أبناؤكم في مواقع عملهم يخدمونكم فرفقا ً بهم

[الفجر الجديد]

السلام عليكم /



جاءت الروايات الشريفة عن المعصومين عليهم السلام لتؤكد للمؤمن الحق قيمة قضاء حوائج إخوانه قلّت أو كثرت , ولفضلها قدّمتها بعض هذه الروايات على سائر الأعمال المستحبة , وجعلتها أولى من المستحبات الأخرى , ولذا ورد عنهم عليهم السلام : ( خير الناس أنفعهم للناس )

روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) انه قال : (احرصوا على قضاء حوائج المؤمنين ، وإدخال السرور عليهم ، ودفع المكروه عنهم ، فإنه ليس شئ من الأعمال عند الله عز وجل بعد الفرائض ، أفضل من إدخال السرور على المؤمن )

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : لقضاء حاجة امرء مؤمن أحب إلى الله من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف )

والروايات في هذا الصدد كثيرة , وهي واضحة الدلالة في تنمية الحس الإنساني لدى المؤمن تجاه أخيه ليقوم بخدمته ولا يتوانى في ذلك متى ما أتيحت له الفرصة , وما من شك ٍ أنّ الحاجات مشتركة فمن تحتاج إليه اليوم قد يحتاج إليك غدا ّ فهذه هي سمة الحياة فضعف الإنسان وافتقاره إلى غيره حقيقة قائمة لا يمكن نكرانها فطالب العلم يحتاج إلى الطبيب , والطبيب يحتاج لطالب العلم , وهكذا .

, وسأتعرض في طرحي هذا إلى الموظفين في الوظائف الخدمية وما يتعلق بعملهم في مقابلة الجماهير وإنهاء معاملاتهم في الأجهزة الحكومية أو في المؤسسات الصحية والخدمية والشئون البلدية والعمرانية , والشركات التي تقدّم خدماتها للمواطنين كالكهرباء والماء والاتصالات وغيرها , وما من شكّ ٍ أن هؤلاء جميعهم يستطيعون خدمة إخوانهم وأصدقائهم وذويهم وأهل الإيمان في مجتمعهم من خلال عدّة قنوات تختلف باختلاف حجم وأهمية حاجاتهم , وهذا هو المؤمل منهم , ولا بدّ لهم أن يحتسبوا الأجر والثواب من الله تعالى , فتسهيل إنهاء المعاملات أو تسريعها جميعها أمور تبعث على الفخر من ابن البلد لإخوانه .

ولكن في هذه الوقفة السريعة لي عدّة ملاحظات أتمنى أن تتسع لها صدوركم , وتعيها أذنكم الواعية :

1- يعتقد بعض الإخوة أنّ وجود هذا الشخص أو ذاك في هذا الجهاز الخدمي أو ذاك يعني أنّ له المقدرة التامة لإنهاء أي موضوع مهما كانت صعوبته ما دام هو موظفاً في هذا القطاع , وقد يتناسى بعضهم أنّ لكل قطاع ٍ أنظمته ولوائحه التي تحكمه , وتقيّده , وأنّ فوق هذا الموظف من هو أكبر منه , يرى البعض أنّ تجاوز النظام للموظف في دائرته من السهل جدّا ً , وربما يقارنه بمعاملات لآخرين تم إنهاؤها من قبل موظفين غير آبه ٍ أنّ ذلك قد تمّ بطرق ٍ غير نظامية , وهناك من يقول : ما دام أنّ هناك طرقا ً لإنهاء المعاملة وإن لم تكن نظامية فما الضير في ذلك ما دام أن ّ كثيرا ً من المعاملات تنتهي بطرق غير نظامية , ولا يرى قيمة ً لمبادئ هذا الموظف التي يؤمن بها ولا يستطيع تجاوزها .


2- يبذل بعض الموظفين قصارى جهدهم لإنهاء معاملة شخص ما , ولكن ربما تأخرت في مرحلة ما لأسباب خارجة عن إرادتهم ومع ذلك يلاقي العتاب من هذا الشخص لتأخير معاملته .

3- قد يطلب أحد الأشخاص من هذا الموظف إنهاء معاملته , ولكن يريدها بشكل ٍ يتلائم مع مواصفات خاصة به قد لا يكون معمولاً بها نظاما ً , ويطلب منه أن يساعده في ذلك وربما أوقعه في الحرج الشديد وللتوضيح أضرب مثالا ً واحدا ً :

يتقدم ذوو المتوفى لهذا الموظف في المستشفى بأن يطلب من الطبيب أن يغيـّر في تقريره ساعة الوفاة بحيث تكون متأخرة عن الوقت الفعلي لوفاة الشخص مما يعني أنّ وفاته وقعت في وقت دوامه الرسمي , وهذا له تميز من حيث الحقوق التي ستدفع لورثته من قبل صاحب العمل , لكم أن تحكموا على مدى شرعية هذا الفعل , ومدى الحرج النفسي الذي سيلاقيه هذا الموظف مع الطبيب .

4- هناك أمور هي روتينية جداّ ويمكن للشخص القيام بها بنفسه ولا تكلفه الكثير , ومع ذلك يحملّ هذا الموظف عبئاً إضافيا ً , متناسيا ً أنّ هذا الموظف مكلف ٌ بمهام , وقد يلاقي مسائلة ً من رؤسائه إذا بدر منه أي تقصير في إنجاز عمله .

5- قد لا يقبل البعض أن يكون دور هذا الموظف إرشاديا ً فقط , فهو يريده أن يتابع معاملته أولاً بأول , حتى وإن كانت المعاملة بعيدة عن اختصاصه وفي قسم آخر لا تمت له بصلة فيقوم بعض الموظفين مشكورا ً بالاتصال بالموظف الآخر لمعرفة الأوراق المطلوبة , وربما قدّم توصيته بهذا الشخص وحسب , ولا يستطيع أكثر من ذلك .

هذه فقط بعض الملاحظات , وقد يكون هناك أكثر من هذا لم أستطع الإحاطة بها في هذه العجالة , وخلاصة قولي :

شكراً لكل من يسعى جاهدا ً لقضاء حوائج إخوانه في مقر عمله , وطوبى لمن راعى أبناء بلده في مواقع عملهم ولم يحمّلهم ما لا يطيقون لئلا يأتي يوم ٌ يشيحون بوجوههم عنا عندما يرونا في مواقعهم .

قد تختلف الآراء حول ما طرحت , فأهلا ً بكل رأي ٍ يصوّب رأيي , وينير بصيرتي

تحياتي

 

 

[فيض المشاعر]

اخي الكريم اعجبني طرحك كثيراً وهذا ليس بجديد ولا مستغرب عليك ...

لي مداخلة بسيطة في هذه النقطة عزيزي ...

اقتباس 1- يعتقد بعض الإخوة أنّ وجود هذا الشخص أو ذاك في هذا الجهاز الخدمي أو ذاك يعني أنّ له المقدرة التامة لإنهاء أي موضوع مهما كانت صعوبته ما دام هو موظفاً في هذا القطاع , وقد يتناسى بعضهم أنّ لكل قطاع ٍ أنظمته ولوائحه التي تحكمه , وتقيّده , وأنّ فوق هذا الموظف من هو أكبر منه , يرى البعض أنّ تجاوز النظام للموظف في دائرته من السهل جدّا ً , وربما يقارنه بمعاملات لآخرين تم إنهاؤها من قبل موظفين غير آبه ٍ أنّ ذلك قد تمّ بطرق ٍ غير نظامية , وهناك من يقول : ما دام أنّ هناك طرقا ً لإنهاء المعاملة وإن لم تكن نظامية فما الضير في ذلك ما دام أن ّ كثيرا ً من المعاملات تنتهي بطرق غير نظامية , ولا يرى قيمة ً لمبادئ هذا الموظف التي يؤمن بها ولا يستطيع تجاوزها .

أنا معك في مجمل طرحك ولكن لفتت أنتباهي هذه النقطة ....


في أعتقادي أخي الكريم أن الموظف الحكومي هو أكثر عرضة

ومواجهة من غيره لمثل هذه الأمور ... والمستغرب في الأمر أن

من يحاول جاهداً خدمة أخيه في أي أمر ما ولم يستطع إنهاءه

على الوجه الذي يريده طالب هذه الخدمه ... يصبح عرضه للكلام

أو عرضة للعتب أو ما إلى ذلك من طالب هذه الخدمة بعكس في

حالة إنهاء خدمته على أحسن ما يريد فسيكون الشكر والمديح

والثناء هو المتواجد في هذه الحالة ...


فعلاً أي موظف له طاقة وحدود و أمكانيات و أنظمة من قبل دائرته

ولا يمكنه أن يتعداها ولو تعدى هذه الأنظمة فربما ترجع على هذا

الموظف بالضرر ...


عموماً و أنا أثق بل و أجزم أن الغالبية منا واعيين ومدركين لمثل هذه

الأمور ويسعون دائماً إلى عدم التكليف على اي موظف من اخوانهم

وبالذات إذا كان في وظيفية في مكان حساس ...


أخي الفجر الجديد تقبل إعجابي ودُمت في رعاية الله ...

 

 

[الفجر الجديد]

السلام عليكم /

أشكر لك عزيزي أبو زينب هذه الإضافة , ومما بلغني من أحدهم كنموذج من هذه النماذج لتوضيح الصورة أنّه قام بالتنسيق مع زميله الموظف المسئول عن قسم معين في دائرته على إنهاء معاملة صديق ٍ له , فأبلغ صديقه بأنّ معاملته ستكون منتهية ً فور وصوله للموظف , وعندما قام بمراجعة الموظف أراد هذا الموظف التأكد من بعض المعلومات فسأل الشخص صاحب المعاملة عن بعض الأمور المتعلقة بالمعاملة , فرد عليه صاحب المعاملة بطريقة فضـّة ٍ جدا ً فقد كان ينتظر أن يستلم المعاملة دون أدنى نقاش , فأدّى ذلك إلى تأخير المعاملة ,ووقوع صديق صاحب المعاملة في الحرج مع زميله الموظف .

هذه النماذج قد تتكرر بأكثر من صورة , وهي صورة غير محببة , والأولى أن يتنبه الأخوة إلى امر ٍ وهو : إذا وضعت أخا ً لك من أهل بلدتك وسيطا ً لإنهاء أي أمر يخصك فلابد أن تعي حساسية دوره , وتقدير مجهوده , ودفع كل ما يوقعه في حرج ٍ مع الآخرين .

فكرة ٌ أردت ُ بها أن نرتقي بوعينا , ونحن لا شك أنّنا نملك من الوعي ما يكفينا لنكون قدوة ً لغيرنا .

تحياتي

 

 

[حامل المسك]

طرح رائع لي عودة