العودة   منتديات الطرف > الواحات الإسلامية > ۞ ۩ ۞ الواحة الإسلامية ۞ ۩ ۞




إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 22-08-2003, 02:19 AM   رقم المشاركة : 1
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي ملف خاص بالشيخ الوائلي - رحمه الله - في ذكرى أربعينه

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

أيها الأحبة أعضاء وعضوات منتديات الطرف
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته


ونحن في هذه الأيام ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل علمٍ من أعلام الفكر والخطابة والشعر .. إنه خطيبٌ استثنائيٌّ ، وسيظل .. وهو ليس فخر للشيعة فحسب ، بل هو فخر للمسلمين قاطبة وفخر للفكر الحر المنطلق ..

من هنا ومن هذا الملف الذي سيخصص للشيخ ؛ عرفاناً منا بعطائه الثر أدعوكم جميعاً للكتابة إما عن طريق عرض مبسط لسيرته أو استعراض شئ من مؤلفاته أو جزء من محاضراته أو دراسات مبسطة حول شعره وخطابته المنبرية أو ...

كل ما يتعلق بهذا الشيخ الجليل قدمه ولا تخجل حتى لو كان تصميماً ، فالأشياء الصغيرة إذا تجمعت يصبح لها شأنٌ عظيمٌ .
وهذا أقل واجبٍ نقدمه لهذا النهر المتدفق الذي ارتوت منه أجيال وأجيال ، ولإن غاب عنا وارتحل ستبقى آثاره مناراً للهدى والعلم ، ولن يتوقف هذا النهر عن الجريان .




ملاحظة :

<span style='color:darkblue'>عند نقل أية مشاركة حول الشيخ لابد من ذكر المصدر ؛ كي يكون الملف موثقاً ، وأكثر مصداقية في عرض المواضيع للقارئ والقارئة .
</span>




...........



....



؛؛

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 02:22 AM   رقم المشاركة : 2
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

منتدانا كان من السباقين في متابعة أحوال الشيخ ( رحمه اللَّه ) ...

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

( حامل المسك ) هو من نقل خبر عودته إلى النجف فاستبشرنا خيراً ، وتوقعنا الرحيل :

http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=8974


الثائر آثر أن يكتب النعي ، فاسودت الدنيا بأعيننا - رغم أننا متوقعين - ، لكن عندما أصبح الأمر حقيقة لم نحتمل ذلك :

http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=9073


وكان لقطرة الندى مشاركة حول السيرة المختصرة عن حياة الشيخ :

http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=9090


مدن العراق ودعت شيخها الكبير الدكتور أحمد الوائلي ( موثق بالصور ) ، وضع هذا الخبر ديك الجن :

http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=9296


وكان لهمس الكلام خاطرة بعنوان " في قلوبنا ياوائلي " :

http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...39927#post39927


أبو حسن لم يقصر في فتح موضوع خاص في استقصاء شعر الشيخ غير المنشور :

http://altaraf.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9478


أما الديواني فآثر أن ينتقي لنا هذا المقطع الصوتي في رثاء الشيخ :

http://altaraf.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9848





،،،،،،،




،،




؛

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 02:43 AM   رقم المشاركة : 3
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

الطير عاد ولكن

قصيدة من كربلاء المقدسة في رثاء الشيخ - رحمه الله - في الأيام الأولى من وفاته .

[poet font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="groove,4,darkred" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
دموعي بين أجفاني حيارى = وأفكاري لما سمعت سكارى
إلى التكذيب ألتجأت لواذاً = وبالتسويف قد لاذت فرارا
لعل إشاعة عصفت بسمعي = كما من قبل قد عصفت مرارا
أو الأفواه من قال وقيل = مشت في وحل ثرثرة عثارا
ولما أحمرت الدنيا سماها = وأمطرت الغيوم عليّ نارا
ومادت بالجبال الشم أرضٌ = وغطى اليل بالظلم النهارا
تيقنت الذي قد كنت أخشى = جليل وقوعه وبلاه صارا
لطمت الخد فأنهلت دموعي= وجوف القلب بالنيران فارا
فصحت (الوائلي) ورحت أبكي = وجانبت المهابة والوقارا
ومزقت الثياب عليك حزناً = بلا وعي هواناً وانكسارا
ألا كيف الممات عليك أهوى = وكيف بخبط عشواء أغارا
فيا دكتور ( أحمد ) لم أصدق = بأنك كالأنام غدا توارى
وأن الشمس تدفن في لحودٍ = يغطيها ثرى لحدٍ أزارا
وأنك من تراب وأبن حوا = وأن الأرض تلتهم الكبارا
وأن ( الوائلي ) له انتهاءٌ = إذا ( عزريل ) قد أمضى القرارا


رثاءٌ لا ، بكاءُ لا ، فخارا = لمن بفم رحى الدنيا أدارا
لمن بفم تحدى كل زيفٍ = وشن على كتائبها المغارا
أسى أي أي وربي في فؤادي = وقد أذكى بطينيه أوارا
لمن بفم وفكر قد تحدى = طواغيتاً مشيطنة جهارا
لمن بفم ورأي رد عنا = أبالسة مسممة كثارا
عهدناك الفم الدوى نشيداً = لساناً لا يبارى لا يجارى
عليه أشعة التقديس حلَّت = لذا ما أظلم من أمر أنارا
عهدنا في شفاهك أيَ ربي = تقدسها احتراماً واعتبارا
تفسرها بتوضيح جلي = فتغشى في مسامعنا نظارا
تفسرها بتوضيح دقيق = مميطا عن قداستها الغبارا
عهدنا اسم ( الحسين ) يفوح عطراً = على شفتيك قد أمسى شعارا
و ( للزهراء ) من فمه نصيب = لذا اختارتك يا ( دكتور ) جارا
كما الكعبي أنت حصدت مجداً = ويحصد مثلكم كل الغيارى
بذكراها رحلت إلى جنان = فطب في قرب ( فاطمة ) جوارا
ولكن قد تركت قلوب ناس = عليك تصب مدمعها جمارا
وصلت إلى الحسين ولم تزره = هنيئاً فالحسين رؤاك زارا
وصلت إلى الفرات ولم تذقه = وأمواج الفرات بكت حيارى
قضيت مشرداً عشرين عاماً = تجوب السهل والبيد القفارى
ولما عاد للأوطان طيرٌ = اسف على أهاليه وطارا
فيا ( زهراء ) أعيضينا بفذٍ = يكن ( كالوائلي ) بنا منارا
[/poet]
كربلاء المقدسة 14 جمادى الأول 1424هـ
14 تموز 2003م السيد عدنان الموسوي ، بواسطة أبي ناجي الخلف .

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 12:42 PM   رقم المشاركة : 4
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

[poet font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="inset,8,sandybrown" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
رسمت ملامحي ليظلَّ شكلي = مع المضمون في قلب الكتابِ
فجسمي سوف يبلى بعد حين = وأمحى مثل غيري بالترابِ
وفوق الترب ليس يبين حُسنٌ = ولا قبح لشيخ أو شبابِ
بلى سيظلَّ من فعلي وقولي = حضور رغم إني في غيابِ
فيا متأمِّلاً رسمي ترحم = عليّ بيوم أدعى للحسابِ
وقل ربي تلطف في فقير = لرحمتك الكبيرة والثوابِ
[/poet]

<b><u><span style='color:"00BFFF"'>(</span><span style='color:"08B4FB"'> </span><span style='color:"10AAF8"'> </span><span style='color:"189FF4"'>أ</span><span style='color:"2194F0"'>ح</span><span style='color:"2989EC"'>م</span><span style='color:"317FE9"'>د</span><span style='color:"3974E5"'> </span><span style='color:"4169E1"'>ا</span><span style='color:"395CE5"'>ل</span><span style='color:"314FE9"'>و</span><span style='color:"2942EC"'>ا</span><span style='color:"2135F0"'>ئ</span><span style='color:"1827F4"'>ل</span><span style='color:"101AF8"'>ي</span><span style='color:"080DFB"'> </span><span style='color:"0000FF"'>)</span></u></b>

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 12:52 PM   رقم المشاركة : 5
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

السيرة الذاتية :

هو الشيخ أحمد ( 1 ) بن الشيخ حسون بن الشيخ سعيد بن الشيخ حمود الليثي ، الوائلي ، النجفي .

ولد في النجف الأشرف يوم الجمعة 17 ربيع الأول سنة 1347هـ ، وبها تربي ونشأ مع شقائق النعمان تطل على ذلك الوادي الأفيح .


أسرته :

الليثي بفتح اللام وسكون الياء ، وفي أخرها ثاء مثلثة ، هذه النسبة إلى ليث ابن كنانة ( 2 ) وعلى هذه النسبة يؤكد مشايخ القبلية ، ولها اليوم فروع كثيرة في الفرات الأوسط .

والوائلي : بفتح الواو وسكون الألف وكسر الياء ، وقد برز كثير من العلماء والأدباء منهم ، وفي مقدمتهم :

ـ الدكتور إبراهيم الوائلي . يعد من أساتذة الأدب العربي في العراق ( 1332-1408هـ ) .

ـ إبراهيم بن الشيخ محمد بن عبدالحسين الوائلي . كاتب قدير وشاعر وأديب ( ولد 1914م ) .

ـ الدكتور فيصل بن قاسم الوائلي . يعد من علماء العراق وتولى منصب مدير الآثار العامة ببغداد ( ولد عام 1922م ) .

هذا القليل ممن انتقيتهم من بين كثيرين من أسرة ( الوائلي ) .


ـ أبوه :

هو الأستاذ الخطيب الأديب الشيخ حسون الوائلي ( 1890 ـ 1963م ) ولد بالنجف وتوفي فيها بها ، وكان تاجراً للحبوب قضى أكثر حياته في ( أبي صخير ) وهي موضع من مملكة الحيرة القديمة .

ولما تزوج الشيخ محمد علي قسام شقية الشيخ حسون أقنعه بسلوك طريق الخطابة الحسينية ، فأكب الشيخ حسون على دراسة مبادئ العلوم العربية والإسلامية ، واستطاع بنباهته وغناء وحسن حالته أن يطوّر نفسه ويتفرغ للمطالعة لينمي ملكته الخطابية ، مستعيناً بالشيخ محمد علي قسام .

ويلاحظ أن وعيه السياسي بدأ بالظهور باتصاله بآل قسام ـ الذين كانوا من ألد أعداء الاستعمار البريطاني ، فحسب عليهم ، وساهم كخطيب بأداء واجبه الجهادي في الثورة العراقية الكبرى ضد الانجليز سنة 1920م ، وكان شاعراً مقلاً أيضاً له بعض القصائد في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وجدة الشيخ حسون كانت من الأسرة العلمية النجفية آل قطفان الذين ينتسبون إلى بني سعد .


ـ أمه :

هي الحاجة بيبي بنت الشيخ عواد بن محمد حسين بن الشيخ علي زيني النجفي .

وكان الشيخ علي زيني المتوفي سنة 1215هـ من كبار شعراء النجف باللهجة المحلية ( العامية ) .

وللوائلي قربى من جهة أمه بالشيخ هادي بن شريف القرشي ، والشيخ باقر القرشي وكلاهما من الأدباء العلماء .

وعلى العموم فإنه عاش في ظل أسرته طفولة مرفهة ما تزال صورها في مخيلته حية في ذاكرته ماثلة في ذهنها بما يحدثنا نفسه عن ذلك فاسمع قوله :


[poet font="Simplified Arabic,4,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="inset,4,purple" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
سل الطفولة هل مرّ الزمان على = ألذ منها ومن أيامها الأول
أيام نشتار من صبح يطلُّ علي = ورد وليل على الألحان منسدل
نظلُّ نركب أحلاماً مجنحة = تطير فينا إلى الجوزاء والحمل
ونرسم الليل سعلاة بأعينها = جمر وجثتها السوداء كالجبل
وكلنا نتبارى في بطولتها = إذا حكينا فما فينا سوى بطل
حتى إذا ما انتهينا من ملاحمنا = وأسلمتنا حكاينا إلى الملل
عدنا إلى الرمل نبني منه أروقة = ونصنع الطين من خيل إلى أبل
وقد يمرّ شجار ثم يعقبه = صلح وماثمّ من غلِّ ولا دغل
يا للطفولة نوّار واخيلة = مزوقات وطهر غير مفتعل
[/poet]

ويقول في أخرى :

[poet font="Simplified Arabic,4,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="inset,4,purple" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
عهود الصبا يا حلوة إن ذكرتها = فإن شفاهي من حلاها تفطر
وعهد الصبا ترنيمة أريحية = تزوق من أحلامنا وتعطر
في للصبا جفت لدان غصونه = وعاد يبساً عوده يتكسر
[/poet]

نشأته ودراسته :

نشأ في النجف الأشرف على أبيه نشأة فاضلة ، كان فيها عزيز الجانب ، موفور الكرامة ، شديد الاعتداد بشخصية ، قوي الأمل بمستقبله ، متفوقاً على أقرانه ، مع نباهة وذكاء حادين ، وللحاضرة النجفية أثر كبير في نبوغه ، كونه خريج مدرستها الكبرى ، التي هي أقدم مدرسة للأدب العربي .

وما برحت النجف مورد اعتزاز للشيخ الوائلي ( قدس الله سره ) وفخره :


[poet font="Simplified Arabic,4,sienna,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="inset,5,sienna" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نجفي يا خميلة في الفيافي = وربيعاً يهتز وسط محول
وتراباً معنبراً لست أرضى = عن حصاه نجم السما ببديل
يا مغاني العلا ويا مهبط الفكر = ومحراب نابغات العقول
يا مهادي الوثير يوم قدومي = ووساداً أرجوه يوم رحيلي
نام فيه أبي وشيخي وإخواني = جميعاً في ظل حامي الدخيل
[/poet]

وفي السابعة من عمره درس لدى الكتاتيب وحفظ القرآن الكريم ، وكان ذلك في مسجد الشيخ علي نواية في سفح جبل الطمة من محلة العمارة ، وكان شيخه آنذاك عبدالكريم قفطان ، وبعد تعلمه القراءة والكتابة ، وقراءة القرآن الكريم ، وبعدما صلب عوده واشتد ساعده ، بدأ دراسته بشكليها الأكاديمي الرسمي ، والحوزوي الذي يعتمد على قدرة الإنسان ونبوغه ومقدرته العقلية ، فجمع بذلك الفضيلتين ، واستفاد من التجربتين ، ففي الأول أنهى الدراسة الابتدائية بمدرسة الملك غازي الابتدائية في النجف سنة 1952م ، ثم دخل متوسطة منتدى النشر ، فكلية منتدى النشر ، وتخرج منها بتفوق .

ولما تأسست كلية الفقه سنة 1985م انتسب إليها ، وتخرج سنة 1962م ، بحصوله على بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية ، ثم أكمل الماجستير في نفس الاختصاص في معهد الدراسات العليا التابع لجامعة بغداد ، وكانت رسالته بعنوان ( أحكام السجون ) ثم غادر إلى جمهورية مصر العربية ، حيث درس في كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة ، ونال درجة الدكتوراه سنة 1978م عن أطروحته الموسومة ( استغلال الأجير وموقف الإسلام منه ) .

وخال وجوده في القاهرة لإعداد أطروحة الدكتوراه ، درس الاقتصاد في معهد الدراسات العليا التابع لجامعة الدول العربية .



أساتذته :

أما دراسته الحوزوية فقد بدأت بقراءته مقدمات العلوم العربية والإسلامية ، ثم تدرج في ذلك حتى أنهى مرحلة السطوح ، وهي مرحلة متقدمة في الدراسة الدينية لجامعة النجف الكبرى ، وحظي خلال هذه الفترة بجمهرة من الأساتذة الأجلاء ، ومنهم أساتذته في العربية وعلومها ، ومن أبرزهم :

1- الشيخ علي ثامر : ( 1964 / 1384 ) من علماء النجف الأفاضل ، وقد درس عليه المعاني والبيان وعلوم البلاغة ، والشيخ علي ثامر هو أستاذ الشاعر محمد مهدي الجواهري في علوم البلاغة .
وللشيخ الوائلي ( قدس الله سره الشريف ) قصيدة في رثائه تعبر عن شدة تأثره لفراقه ، وعن علاقته الروحية العميقة به ، ومما جاء فيها :


[poet font="Simplified Arabic,4,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="inset,4,royalblue" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
رسمتك في فكري فضاء بك الفكر = ونحتك في شعري فجلىّ بك الشعر
سكبت القوافي في رثاك من الشجى = فمن لوعتي شطر ومن أدمعي شطر
[/poet]

2- الشيخ عبدالمهدي مطر : من شيوخ الأدب والشعر وأساتذة الفقه والأصول ، والشيخ الوائلي ( قدس سره ) كثير الثناء عليه ، وله للشيخ عبدالمهدي ديوان شعر كبير وكتب كثيرة ، ولكنها مخطوطه .

3- الشيخ علي بن الشيخ محمد سماكة : أحد العلماء المجتهدين ، ومن أساتذة الفقه والأصول ، توفي في الحلة وكان عالمها الأكبر .

4- السيد محمد تقي بن السيد محمد سعيد الحكيم : وهو من كبار العلماء المعاصرين بالعراق ، وعضو بالمجامع العلمية بمصر وبغداد ، ومن كتبه الشهيرة ( أصول علم الفقه المقارن ) ، وكان الشيخ الوائلي ممن تتلمذ عليه في العقائد والفلسفة والمنطق .

5- الشيخ محمد رضا المظفر : من علماء النجف الكبار ، ومن أساتذتها الذين برزوا في أفكارهم الإصلاحية ، وبث وسائل الدعوة في داخل العالم الإسلامي وخارجه .
ومن كتبه الشهيرة : ( المنطق ـ وأصول الفقه ) وما تزال تدرس في جامعات النجف وإيران والهند وباكستان حتى وقتنا هذا .
والشيخ الوائلي من أشد المتأثرين بأفكاره الإصلاحية ورافقه في كثير من مواقفه وأحداث حياته ونهضته ، وكان خليفته فيما بعد في رئاسة منتدى النشر ـ المؤسسة العلمية الشهيرة في النجف ، وقد نظم الشيخ الوائلي ( قدس الله سره الشريف ) في رثائه أبيات مطلعها :


[poet font="Simplified Arabic,4,chocolate,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/5.gif" border="ridge,4,chocolate" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أكبرت أمسك أن يأسى عليه غد = ولم يزل يرقد الدّنيا بما يلد
[/poet]

ـ عصر الشيخ الوائلي :

من العوامل المؤثرة في صياغة شخصية الشيخ الوائلي ( قدس الله نفسه الزكية ) هو عامل المجتمع الذي عاصره ، فالشيخ ابن النجف ، نشأ في محيطه تربية وتعليماً ، والنجف من أعرق البيئات الثقافية الإسلامية قدماً .

نشأ الشيخ الوائلي في هذا العصر الذي يعتبر قمة في نضج وسعة المدرسة العلمية النجفية في مختلف أبعاد المعرفة .

كما حفل عصره بعدد من الخطباء المبرزين ، منهم الشيخ محمد علي اليعقوبي ، والشيخ محمد علي قسام ، والسيد صالح الحلي وغيرهم .

ومثل هذا الجو لابد أن يفعل فعله في شخصية الشيخ الوائلي ، فقيهاً كان أو شاعراً أو خطيباً ، ويعمل على صقله وتهذيبه ، وبالتالي تكوينه بالشكل اللائق ، ولا شك أن للاستعداد الفطري لديه أثر في توجهه وحرصه على الانتهال من هذا الغدير الذي يحمل سمات المعلم الثاني بالوجود الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

ومن فيض بركاته أن عايش الشيخ الوائلي ( قدس الله نفسه الزكية ) الأجواء الرائعة التي قد لا يجود الدهر بمثلها .

وللنجف في شخصية الشيخ الوائلي أثر بليغ محفور في ذاكرته ، ورنين يومي أبدي الحضور في شعوره وتصوراته ، يملي على ذاته تمثلها في حركاته وسكناته ، ولم تزده الغربة إلا تعلقاً وتولها وهياماً وشوقاً مضرم اللهب ، جياش العواطف ، لن يهدأ ولا يستكين :

[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/3.gif" border="inset,4,green" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
( وادي الغري ) وحق رملك وهو ما = اشتاقه في غدوتي ومسائي
لو تستبين على البعاد مشاعري = ملهوبة كالجمر في الظلماء
وصبابتي وأنا القصي عن الحمى = وبمقلتي تلفت الغرباء
[/poet]


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه السيرة العطرة تم كتبتها من مجلة الموسم بتصرف .





تـــــــــــــــــ***10***ـحـــــــــــــــــ***10 ***ـيــــــــــــــــــ ***10***ـاتـ***10***ـــــــــــــــــي











.

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 01:18 PM   رقم المشاركة : 6
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي الوائلي الكبير

الوائلي الكبير


<span style='color:darkblue'>في البدايات التي يبدو الحديث عنها دائماً كإبحار عكسي نحو لحظات الوعي والتشكل الأول، معبراً عنه بالقراءات الاولى والكتابات البكر، لا يمكننا نسيان فضل الشيخ الدكتور أحمد الوائلي في تأصيل وبلورة رؤى جيلنا الثقافية التي كان لأصالته الفكرية وثقافته الموسوعية الاسهام الكبير في صياغتها، كما في صياغة رؤى وتوجهات أجيال سبقتها وأخرى تليها.
أظنه شيئاً من الوفاء أن نذكر كيف تصدرت محاضرات الشيخ الدكتور مآدبنا الثقافية، وكيف كنا ننجذب اليها انجذاب الفراشات الى المصباح، نلتصق بالمذياع حريصين على أن لا تفلت كلمة من كلماته في آذاننا المشرّعة كمكبرات الصوت ساعة المحاضرة لنتحول الى آذان يشنّفها ولا يحرقها ضوء مصباحنا الذي يغذينا بوجبة ثقافية دسمة تزخر بـ"فيتامينات" أسلوبية ومضمونية، وتتسع مروحتها للأدب والشعر والاجتماع والاقتصاد، كالشريعة والتراث والحضارة والتاريخ، وكل ذلك في قالب ديني قرآني اتخذ من المنبر الحسيني إطاره وبؤرة إشعاعه. معه تحول "الميكروفون" الى ما يشبه السفود المجمر تشتعل في أسلاكه فتائل المصادر المتنوعة والمعارف الشاسعة شساعة ثقافته.. لطالما حيرتنا فوقفنا ازاء الرجل الممتلئ ثقة بنفسه وبرسالته، وقفة التلامذة أمام الأستاذ نتفيأ ظلال أغصانه الوارفة.
لذلك الخطيب جاذبية لا تقاوم، قوامها ثقة عارمة بالذات وأداء فريد وصوت أجشّ.. كان يبدأ بقراءة أبيات شعرية حول واقعة الطف، أبيات موجزة بعيدة عن المطولات، يتناول آية قرآنية فيذهب في تفسيرها مذاهب شتى.. فيسافر الحصان النجفي الشارد من بيئة النجف الممرعة الضفاف المخضوضرة الجوانب في سهوب معرفية لا عهد لنا بدروبها، يستطرد ثم يعود للآية، ثم يستطرد من جديد وفي يده خيط خفي يعيده الى مرفأ الآية كلما أحس أنه أوغل في التفسير والشرح.
بعد سماع المحاضرة كنا نقلّد أداءه فنقسم مثله: "وأبيك" "تنبهلي زين"، "تنبهلي أرجوك أكو كلمة".. ونعطف العبارة على أختها بحرف الفاء التي كان يمدها، فتسافر معه الى تخوم المعنى وأقاصي التنبه واليقظة.
كان يستشهد بأبيات شعرية نعرف مسبقاً أنها من نظمه، لكنه تواضعاً منه يردها الى شاعرٍ ما. <span style='color:red'>وعندما وصلتنا أخبار كراماته مشفوعة بأوصاف ونعوت خصّه بها الإمام الخميني (قده): "عميد المنبر الحسيني" و"المكتبة المتنقلة"</span>، أدركنا أن اختيارنا وتفضيلنا له كان في مكانه، فازدادت كرة الإعجاب تكبر وتكبر، وأظنها ستكبر أكثر مع الأيام، تسلمها الى الأجيال للأجيال، كما تسلم هو راية المنبر الحسيني من أجيال سبقته كالشيخ اليعقوبي والسيد صالح الحلي والسيد محمد سعيد اليعقوبي. ستكبر رايتك السوداء يا شيخنا وتخفق عالياً كما راية صاحبها.</span>
حسن نعيم

المصدر :
مجلة الانتقاد اللبنانية

http://www.alintiqad.com/

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الوائلي الكبير
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 01:24 PM   رقم المشاركة : 7
طالب الغفران
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية طالب الغفران
 







افتراضي الوائلي عميد الدعاة

<span style='font-size:12pt;line-height:100%'>

الوائلي .. عميد الدعاة
</span>

ظل المنبر الحسيني طيلة مئات السنين أحد الخنادق الأمامية للدعوة الإسلامية، تدافع من خلاله عن معتقداتها وأفكارها ووجودها، وتحافظ على ترابط نسيجها الاجتماعي وتضامن أبنائها وتكافلهم ووحدتهم. كما توصل من خلاله صوتها الى الآخر، أياً كان هذا الآخر.. الديني، المذهبي، الفكري والاجتماعي. وأهمية المنبر الحسيني تنبع من تعدد أدواره وتكاملها. فهو وإن بدأ مساحة للتعبير عن العواطف والمشاعر تجاه مأساة كربلاء التي أعقبت إعلان الإمام الحسين (ع) حركته التغييرية الإصلاحية الكبرى، إلا أن أهداف هذا المنبر اتسعت وتطورت بمرور الزمن، لتلتحم بأهداف الدعوة والعمل الإسلامي، وليتحول المنبر الى أحد أهم وسائل الدعوة وأكثرها انتشاراً وتأثيراً.

وككل خنادق الإسلام ظل العنصر الإنساني هو العامل الأساسي في عملية التطوير والتجديد، فكان عمل الدعاة من خطباء المنبر الحسيني يتنقل بين التقليد والإبداع تبعاً للمستوى العلمي والوعي الاجتماعي والمعرفة بمتطلبات الزمان والمكان. وبرزت في هذا المجال أسماء لامعة جمعت في شخصيتها العلم والتفقه ـ مستوى الاجتهاد ـ الى جانب الدراسة الاكاديمية والوعي بحاجات الأمة السياسية والاجتماعية والمعيشية، وإتقان أساليب الخطابة والدعوة وتقنياتها. وتميزت حاضرة النجف الأشرف بوجود هذه النوعية من الخطباء، كما بقيت متميزة بحوزاتها العلمية ومنتدياتها الأدبية.

والعلامة الداعية الأبرز الذي شغل منبره الساحة الإسلامية والفكرية والأدبية في البلدان العربية والإسلامية خلال نصف قرن من الزمن، هو الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (1927 ـ 2003)، الذي وافاه الأجل في 14 تموز/ يوليو الجاري في النجف الأشرف حيث وُلد. ويمثل الوائلي منعطفاً تاريخياً في مسيرة المنبر الحسيني، بل وفي مسيرة الدعوة الإسلامية بالكلمة، إذ نقل المنبر الحسيني شكلاً ومضموناً من واقع الى واقع، وبالتالي فمن غير الصحيح القول إنه جدد المنبر والخطابة أو طورها.. فالحقيقة أن الشيخ الوائلي هو مؤسس لمنهج مختلف في الخطابة الدينية ومنبر إسلامي لا سابق له.. ومن غير الصحيح أيضاً القول إن الوائلي هو مدرسة في الخطابة الحسينية، لأنه ربما الوحيد الذي يمكن وصفه بالمدرسة برغم بروز عدد من الخطباء الدينيين المجددين والمبدعين في القرن الميلادي الماضي. ويعود سبب الفرادة والتميز في خطابة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي الى جملة من العناصر المكمل بعضها بعضاً، والتي أعطت للشيخ الراحل صفة المؤسس والعميد .


ـ دراسته المعمقة للعلوم الإسلامية الشرعية، إذ درس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف على كبار علماء الدين وبلغ مستويات متقدمة. وهذا العمق العلمي هو عنصر مهم لم يكن شرطاً في خطيب المنبر والداعية. وهذه العلوم تشتمل على علوم القرآن والحديث والكلام والفقه وأصول الفقه، فضلاً عن العلوم الأساسية كالعربية، والعلوم التكميلية كالفلسفة الإسلامية والتاريخ وغير ذلك، وبالتالي كان الشيخ صاحب رأي فقهي وعلمي.

ـ دراسته الأكاديمية، إذ درس في كلية الفقه في النجف الأشرف، ثم حصل على الماجستير من بغداد، والدكتوراه في الشريعة من القاهرة. وهذا العنصر له علاقة بنوعية المنهجية والموضوعية وحجم الآفاق التي تميزت بها خطابة الشيخ الوائلي.

ـ اطلاعه الواسع على العلوم العصرية والفكر المعاصر. فقد كانت قراءات الشيخ الراحل تتسع لمختلف العلوم والمعارف، كالفيزياء والكيمياء والطب والفلك والرياضيات وغيرها، فضلاً عن متابعته لآخر مستجدات الفكر الغربي والفلسفة الغربية والأديان والمذاهب. هذا الأمر جعل الخطابة الدينية الدعوية للشيخ الوائلي شاملة في رؤيتها وموضوعاتها وعميقة في طرحها وعلمية في شواهدها، إذ كان يضمِّن آراءه الفقهية والكلامية والتاريخية شواهد حسية من العلوم العصرية، ويستثمر بعض المناهج والآليات الجديدة في الاستدلال.

ـ المناهج والأساليب الجديدة في طرح موضوع الخطبة وتقسيمها ومعالجة الموضوع والشواهد والاستدلالات التي تدخل في إطار المعالجة، فضلاً عن أسلوب المخاطبة وتوجيه المخاطب ولفت نظره واستدراجه، وهي بمجملها تقنيات حديثة جداً شدّت الجمهور الى خطب الشيخ الوائلي.. ولم يسبق لخطيب وداعية أن استخدم هذه الأساليب.

ـ الشاعرية التي كان يتمتع بها، فقد كان شاعراً وأديباً بارعاً، لكلماته سحر خاص تؤثر في العالم والجاهل. فشاعريته وأدبه جعلاه ينتقي الكلمات والجمل البليغة في معناها والبسيطة في تركيبها، كما كان يضمِّن خطبه شعراً ونثراً. ويضاف الى ذلك مخزونه اللغوي الهائل وبيانه الفريد وقدرته النادرة على الإقناع.

ـ صوته المتميز في إيقاعه ونغمه وتلون طبقاته، وهو أمر يضيف الى سحر بلاغته وبيانه سحراً آخر. ولا يتوقف الشيخ الوائلي في توظيف صوته للمقاطع الشعرية التي تُلقى بطريقة الترجيع ـ النعي ـ وإنما يوظفها في كل أقسام الخطبة.

ـ شخصيته الاجتماعية المتميزة، فقد كان الشيخ الوائلي يعيش في وسط المجتمع يتحسس آلامه وآماله، ولا يتردد في دعم الأفراد والجماعات ومساعدتهم وحل مشكلاتهم. وهذه الشخصية الاجتماعية العامة كان لها حضورها النوعي أيضاً في الأوساط الإسلامية الخاصة والعامة، كمراجع الدين والحركات الإسلامية والمؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية، وحظيت بفائق احترامهم.

وما يميزه في هذا المجال أيضاً أنه كان بعيداً عن كل ألوان الخلاف بين المرجعيات والحركات والمؤسسات، ليس بعيداً بالمعنى السلبي، بل بمعنى أن يكون طرفاً فيها، الأمر الذي أضاف لشخصيته بعداً آخر يسمح له بالتدخل الإيجابي.

هذه العناصر التي جعلت من الدكتور الشيخ أحمد الوائلي عالماً ومفكراً وخطيباً وداعية، حوّلت منبره الديني الى منبر وعي وإرشاد وتثقيف على مختلف المستويات. فالخطابة الدينية لديه عملت على نشر الوعي الفقهي والعقائدي والتاريخي والاجتماعي والسياسي في أوساط الأمة. ومعظم الخطباء الواعين الذين جاؤوا من بعده تتلمذوا على منبره، وإن لم يكن تتلمذاً مباشراً، إذ حاول هؤلاء الخطباء تبني العناصر التي ميزت المدرسة الوائلية في الدعوة الإسلامية بالكلمة، وبالتالي المحافظة على المستوى الذي أوصل إليه الوائلي الخطابة الدينية.


علي المؤمن
المصدر :
مجلة الانتقاد اللبنانية

http://www.alintiqad.com/

 

 

 توقيع طالب الغفران :

"العالم بزمانه لا تَهجمُ عليه اللَّوابس"

الإمام الصادق عليه السلام


الوائلي الكبير
طالب الغفران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 02:01 PM   رقم المشاركة : 8
محمد رضا
مشرف الكمبيوتر والبرامج والإنترنت
 
الصورة الرمزية محمد رضا
 







افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 توقيع محمد رضا :
لا تنسوا...
افتتحوا صباحكم بقراءة سورة التوحيد 11مرة.. وإهدائها للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام.. للحفظ والوقاية من الذنوب والضرر البدني.العالم العارف الشيخ بهجت قدس سره
محمد رضا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-08-2003, 07:55 PM   رقم المشاركة : 9
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

المكتبة المتنقلة.. انتقلت الى وجدان الأمة
الشيخ الوائلي: ثلاثة أرباع قرن من العطاء



<span style='color:blue'>
غرفت القليل من بحر علم العلاّمة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي منذ حداثة سني، حتى قدّر الله لي وظيفة أملت عليّ أن أتعامل بالمراقبة الدقيقة مع محاضرات "عميد المنبر الحسيني"، وكان الخير في ما قدّر رب العالمين، إذ اكتشفت عظمة هذا الإنسان الذي لا يحد علمَه مثلي، ولكنني استطعت أن أعي بعض الخطوط العلمية العامة لهذه الشخصية الفذة.
وها أنا أستغل مناسبة عروجه الى بارئه لأقدم بعض تلك الملامح، علّني أفيه بعض ما أكن له، ولعلّ الذكرى تنفع القارئين.
</span>

حياته ونشأته

<span style='color:indigo'>
ولد أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد الوائلي في النجف الأشرف سنة 1347هـ/ 1928م. وشاءت عناية الله أن يولد في السابع عشر من ربيع الأول، الذي يصادف ذكرى ولادة رسول الله الأعظم (ص) وحفيده صادق أهل البيت (ع)، فسمّاه أبوه "أحمد" من دون تردد ولا تأمل.
لم تكن عائلته المعروفة بأسرة "آل حرج" مشهورة مثل العائلات العلمية الكبرى في النجف مثل: آل المظفر، آل بحر العلوم، آل كاشف الغطاء.. وغيرهم. ولكن فقيدنا الكبير هو الذي جعل اسم أسرته لامعاً بما اكتسبه من علم ومعرفة أهّلاه لينال شهرة واسعة.
كان والده "خطيباً غير مشهور، كما أنه قليل القراءة، لأنه دخل ميدان الخطابة وهو في منتصف عمره".. كما يقول فقيدنا الذي تردد على مجالس الخطباء المعروفين ليتتلمذ عليهم، كما أوصاه والده.
هذه العوامل مضافاً إليها بيئة النجف العلمية، أثّرت على حياة الطفل أحمد، فولج ميدان الخطابة في سن مبكرة جداً كما يقول هو، وكان عمره نحو عشر سنوات أو أكثر بقليل.
يقول بعض الكتّاب إنه خلافاً لسائر الخطباء، دخل عالم الخطابة كبيراً وليس صغيراً، ولمع فيه نظراً لما يتمتع به من ميزات وقدرات.
تابع دراسته الحوزوية وتوغل فيها، وقرأ مقدمات العلوم على يد أساتذة الحوزة البارزين. ولم يكتفِ بذلك بل تابع دراسته الأكاديمية العليا حتى حصل على الماجستير من جامعة بغداد بأطروحته: "أحكام السجون في الشريعة الإسلامية"، ثم أكمل الدكتوراه في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، فنالها بأطروحته: "استغلال الأجير وموقف الإسلام منه".
</span>

عميد المنبر الحسيني

<span style='color:firebrick'>
احتل الدكتور الوائلي مركزاً مرموقاً منذ منتصف القرن العشرين، وتربع على مركز الصدارة في الخطابة الحسينية حتى استحق عن جدارة لقب "عميد المنبر الحسيني" من دون منازع. ولم يتمكن الخطباء الآخرون من مجاراته في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية، فهو صاحب مدرسة مستقلة خاصة لها أسلوبها الرائد ومنهجها الفريد، لذلك كانت نادرة في عطاءاتها وأبعادها، ما جعل الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ويقتبسون من شعاع مدرسته. فأخذ الكثيرون يقلدون حركاته ويجارون نبرة صوته، وما ذلك إلا دليل على عبقرية هذا الخطيب الفذ.
إضافة الى "عمادة المنبر"، اشتهر الشيخ الوائلي بأنه شاعر مرهف وأديب مبدع وداعية كبير، حمل هموم أمته ودعا الى الذود عنها في وجه الاستكبار والاحتلال، وحرض المجاهدين بشعره وخطبه على المقاومة والتصدي لمشاريع الاستعمار وعدوانه.

لقد تمكن الشيخ الوائلي من تبوّؤ هذه المكانة الرفيعة لأسباب أربعة:
1 ـ تتلمذه على ثلة من العلماء الكبار أبرزهم الشيخ محمد رضا المظفر، ومجموعة من خطباء المنبر البارزين.
2 ـ نشوؤه في بيئة النجف الأشرف المعروفة بتراثها العلمي والأدبي.
3 ـ تحصيله الأكاديمي العالي، الأمر الذي أغنى شخصيته العلمية بالدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة.
4 ـ ملكاته الخاصة وذكاؤه الفطري وشخصيته المبدعة.
</span>

آثاره

ترك الشيخ الوائلي ثروة علمية لا تقدر ضمت آلاف المحاضرات المسجلة ومئات الأبحاث، وعدداً من الكتب المطبوعة، ومنها:
1 ـ أحكام السجون في الشريعة الإسلامية.
2 ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه.
3 ـ هوية التشيع.
4 ـ إيقاع الفكر.
5 ـ من فقه الجنس في قنواته المذهبية.
6 ـ جمعيات حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية.
7 ـ الخلفية الحضارية لموقع النجف قبل الإسلام.
8 ـ تجاربي مع المنبر.
9 ـ نحو تفسير علمي للقرآن الكريم.
10 ـ دفاع عن العقيدة.
11 ـ الأوليات في حياة الإمام علي (ع).
12 ـ ثلاثة دواوين مطبوعة.
هذا الإضافة الى عدة مخطوطات نأمل أن تجد طريقها للنشر.


ملامح فكره

<span style='color:teal'>قد يكون من الصعب الإحاطة بفكر غزير مثل فكر الدكتور الوائلي، لكننا سنحاول وضع ملامح عامة لما خلفه فقيدنا الكبير.
أ ـ المنبر الحسيني: يضع الدكتور الوائلي الإمام الحسين (ع) في وعاء الرسالة الذي يبتعد عن المزايدات والمبالغات، ويستشف من وراء كل تحرك وكل مفردة من مفردات واقعة الطف الهدف الكبير والسر الكامن، وفي الوقت ذاته استجلاء محتويات هذه الواقعة وتقديمها دروساً نستلهمها في مسيرة الحياة.

لذلك سعى مع رفيق دربه الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده) الى رفع المستوى العام للمنبر بما يليق بصاحبه (ع)، وقالا ان لذلك ثلاث خطوات:
1 ـ تقعيد المنبر: بمعنى أن يصدر عن قواعد وعلم منهجي.
2 ـ إثراء مادة المنبر: بحيث تتنوع مضامين المحاضرات وتلتمس المواد المشوّقة للسامع المفهومة لديه.
3 ـ العمل على الارتقاء بالمنبر حتى يصل الى مستوى مرجع متجول، يرجع إليه الجمهور للتعرف الى كثير مما يهمه في حياته من عقائد وأحكام شرعية.

ورأى ـ رحمه الله ـ أن من أخلاقيات المنبر الحسيني ما يأتي:
1 ـ أن يهدف العمل لوجه الله تعالى قبل كل شيء.
2 ـ الارتباط بالمصلحة العامة والارتفاع بعيداً عن التحول الى مدية بيد فئة أو فرد ضد فئة أو فرد آخر بدوافع شخصية.
3 ـ ارتفاع ممارسة العمل المنبري عن إرضاء العوام على حساب الحقائق والقيم.
ودعا في كتابه القيّم "تجاربي مع المنبر"، الى عدم حصر الحسين في نطاق الدمع والمأساة فقط، بينما هو ثورة على الباطل، ومنهج سلك الشهادة لبناء المجتمع.
ب ـ شبهات حول الإسلام: كان الشيخ الوائلي خصماً عنيداً لأعداء الإسلام من مستشرقين وكتاب غربيين، ممن حاولوا تشويه دين الله والإساءة إليه، ونسبة آراء مغلوطة اليه.
فكان ـ رحمه الله ـ يتصدى لهم بالدليل والبرهان، ولا يكتفي بالأدلة الشرعية الإسلامية المأخوذة من الكتاب والسنة، بل كان يقارعهم بحجج عقلية ومنطقية وعلمية نظراً لدراساته الموسعة واطلاعاته الكثيرة. ومن أهم الشبهات التي فندها: شبهة انتشار الإسلام بالسيف، حقوق المرأة في الإسلام، شبهة وثنية بعض الشعائر الإسلامية، حقوق الإنسان، هل الإسلام دين عنف ودم؟!.. وغيرها.
ج ـ شبهات حول التشيع: وكان بسعة اطلاعه على المذاهب الإسلامية كافة، خير مدافع عن مذهب أهل البيت (ع)، فكان يفند الشبهات الملقاة على التشيع من كتب بعض الكتاب من المذاهب الإسلامية الأخرى، مستعيناً بالأحاديث التي ينقلونها وبآراء علمائهم.
ومن أهم الشبهات التي فندها وأبدع في ذلك: قصة عبد الله بن سبأ، مسألة الإمامة، حياة الخلفاء، العصمة، زواج المتعة، الشعوبية، المهدوية.. وغيرها.
د ـ الوحدة الإسلامية: كان من رواد الوحدة الإسلامية، فدعا "فرق المسلمين الى ان يدرسوا بعضهم بعضاً بروح علمية، وأن يتبينوا الخلفيات المشبوهة التي أدت دوراً كبيراً وما زالت في تمزيق المسلمين. كما دعاهم الى وعي "وحدة المنبع عند المسلمين.. ان القرآن إمامنا والسنة النبوية رائدنا.. لا ينبغي لنا أن نبقى "متفرجين" دون أن نجند الفكر الشريف والقلم النظيف في ميادين وحدة المسلمين".
هـ ـ البحث عن الحقيقة: كان ـ رحمه الله ـ دائم البحث عن الحقيقة، ويأخذها أنّى وجدها من دون تعصب أو هوى.. وكان منهجه "الدليل والبرهان". فكان مثلاً يمدح كل مسلم موضوعي حتى لو اختلف معه في المذهب، وكان يذم كل متعصب حتى لو اتفق معه في المذهب. وكان يدرس رواية معينة فيرفضها إذا بان فسادها، حتى لو كانت تنصر مذهبه.. "إن كل رأي أو اتجاه او استنباط لا ينتهي الى الكتاب والسنّة فهو الى النار ومضروب به عرض الجدار كائناً من كان قائله.. وانطلاقاً من ذلك فأي رأي ينتصر على رأي آخر من مسلم على مسلم لا يعتبر ربحاً لأحد وخسارة لآخر، بل هو نصر للإسلام والحقيقة والعلم.. هذا منطق كل من قال لا إله إلا الله.. أما من يستظل براية الهوى والتعصب ويسلك درب العناد واللجاج فليس من الله ولا من العلم في شيء".
و ـ مقارنة الآراء: تمتاز مدرسة الوائلي بعدم اعتمادها "الجزمية الفكرية" التي تشكل أحد المظاهر السلبية في مجتمعنا. ويتجلى ذلك في محاضراته عندما يفسر آية قرآنية معينة، فيقدم كل الآراء المطروحة في تفسيرها، ولا يجزم بصحة أي من تلك التفاسير إلا في حالات نادرة، وذلك عملاً بمبدأ جواز الاختلاف والاجتهاد، وحق كل شخص في أن يعمل بدليله.
ولذلك يكثر سماحته من استعمال الكلمات التي تفتح المجال أمام المستمع للتفكير مثل: أعتقد، أظن، أتصور.. وغيرها.
وقد ربّى هذه الملكة من خلال سعة تبحره واطلاعه على كل المذاهب، فلم يحصر علمه بمذهب دون آخر، فها هو يقول: "(من) الأمور التي عملتها وأكدت التجارب صوابها، الانفتاح على تراث المذاهب الإسلامية الأخرى والتفاعل معها نقداً وتقويماً بأعصاب هادئة وموضوعية تامة واتباع الدليل.. وقد برهنت لي التجارب أن هذا المنهج مثمر وفاعل".
ز ـ العقل والعلم: كان يستخدم الدليل العقلي والعلمي في كثير من الأحيان، سواء في الحكم على حديث أو رواية أو في الحكم على بعض الآراء.
ح ـ مواكبة العصر: كان دائم الدعوة الى مواكبة حركة المنبر والتجربة الاجتهادية والخطاب الإسلامي، عصرنا الذي نعيش فيه، وما شهده من ثورة علمية ومعرفية.
ط ـ الشيخ الشاعر: يتميز شعر الدكتور الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقة الديباجة، لذلك عُدّ شاعراً محترفاً ومجرباً من الرعيل الأول.
شعره الحسيني يطفح بالحرارة والتأثير ليتناسب مع ما يحتاجه المنبر من شعر سلس مقبول جماهيرياً وأدبياً. وكذلك شعره في مديح ورثاء أئمة أهل البيت (ع).
وتعدى شعره المواضيع الدينية ليتناول المواضيع السياسية والاجتماعية، فهذه قصائده تدعو الى الثورة والمقاومة، كقصائد: حديث فلسطين، سماسرة الحرب، أمتي.. وغيرها.</span>

معاناته

برغم كل هذه المكانة لم يسلم الشيخ الوائلي من بطش النظام الصدامي في العراق، ما أجبره على ترك بلاده ليعيش متنقلاً في بلاد المسلمين وبلاد الغرب، ليرفد الجاليات الإسلامية بالعلوم الإسلامية. وقد فُجع بمآسي شعب العراق، وفُجع باغتيال رفيق دربه الشهيد الصدر، وفُجع بوفاة ولده سمير عام 1999م.. وظل متنقلاً في البلاد مدة ربع قرن، يحمل في قلبه حنيناً الى العراق والنجف، التي عاد إليها لتحتضنه بحنان كبير لن يتيح رحيلاً آخر.


جلال شريم
مجلة الانتقاد اللبنانية
http://www.alintiqad.com/









.
.

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2003, 05:10 AM   رقم المشاركة : 10
الاستاذ
طرفاوي مشارك





افتراضي حوار مع الدكتور الوائلي ** الاول **

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... كم انت جميل يا دكتورنا .. القاصي والداني يحبك .. هنيئا لك ...




حوار مع كبير خطباء المنبر الحسيني
د. أحمد الوائلي






ما الفرق في رأيك بين السنة والشيعة؟

الفروق الموجودة بين المذاهب الإسلامية ككل ومنها ما هو بين الشيعة والسنة فروق ناتجة عن أسباب... السبب الأول هو الفهم الخاطئ للأدلة العقائدية التي تتعلق بالإمامة التي تلي النبوة مباشرة، هل تكون الإمامة بالانتخاب ويقال أن رسول الله صلى عليه وآله وسلم لم يستخلف أحد وترك الأمر للمسلمين، والمسلمون التجأوا إلى منهج الشورى. أو أن القرآن الكريم له منهج والسنة النبوية الشريفة لها منهج في اختيار الإمام من بعد الرسول؟ أهل السنة يذهبون إلى أن النبي انتقل إلى جوار ربه ولم يرشح أحداً... سوى أنهم استنتجوا من أمره بأن يصلي في الناس أحد الصحابة وكانت السيدة عائشة قالت: ائتمروا أبا بكر فليصلّ في الناس، وصلى أبوبكر وقال المسلمون ارتضاك رسول الله لديننا فكيف لا نرتضيك لدنيانا؟ فاتجهوا لهذا الإتجاه وهو أن أبوبكر مرشحاً ثم ينتخب. هذا هو الرأي الذي ذهب إليه أهل السنة وقد يستدل بعضهم بآيتين هما في الواقع الأمر غريبتان على الاستدلال، الأولى هي: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ" والآية الثانية "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ" صدق الله العظيم. فليس للآيتين علاقة بنظرية الحكم، أما رأي الإمامية فالخلافة بالنص وبالجعل وهو رأي الشيعة. وهم يستدلون بآيات كثيرة منها: "إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا"، "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَْرْضِ" صدق الله العظيم. هذا هو السبب الأول "المنهج إلى الإمامة" ولو اقتصر الأمر على المناقشة بفهم الأدلة لهان الأمر ولكن تدخلت العوامل السياسية والعوامل القبلية وخلفيات أخرى فتضخمت الاختلافات فالسياسة ما دخلت شيئاً إلا وأفسدته. كما أن من أسباب الخلاف يرجع إلى مناهج في الفقه والعقائد عند أهل السنة ومناهج في الفقه والعقائد عن الشيعة.



بعض الشيعة يكفرون السنة... ويرون أن من يصلي وراء سني فصلاته غير مقبولة... فما ردكم؟

هذا الشيعي جاهل ولا يعقل شيئاً من الدين فمن ينطق بالشهادتين فهو مسلم والذي يكفر مسلماً هو الكافر!!




لما لا يأخذ الشيعة بأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه؟

لا نأخذ بأحاديثه بكل صراحة لعدة أسباب، أولها أن جملة من الصحابة كانوا يرمونه بنقص الفهم والقصور، ومنهم السيد عائشة التي خطأته في أكثر من مورد، فهذا الرجل التقى النبي صلى الله عليه وسلم مدة لا تزيد عن ثلاث سنين، ولكن غزارة الأحاديث التي رواها عن النبي توحي لنا بالشك لأن النبي لم يكن متفرغاً في كل وقته لأبي هريرة حتى يروي عن الرسول آلالف الأحاديث أما السبب الثاني فهي المواقف الكثيرة له التي أعلن فيها بغضه لعلي بن أبي طالب، أما السبب الثالث فهو أن الاسرائيليات دخلت في رواية أبي هريرة وجاء براويات عليها ألف علامة استفهام!



هناك من يقول إن الشيعة يسبون الصحابة... فهل هذا صحيح؟

أنا دائما أقول وأنا على المنبر أنه منذ أن جاء الإسلام إلى خلافة معاوية بعد مقتل الإمام علي... هذا التاريخ كان فيه شيعة، وأنا أتحدى أن يكون في هذا التاريخ أي شيعي شتم الصحابة خلال هذه الفترة. ولكن عندما جاء معاوية بن أبي سفيان إلى الحكم وجاء الأمويون واخذوا يشتمون الإمام علياً من على المنابر 80سنة، تولدت بعض ردود الفعل عند البعض فشتموا الصحابة.



عملية التقريب بين المذاهب... أين وصلت؟

الحقيقة أن عملية جمع كلمة المسلمين من أعظم القربات عند الله عزوجل وفي رأيي أن لعملية الجمع بين المسلمين عدة أبواب ويجب أن نلج هذه الأبواب ومنها أن يقرأ بعضنا الآخر فنحن نقرأ أهل السنة ولكن أهل السنة لا يقرأوننا؟! فللأسف كثير من أهل السنة وخصوصاً الشرائح المتأخرة فهي لا تترك كتاباً شيعياً في مكتبتها إلا إذا لزم الأمر في بعض الأحيان فتحتاجه لمحاججة أو مجادلة! فيجب أن يطلع ويقرأ يعضنا البعض الآخر حتى يزول كثير من سوء التفاهم، ويجب أن نرجع إلى تصحيح بعض الثغرات الموجودة في التاريخ والتي اخترعت اختراعاً وكتبت في كتب أهل السنة ضد الشيعة وفي كتب أهل الشيعة ضد السنة، ويجب أن نعرف أن الأصول لا اختلاف فيها بين المسلمين أبدا فلو أقتصرنا على أن نجعل الحد الأدنى هو التمسك بالأصول والإيمان بالأصول، وأما الأمور الثانية والزائدة عن الأصول فلا ينبغي أن نكفر بعضنا بعضا ولا نختلف مع بعضنا البعض. كما بجب أن يكتب أهل السنة عن أهل الشيعة ويكتب أهل الشيعة عن أهل السنة ودعني أضرب لكم مثلاً فقد صدرت مجموعة الفقه الإسلامي في الكويت وليس فيها رأي واحد لآل محمد؟! وآل محمد ليسوا من كوريا أو تايلند!!... فلماذا لا يوجد فيها أي رأي من آراء أهل محمد؟! فنحن نريد من المسلمين أن لا ينظر أحدهم إلى الآخر نظرة غريب وإنما هو جزء من الكيان الإسلامي. ومن أهم الشروط للتقارب التزاوج. فلماذا لا يتم الزواج بين الشيعة والسنة فنحن ليس لدينا مانع من أن يتزوج الشيعي من المرأة السنية! لكن الفتاوى والتي تصدر من بعض الجماعات تحرم هذه الزيجات أي تحرم تزويج السنية من الشيعي... فلماذا؟



هل من المعقول أن يستمر الخلاف بين المسلمين بسبب حرب معاوية مع الإمام علي قبل 1400سنة؟ ومن المستفيد من هذا الخلاف؟

المستفيد قطعاً هو الاستعمار، والاستعمار يغذي الخلاف بين السنة والشيعة لأنه ليس من المعقول أن يستمر الخلاف بين السنة والشيعة أن الإمام "علي تقاتل مع معاوية" وإنما هناك مصالح عند البعض ولا يريد أن يتخلى عنها فهو يؤجج الفرقة والخلاف حتى يضمن مصالحه.



قال تعالى: "أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ" صدق الله العظيم... ما تفسيركم لـ"وَأُوْلِي الأَمْرِ"؟

أولو الأمر عندنا هم العلماء... ولو كان أولو الأمر هم الحكام لضعنا لأن كثيراً من الحكام متهورون لا عقل لهم ولا تفكير.



أيهما أوجب الخُمس أم الزكاة؟

كلاهما واجب وكلاهما أمر بهما القرآن، ولكن الاختلاف في توسيع المفهوم وتضييق المفهوم، فالزكاة لها مفهوم عند البعض واسع وعند البعض الآخر ضيق. أما الخمس فأيضاً القرآن أمر به، قال تعالى" بسم الله الرحمن الرحيم "وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ" فكل ما في الأمر أن الغنيمة عندنا ليست فقط في دار الحرب فجميع ما يغنمه الفرد وما يحصل عليه الإنسان غنيمة ويجب عليه الخمس وتصرف في المصالح العامة فيعطي منها للعلويين والباقي يصرف لإنشاء مستشفيات وطرق، فالخمس مأمور به في القرآن وغاية ما في الأمر أن أهل الشيعة يوسعونه إلى ما يكسبه الإنسان إلى الكسب والغنيمة، أما أهل السنة فيقتصرونه على ما يغنمه الإنسان في دار الحرب، وهذا سبب من أسباب الاختلاف بين السنة والشيعة.



وماذا يترتب على تارك إعطاء الخمس؟

عقوبة تارك الخمس هي نفسها عقوبة تارك الصلاة الآن إذا ترك الإنسان الصلاة فماذا يترتب عليه؟ فإذا تركها جحوداً فيعتبر كافرا وإذا تركها عصيانا فيعتبر عاصيا ويعاقب.



من الملاحظ أن الشيعة يقومون بضرب أنفسهم وجرح صدورهم في يوم عاشوراء... فما السبب؟

سبق للعلماء وأعطوا رأيهم في هذا الموضوع وقالوا أن هذا الضرب أن أضر بالنفس فهو محرم وإذا لم يلحق بالنفس ضرراً فلم يحرم، فهو مجرد تعبير وجداني عن حبهم للحسين عليه السلام.



يتبع (1/2)

 

 

 توقيع الاستاذ :
حوار مع الدكتور الوائلي ** الاول **
الاستاذ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-08-2003, 05:14 AM   رقم المشاركة : 11
الاستاذ
طرفاوي مشارك





افتراضي يتبع (2/2)

هل تواجهون صعوبات مع الأنظمة الحاكمة؟

هذا السؤال لا سبيل للإجابة عليه لأنه موضوع خطير!



ما رأيكم بالمناخ الديني في الكويت؟

الكويت بها روح اسأل المولي عز وجل أن لا يغيرها، فيها اتجاه ديني قوي وتوجه نحو الدين على مختلف شرائحها. فهنا في الكويت توجه نحو الدين لم أره في بلاد الخليج كلها.



<span style='color:darkred'> ما المانع من سجودكم على "البسط أو السجادة"؟</span>

لدينا نصوص تمنعنا من ذلك، فلدينا نصوص تقول أن لا تصح الصلاة إلا على الأرض أو ما أنبتت الأرض.



<span style='color:darkred'> ما حقيقة "مصحف فاطمة الزهراء"؟</span>

هذا المصحف موجود في أدمغة البعض وأنا أتحداهم... وأنا على أتم الاستعداد لإعطاء جائزة لمن يأتيني بنسخة وها أنا أقولها عبر مجلة "مرآة الأمة" أنا مستعد لتقديم عشرة آلاف دينار لمن يأتيني بنسخة من هذا المصحف. فنحن لا نملك أي مصحف غير القرآن الكريم وهو كتاب المسلمين جميعهم.



ما رأيك بالبنوك الإسلامية؟ وهل يجوز التعامل معها؟

في الواقع كل مسألة من مسائل البنوك لها حساب خاص ولا أستطيع أن أعطي رأياً عاماً فيها، ولابد من الرجوع في كل معاملة من المعاملات البنكية ونعرضها على المقاييس والأدلة فإن وافقت عليها الأدلة، فهي مقبولة وإلاّ فلا.



هل لك أن تحدثنا عن رأيك في زواج المتعة؟

هذا الزواج عند كل المسلمين وليس فقط عند الشيعة، لأنه اجماع المذاهب الإسلامية على أن الزواج بنية الطلاق جائز ولكنه يجرى بالصيغة الدائمة. فيقول للمرأة تزوجتك وهو في ذهنه ونيته أنه بعد ساعة يطلقها أو بعد يومين يطلقها وهذا جائز. أما من الناحية الثانية فيجب أن تتحقق الضوابط الشرعية لزواج المتعة، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك تلميذ يدرس في الخارج فيظل 10 سنوات في الخارج فبدل أن يقع في الحرام يتزوج زواجاً يتحمل كل تبعاته وهو وجود المهر والعقد وإذا حملت فالولد ابنه بكل الشروط إلا بعض الشروط الأدبية.


<span style='color:darkred'> من أطلق عليك لقب "جامعة العلم المتنقلة"؟</span>


هذه تنسب إلى مجموعة من رجال الفضل عندنا وفي طليعتهم المرحوم السيد شهيد الصدر، وفي الواقع أنا أقل من ذلك فأنا أحد خدام الشريعة الإسلامية.



كثير من الشيعة يتساءلون عن كيفية البدء في دراسة المنبر الحسيني؟

ولوج الإنسان إلى الخطابة الحسينية أصبح يتطلب منهجاً طويلاً، مبدئياً على من يحاول أن يكون خطيباً أن يدرس العلوم الإسلامية بمراحلها ولابد أن تكون لديه دراسة حديثة حتى يجعل المنبر بوابة لهموم المجتمع ولابد أن يطلع على أفكار وأراء المسلمين، بالإضافة إلى دراسة علم النفس والاجتماع، ولابد من أن يتتلمذ على يد أحد الأساتذة.



<span style='color:darkred'> ما حكاية "فَدَك"؟</span>

حكاية فدك لها وجهان فإما أن نقول أن هناك اختلافاً في فهم الدليل أوجب أن يقف الخلفاء من الزهراء ذلك الموقف بأن أخذوا منها "فدك" دليلاً استند عليه أبوبكر بقوله نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ولكن الزهراء قالت لا، النبي يورث كسائر الناس واستدلت بالعمومات الموجودة في الآيات الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ" فالزهراء استدلت بهذه الآيات واستدلت بأن النبي كسائر الناس. ولكن هناك وجهة نظر تقول أن الخليفة بحكم ولايته العامة رفض أن يعطي الزهراء "فدك" لأن بها واردا ضخماً وهذا الوارد يمكن أن يصرفه في مكان آخر وحتى لا يستعين فيه علي بن أبي طالب في اتخاذ أتباع. وهنا اتضح أن هناك نظريتين نظرية سياسية تختلف عن النظرية الفقهية.



هل من كلمة نختم بها الحوار الصريح معكم؟

في نهاية هذا الحديث أنا أتمنى لوسائل الأعلام الكويتي التوفيق في أداء مهمتها وأقترح على وسائل الأعلام ما يلي: أولاً أن الأمور الدينية ينبغي على وسائل إلا تقبل أي كلمة أو مقال كلمتها من إنسان مبلغ ثقافته سوى بضعه أحاديث يحفظها وبدون أن يكون مستوفياً للشروط. وثانياً لابد أن تكون عاملاً مساعداً على لمّ الشمل وليس التفرقة وثالثاً لابد أن تفتح أبواباً دائمة وليس في المناسبات فقط. وأخيراً أتمنى لكم التوفيق.




( منقول )



أرجوا أن قدمت شيئاً جديداً وذا فائدة ... و ترقبوا المقابلة الثانية لسماحته ( رحمه الله )


مع تحيات ،،، الأستاذ

 

 

 توقيع الاستاذ :
حوار مع الدكتور الوائلي ** الاول **
الاستاذ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-08-2003, 03:19 AM   رقم المشاركة : 12
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

تحية تقدير واحترام لعزيزي الأستاذ على نقل هذا الحوار ، ولكن حبذا أن تذكر لنا المصدر الذي استقيت منه هذا الحوار ؛ لنوثقه .


(1/3)
لقاء مع الدكتور الشيخ أحمد الوائلي




د. الشيخ أحمد الوائلي أشهر القراء الحسينيين في العالم:
الإسلام فكر ولا خوف عليه من العولمة


-- السيرة الذاتية--


- هو الشيخ أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي ولد سنة 1347 هـ. في 17 ربيع الأول في النجف اشتهرت هذه الأسرة في النجف بأسرة آل حرج، وحرج هو اسم الجد الأعلى لها وهو أول من نزح من الغرّاف بلدهم الأصلي وهبط في النجف الأشرف واتخذها موطناً ومسكناً له.

- امتازت هذه العائلة بالثقل العلمي والمكانة المرموقة في تاريخ الأسر النجفية كأسرة آل بحر العلوم وأسرة آل كاشف الغطاء وآل الجواهري.

- ولكن الشيخ الوائلي هو الذي جعل اسم أسرته لامعاً بما اكتسبه من شهرة واسعة في خدمة المنبر الحسيني منذ صغره وبنفس الوقت أكمل دراسته حتى حصل على الماجستير في جامعة بغداد ثم أكمل الدكتوراه في كلية دار العوم بجامعة القاهرة، ثم توغل بالدارسة الحوزوية وقرأ مقدمات العلوم العربية والاسلامية على يد أساتذة الحوزة البارزين. وله مؤلفات في الشعر والأدب.







<span style='color:red'>س1 - العالم يتطور بسرعة كبيرة والمفاهيم تتغير وهو أمر جعل من وسائل الاتصال ونقل المعلومات مصدر خطورة على المفاهيم وعلى الأديان والقواعد الأخلاقية . فهل تعتقد أن هناك خوفاً على أجيالنا من تأثيراتها السلبية ؟


ج - ما يدخل إلى الذهن والوعي من غذاء مثله مثل ما يدخل إلى الجسم من غذاء، فإذا كان في الجسم مناعة لا يتأثر بما هو ضار. كذلك جهاز التلقي الذهني يحتاج إلى مناعة تقيه من المؤثرات السلبية.



س 2- هل تتيح سرعة المتغيرات وصعوبتها، الفرص لبناء مثل هذه المناعة، بمعنى هل العقل البشري محصن إلهياً إلى حد ما ؟


ج - العمل على تكوين جهاز المناعة عند المسلم يبتدئ فيما نعتقد من الأسرة، فالمدرسة، فالمجتمع. وأهم هذه الوجوه هو الأسرة. ولا يعني ذلك عدم أهمية الوجوه الأخرى. ولاشك في أن المسؤول عن التربية الدينية في الأسرة هو المؤسسات الدينية التي ينبغي قيامها بهذا الدور واستخدامها الوسائل التي أتاحها العلم وتوفير الكفاءات والمناهج العلمية قدر الاستطاعة وانتقاء الغذاء التربوي الجيد الذي هو متوفر والحمد لله في تراثنا. إن ذلك يضع الأسرة في أجوائها الإسلامية خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار إن كل أسرة مسلمة عندها خميرة من النزوع إلى جذورها وتراثها والاعتزاز بأولوياتها.



س3 - هناك خوف من الفضائيات والإنترنت وسواها من وسائل الاتصال الإلكتروني التي قد توظف ضد الأديان وخصوصاً الإسلام باعتباره خاتمة الأديان ؟

ج - الذي يتمم ما سبق هو أسلمة الأدوات المؤدية إلى الهدف كالقناة الفضائية المسلمة، والمادة الإسلامية التي نغذي بها قنوات الاتصال، والمعلم المسلم الرسالي الذي ينبغي أن يوكل إليه تدريس الدين واللغة، أن الأسرة والمجتمع آخذ ومعطٍ فروافد المجتمع هي الأسرة والمدرسة. فإذا تم التركيز عليهما فذلك كفيل بنتائج طيبة. يضاف إلى ذلك ينبغي فتح أعين الأجيال على إفلاس الحضارات الأخرى وعجزها عن ملء الفراغ الذهني عند الإنسان وعن عدم قدرتها على أن تشده إلى قضية محورية يعيش من أجلها وتستهويه وتدفعه لمضاعفة جهده في ذلك. كما يصنع الإسلام في دفع الفرد المسلم إلى أن يبقى ينشد رضا الله عزّ وجّل بكل نشاطه الدنيوي وعمله لما بعد الحياة وهو هدف يظل قائماً ويظل يسعى الإنسان إليه متواصلاً وبذلك ينعدم عنده الفراغ والسأم ويعيش في لذة وسعادة متواصلة.



س4 - ذكرتم أن التربية الدينية تؤسس جهاز مناعة خلقياً عند الفرد المسلم يحفظه من سلبيات قد يتعرض لها نتيجة تفاعله مع أجواء حضارية غريبة وذلك يستدعي أن تكون في الإسلام إجابات كاملة على معالجة ما يجد من أمور متنوعة فهل هو كذلك ؟

ج - أولاً إن طرح مثل هذا السؤال يدل على عدم معرفة الكثير منّا بالمحتوى الحضاري الغزير في الإسلام وأحد أسباب ذلك هو عدم المعرفة. وثانياً إن كل من له إلمام بالشريعة الإسلامية يعرف أنها تحمل الإجابات على ما هو موجود وما قد يوجد من الأمور التي يبتلي بها الإنسان وذلك بداهة إن الله عزّ وجل لا يكلف إنساناً حتى يعرّفه السبيل إلى الاستجابة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الله عزّ وجل لم يتعبدنا بشريعة ناقصة يمكن أن تعجز عن تغطية حاجاتنا بل أكمل لنا الدين وأعلمنا ذلك بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم)، ولذا فإن كل من له صلة بالشريعة يعلم أنها وافية بكل الحاجات.



س5 - فما الذي يحصل إذن ؟

ج - غاية ما في الأمر أن بعض المذاهب الإسلامية يرى أن هناك مصادر للتشريع (أيضاً مصدر مشروعيتها الدين نفسه) جاءت مكملة لمحدودية النصوص. وتكثر الوقائع مثل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها، بينما يذهب البعض الآخر ومنهم الإمامية إلى أن نصوص الكتاب والسنة وما تفرع منهما وافية لتغطية كل ما يجد. والأخبار الصحيحة والمصادر ذكرت ذلك بالتفصيل. وكمثل لذلك ما جدّ من معاملات في حقل المصارف والاقتصاد بعامة، وما جد في حقل الصحة كنقل الأعضاء من إنسان إلى إنسان ونقل الدم وترقيع الأجسام وما جد في عالم الاستنساخ والأرحام والمتاجر والتلقيح الصناعي وما جد من الانتفاع بوسائل تكنولوجية جديدة وأمثال ذلك غطاها فقهاء المسلمين تغطية كاملة على الرصيد غير القليل في الشريعة.



س6 - لكن المكتشفات الطبية والعلمية الجديدة، يقال إنها خارجة عن حدود أحكام الأديان ؟

ج - الإسلام ليس عاجزاً عن التعامل مع المستجدات في أي مجال والفقهاء غطوا ما سبق بما في ذلك الجديد الآن. وسيبقى في الشريعة الغنى الوافر لسد حاجات الإنسانية ونشير إلى بعض المؤلفات في ذلك للإرشاد إلى ما ذكرناه وذلك في ذيل هذه الإلمامة القصيرة بهذه المواضيع إن شاء الله.



اختلاف المذاهب

س7 - ما الحكمة في اختلاف مواقف وأحكام المذاهب؟ فقد يقف الفرد المسلم وهو في حيرة وتردد لما يرى من اختلاف المذاهب الإسلامية في العقائد والأحكام فلا يدري أين موقع الصواب وما هو المقدر له أمام الله عزّ وجل؟ وهو يتصور أن ليس كل هذه الآراء صائبة فما هو تكليفه في مثل هذه الموارد ؟

ج - نحن نعلم أن في الإسلام مذاهب متعددة. ويتبع كل مذهب منها مجاميع من العلماء. وهنا يتعين على غير الفقيه من سائر المسلمين المكلفين إذا أراد الوصول إلى مسألة عقائدية أو أراد الوصول إلى حكم شرعي ما يلي:

- أولاً: أن يتحرى ويبحث عن الفقيه الجامع للشروط التي تشترط عادة في الفقهاء المستعدين للإجابة على المسائل الشرعية وبدرجة توصله للتأكد من أهلية هذا الفقيه. ولا يقتصر على الانتماء التقليدي، بل لابد من إحراز أن المسؤول من أهل العلم المؤهلين للفتيا والجامعين لأدواتها بالإضافة إلى أنه متصف بالورع والتقوى.

- ثانياً: انه إذا أحرز ذلك، فليس عليه أن يعرف ما هو دليل الفقيه. فإن ذلك موكول للفقهاء أنفسهم كونهم أهل الاختصاص وتبقى المسؤولية على أعناقهم لا عليه.

- ثالثاً: وهنا نلفت النظر إلى أن الاختلاف في العقائد والأحكام - كما هو المفروض - له مناشئ علمية يعرفها أهل العلم، تتعلق بالسند وبمضمون النص وملابساته الباقية. فقد يكون بعض رجال السند موثقاً عند البعض وعند الآخرين ليس كذلك. فيأخذ بعضهم بروايته ويرفضها البعض، وقد يكون منهج البعض الأخذ بخبر الآحاد ومفاده في بعض الموارد بينما لا يأخذ به الآخرون، وقد يحمل بعض الفقهاء اللفظ على ظاهرة ويذهب آخرون إلى تأويله، وقد يحمل البعض اللفظ على الحقيقة ويحمله الآخر على المجاز. وكذلك في فهم المضمون مثلاً: يقول الله تعالى: (وأولات الأحمالٍ أجلهن أن يضعن حملهن)، فلو أن امرأة حاملاً بتوائم تضع واحداً منهما فالبعض يرى أنها بمجرد وضع الحمل حلت للأزواج لأنها صدق عليها أنها وضعت بينما يذهب الآخر إلى أن المراد من الوضع هو إفراغ الرحم فلا يحل إلا إذا صار رحمها فارغاً من حملها وهكذا. ومثلاً يقول القرآن الكريم (ألم نجعل الأرض كفاتا)، والكفت هو الجمع والضم فيرى بعضهم أن من ينبش قبر ميت ويسرق كفنه تقطع يده لأنه سارق سرق من حرز بينما يقول الآخر أن هذا الحرز لا يختص بالميت في تفصيل طويل فلا يرى عليه القطع بل عليه التعزير والتأديب. وعلى العموم إننا نؤمن بأن فقهاء المسلمين إذا ذهبوا إلى رأي في حكم أو عقيدة فإن مصدرهم الشرع في اجتهادهم وإن اختلفت نواحي الاستظهار عندهم.



التكفير

س8 - ما هو حكم من يخطئ منهم ؟

ج - قد يخطئون بعد استفراغ الوسع في عملية استنباط الحكم ولكنهم معذورون بعد ذلك الجهد والوسع إلا من يثبت على سبيل القطع انه ليس على صواب، إما لأنه ليس من أهل العلم أو لأنه يريد العبث. وهؤلاء هم في غاية الشذوذ وفقهاء المسلمين إن شاء الله بعيدون عن هذا الغرض. إننا يجب أن نحسن الظن بفقهاء المسلمين ولا نجترئ على رميهم بالابتعاد عن الإسلام أو تكفيرهم لأبسط الأمور كما يفعل بعض من لا يقدر حرمة وكرامة أهل لا إله إلا الله.



9 - ما هي الحكمة الربانية من تعدد المذاهب ؟

ج - تعدد المذاهب لم تشرعه السماء حتى يقال ما هي حكمة السماء في ذلك، وإنما نشأ من أسباب هي على أحسن الفروض من اختيار بعض الجهات لأشخاص رأت انهم أولى من غيرهم إما علمياً وإما اجتماعياً. ولكل منهم آراؤه واجتهاداته وتبعهم جماعة كونوا أسرة المذهب. والمذاهب غير مقصودة لذاتها بل المفروض أنها طرق مؤدية إلى الشرع. وأهم فائدة في تعدد المذاهب هي التوسعة على الناس لتعدد الآراء وعدم حبسهم على رأي واحد فتكون روافد متعددة كلها تؤدي إلى الشريعة.



س 10- هل هناك وجه آخر لتعدد المذاهب ؟

ج - نعم. فإلى جانب الفائدة هناك سلبيات من أهمها التشرذم والتعصب وجعل المذهب غاية لا طريقاً مما يؤدي إلى التمزّق.



س11 - وهل هناك تضارب في بعض أحكام هذه المذاهب ؟

ج - لا أسميه تضارباً، وإنما هو اختلاف في المنهج ووجهات النظر. وقد يؤدي أحياناً إلى التقابل. ولكن إذا عرفنا أن ذلك ناشئ من أمور موضوعية وليست من قصد سيء فإن ذلك يبعث على الاطمئنان ويحض على احترام وجهات النظر ويحمل على سعة الصدر لقبول وجهة النظر الأخرى.



س12 - هل في أي من الخلاف في أحكام المذاهب، ضرر أو خطر على الإسلام طالما أن أحكام هذه المذاهب ليست منزّهة أو معصومة ولا ترقى إلى عدم الخضوع للمناقشة ؟

ج - لا خطر منها ما دام هناك أكثر من رأي وطريق يوصل إلى الإسلام والمسلم إذا تعبد بواحد منها بعد بذل الوسع في الاختيار واستنفاد الوسائل السليمة في ذلك أجزأه ويكون ممتثلاً لحكم الله عزّ وجل. أما المجتهدون أنفسهم فبعد بذل الوسع في استنباط الحكم لهم أجران إن أصابوا حكم الله وإلا فأجر واحد من أجل جهدهم وعنائهم.
</span>












.
.

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-08-2003, 06:00 AM   رقم المشاركة : 13
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

(2/3)




العولمة


<span style='color:red'>س 13- هناك في العالم اليوم ما يُعرف باسم العولمة وهناك ما يسمى بثورة المعلومات. وهناك خوف فعلي من أن يقود النظام العالمي الجديد والدعوات المتزايدة لحرية الأديان وحقوق الإنسان وارتباط العالم بالبريد الإلكتروني، إلى توحيد للأديان لكن ليس وفقاً لما يريده الله وإنما لما يفرضه الأقوياء حماية لصناعاتهم ومصالحهم ؟



ج - لا يمكن لكل من العولمة وثورة المعلومات أن تؤدي إلى صهر الأفكار والمعتقدات في فكر واحد. وذلك لأن العولمة تحاول رفع الحدود المادية وثورة المعلومات تطرح أفكاراً جديدة وكل منهما موجود بالفعل يمشي عبر الحدود ولا يرده حاجز. ومع ذلك ما تزال الأديان متعددة والمعتقدات متنوعة. وإنما كل الذي نخشاه هو عدم خلق مناعة علمية وخلقية في الساحة الإسلامية تمنع تأثير الأمور الوافدة. وهذا الأمر يضاعف مسؤولية المؤسسات الدينية سواء الرسمية منها وغير الرسمية. ويحملها التبعة لتضاعف نشاطها في بناء الشخص المسلم بناءً يوازي حجم المستجدات ويرضي التطلعات خصوصاً ونحن على ثقة بأن محتوى الشريعة فيه ذخيرة لا تنفد لتغذية الأجيال فلم يبق إلا البحث في كنوز الشريعة وإعداد كوادر علمية مؤهلة ومنتجة لسد الحاجة وان تكون مؤسساتنا الدينية مراكز بحث وتطوير وإعداد كفاءات وليست مؤسسات للارتزاق على حساب ديننا.





س 14- المسلمون اليوم في وضع لا يحسدون عليه، متفرقون مشتتون، مختلفون في مصالحهم ومواقفهم، لكن هل هناك خوف على الإسلام بسبب ضعف المسلمين ؟


ج - الإسلام فكر والفكر لا خوف عليه إنما الخوف على المسلمين الذين يتعرضون إلى مخططات لإبعادهم عن الإسلام بوسائل شتى أو تركهم لا يعرفون من الإسلام إلا مظاهر جوفاء. أما مضمون الإسلام فيفرغ من محتواه. وهذا الأمر يعيش على الساحة عند جميع المذاهب الإسلامية مما يؤسف له أشد الأسف مما جعلنا نرى المسلم. الشكليات. لا المسلم الموقف والرجولة والعطاء وصدق العقيدة وغير ذلك مما هو من مقومات الإسلام الصحيح.



س 15- ألم يحن الوقت لحوار حقيقي بين الأديان؟ وهل يمكن أن يكون لخطوة من هذا النوع جدوى في التقريب في وجهات النظر وتقليل التنافر العرقي وصراع الأقليات والتركيز على التعاون في مواجهة تحديات العصر مثل الأوبئة والفقر والتلوث وسواها ؟


ج - لعل الإسلام يعتبر مجلباً للدعوة والحوار بين الأديان وذلك لأن الإسلام يقف على قاعدة صلبة لما فيه من أسس متينة ومتطورة ومستوعبة لحاجات كل العصور. (وما أرسلناك إلا كافة للناس) ولأنه يرى ويعلم أن الأديان. وأقصد بها الأديان السماوية كما هي في أصلها، كلها روافد من السماء ولكل دين دوره وعهده في أداء رسالته وقد ختمت بالإسلام حيث ما هو من الثوابت قد جمعه الإسلام وما هو من المتطورات قد حمله ونبه الأذهان له. (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) من هذا المنطلق وهو استيعاب الإسلام للثوابت وغير الثوابت في الأديان الأخرى، انطلق الإسلام يدعو إلى الحوار، (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا) ولم ينطلق من فرض انه الوحيد وغيره مرفوض بل فتح الأبواب لصراع الأفكار وفق الأصول حتى تنتهي إلى ما هو الحق. (وأنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين). وبناء على ذلك فلا خشية من أن يخذل الإسلام أو ينهزم في أي حوار شرط أن يكون المحاورون موضوعيين ومؤهلين للحوار لوجود أرضية علمية عندهم. وإذا استكمل الحوار بشروطه الموضوعية فلا شك في جدواه. إن الإنسانية قد تعبت في بحثها عن الأفضل وعلينا أن نبحث في دفائن ديننا من الكنوز لنقدمه زاداً للإنسانية وقل اعملوا.. إلخ.




حوار الحضارات

س 16- يروج البعض لمخاوف من احتمال افتعال العرب والمسلمين حرباً ضد الحضارة الغربية، ويقال أن دوافع إقامة المشروع الأميركي الجديد المعروف باسم استراتيجية درع النجوم أو وليد حرب النجوم، تنبع من أوهام مثل هذه، ما رأيك ؟


ج - منذ ولد الإسلام طرح آراءه مقابل المفردات الحضارية المنوعة عند كل الأمم وأعلن موقفه فيما يقبل منها وما يرفض. وفي خصوص الحضارة المسيحية سواء في الغرب أو غيره يقف منها موقفاً يختلف. فإن كانوا مواطنين يترك لهم حرية البقاء على دينهم بشرط التزامهم بشروط تحقق المواطنة السليمة وتوازن بين حقوقهم وحقوق الدولة الإسلامية. وإذا كانوا خارج الدولة الإسلامية فهم حتى ولو كانوا كفاراً محاربين فلولي أمر المسلمين مهادنتهم إذا كانت المصلحة في ذلك. وهناك أحكام تحدد علاقة المسلمين بغيرهم وتتسم بالإنسانية في أعلى صورها ولا يخرج الإسلام عن هذا الإطار إلا إذا وضع في حالة الدفاع عن النفس أو عن الدين. فدعوى هؤلاء انهم يخشون من الإسلام مثل باقي ما يدعونه عن حظر الإسلام والأصولية. والحقيقة أن المحارَب والمحاصَر هو الإسلام الذي اخترعوا عشرات العناوين المبررة لمحاربته. وفي التاريخ مرايا صادقة تعكس ممارساتهم مع الإسلام والمسلمين. إنني هنا ألفت نظر الباحثين وطالبي الحقيقة إلى الرجوع إلى التلمود وللحروب الصليبية وتاريخها نظرياً وتطبيقياً وكذلك الرجوع إلى حروب القرون الوسطى وما جرى في الأندلس، ثم الرجوع إلى كتب التاريخ الإسلامي وكتب الفقه الإسلامي في باب الجهاد للتعرف على من يشكل الخطر على الحضارات ويريد نفي الآخر. إن شعار الإسلام (وإنا أوإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) هذا الطرح المفتوح حتى يتم الوصول للحقيقة.



س 17- دفعت التطورات العلمية الجديدة والاكتشافات الطبية المذهلة مثل الاستنساخ وسواه، إلى بروز تحديات كبيرة للأديان وخاصة أمام الإسلام، فهل أغفل الدين الحنيف مثل هذه الأمور، أم أن في بيان نصوص القرآن الكريم والفقه ما يتعامل مع كل حالة على حدة بنفس المنطق الرباني العظيم الذي يعالج به الرحمن الأمور الأخرى ؟


ج - لا أسمي أمثال هذه الأمور التي ذكرتها تحديات بل هي أمور ألهم الله تعالى بها الذهن البشري وأقدره عليها على أن يتحرى بها خدمة الإنسان لا ضرره. وهذه الأمور تشكل موضوعات غطتها أحكام الشريعة وهي جميعها عالجها الفقه الإسلامي وتناولها فقهاء المسلمين تفصيلاً وأعنى بهم الفقهاء المعاصرين، لأنها أمور حدثت متأخرةً ومن بعض هذه المصادر التي تحضر ذاكرتي إتماماً للفائدة وللتدليل على أن الإسلام يتسع في نصوصه وقواعده لكل ما يمر على الدنيا من أمور ستكون موضع ابتلاء الإنسان:

شرح عهد الإمام علي لمالك الأشتر - توفيق الفكيكي ،

الجزء الرابع من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ،

منهاج الصالحين للسيد الخوئي (قدس سره) ،

الفقه للمغتربين للسيد علي السيستاني (دام ظله) ،

الاستنساخ للسيد سعيد الحكيم (دام ظله) ،

عقليات إسلامية للشيخ محمد جواد مغنية (طاب ثراه) ،

فقه أهل البيت للسيد محمود الهاشمي (دام ظله) ،

المذاهب الإسلامية للشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (دام مسدداً) ،

بحوث في الفقه المعاصر للشيخ حسن الجواهري (دام ظله) ،

ومستحدثات المسائل للسيد الخوئي (قدس سره).

</span>







.
.

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31-08-2003, 07:50 AM   رقم المشاركة : 14
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

(3/3)




<span style='color:firebrick'>دولة إسلامية



س 18- ما هي فرص قيام دولة إسلامية كبرى في العالم؟ وهل هي ضرورة أم إن الله عزّ وجل كفيل بأمر صيرورة الدنيا قبل قيام الآخرة ؟


ج - فرص قيام دولة إسلامية عامة ليس بمستحيل عقلاً ولا ممتنع ذاتاً ولكن له شروط لابد من توفرها، وهي تحتاج عادة إلى زمن طويل لأن عنصر الزمن دخيل في تكوين الأشياء بحسبها. والدولة الإسلامية مرة تكون إسلامية عقيدة وأحكاماً لابد من تطبيقها والناس فيها من المواطنين المسلمين الملتزمين بالعقيدة والأحكام، وأخرى قد تكون محكومة من قبل المسلمين وأهلها ليسوا كذلك بل في الأديان كالمسيحيين واليهود والمجوس وحتى الصابئة أي من لهم كتاب وشبه كتاب. ولكل منهما تفاصيل استوفاها الفقه الإسلامي. غالباً في باب الجهاد من كتب الفقه. وكما ذكرت إن قيامها يبقى مفتقراً إلى شروط لابد من تحققها ودعني أضرب لك مثلاً واحداً: هو اللغة العالمية الاسبرنتو التي أريد لها أن تختصر الحواجز وتجمع الناس على وسيلة موحدة للتفاهم، وإلى الآن والفكرة في مكانها لم تتحرك مع أنها محبوبة للنفوس ولا تشكل ضرراً للأمم أو الأفراد اللهم إلا ما يرتبط باعتزاز كل أمة بلغتها فكيف يكون الأمر بالنسبة للعقائد والشرائع ؟




س 19- هناك أيضاً لغط عن موقف الإسلام من مفهوم الديمقراطية فهل الإسلام ضد نظام مثل هذا تطالب به أغلبية البشرية الآن ؟


ج - إذا تحدثنا عن موضوع الديمقراطية وتفاصيلها وخصوصاً موقف الإسلام من الديمقراطية بمعناها المصطلح فإن المسلم من الناحية العقيدية والناحية التشريعية ملزم بالعمل بما شرعته السماء، أو من ناحية التطبيق وذلك بأن تحكم الأمة نفسها بنفسها فهذا يتم على نحوين من التصور في هذه الفترة: النحو الأول أن يتولى الفقيه بما له من ولاية عامة حكم الأمة وفق قوانين الله عزّ وجل وذلك له تفصيل موسع في كتب الفقه. والنحو الثاني كما يذهب إليه البعض أن الأمة لها ولاية على نفسها فتنتخب من يحكمها وفق الشريعة. وعلى العموم من الناحية التطبيقية أمر الديمقراطية سهل، على أني ألفت النظر إلى الدول التي تدعي أنها تطبق الديمقراطية. هل إنها ملتزمة بشروط الديمقراطية أم هو مجرد شعار ؟


حقوق الإنسان


س 20- وما موقف الإسلام من قضية حقوق الإنسان التي باتت مسألة حيوية تقيم الشعوب والأمم والأديان على مدى التزامها بها ؟


ج - موقف الإسلام من حقوق الإنسان واضح. فلا اعتقد أن هناك شريعة كفلت حقوق الإنسان كالشريعة الإسلامية. فالإنسان كل الإنسان موضع تكريم الله عزّ وجل: (ولقد ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍكرّمنا بني آدم)، يقولها القرآن الكريم ويقول الرسول الكريم في خطبته في حجة الوداع: وقد سأل الصحابة (رضوان الله عليهم) أي يوم هذا؟ قالوا: أعظم الأيام. وأي شهر هذا؟ قالوا أعظم الشهور. وأي بلد هذا؟ قالوا أعظم البلدان. وأي بيت هذا؟ قالوا: أعظم البيوت، قال إن حرمة المؤمن أعظم عند الله من بيتكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا... إلخ.

ولقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): (الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره). ويقول الإمام علي (عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق). الناس سواسية كأسنان المشط، وقد أفاضت كتب التاريخ والسيرة في تفصيل تطبيقات ذلك بما لا يسعه هذا المختصر. وأرجو أن نفرق بين الإسلام وبين بعض المسلمين الذين ينبغي أن لا تحسب تصرفاتهم على الإسلام بل لابد من الاقتصار على ما رسمه التراث ورسمته السنّة النبوية ورسمه خلفاء النبي حقاً.




س 21- الأمر الآخر المثير للجدل هو الفهم الخاطئ من قبل البعض لموقف الإسلام من حقوق المرأة، فما هي الحقيقة في هذا المجال ؟


ج - لا سبيل إلى الإفاضة في أمر مثل هذا. لأن الإسلام أكرم المرأة بما أراده الله لها وليس وفقاً لمشتهى البشر. ولكن ما ينبغي الإشارة إليه إنه كل الحقوق التي كفلها الإسلام للفصيلين الذكور والإناث إنما هي متصلة ومربوطة بفطرة كل منهما.

فالمسألة إذاً مسألة تصنيف لا مسألة تفضيل. إن بين الرجل والمرأة عشرات من الفروق النفسية والجسدية والاجتماعية، ولكل منها حسابه الخاص. أما من حيث المنشأ والخلقة فكل منهما عمد من أعمدة التكوين يقول تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى).
ويقول تعالى: (الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها)، ويقول النبي (صلى الله عليه وآله): (النساء شقائق الرجال). فالأمور التي تنعدم فيها الفروق بين الصنفين هما فيها سواء كحق التعليم، والنفقة المالية، وحق التكريم.. إلخ.

أما الحقوق التي لا يمكن المساواة فيها كحق التعدد للرجل الذي شرعه الإسلام لتغطية بعض الحالات فلا يمكن المساواة فيه ومثل الأمور التي ترتبط بغزارة الجانب العاطفي عند المرأة وتكليف الذكر ببعض الأمور التي ترتبط بتكوينه العضلي فالإسلام يفرق بينهما. وبالجملة كل حق مشروع ينسجم مع الخلق الكريم والفطرة السليمة أعطاء الإسلام للمرأة ومنعها مما يفسد فطرتها ويهين انوثتها وصدق الله العظيم: (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى).

إن الٍٍإسلام كفل المرأة في كل حالاتها. كأم وزوجة وبنت. وكرّم مقامها وجعل الجنة تحت أقدامها، وقدم حقها كأم على حق الأب على رأي كثير من الفقهاء فأوجب تقديم ما تأمر به على ما يأمر به الأب لو تعارض الأمران، وجعل لها ثلاثة أرباع الحق في الولد وللأب ربعاً وأعطاها أجر الشهيد إذا ماتت أثناء الولادة وأعطاها ما لا يتسع ذكره هنا.


مؤلفات الدكتور الشيخ الوائلي


أولاً: المطبوعة


- هوية التشيع.
- أحكام السجون بين الشريعة والقانون.
- من فقه الجنس في قنواته المذهبية.
- نحو تفسير علمي للقرآن.
- دفاع عن العقيدة.
- تجاربي مع المنبر.



ثانياً: المخطوط


- الخلفية الحضارية للنجف قبل الإسلام.
- الأوليات في حياة الإمام علي (عليه السلام).
- حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية.
- مدارس التفسير للقرآن الكريم.
</span>




المصدر موقع :
الأربعة عشر المعصومون
http://www.14masom.com/leqaa/05/05.htm










.
.

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2003, 01:20 PM   رقم المشاركة : 15
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

ومن موقع بينات للسيد محمد حسين فضل الله - حفظه الله - .

أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد الوائلي


حياته ونشأته

<span style='color:teal'>
ولد أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد الوائلي في النجف الأشرف سنة 1347هـ/ 1928م. وشاءت عناية الله أن يولد في السابع عشر من ربيع الأول، الذي يصادف ذكرى ولادة رسول الله الأعظم (ص) وحفيده صادق أهل البيت (ع)، فسمّاه أبوه "أحمد" من دون تردد ولا تأمل.

لم تكن عائلته المعروفة بأسرة "آل حرج" مشهورة مثل العائلات العلمية الكبرى في النجف مثل: آل المظفر، آل بحر العلوم، آل كاشف الغطاء.. وغيرهم. ولكن العلاّمة الكبير هو الذي جعل اسم أسرته لامعاً بما اكتسبه من علم ومعرفة أهّلاه لينال شهرة واسعة.

كان والده "خطيباً غير مشهور، كما أنه قليل القراءة، لأنه دخل ميدان الخطابة وهو في منتصف عمره".. كما يقول سماحته والذي تردد على مجالس الخطباء المعروفين ليتتلمذ عليهم، كما أوصاه والده.
هذه العوامل مضافاً إليها بيئة النجف العلمية، أثّرت على حياة الطفل أحمد، فولج ميدان الخطابة في سن مبكرة جداً كما يقول هو، وكان عمره نحو عشر سنوات أو أكثر بقليل.

يقول بعض الكتّاب إنه خلافاً لسائر الخطباء، دخل عالم الخطابة كبيراً وليس صغيراً، ولمع فيه نظراً لما يتمتع به من ميزات وقدرات.
تابع دراسته الحوزوية وتوغل فيها، وقرأ مقدمات العلوم على يد أساتذة الحوزة البارزين. ولم يكتفِ بذلك بل تابع دراسته الأكاديمية العليا حتى حصل على الماجستير من جامعة بغداد بأطروحته: "أحكام السجون في الشريعة الإسلامية"، ثم أكمل الدكتوراه في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، فنالها بأطروحته: "استغلال الأجير وموقف الإسلام منه".
</span>


عميد المنبر الحسيني

<span style='color:indigo'>
احتل الدكتور الوائلي مركزاً مرموقاً منذ منتصف القرن العشرين، وتربع على مركز الصدارة في الخطابة الحسينية حتى استحق عن جدارة لقب "عميد المنبر الحسيني" من دون منازع. ولم يتمكن الخطباء الآخرون من مجاراته في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية، فهو صاحب مدرسة مستقلة خاصة لها أسلوبها الرائد ومنهجها الفريد، لذلك كانت نادرة في عطاءاتها وأبعادها، ما جعل الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ويقتبسون من شعاع مدرسته. فأخذ الكثيرون يقلدون حركاته ويجارون نبرة صوته، وما ذلك إلا دليل على عبقرية هذا الخطيب الفذ.
إضافة إلى "عمادة المنبر"، اشتهر الشيخ الوائلي بأنه شاعر مرهف وأديب مبدع وداعية كبير، حمل هموم أمته ودعا إلى الذود عنها في وجه الاستكبار والاحتلال، وحرض المجاهدين بشعره وخطبه على المقاومة والتصدي لمشاريع الاستعمار وعدوانه.
</span>

لقد تمكن الشيخ الوائلي من الوصول إلى هذه المكانة الرفيعة
لأسباب أربعة :
1 ـ تتلمذه على ثلة من العلماء الكبار أبرزهم الشيخ محمد رضا المظفر، ومجموعة من خطباء المنبر البارزين.
2 ـ نشوؤه في بيئة النجف الأشرف المعروفة بتراثها العلمي والأدبي.
3 ـ تحصيله الأكاديمي العالي، الأمر الذي أغنى شخصيته العلمية بالدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة.
4 ـ ملكاته الخاصة وذكاؤه الفطري وشخصيته المبدعة.








.
.

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-09-2003, 01:32 PM   رقم المشاركة : 16
ديك الجن
شاعر قدير
 
الصورة الرمزية ديك الجن
 






افتراضي

يتبع ...


ملامح فكره

قد يكون من الصعب الإحاطة بفكر غزير مثل فكر الدكتور الوائلي، لكننا سنحاول وضع ملامح عامة لما خلفه فقيدنا الكبير.
أ ـ المنبر الحسيني: يضع الدكتور الوائلي الإمام الحسين (ع) في وعاء الرسالة الذي يبتعد عن المزايدات والمبالغات، ويستشف من وراء كل تحرك وكل مفردة من مفردات واقعة الطف الهدف الكبير والسر الكامن، وفي الوقت ذاته استجلاء محتويات هذه الواقعة وتقديمها دروساً نستلهمها في مسيرة الحياة.
لذلك سعى مع رفيق دربه <span style='color:red'>الشهيد السيد محمد باقر الصدر(قده)
إلى رفع المستوى العام للمنبر بما يليق بصاحبه (ع)، وقالا إن لذلك ثلاث خطوات:
</span>

1 ـ تقعيد المنبر: بمعنى أن يصدر عن قواعد وعلم منهجي.
2 ـ إثراء مادة المنبر: بحيث تتنوع مضامين المحاضرات وتلتمس المواد المشوّقة للسامع المفهومة لديه.
3 ـ العمل على الارتقاء بالمنبر حتى يصل إلى مستوى مرجع متجول، يرجع إليه الجمهور للتعرف إلى كثير مما يهمه في حياته من عقائد وأحكام شرعية.

<span style='color:darkblue'>
ورأى ـ سماحته ـ أن من أخلاقيات المنبر الحسيني ما يأتي:
1 ـ أن يهدف العمل لوجه الله تعالى قبل كل شيء.
2 ـ الارتباط بالمصلحة العامة والنأي بعيداً عن التحول إلى مدية بيد فئة أو فرد ضد فئة أو فرد آخر بدوافع شخصية.
3 ـ ارتفاع ممارسة العمل المنبري عن إرضاء العوام على حساب الحقائق والقيم.
ودعا في كتابه القيّم "تجاربي مع المنبر"، إلى عدم حصر الحسين في نطاق الدمع والمأساة فقط، بينما هو ثورة على الباطل، ومنهج سلك الشهادة لبناء المجتمع.
</span>
ب ـ شبهات حول الإسلام: كان الشيخ الوائلي خصماً عنيداً لأعداء الإسلام من مستشرقين وكتاب غربيين، ممن حاولوا تشويه دين الله والإساءة إليه، ونسبة آراء مغلوطة إليه.
فكان ـ العلاّمة ـ يتصدى لهم بالدليل والبرهان، ولا يكتفي بالأدلة الشرعية الإسلامية المأخوذة من الكتاب والسنة، بل كان يقارعهم بحجج عقلية ومنطقية وعلمية نظراً لدراساته الموسعة واطلاعاته الكثيرة. ومن أهم الشبهات التي فندها: شبهة انتشار الإسلام بالسيف، حقوق المرأة في الإسلام، شبهة وثنية بعض الشعائر الإسلامية، حقوق الإنسان، هل الإسلام دين عنف ودم؟!.. وغيرها.


ج ـ شبهات حول التشيع: وكان بسعة اطلاعه على المذاهب الإسلامية كافة، خير مدافع عن مذهب أهل البيت (ع)، فكان يفند الشبهات الملقاة على التشيع من كتب بعض الكتاب من المذاهب الإسلامية الأخرى، مستعيناً بالأحاديث التي ينقلونها وبآراء علمائهم.
ومن أهم الشبهات التي فندها وأبدع في ذلك: قصة عبد الله بن سبأ، مسألة الإمامة، حياة الخلفاء، العصمة، زواج المتعة، الشعوبية، المهدوية.. وغيرها.


<span style='color:darkred'>
د ـ الوحدة الإسلامية: كان من رواد الوحدة الإسلامية، فدعا "فرق المسلمين إلى أن يدرسوا بعضهم بعضاً بروح علمية، وأن يتبينوا الخلفيات المشبوهة التي أدت دوراً كبيراً وما زالت في تمزيق المسلمين. كما دعاهم إلى وعي "وحدة المنبع عند المسلمين.. إن القرآن إمامنا والسنة النبوية رائدنا.. لا ينبغي لنا أن نبقى "متفرجين" دون أن نجند الفكر الشريف والقلم النظيف في ميادين وحدة المسلمين".
</span>

<span style='color:crimson'>
هـ ـ البحث عن الحقيقة: كان ـ سماحته ـ دائم البحث عن الحقيقة، ويأخذها أنّى وجدها من دون تعصب أو هوى.. وكان منهجه "الدليل والبرهان". فكان مثلاً يمدح كل مسلم موضوعي حتى لو اختلف معه في المذهب، وكان يذم كل متعصب حتى لو اتفق معه في المذهب. وكان يدرس رواية معينة فيرفضها إذا بان فسادها، حتى لو كانت تنصر مذهبه.. "إن كل رأي أو اتجاه أو استنباط لا ينتهي إلى الكتاب والسنّة فهو إلى النار ومضروب به عرض الجدار كائناً من كان قائله.. وانطلاقاً من ذلك فأي رأي ينتصر على رأي آخر من مسلم على مسلم لا يعتبر ربحاً لأحد وخسارة لآخر، بل هو نصر للإسلام والحقيقة والعلم.. هذا منطق كل من قال لا إله إلا الله.. أما من يستظل براية الهوى والتعصب ويسلك درب العناد واللجاج فليس من الله ولا من العلم في شيء".
</span>

<span style='color:indigo'>
و ـ مقارنة الآراء: تمتاز مدرسة الوائلي بعدم اعتمادها "الجزمية الفكرية" التي تشكل أحد المظاهر السلبية في مجتمعنا. ويتجلى ذلك في محاضراته عندما يفسر آية قرآنية معينة، فيقدم كل الآراء المطروحة في تفسيرها، ولا يجزم بصحة أي من تلك التفاسير إلا في حالات نادرة، وذلك عملاً بمبدأ جواز الاختلاف والاجتهاد، وحق كل شخص في أن يعمل بدليله.
</span>

<span style='color:indigo'>
ولذلك يكثر سماحته من استعمال الكلمات التي تفتح المجال أمام المستمع للتفكير مثل: أعتقد، أظن، أتصور.. وغيرها.
وقد ربّى هذه الملكة من خلال سعة تبحره واطلاعه على كل المذاهب، فلم يحصر علمه بمذهب دون آخر، فها هو يقول: "(من) الأمور التي عملتها وأكدت التجارب صوابها، الانفتاح على تراث المذاهب الإسلامية الأخرى والتفاعل معها نقداً وتقويماً بأعصاب هادئة وموضوعية تامة واتباع الدليل.. وقد برهنت لي التجارب أن هذا المنهج مثمر وفاعل".
</span>

ز ـ العقل والعلم: كان يستخدم الدليل العقلي والعلمي في كثير من الأحيان، سواء في الحكم على حديث أو رواية أو في الحكم على بعض الآراء.


ح ـ مواكبة العصر: كان دائم الدعوة إلى مواكبة حركة المنبر والتجربة الاجتهادية والخطاب الإسلامي، عصرنا الذي نعيش فيه، وما شهده من ثورة علمية ومعرفية.


ط ـ الشيخ الشاعر: يتميز شعر الدكتور الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقة الديباجة، لذلك عُدّ شاعراً محترفاً ومجرباً من الرعيل الأول.
شعره الحسيني يطفح بالحرارة والتأثير ليتناسب مع ما يحتاجه المنبر من شعر سلس مقبول جماهيرياً وأدبياً. وكذلك شعره في مديح ورثاء أئمة أهل البيت (ع).
وتعدى شعره المواضيع الدينية ليتناول المواضيع السياسية والاجتماعية، فهذه قصائده تدعو إلى الثورة والمقاومة، كقصائد: حديث فلسطين، سماسرة الحرب، أمتي.. وغيرها.


معاناته

برغم كل هذه المكانة لم يسلم الشيخ الوائلي من بطش النظام الصدامي في العراق، ما أجبره على ترك بلاده ليعيش متنقلاً في بلاد المسلمين وبلاد الغرب، ليرفد الجاليات الإسلامية بالعلوم الإسلامية. وقد فُجع بمآسي شعب العراق، وفُجع باغتيال رفيق دربه الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وفُجع بوفاة ولده سمير عام 1999م.. وظل متنقلاً في البلاد مدة ربع قرن، يحمل في قلبه حنيناً إلى العراق والنجف، التي عاد إليها لتحتضنه بحنان كبير لن يتيح رحيلاً آخر.



آثــاره

ترك الشيخ الوائلي ثروة علمية لا تقدّر ضمت آلاف المحاضرات المسجلة ومئات الأبحاث، وعدداً من الكتب المطبوعة، ومنها:
1 ـ أحكام السجون في الشريعة الإسلامية.
2 ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه.
3 ـ هوية التشيع.
4 ـ إيقاع الفكر.
5 ـ من فقه الجنس في قنواته المذهبية.
6 ـ جمعيات حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية.
7 ـ الخلفية الحضارية لموقع النجف قبل الإسلام.
8 ـ تجاربي مع المنبر.
9 ـ نحو تفسير علمي للقرآن الكريم.
10 ـ دفاع عن العقيدة.
11 ـ الأوليات في حياة الإمام علي (ع).
12 ـ ثلاثة دواوين مطبوعة.
هذا بالإضافة إلى عدة مخطوطات نأمل أن تجد طريقها للنشر.



قسم التحرير في موقع بينات















.
.

 

 

 توقيع ديك الجن :
الدِّيكُ يمتدحُ هديلَ الحمامة؛ لأنَّ الحمامةَ تمتدحُ صياحَ الدِّيكِ .


حكمةٌ لا يهم أن تعرف قائلها !!

.
.
ديك الجن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2003, 01:39 PM   رقم المشاركة : 17
مريم نور
طرفاوي مشارك





افتراضي

<span style='font-family:Arial'>رحيل الشمس في وضح النهار

كتابات - د. ضياء المختار

" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "

رحل عنا الشيخ الجليل شيخ مشايخ المنبر الحسيني العلامة المحقق الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته انه هو السميع العليم. فلا اعتراض على أمر الله جلت قدرته، ولكن أبهذه العجلة يكون الفراق يا شيخنا الكريم؟ أم أنه الشوق والرغبة الجامحة للرقاد قرب الأمام الحسين "ع" هي التي أوصلتك لعراقك الحبيب قبل الرحيل الأبدي بأيام معدودات؟ يصعب علي فهم هذه المفارقة ولكني أخالها وفاءا للوفاء. لقد قضيت عمرك تبك الأمام الحسين "ع" وأبكيت كل من سمعك حتى ولو كان من الجاحدين وقلبه من حجر. أفنيت عمرك في كشف المزيف من التاريخ وإضهار الحقائق الناصعة التي تبين مظلومية أهل البيت عليهم السلام. حاججت الحاقدين والمارقين والمكابرين نصف قرن من الزمان فبرزت من بينهم شمسا ساطعة بددت كل غيوم الضلالة والافتراء التي حاولت النيل من الدوحة المحمدية الطاهرة. وفوق كل هذاوذاك، ومن بين كل أحزانك الحسينية صنعت منبرا خطابيا ثريا جعلته مدرسة لكل من عاصرك. فاقتفى أثرك الكثير من المحدثين، فكنت المجدد الحقيقي لهذا المنبر الخالد ونلت باستحقاق ما بعده استحقاق لقب عميد المنبر الحسيني.
لقد مسحت عن هذا المنبرغبار الزمان وكسحت المتفيقهين المرتزقة من على خشبته فلم يعد لهم عليه مكان. كنا نستمع إليك وأنت تحارب كل أنواع الشعوذة من مخلفات القرون المظلمة التي كانت ترتكب باسم المنبر الحسيني فتدخل في نفوسنا الأمل والاطمئنان لمستقبل هذا المرفق العريق. لقد حاربت التطبير والزنجيل واللطم الاستعراضي وتحملت في سبيل ذلك شتى الأراجيف والأقوال ولكنك ثبت طودا شامخا تعلم الأجيال كيف يكون الولاء الصحيح للإمام الحسين"ع". ولم يكن ولائك للمنبر الحسيني ووفائك له بالقول فقط بل عشت ثائرا حسينيا تقارع ظلم الطغاة رغم تقدمك في السن، فلم تكن عميدا للمنبر الحسيني فقط بل شيخا للثائرين السائرين على درب الأمام الحسين "ع ". ووفاءا لهذا الوفاء شاءت قدرة رب العالمين أن ترقد قرير العين قرب التربة الحسينية الطاهرة في البلد الذي حملت همومه طوال ربع قرن من الزمان.
حزني أنك رحلت في وضح نهار العراق بعد أن بُدِدَت دياجير الظلام. لن أنسى لك المتعة الفكرية التي كنت أعيشها وأنا استمع إليك وأنت تلقي خطبك الحسينية الرائعة في مجلس سوق الخظارة في البصرة. يومها كنت شابا يافعا وفي أمس الحاجة لكي أعرف المأساة الحسينية بشكلها الصحيح، ومن يومها كان المجلس الحسيني يعني لي الشيخ الوائلي وكان الشيخ الوائلي يعني لي المجلس الحسيني فلم أرغب بسماع أحد غيرك من بعدك. فسلام لك من نفس حزينة لفراقك فخورة بانجازاتك.



***10***
مريم نور الصغيرة
</span>

 

 

 توقيع مريم نور :
مريم نور غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2003, 04:54 AM   رقم المشاركة : 18
الهدهد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية الهدهد
 





افتراضي

<< زواج المسلم من الكتابية >>

* د. أحمد الوائلي


أصبحت هذه المسألة ـ زواج المسلم من كتابية ـ مما يعرض لكثير من المسلمين، ومن موارد الابتلاء في هذه الأيام نظراً لهجرة كثير من المسلمين إلى بلاد الكتابيين، والارتباط التجاري، والاختلاط في الجامعات، وسائر موارد الامتزاج والاجتماع الذي يؤدي بدوره إلى الميل وبالتالي الارتباط. ونظراً لذلك فلا بد من الإشارة ولو على الإجماع لهذا الموضوع لعل فيه انتفاعاً في أمثال هذه الموارد.
وقد اختلف خلفاء المسلمين من كافة المذاهب في جواز أن يتزوج المسلم من الكتابية، وهم: اليهود والنصارى، أم المجوس فالأغلب من الفقهاء على القول بحرمة الزواج منهم وإخراجهم من الكتابيين. وقليل جداً هم القائلون بأن لهم شبهة كتاب فيلتحقون بالكتابيين، والرأي السائل عند الإمامية المنع من الزواج منهم.

أما اليهود والنصارى ففي الزواج منهم أقوال ستة، وأبرز الأقوال:
1 ـ قول بعدم الجواز مطلقاً.
2 ـ قول بالجواز متعة لا دواماً، وبملك اليمين.
3 ـ قول بالجواز في حالة الاضطرار وعدم وجود المسلمة.
4 ـ قول بالجواز مطلقاً على كراهية.
5 ـ قول بالجواز مطلقاً بدون كراهية.

وقد توزع الفقهاء على هذه الأقوال في اختياراتهم، وهذا التفصيل الذي ذكرته لك هو عند الإمامية. أما المذاهب الإسلامية الأخرى فقد أجمعوا على الجواز من النصرانية واليهودية دون المجوسية، واستعرض لك بإيجاز أدلة الإمامية:

القائلون بالجواز:
أدلتهم هي:
قوله تعالى: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حلّ لكم وطعامكم حلّ لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) المائدة: 6.
والآية ظاهرة في حلّ الزواج من الكتابية دواماً ومتعة وملك يمين، والمحصنات هنا المراد بهن: العفيفات، أي النجيبات.
2 ـ الدليل الثاني على الإباحة: هو إباحة الزواج بوجه عام فهو على عمومه ويخرج منه زواج المسلم بالمشركة، والمسلمة بالمشرك وبالكتابي، ويبقى ما عدا ذلك مشمولاً للعمومات والاطلاقات.
3 ـ الدليل الثالث: الروايات الكثيرة الواردة عن أهل البيت (ع)، وقد أورد الكثير منها الشيخ في الجواهر، والحر العاملي في الوسائل، وقد وصفت بالاستفاضة ـ يعني بلغت حداً من الكثرة يقرب من التواتر ـ :
ومن تلك الروايات: ((أن رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) عن المؤمن يتزوج اليهودية والنصرانية؟ فقال الإمام (ع): إذا أصاب المسلمة فماذا يصنع باليهودية والنصرانية؟ فقال السائل: يكون له فيها الهوى. فقال الإمام (ع): إن فعل فليمنعها من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وأعلم أن عليه في دينه غضاضة)).
وقد ناقش الفقهاء ـ ومنهم صاحب المسالك ـ هذه الرواية وقالوا عنها: إنها أوضح ما في هذا الباب سنداً، لأن سندها صحيح، وفيها إشارة إلى الجواز على كراهة.
وممن نص على الجواز المقداد السيوري في آيات الأحكام، والسيد الطباطبائي محمد حسين في تفسيره وجملة من المحققين.

القائلون بالمنع:
أدلتهم:
1 ـ قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار) إلى آخر الآية 221، من سورة البقرة.
قالوا: إن هذه الآية حرمت الزواج من الكتابيين لأنهم مشركون لقوله تعالى في الآيتين 29 و 30 من سورة التوبة: (وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ـ إلى قوله سبحانه ـ عما يشركون) وقال تعالى: (وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة 33، ولا شك أن الكتابيين من الكارهين لذلك.
إلى غير ذلك من الآيات التي تنعتهم بالشرك. وقد أجابوا بأن قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات مختص بغير الكتابيين من الكفار)، لأن الله تعالى يفرق بينهم في التسمية مثل قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين) البينة 1. والعطف يقتضي المغايرة.
هذا أولاً، وثانياً ـ إن متعلق الإثنين مختلف ففي قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات) المراد به غير أهل الكتاب، وفي قوله تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) المقصود به الكتابيات، فلا تنافي بين الآيتين حتى يدعي النسخ.
وثالثاً ـ إن قوله تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) إلى آخر الآية نزلت في سورة المائدة، وهي آخر ما نزل على النبي (ص) فهي ناسخة وليست منسوخة، ولأن لسان الآية لسان امتنان من حيث امتن الله على عباده بهذه الإباحة، ولسان الامتنان يأبى النسخ، وقد نص أصحاب أسباب النزول على أن قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) إلى آخر الآية نزلت في ابن أبي مرثد الغنوي حين استأذن النبي (ص) في عناق أن يتزوجها وهي مشركة فنزلت الآية المذكورة. وهذا مما يؤكد أنها خاصة بالمشركين ولا تتناول الكتابيين.
2 ـ الدليل الثاني ـ قوله تعالى: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) الممتحنة 10، قالوا: إن الآية نهت عن التزوج من الكتابيات، لأنهن كافرات لقوله تعالى: (ألم يكف الذين كفروا من أهل الكتاب) الخ.
والجواب أولاً ـ : إن الإمساك بالعصم كما يكنى به عن الزواج فإنه يكنى به عن غير الزواج أيضاً، فهو ليس صريحاً بالزواج، ولذا قال صاحب المسالك: إن الآية ليست صريحة في إرادة النكاح، ولا فيما هو أعم منه.
وثانياً ـ : إن مفاد الآية ليس هو النكاح الابتدائي كما يستفيد ذلك منها بعض المحققين ـ ومنهم الطباطبائي في الميزان ـ بل إن المراد منها: أن مَن آمن من الرجال وتحته زوجة كافرة يحرم عليه الإمساك بعصمتها، أي إبقاءها على الزوجية السابقة.
وبتعبير آخر: إن النهي واقع على عصمة موجودة، أي زواج سابق، فليس له صلة بالنكاح الابتدائي إلا أن تؤمن فيمسك بعصمتها، فلا دلالة لها على نكاح الكتابية ابتداءً. يضاف لذلك أن سورة الممتحنة نزلت بالمدينة قبل فتح مكة، وسورة المائدة آخر سورة نزلت على النبي (ص) كما ينص على ذلك مفسروا المسلمين ولا معنى لأن ينسخ اللاحق السابق.
القائلون بالجواز على كراهة:
قالوا: وردت روايات تمنع م الزواج بالكتابية، وروايات تبيح ذلك، ومنها هذه الرواية التي ذكرناها عن الإمام الصادق (ع) والتي قال في آخرها: ((واعلم أن عليه في دينه غضاضة)) فإنها جامعة بين الروايات، وذلك بأن يجمل المانع من الروايات على الكراهة، والمبيح على إباحته فتكون النتيجة الإباحة على كراهة.
الكتابية الحربية:
كما نص الفقهاء على أن الجواز في نكاح الكتابية سواء كانت ذمية أم حربية، وقد استفادوا ذلك من الاطلاقات في الأدلة، فتلخص مما مر جواز الزواج من الكتابية سواء كانت ذمية أو حربية، سواء كان الزواج دائماً، أو متعة، أو ملك يمين.
أما التفصيلات في ذلك من إباحة المتعة دون الدوام، أو التفصيل بين الجواز وغيره، أو الاختصاص بملك اليمين فقد استضعفه الفقهاء ـ ومنهم صاحب الجواهر.


موقع حواء :
http://www.balagh.com/woman/ahkam/0f1bolc0.htm

 

 

 توقيع الهدهد :

سيبقى الرأيُ الآخرُ المُقصَى
والفكرُ المختلفُ المضايقُ
ملوّحاً لمن سيأتي مادام هناك مساحةٌ من الصوتِ أو حتى الصمتِ .

الهدهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-09-2003, 05:00 AM   رقم المشاركة : 19
الهدهد
طرفاوي نشيط
 
الصورة الرمزية الهدهد
 





افتراضي

عُذراً... يا فارسَ الكلمة
بقلم السيد عبد المحسن الموسوي


<span style='color:darkblue'>قَدَره منذ النشأة إنّه مسكون بوجوب تصيّد جمال الكلمة.
نورانيّةٍ لا يخبو وهجُها، مُلتهبة لا تبردُ حرارتُها، جسّت شُغافَ قلبهِ، بسُهدٍ وتعب، فغنّى بها بوجعٍ لا ينتهي.
تفاءل أبوه الشيخ حسون بكتاب الله لاختيار إسم وليده، فاشرقت الآية بنور ربها {..ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد...}، فاطمئنت أسارير الوالد ووقع الاختيار، فتلك مشيئة الله تعالى أن يولد أحمد في ذكرى محمد(ص) في ربيع الأول سنة 1347هـ.
وكما هيأت الأقدار اسمه، هيأت محضنه في رحاب عليّ "الذي ينحدر عنه السّيل ولا يرقَى إليه الطير".
درج الوليد في فلك يدوي عند كيان ضخم لا يضمّه قبر، ولا تحدّه جهات...
فاستمرأت طفولته عبيرَ الإيمان، وتنفست نسائم الولاء
[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
« بلد الفصاحة والسماحة والندى =ومعرّس الابرار والفقهاءِ
صنعته مدرسةُ الوصيّ ونوّعـت= ملكاتهِ وبنته خيْرَ بناءِ»
[/poet]
وشبّت تلك النفس الطموح عن الطوق فإذا هي هوىً ومهوىً لتحصيل علوم العربية والفقه والأصول.
فظهرت عليها مُبكراً إمارات نبوغ الخطابة ثم أمتلكت أدوات تعبيرها من صرف ونحو وبلاغة وشعر، وراحت ترعاها أيادي الخطباء الكبار، أمثال الشيخ محمد علي اليعقوبي وسميه القسّام.
وراح الفتى الوائلي ينشد الشعر بلسانيه: القريض والعامي بأسلوب احتكر القلوب، وشنّف الإسماع، ثم ارتقى في سُلم التصاعد الخطابي، حتى أصبح خطيباً مفوّهاً يشار إليه بالبنان بفترة زمنيّة قياسية، وعندها ألقت الخطابة إليه زمامَها، واسلست قيادها، حتى كان بحق فارسَ مجدها، المشهود له في صولاتها.
انطلقت مسيرة الوائلي الخطابيّة من النجف والكوفة، إلى محافظات العراق الرئيسية كبغداد والبصرة وغيرها، حتى ذاع صيته، وطفقت شهرته في الآفاق. فأطل على الخليج في سنة 1951م ينشر ويرش عطره الخطابي في الكويت وما جاورها من الإمارات.
ولم يهمل الوائلي تحصيله الرسمي فتدرّج فيه حتى تخرّج من كلية الفقه سنة 1962م، ثم أكمل الماجستير برسالته الموسومة (أحكام السجون) وبعدها شفعها برسالة الدكتوراه من كليّة دار العلوم بجامعة القاهرة بأطروحته الموسومة (استغلال الاجير وموقف الإسلام منه)، دأب الدكتور الوائلي عن قصد وتصميم على بلورة منهج خطابته، وتحديد معالم منبره، فكان كما قال: "يستلهم النظرية الصائبة، والمفردة الحيويّة، ليكون منبره موثوقاً في نقله، نقيّاً في مصادره، صائباً جهد المستطاع في تحليله".
فكان مضمونه الخطابي لا يصطدم مع الأسس العقلية، ولا يشطح إلى الخرافة والأسطورة، لذلك جاءت خطبته مملوءة واعية، تحتوي على مضامين، تجلو متلقيها ذهنيا، وتهزّه وجدانياً، تصعد بنخوته إلى ملتهب الوهج الملحمي الحسيني ، ثم تعود به، رويداً رويداً، هادئاً خاشعاً حزيناً يُصغي إلى هدير الدمع من محاجر زينب وبنات رسول الله، ويبكي لما حلّ بهم من قتل وتمثيل وسبي وتشريد.
لقد اختار الوائلي في منهج خطابته طريقاً أكثر وعورة، وأخشن مركبا، فلم يتكلم كيف ما اتفق من دون سابق عناء مطالعات صعبة لمواضيعه، فيوفر لها منهجية البحث، وأسلوب التدرج، حتى يصل إلى عقدة الموضوع بادلة وشواهد، استقاها من مطالعاته الموسوعية من بقية الثقافات الإنسانية الأخرى، فلم يكن الوائلي مغلقاً على ذاته وبيئته، بل فتح نوافذ الثقافات الأخرى على ذاته، ليجعلها واسعة الأفق، متعددة المواهب، متنوعة القراءات.
لقد أدرك الدكتور الوائلي مهمة المنبر الخطيرة وقوته الفاعلة في نفوس الجماهير، لذلك حفلت مواضيعه بقضايانا الكبرى، وعالجتها بعقلية متأملة مُدركة.
لذلك حمل قضية الحسين فكراً وروحاً ومنهجاً ، عمل وكافح وهاجر، من أجل أن تكون تلك القضية ترنيمةً على شفتيه، ونوراً يسعى بين جنبيه، فكان له ما أراد. نَهبت أقدامُه المسافات الطويلة حتى وهنت من المرض العضال، وتقوست كعلامتي استفهام تسأل عن نهاية مشوار حياته ومثواها الأخير، ترجّل الفارس عن صهوة منبره ليبحث عن بقعة مباركة ليقرأ عند ساكنها أمير المؤمنين مجلس عزاء عن ابنه الحسين، فيدرك هناك الثمن الحقيقي لـ"يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً".
تَوسدي ايتها الروح المطمئنة ثرى عليٍّ

[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
« وشقي لها ما بين جنبيك مضجعاً =تنامُ به جنب الوصيّ وتُحشَرُ
وحسْبُ أمانينا رضـىً وكرامـةً =بأن الذي نهفوا لمثواهُ حيدرُ »
[/poet] </span>

 

 

 توقيع الهدهد :

سيبقى الرأيُ الآخرُ المُقصَى
والفكرُ المختلفُ المضايقُ
ملوّحاً لمن سيأتي مادام هناك مساحةٌ من الصوتِ أو حتى الصمتِ .

الهدهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-09-2003, 08:01 AM   رقم المشاركة : 20
أبوحسن
طرفاوي نشيط جداً






افتراضي

( الوائلي نجم في حياتي )


حسن الشيخ علي المرهون


على مر العصور ومن بين طيات السنين عادة ما تأتي الأيام بنجوم من البشر تزدان بهم الحياة كما تزدان السماء بنجومها. هؤلاء النوعية من البشر جل همهم العطاء فهم كورد البساتين وكنور الصباح، وهم ربيع الأمم وعطرها والعبير. والشيخ الوائلي واحد من هؤلاء النجوم التي ازدانت بهم الحياة فهو صوت الحسين يخترق الزمان ويأتي كنجما ساطعا يبدد الظلام. نجم هيأه الله كي يضيء لنا الدرب ويفجر لنا العشق لآل محمد ( ص)، فكان شيخ شباب القرن الماضي من الهجرة وشباب شيوخ هذا القرن.

كان هذا النجم يرافقني منذ الصغر عبر الكاسيتات، كان يثير اهتمامي في قضايا شتى، كان السبب الأول الذي شجعني على البحث ورصد الحقائق، كان له دور كبير وهام في حياتي وفي رؤيتي للماضي وللحاضر وفي تتبعي للأحداث التاريخية.

لقد ساهم هذا الرجل وبشكل كبير في رسم الخارطة التاريخية والنظرة الشمولية لمجرى الأحداث في ذهني.


كنت أجد نفسي في الوطن وأنا في الغربة وأنا اسمع لمحاضراته في كل ليلة تقريبا وأجد نفسي أتنقل في دهاليز التاريخ وممرات الزمن، واجد سعادة فائقة وأنا استمع له وهو يشرح الآيات بتفاسير متعددة، كنت أعيش في رحاب محاضراته وأنا في غرفتي الصغيرة في بلاد الغرب وكأنني وسط حرم جامعي مترامي الأطراف فقد كانت مدرسته ترفع شعارات كريمة كنت آنس لها كثيرا، كنبذ العنف، ومحاربة التفرقة، وإحضار العقل في كل صغيرة وكبيرة، وان لا ضير في فهم النص القرآني بمفاهيم متعددة إذا كانت تعتمد على الدليل ولا خوف في اختلاف المنهج ووجهات النظر إذا ما كانت تستند إلى مناشيئ علمية.

كان يسحر الألباب وهو يقلب صفحات التاريخ ويربط بين الأحداث، كما كانت له صولات وجولات في تبيان أهمية الدور الذي لعبه آهل البيت للحفاظ على رسالة النبي محمد (ص) وما عانوه لأجل ذلك.

كانت طريقته في قراءة الشعر رائعة جدا جعلتني اعشق الشعر وأقلده في إلقائه، كانت تأسر فيﱠ كل جنان كما كانت مصدر لتنمية الإحساس وتذوق الجمال.


<span style='color:sienna'> كانت سعادتي لا توصف ذات يوم -قبل أكثر من عام ونصف- عندما رفعت سماعة التلفون في بيتنا ووجدت الشيخ الوائلي على الطرف الآخر يطلب التحدث لوالدي، أجبته من المتحدث: أجاب وبكل تواضع "أحمد الوائلي"، فهذا الذي كنت استمع له لساعات طوال من خلال جهاز المسجل هاأنا الآن أتحدث معه مباشرة وعبر التلفون. لقد كنت سببا لسعادتي يا أيها الوائلي في الكثير من أوقاتي، وهكذا النجم ينبغي أن يكون متألقا ومصدرا للسعادة والاستفادة.

وعندما سمعت خبر وفاته يوم الاثنين الموافق: 14 /7/2003م، حزنت كثيرا، وفي الليل وكعادتي كل ليلة أتحدث مع والدي عما يستجد من أحداث وقد نقلت له خبر وفاة الوائلي كأي خبر آخر وقد غاب عني في تلك اللحظة عمق العلاقة بينه وبين أبي. لقد ترك هذا الخبر حزنا كبيرا على ملامح وجه أبى وسقطت دمعة من عينيه وأخذ يردد قوله تعالى : (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) . تركته وهو يقرأ آيات من الذكر الحكيم.</span>

نعم لقد حزنت على الوائلي عندما سمعت الخبر وحزنت مجددا على حزن أبي عليه.

تغمدك الله بواسع رحمته، فقد كنت يا أيها الوائلي صوتا للحسين صارخا، وقلبا لتعاليم محمد حاويا، وكنت فارسا شهما، تذود عن حياض أهل البيت وكراماتهم. وكنت بحق فكرا عملاقا ومدرسة متميزة. وكانت مسيرة حياتك مليئة بالعمل والعطاء، لقد كنت أيها الوائلي شمعة تضيء لنا الدرب بنور الحسين لقد كنت لي وللكثيرين نبع ماء نعود لمعينه عندما يستبد بنا العطش.

الشيخ الوائلي من أولئك البشر الذين كتب عليهم أن يعيشوا خارج بلادهم لكنه عندما عشق تربة بلاده بادلته الأوطان هذا العشق فرفضت هذه التربة أن يدفن جسده الطاهر إلا فيها، فكما كان وفيا للنجف كانت النجف وفية له، وكأنما الدنيا بقضها وقضيضها بذلت الجهد لكي يتحقق بيت شعر قاله منذ أكثر من نصف قرن:


[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وادي الغري وحق رملك وهو = أشتاقه في غدوتي ومسائي
[/poet]

الى أن يقول:

[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
فلديك أصلي والفروع وأنني = أنا لاحق بهما بدون مراء
[/poet]


أيها الوائلي ستظل في ضمائر الأمة والعقول كالنجم يصل نوره إلى أعماق المستقبل وان غيبك الثرى لأنك قبس من نور الحسين ولأنك قلت في رسالة للحسين :

[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
دأبت أزورك في كل عام= والثم تربك يا ابن النبي
ويا ابن علي ويا ابن البتول = ويا ابن ذرى المجد من يثرب
[/poet]

بدموع سواجم نودعك يا خادم الحسين يا من تركت بصمات من الكرامة ومن الثقافة والفكر في وجدان الأمة ومسير الإنسانية. دعني أودعك أيها الراحل عنا بقولك لأنه الأبلغ وأنت تؤبن أستاذك الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله عام 1964م :

[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
تغيبت عنا وحاشا أن تموت فما=يموت فكر ولا يغتاله اللحد
لا يأكل الترب روحا منك خالدة=بل كل ما للترب الشلو والجسد.
[/poet]


( عن موقع قطيفيات )

 

 

أبوحسن غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 04:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

ما ينشر في منتديات الطرف لا يمثل الرأي الرسمي للمنتدى ومالكها المادي
بل هي آراء للأعضاء ويتحملون آرائهم وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم
رحم الله من قرأ الفاتحة إلى روح أبي جواد