العودة   منتديات الطرف > الواحات العامة > المركز العلمي للدراسات والأبحاث




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 29-08-2003, 10:15 AM   رقم المشاركة : 1
فواز
طرفاوي جديد





افتراضي سيغموند فرويد

سيغموند فرويد

ولد سيغموند فرويد (Sigmund Freud) في فرايبرغ (Freibberg) وهاجرت عائلته إلى فينا (Vienna). عاش هناك حتى سنة 1938، وعندما ضم هتلر النمسا إلى ألمانيا اضطر فرويد إلى تركها بسبب كونه يهودياً وعاش في لندن حتى وفاته بعد ذلك بقليل.

درس سيغموند فرويد الطب في فينيا أولاً، ومارس هذه المهنة لسنوات عديدة. ولاحظ صلة وثيقة بين بعض الأمراض وأنماط سلوك مرضاه. سافر إلى باريس في 1885 للتخصص هناك لدراسة ظاهرة الهستيريا والعلاج بالتنويم المغناطيسي. ثم انتقل إلى مدينة نانسبي ليتتلمذ على أيدي العالمين الفرنسيين بيررنهام وليبو في مجال التنويم المغناطيسي. وعاد فرويد بعد ذلك إلى فيينا لاستخدام ما درسه في علاج مرضاه.

ألف فرويد كتبا عديدة دار معظمها حول ظواهر "الهستيريا" و"الأحلام"، و "التحليل النفسي". وعرض فرويد نظريته في التحليل النفسي في جامعة كلارك في الولايات المتحدة في عام 1909. وأسس جمعية التحليل النفسي في 1910 في فينا وعمل منذ 1919 أستاذا في جامعة فينا. وعانى من مرض عضال منذ 1923 وحتى موته في 1939.

يمكن إجمال موقف فرويد من الإنسان كما يلي: الإنسان هو كائن نفسي بجانب كونه كائناً عضوياً. ورغم ما يبدو من ازدواجية في هذا التحديد، إلاّ أن كلا "الكائنين"، العضوي والنفسي، يؤثر ويتأثر بالآخر، ومن الخطأ الاعتقاد أنهما منفصلان انفصالاً كاملاً، فبعض الأمراض العضوية ترجع في أصولها إلى عناصر نفسية. وقسم فــرويد الجهاز الــنفسي إلى ثلاثة: الـ (Id)، والـ (Ego)، والـ (Super Ego). ويشمل الـ (id) كافة الغرائز الموروثة والتي توجد في الإنسان منذ الولادة. واعتبر فرويد أن الـ (ego) بمثابة صمام يسمح أو يمنع هذه الغرائز من تحقيق ذاتها. أما الـ (super ego) فتتضمن مجمل السلوكيات التي تقننت شخصياً بسبب التربية البيتية أو اكتسبت شرعية اجتماعية وأصبحت أنماط سلوك اجتماعية كالعرف والعادة وأشكال الحضارة، المادية منها والروحية. وذهب فرويد إلى أن الجهاز النفسي يحدد السلوك بأشكاله وأبعاده المختلفة سواء أخذ شكل الفعل الخارجي أو استبطن داخلياً.

 

 

 توقيع فواز :
أتيت من خرافة القدر
كحامل التمر إلى هجر
فواز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-08-2003, 03:33 PM   رقم المشاركة : 2
الرضي
أخ راقي ومشرف سابق





افتراضي



الكتاب: القصة العائلية لفرويد


تأليف: غابرييللا روبان


الناشر: بايوت ـ باريس 2002


الصفحات: 198 صفحة من القطع المتوسط


هذا كتاب عن سيغموند فرويد احدى الشخصيات التي كان لها تأثيرها الكبير على الفكر الغربي خلال القرن الماضي.. وتعود المؤلفة وهي عضوة في جمعية التحليل النفسي الباريسية الى الظروف الاسرية التي عاشها اكثر المحللين النفسانيين شهرة في جميع العصور.


ان القصة العائلية لفرويد تبدأ منذ تاريخ 29 يوليو 1855 عندما تزوجت الفتاة الشابة اماليا التي لم تكن قد بلغت الثامنة عشرة من عمرها بالمدعو جاكوب ابن الاربعين عاما في مدينة فيينا. لم تكن اماليا قد عرفت جاكوب الا منذ فترة قصيرة من العمر والذي كان يكبرها بعشرين سنة. لقد كان زواجا مدبرا بعيدا عن العواطف، لكنه اثمر ثمانية اطفال خلال عشر سنوات كان الابن الاكبر لهذه الاسرة كبيرة العدد يدعى سيغموند المولود رسميا بتاريخ 6 مايو من عام 1856.


وتتساءل المؤلفة عن الاسباب الحقيقية التي جعلت اهل أماليا يؤيدون بحزم زواجها من جاكوب رغم فارق السن الكبير بينها وبينه. تقول لقد وجدوا من الطبيعي ان تتزوج فتاة من مدينة كبيرة مثل فيينا وهي فتاة ذكية وجميلة لكنها مع هذا كله قبلت ان تدفن نفسها في مدينة فريبورغ كزوجة لرجل مخضرم كان قد اصبح جدا بعد ان كان قد غدا ارمل لمرتين.


ان مؤلفة هذا الكتاب تجد في القصة العائلية لفرويد الخلفية الحقيقية التي تؤسس للأفكار التي طرحها في ميدان التحليل النفسي وتجد مرجعياتها في كتابات فرويد نفسه الابن. ان سيغموند فرويد وكما يقول بدأ منذ ان كان مراهقا يبلغ السادسة عشرة من العمر يتساءل عن حقيقة ابوة والده جاكوب له ان مثل هذه الشكوك تعيدها المؤلفة الى واقع أماليا قد تزوجت من ابيه قبل عرسها حيث انها انجبت ابنها البكر سيغموند بعد سبعة اشهر فقط من اعلان الزواج وهذا يطرح العديد من الاسئلة التي لم يتجرأ احد على طرحها كما تشير المؤلفة وخاصة فيما يتعلق بمعرفة هوية أب ذلك الطفل الذي اصبح فيما بعد مؤسس التحليل النفساني».


على قاعدة مثل هذه التساؤلات تذهب مؤلفة الكتاب في تحقيقاتها وكأن الامر يتعلق برواية بوليسية حقيقية انها تثير الشكوك حول الاسباب الحقيقية لزواج جاكوب والد سيغموند وأماليا امه وعما اذا لم يكن ذلك الزواج نفسه بمثابة حل لـ «مشكلة» كانت أماليا واهلها يواجهونها ولذلك قبلوا بل اندفعوا بصفقة زواج غير متكافيء بكل الحالات وأمام التساؤلات المطروحة تجد المؤلفة تفسيرين أساسيين.. فإما ان تكون اماليا قد عاشت مغامرة مع رجل آخر كان اهلها لا يريدون ان تتزوج منه بأي شكل من الاشكال ولذلك جاء الزواج من اجل فصلها عنه نهائيا وإما وهذا هو التفسير الثاني انها كانت قد حملت سفاحا من رجل لا تستطيع ان تتزوجه فلربما انه كان متزوجا أو كان من عقيدة دينية اخرى.. وذلك في الوقت الذي كان فيه حمل المرأة قبل الزواج بمثابة اسوأ ما يمكن ان يقع لفتاة كما تشير المؤلفة.


وتجد غابرييلا روبان مادة لتحقيقها حول القصة العائلية لفرويد في عالم الاحلام الذي كان قد اثار اهتماما كبيرا لدى المحلل النفساني الكبير نفسه والذي كان قد لجأ كثيرا الى تفسير الاحلام وما تمثله في عالم اللاوعي لدى البشر كي يبني على اساسها تفسير سلوكياتهم. وكان جاكوب والد سيغموند رسميا قد توفي في اواخر شهر اكتوبر من عام 1896 وبعد دفنه بفترة بسيطة رأى الابن سيغموند حلما اطلق عليه تسمية الرجاء ان تغلقوا عيونكم، وقد اصبح هذا الحلم مشهورا في عالم التحليل النفسي اذ رواه صاحبه برسالة كتبها بتاريخ 2 نوفمبر 1896 الى احد اصدقائه وقال فيها بأن تفسير هذا الحلم وربطه بوفاة الأب قد حرره كثيرا ليعرف بعده ولأشهر طويلة حالة من الفرح والتوازن النفسي والصحة البدنية الممتازة وخاصة النشاط الفكري المزدهر. وقد اعتبر فرويد ابان تحليله لمشاعره حيال ابيه الذي اغمض عينيه قد كان له اثر تحرري بالنسبة له.


لكن مؤلفة هذا الكتاب تقدم تفسيرا آخر لـ «الحلم الشهير» اذ ترى بأن حالة الحبور والتفتح التي عاشها سيغموند فرويد لأشهر طويلة بعد هذا الحلم انما تعود في الواقع الى قرار واع كان قد اتخذه وكان له في الواقع اثر تحرري بالنسبة له اذ انه قد قرر ان يغمض عينيه هو شخصيا على الشكوك التي كانت تحوم باستمرار في رأسه وتسمم ايامه وحياته كلها والمتعلقة بمسألة ابوة والده الحقيقية له. وترى المؤلفة وهي محللة نفسانية ايضا بأن شكوك فرويد حيال قصته العائلية «وجدت صداها ايضا في كتاباته وخاصة عندما تحدث عن القصة العائلية للمأزوم نفسيا وربط مثل هذه الازمة بواقع ان هدية الاب تقبل دائما التشكك حيالها بينما ان هدية الام ثابتة يقينا ومجرد ان يتم طرح مثل هذه المقولة في رأس اي طفل او بالغ يبدأ الشك في حقيقة ابوة الاب وضمن هذا الاطار ايضا اكد سيغموند فرويد في ابحاثه على ما اسماه بـ «عقدة اوديب» الموجودة لدى الاطفال وانما التي يتم كبتها بقوة في الاسر الكلاسيكية وتشير المؤلفة هنا الى ان اسرة سيغموند فرويد كانت وبحكم طبيعة تركيبها بعيدة كل البعد عن الصيغة الكلاسيكية.


وتؤكد المؤلفة في تحليلاتها بأن القصة العائلية ليسغموند فرويد كانت احد الاسباب الرئيسية في توجيه حياته المهنية نفسها اذ هي التي حولته عن السعي لتحقيق حلمه بأن يصبح قائدا سياسيا كما ان تلك القصة العائلية قد ادت الى تشوش علاقاته مع ابيه نفسه ومع امه. لقد كان سيغموند يبدي باستمرار احترامه الشديد لابيه جاكوب رغم ان هذا الاب لم يكن ذلك البطل الذي يتمناه رمزا لـ «المجد» كما كان الامر في العصور القديمة لكنه كان يحس دائما بالتعاطف معه في مسألة زواجه من امه اماليا رغم انه ربما كان يدرك ما هو مقدم عليه لكن سيغموند كان بالمقابل قاسيا باستمرار مع والدته التي كان يشك بانها غير مستقيمة كان الشك قائما اما عدم الاستقامة فربما انها كانت قائمة في الواقع او انها مجرد شطحات خيال.. ووصلت قسوة سيغموند فرويد حيال امه انه لم يذهب لحضور دفنها الامر الذي كان يمثل فضيحة في فيينا عام 1930.

 

 

 توقيع الرضي :
الرضي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-08-2003, 03:46 PM   رقم المشاركة : 3
الرضي
أخ راقي ومشرف سابق





افتراضي

كان سيغموند فرويد هو الباديء بمحاولة التحليل النفسي للرؤساء الاميركيين . فقد قام فرويد بإعداد دراسة حول شخصية الرئيس الأميركي وودرو ولسون. مستندا" في ذلك الى معطيات قدمها له أحد المقربين من ولسون وهو السفير بوليت. ونشر النص بعد وفاة فرويد لذلك فهو غير متداول كغيره من النصوص الفرويدية.






مهما يكن فإن قراءة النص توحي بوجود أوجه شبه عديدة بين ولسون وبيت الرئيس الأميركي ووكر بوش. وبالنظر الى حراجة اللحظة السياسية العالمية الراهنة فقد رأينا ضرورة ترجمة هذا النص الى العربية. مع تذييله بهوامش توضح وجوه الشبه المشار لها أعلاه.

