسحة في المجال أمام القوى المتطرفة لكي ترسم بالعنف والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة مستقبل العراق اللامستقر لكي يتحول البلد ساحة مفتوحة تواجه فرنسا وكل الدول الغاضبة على الاحتلال القوات الأمريكية والسياسة الأمريكية فيه!!.

يقول لويزار:

(والسيستاني بحكم اضطراره للتوفيق بين الطمأنينة والشان السياسي ليس وحده المسؤول عن هذا الالتباس، بل هناك أيضاً وضع الشيعة العراقيين في شكل عام. فمنذ الانتفاضة عام 1991 يترقب الشيعة من ينقذهم من النظام، ثم جاء الاحتلال الأمريكي ليضعهم ويضع السيستاني أمام معادلة صعبة، تقضي بعدم الظهور في مظهر من لا يعارض الاحتلال العسكري للعراق، وفي الوقت نفسه عدم إبداء أي اعتراض على سقوط النظام وهذه الذهنية أدت إلى مواقف غريبة منها مثلاً أن بعض رجال الدين الذين كانوا منفيين إلى إيران عادوا إلى العراق ليضعوا أنفسهم في خدمة سلطات الاحتلال الأمريكي).

ومن أجل إجمال الملاحظات، ولأننا تحدثنا عن إشكالية علاقة المرجعيات الدينية المباركة بحدث الانتفاضة الوطنية ـ الإسلامية التي جرت سنة 1991 ضد النظام القمعي السابق. لذا لابد من تركيز الإجابة بالنقاط التالية بالنظر لدخول عناصر جديدة في إطار (إثارات) لويزار (الثأرية) من شيعة العراق.

1ـ ما تحدث به لويزار بالقول أن علماء شيعة عراقيين منفيين في إيران عادوا إلى العراق ويتعاملون مع قوات الاحتلال كلام مردود وبحاجة إلى أدلة وأسماء والفرنسيون يعرفون قبل غيرهم أهمية التدقيق بالأسماء والمعلومات في الحديث عن أي إشارة أو قضية في هذا الإطار خصوصاً إذا كانت من الوزن الثقيل وتعني طرفاً أساسياً في المعادلة الاجتماعية والسياسية في العراق وأقصد بذلك شيعة العراق. وإذا كان لويزار يملك مثل هذه المعلومات لما وفرها لكنه أراد أن يثير الغبار ضد الموقف الشيعي ـ الطرف الأكثر حظوة في إطار الحملة الأميركية على النظام الفاشي من حيث لا يشعر الأميركيون وا لفرنسيون بذلك ـ وهو موقف تميز على الدوام بمناهضة السياسات الشوفينية في بغداد. وهي سياسات وجدت بل كانت تجد كل الدعم والمساندة والصمت من قبل الحكومات الفرنسية المتعاقبة على الرغم من كلام فرنسا عن حقوق الإنسان ولوائح قيمها وأحاديثها عن الديمقراطية والتباهي بثورتها التي كانت كما تقول السياسات والقيم الفرنسية من أجل الإنسان في كل مكان. إنها لكل الناس إلا ناس العراق؟!

إن العلماء العراقيين الذين عادوا من إيران عملوا في كل المجالات الخاصة بخدمة الشعب العراقي حتى وصل الأمر بهم أنهم يعملون اليوم في تنظيف الشوارع والساحات ومجاري الصرف الصحي ـ الأمر الذي يعجز عن القيام به لويزار وكل قادة الحكومة الفرنسية اليوم!!. وإذا كان هناك نخبة دينية تتعامل بحذر مع القوات الأميركية والوجود الأميركي في العراق فهم شيعة العراق العلماء. ولعل لويزار يدرك اليوم ما تتعرض له النجف الأشرف كقيمة ومركز معرفة وتجمع سكاني من حصار وطوق عسكري أميركي من خارجها وتهديد بتدميرها واعتقالات بالجملة للعديد من العلماء ووكلاء المرجعيات الدينية في كافة مدن العراق. كل ذلك يجري تحت مرأى ومسمع الفرنسيين ولم يسمع الشعب الفرنسي من حكومته أو مراكز الأبحاث الاستراتيجية في باريس كلمة استنكار أو شجب أو إدانة لما تقوم به القوات الأميركية ضدهم.

إنها فرية لويزار التي من المؤكد أنها لن تنطلي على أحد!!.


2ـ الإمام السيستاني يعارض الاحتلال الأميركي للعراق جملة وتفصيلاً لكنه لا يعارض على الطريقة الفرنسية أو على طريقة السيد لويزار، ثم كيف يرى لويزار ـ شكل المعارضة هذه في حركة الإمام ومواقفه السياسية وملاحظاته حول مختلف المسائل الجارية والتطورات الدستورية وتشكيل السلطة ونقل السيادة والانتخابات والإصرار عليها والمظاهرات المليونية التي اجتاحت العراق من أقصاه إلى أقصاه تلبية لنداء الإمام بضرورة إجراء الانتخابات لاختيار الحكومة والقيادة السياسية الرسمية في البلاد؟ أليس هذا تدخلاً حقيقياً ومباشراً في الشؤون السياسية؟. أليس ذلك يعكس النمط السياسي غير التق ليدي في إدارة العراق في ظل وجود سلطة احتلال؟ ثم كيف يكون موقف الإمام ملتبساً بين الطمأنينة والعمل المباشر غير المؤمن بالاحتياط والإمام حاضر في كل القضايا فاعلاً ومنبهاً ومرشداً وقيادة تحرك الجمهور وتدفعه لأخذ دوره الأساس في عملية صناعة المستقبل السياسي في البلاد؟.


3 ـ إن الإمام السيستاني لا يعارض وجود القوات الأميركية الأجنبية في العراق وحسب ولا يدعو إلى جلاء هذه القوات من أرض العراق ويكتفي بحدود ذلك بل يذهب إلى أبعد من ذلك إلى تأكيد ضرورة أن يكون هناك دور أممي في المسألة العراقية في محاولة لإشراك كافة الجهود السياسية الدولية لمساعدة الشعب العراقي ودعم خياراته الوطنية في اختيار نمط الحكم الديمقراطي الذي يريده لذلك نرى أن الإمام يطالب بضرورة أن يكون دور للأمم المتحدة في العراق وأن تجري الانتخابات وأن يكون للعراقي رأي وتصور ومشاركة حقيقية في اختيار النظام القادم وكما يعرف الجميع أن الإمام يصر ولا يزال على إجراء الانتخابات لكنه يأخذ بوجهات نظر الأكاديميين في إمكانية إجرائها من دون إسقاط المبدأ بالتقادم والتطورات المتسارعة في العراق ويعلم الجميع أن الإمام لديه ملاحظات واعتراضات كبيرة على قانون إدارة الدولة العراقية. ما يمكن أن نقوله في هذا الصدد. أن السكوت على ممارسات قوات الاحتلال شيء والدخول في مواجهات غير متكافئة ولا محسوبة فضلاً عن كون المرجعية الدينية لم تكن طرفاً فيها منذ البداية شيء آخر.

الإمام شخصية داخلة بقوة وبشكل مباشر في كافة تفاصيل الشؤون السياسية في البلاد. لكنه حين دخلت القوات الأميركية اشتغل بمنطق صيانة الدم العراقي وعدم إدخال العراقيين في دوامات التصعيد إذ يكفيهم ما عانوا من حروب وإبادات وفضل استخدام الآليات والأساليب والأدوات التي فيها الكثير من الحكمة والمثاليات العقدّية والاتزان العقلي والسياسي عن الآليات والأدوات العنفية. على أن منطق الإمام السيستاني اليوم في كافة شؤون تصريف وإدارة أحوال الأمة هو الراجح على غيره من الأساليب.

إن الإمام ينطلق في الفتوى وإبداء النصح وتعيين المواقف من قراءة واقعية للوقائع والأحداث والتحولات ولا ينطلق من المزاج الشخصي ومنطق التيارات الحـزبية والعصبيات الطائفية والقراءات المحدودة.


4 ـ إن الرأي القائل بأنه كان على الإمام إصدار فتوى بمعارضة وجود القوات المحتلة بداية دخولها إلى العراق (رأي ساذج) فالإمام لم يكن طرفاً في الأزمة التي افتعلها صدام مع الأميركان ولم يكن على رأس السلطة بل كان كغيره من أبناء العراق تحت قهر وجبروت وضغط النظام القهري الدكتاتوري.

ما فعله الإمام ما كان يفترض أن يفعله كل فقيه ومسؤول وقائد في وطنه بعد أن تكالبت الدنيا لاجتثاث شأفة ووجود الإسلام والمسلمين في العراق وهو حماية الوجود والتعامل مع الوقائع والتخفيف من الاحتقان واستيعاب زخم الحرب والتعاطي بحكمة مع المحتل وإخراجه بأقل الخسائر.

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-07-2008, 02:50 PM   رقم المشاركة : 37
(روح الله)
طرفاوي فائق النشاط
 
الصورة الرمزية (روح الله)
 







افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

اشكرك اخوي ابولؤلؤه
واقو واكرر واصل الى الامام
ونحن نكون مؤيد في هذه الكتابات
والمعلومات القمه الجديده المخفيه عنا
موفقين لكل خير

 

 

 توقيع (روح الله) :
[/QUOTE]



((لا تـُسـئ اللــفــظ وإن 0ضــاق بـك الـجــواب))
(روح الله) غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-07-2008, 06:56 AM   رقم المشاركة : 38
هامة السماء
طرفاوي مشارك
 
الصورة الرمزية هامة السماء
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

ألف شكر لكما أخوي روح الله وأبو لؤلؤة الفيروزي

واصلا فنحن من المستفيدين والمتابعين معكم

حفط الله حصن الإسلام والشريعة سيدنا السيستاني

فهذا الباب من تلك المدينة النجف

وهذا الشبل من ذاك الأسد أعني حامي حمى عرين الحوزة السيد أبوالقاسم الخوئي قدس سره

 

 

 توقيع هامة السماء :
رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))
هامة السماء غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-07-2008, 08:18 PM   رقم المشاركة : 39
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

مجددا حيا الله الأخ العزيز " روح الله " ومرحبا بك
الأخ/ت العزيز/ة " هامة السماء " مرحبا بك أيضا وبجميع الأخوة والأخوات
هذه المشاركة تتبع الفصل الثاني من الكتاب وان شاء الله بعد الإنتهاء من هذا الفصل سوف نكتفي بوضع روابط ماتبقى من فصول هذا الكتاب اضافة إلى كتب أخرى تحدثت عن شخصية السيد المرجع ليكون الموضوع مرجعا وافيا لمن أراد التعرف على شخصية هذا الإمام الهمام .
.....................


مفتاح مستقبل العراق
يعتمد الباحث الفرنسي لويزار بعض المرجعيات الدينية أو الشخصيات العلمية في العراق ممن عاصرت مراحل استعمارية مرت بها البلاد وحدة لقياس وجهات نظر ومواقف المرجعيات الدينية الحالية وفي مقدمتها مرجعية الإمام السيستاني ويعقد في الإطار ذاته مقارنة بين السيد السيستاني كمرجع يعاصر ظروف احتلال القوات الأميركية للعراق وبين آية الله الخالصي الذي أصدر فتوى تحظر على المسلمين المشاركة في أي انتخابات في ظل الاحتلال البريطاني للعراق آنذاك بالنظر إلى تأثير هذا الوجود على نتائجها لكن السيد السيستاني يصر على إجراء الانتخابات ويعتمد موقفاً مغايراً تماماً وقبل صوغ الدستور.

يقول لويزار وهو يتحدث عن مطالبات الإمام المرجع:

(عندما يطالب سلطات الاحتلال بالديمقراطية ويؤكد أن أبسط شروط الديمقراطية هي الانتخابات العامة فإن مطلبه هذا يجعله على تمايز مع آيات الله العشرينات الذين طالما تحدثوا باسم مسلمي العراق في حين أن مواقف السيستاني تنبع من حق الغالبية الشيعية وليس من حرصه على الديمقراطية وتمسكه هذا بحق الغالبية الشيعية يعني أنه غير معني بأوضاع الأقليات سواء كانت سنية أو كردية وأنه يتحدث باسم الشيعة دون سواهم على رغم إدانته الاعتداءات على المساجد السنية ومثل هذا الموقف لا يعبر إطلاقاً عن رغبة لدى السيستاني بإقامة جمهورية إسلامية على الطريقة الإيرانية وهو أكد تكراراً أنه بين الحكومة غير ملتزمة بالإسلام وولاية ال فقيه هناك خيار ثالث يمكن بموجبه أن يكون في السلطة مدنيون (أتقياء) يمارسون الحكم وفقاً لتعاليم النجف).

وأمام هذه التناقضات التي يسقط فيها الكاتب لويزار يفترض أن نقول بأن مرجعية السيد السيستاني ليست مركزاً دينياً كهنوتياً لا علاقة له بالواقع وإسقاطاته والحياة وتطوراتها انطلاقاً من أن الإسلام شمل بأحكامه وتشريعاته كل مناحي الحياة. ولا يجوز القول بعد ذلك أن المرجعية الدينية وهي مرجعية الإسلام مرجعية منعزلة عن الواقع. إنه كلام مردود وهو جزء من الحملة المعرفية والسياسية التي تقدرها اتجاهات (صهيونية) في الأكاديميات الغربية وخصوصاً الفرنسية وكل الذين زاروا فرنسا ويعرفون هذا البلد يعرفون أيضاً مدى التغلغل الصهيوني في معاهده ومراكزه ومؤسسات البحوث المعرفية والسياسية فيه.

المسألة الأخرى في هذا الجانب أن المرجع السيستاني يمثل مرجعية النجف المنفتحة على كل فئات المجتمع العراقي ولا يمثل فقط أهداف شيعة العراق رغم أن الشيعة العراقيين يتطلعون دائماً إلى المرجعية الدينية في النجف بوصفها الحاضنة والموئل والمركز الذي يدفع الأذى عن وجودهم ويسهم في تحقيق الأهداف التي يقاتلون من أجلها وهي بالمناسبة أهداف غير شيعية بل أهداف تتعلق بحق الشعب العراقي بكل فئاته في الحرية والكرامة وحقه في اختيار النظام الوطني النابع من إرادته الحرة المستقلة وليس نظاماً تابعاً.

لذلك ليس صحيحاً القول أن المرجعية الدينية في النجف تدافع عن شيعة العراق. إنه كلام مغرض ويسعى إلى إسقاط حق النجف ومرجعيته الدينية في المشاركة بتأسيس الحياة الديمقراطية والعدالة والمساواة والإيحاء بأن أكبر خدمة يمكن أن تقدم في إطار تقزيم العراق وتقسيمه تكمن في إسقاط حق النجف التاريخي في الدفاع عن القضايا الكبرى في حياة الشعب العراقي والتضييق على دورها الوطني ومحاولة تأسيس أكثر من مرجعية في البلاد مع أن مرجعية النجف كانت من المبادرين إلى دعوة كل العراقيين لاستنهاض همم الوحدة السياسية والشعورية العاطفية ووحدة الرأي وقيام كتل قيادية تتولى الدفاع عن قضايا العراقيين.

المسألة الأخرى هي أن الإمام السيستاني لا يدعو إلى قيام جمهورية إسلامية قائمة على أساس الولاية المطلقة للفقيه وهو إيحاء بضرورة دق إسفين ما بين النظرية والفقيه والفقيه والتوجهات الشعبية التي تقضي بضرورة تحقيق أهداف الناس وتطلعاتهم في اختيار لون النظام السياسي الذي يريدون سواء كان هذا النظام إسلامياً أو ليبرالياً.

إن عدم ترجيح الإمام لنظام جمهوري إسلامي لا يعني أبداً عدم الإيمان أو السعي لإقامة هذا النظام في حياة المسلمين. إن ظروفاً موضوعية وأسباباً وجيهة داخلية وخارجية ـ عراقية ودولية مع الأخذ بنظر الاعتبار واقع التنوعات والتناقضات والتباينات الفكرية والفقهية في إطار المجتمع الإسلامي كلها تدفع باتجاه تأجيل إقرار هذا النظام لكن وكما أسلفنا لا يسقط فقيه من الفقهاء حق الأمة في إقامة النظام الإسلامي كون هذا النظام يمثل خلفية تاريخها وهويتها وأصالتها الحضارية والأخلاقية فكيف بالمجتهد الفقيه الذي يمثل العمل من أجل الإسلام جوهر وجوده وهويته ومثال حركته في الحياة؟


والقضية الأخرى أيضاً كما نراها واحدةً من أهم تناقضات لويزار هي أن مطلب الإصرار على إجراء الانتخابات لدى السيد الإمام يعتبره لويزار في ظل الاحتلال غير موفق لأن ذلك يكرس الاحتلال بدل نشود الحرية وهذا خطأ فادح.

إن لويزار لا يعيش في الساحة العراقية ولم يقرأها بالاعتماد على (لعبتها الداخلية) وطاقتها الفكرية والروحية وشروطها التاريخية. ولا يدرك الضرورات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية والضغوط النفسية التي تتعرض لها البلاد في ظل عدم وجود دولة ونظام يتمتع بالسيادة. إن الإمام السيستاني يريد أن يختصر الطريق من أجل ولادة هذه الدولة. إن لويزار يريد دولة من دون قادة ونظاماً بلا قوانين وجمهور بلا مرجعية وبلداً لا صوت فيه لفقيه ولا رواج لآليات الديمقراطية، بينما الديمقراطية تبقى حكراً على المواطن الفرنسي والبريطاني والألماني والأسباني كون هذا المواطن آدمياً والآخرون في الشرق (بهائم)!!

إن الإمام يرد على ذلك بالإصرار على إجراء الانتخابات والإفادة من الدروس المستفادة من الديمقراطية كي يحصل الشعب العراقي على حريته ولأن الإمام يدرك أهمية الإفادة من الديمقراطية وتعرية الوجه القبيح للآخرين الذين يصرون على أن الشعب العراقي قاصر ولا يجوز منحه الديمقراطية الممنوحة لغيره من الشعوب راح لويزار (يصب) جام غضبه على مرجعية الإمام بوصفها مرجعية تريد استعادة حقوق (الشيعة) ولا تعني تلك المرجعية بحقوق الأقليات الأخرى كالأكراد والسنة مع أن السنة عراقيون عرب ومرجعية الإمام تدافع عنهم وتضعهم في نفس الأولوية والأهمية التي يوضع فيها الشيعة وكذلك الأكراد.

ولعل لويزار لم يقرأ الفتوى الشهيرة التي أطلقها الإمام الحكيم بعدم قتال الأكراد وتحريمه في عهد عبد السلام عارف (رئيس عراقي أسبق) وهو مسؤول مشحون بالطائفية والكره الشديد للأكراد العراقيين ولا زال الأكراد العراقيون يحفظون بود كبير للإمام الحكيم هذا القرار الديني التاريخي الذي كان له دور كبير في حقن دماء الأكراد وفي زيادة لحمة العلاقات الأخوية العربية ـ الكردية.. فما أكثر أخطاء لويزار!!؟


ويضيف لويزار وهو يتحدث عن هيمنة الإمام الروحية ودفاعه عن الدستور لكن بخبث فرنسي معهود:

(والمهم بالنسبة للسيستاني هو رؤية هوية الغالبية الشيعية مكرسة ومسجلة في النصوص الدستورية في ظل تفوق النجف معترف به وهو ما يشكل بالتالي قبولاً بـ (لبننة) النظام العراقي بالمعنى الإيجابي للكلمة).

إن مشكلة الفكر الغربي سقوطه في التعمية السياسية لذلك فإن مرجعياتنا الدينية لم يكن هدفها في أي وقت تكريس الطائفية بقدر ما كانت تعمل من أجل الدفاع عن الطوائف الإسلامية كونها تشكل القاعدة الأخلاقية والفكرية والفقهية والبشرية والتاريخية للوحة المجتمع العراقي.

والإمام السيستاني كان وما يزال أميناً على هذا الطرح المتسالم عليه عند الأوساط الجماهيرية في الطائفتين الشيعية والسنية وعند المرجعيات الدينية.

لذلك كان دفاع الإمام عن الشيعة فيما ورد بنصوص الدستور ومجمل ملاحظاته واستدراكاته السياسية دفاعاً يعكس رؤية فقيه مسلم إزاء طائفة مليونية ليس بالضرورة أن يكون جزء من سنخها أو طبيعتها وزعيماً لقرارها الروحي وحوزاتها الدينية بدليل أن الإمام رفض الكثير من النصوص التي تشعر العراقيين وأي نظام سياسي قادم بعد جلاء القوات الأميركية من البلاد بالهيمنة والفوقية. ثم أين هي الغرابة وأين مكمن الإشكالية حين يدافع فقيه مسلم ولديه كفاءة عالية في التصدي لمختلف الشؤون السياسية في البلاد عن شيعة العراق؟ أليس الشيعة ساهموا في صناعة تاريخ العراق في الماضي وفي الحاضر ولا زالوا يقدمون الدم الغزير إكراماً لاستقلال العراق وحريته وأمنه واستقراره؟. ثم من يدعو إلى قيام نظام طائفي على غرار النظام اللبناني مثلاً ومن يريد تكريس الطائفية السياسية في البلاد بعد أكثر من ثلاثة عقود من القمع واستخدام آليات الموت والدمار ضد الشعب العراقي؟ أليس القائمون على ذات الصيغة اللبنانية ومؤسسوها 1943 في باريس؟ نسجل هنا للتاريخ أن أول صيغة سياسية استعمارية لا زالت تحكم بلداً عربياً مسلماً ـ عكست رغبتها في تطبيق السلطة وتقاسم النفوذ وتفتيت لُحمة الجغرافيا والتاريخ هي الصيغة الفرنسية في لبنان أو ما يعرف بصيغة 1943؟!

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-07-2008, 09:27 PM   رقم المشاركة : 40
أبو لؤلؤة الفيروزي
طرفاوي بدأ نشاطه
 
الصورة الرمزية أبو لؤلؤة الفيروزي
 






افتراضي رد: ((((عــلــمــاً ستبقى سيدي السيستاني-رغم الزعيق لزمرة الشنان))))

حيا الله جميع الأخوة
..................



فتاوى الواقع

يمثل الإمام آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد علي السيستاني المرجعية القيادية المتصدية والحاضنة الحضارية لمركزية المشروع الإسلامي والوطني العراقي المعاصر ويؤكد من موقعه الديني والسياسي كل يوم مسؤولية المشرع المطالب بحقوق الأغلبية المسحوقة من أبناء الشعب العراقي ـ هذه الأغلبية التي عانت الأمرين من سياسات النظام السابق ويمثل كذلك طموح العراقيين في الاستقلال ونيل الكرامة وحيازة كامل الحرية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفردية سعياً لإقامة الدولة الوطنية العادلة.

وحين نتحدث عن الإمام السيستاني فنحن نتحدث في الحقيقة عن تراكم فقهي وفكري وسياسي وروحي غارق في حركة التاريخ لأن الإمام يمثل خلاصة سياق كبير من الفقهاء والعلماء المجاهدين الذين توارثوا على خدمة المذهب وطموح أبناء الإسلام الذين يبحثون عن الدولة العادلة والحاكم العادل والحياة الاجتماعية والسياسية العادلة أيضاً التي يلعب فيها المشرع دور الناظم لحركة الحياة وليس الدور الذي توارثت عليه أنظمة الحكم في أغلب البلدان العربية والإسلامية وهو دور تطغى فيه لغة الاستبداد والقمع وكبت الحريات والمقابر الجماعية الدور الذي يفسح في المجال للديمقراطية وحقوق الإنسان.

إن الإمام السيستاني يمثل اليوم المشرع الناظم لدور الفقيه المنظم لحركة الحياة السياسية والاجتماعية ويقود بكفاءة عالية حركة المجتمع العراقي باتجاه الديمقراطية وإحلال خيار حكومة الإنسان في ظل ظروف وتحديات سياسية واجتماعية وعسكرية غاية في الخطورة. وحين يقف الإمام هذا الموقف من مسائل أساسية في المجتمع العراقي كالديمقراطية والمطالبة بالانتخابات وإحلال البديل الوطني إنما ينطلق في كل ذلك من رغبة العراقيين أنفسهم وليس من رغبة مؤسسة أو حزب سياسي أو إطار مرجعي بعينه إيماناً من الإمام أن هذا الدور سيخرج المرجعية الدينية من إطارها التقليدي ليضعها في قلب الصورة السياسية للبلد وفي تضاعيف مشهد التحديات الراهنة التي يمر بها العراق شعباً وسيادة وطموحات وأهداف بعد أكثر من ثلاثة عقود من الاستبداد والقمع وحاكمية دولة المنظمة السرية.


تصنيفات واقعية

وعلى هذا الأساس يصنف المرجع الديني الكبير في أرشيف الدول وفي ثقافة الأحزاب السياسية وآراء الفقهاء والعلماء والمؤسسات الدينية المختلفة بوصفه مرجع الأغلبية المسحوقة وزعيم سياسي كبير ينهض بأعباء بلد مدمر يمر بأحلك لحظات عمره التاريخية وأحرجها لا سيما وأن هذا البلد واقع تحت الاحتلال العسكري الأمريكي المباشر بعد حرب (عالمية) ضد نظام القهر والاستبداد في بغداد شاركت فيها أكثر من (45 دولة في العالم) للإطاحة بنظام ديكتاتوري هو الأكثر قسوة من بين أنظمة الحكم في العالم.

إن تمثيل طموحات الأغلبية المسحوقة والتصدي للزعامة السياسية في هذه الظروف عملية معقدة وكبيرة ومهمة وأساسية وتحمل في طياتها أعباء ثِقل قيادة الجماهير العراقية ولاشك أن الإمام في كل تأكيداته وتصريحاته السياسية وفي مجمل حركته القيادية في الأمة ومع الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني العربية والإسلامية ووفود المجتمع الدولي والجامعة العربية والأمم المتحدة أكد بوضوح تام أنه المرجعية القيادية القادرة على استيعاب زخم الحركة السياسية في الأمة والاستجابة لمتطلباتها وأهدافها وعدم التراجع عن المواقف التاريخية والوطنية والإسلامية الصلبة القاضية بخروج قوات الاحتلال من العراق وإقامة السلطة السياسية الوطنية العراقية وفرض مبدأ الانتخابات الحرة قاعدة لبناء الدولة والمجتمع والمستقبل والمصير الوطني الحقيقي.


.
.....................
هذه المشاركة هي تتمة الفصل الثاني من هذا الكتاب القيم
وان شاء الله - وكما ذكرت سلفا - من المشاركة الآتية سوف نكتفي بوضع روابط ماتبقى من فصول هذا الكتاب اضافة إلى كتب أخرى تحدثت عن شخصية الإمام المرجع نسأل من الله التوفيق والسداد وأتمنى من الأخوة الأعزاء أن يتحفونا بما عندهم حول شخصية هذا المرجع العظيم .

 

 

 توقيع أبو لؤلؤة الفيروزي :
المرجع الأعلى والإمام المفدى




أبو لؤلؤة الفيروزي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 10:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد