![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
شاعر قدير
|
![]() بسم اللَّه الرحمن الرحيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
شاعر قدير
|
![]() منتدانا كان من السباقين في متابعة أحوال الشيخ ( رحمه اللَّه ) ... ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ( حامل المسك ) هو من نقل خبر عودته إلى النجف فاستبشرنا خيراً ، وتوقعنا الرحيل : http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=8974 الثائر آثر أن يكتب النعي ، فاسودت الدنيا بأعيننا - رغم أننا متوقعين - ، لكن عندما أصبح الأمر حقيقة لم نحتمل ذلك : http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=9073 وكان لقطرة الندى مشاركة حول السيرة المختصرة عن حياة الشيخ : http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=9090 مدن العراق ودعت شيخها الكبير الدكتور أحمد الوائلي ( موثق بالصور ) ، وضع هذا الخبر ديك الجن : http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...=&threadid=9296 وكان لهمس الكلام خاطرة بعنوان " في قلوبنا ياوائلي " : http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?s...39927#post39927 أبو حسن لم يقصر في فتح موضوع خاص في استقصاء شعر الشيخ غير المنشور : http://altaraf.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9478 أما الديواني فآثر أن ينتقي لنا هذا المقطع الصوتي في رثاء الشيخ : http://altaraf.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9848 ،،،،،،،
،، ؛
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
شاعر قدير
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 |
طرفاوي نشيط جداً
|
![]() [poet font="Simplified Arabic,4,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="inset,8,sandybrown" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] <b><u><span style='color:"00BFFF"'>(</span><span style='color:"08B4FB"'> </span><span style='color:"10AAF8"'> </span><span style='color:"189FF4"'>أ</span><span style='color:"2194F0"'>ح</span><span style='color:"2989EC"'>م</span><span style='color:"317FE9"'>د</span><span style='color:"3974E5"'> </span><span style='color:"4169E1"'>ا</span><span style='color:"395CE5"'>ل</span><span style='color:"314FE9"'>و</span><span style='color:"2942EC"'>ا</span><span style='color:"2135F0"'>ئ</span><span style='color:"1827F4"'>ل</span><span style='color:"101AF8"'>ي</span><span style='color:"080DFB"'> </span><span style='color:"0000FF"'>)</span></u></b>
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 |
طرفاوي نشيط جداً
|
![]() السيرة الذاتية : هو الشيخ أحمد ( 1 ) بن الشيخ حسون بن الشيخ سعيد بن الشيخ حمود الليثي ، الوائلي ، النجفي . ولد في النجف الأشرف يوم الجمعة 17 ربيع الأول سنة 1347هـ ، وبها تربي ونشأ مع شقائق النعمان تطل على ذلك الوادي الأفيح . أسرته : الليثي بفتح اللام وسكون الياء ، وفي أخرها ثاء مثلثة ، هذه النسبة إلى ليث ابن كنانة ( 2 ) وعلى هذه النسبة يؤكد مشايخ القبلية ، ولها اليوم فروع كثيرة في الفرات الأوسط . والوائلي : بفتح الواو وسكون الألف وكسر الياء ، وقد برز كثير من العلماء والأدباء منهم ، وفي مقدمتهم : ـ الدكتور إبراهيم الوائلي . يعد من أساتذة الأدب العربي في العراق ( 1332-1408هـ ) . ـ إبراهيم بن الشيخ محمد بن عبدالحسين الوائلي . كاتب قدير وشاعر وأديب ( ولد 1914م ) . ـ الدكتور فيصل بن قاسم الوائلي . يعد من علماء العراق وتولى منصب مدير الآثار العامة ببغداد ( ولد عام 1922م ) . هذا القليل ممن انتقيتهم من بين كثيرين من أسرة ( الوائلي ) . ـ أبوه : هو الأستاذ الخطيب الأديب الشيخ حسون الوائلي ( 1890 ـ 1963م ) ولد بالنجف وتوفي فيها بها ، وكان تاجراً للحبوب قضى أكثر حياته في ( أبي صخير ) وهي موضع من مملكة الحيرة القديمة . ولما تزوج الشيخ محمد علي قسام شقية الشيخ حسون أقنعه بسلوك طريق الخطابة الحسينية ، فأكب الشيخ حسون على دراسة مبادئ العلوم العربية والإسلامية ، واستطاع بنباهته وغناء وحسن حالته أن يطوّر نفسه ويتفرغ للمطالعة لينمي ملكته الخطابية ، مستعيناً بالشيخ محمد علي قسام . ويلاحظ أن وعيه السياسي بدأ بالظهور باتصاله بآل قسام ـ الذين كانوا من ألد أعداء الاستعمار البريطاني ، فحسب عليهم ، وساهم كخطيب بأداء واجبه الجهادي في الثورة العراقية الكبرى ضد الانجليز سنة 1920م ، وكان شاعراً مقلاً أيضاً له بعض القصائد في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وجدة الشيخ حسون كانت من الأسرة العلمية النجفية آل قطفان الذين ينتسبون إلى بني سعد . ـ أمه : هي الحاجة بيبي بنت الشيخ عواد بن محمد حسين بن الشيخ علي زيني النجفي . وكان الشيخ علي زيني المتوفي سنة 1215هـ من كبار شعراء النجف باللهجة المحلية ( العامية ) . وللوائلي قربى من جهة أمه بالشيخ هادي بن شريف القرشي ، والشيخ باقر القرشي وكلاهما من الأدباء العلماء . وعلى العموم فإنه عاش في ظل أسرته طفولة مرفهة ما تزال صورها في مخيلته حية في ذاكرته ماثلة في ذهنها بما يحدثنا نفسه عن ذلك فاسمع قوله : [poet font="Simplified Arabic,4,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="inset,4,purple" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] سل الطفولة هل مرّ الزمان على = ألذ منها ومن أيامها الأول أيام نشتار من صبح يطلُّ علي = ورد وليل على الألحان منسدل نظلُّ نركب أحلاماً مجنحة = تطير فينا إلى الجوزاء والحمل ونرسم الليل سعلاة بأعينها = جمر وجثتها السوداء كالجبل وكلنا نتبارى في بطولتها = إذا حكينا فما فينا سوى بطل حتى إذا ما انتهينا من ملاحمنا = وأسلمتنا حكاينا إلى الملل عدنا إلى الرمل نبني منه أروقة = ونصنع الطين من خيل إلى أبل وقد يمرّ شجار ثم يعقبه = صلح وماثمّ من غلِّ ولا دغل يا للطفولة نوّار واخيلة = مزوقات وطهر غير مفتعل [/poet] ويقول في أخرى : [poet font="Simplified Arabic,4,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="inset,4,purple" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] عهود الصبا يا حلوة إن ذكرتها = فإن شفاهي من حلاها تفطر وعهد الصبا ترنيمة أريحية = تزوق من أحلامنا وتعطر في للصبا جفت لدان غصونه = وعاد يبساً عوده يتكسر [/poet] نشأته ودراسته : نشأ في النجف الأشرف على أبيه نشأة فاضلة ، كان فيها عزيز الجانب ، موفور الكرامة ، شديد الاعتداد بشخصية ، قوي الأمل بمستقبله ، متفوقاً على أقرانه ، مع نباهة وذكاء حادين ، وللحاضرة النجفية أثر كبير في نبوغه ، كونه خريج مدرستها الكبرى ، التي هي أقدم مدرسة للأدب العربي . وما برحت النجف مورد اعتزاز للشيخ الوائلي ( قدس الله سره ) وفخره : [poet font="Simplified Arabic,4,sienna,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="inset,5,sienna" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] نجفي يا خميلة في الفيافي = وربيعاً يهتز وسط محول وتراباً معنبراً لست أرضى = عن حصاه نجم السما ببديل يا مغاني العلا ويا مهبط الفكر = ومحراب نابغات العقول يا مهادي الوثير يوم قدومي = ووساداً أرجوه يوم رحيلي نام فيه أبي وشيخي وإخواني = جميعاً في ظل حامي الدخيل [/poet] وفي السابعة من عمره درس لدى الكتاتيب وحفظ القرآن الكريم ، وكان ذلك في مسجد الشيخ علي نواية في سفح جبل الطمة من محلة العمارة ، وكان شيخه آنذاك عبدالكريم قفطان ، وبعد تعلمه القراءة والكتابة ، وقراءة القرآن الكريم ، وبعدما صلب عوده واشتد ساعده ، بدأ دراسته بشكليها الأكاديمي الرسمي ، والحوزوي الذي يعتمد على قدرة الإنسان ونبوغه ومقدرته العقلية ، فجمع بذلك الفضيلتين ، واستفاد من التجربتين ، ففي الأول أنهى الدراسة الابتدائية بمدرسة الملك غازي الابتدائية في النجف سنة 1952م ، ثم دخل متوسطة منتدى النشر ، فكلية منتدى النشر ، وتخرج منها بتفوق . ولما تأسست كلية الفقه سنة 1985م انتسب إليها ، وتخرج سنة 1962م ، بحصوله على بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية ، ثم أكمل الماجستير في نفس الاختصاص في معهد الدراسات العليا التابع لجامعة بغداد ، وكانت رسالته بعنوان ( أحكام السجون ) ثم غادر إلى جمهورية مصر العربية ، حيث درس في كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة ، ونال درجة الدكتوراه سنة 1978م عن أطروحته الموسومة ( استغلال الأجير وموقف الإسلام منه ) . وخال وجوده في القاهرة لإعداد أطروحة الدكتوراه ، درس الاقتصاد في معهد الدراسات العليا التابع لجامعة الدول العربية . أساتذته : أما دراسته الحوزوية فقد بدأت بقراءته مقدمات العلوم العربية والإسلامية ، ثم تدرج في ذلك حتى أنهى مرحلة السطوح ، وهي مرحلة متقدمة في الدراسة الدينية لجامعة النجف الكبرى ، وحظي خلال هذه الفترة بجمهرة من الأساتذة الأجلاء ، ومنهم أساتذته في العربية وعلومها ، ومن أبرزهم : 1- الشيخ علي ثامر : ( 1964 / 1384 ) من علماء النجف الأفاضل ، وقد درس عليه المعاني والبيان وعلوم البلاغة ، والشيخ علي ثامر هو أستاذ الشاعر محمد مهدي الجواهري في علوم البلاغة . وللشيخ الوائلي ( قدس الله سره الشريف ) قصيدة في رثائه تعبر عن شدة تأثره لفراقه ، وعن علاقته الروحية العميقة به ، ومما جاء فيها : [poet font="Simplified Arabic,4,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="inset,4,royalblue" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] رسمتك في فكري فضاء بك الفكر = ونحتك في شعري فجلىّ بك الشعر سكبت القوافي في رثاك من الشجى = فمن لوعتي شطر ومن أدمعي شطر [/poet] 2- الشيخ عبدالمهدي مطر : من شيوخ الأدب والشعر وأساتذة الفقه والأصول ، والشيخ الوائلي ( قدس سره ) كثير الثناء عليه ، وله للشيخ عبدالمهدي ديوان شعر كبير وكتب كثيرة ، ولكنها مخطوطه . 3- الشيخ علي بن الشيخ محمد سماكة : أحد العلماء المجتهدين ، ومن أساتذة الفقه والأصول ، توفي في الحلة وكان عالمها الأكبر . 4- السيد محمد تقي بن السيد محمد سعيد الحكيم : وهو من كبار العلماء المعاصرين بالعراق ، وعضو بالمجامع العلمية بمصر وبغداد ، ومن كتبه الشهيرة ( أصول علم الفقه المقارن ) ، وكان الشيخ الوائلي ممن تتلمذ عليه في العقائد والفلسفة والمنطق . 5- الشيخ محمد رضا المظفر : من علماء النجف الكبار ، ومن أساتذتها الذين برزوا في أفكارهم الإصلاحية ، وبث وسائل الدعوة في داخل العالم الإسلامي وخارجه . ومن كتبه الشهيرة : ( المنطق ـ وأصول الفقه ) وما تزال تدرس في جامعات النجف وإيران والهند وباكستان حتى وقتنا هذا . والشيخ الوائلي من أشد المتأثرين بأفكاره الإصلاحية ورافقه في كثير من مواقفه وأحداث حياته ونهضته ، وكان خليفته فيما بعد في رئاسة منتدى النشر ـ المؤسسة العلمية الشهيرة في النجف ، وقد نظم الشيخ الوائلي ( قدس الله سره الشريف ) في رثائه أبيات مطلعها : [poet font="Simplified Arabic,4,chocolate,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/5.gif" border="ridge,4,chocolate" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] أكبرت أمسك أن يأسى عليه غد = ولم يزل يرقد الدّنيا بما يلد [/poet] ـ عصر الشيخ الوائلي : من العوامل المؤثرة في صياغة شخصية الشيخ الوائلي ( قدس الله نفسه الزكية ) هو عامل المجتمع الذي عاصره ، فالشيخ ابن النجف ، نشأ في محيطه تربية وتعليماً ، والنجف من أعرق البيئات الثقافية الإسلامية قدماً . نشأ الشيخ الوائلي في هذا العصر الذي يعتبر قمة في نضج وسعة المدرسة العلمية النجفية في مختلف أبعاد المعرفة . كما حفل عصره بعدد من الخطباء المبرزين ، منهم الشيخ محمد علي اليعقوبي ، والشيخ محمد علي قسام ، والسيد صالح الحلي وغيرهم . ومثل هذا الجو لابد أن يفعل فعله في شخصية الشيخ الوائلي ، فقيهاً كان أو شاعراً أو خطيباً ، ويعمل على صقله وتهذيبه ، وبالتالي تكوينه بالشكل اللائق ، ولا شك أن للاستعداد الفطري لديه أثر في توجهه وحرصه على الانتهال من هذا الغدير الذي يحمل سمات المعلم الثاني بالوجود الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . ومن فيض بركاته أن عايش الشيخ الوائلي ( قدس الله نفسه الزكية ) الأجواء الرائعة التي قد لا يجود الدهر بمثلها . وللنجف في شخصية الشيخ الوائلي أثر بليغ محفور في ذاكرته ، ورنين يومي أبدي الحضور في شعوره وتصوراته ، يملي على ذاته تمثلها في حركاته وسكناته ، ولم تزده الغربة إلا تعلقاً وتولها وهياماً وشوقاً مضرم اللهب ، جياش العواطف ، لن يهدأ ولا يستكين : [poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/3.gif" border="inset,4,green" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] ( وادي الغري ) وحق رملك وهو ما = اشتاقه في غدوتي ومسائي لو تستبين على البعاد مشاعري = ملهوبة كالجمر في الظلماء وصبابتي وأنا القصي عن الحمى = وبمقلتي تلفت الغرباء [/poet] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هذه السيرة العطرة تم كتبتها من مجلة الموسم بتصرف . تـــــــــــــــــ***10***ـحـــــــــــــــــ***10 ***ـيــــــــــــــــــ ***10***ـاتـ***10***ـــــــــــــــــي
.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 |
مشرف سابق
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 |
مشرف سابق
|
![]() <span style='font-size:12pt;line-height:100%'>
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 |
مشرف الكمبيوتر والبرامج والإنترنت
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 |
شاعر قدير
|
![]()
![]() <span style='color:blue'> غرفت القليل من بحر علم العلاّمة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي منذ حداثة سني، حتى قدّر الله لي وظيفة أملت عليّ أن أتعامل بالمراقبة الدقيقة مع محاضرات "عميد المنبر الحسيني"، وكان الخير في ما قدّر رب العالمين، إذ اكتشفت عظمة هذا الإنسان الذي لا يحد علمَه مثلي، ولكنني استطعت أن أعي بعض الخطوط العلمية العامة لهذه الشخصية الفذة. </span>وها أنا أستغل مناسبة عروجه الى بارئه لأقدم بعض تلك الملامح، علّني أفيه بعض ما أكن له، ولعلّ الذكرى تنفع القارئين. حياته ونشأته <span style='color:indigo'> ولد أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد الوائلي في النجف الأشرف سنة 1347هـ/ 1928م. وشاءت عناية الله أن يولد في السابع عشر من ربيع الأول، الذي يصادف ذكرى ولادة رسول الله الأعظم (ص) وحفيده صادق أهل البيت (ع)، فسمّاه أبوه "أحمد" من دون تردد ولا تأمل. </span>لم تكن عائلته المعروفة بأسرة "آل حرج" مشهورة مثل العائلات العلمية الكبرى في النجف مثل: آل المظفر، آل بحر العلوم، آل كاشف الغطاء.. وغيرهم. ولكن فقيدنا الكبير هو الذي جعل اسم أسرته لامعاً بما اكتسبه من علم ومعرفة أهّلاه لينال شهرة واسعة. كان والده "خطيباً غير مشهور، كما أنه قليل القراءة، لأنه دخل ميدان الخطابة وهو في منتصف عمره".. كما يقول فقيدنا الذي تردد على مجالس الخطباء المعروفين ليتتلمذ عليهم، كما أوصاه والده. هذه العوامل مضافاً إليها بيئة النجف العلمية، أثّرت على حياة الطفل أحمد، فولج ميدان الخطابة في سن مبكرة جداً كما يقول هو، وكان عمره نحو عشر سنوات أو أكثر بقليل. يقول بعض الكتّاب إنه خلافاً لسائر الخطباء، دخل عالم الخطابة كبيراً وليس صغيراً، ولمع فيه نظراً لما يتمتع به من ميزات وقدرات. تابع دراسته الحوزوية وتوغل فيها، وقرأ مقدمات العلوم على يد أساتذة الحوزة البارزين. ولم يكتفِ بذلك بل تابع دراسته الأكاديمية العليا حتى حصل على الماجستير من جامعة بغداد بأطروحته: "أحكام السجون في الشريعة الإسلامية"، ثم أكمل الدكتوراه في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، فنالها بأطروحته: "استغلال الأجير وموقف الإسلام منه". عميد المنبر الحسيني <span style='color:firebrick'> احتل الدكتور الوائلي مركزاً مرموقاً منذ منتصف القرن العشرين، وتربع على مركز الصدارة في الخطابة الحسينية حتى استحق عن جدارة لقب "عميد المنبر الحسيني" من دون منازع. ولم يتمكن الخطباء الآخرون من مجاراته في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية، فهو صاحب مدرسة مستقلة خاصة لها أسلوبها الرائد ومنهجها الفريد، لذلك كانت نادرة في عطاءاتها وأبعادها، ما جعل الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ويقتبسون من شعاع مدرسته. فأخذ الكثيرون يقلدون حركاته ويجارون نبرة صوته، وما ذلك إلا دليل على عبقرية هذا الخطيب الفذ. </span>إضافة الى "عمادة المنبر"، اشتهر الشيخ الوائلي بأنه شاعر مرهف وأديب مبدع وداعية كبير، حمل هموم أمته ودعا الى الذود عنها في وجه الاستكبار والاحتلال، وحرض المجاهدين بشعره وخطبه على المقاومة والتصدي لمشاريع الاستعمار وعدوانه. لقد تمكن الشيخ الوائلي من تبوّؤ هذه المكانة الرفيعة لأسباب أربعة: 1 ـ تتلمذه على ثلة من العلماء الكبار أبرزهم الشيخ محمد رضا المظفر، ومجموعة من خطباء المنبر البارزين. 2 ـ نشوؤه في بيئة النجف الأشرف المعروفة بتراثها العلمي والأدبي. 3 ـ تحصيله الأكاديمي العالي، الأمر الذي أغنى شخصيته العلمية بالدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة. 4 ـ ملكاته الخاصة وذكاؤه الفطري وشخصيته المبدعة. آثاره ترك الشيخ الوائلي ثروة علمية لا تقدر ضمت آلاف المحاضرات المسجلة ومئات الأبحاث، وعدداً من الكتب المطبوعة، ومنها: 1 ـ أحكام السجون في الشريعة الإسلامية. 2 ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه. 3 ـ هوية التشيع. 4 ـ إيقاع الفكر. 5 ـ من فقه الجنس في قنواته المذهبية. 6 ـ جمعيات حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية. 7 ـ الخلفية الحضارية لموقع النجف قبل الإسلام. 8 ـ تجاربي مع المنبر. 9 ـ نحو تفسير علمي للقرآن الكريم. 10 ـ دفاع عن العقيدة. 11 ـ الأوليات في حياة الإمام علي (ع). 12 ـ ثلاثة دواوين مطبوعة. هذا الإضافة الى عدة مخطوطات نأمل أن تجد طريقها للنشر. ملامح فكره <span style='color:teal'>قد يكون من الصعب الإحاطة بفكر غزير مثل فكر الدكتور الوائلي، لكننا سنحاول وضع ملامح عامة لما خلفه فقيدنا الكبير. أ ـ المنبر الحسيني: يضع الدكتور الوائلي الإمام الحسين (ع) في وعاء الرسالة الذي يبتعد عن المزايدات والمبالغات، ويستشف من وراء كل تحرك وكل مفردة من مفردات واقعة الطف الهدف الكبير والسر الكامن، وفي الوقت ذاته استجلاء محتويات هذه الواقعة وتقديمها دروساً نستلهمها في مسيرة الحياة. لذلك سعى مع رفيق دربه الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده) الى رفع المستوى العام للمنبر بما يليق بصاحبه (ع)، وقالا ان لذلك ثلاث خطوات: 1 ـ تقعيد المنبر: بمعنى أن يصدر عن قواعد وعلم منهجي. 2 ـ إثراء مادة المنبر: بحيث تتنوع مضامين المحاضرات وتلتمس المواد المشوّقة للسامع المفهومة لديه. 3 ـ العمل على الارتقاء بالمنبر حتى يصل الى مستوى مرجع متجول، يرجع إليه الجمهور للتعرف الى كثير مما يهمه في حياته من عقائد وأحكام شرعية. ورأى ـ رحمه الله ـ أن من أخلاقيات المنبر الحسيني ما يأتي: 1 ـ أن يهدف العمل لوجه الله تعالى قبل كل شيء. 2 ـ الارتباط بالمصلحة العامة والارتفاع بعيداً عن التحول الى مدية بيد فئة أو فرد ضد فئة أو فرد آخر بدوافع شخصية. 3 ـ ارتفاع ممارسة العمل المنبري عن إرضاء العوام على حساب الحقائق والقيم. ودعا في كتابه القيّم "تجاربي مع المنبر"، الى عدم حصر الحسين في نطاق الدمع والمأساة فقط، بينما هو ثورة على الباطل، ومنهج سلك الشهادة لبناء المجتمع. ب ـ شبهات حول الإسلام: كان الشيخ الوائلي خصماً عنيداً لأعداء الإسلام من مستشرقين وكتاب غربيين، ممن حاولوا تشويه دين الله والإساءة إليه، ونسبة آراء مغلوطة اليه. فكان ـ رحمه الله ـ يتصدى لهم بالدليل والبرهان، ولا يكتفي بالأدلة الشرعية الإسلامية المأخوذة من الكتاب والسنة، بل كان يقارعهم بحجج عقلية ومنطقية وعلمية نظراً لدراساته الموسعة واطلاعاته الكثيرة. ومن أهم الشبهات التي فندها: شبهة انتشار الإسلام بالسيف، حقوق المرأة في الإسلام، شبهة وثنية بعض الشعائر الإسلامية، حقوق الإنسان، هل الإسلام دين عنف ودم؟!.. وغيرها. ج ـ شبهات حول التشيع: وكان بسعة اطلاعه على المذاهب الإسلامية كافة، خير مدافع عن مذهب أهل البيت (ع)، فكان يفند الشبهات الملقاة على التشيع من كتب بعض الكتاب من المذاهب الإسلامية الأخرى، مستعيناً بالأحاديث التي ينقلونها وبآراء علمائهم. ومن أهم الشبهات التي فندها وأبدع في ذلك: قصة عبد الله بن سبأ، مسألة الإمامة، حياة الخلفاء، العصمة، زواج المتعة، الشعوبية، المهدوية.. وغيرها. د ـ الوحدة الإسلامية: كان من رواد الوحدة الإسلامية، فدعا "فرق المسلمين الى ان يدرسوا بعضهم بعضاً بروح علمية، وأن يتبينوا الخلفيات المشبوهة التي أدت دوراً كبيراً وما زالت في تمزيق المسلمين. كما دعاهم الى وعي "وحدة المنبع عند المسلمين.. ان القرآن إمامنا والسنة النبوية رائدنا.. لا ينبغي لنا أن نبقى "متفرجين" دون أن نجند الفكر الشريف والقلم النظيف في ميادين وحدة المسلمين". هـ ـ البحث عن الحقيقة: كان ـ رحمه الله ـ دائم البحث عن الحقيقة، ويأخذها أنّى وجدها من دون تعصب أو هوى.. وكان منهجه "الدليل والبرهان". فكان مثلاً يمدح كل مسلم موضوعي حتى لو اختلف معه في المذهب، وكان يذم كل متعصب حتى لو اتفق معه في المذهب. وكان يدرس رواية معينة فيرفضها إذا بان فسادها، حتى لو كانت تنصر مذهبه.. "إن كل رأي أو اتجاه او استنباط لا ينتهي الى الكتاب والسنّة فهو الى النار ومضروب به عرض الجدار كائناً من كان قائله.. وانطلاقاً من ذلك فأي رأي ينتصر على رأي آخر من مسلم على مسلم لا يعتبر ربحاً لأحد وخسارة لآخر، بل هو نصر للإسلام والحقيقة والعلم.. هذا منطق كل من قال لا إله إلا الله.. أما من يستظل براية الهوى والتعصب ويسلك درب العناد واللجاج فليس من الله ولا من العلم في شيء". و ـ مقارنة الآراء: تمتاز مدرسة الوائلي بعدم اعتمادها "الجزمية الفكرية" التي تشكل أحد المظاهر السلبية في مجتمعنا. ويتجلى ذلك في محاضراته عندما يفسر آية قرآنية معينة، فيقدم كل الآراء المطروحة في تفسيرها، ولا يجزم بصحة أي من تلك التفاسير إلا في حالات نادرة، وذلك عملاً بمبدأ جواز الاختلاف والاجتهاد، وحق كل شخص في أن يعمل بدليله. ولذلك يكثر سماحته من استعمال الكلمات التي تفتح المجال أمام المستمع للتفكير مثل: أعتقد، أظن، أتصور.. وغيرها. وقد ربّى هذه الملكة من خلال سعة تبحره واطلاعه على كل المذاهب، فلم يحصر علمه بمذهب دون آخر، فها هو يقول: "(من) الأمور التي عملتها وأكدت التجارب صوابها، الانفتاح على تراث المذاهب الإسلامية الأخرى والتفاعل معها نقداً وتقويماً بأعصاب هادئة وموضوعية تامة واتباع الدليل.. وقد برهنت لي التجارب أن هذا المنهج مثمر وفاعل". ز ـ العقل والعلم: كان يستخدم الدليل العقلي والعلمي في كثير من الأحيان، سواء في الحكم على حديث أو رواية أو في الحكم على بعض الآراء. ح ـ مواكبة العصر: كان دائم الدعوة الى مواكبة حركة المنبر والتجربة الاجتهادية والخطاب الإسلامي، عصرنا الذي نعيش فيه، وما شهده من ثورة علمية ومعرفية. ط ـ الشيخ الشاعر: يتميز شعر الدكتور الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقة الديباجة، لذلك عُدّ شاعراً محترفاً ومجرباً من الرعيل الأول. شعره الحسيني يطفح بالحرارة والتأثير ليتناسب مع ما يحتاجه المنبر من شعر سلس مقبول جماهيرياً وأدبياً. وكذلك شعره في مديح ورثاء أئمة أهل البيت (ع). وتعدى شعره المواضيع الدينية ليتناول المواضيع السياسية والاجتماعية، فهذه قصائده تدعو الى الثورة والمقاومة، كقصائد: حديث فلسطين، سماسرة الحرب، أمتي.. وغيرها.</span> معاناته برغم كل هذه المكانة لم يسلم الشيخ الوائلي من بطش النظام الصدامي في العراق، ما أجبره على ترك بلاده ليعيش متنقلاً في بلاد المسلمين وبلاد الغرب، ليرفد الجاليات الإسلامية بالعلوم الإسلامية. وقد فُجع بمآسي شعب العراق، وفُجع باغتيال رفيق دربه الشهيد الصدر، وفُجع بوفاة ولده سمير عام 1999م.. وظل متنقلاً في البلاد مدة ربع قرن، يحمل في قلبه حنيناً الى العراق والنجف، التي عاد إليها لتحتضنه بحنان كبير لن يتيح رحيلاً آخر. .
.
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 |
طرفاوي مشارك
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 |
طرفاوي مشارك
|
![]() هل تواجهون صعوبات مع الأنظمة الحاكمة؟
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 |
شاعر قدير
|
![]()
![]() د. الشيخ أحمد الوائلي أشهر القراء الحسينيين في العالم: الإسلام فكر ولا خوف عليه من العولمة -- السيرة الذاتية-- - هو الشيخ أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي ولد سنة 1347 هـ. في 17 ربيع الأول في النجف اشتهرت هذه الأسرة في النجف بأسرة آل حرج، وحرج هو اسم الجد الأعلى لها وهو أول من نزح من الغرّاف بلدهم الأصلي وهبط في النجف الأشرف واتخذها موطناً ومسكناً له. - امتازت هذه العائلة بالثقل العلمي والمكانة المرموقة في تاريخ الأسر النجفية كأسرة آل بحر العلوم وأسرة آل كاشف الغطاء وآل الجواهري. - ولكن الشيخ الوائلي هو الذي جعل اسم أسرته لامعاً بما اكتسبه من شهرة واسعة في خدمة المنبر الحسيني منذ صغره وبنفس الوقت أكمل دراسته حتى حصل على الماجستير في جامعة بغداد ثم أكمل الدكتوراه في كلية دار العوم بجامعة القاهرة، ثم توغل بالدارسة الحوزوية وقرأ مقدمات العلوم العربية والاسلامية على يد أساتذة الحوزة البارزين. وله مؤلفات في الشعر والأدب. ![]() <span style='color:red'>س1 - العالم يتطور بسرعة كبيرة والمفاهيم تتغير وهو أمر جعل من وسائل الاتصال ونقل المعلومات مصدر خطورة على المفاهيم وعلى الأديان والقواعد الأخلاقية . فهل تعتقد أن هناك خوفاً على أجيالنا من تأثيراتها السلبية ؟ ج - ما يدخل إلى الذهن والوعي من غذاء مثله مثل ما يدخل إلى الجسم من غذاء، فإذا كان في الجسم مناعة لا يتأثر بما هو ضار. كذلك جهاز التلقي الذهني يحتاج إلى مناعة تقيه من المؤثرات السلبية. س 2- هل تتيح سرعة المتغيرات وصعوبتها، الفرص لبناء مثل هذه المناعة، بمعنى هل العقل البشري محصن إلهياً إلى حد ما ؟ ج - العمل على تكوين جهاز المناعة عند المسلم يبتدئ فيما نعتقد من الأسرة، فالمدرسة، فالمجتمع. وأهم هذه الوجوه هو الأسرة. ولا يعني ذلك عدم أهمية الوجوه الأخرى. ولاشك في أن المسؤول عن التربية الدينية في الأسرة هو المؤسسات الدينية التي ينبغي قيامها بهذا الدور واستخدامها الوسائل التي أتاحها العلم وتوفير الكفاءات والمناهج العلمية قدر الاستطاعة وانتقاء الغذاء التربوي الجيد الذي هو متوفر والحمد لله في تراثنا. إن ذلك يضع الأسرة في أجوائها الإسلامية خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار إن كل أسرة مسلمة عندها خميرة من النزوع إلى جذورها وتراثها والاعتزاز بأولوياتها. س3 - هناك خوف من الفضائيات والإنترنت وسواها من وسائل الاتصال الإلكتروني التي قد توظف ضد الأديان وخصوصاً الإسلام باعتباره خاتمة الأديان ؟ ج - الذي يتمم ما سبق هو أسلمة الأدوات المؤدية إلى الهدف كالقناة الفضائية المسلمة، والمادة الإسلامية التي نغذي بها قنوات الاتصال، والمعلم المسلم الرسالي الذي ينبغي أن يوكل إليه تدريس الدين واللغة، أن الأسرة والمجتمع آخذ ومعطٍ فروافد المجتمع هي الأسرة والمدرسة. فإذا تم التركيز عليهما فذلك كفيل بنتائج طيبة. يضاف إلى ذلك ينبغي فتح أعين الأجيال على إفلاس الحضارات الأخرى وعجزها عن ملء الفراغ الذهني عند الإنسان وعن عدم قدرتها على أن تشده إلى قضية محورية يعيش من أجلها وتستهويه وتدفعه لمضاعفة جهده في ذلك. كما يصنع الإسلام في دفع الفرد المسلم إلى أن يبقى ينشد رضا الله عزّ وجّل بكل نشاطه الدنيوي وعمله لما بعد الحياة وهو هدف يظل قائماً ويظل يسعى الإنسان إليه متواصلاً وبذلك ينعدم عنده الفراغ والسأم ويعيش في لذة وسعادة متواصلة. س4 - ذكرتم أن التربية الدينية تؤسس جهاز مناعة خلقياً عند الفرد المسلم يحفظه من سلبيات قد يتعرض لها نتيجة تفاعله مع أجواء حضارية غريبة وذلك يستدعي أن تكون في الإسلام إجابات كاملة على معالجة ما يجد من أمور متنوعة فهل هو كذلك ؟ ج - أولاً إن طرح مثل هذا السؤال يدل على عدم معرفة الكثير منّا بالمحتوى الحضاري الغزير في الإسلام وأحد أسباب ذلك هو عدم المعرفة. وثانياً إن كل من له إلمام بالشريعة الإسلامية يعرف أنها تحمل الإجابات على ما هو موجود وما قد يوجد من الأمور التي يبتلي بها الإنسان وذلك بداهة إن الله عزّ وجل لا يكلف إنساناً حتى يعرّفه السبيل إلى الاستجابة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الله عزّ وجل لم يتعبدنا بشريعة ناقصة يمكن أن تعجز عن تغطية حاجاتنا بل أكمل لنا الدين وأعلمنا ذلك بقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم)، ولذا فإن كل من له صلة بالشريعة يعلم أنها وافية بكل الحاجات. س5 - فما الذي يحصل إذن ؟ ج - غاية ما في الأمر أن بعض المذاهب الإسلامية يرى أن هناك مصادر للتشريع (أيضاً مصدر مشروعيتها الدين نفسه) جاءت مكملة لمحدودية النصوص. وتكثر الوقائع مثل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها، بينما يذهب البعض الآخر ومنهم الإمامية إلى أن نصوص الكتاب والسنة وما تفرع منهما وافية لتغطية كل ما يجد. والأخبار الصحيحة والمصادر ذكرت ذلك بالتفصيل. وكمثل لذلك ما جدّ من معاملات في حقل المصارف والاقتصاد بعامة، وما جد في حقل الصحة كنقل الأعضاء من إنسان إلى إنسان ونقل الدم وترقيع الأجسام وما جد في عالم الاستنساخ والأرحام والمتاجر والتلقيح الصناعي وما جد من الانتفاع بوسائل تكنولوجية جديدة وأمثال ذلك غطاها فقهاء المسلمين تغطية كاملة على الرصيد غير القليل في الشريعة. س6 - لكن المكتشفات الطبية والعلمية الجديدة، يقال إنها خارجة عن حدود أحكام الأديان ؟ ج - الإسلام ليس عاجزاً عن التعامل مع المستجدات في أي مجال والفقهاء غطوا ما سبق بما في ذلك الجديد الآن. وسيبقى في الشريعة الغنى الوافر لسد حاجات الإنسانية ونشير إلى بعض المؤلفات في ذلك للإرشاد إلى ما ذكرناه وذلك في ذيل هذه الإلمامة القصيرة بهذه المواضيع إن شاء الله. اختلاف المذاهب س7 - ما الحكمة في اختلاف مواقف وأحكام المذاهب؟ فقد يقف الفرد المسلم وهو في حيرة وتردد لما يرى من اختلاف المذاهب الإسلامية في العقائد والأحكام فلا يدري أين موقع الصواب وما هو المقدر له أمام الله عزّ وجل؟ وهو يتصور أن ليس كل هذه الآراء صائبة فما هو تكليفه في مثل هذه الموارد ؟ ج - نحن نعلم أن في الإسلام مذاهب متعددة. ويتبع كل مذهب منها مجاميع من العلماء. وهنا يتعين على غير الفقيه من سائر المسلمين المكلفين إذا أراد الوصول إلى مسألة عقائدية أو أراد الوصول إلى حكم شرعي ما يلي: - أولاً: أن يتحرى ويبحث عن الفقيه الجامع للشروط التي تشترط عادة في الفقهاء المستعدين للإجابة على المسائل الشرعية وبدرجة توصله للتأكد من أهلية هذا الفقيه. ولا يقتصر على الانتماء التقليدي، بل لابد من إحراز أن المسؤول من أهل العلم المؤهلين للفتيا والجامعين لأدواتها بالإضافة إلى أنه متصف بالورع والتقوى. - ثانياً: انه إذا أحرز ذلك، فليس عليه أن يعرف ما هو دليل الفقيه. فإن ذلك موكول للفقهاء أنفسهم كونهم أهل الاختصاص وتبقى المسؤولية على أعناقهم لا عليه. - ثالثاً: وهنا نلفت النظر إلى أن الاختلاف في العقائد والأحكام - كما هو المفروض - له مناشئ علمية يعرفها أهل العلم، تتعلق بالسند وبمضمون النص وملابساته الباقية. فقد يكون بعض رجال السند موثقاً عند البعض وعند الآخرين ليس كذلك. فيأخذ بعضهم بروايته ويرفضها البعض، وقد يكون منهج البعض الأخذ بخبر الآحاد ومفاده في بعض الموارد بينما لا يأخذ به الآخرون، وقد يحمل بعض الفقهاء اللفظ على ظاهرة ويذهب آخرون إلى تأويله، وقد يحمل البعض اللفظ على الحقيقة ويحمله الآخر على المجاز. وكذلك في فهم المضمون مثلاً: يقول الله تعالى: (وأولات الأحمالٍ أجلهن أن يضعن حملهن)، فلو أن امرأة حاملاً بتوائم تضع واحداً منهما فالبعض يرى أنها بمجرد وضع الحمل حلت للأزواج لأنها صدق عليها أنها وضعت بينما يذهب الآخر إلى أن المراد من الوضع هو إفراغ الرحم فلا يحل إلا إذا صار رحمها فارغاً من حملها وهكذا. ومثلاً يقول القرآن الكريم (ألم نجعل الأرض كفاتا)، والكفت هو الجمع والضم فيرى بعضهم أن من ينبش قبر ميت ويسرق كفنه تقطع يده لأنه سارق سرق من حرز بينما يقول الآخر أن هذا الحرز لا يختص بالميت في تفصيل طويل فلا يرى عليه القطع بل عليه التعزير والتأديب. وعلى العموم إننا نؤمن بأن فقهاء المسلمين إذا ذهبوا إلى رأي في حكم أو عقيدة فإن مصدرهم الشرع في اجتهادهم وإن اختلفت نواحي الاستظهار عندهم. التكفير س8 - ما هو حكم من يخطئ منهم ؟ ج - قد يخطئون بعد استفراغ الوسع في عملية استنباط الحكم ولكنهم معذورون بعد ذلك الجهد والوسع إلا من يثبت على سبيل القطع انه ليس على صواب، إما لأنه ليس من أهل العلم أو لأنه يريد العبث. وهؤلاء هم في غاية الشذوذ وفقهاء المسلمين إن شاء الله بعيدون عن هذا الغرض. إننا يجب أن نحسن الظن بفقهاء المسلمين ولا نجترئ على رميهم بالابتعاد عن الإسلام أو تكفيرهم لأبسط الأمور كما يفعل بعض من لا يقدر حرمة وكرامة أهل لا إله إلا الله. 9 - ما هي الحكمة الربانية من تعدد المذاهب ؟ ج - تعدد المذاهب لم تشرعه السماء حتى يقال ما هي حكمة السماء في ذلك، وإنما نشأ من أسباب هي على أحسن الفروض من اختيار بعض الجهات لأشخاص رأت انهم أولى من غيرهم إما علمياً وإما اجتماعياً. ولكل منهم آراؤه واجتهاداته وتبعهم جماعة كونوا أسرة المذهب. والمذاهب غير مقصودة لذاتها بل المفروض أنها طرق مؤدية إلى الشرع. وأهم فائدة في تعدد المذاهب هي التوسعة على الناس لتعدد الآراء وعدم حبسهم على رأي واحد فتكون روافد متعددة كلها تؤدي إلى الشريعة. س 10- هل هناك وجه آخر لتعدد المذاهب ؟ ج - نعم. فإلى جانب الفائدة هناك سلبيات من أهمها التشرذم والتعصب وجعل المذهب غاية لا طريقاً مما يؤدي إلى التمزّق. س11 - وهل هناك تضارب في بعض أحكام هذه المذاهب ؟ ج - لا أسميه تضارباً، وإنما هو اختلاف في المنهج ووجهات النظر. وقد يؤدي أحياناً إلى التقابل. ولكن إذا عرفنا أن ذلك ناشئ من أمور موضوعية وليست من قصد سيء فإن ذلك يبعث على الاطمئنان ويحض على احترام وجهات النظر ويحمل على سعة الصدر لقبول وجهة النظر الأخرى. س12 - هل في أي من الخلاف في أحكام المذاهب، ضرر أو خطر على الإسلام طالما أن أحكام هذه المذاهب ليست منزّهة أو معصومة ولا ترقى إلى عدم الخضوع للمناقشة ؟ ج - لا خطر منها ما دام هناك أكثر من رأي وطريق يوصل إلى الإسلام والمسلم إذا تعبد بواحد منها بعد بذل الوسع في الاختيار واستنفاد الوسائل السليمة في ذلك أجزأه ويكون ممتثلاً لحكم الله عزّ وجل. أما المجتهدون أنفسهم فبعد بذل الوسع في استنباط الحكم لهم أجران إن أصابوا حكم الله وإلا فأجر واحد من أجل جهدهم وعنائهم. . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 |
شاعر قدير
|
![]()
ج - لا يمكن لكل من العولمة وثورة المعلومات أن تؤدي إلى صهر الأفكار والمعتقدات في فكر واحد. وذلك لأن العولمة تحاول رفع الحدود المادية وثورة المعلومات تطرح أفكاراً جديدة وكل منهما موجود بالفعل يمشي عبر الحدود ولا يرده حاجز. ومع ذلك ما تزال الأديان متعددة والمعتقدات متنوعة. وإنما كل الذي نخشاه هو عدم خلق مناعة علمية وخلقية في الساحة الإسلامية تمنع تأثير الأمور الوافدة. وهذا الأمر يضاعف مسؤولية المؤسسات الدينية سواء الرسمية منها وغير الرسمية. ويحملها التبعة لتضاعف نشاطها في بناء الشخص المسلم بناءً يوازي حجم المستجدات ويرضي التطلعات خصوصاً ونحن على ثقة بأن محتوى الشريعة فيه ذخيرة لا تنفد لتغذية الأجيال فلم يبق إلا البحث في كنوز الشريعة وإعداد كوادر علمية مؤهلة ومنتجة لسد الحاجة وان تكون مؤسساتنا الدينية مراكز بحث وتطوير وإعداد كفاءات وليست مؤسسات للارتزاق على حساب ديننا. ![]() س 14- المسلمون اليوم في وضع لا يحسدون عليه، متفرقون مشتتون، مختلفون في مصالحهم ومواقفهم، لكن هل هناك خوف على الإسلام بسبب ضعف المسلمين ؟ ج - الإسلام فكر والفكر لا خوف عليه إنما الخوف على المسلمين الذين يتعرضون إلى مخططات لإبعادهم عن الإسلام بوسائل شتى أو تركهم لا يعرفون من الإسلام إلا مظاهر جوفاء. أما مضمون الإسلام فيفرغ من محتواه. وهذا الأمر يعيش على الساحة عند جميع المذاهب الإسلامية مما يؤسف له أشد الأسف مما جعلنا نرى المسلم. الشكليات. لا المسلم الموقف والرجولة والعطاء وصدق العقيدة وغير ذلك مما هو من مقومات الإسلام الصحيح. س 15- ألم يحن الوقت لحوار حقيقي بين الأديان؟ وهل يمكن أن يكون لخطوة من هذا النوع جدوى في التقريب في وجهات النظر وتقليل التنافر العرقي وصراع الأقليات والتركيز على التعاون في مواجهة تحديات العصر مثل الأوبئة والفقر والتلوث وسواها ؟ ج - لعل الإسلام يعتبر مجلباً للدعوة والحوار بين الأديان وذلك لأن الإسلام يقف على قاعدة صلبة لما فيه من أسس متينة ومتطورة ومستوعبة لحاجات كل العصور. (وما أرسلناك إلا كافة للناس) ولأنه يرى ويعلم أن الأديان. وأقصد بها الأديان السماوية كما هي في أصلها، كلها روافد من السماء ولكل دين دوره وعهده في أداء رسالته وقد ختمت بالإسلام حيث ما هو من الثوابت قد جمعه الإسلام وما هو من المتطورات قد حمله ونبه الأذهان له. (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) من هذا المنطلق وهو استيعاب الإسلام للثوابت وغير الثوابت في الأديان الأخرى، انطلق الإسلام يدعو إلى الحوار، (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا) ولم ينطلق من فرض انه الوحيد وغيره مرفوض بل فتح الأبواب لصراع الأفكار وفق الأصول حتى تنتهي إلى ما هو الحق. (وأنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين). وبناء على ذلك فلا خشية من أن يخذل الإسلام أو ينهزم في أي حوار شرط أن يكون المحاورون موضوعيين ومؤهلين للحوار لوجود أرضية علمية عندهم. وإذا استكمل الحوار بشروطه الموضوعية فلا شك في جدواه. إن الإنسانية قد تعبت في بحثها عن الأفضل وعلينا أن نبحث في دفائن ديننا من الكنوز لنقدمه زاداً للإنسانية وقل اعملوا.. إلخ. حوار الحضارات س 16- يروج البعض لمخاوف من احتمال افتعال العرب والمسلمين حرباً ضد الحضارة الغربية، ويقال أن دوافع إقامة المشروع الأميركي الجديد المعروف باسم استراتيجية درع النجوم أو وليد حرب النجوم، تنبع من أوهام مثل هذه، ما رأيك ؟ ج - منذ ولد الإسلام طرح آراءه مقابل المفردات الحضارية المنوعة عند كل الأمم وأعلن موقفه فيما يقبل منها وما يرفض. وفي خصوص الحضارة المسيحية سواء في الغرب أو غيره يقف منها موقفاً يختلف. فإن كانوا مواطنين يترك لهم حرية البقاء على دينهم بشرط التزامهم بشروط تحقق المواطنة السليمة وتوازن بين حقوقهم وحقوق الدولة الإسلامية. وإذا كانوا خارج الدولة الإسلامية فهم حتى ولو كانوا كفاراً محاربين فلولي أمر المسلمين مهادنتهم إذا كانت المصلحة في ذلك. وهناك أحكام تحدد علاقة المسلمين بغيرهم وتتسم بالإنسانية في أعلى صورها ولا يخرج الإسلام عن هذا الإطار إلا إذا وضع في حالة الدفاع عن النفس أو عن الدين. فدعوى هؤلاء انهم يخشون من الإسلام مثل باقي ما يدعونه عن حظر الإسلام والأصولية. والحقيقة أن المحارَب والمحاصَر هو الإسلام الذي اخترعوا عشرات العناوين المبررة لمحاربته. وفي التاريخ مرايا صادقة تعكس ممارساتهم مع الإسلام والمسلمين. إنني هنا ألفت نظر الباحثين وطالبي الحقيقة إلى الرجوع إلى التلمود وللحروب الصليبية وتاريخها نظرياً وتطبيقياً وكذلك الرجوع إلى حروب القرون الوسطى وما جرى في الأندلس، ثم الرجوع إلى كتب التاريخ الإسلامي وكتب الفقه الإسلامي في باب الجهاد للتعرف على من يشكل الخطر على الحضارات ويريد نفي الآخر. إن شعار الإسلام (وإنا أوإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) هذا الطرح المفتوح حتى يتم الوصول للحقيقة. س 17- دفعت التطورات العلمية الجديدة والاكتشافات الطبية المذهلة مثل الاستنساخ وسواه، إلى بروز تحديات كبيرة للأديان وخاصة أمام الإسلام، فهل أغفل الدين الحنيف مثل هذه الأمور، أم أن في بيان نصوص القرآن الكريم والفقه ما يتعامل مع كل حالة على حدة بنفس المنطق الرباني العظيم الذي يعالج به الرحمن الأمور الأخرى ؟ ج - لا أسمي أمثال هذه الأمور التي ذكرتها تحديات بل هي أمور ألهم الله تعالى بها الذهن البشري وأقدره عليها على أن يتحرى بها خدمة الإنسان لا ضرره. وهذه الأمور تشكل موضوعات غطتها أحكام الشريعة وهي جميعها عالجها الفقه الإسلامي وتناولها فقهاء المسلمين تفصيلاً وأعنى بهم الفقهاء المعاصرين، لأنها أمور حدثت متأخرةً ومن بعض هذه المصادر التي تحضر ذاكرتي إتماماً للفائدة وللتدليل على أن الإسلام يتسع في نصوصه وقواعده لكل ما يمر على الدنيا من أمور ستكون موضع ابتلاء الإنسان: شرح عهد الإمام علي لمالك الأشتر - توفيق الفكيكي ، الجزء الرابع من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، منهاج الصالحين للسيد الخوئي (قدس سره) ، الفقه للمغتربين للسيد علي السيستاني (دام ظله) ، الاستنساخ للسيد سعيد الحكيم (دام ظله) ، عقليات إسلامية للشيخ محمد جواد مغنية (طاب ثراه) ، فقه أهل البيت للسيد محمود الهاشمي (دام ظله) ، المذاهب الإسلامية للشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (دام مسدداً) ، بحوث في الفقه المعاصر للشيخ حسن الجواهري (دام ظله) ، ومستحدثات المسائل للسيد الخوئي (قدس سره). . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 |
شاعر قدير
|
![]()
س 18- ما هي فرص قيام دولة إسلامية كبرى في العالم؟ وهل هي ضرورة أم إن الله عزّ وجل كفيل بأمر صيرورة الدنيا قبل قيام الآخرة ؟ ج - فرص قيام دولة إسلامية عامة ليس بمستحيل عقلاً ولا ممتنع ذاتاً ولكن له شروط لابد من توفرها، وهي تحتاج عادة إلى زمن طويل لأن عنصر الزمن دخيل في تكوين الأشياء بحسبها. والدولة الإسلامية مرة تكون إسلامية عقيدة وأحكاماً لابد من تطبيقها والناس فيها من المواطنين المسلمين الملتزمين بالعقيدة والأحكام، وأخرى قد تكون محكومة من قبل المسلمين وأهلها ليسوا كذلك بل في الأديان كالمسيحيين واليهود والمجوس وحتى الصابئة أي من لهم كتاب وشبه كتاب. ولكل منهما تفاصيل استوفاها الفقه الإسلامي. غالباً في باب الجهاد من كتب الفقه. وكما ذكرت إن قيامها يبقى مفتقراً إلى شروط لابد من تحققها ودعني أضرب لك مثلاً واحداً: هو اللغة العالمية الاسبرنتو التي أريد لها أن تختصر الحواجز وتجمع الناس على وسيلة موحدة للتفاهم، وإلى الآن والفكرة في مكانها لم تتحرك مع أنها محبوبة للنفوس ولا تشكل ضرراً للأمم أو الأفراد اللهم إلا ما يرتبط باعتزاز كل أمة بلغتها فكيف يكون الأمر بالنسبة للعقائد والشرائع ؟ س 19- هناك أيضاً لغط عن موقف الإسلام من مفهوم الديمقراطية فهل الإسلام ضد نظام مثل هذا تطالب به أغلبية البشرية الآن ؟ ج - إذا تحدثنا عن موضوع الديمقراطية وتفاصيلها وخصوصاً موقف الإسلام من الديمقراطية بمعناها المصطلح فإن المسلم من الناحية العقيدية والناحية التشريعية ملزم بالعمل بما شرعته السماء، أو من ناحية التطبيق وذلك بأن تحكم الأمة نفسها بنفسها فهذا يتم على نحوين من التصور في هذه الفترة: النحو الأول أن يتولى الفقيه بما له من ولاية عامة حكم الأمة وفق قوانين الله عزّ وجل وذلك له تفصيل موسع في كتب الفقه. والنحو الثاني كما يذهب إليه البعض أن الأمة لها ولاية على نفسها فتنتخب من يحكمها وفق الشريعة. وعلى العموم من الناحية التطبيقية أمر الديمقراطية سهل، على أني ألفت النظر إلى الدول التي تدعي أنها تطبق الديمقراطية. هل إنها ملتزمة بشروط الديمقراطية أم هو مجرد شعار ؟ حقوق الإنسان س 20- وما موقف الإسلام من قضية حقوق الإنسان التي باتت مسألة حيوية تقيم الشعوب والأمم والأديان على مدى التزامها بها ؟ ج - موقف الإسلام من حقوق الإنسان واضح. فلا اعتقد أن هناك شريعة كفلت حقوق الإنسان كالشريعة الإسلامية. فالإنسان كل الإنسان موضع تكريم الله عزّ وجل: (ولقد ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍكرّمنا بني آدم)، يقولها القرآن الكريم ويقول الرسول الكريم في خطبته في حجة الوداع: وقد سأل الصحابة (رضوان الله عليهم) أي يوم هذا؟ قالوا: أعظم الأيام. وأي شهر هذا؟ قالوا أعظم الشهور. وأي بلد هذا؟ قالوا أعظم البلدان. وأي بيت هذا؟ قالوا: أعظم البيوت، قال إن حرمة المؤمن أعظم عند الله من بيتكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا... إلخ. ولقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): (الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره). ويقول الإمام علي (عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق). الناس سواسية كأسنان المشط، وقد أفاضت كتب التاريخ والسيرة في تفصيل تطبيقات ذلك بما لا يسعه هذا المختصر. وأرجو أن نفرق بين الإسلام وبين بعض المسلمين الذين ينبغي أن لا تحسب تصرفاتهم على الإسلام بل لابد من الاقتصار على ما رسمه التراث ورسمته السنّة النبوية ورسمه خلفاء النبي حقاً. س 21- الأمر الآخر المثير للجدل هو الفهم الخاطئ من قبل البعض لموقف الإسلام من حقوق المرأة، فما هي الحقيقة في هذا المجال ؟ ج - لا سبيل إلى الإفاضة في أمر مثل هذا. لأن الإسلام أكرم المرأة بما أراده الله لها وليس وفقاً لمشتهى البشر. ولكن ما ينبغي الإشارة إليه إنه كل الحقوق التي كفلها الإسلام للفصيلين الذكور والإناث إنما هي متصلة ومربوطة بفطرة كل منهما. فالمسألة إذاً مسألة تصنيف لا مسألة تفضيل. إن بين الرجل والمرأة عشرات من الفروق النفسية والجسدية والاجتماعية، ولكل منها حسابه الخاص. أما من حيث المنشأ والخلقة فكل منهما عمد من أعمدة التكوين يقول تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى). ويقول تعالى: (الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها)، ويقول النبي (صلى الله عليه وآله): (النساء شقائق الرجال). فالأمور التي تنعدم فيها الفروق بين الصنفين هما فيها سواء كحق التعليم، والنفقة المالية، وحق التكريم.. إلخ. أما الحقوق التي لا يمكن المساواة فيها كحق التعدد للرجل الذي شرعه الإسلام لتغطية بعض الحالات فلا يمكن المساواة فيه ومثل الأمور التي ترتبط بغزارة الجانب العاطفي عند المرأة وتكليف الذكر ببعض الأمور التي ترتبط بتكوينه العضلي فالإسلام يفرق بينهما. وبالجملة كل حق مشروع ينسجم مع الخلق الكريم والفطرة السليمة أعطاء الإسلام للمرأة ومنعها مما يفسد فطرتها ويهين انوثتها وصدق الله العظيم: (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى). إن الٍٍإسلام كفل المرأة في كل حالاتها. كأم وزوجة وبنت. وكرّم مقامها وجعل الجنة تحت أقدامها، وقدم حقها كأم على حق الأب على رأي كثير من الفقهاء فأوجب تقديم ما تأمر به على ما يأمر به الأب لو تعارض الأمران، وجعل لها ثلاثة أرباع الحق في الولد وللأب ربعاً وأعطاها أجر الشهيد إذا ماتت أثناء الولادة وأعطاها ما لا يتسع ذكره هنا. مؤلفات الدكتور الشيخ الوائلي أولاً: المطبوعة - هوية التشيع. - أحكام السجون بين الشريعة والقانون. - من فقه الجنس في قنواته المذهبية. - نحو تفسير علمي للقرآن. - دفاع عن العقيدة. - تجاربي مع المنبر. ثانياً: المخطوط - الخلفية الحضارية للنجف قبل الإسلام. - الأوليات في حياة الإمام علي (عليه السلام). - حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية. - مدارس التفسير للقرآن الكريم. . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 |
شاعر قدير
|
![]() ومن موقع بينات للسيد محمد حسين فضل الله - حفظه الله - . ولد أحمد بن الشيخ حسّون بن سعيد الوائلي في النجف الأشرف سنة 1347هـ/ 1928م. وشاءت عناية الله أن يولد في السابع عشر من ربيع الأول، الذي يصادف ذكرى ولادة رسول الله الأعظم (ص) وحفيده صادق أهل البيت (ع)، فسمّاه أبوه "أحمد" من دون تردد ولا تأمل. </span>لم تكن عائلته المعروفة بأسرة "آل حرج" مشهورة مثل العائلات العلمية الكبرى في النجف مثل: آل المظفر، آل بحر العلوم، آل كاشف الغطاء.. وغيرهم. ولكن العلاّمة الكبير هو الذي جعل اسم أسرته لامعاً بما اكتسبه من علم ومعرفة أهّلاه لينال شهرة واسعة. كان والده "خطيباً غير مشهور، كما أنه قليل القراءة، لأنه دخل ميدان الخطابة وهو في منتصف عمره".. كما يقول سماحته والذي تردد على مجالس الخطباء المعروفين ليتتلمذ عليهم، كما أوصاه والده. هذه العوامل مضافاً إليها بيئة النجف العلمية، أثّرت على حياة الطفل أحمد، فولج ميدان الخطابة في سن مبكرة جداً كما يقول هو، وكان عمره نحو عشر سنوات أو أكثر بقليل. يقول بعض الكتّاب إنه خلافاً لسائر الخطباء، دخل عالم الخطابة كبيراً وليس صغيراً، ولمع فيه نظراً لما يتمتع به من ميزات وقدرات. تابع دراسته الحوزوية وتوغل فيها، وقرأ مقدمات العلوم على يد أساتذة الحوزة البارزين. ولم يكتفِ بذلك بل تابع دراسته الأكاديمية العليا حتى حصل على الماجستير من جامعة بغداد بأطروحته: "أحكام السجون في الشريعة الإسلامية"، ثم أكمل الدكتوراه في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، فنالها بأطروحته: "استغلال الأجير وموقف الإسلام منه". عميد المنبر الحسيني <span style='color:indigo'> احتل الدكتور الوائلي مركزاً مرموقاً منذ منتصف القرن العشرين، وتربع على مركز الصدارة في الخطابة الحسينية حتى استحق عن جدارة لقب "عميد المنبر الحسيني" من دون منازع. ولم يتمكن الخطباء الآخرون من مجاراته في قدراته الخطابية والفكرية والأدبية، فهو صاحب مدرسة مستقلة خاصة لها أسلوبها الرائد ومنهجها الفريد، لذلك كانت نادرة في عطاءاتها وأبعادها، ما جعل الخطباء من بعده يسيرون على نهجه ويقتبسون من شعاع مدرسته. فأخذ الكثيرون يقلدون حركاته ويجارون نبرة صوته، وما ذلك إلا دليل على عبقرية هذا الخطيب الفذ. </span>إضافة إلى "عمادة المنبر"، اشتهر الشيخ الوائلي بأنه شاعر مرهف وأديب مبدع وداعية كبير، حمل هموم أمته ودعا إلى الذود عنها في وجه الاستكبار والاحتلال، وحرض المجاهدين بشعره وخطبه على المقاومة والتصدي لمشاريع الاستعمار وعدوانه. لقد تمكن الشيخ الوائلي من الوصول إلى هذه المكانة الرفيعة لأسباب أربعة : 1 ـ تتلمذه على ثلة من العلماء الكبار أبرزهم الشيخ محمد رضا المظفر، ومجموعة من خطباء المنبر البارزين. 2 ـ نشوؤه في بيئة النجف الأشرف المعروفة بتراثها العلمي والأدبي. 3 ـ تحصيله الأكاديمي العالي، الأمر الذي أغنى شخصيته العلمية بالدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة. 4 ـ ملكاته الخاصة وذكاؤه الفطري وشخصيته المبدعة. . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 16 |
شاعر قدير
|
![]() يتبع ... إلى رفع المستوى العام للمنبر بما يليق بصاحبه (ع)، وقالا إن لذلك ثلاث خطوات: </span>1 ـ تقعيد المنبر: بمعنى أن يصدر عن قواعد وعلم منهجي. 2 ـ إثراء مادة المنبر: بحيث تتنوع مضامين المحاضرات وتلتمس المواد المشوّقة للسامع المفهومة لديه. 3 ـ العمل على الارتقاء بالمنبر حتى يصل إلى مستوى مرجع متجول، يرجع إليه الجمهور للتعرف إلى كثير مما يهمه في حياته من عقائد وأحكام شرعية. <span style='color:darkblue'> ورأى ـ سماحته ـ أن من أخلاقيات المنبر الحسيني ما يأتي: </span>1 ـ أن يهدف العمل لوجه الله تعالى قبل كل شيء. 2 ـ الارتباط بالمصلحة العامة والنأي بعيداً عن التحول إلى مدية بيد فئة أو فرد ضد فئة أو فرد آخر بدوافع شخصية. 3 ـ ارتفاع ممارسة العمل المنبري عن إرضاء العوام على حساب الحقائق والقيم. ودعا في كتابه القيّم "تجاربي مع المنبر"، إلى عدم حصر الحسين في نطاق الدمع والمأساة فقط، بينما هو ثورة على الباطل، ومنهج سلك الشهادة لبناء المجتمع. ب ـ شبهات حول الإسلام: كان الشيخ الوائلي خصماً عنيداً لأعداء الإسلام من مستشرقين وكتاب غربيين، ممن حاولوا تشويه دين الله والإساءة إليه، ونسبة آراء مغلوطة إليه. فكان ـ العلاّمة ـ يتصدى لهم بالدليل والبرهان، ولا يكتفي بالأدلة الشرعية الإسلامية المأخوذة من الكتاب والسنة، بل كان يقارعهم بحجج عقلية ومنطقية وعلمية نظراً لدراساته الموسعة واطلاعاته الكثيرة. ومن أهم الشبهات التي فندها: شبهة انتشار الإسلام بالسيف، حقوق المرأة في الإسلام، شبهة وثنية بعض الشعائر الإسلامية، حقوق الإنسان، هل الإسلام دين عنف ودم؟!.. وغيرها. ج ـ شبهات حول التشيع: وكان بسعة اطلاعه على المذاهب الإسلامية كافة، خير مدافع عن مذهب أهل البيت (ع)، فكان يفند الشبهات الملقاة على التشيع من كتب بعض الكتاب من المذاهب الإسلامية الأخرى، مستعيناً بالأحاديث التي ينقلونها وبآراء علمائهم. ومن أهم الشبهات التي فندها وأبدع في ذلك: قصة عبد الله بن سبأ، مسألة الإمامة، حياة الخلفاء، العصمة، زواج المتعة، الشعوبية، المهدوية.. وغيرها. <span style='color:darkred'> د ـ الوحدة الإسلامية: كان من رواد الوحدة الإسلامية، فدعا "فرق المسلمين إلى أن يدرسوا بعضهم بعضاً بروح علمية، وأن يتبينوا الخلفيات المشبوهة التي أدت دوراً كبيراً وما زالت في تمزيق المسلمين. كما دعاهم إلى وعي "وحدة المنبع عند المسلمين.. إن القرآن إمامنا والسنة النبوية رائدنا.. لا ينبغي لنا أن نبقى "متفرجين" دون أن نجند الفكر الشريف والقلم النظيف في ميادين وحدة المسلمين". </span><span style='color:crimson'> هـ ـ البحث عن الحقيقة: كان ـ سماحته ـ دائم البحث عن الحقيقة، ويأخذها أنّى وجدها من دون تعصب أو هوى.. وكان منهجه "الدليل والبرهان". فكان مثلاً يمدح كل مسلم موضوعي حتى لو اختلف معه في المذهب، وكان يذم كل متعصب حتى لو اتفق معه في المذهب. وكان يدرس رواية معينة فيرفضها إذا بان فسادها، حتى لو كانت تنصر مذهبه.. "إن كل رأي أو اتجاه أو استنباط لا ينتهي إلى الكتاب والسنّة فهو إلى النار ومضروب به عرض الجدار كائناً من كان قائله.. وانطلاقاً من ذلك فأي رأي ينتصر على رأي آخر من مسلم على مسلم لا يعتبر ربحاً لأحد وخسارة لآخر، بل هو نصر للإسلام والحقيقة والعلم.. هذا منطق كل من قال لا إله إلا الله.. أما من يستظل براية الهوى والتعصب ويسلك درب العناد واللجاج فليس من الله ولا من العلم في شيء". </span><span style='color:indigo'> و ـ مقارنة الآراء: تمتاز مدرسة الوائلي بعدم اعتمادها "الجزمية الفكرية" التي تشكل أحد المظاهر السلبية في مجتمعنا. ويتجلى ذلك في محاضراته عندما يفسر آية قرآنية معينة، فيقدم كل الآراء المطروحة في تفسيرها، ولا يجزم بصحة أي من تلك التفاسير إلا في حالات نادرة، وذلك عملاً بمبدأ جواز الاختلاف والاجتهاد، وحق كل شخص في أن يعمل بدليله. </span><span style='color:indigo'> ولذلك يكثر سماحته من استعمال الكلمات التي تفتح المجال أمام المستمع للتفكير مثل: أعتقد، أظن، أتصور.. وغيرها. </span>وقد ربّى هذه الملكة من خلال سعة تبحره واطلاعه على كل المذاهب، فلم يحصر علمه بمذهب دون آخر، فها هو يقول: "(من) الأمور التي عملتها وأكدت التجارب صوابها، الانفتاح على تراث المذاهب الإسلامية الأخرى والتفاعل معها نقداً وتقويماً بأعصاب هادئة وموضوعية تامة واتباع الدليل.. وقد برهنت لي التجارب أن هذا المنهج مثمر وفاعل". ز ـ العقل والعلم: كان يستخدم الدليل العقلي والعلمي في كثير من الأحيان، سواء في الحكم على حديث أو رواية أو في الحكم على بعض الآراء. ح ـ مواكبة العصر: كان دائم الدعوة إلى مواكبة حركة المنبر والتجربة الاجتهادية والخطاب الإسلامي، عصرنا الذي نعيش فيه، وما شهده من ثورة علمية ومعرفية. ط ـ الشيخ الشاعر: يتميز شعر الدكتور الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقة الديباجة، لذلك عُدّ شاعراً محترفاً ومجرباً من الرعيل الأول. شعره الحسيني يطفح بالحرارة والتأثير ليتناسب مع ما يحتاجه المنبر من شعر سلس مقبول جماهيرياً وأدبياً. وكذلك شعره في مديح ورثاء أئمة أهل البيت (ع). وتعدى شعره المواضيع الدينية ليتناول المواضيع السياسية والاجتماعية، فهذه قصائده تدعو إلى الثورة والمقاومة، كقصائد: حديث فلسطين، سماسرة الحرب، أمتي.. وغيرها. معاناته برغم كل هذه المكانة لم يسلم الشيخ الوائلي من بطش النظام الصدامي في العراق، ما أجبره على ترك بلاده ليعيش متنقلاً في بلاد المسلمين وبلاد الغرب، ليرفد الجاليات الإسلامية بالعلوم الإسلامية. وقد فُجع بمآسي شعب العراق، وفُجع باغتيال رفيق دربه الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وفُجع بوفاة ولده سمير عام 1999م.. وظل متنقلاً في البلاد مدة ربع قرن، يحمل في قلبه حنيناً إلى العراق والنجف، التي عاد إليها لتحتضنه بحنان كبير لن يتيح رحيلاً آخر. آثــاره ترك الشيخ الوائلي ثروة علمية لا تقدّر ضمت آلاف المحاضرات المسجلة ومئات الأبحاث، وعدداً من الكتب المطبوعة، ومنها: 1 ـ أحكام السجون في الشريعة الإسلامية. 2 ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه. 3 ـ هوية التشيع. 4 ـ إيقاع الفكر. 5 ـ من فقه الجنس في قنواته المذهبية. 6 ـ جمعيات حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية. 7 ـ الخلفية الحضارية لموقع النجف قبل الإسلام. 8 ـ تجاربي مع المنبر. 9 ـ نحو تفسير علمي للقرآن الكريم. 10 ـ دفاع عن العقيدة. 11 ـ الأوليات في حياة الإمام علي (ع). 12 ـ ثلاثة دواوين مطبوعة. هذا بالإضافة إلى عدة مخطوطات نأمل أن تجد طريقها للنشر. قسم التحرير في موقع بينات . .
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 |
طرفاوي مشارك
|
![]() <span style='font-family:Arial'>رحيل الشمس في وضح النهار
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 |
طرفاوي نشيط
|
![]() << زواج المسلم من الكتابية >> * د. أحمد الوائلي أصبحت هذه المسألة ـ زواج المسلم من كتابية ـ مما يعرض لكثير من المسلمين، ومن موارد الابتلاء في هذه الأيام نظراً لهجرة كثير من المسلمين إلى بلاد الكتابيين، والارتباط التجاري، والاختلاط في الجامعات، وسائر موارد الامتزاج والاجتماع الذي يؤدي بدوره إلى الميل وبالتالي الارتباط. ونظراً لذلك فلا بد من الإشارة ولو على الإجماع لهذا الموضوع لعل فيه انتفاعاً في أمثال هذه الموارد. وقد اختلف خلفاء المسلمين من كافة المذاهب في جواز أن يتزوج المسلم من الكتابية، وهم: اليهود والنصارى، أم المجوس فالأغلب من الفقهاء على القول بحرمة الزواج منهم وإخراجهم من الكتابيين. وقليل جداً هم القائلون بأن لهم شبهة كتاب فيلتحقون بالكتابيين، والرأي السائل عند الإمامية المنع من الزواج منهم. أما اليهود والنصارى ففي الزواج منهم أقوال ستة، وأبرز الأقوال: 1 ـ قول بعدم الجواز مطلقاً. 2 ـ قول بالجواز متعة لا دواماً، وبملك اليمين. 3 ـ قول بالجواز في حالة الاضطرار وعدم وجود المسلمة. 4 ـ قول بالجواز مطلقاً على كراهية. 5 ـ قول بالجواز مطلقاً بدون كراهية. وقد توزع الفقهاء على هذه الأقوال في اختياراتهم، وهذا التفصيل الذي ذكرته لك هو عند الإمامية. أما المذاهب الإسلامية الأخرى فقد أجمعوا على الجواز من النصرانية واليهودية دون المجوسية، واستعرض لك بإيجاز أدلة الإمامية: القائلون بالجواز: أدلتهم هي: قوله تعالى: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حلّ لكم وطعامكم حلّ لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) المائدة: 6. والآية ظاهرة في حلّ الزواج من الكتابية دواماً ومتعة وملك يمين، والمحصنات هنا المراد بهن: العفيفات، أي النجيبات. 2 ـ الدليل الثاني على الإباحة: هو إباحة الزواج بوجه عام فهو على عمومه ويخرج منه زواج المسلم بالمشركة، والمسلمة بالمشرك وبالكتابي، ويبقى ما عدا ذلك مشمولاً للعمومات والاطلاقات. 3 ـ الدليل الثالث: الروايات الكثيرة الواردة عن أهل البيت (ع)، وقد أورد الكثير منها الشيخ في الجواهر، والحر العاملي في الوسائل، وقد وصفت بالاستفاضة ـ يعني بلغت حداً من الكثرة يقرب من التواتر ـ : ومن تلك الروايات: ((أن رجلاً سأل الإمام الصادق (ع) عن المؤمن يتزوج اليهودية والنصرانية؟ فقال الإمام (ع): إذا أصاب المسلمة فماذا يصنع باليهودية والنصرانية؟ فقال السائل: يكون له فيها الهوى. فقال الإمام (ع): إن فعل فليمنعها من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وأعلم أن عليه في دينه غضاضة)). وقد ناقش الفقهاء ـ ومنهم صاحب المسالك ـ هذه الرواية وقالوا عنها: إنها أوضح ما في هذا الباب سنداً، لأن سندها صحيح، وفيها إشارة إلى الجواز على كراهة. وممن نص على الجواز المقداد السيوري في آيات الأحكام، والسيد الطباطبائي محمد حسين في تفسيره وجملة من المحققين. القائلون بالمنع: أدلتهم: 1 ـ قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار) إلى آخر الآية 221، من سورة البقرة. قالوا: إن هذه الآية حرمت الزواج من الكتابيين لأنهم مشركون لقوله تعالى في الآيتين 29 و 30 من سورة التوبة: (وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ـ إلى قوله سبحانه ـ عما يشركون) وقال تعالى: (وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة 33، ولا شك أن الكتابيين من الكارهين لذلك. إلى غير ذلك من الآيات التي تنعتهم بالشرك. وقد أجابوا بأن قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات مختص بغير الكتابيين من الكفار)، لأن الله تعالى يفرق بينهم في التسمية مثل قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين) البينة 1. والعطف يقتضي المغايرة. هذا أولاً، وثانياً ـ إن متعلق الإثنين مختلف ففي قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات) المراد به غير أهل الكتاب، وفي قوله تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) المقصود به الكتابيات، فلا تنافي بين الآيتين حتى يدعي النسخ. وثالثاً ـ إن قوله تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) إلى آخر الآية نزلت في سورة المائدة، وهي آخر ما نزل على النبي (ص) فهي ناسخة وليست منسوخة، ولأن لسان الآية لسان امتنان من حيث امتن الله على عباده بهذه الإباحة، ولسان الامتنان يأبى النسخ، وقد نص أصحاب أسباب النزول على أن قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) إلى آخر الآية نزلت في ابن أبي مرثد الغنوي حين استأذن النبي (ص) في عناق أن يتزوجها وهي مشركة فنزلت الآية المذكورة. وهذا مما يؤكد أنها خاصة بالمشركين ولا تتناول الكتابيين. 2 ـ الدليل الثاني ـ قوله تعالى: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) الممتحنة 10، قالوا: إن الآية نهت عن التزوج من الكتابيات، لأنهن كافرات لقوله تعالى: (ألم يكف الذين كفروا من أهل الكتاب) الخ. والجواب أولاً ـ : إن الإمساك بالعصم كما يكنى به عن الزواج فإنه يكنى به عن غير الزواج أيضاً، فهو ليس صريحاً بالزواج، ولذا قال صاحب المسالك: إن الآية ليست صريحة في إرادة النكاح، ولا فيما هو أعم منه. وثانياً ـ : إن مفاد الآية ليس هو النكاح الابتدائي كما يستفيد ذلك منها بعض المحققين ـ ومنهم الطباطبائي في الميزان ـ بل إن المراد منها: أن مَن آمن من الرجال وتحته زوجة كافرة يحرم عليه الإمساك بعصمتها، أي إبقاءها على الزوجية السابقة. وبتعبير آخر: إن النهي واقع على عصمة موجودة، أي زواج سابق، فليس له صلة بالنكاح الابتدائي إلا أن تؤمن فيمسك بعصمتها، فلا دلالة لها على نكاح الكتابية ابتداءً. يضاف لذلك أن سورة الممتحنة نزلت بالمدينة قبل فتح مكة، وسورة المائدة آخر سورة نزلت على النبي (ص) كما ينص على ذلك مفسروا المسلمين ولا معنى لأن ينسخ اللاحق السابق. القائلون بالجواز على كراهة: قالوا: وردت روايات تمنع م الزواج بالكتابية، وروايات تبيح ذلك، ومنها هذه الرواية التي ذكرناها عن الإمام الصادق (ع) والتي قال في آخرها: ((واعلم أن عليه في دينه غضاضة)) فإنها جامعة بين الروايات، وذلك بأن يجمل المانع من الروايات على الكراهة، والمبيح على إباحته فتكون النتيجة الإباحة على كراهة. الكتابية الحربية: كما نص الفقهاء على أن الجواز في نكاح الكتابية سواء كانت ذمية أم حربية، وقد استفادوا ذلك من الاطلاقات في الأدلة، فتلخص مما مر جواز الزواج من الكتابية سواء كانت ذمية أو حربية، سواء كان الزواج دائماً، أو متعة، أو ملك يمين. أما التفصيلات في ذلك من إباحة المتعة دون الدوام، أو التفصيل بين الجواز وغيره، أو الاختصاص بملك اليمين فقد استضعفه الفقهاء ـ ومنهم صاحب الجواهر. موقع حواء : http://www.balagh.com/woman/ahkam/0f1bolc0.htm
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 |
طرفاوي نشيط
|
![]() عُذراً... يا فارسَ الكلمة
|
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 |
طرفاوي نشيط جداً
|
![]()
حسن الشيخ علي المرهون على مر العصور ومن بين طيات السنين عادة ما تأتي الأيام بنجوم من البشر تزدان بهم الحياة كما تزدان السماء بنجومها. هؤلاء النوعية من البشر جل همهم العطاء فهم كورد البساتين وكنور الصباح، وهم ربيع الأمم وعطرها والعبير. والشيخ الوائلي واحد من هؤلاء النجوم التي ازدانت بهم الحياة فهو صوت الحسين يخترق الزمان ويأتي كنجما ساطعا يبدد الظلام. نجم هيأه الله كي يضيء لنا الدرب ويفجر لنا العشق لآل محمد ( ص)، فكان شيخ شباب القرن الماضي من الهجرة وشباب شيوخ هذا القرن. كان هذا النجم يرافقني منذ الصغر عبر الكاسيتات، كان يثير اهتمامي في قضايا شتى، كان السبب الأول الذي شجعني على البحث ورصد الحقائق، كان له دور كبير وهام في حياتي وفي رؤيتي للماضي وللحاضر وفي تتبعي للأحداث التاريخية. لقد ساهم هذا الرجل وبشكل كبير في رسم الخارطة التاريخية والنظرة الشمولية لمجرى الأحداث في ذهني. كنت أجد نفسي في الوطن وأنا في الغربة وأنا اسمع لمحاضراته في كل ليلة تقريبا وأجد نفسي أتنقل في دهاليز التاريخ وممرات الزمن، واجد سعادة فائقة وأنا استمع له وهو يشرح الآيات بتفاسير متعددة، كنت أعيش في رحاب محاضراته وأنا في غرفتي الصغيرة في بلاد الغرب وكأنني وسط حرم جامعي مترامي الأطراف فقد كانت مدرسته ترفع شعارات كريمة كنت آنس لها كثيرا، كنبذ العنف، ومحاربة التفرقة، وإحضار العقل في كل صغيرة وكبيرة، وان لا ضير في فهم النص القرآني بمفاهيم متعددة إذا كانت تعتمد على الدليل ولا خوف في اختلاف المنهج ووجهات النظر إذا ما كانت تستند إلى مناشيئ علمية. كان يسحر الألباب وهو يقلب صفحات التاريخ ويربط بين الأحداث، كما كانت له صولات وجولات في تبيان أهمية الدور الذي لعبه آهل البيت للحفاظ على رسالة النبي محمد (ص) وما عانوه لأجل ذلك. كانت طريقته في قراءة الشعر رائعة جدا جعلتني اعشق الشعر وأقلده في إلقائه، كانت تأسر فيﱠ كل جنان كما كانت مصدر لتنمية الإحساس وتذوق الجمال. <span style='color:sienna'> كانت سعادتي لا توصف ذات يوم -قبل أكثر من عام ونصف- عندما رفعت سماعة التلفون في بيتنا ووجدت الشيخ الوائلي على الطرف الآخر يطلب التحدث لوالدي، أجبته من المتحدث: أجاب وبكل تواضع "أحمد الوائلي"، فهذا الذي كنت استمع له لساعات طوال من خلال جهاز المسجل هاأنا الآن أتحدث معه مباشرة وعبر التلفون. لقد كنت سببا لسعادتي يا أيها الوائلي في الكثير من أوقاتي، وهكذا النجم ينبغي أن يكون متألقا ومصدرا للسعادة والاستفادة. وعندما سمعت خبر وفاته يوم الاثنين الموافق: 14 /7/2003م، حزنت كثيرا، وفي الليل وكعادتي كل ليلة أتحدث مع والدي عما يستجد من أحداث وقد نقلت له خبر وفاة الوائلي كأي خبر آخر وقد غاب عني في تلك اللحظة عمق العلاقة بينه وبين أبي. لقد ترك هذا الخبر حزنا كبيرا على ملامح وجه أبى وسقطت دمعة من عينيه وأخذ يردد قوله تعالى : (( إنا لله وإنا إليه راجعون )) . تركته وهو يقرأ آيات من الذكر الحكيم.</span> نعم لقد حزنت على الوائلي عندما سمعت الخبر وحزنت مجددا على حزن أبي عليه. تغمدك الله بواسع رحمته، فقد كنت يا أيها الوائلي صوتا للحسين صارخا، وقلبا لتعاليم محمد حاويا، وكنت فارسا شهما، تذود عن حياض أهل البيت وكراماتهم. وكنت بحق فكرا عملاقا ومدرسة متميزة. وكانت مسيرة حياتك مليئة بالعمل والعطاء، لقد كنت أيها الوائلي شمعة تضيء لنا الدرب بنور الحسين لقد كنت لي وللكثيرين نبع ماء نعود لمعينه عندما يستبد بنا العطش. الشيخ الوائلي من أولئك البشر الذين كتب عليهم أن يعيشوا خارج بلادهم لكنه عندما عشق تربة بلاده بادلته الأوطان هذا العشق فرفضت هذه التربة أن يدفن جسده الطاهر إلا فيها، فكما كان وفيا للنجف كانت النجف وفية له، وكأنما الدنيا بقضها وقضيضها بذلت الجهد لكي يتحقق بيت شعر قاله منذ أكثر من نصف قرن: [poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] وادي الغري وحق رملك وهو = أشتاقه في غدوتي ومسائي [/poet] الى أن يقول: [poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] فلديك أصلي والفروع وأنني = أنا لاحق بهما بدون مراء [/poet] أيها الوائلي ستظل في ضمائر الأمة والعقول كالنجم يصل نوره إلى أعماق المستقبل وان غيبك الثرى لأنك قبس من نور الحسين ولأنك قلت في رسالة للحسين : [poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] دأبت أزورك في كل عام= والثم تربك يا ابن النبي ويا ابن علي ويا ابن البتول = ويا ابن ذرى المجد من يثرب [/poet] بدموع سواجم نودعك يا خادم الحسين يا من تركت بصمات من الكرامة ومن الثقافة والفكر في وجدان الأمة ومسير الإنسانية. دعني أودعك أيها الراحل عنا بقولك لأنه الأبلغ وأنت تؤبن أستاذك الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله عام 1964م : [poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""] تغيبت عنا وحاشا أن تموت فما=يموت فكر ولا يغتاله اللحد لا يأكل الترب روحا منك خالدة=بل كل ما للترب الشلو والجسد. [/poet] ( عن موقع قطيفيات )
|
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|