لكن علم النفس السياسي المعاصر يتخطى التحليل النفسي الى تطبيق نظريات نفسية أخرى في الميدان السياسي. ومنها النظرية السلوكية حيث بعض التاس يعتقدون أن البشر يقسمون إلى فئتين: منغلق ومنفتح. وبعضهم يعتقد بوجود نسبية في الإنفتاح والإنغلاق. أما البقية ،وأنا منهم، فهم لايعتقدون بإمكانية تقسيم البشر وتوزيعهم على فئات. وهذا الموقف يقوده أساسا" أتباع التحليل النفسي الذين يصرون على رأي فرويد القائل بأن الموضوعية الحقة هي الإهتمام بالذاتية. لكن ذلك لم يمنع فرويد من تمييز فئات نفسية خاصة. ولم يمنع أتباعه من تحديد أنماط تحليلية قد تكون مخالفة للأنماط السلوكية لكنها في الخلاصة تصنيف مفترض للشخصيات. والسلوكيون لا يقدمون مثل هذا التصنيف لأنهم يحصرون إهتمامهم بسلوك الشخص وتصرفاته وليس بدوافعه الكامنة وشخصيته عامة. لذلك فإن الأنماط السلوكية هي عبارة عن قوالب سلوكية يكونها الشخص وفق خبرته ويتصرف من خلالها. فالنمط السلوكي إذا" هو عبارة عن قالب سلوكي يمكن لأشخاص ذوي شخصيات مختلفة أن يشتركوا في إعتماده. ولعل أكثر الأنماط السلوكية شيوعا" هما النمطان أ وب. حيث يعتبر أصحاب النمط (أ) من الأشخاص الذين يتصرفون بطريقة تجلب لهم الإرهاق وبالتالي فهم الأكثر عرضة للذبحة القلبية وللأمراض الجسدية الناجمة عن الإرهاق عموما".

تعريف النمط السلوكي

النمط السلوكي هو عبارة عن علاقة بين الفعل والإنفعال. التي نلاحظها ، في حالة النمط أ مثلا"، لدى الأشخاص يخوضون صراعا" دائما" بهدف الحصول ، وبأقل وقت ممكن، على عدد معين من الأهداف والأشياء. ويختلف هذا النمط عن حالات القلق العادية من حيث تحديده لأهدافه وإصراره عليها. و ذلك على عكس القلق الذي يتراجع ليطلب النصح إذا ما أحس أن ذمام الأمور بدأ يفلت من يده.

هذا بالنسبة للأنماط الطبية – النفسية ( السيكوسوماتية) أما بالنسبة للأنماط السياسية فهي مختلفة لجهة إعتمادها معايير مختلفة. كما لجهة إنحسارها في فئة محدودة جدا" هي فئة السياسيين. ويهمنا في هذا السياق تحديدا" فئة الرؤساء الأميركيين وأنماطهم السلوكية.

1. الأنماط السلوكية للرؤساء الأميركيين

إن النمط المميز لهيكلية جهاز القيم الأميركي، يجعل من قضية الأخلاق قضية جاذبة للرأي العام، وخصوصا" في فترة الإنتخابات. التي تشهد التركيز على الحياة الخاصة للمرشحين، وعلى العلاقة بين هفوات المرشحين وبين أدائهم الرئاسي في حال فوزهم.

قضية الأخلاق هذه كانت مدخل الجمهور الأميركي لاستكشاف شخصية الرئيس كلينتون، بدءا" بعلاقته مع زوجته الصعبة المزاج ( لدرجة الاضطراب أحيانا")، مرورا" بعلاقاته النسائية التي تكللت بفضيحة التحرش الجنسي، والدعوى التي أقامتها باولا جونز على كلينتون، وأيضا" مرورا" بـ "وايت ووتر"، وانتحار أحد المستشارين وما أشيع عن علاقة بينه وبين زوجة كلينتون، وصولا" إلى الديون التي تثقل كاهل الرئيس... الخ من الهفوات التي أتاحت للجمهور الأميركي تكوين فكرة عن الملامح الرئيسية لشخصية كلينتون. لكن التركيز على هذه الهنات لا يعني أنها غير مسبوقة، فقد كان لغاري هارت مغامراته العاطفية مع العارضة دونا رايس، كما اتسم سلوك بات روبرتسون بالعبث الشبابي. ولم يكن جون كينيدي بعيدا" لا عن المغامرات العاطفية، ولا عن اضطراب تفاهمه الزوجي... الخ. من القضايا التي كان قد أثارها عالم النفس( في جامعة كاليفورنيا)، كيث سيمونتون مؤلف كتاب "لماذا ينجح الرؤساء"، وفيه يقول: " إن الكثير من القضايا الأخلاقية المثارة لا تملك الأهمية في موضوع اختيار الرئيس وانتخابه". وبمعنى آخر فإن أداء الرئيس في غرفة النوم لا علاقة له بأخلاقه. ويذكر سيمنتون أن لغالبية الرؤساء الأميركيين مغامراتهم العاطفية خارج فراش الزوجية، دون أي فارق بين الناجحين وبين غير الفاعلين منهم.

أما عالم الشخصيات روبرت هوغان، فيعارض ذلك إذ يقول: " إن الشخصية هي مجموعة متكاملة من السمات مثل الذكاء والمرونة ودرجة الحياء والكبت عند الشخص...الخ وهذه السمات هي التي تحدد سلوك الشخص سواء كان رئيس عمال في ورشة، أو كان في البيت الأبيض رئيسا".

ويدعم هذا الرأي عالم السياسة "جيمس دافيد باربر". مؤلف كتاب: "الأخلاق الرئاسية – التنبؤ بمستوى الأداء في البيت الأبيض"، إذ يقول: أن من يدرس أحوال الرئاسة في القرن العشرين، سيصل للإستنتاج القائل، بأن لأخلاق الرئيس أهمية وتأثير أكيد في مجريات الأمور. بل أن أخلاق المرشح أصدق إنباء عن شخصيته وأدائه من كل الوعود والاقتراحات الانتخابية التي يطرحها أثناء حملته. ويعطي باربر مثالا" على ذلك " ليندون جونسون"، فيقول بأن قصة جونسون مع حرب فيتنام هي أكثر الأمثلة إثارة للرعب في العصر الحديث. فقد كان يدعي بأنه مرن ومحب للسلام، ولكنه لم يلبث أن تحوّل إلى التصلّب في سياسته العسكرية الفاشلة، وذلك بسبب سلوكه القهري المتصلّب. ويتابع باربر بأن دوايت د.ايزنهاور يمثّل نموذجا" للشخصية السلبية ( ينسحب من المواجهة لأسباب أخلاقية تاركا" حل المشاكل للآخرين ) ومن هنا فشله في محاربة المكارثية، والمشكلات التي انبثقت في أيامه كانحلال الحياة في المدن ومظاهر الشغب العرقي. وهنا علينا أن نلاحظ تكرار هذه الملامح في عهد ووكر بوش منذ الاشهر الأولى لولايته. حيث الشغب العرقي المندلع في سينسيناتي في 1/4/2001 وحيث التورط في قصف افغانستان وصعوبة الانسحاب منها. إضافة للرغبة القهرية لدى بوش بتوجيه ضربة أخرى للعراق.

 

 

 توقيع الرضي :
الرضي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-08-2003, 03:46 PM   رقم المشاركة : 4
الرضي
أخ راقي ومشرف سابق





افتراضي

- التصنيف النفسي – السياسي للرؤساء الأميركيين

يطرح باربر تصنيف الرؤساء الأميركيين، وفق خطين قاعديين: 1- خط الفاعل و 2- خط المنفعل ( أي القدر من الطاقة الشخصية الذي يبذله المرء في عمله في مقابل العاطفة الايجابية – السلبية أو موقفه من نتائج عمله ومدى تقبله لهذه النتائج). وعلى هذا الأساس يحدد باربر أنماطا" أربعة لشخصية الرئيس الاميركي وهذه الانماط هي:



أ – النمط الفاعل – الإيجابي

هذا النمط من الرؤساء يستثمر قدرا" كبيرا" من الطاقة الشخصية في عمله، وهو يستمتع بذلك. وتكون لدى مثل هذا الرئيس أهداف تحكم توجهاته. كما تكون لديه مرونة. لكنه قد يواجه مشكلات في التعامل مع المواقف العاطفية وغير العقلانية في السياسة. ومن الرؤساء المنتمين الى هذا النمط: روزفلت، وترومان وكينيدي.

ب- النمط الفاعل – السلبي

يملك صاحب هذا النمط طاقة شخصية عالية، لكنها موجّهة في كفاح قهري لا متعة فيه، وليس له سوى مردود عاطفي محدود. ويواجه أصحاب هذا النمط صعوبة في كبت وضبط مشاعرهم العدائية. من أهم أمثلة هذا النمط الرؤساء ولسون وجونسون ونيكسون.

ج – النمط المنفعل – الإيجابي

يمتاز هذا النمط بأنه مساير ومتعاون أكثر منه صاحب شخصية وحيوية قوية. مع مسحة تفاؤل مهيمنة على سلوكه. وهذا النمط يفاوض بشكل جيد، ولكنه يحيط نفسه بأصدقائه القدامى الذين يجلبون له العار. ومن أمثلة هذا النمط هوارد تافت وريغان، " الذي يقول عنه سيمونتون: "ها نحن نجد ريغان يوقع صفقة أسلحة مهمة وفي الوقت نفسه تنفجر حوله الفضائح في كل مكان". كما ينتمي الى هذا النمط الرئيس كلينتون.

د – النمط المنفعل – السلبي

يدخل أصحاب هذا النمط الى ميدان السياسة إنطلاقا" من حسّ الواجب والخدمة وليس لتحقيق المتعة. وهم لا يجنون من الرئاسة سوى القليل من القناعة والرضى. وهم يميلون لتجنّب الصراعات، والانسحاب منها معتمدين على بيانات مبادئ غامضة كما فعل كوليدج وايزنهاور.

على ان هذا التصنيف يجب ألا يدفعنا إلى تجاوز العوامل الفردية، التي تميز الفرد عن الآخرين، بحيث لا يمكن إدراج شخصيته بصورة حصرية في واحد من هذه الأنماط لوحده، بل هو مزيج يهيمن عليه أحد هذه الأنماط.

3- التحديات التي تواجه الرؤساء الأميركيين

يرى عالم السياسة "بروس بوكانان" من جامعة تكساس، أن الرؤساء الأميركيين يواجهون أربعة تحديات أساسية تعترض مدة إقامتهم في البيت الأبيض هي:

1- المجد المفرط : هو التحدي الأول حيث يكثر المادحون والمتزلفون، بحيث تتحول معارضته إلى مفاجأة يستجيب لها البعض بالغضب ( يزداد الغضب مع ازدياد القناعة بأقوال المادحين).

2- إجهاد القرارت : ان التحدي الثاني، الذي يواجه الرئيس، هو العراقيل والحواجز المؤدية للإحباطات وكيفية تعامل الرئيس معها. فهل هو يعرف متى يحارب ومتى ينسحب؟ وهل هو قادر على تحمّل الفشل وهضمه؟.

3- التوفيق بين أجنحة ادارته: وهو التحدي الثالث في مواجهة الرئيس. و هو أسلوب الإدارة التي غالبا" ما تواجه الرئيس بمطالب متناقضة، حيث يجب أن يملك الرئيس القدرة على التوفيق بين هذه القدرة المتناقضات. هذا التوفيق الذي فشل فيه جيمي كارتر لتدخّله الزائد لدرجة التورط. كما فشل فيه ريغان بسبب تراجعه وعدم تدخله بالمستوى المطلوب.

4- الإغراءات الضخمة : وهي التحدي الرابع للرئيس. ويعطي بوكانان على هذا التحدي مثال جونسون الذي رغب في تحقيق برامجه الإجتماعية (مشروع المجتمع الكبير) وبأن ينتصر في فييتنام في آن معا". لكن الكونغرس لم يكن مستعدا" لتمويل الاثنين معا". كما أن ريغان كان مستميتا" لتحرير الرهائن الأميركيين ولم يكن مستعدا" لاجراء أية مقايضة مع الزعماء الإيرانيين. وفي كلتا الحالتين فإن فشل الرئيسين في تحقيق إغراء الحصول على هدفين في آن واحد قد دفعهما إلى الكذب.

هذا ولا يهمل بوكانان، الاشارة إلى جملة عوامل تؤثر في أسلوب مواجهة الرئيس لهذه التحديات، فيذكر العوامل التالية:

1- مجموعات المصالح.

2- الحزب المسيطر على الكونغرس والمحكمة العليا.

3- الدعم الشعبي .

4- أجواء التوقع (تذكيها الصحافة)...الخ.

و في حالة الرئيس جورج ووكر بوش يلاحظ أن هذه العوامل إتخذت طابع الحدة. بحيث أصبحت موازية للعوامل الرئيسية في أهميتها وفي تأثيرها على قرارات الرئيس.

4- النمط السلوكي لجورج ووكر بوش

بعد هذا الشرح المختصر والمبسط للتصنيف السلوكي للرؤساء الأميركيين علينا أن نقوم بتحديد النمط السلوكي للرئيس جورج ووكر بوش. فإلى أي من هذه الأنماط السلوكية الأربعة ينتمي. فتحديد نمط بوش من شأنه مساعدتنا على تبين العلائم السلوكية المسيطرة على تصرفاته الرئاسية وعلى خياراته. أيضا" يسمح لنا هذا التحديد بعقد المقارنة بينه وبين الرؤساء السابقين من ذات نمطه السلوكي. بحيث يساعدنا ذلك على التنبوء المستقبلي بإتجاهات الرئيس وخياراته. وهنا لابد من التذكير بأن القانون الأميركي ( ومعه السياسة) يعتمد مبدأ السابقة. وعليه فإن الرئيس الأميركي يفتش عن السوابق في تاريخ أسلافه للإستناد إليها في قراراته الصعبة. ومن الطبيعي أن يميل الرئيس إلى السوابق والحلول المنسجمة مع نمطه السلوكي. وعليه فإنه يختار من بين السوابق سوابق الرؤساء المشاركين له في نمطه السلوكي. ومن هذا المنطلق رأينا بوش الإبن يتجه نحو التوحد بريغان متجنبا" التوحد بوالده. ولهذا التجنب سبب ظاهر هو محاولة الإستقلال عن ظل أبيه. وسبب آخر خفي هو إختلاف النمط السلوكي بين الأب ( فاعل - ايجابي) والإبن. لكن إختيار الإبن التوحد بالرئيس ريغان لم يكن موفقا" كون النمط السلوكي لريغان مناقضا" لنمط ووكر بوش فإعجاب بوش بريغان وحده لا يكفي للوصول به إلى أداء مماثل لأداء ريغان كما سنرى. إذ ينتمي ريغان الى النمط المنفعل الإيجابي. ومراجعة سلوك ووكر بوش تؤكد بعده التام عن هذا النمط. وتكفي هنا مراجعة الملامح المشتركة بينه وبين جونسون (اشرنا اليها اعلاه) لنتبين انتماء ووكر بوش الى النمط الفاعل-السلبي. ويتدعم انتماءه لهذا النمط بمقارنتنا لسلوكه مع سلوك نيكسون وولسون.

ولهذا النمط من الرؤساء الأميركيين سماتهم السلوكية المشتركة التالية:

1. سهولة التأثر بمستشاريهم ومقربيهم وأعضاء ادارتهم. مع سهولة شبيهة في الإنقلاب على هؤلاء.

2. نقص في المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات. سواء بسبب نقص ثقافي أو بسبب حجب المعلومات عنهم بحجة عدم أهميتها. بحيث يبدو كلا" منهم مخدوعا" في أحد المواقف المفصلية في ولايته.

3. الاندفاع غير المدروس في إتجاهات استراتيجية خاطئة. وهو احتمال يزداد مع انحياز هذا النمط للفريق المتطرف في ادارته.

4. عدم إستساغة الجمهور الأميركي لهذا النمط من الرؤساء وتخليه عنهم في ورطاتهم.

5. الرغبة المفرطة في التمتع بالمجد والجبروت الرئاسي.

6. عدم القدرة على تحمل الإحباطات ومواجهة المواقف الصعبة. مما يدفعهم للإرتماء أكثر فأكثر في أحضان فريقهم ومستشاريهم. مع إتباعهم للسلوك الهروبي.

7. الوقوع بسهولة ضحية الاغراءات الضخمة. ومحاولة الجمع بين الأهداف المتناقضة. دون ملكية المرونة الكافية لوضع جدول اولويات يتيح لهم التركيز على الأهداف الأهم والتخلي عن الأقل أهمية. وهي سمة مشتركة بين الرؤساء السلبيين ( فاعلين أو منفعلين).

 

 

 توقيع الرضي :
الرضي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 11:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد